اسناد خطبة الزهراء في المسجد
أقول: ذكر الشيخ ذبيح اللَّه المحلّاتي في كتاب «رياحين الشريعة» أسامي عدّة من أعلام العامّة الّذين ذكروا في كتبهم خطبة الزهراء عليهاالسلام، و لم يردوا عليها إيراداً، و لم يناقشوا فيها، و إليك خلاصة ما ذكر من أساميهم و كتبهم:
أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب «السقيفة و فدك».
أحمد بن أبي طاهر (المتوفّى سنة 280) في كتاب «بلاغات النساء».
ابن أبي الحديد (المتوفّى سنة 655) في شرح نهج البلاغة (ج 16 و ج 4) على ما ذكر في ذيل كلام أميرالمؤمنين عليه السلام: «كانت في أيدينا فدك...».
أبوعبداللَّه محمّد بن عمران بن موسى بن سعيد بن عبداللَّه المرزباني المعتزلي (المتوفّى سنة 384) بشهادة سيّد المرتضى رحمه الله في «الشافي».
أخرجه بالإسناد إلى عروة بن الزبير عن عائشة ترفعها إلى الزهراء عليهاالسلام.
و أيضاً بالإسناد إلى أبي الحسين زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام...
أحمد بن محمّد بن مكّي، عن محمّد بن قاسم يماني، عن أبي عائشة بشهادة المرزباني،و اُمّه عائشة بنت طلحة بن عبداللَّه (المتوفّى سنة 282)
عمر بن شيبة في تأريخه بشهادة عليّ بن عيسى الإربلي في «كشف الغمّة»، والإربلي موثّق عند العامّة.
الإمام الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه في كتاب مناقبه بسنده عن الزهري بشهادة السيّد الأجل عليّ بن طاووس رحمه الله في كتاب «الطرائف».
أبوالمظفّر شمس الدين يوسف سبط ابن جوزي في باب الحادي عشر من تذكرة خواصّ الاُمّة.
المحدّث الشهير إسحاق بن عبداللَّه بن إبراهيم، عن صالح بن كيسان، و هو عن الزهري بنقل علّامة الخبير السيّد إسماعيل عقيلي في «كفاية الموحّدين».
جلال الدين سيوطي في كتاب «لآلي المصنوعة في أحاديث الموضوعة»، ذكر بهذه العبارة: و ذكر أبومحمّد بن قتيبة:
أنّ فاطمة عليهاالسلام خرجت في ثلاثة من نسائها تطأ ذيولها حتّى دخلت على أبي بكر.
ثمّ قال السيوطي: قال ابن قتيبة: كنت أرى أنّ لهذا الحديث أصلاً.
و هذه العبارة عن السيوطي تدلّ على أنّ الخطبة ليست عنده من الموضوعات، و طعنٌ على من يقول: إنّها من الموضوعات.
عليّ بن محمّد بن العرلق في كتاب «مختصر تنزيه الشريعة من الأحاديث الموضوعة الشنيعة»، و حكم بصحّة الخطبة، و طعن على من يقول: إنّها موضوعة.
الزمخشري في كتاب «الفائق» في لغة «لمة» قال: و في حديث فاطمة عليهاالسلام:
إنّها خرجت في لمة من نسائها تطأ ذيولها حتّى دخلت على أبي بكر.
و أيضاً في كتاب «الفائق» في لغة «هنبثة» أشارإلى الخطبة، و فسّر بعض لغاتها.
ابن الأثير الجزري في كتاب نهاية في لغة «لمة» أشار إلى الخطبة، و فسّر كثير من ألفاظها المشكلة.
المسعودي في كتاب «مروج الذهب» [ مروج الذهب 2/ 304 (ط. بيروت).] قال: و ما كان من فاطمة عليهاالسلام و كلامها متمثلة حين عدلت إلى قبر أبيها عليهاالسلام من قول صفيّة بنت عبدالمطلب:
قد كان بعدك أنباء و هيمنة | لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إلى آخر الشعر... إلى غير ذلك ممّا تركنا ذكره من الأخبار في هذا الكتاب، إذ كنّا قد أتينا على جميع ذلك في كتاب «أخبار الزمان» والكتاب الأوسط...
عبدالرحمان بن عيسى الشافعي في كتاب «ألفاظ الكتابة» (ص 65 ط بيروت طبع 9) نقل جملاتاً من الخطبة و استدلّ بها.
عمر رضا كحالة في المجلّد الثالث من كتاب «أعلام النساء»، نقل تمام الخطبة في ترجمة فاطمة الصدّيقة عليهاالسلام، و لم يرد عليها إشكالاً وإيراداً.
