منازعة فاطمة مع أبي بكر بشأن فدك من حيث النحلة والإرث - کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 6

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

منازعة فاطمة مع أبي بكر بشأن فدك من حيث النحلة والإرث


المستظهر من التواريخ و السير و الصحاح: أنّ فدك كانت نحلة و عطيّة من النبيّ صلى الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام و أنّه صلى الله عليه و آله دفعها إليها في حياته، و يوم وفاته كانت في يد فاطمة عليهاالسلام.

و أبوبكر أرسل من ينتزع فدك من فاطمة عليهاالسلام أنّه الغريم لها، فتكون عليه البيّنة، و لا تطلب البيّنة من ذي اليد بالضرورة من الدين.

و أمّا شهادة عليّ عليه السلام و اُمّ أيمن؛ فهي على وجه التبرّع و إلزام أبي بكر لفاطمة عليهاالسلام بالإشهاد.

استفهام واحتجاج؟


أنّ عليّاً عليه السلام شهد لفاطمة عليهاالسلام بأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أعطاها فدك، فأسقطوا شهادته.

المرافعة بين فاطمة عليهاالسلام و أبي بكر وشهد أبوبكر أنّ ميراث محمّد صلى الله عليه و آله للمسلمين، فقبلوا شهادته، و لم يعلم الوجه في الإسقاط والقبول في المقامين؟

المرافعة بين فاطمة و أبي بكر


قيل: إنّ فاطمة عليهاالسلام ادّعت الميراث أوّلاً، ثمّ ادّعت النحلة ثانياً، و ليس كذلك بل الأمر بعكس.

قال في سيرة الحلبي: إنّ طلب فاطمة عليهاالسلام إرثها من فدك كان بعد أن ادّعت أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أعطاها فدكاً، و قال لها: هل لك بيّنة...؟

قال صاحب «المعجم» في فدك: و هي الّتي قالت فاطمة عليهاالسلام إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نحلنيها.

فقال أبوبكر: أريد لذلك شهوداً، و لها قصّة.

و روى هشام بن محمّد، عن أبيه، قال: قالت فاطمة عليهاالسلام لأبي بكر: إنّ اُمّ أيمن تشهد لي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني فدك.

فقال: يا بنت رسول اللَّه! واللَّه؛ ما خلق اللَّه خلقاً أحبّ إليّ من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبيك!! و لوددت أنّ السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك!!واللَّه؛ لأن تفتقر عائشة أحبّ إليّ من أن تفتقري!! أتراني أعطى الأحمر والأبيض حقّه، وأظلمك حقّك و أنت بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟!!

إنّ هذا المال لم يكن للنبيّ صلى الله عليه و آله و إنّما كان مالاً من أموال المسلمين يحمل النبيّ صلى الله عليه و آله به الرجال و ينفقه في سبيل اللَّه، فلمّا توفي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ولّيته، كما كان يليه!!

قالت: واللَّه؛ لا كلّمتك أبداً.

قال: واللَّه؛ لا هجرتك أبداً.

قالت: واللَّه؛ لأدعونّ اللَّه عليك.

قال: واللَّه؛ لأدعونّ اللَّه لك.

فلمّا حضرتها الوفاة أوصت أنّه لا يصلّي عليها، فدفنت ليلاً، و صلّى عليها عبّاس بن عبدالمطّلب، و كان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة.

قلت: الّذي يظهر من هذه الرواية و ما يضاهيها من الروايات: أنّ أبابكر لم يكن برئياً من التهمة عند فاطمة عليهاالسلام و إلّا لم يكن وجه للغضب إلى هذا الحدّ...

قال ابن أبي الحديد: و سألت عليّ بن الفارقي- مدرس المدرسة الغربية ببغداد- فقلت له: أكانت فاطمة عليهاالسلام صادقة؟

قال: نعم.

قلت: فَلِمَ لم يدفع إليها أبوبكر فدك و هي عنده صادقة؟

فتبسّم، ثمّ قال كلاماً لطيفاً... قال: لو أعطاها اليوم فدك بمجرّد دعواها لجاءت إليه غداً وادّعت لزوجها الخلافة، و زحزحته عن مقامه، و لم يكن يمكنه الإعتذار، لأنّه يكون قد سجّل على نفسه أنّها صادقة فيما تدّعي كائناً ما كان من غير حاجة إلّا بيّنة.

قال المعتزلي: هذا الكلام صحيح...

