إعتذار ابن أبي الحديد للدفاع والإنتصار عن الشيخين - کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص) - جلد 6

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إعتذار ابن أبي الحديد للدفاع والإنتصار عن الشيخين


تارة يقول: و ذلك عند أصحابنا من الاُمور المغفورة لهما.

و تارةً يقول: ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنّهما.

و اُخرى يقول: والاُمور الماضية يتعذّر الوقوف على عللها و أسبابها...

بل لعلّ الحاضرين المشاهدين لها لا يعلمون باطن الأمر، فلا يجوز العدول عن حسن الإعتقاد فيهما بما جرى... لو ثبت أنّه خطأ لم يكن كبيرة... لا تقتضي التبرّي و لاتوجب زوال التولّي.

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/ 47- 50.]


أقول: يابن أبي الحديد! ألم تقرأ قول اللَّه سبحانه: «يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم...»؟

[ الممتحنة: 13.]


أما سمعت قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: فاطمة بضعة منّي... من آذاها فقد آذاني؟...

ألم تقرأ قول اللَّه سبحانه: «... وَالَّذيِنَ يُؤذونَ رَسُولَ اللَّه لَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ»؟

[ التوبة: 61.]


ألم تقرأ قول اللَّه سبحانه: «... إِنَّ الَّذينَ يُؤذونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فيِ الدُنيَا وَالآخِرَةِ وَأعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهيناً»؟

[ الأحزاب: 33.]


ألم تتأذّى فاطمة عليهاالسلام من فعلهما و ممّا جرى بأيديهما؟ فَلِمَ انتحب أبوبكر

يبكي حتّى كادت نفسه أن تزهق حين سمع من فاطمة عليهاالسلام و هي تقول:لأدعونّ اللَّه عليك في كلّ صلاة اُصلّيها.

ثمّ خرج باكياً، فاجتمع الناس إليه فقال لهم:... لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي.

[ فدك: 129، نقله عن الإمامة والسياسة.]


يا للعجب! أفاطمة عليهاالسلام المطهّرة بآية التطهير غضبى من الصغائر المغفورة لهما، و من العمل الأصلح بحسب ظنّهما في إصلاح دين أبيها و إبقاء الإسلام و هداية المسلمين؟!

يابن أبي الحديد! أيتعذّر الوقوف على علل الاُمور الماضية، و لايعلم حقائقها لمن آمن باللَّه و رسوله بعد ما قرء آية التطهير و آية المباهلة و آيات اُخرى في شأن فاطمة الصديقة عليهاالسلام و شأن بعلها عليه السلام؟

و بعد ما سمع من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في حقّها و في حقّ بعلها عليّ أميرالمؤمنين عليه السلام من رواية الغدير و رواية الإخوة، و رواية: «عليّ مع الحقّ...» و رواية: «أنا مدينة العلم...»، و رواية الثقلين.

و رواية: «فاطمة بضعة منّي...». و رواية: «أنا حرب لمن حاربكم»، وروايات سيّدة النساء، و رواية: «إنّ اللَّه يغضب لغضبها...»، و روايات اُخرى كثيرة والمتّفقة عليها المرويّة في صحاحكم و كتبنا المعتبرة...

اللَّه أكبر! يا للعجب! يابن أبي الحديد! أما سمعت و شرحت خطبة الشقشقيّة و غيرها؟

لقد فهمت و عرفت الحقّ، و لكن عدلت عن شرحها، و عن ظاهرها وباطنها بما عدلت.

أما سمعت قوله عليه السلام: «بلى كانت في أيدينا فدك... فشحّت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين و نعم الحكم اللَّه...».

يابن أبي الحديد! واللَّه؛ إنّ عللها و أسبابها وحقائقها لواضح جليّ لمن آمن واتّقى، و لم يتعصّب تعصب الجاهليّة.

و بعد القرآن الكريم و آياته في شأن الطاهرة البتول، و في شأن أخو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و نفسه و بعد ما بيّن الرسول في شأنهما و شأن أهل بيته؛ اتّضح الحقّ و العلل و الأسباب لاُمور الماضية، و وجب العدول عن حسن الإعتقاد فيهما بما جرى.