حسن بن علوان، عن عطيّة العوفي، قال: سمعت الخطبة عن عبداللَّه بن الحسن المثنّى بشهادة أحمد بن أبي طاهر في «بلاغات النساء».
و الشيخ الصدوق في «علل الشرايع» نقل مقداراً منها في علل قوانين الشرع المطهّر، ورواها عن ابن المتوكّل، و هو عن السعد آبادي بإسناده عن العقيلة زينب الكبرى عليهاالسلام بنت أميرالمؤمنين عليه السلام.
و أيضاً في (بلاغات النساء) و سائر الكتب عن عطيّة قال: كنّا عند أبي الحسين زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام... فقال زيد: رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونها عن آبائهم ويعلّمونها أولادهم...
فاتّضح صحّت إعتبارها كالنور على شاهق الطور. [ رياحين الشريعة: 1/ 311
.
أقول: هذا خلاصة ما ذكره صاحب كتاب «رياحين الشريعة» ذكره بالفارسيّة نقلت الخلاصة منه باُسلوب العربيّة كي يوافق مع ساير عبارات كتابنا،
فراجع المأخذ، وما تصرفت في النقل إلّا قليلاً أو بزيادة ذكر بعض الجملات من مصادر الأصل، كما أشرت في حين ذكر الزيادة إليه.
ثمّ ذكر صاحب الكتاب أنّ هؤلاء الأعلام كلّهم موثّقون عند علماء العامّة وأثنوا عليهم.
أقول أيضاً: و ذكر في كتاب «فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله»:
العلاّمة في اللغة والأدب؛ ابن المنظور قال في «لسان العرب» في مادة «لمّ»:
و في حديث فاطمة رضوان اللَّه عليها: أنّها خرجت في لمّة من نسائها تتوطّأ ذيلها إلى أبي بكر فعاتبته...
و ذكر أيضاً الاُستاذ توفيق أبوعلم قال في كتابه القيّم «أهل البيت»: [ أهل البيت: 157.]
أوتيت الزهراء رضوان اللَّه عليها كسائر أهل البيت حظّاً عظيماً من الفصاحة و البلاغة... و أنّه ليتبيّن ذلك خاصّة في خطبتها و كلامها في بيعة أبي بكر و خلافها معه بشأن فدك.
ثمّ نقل الخطبة من «بلاغات النساء» و قال بعد تمام الخطبة: والمشهور عن السيّدة الزهراء رضي اللَّه عنها أنّها كانت قويّة العارضة، خطيبةً بارعة إذا ما انتبرت المنابر هزّت القلوب والمشاعر، و أنّ خطبتها على جمهرة من المهاجرين والأنصار آية على ثبت بديهتها وحضور ذهنها. [ فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله: 380 و381.]
أقول: اختصرت كلام أبوعلم، فراجع المأخذ.
3680/ 1
قال: نقلتها من كتاب «السقيفة» تأليف أحمد بن عبدالعزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلّفها المذكور، قرأت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين و عشرين و ثلاث مائة.
روى عن رجاله من عدّة طرق: إنّ فاطمة عليهاالسلام لمّا بلغها إجماع أبي بكر... إلى آخر الخطبة.
و قد أشارإليها المسعودي في «مروج الذهب».
و قال السيّد المرتضى رضى الله عنه في «الشافي»: أخبرنا أبوعبداللَّه محمّد بن عمران المرزباني، عن محمّد بن أحمد الكاتب، عن أحمد بن عبيداللَّه النحوي، عن الزيادي، عن شرفي بن قطامي، عن محمّد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة.
قال المرزباني: وحدّثني أحمد بن محمّد بن المكّي، عن محمّد بن القاسم اليماني، قال: حدّثنا ابن عائشة، قالوا:
لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقبلت فاطمة عليهاالسلام في لمّة من حفدتها إلى أبي بكر.
و في الرواية الاُولى قالت عائشة: لمّا سمعت فاطمة عليهاالسلام إجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها على رأسها، و اشتملت بجلبابها، و أقبلت في لمّة من حفدتها.
ثمّ اتّفقت الروايتان من هاهنا: و نساء قومها، و ساق الحديث نحو ما مرّ... إلى قوله: افتتحت كلامها بالحمد للَّه عزّ و جلّ والثناء عليه والصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ قالت: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)... إلى آخرها.