-أقول: الصواب ما فهمه عليّ بن الفارقي، و قد أثبت هذا المعنى في كتاب «فدك في التأريخ» من دراسات آية اللَّه السيّد محمّد باقر الصدر، و أوردناها في كتابنا هذا، فراجع-.

هل أنّ فدكاً نحلة وعطيّة؟


صرّح في «كنز العمّال» و في مختصره المطبوع في الهامش من كتاب «المسند» لأحمد بن حنبل في مسألة صلة الرحم من كتاب الأخلاق، عن أبي سعيد الخدري قال:

لمّا نزل «وَ آتِ ذَا القُرْبى حَقَّه»، قال النبيّ صلى الله عليه و آله: يا فاطمة! لك فدك.

قال: رواه الحاكم في تأريخه.

و في تفسير «الدرّ المنثور» للسيوطي: أنّه أخرج البزار و أبويعلى و ابن أبي حاتم و ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لمّا نزلت هذه الآية «وَ آتِ ذَا القُربى حَقَّه» أقطع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فدكاً.

قال: و أخرج ابن مردويه، عن ابن عبّاس، قال: لمّا نزلت «وَ آتِ ذَا القُربى حَقَّه» أقطع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فدكاً.

و قال الشيخ سليمان القندوزي النقشبندي الحنفي: أنّه أخرج الثعلبي في تفسيره:قال عليّ بن الحسين عليه السلام لرجل من أهل الشام: إنّا ذوالقربى الّتي أمر اللَّه أن يؤت حقّه.

قال ابن أبي الحديد المعتزلي: و قد روي من طرق مختلفة- غير طريقة أبي سعيد الّذي ذكره صاحب الكتاب- أنّه لمّا نزل قوله تعالى «وَ آتِ ذَا القُرْبى حقََّه» دعا النبيّ صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام، فأعطاها فدك.

-أقول: ذكر في الهامش روايتين: أحدهما عن ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، والآخر عن ابن مردويه، عن ابن عبّاس، و ذكر أسامي عدّة كتب أخرجوا الرواية، فراجع -.

فدك في تصرّف فاطمة


قال في «الصواعق المحرقة» في الباب الثاني:

أنّ أبابكر انتزع فاطمة عليهاالسلام فدك، و أنّه كان رحيماً، و كان يكره أن يغيّر شيئاً تركه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله!!

فأتته فاطمة عليهاالسلام فقالت له: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني فدك.

فقال: هل لك بيّنة؟

فشهد لها عليّ عليه السلام و اُمّ أيمن.

فقال لها: فبرجل وامرأة تستحقّينها؟

[ الصواعق المحرقة: 33.]


قلت: فإذن لا معنى لإنكار كون فدك في يد فاطمة عليهاالسلام، و لم نر أنّ المنكر لذلك اعتمد على حجّة قويّة سوى الإجتهاد و الإستبداد بالرأي في قبال الكتاب والسنّة.

ذكر العلّامة السمهودي في «وفاء الوفاء»: أنّه روى الحافظ ابن شبة، عن نمير بن حسان، قال: قلت لزيد بن عليّ- هو أخو الإمام الباقر عليه السلام- و أنا أريد أن أهجن أمر أبي بكر: إنّ أبابكر انتزع فدك من فاطمة عليهاالسلام؟

فقال: إنّ أبابكر كان رجلاً رحيماً، و كان يكره أن يغيّر شيئاً فعله رسول اللَّه صلى الله عليه و آله!!

فأتته فاطمة عليهاالسلام فقالت: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني فدك.

فدك في تصرّف فاطمة عليهاالسلام فقال لها:

هل لك على هذا بيّنة؟... فجاءت بعليّ عليه السلام، فشهد لها.

ثمّ جاءت باُمّ أيمن، فقالت: ألستما تشهدان- يعني أبابكر و عمر- أنّي من أهل الجنّة؟

قالا: بلى.

قالت: أنا أشهد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدك.

و نحوه حديث المعتزلي في «شرح النهج» رواية عن أبي بكر الجوهري.

فعلى ذلك أخذت اُمّ أيمن إقرار و اعتراف من أبي بكر و عمر على أنّها صادقة، و إذا شهدت حصل للحاكم القطع و اليقين من شهادتها، و مع حصول العلم لا يمكن الردّ عليها.

و في «سنن أبي داود»: أنّه إذا علم الحاكم صدق شهادة الواحد يجوز أن يقرّ به...

بل ويتمّ نصاب الشهادة بعد شهادة أبي بكر و عمر و هما اثنان على تماميّة كلام اُمّ أيمن و مطابقتها للواقع.

