بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله و كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ، و الصلوة و السلام على رسوله و آله .و بعد لازالت الحوزة العلمية المقدسة ببلدة ( قم ) المشرفة من بدء تأسيس أساسها و غرس فسيلها بيد بطل العلم و الورع آية الله العظمى " الحاج الشيخ عبد - الكريم الحائري اليزدي " - رضوان الله عليه - إلى الآن تزداد سعة و نمية ، و بهجة و نضارة ، و تتكامل صورة و معنى ، و ظاهرا و باطنا ، حتى أصحبت أكبر معهد علمي للشيعة الامامية ، و أسهل منهل لرواد سنم العلم الصافي ، و أيسر مشرع لروام معين الفضيلة الخالدة ، و كان هذا هو المتوقع ، إذا أسست من أول يوم على التقوي ، و بنيت على الاخلاص و الصلاح ، " شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " .و قد قاست تلك الشجرة المباركة طيلة حياته حوادث صعبة جمة كادت أن تقلعها من أصلها فضلا عن أثمارها و أغصانها لو لا ما ضمن الله تعالى من إحقاق الحق و حفظه و إنما ما حرث بالاخلاص لوجهه ، و إرباء ما غرس لاصلاح أرضه و عمارة بلاده ، فبالرغم على ما كان يأمله شرذمة شاردة ، و يستهدفه أيادي خائنة ، ربت و نمت و أنبتت و آتت أكلها بإذن الرب تبارك و تعالى .و قد كفل سقايتها و تعاهد حراستها امة عظيمة من رجالات العلم و الفضيلة