أقول: و سيأتي أسانيد اُخرى سنوردها من كتاب أحمد بن أبي طاهر، و روى الصدوق رحمه الله بعض فقراتها المتعلّقة بالعلل في «علل الشرائع»، عن ابن المتوكّل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمّد بن جابر، عن زينب عليهاالسلام بنت عليّ عليه السلام.
قال: و أخبرنا عليّ بن حاتم، عن محمّد بن أسلم، عن عبدالجليل الباقطاني، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عبداللَّه بن محمّد العلوي، عن رجال من أهل بيته، عن زينب عليهاالسلام بنت عليّ عليه السلام، عن فاطمة عليهاالسلام بمثله.
و أخبرني عليّ بن حاتم، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن عمارة، عن محمّد بن إبراهيم المصري، عن هارون بن يحيى، عن عبيداللَّه بن موسى العبسي، عن حفص الأحمر، عن زيد بن عليّ، عن عمّته زينب عليهاالسلام بنت عليّ عليه السلام، عن فاطمة عليهاالسلام، وزاد بعضهم على بعض في اللفظ.
قال العلّامة المجلسي رحمه الله: أقول: قد أوردت ما رواه في المجلّد الثالث، و إنّما أوردت أسانيدها ليعلم أنّه روى هذه الخطبة بأسانيد جمّة، و روى الشيخ المفيد الأبيات المذكورة فيها بالسند المذكور في أوائل الباب.
و روى السيّد بن طاووس رضى الله عنه في كتاب «الطرائف» موضع الشكوى والإحتجاج من هذه الخطبة عن الشيخ أسعد بن شقروة في كتاب «الفائق» عن الشيخ - المعظم عندهم، الحافظ الثقة بينهم- أحمد بن موسى بن مردويه الإصفهاني في كتاب «المناقب».
قال: أخبرنا إسحاق بن عبداللَّه بن إبراهيم، عن شرفي بن قطامي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
و رواها الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب «الإحتجاج» مرسلاً، و نحن نوردها بلفظه، ثمّ نُشير إلى موضع التخالف بين الروايات في أثناء شرحها، إن شاءتعالى.
قال رحمه الله: روى عبداللَّه بن الحسن بإسناده عن آبائه عليهم السلام أنّه لمّا أجمع أبوبكر على منع فاطمة عليهاالسلام فدك [ البحار: 8/ 109 (ط. الحجرية) ، و29/ 218- 220.] ] ... إلى آخر الخطبة.
أقول: وجدت هذه الخطبة في كتاب «بلاغات النساء» لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر فأحببت إيرادها لما فيه من الإختلاف، مع ما أوردنا سابقاً.
قال أبوالفضل: ذكرت لأبي الحسين زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام كلام فاطمة عليهاالسلام عند منع أبي بكر إيّاها فدك.
قلت له: إنّ هؤلاء يزعمون أنّه مصنوع و أنّه من كلام أبي العيناء- الخبر منسوق على البلاغة على الكلام-.
فقال لي: رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلّمونه أبنائهم، و قد حدّثنيه أبي عن جدّي يبلغ به فاطمة عليهاالسلام على هذه الحكاية.
رواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جدّ أبي العيناء و قد حدث به الحسن بن علوان، عن عطيّة العوفي أنّه سمع عبداللَّه بن الحسن يذكر عن أبيه.
ثمّ قال أبوالحسين: هذا من كلام فاطمة عليهاالسلام فينكرونهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة عليهاالسلام، فيحققونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت، ثمّ ذكر الحديث إلى آخر الخطبة. [ البحار: 8/ 112 (ط. الحجرية) و 29/ 235.]
أقول: ثمّ أخذ العلاّمة المجلسي رحمه الله في الشرح و التفسير لهذه الخطبة الشريفة العظيمة والردّ و الإنتقاد و البحث فيها و مطاويها و غيرها، فراجع المأخذ.
و احتجّ بها على من غصب فدك منها، اعلم! أنّ هذه الخطبة من الخطب المشهورة الّتي روتها الخاصّة والعامّة بأسانيد متظافرة.
قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح كتابه عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عند ذكر الأخبار الواردة في فدك، حيث قال: الفصل الأوّل فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث و كتبهم لا من كتب الشيعة و رجالهم... إلى آخره. [ البحار: 8/ 108 (ط. الحجرية) باب نزول الآيات في أمر فدك.]
قال السيّد عبدالحسين شرف الدين في (النصّ والإجتهاد): [ النص والإجتهاد: 117.]