بل لايلزم إكمال النصاب بعد إقرار أبي بكر بأنّ كلّ ما تقوله اُمّ أيمن صحيح لا يردّ عليها.

...إلى أن قال: و ليس لأحد أن يقول: كيف يسلّم أبوبكر فدك إلى فاطمة عليهاالسلام و هو يروي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه ما تركه صدقة، و يدخل في ملك الاُمّة؟

و ذلك؛ إذ لا منافاة بين الصدقة والنحلة، فإنّ النحلة إنّما هي حال الحياة، والصدقة تكون بعد الوفاة، فلو سلّمها إليها، فإنّما سلّمها على ما كانت عليها من جهة النحلة، دون الإرث حتّى ينافي الرواية.

نهج البلاغة وسدّ طريق الإنكار


الّذي يفصح عن أنّ فدك كانت في يد فاطمة عليهاالسلام و تحت تصرّفها، و أنّها انتزعت عنها؛ كلام أميرالمؤمنين عليه السلام:

«بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء، فشحّت عليها نفوس قوم، و سخت عنها نفوس قوم آخرين، و نعم الحكم اللَّه، و ما أصنع بفدك و غير فدك، والنفس مظانّها في غد جدث».

قال ابن أبي الحديد في الشرح: يقول عليه السلام: لا مال لي و لا اقتنيت فيما مضى مالاً، و إنّما كانت في أيدينا فدك، فشحّت عليها نفوس قوم- أي: بخلت- وسخت عنها نفوس قوم آخرين- أي: سامحت وأعفت-...

لأنّه عليه السلام و أهله لم يسمحوا بفدك إلّا غصباً و قسراً.

ثمّ قال: و نعم الحكم اللَّه... و هذا الكلام؛ كلام شاك متظلّم...

-أقول: و بهذا المقدار من الشرح أيضاً أوضح المقصود، و إن لم يشرح ابن أبي الحديد كلامه عليه السلام كما هو حقّه، و أغمض العين عن أن يكشف المرام عن وجه كلامه عليه السلام بما هو المقصود الحقيقي لمصالح هو يعلم في نفسه أو... -.

قلت: فظهر من مجموع كلماته عليه السلام... أنّ أهل البيت لم يقصروا عن الدعوى و المشاجرة من زمان أبي بكر إلى زمان عمر، و إنّما أخّرتهم السلطة والغلبة و عدم الإصغاء إلى الدعوى من عليّ و فاطمة عليهماالسلام، و لذا وقعت الشكاية من عليّ عليه السلام إلى اللَّه تعالى!

تصديق أبي بكر للنحلة- أقول: و أمّا عليّ عليه السلام؛ فتركه فدك و عدم أخذها لمّا ولّى الأمر كان لرياضة نفسه عليه السلام، لئلّا تنغمس في حبّ الدنيا... لتأتي آمنة يوم الفزع الأكبر.

كما قال المؤلّف هذا المعنى في جواب من قال: إنّ فدك لو كانت لفاطمة عليهاالسلام فكيف عمل بها عليّ عليه السلام فيها معاملة من كان قبله؟ أو لعلّة اُخرى يستفاد من بعض الروايات، كما ذكرتها في عنوانه الخاصّ، فراجع هناك-.

تصديق أبي بكر للنحلة


قال ابن أبي الحديد المعتزلي في «الشرح»: أنّه روى إبراهيم بن السعيد الثقفي، عن إبراهيم بن ميمون، قال: حدّثنا عيسى بن عبداللَّه بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السلام، ثمّ قال: جاءت فاطمة عليهاالسلام إلى أبي بكر، و قالت: إنّ أبي أعطاني فدك، و عليّ عليه السلام و اُمّ أيمن يشهدان.

فقال: ما كنت لتقولي على أبيك إلّا الحقّ، قد أعطيتكها، و دعا بصحيفة من أدم، فكتب لها فيها.

فخرجت، فلقيت عمر، فقال: من أين جئت يا فاطمة؟ قالت: جئت من عند أبي بكر أخبرته أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاني فدك، و أنّ عليّاً عليه السلام و اُمّ أيمن يشهدان لي بذلك، فأعطانيها و كتب لي بها.

فأخذ عمر الكتاب، ثمّ رجع إلى أبي بكر، فقال: أعطيت فاطمة فدك، و كتبت بها لها؟

قال: نعم.

فقال: إنّ عليّاً يجرّ إلى نفسه، و اُمّ أيمن امرأة، و بصق في الكتاب، فمحاه و خرقه!!