«يَا أَيُّها الذَّينَ آَمنوا لا تَتَوَلَّوا قَوْماً غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ...».

[ الممتحنة: 13.]


«فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذينَ ظَلَموا مَعْذِرَتُهُمْ...».

[ الروم: 57.]


فنقطع الكلام فلا نطيل «إِنَّ في ذلكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَو أَلْقَى السَّمْع وَ هُوَ شَهيدٌ».

[ سورة ق: 37.]


و هذا الإعتذار منه بعد عدم إمكان إنكار الواقع و إخفائه و تحريفه له، اعتذارٌ أسوء حالاً من الإنكار، و أشدّ افتضاحاً من الإخفاء و التحريف للواقع يعني- إن لم يقل ابن أبي الحديد: «والصحيح عندي: أنّها ماتت و هي واجدة على أبي بكر و عمر...».

بل يقول: إنّهما لم يفعلا شيئاً من الظلم و الأذى و لم تكن بنت النبي صلى الله عليه و آله واجدة عليهما، و كانت راضية عنهما، لعلّ كان هذا الإنكار منه أسهل من ذلك الإعتذار عنهما.

لانّ في كليهما خلاف ضرورة التأريخ والدين. و أمّا أسهليّة الإنكار؛ فلأنّه حينئذٍ على الفرض لا يشملهما الّعن والعذاب في آية «يُؤذونَ اللَّه وَ رَسُوله...» في سورة الأحزاب و غيرها.

إشكال التناقض في مذهب المسلمين مانع من ظهور الإسلام على الدّين كلّه، لوعد اللَّه تعالى: «لِيُظْهِرَهُ عَلى الدينِ كُلِّه...» [ التوبة: 9.


]


أقول: أيّها المسلمون! أيّها الأحرار! أيّها العلماء! أيّها العقلاء المتديّنون بدين الإسلام! إن قال لكم اليهود والنصارى، أو المجوس أو الدهريّون أو غيرهم:نحن أردنا أن نسلم و نقرّ بالإسلام و نؤمن بدينكم و شريعتكم، لكن في دينكم مانع يمنعنا عن ذلك.

أوّلاً: في دينكم معضلة و تناقض واضح لا يمكن حلّه و التفصّي منه و لم تقدروا عن جوابه أبداً، و نحن نحكم ببطلان دين الإسلام، و لا نؤمن به إلّا بعد حلّ هذه المعضلة والجواب عنها؛ فما تقولون أيّها المسلمون؟! ألستم تدعوننا إلى دين الإسلام؟ ألستم تدعوننا إلى الإيمان باللَّه والإيمان بأنّ نبيّكم محمّد بن عبداللَّه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و خاتم النبيّين و جاء بدين الحقّ «وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَل مِنْه...» «وَ لا تَموتُنَّ إِلّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمونَ»

[ آل عمران: 102.]

ووو...

و نحن لا نؤمن بدين فيه الإعضال و التناقص إلّا بعد حلّ الإعضال و رفع التناقص عنه.

و أمّا موارد التناقض في مذهب المسلمين؛ فكثيرة لاتحصى، و بعض منها هذه الاُمور:

1- إنّ اللَّه الّذي أرسل محمّداً صلى الله عليه و آله يقول في حقّه: «وَ ما يَنْطِقُ عَن الهَوى إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحى»،

[ النجم: 3 و 4.]

و لم يستثن حالاته من دون حالة، بل أطلق الكلام في جميع حالاته.

2- إنّ اللَّه يقول: «يا أَيُّها الَّذينُ آمَنوا أَطيعوا اللَّهَ وَأَطيعُوا الرَّسول...».

[ النساء: 59.]


3- إنّ اللَّه يقول: «وَ ما آتاكُمْ الرَّسول فَخُذوه وَ مَا نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهوا...».

[ الحشر: 7.]


4- إنّ اللَّه يقول: «وَ وَرِثَ سُلَيْمان داود...».