السلف من بني عليّ و فاطمة عليهماالسلام يروى خطبتها في ذلك اليوم لمن بعده، و من بعده رواها لمن بعده حتّى انتهت إلينا يداً عن يد، فنحن الفاطميين نرويها عن آبائنا، و آباؤنا يروونها عن آبائهم، و هكذا كانت الحال في جميع الأجيال إلى زمن الأئمّة من أبناء عليّ و فاطمة عليهماالسلام، و دونكموها في كتاب «الإحتجاج» للطبرسي، و في «بحارالأنوار» للمجلسي رحمه الله.
و قد أخرجها من اثبات الجمهور وأعلامهم أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب «السقيفة و فدك» بطرق وأسانيد ينتهي بعضها إلى السيّدة زينب بنت عليّ و فاطمة عليهم السلام.
و بعضها إلى الإمام أبي جعفر محمّد الباقر عليه السلام.
و بعضها إلى عبداللَّه بن الحسن بن الحسن يرفعونها جميعاً إلى الزهراء عليهاالسلام كما في: (4/ 78) من (شرح النهج) لابن أبي الحديد. [ أقول: لم أجده في المجلّد المذكور من مجلّدات طبع دار إحياء الكتب العربيّة، القاهرة، بل المذكور في المجلّد 16 من هذا الطبع الّذي ذكرت، لعلّ المجلد المذكور أعني الرابع عند السيّد غير هذه المجلّدات الّتي يبلغ عشرين مجلّداً، إنّما الخطبة وإسنادها على روايات الجوهري في المجلّد 16 أوردتها بالتفصيل، فراجع.]
و أخرجها أيضاً أبوعبداللَّه محمّد بن عمران المرزباني، بالإسناد إلى عروة بن الزبير، عن عائشة ترفعها إلى الزهراء عليهاالسلام، كما في (ص 93) من المجلّد الرابع من «شرح النهج».
و أخرجها المرزباني أيضاً- كما في (ص 94) من المجلّد المذكور- بالإسناد إلى أبي الحسين زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه يبلغ بها فاطمة عليهاالسلام و نقل ثمّة عن زيد أنّه قال: رأيت مشايخ آل
أبي طالب يروونها عن آبائهم ويعلّمونها أولادهم. [ فدك (ملحقاته): 146.]
لقد ذكر الخطبة مجموعة من العلماء مع اختلاف يسير بين بعض كلماتها أو جملاتها، و أنا أذكرها في المتن على رواية الطبرسي في «الإحتجاج» و أذكر في الهامش الإختلاف المذكور عن نسخة مصحّحة اجتمع على تصحيحها و انتقائها من نسخ متعدّدة: السيّد عبدالحسين شرف الدين، والشيخ محمّد تقي صادق.
و عرضت على الشيخ محمّد السماوي، فقال: إن كان للزهراء عليهاالسلام خطبة فهي هذه، و قد حصلت عليها من مكتبة الخطيب المغفور له الشيخ مسلم الجابر النجفي،و قد علمت عليها بحرف (خ)، كما ذكر الخطبة علّامة الأدب أحمد بن أبي طاهر البغدادي (المتوفّى سنة 280 ه) في «بلاغات النساء»: (3/ 1208) طبعة دمشق، و ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة»: (4/ 93) عن الجوهري. [ فدك (ملحقاته): 146.]
أقول: ذكر الخطبة في كتاب «السقيفة و فدك» أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في ص 99- 103 (طبع مكتبة نينوى الحديثة طهران، تحقيق الدكتور محمّد هادي الأميني)،كما ذكر ابن أبي الحديد في «شرح نهج البلاغة»: (16/ 211- 223).
كلمات بعض الأعلام و الأعاظم في شأن خطبتها
أقول: و أذكر شيئاً من كلمات بعض الأعلام و الأعاظم في شأن الخطبة، خلافاً لما تعهّدت من عدم ذكر كلمات الأعاظم و الأعلام في كتابنا حذراً من الإطالة، ولكن أذكر هنا شيئاً قليلاً من كلمات بعضهم.
لتعرف عظمة شأن الخطبة من حيث الفصاحة و البلاغة، و شهادة هؤلاء حجّة في إثبات ذلك، ردّاً على و هم بعض المعاندين بأنّ الخطبة من مصنوعات ابن أبي العيناء الضرير، مولى أبي جعفر المنصور ولد بالأهواز سنة إحدى و تسعين ومائة.
و لتعرف أيضاً أنّ ابن أبي العيناء أصغر من ذلك، بل في جنبها كالمعدوم، بل أقلّ من هذا- كما قيل- و أجاب عنه زيد بن عليّ... بأن تدارسوه الشيعة قبل أن يوجد جدّ ابن أبي العيناء...
