کتاب الطهارة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و الناظر في مثل المرسلة لا ينبغي أن يشك في أن التعبيرات التي فيها تعبدية خارجة عن فهم العرف واهل اللغة ، كقوله " إنما هو عزف " بالزاي المعجمة و الفاء على ما في أكثر النسخ كما قال المجلسي ، أو قوله " عزف عامر " أو " ركضة من الشيطان " قال في الوافي بعد نقله عن نهاية ابن الاثير أن العزف بمعنى اللعب بالمعازف أي الدفوف و غيرها : أقول : كأن المراد أنه لعب الشيطان بها في عبادتها ، كما يدل عليه قول الباقر عيله السلام " عزف عامر " فإن " عامر " اسم الشيطان ( انتهى ) .نعم في بعض النسخ بدل " عزف " إنما هو عرق ، و بدل قوله " عزف عامر " عرق غامد ، و عن بعض روايات العامة " عرق عائد " و كيف كان فلا يمكن لنا استفادة موضوع الاستحاضة من اللغة بحيث يخرج عن الابهام .و ما ذكره الجوهري مع إمكان أخذه من الروايات و مخالفته لمقتضى الاشتقاق لا يمكن الركون إليه و الوثوق به .و الاخبار الواردة في الاستحاضة و إن وردت غالبا في من استمر بها الدم بعد العادة إلا أنها ليست على وجه يستفاد منها انحصار الاستحاضة بالدم المستمر بعد العادة و إن كان بعضها لا يخلو من إشعار بذلك ، و سيأتي دلالة بعضها على كونها أعم من ذلك .و ليس للاستحاضة معنى عرفي لدى العرف العام يمكن تطبيقه على الحدود التي وردت لها في الشرع ، بل لا يرى العرف الاستحاضة و الحيض دمين ، بل قد يرى دم الحيض قليلا محدودا و قد يراه كثيرا مستمرا ، و يقال : صارت فلانة دائمة الحيض ، كما هو ظاهر الاشتقاق على وجه .و في مرسلة يونس أن حمنة بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه و اله : إني استحضت حيضة شديدة ، و فيها أيضا أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي صلى الله عليه و اله فقالت : إني استحاض فلا أطهر ، فقال النبي صلى الله عليه و اله : ليس ذلك بحيض ، إنما هو عزف .فأرادت بقوله " إنى استحاض فلا أطهر " صرت حائضا حيضا دائما ، و لذا نفى حيضيته و قال إنه عزف ، أي لعب الشيطان كما مر .نعم هنا كلام قد مر في أول بحث الحيض ، و مجمله أن الحيض هو الدم الطبيعي المقذوف من أرحام النساء ، و لما كانت الارحام السليمة عن الآفات و الصحيحة عن