قلت: إن صحّ الحديث؛ ففيه من عمر اجتهاد في خرقه الكتاب، غير أنّه خروج عن طاعة إمامه أبي بكر، و تجاسر على

أميرالمؤمنين عليه السلام حيث طعن فيه، و هو أقرّ لعليّ عليه السلام يوم الغدير بأنّه ولي كلّ مؤمن و مؤمنة، نصّ عليه فخر الرازي و ابن كثير... و رواه محبّ الدين الطبري...

قال المرزباني: قيل: إنّ السيّد الحميري رحمه الله حجّ في أيّام هشام بن عبدالملك، فلقي الكميت، فسلّم عليه، و قال له: أنت القائل:














إنّي اُحبّ أميرالمؤمنين و لا أرضى بسبّ أبي بكر و لا عمرا
و لا أقول إذا لم يعطيا فدكاً بنت النبيّ و لا ميراثه كفرا
اللَّه يعلم ماذا يأتيان به يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا

قال: نعم؛ قلته تقيّة من بني اُميّة.

و في مضمون قولي: شهادة عليهما أنّهما أخذا ما كان في يدها.

فقال السيّد الحميري رحمه الله:... لقد ضعفت يا هذا عن الحقّ، يقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:

«فاطمة بضعة منّي يريبني ما رابها، و إنّ اللَّه يغضب لغضبها، و يرضى لرضاها».

فخالفت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وهب لها فدكاً بأمر اللَّه له، و شهد لها أميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام و اُمّ أيمن بأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقطع فاطمة عليهاالسلام فدكاً، فلم يحكما لها بذلك، واللَّه تعالى يقول: «يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقوب» و يقول: «وَوَرِثَ سُلَيمان داود».

ثمّ ساق الكلام... إلى أن قال السيّد رحمه الله: فانظر في أمرك.

عمر بن عبدالعزيز و ملكيّة فدك فقال الكميت: تائب إلى اللَّه ممّا قلت، و أنت أباهاشم أعلم وأفقه منّا.

و قد ردّ على الكميت في شعره هذا؛ الشيخ بهاءالدين العاملي، وظنّ الشعر لأحد النواصب، فقال:










يا أيّها المدّعي حبّ الوصيّ ولم

............................

[ كذا في الأصل.

.

]











































كذبت واللَّه في دعوى محبّته تبّت يداك ستصلى في غد سقرا
فكيف تهوى أميرالمؤمنين و قد أراك في سبّ من عاداه مفتكرا
فإن تكن صادقاً فيما نطقت به فابرأ إلى اللَّه ممّن خان أو غدرا
و أنكر النص في خم وبيعته و قال: إنّ رسول اللَّه قد هجرا
أتيت تبغي قيام العذر في فدك أتحسب الأمر في التمويه مستترا
إن كان في غصب حقّ الطهر فاطمة سيقبل العذر ممّن جاء معتذرا
فكلّ ذنب له عذر غداه غد و كلّ ظلم تربى في الحشر مغتفرا
بل سامحوه و قولوا لا نؤاخذه عسى يكون له غدر إذا اعتذرا
فكيف والعذر قبل الشمس إذ بزغت والأمر متّضح كالصبح إذ ظهرا
لكنّ إبليس أغواكم و صيّركم عمياً وصمّاً فلا سمعاً ولا بصرا

عمر بن عبدالعزيز و ملكيّة فدك


قال ابن أبي الحديد و عامّة المؤرّخين
واللفظ للأوّل-:

إنّه روى محمّد بن زكريّا الغلابي، عن شيوخه عن أبي المقدام هشام بن زياد- مولى آل عثمان- قال:

لمّا ولّى عمر بن عبدالعزيز ردّ فدك على ولد فاطمة عليهاالسلام، و كتب إلى واليه على المدينة؛ أبي بكر عمرو بن حزم يأمره بذلك.

فكتب إليه: أنّ فاطمة عليهاالسلام ولدت في آل عثمان و آل فلان و فلان، فعلى من أردّ منهم؟




فكتب إليه: أمّا بعد؛ فإنّي لو كتبت إليك آمرك أن تذبح شاة، لكتبت إليّ: أجماء أم قرناء؟ أو كتبت إليك: أن تذبح بقرة لسألتني ما لونها؟

فإذا ورد عليك كتابي هذا فاقسمها في ولد فاطمة من عليّ عليهماالسلام، والسلام.

قال البلاذري في «فتوح البلدان»: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا جرير بن عبدالحميد، عن مغيرة:

أنّ عمر بن عبدالعزيز جمع بني اُميّة، فقال: إنّ فدك كانت للنبيّ صلى الله عليه و آله، فكان ينفق منها و يأكل و يعود على فقراء بني هاشم و يزوّج أيمهم...