1- قال العلّامة المحقّق الإربلي: إذ كانت خطبتها الّتي تحيّر البلغاء، و تعجز الفصحاء...
قال: فإنّها من محاسن الخطب و بدايعها، عليه مسحة من نور النبوّة، و فيها عبقة من أرج الرسالة.
2- قال شيخ الإسلام العلاّمة المجلسي رحمه الله:... و لنوضح تلك الخطبة الغرّاء الساطعة عن سيّدة النساء صلوات اللَّه عليها الّتي تحيّر من العجب منها و الإعجاب بها أحلام الفصحاء والبلغاء.
3- قال العلّامة السيّد محمّد تقي الرضوي القمّي:... الخطبة المشهورة
الغرّاء... الّتي عجزت عن إنشاء مثلها، أو ما يدانيها ألسن الاُدباء والبلغاء...
4- الاُستاذ أبوعلم:... اُوتيت الزهراء رضوان اللَّه عليها كسائر أهل البيت عليهم السلام حظّاً عظيماً من الفصاحة و البلاغة، فكلامها متناسب الفِقَر، متشاكل الأطراف، تملك القلوب بمعانيه، و تجذب النفوس بمحكم أدائه و مبانيه.
فهي في البيان من أغرز القوم مادّة، و أطولهم باعاً، و أمضاهم سليقة، وأسرعهم خاطراً، و أنّه ليتبيّن ذلك خاصّة في خطبتها... بشأن فدك.
5- قال السيّد شرف الدين:... و للزهراء عليهاالسلام حجج بالغة، و خطبتاها في ذلك سائرتان، كان أهل البيت عليهم السلام يلزمون أولادهم بحفظها، كما يلزمونهم بحفظ القرآن. [ فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه و آله: 378- 388.]
احتجاج فاطمة الزهراء على القوم لمّا منعوها فدكاً...
3681/ 1- روى عبداللَّه بن الحسن [ هو عبداللَّه بن الحسن المثنّى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام. في «عمدة الطالب»: و إنّما سمّي المحض، لأنّ أباه الحسن بن الحسن عليه السلام، و اُمّه فاطمة بنت الحسين عليه السلام، و كان يشبه برسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و كان شيخ بني هاشم في زمانه.
و قيل له: بما صرتم أفضل الناس؟
قال: لأنّ الناس كلّهم يتمنّون أن يكونوا منّا، و لا نتمنّى أن نكون من أحد.
و قال أبوالفرج الإصفهاني في «مقاتل الطالبين»- عند ذكر من قتل أيّأم أبي جعفر المنصور-: قد طلب محمّداً و إبراهيم، فلم يقدر عليهما، فحبس عبداللَّه بن الحسن و إخوته و جماعة من أهل بيته بالمدينة، ثمّ أحضرهم إلى الكوفة فحبسهم بها، فلمّا ظهر محمّد قتل عدّة منهم في الحبس... إلى أن قال:
و عبداللَّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، يكنى أبا محمّد...
إلى أن قال: و قتل عبداللَّه بن الحسن في محبسه بالهاشميّة، و هو ابن خمس و سبعين، سنة خمس و أربعين ومائة.
و في «معجم البلدان»: والهاشميّة أيضاً مدينة بناها السفاح بالكوفة... إلى أن قال: و بالهاشميّة هذه حبس المنصور عبداللَّه بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام و من كان معه من أهل بيته.] بإسناده عن آبائه عليهم السلام أنّه لمّا أجمع [ أجمع: أحكم النية والعزيمة.] أبوبكر و عمر على منع فاطمة عليهاالسلام فدكاً، و بلغها ذلك [ قال ابن أبي الحديد في «شرح النهج»:
قال أبوبكر- يعني: الجوهري-: فحدّثني محمّد بن زكريّا
قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن عمارة الكندي،
قال: حدّثني أبي عن الحسين بن صالح بن حي، قال: حدّثني رجلان من بني هاشم، عن زينب عليهاالسلام بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
قال: و قال جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام.
قال أبوبكر: وحدّثني عثمان بن عمران العجيفي، عن نائل بن نجيح بن عمير بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام.
قال أبوبكر: وحدّثني أحمد بن محمّد بن يزيد، عن عبداللَّه بن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن عبداللَّه بن حسن بن حسن، قالوا جميعاً: لمّا بلغ فاطمة... إلى آخره.] لاثت