[ فتوح البلدان: 38.

و ذكر البلاذري أيضاً: أنّ عمر بن عبدالعزيز لمّا ولّى الخلافة خطب، فقال: إنّ فدك كانت ممّا أفاء اللَّه على رسوله، و لم يوجف المسلمون عليه بخيل و لا ركاب.

[ فتوح البلدان: 39.]

]


و قال ياقوت الحموي في «معجم البلدان»: فلمّا ولّى عمر بن عبدالعزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره بردّ فدك إلى ولد فاطمة عليهاالسلام، فكانت في أيديهم أيّام عمر بن عبدالعزيز.

المأمون و نحلة فدك


قال ياقوت الحموي في «معجم البلدان» في ترجمة فدك:

أنّه لمّا كانت سنة مائتين و عشر أمر المأمون بدفعها- أي فدك- إلى ولد فاطمة عليهاالسلام، و أمر أن يسجّل لهم بها، فكتب المسجّل، و قرى ء على المأمون، فقام دعبل و أنشد:






أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردّ مأمون هاشماً فدكا

و مثل ذلك في «تأريخ المدينة» للسمهودي: ورواه ابن أبي الحديد في «الشرح» عن أبي بكر الجوهري، قال السمهودي: فلمّا ولّى عمر بن عبدالعزيز الخلافة كتب إلى عامله بالمدينة يأمره بردّ فدك إلى ولد فاطمة عليهاالسلام، فكانت في أيديهم أيّامه.

فلمّا ولّى يزيد بن عبدالملك قبضها، فلم تزل في يد بني اُميّة حتّى ولّى أبوالعبّاس السفاح الخلافة، فدفعها إلى الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام فكان هو القيم عليها يفرقها في ولد عليّ عليه السلام.

فلمّا ولّى المنصور و خرج عليه بنو حسن قبضها منهم، فلمّا ولّى ابنه المهدي أعادها عليهم، ثمّ قبضها موسى الهادي و من بعده إلى أيّام المأمون.

فجاءه رسول بني عليّ عليه السلام فطالب بها، فأمر أن يسجّل لهم بها، فكتب المسجل و قرى ء على المأمون، فقام دعبل و أنشد:






أصبح وجه الزمان قد ضحكا بردّ مأمون هاشماً فدكا

عبارة السجل
كما في «معجم البلدان»
:

كتب المأمون إلى قثم بن جعفر عامله على المدينة: أنّه كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله




أعطى ابنته فاطمة عليهاالسلام فدك و تصدّق عليها بها، و إنّ ذلك كان أمراً ظاهراً معروفاً عند آله عليهم السلام.

ثمّ لم تزل فاطمة عليهاالسلام تدّعي منه بما هي أولى من صدق عليه، و أنّه قد رآى ردّها إلى ورثتها و تسليمها إلى محمّد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، و محمّد بن عبداللَّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ليقوما بها لأهلهما.

قال ابن أبي الحديد في «شرح النهج»: قال أبوبكر الجوهري: حدّثني محمّد بن زكريّا، قال: حدّثني مهدي بن سابق، قال:

جلس المأمون للمظالم، فأوّل رقعة وقعت في يده نظر فيها و بكى، و قال للّذي على رأسه: ناد أين وكيل فاطمة عليهاالسلام؟ فقام شيخ عليه درّاعة و عمامة و خف تعزى، فتقدم فجعل يناظره في فدك والمأمون يحتجّ عليه، و هو يحتجّ على المأمون.

ثمّ أمر أن يسجّل لهم بها، فكتب السجل وقرى ء عليه، فأنفذه، فقام دعبل إلى المأمون فأنشده الأبيات الّتي أولها:

أصبح وجه الزمان قد ضحكا...

أقول: و قد ذكرت قبل حين أنّ المأمون اعتمد على رواية أبي سعيد الخدري بإعطاء النبيّ صلى الله عليه و آله فدكاً لفاطمة عليهاالسلام، فأمر بردّ فدك على أبنائها.

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16/ 277.

.

و قال السيّد المرتضى رحمه الله- كما في «شرح النهج»-:

إنّ المأمون ردّ فدك بعد أن جلس مجلساً مشهوراً حكم فيه بين خصمين: أحدهما لفاطمة عليهاالسلام، والآخر لأبي بكر وردّها بعد قيام الحجّة و وضوح الأمر.

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16/ 277.]

]


/ 44