[ النمل: 16.]


5- إنّ اللَّه يقول: «يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعقوب...».

[ مريم: 6.]

و هكذا سائر آيات الإرث، و أمثال هذه الموارد المتناقضة في العمل و أحكام الشيخين و رؤساء مذاهب العامّة كثيرة.

و أمّا خليفة رسولكم أبي بكر يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إنّا معاشر الأنبياء لا نورث.

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 228.]


و نحن لا نعلم أنّ أبابكر كذب أم كلام اللَّه- العياذباللَّه- كاذب؟ و لم نعلم أنّ اللَّه صادق في قوله، أم خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صادق في قوله؟

و أيضاً خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عمر بن الخطّاب! يقول: إنّ النبيّ يهجر،

[ فدك: 120.]

أو

قال كلمة معناها: إنّ الوجع قد غلب على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، عندنا القرآن، حسبنا كتاب اللَّه.

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/ 51.]


و نحن لا نعلم أيّهما صادق؛ كلام اللَّه صادق أم عمر بن الخطّاب؟

إنّ اللَّه يقول: «إِنْ هُوَ إِلّا وَحْي يوحى» و ما استثنى حال مرضه، و حال الوجع و أيّة حالة اُخرى منه.

و أمّا عمر بن الخطاب ينسب إليه الهجر والهذيان.

و أنّ اللَّه يدعونا إلى إطاعة نبيّه محمّد صلى الله عليه و آله في كلّ حالاته، و عمر بن الخطّاب ينهانا عن إطاعته، لا ندري أبقول اللَّه نعمل أم بقول عمر بن الخطّاب؟

و هكذا لا ندري أبقول اللَّه نعمل أم بقول أبي بكر؟

و أيضاً لا ندري إن كان كتاب اللَّه يكفينا و حسبنا فلِمَ قال أبوبكر و احتجّ بعد كفاية القرآن في أحكام الإرث بحديثه، نسبه هو إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله...

و سائر موارد التناقض من السنّة و الأقوال والأفعال كثيرة؟

فأنتم المسلمون إمّا تجيبوا و ترفعوا التناقض عن دينكم، و إمّا تغيّروا دينكم، و إمّا لا تدعونا إلى دين فيه التناقض والإعضال، فعليكم الجواب والإنتخاب فلا تدعونا بقبول دين هذا شأنه.

و لن تقدروا الجواب والعلاج عن هذه التناقضات، فعليكم أن ترفعوا أيديكم عن إسلامكم هذا أو مذاهبكم هذه شأنها، و التمسوا مذهباً ليس فيه تناقض و لا اعوجاج، ثمّ تدعونا إليه، و بعدها قولوا: «نَحْنُ خَيْرُ اُمَّةٍ أُخْرِجَت لِلناسِ...».

و ثانياً: اختلفتم في الدين والمعتقدات بعد نبيّكم على مذاهب مختلفة لا تعدّ و لاتحصى، و بعد مضيّ قرون تمسّكتم بأربعة مذاهب و استقررتم بها:

المالكي و الحنبلي و الشافعي و الحنفي.

هذه مذاهب المسلمين الّذين يسمّون أنفسهم أهل السنّة و الجماعة، يعني يقولون: نحن نتّبع سنّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و نحن مجتمعون و متّحدون و قد أوجد تموها بعد أن مضى من رحلة نبيّكم سنيناً كثيرة، و اتّسع الخلاف بين رؤساء مذاهبكم و علمائها من تكفير البعض للبعض حتّى قامت بينكم الحروب و إحراق المساجد و الأسواق، و المدارس و ذهبت بكثير من النفوس و الأموال و...

فأصبحتم أعداء متخاصمين في المعتقدات من الاُصول و الفروع، و نذكر شاهداً قليلاً من كثير:

قال محمّد بن موسى الحنفي قاضي دمشق (المتوفّى سنة 506): لو كان لي من الأمر شي ء لأخذت على الشافعيّة الجزية.

و يقول أبوحامد الطوسي المتوفّى سنة: لو كان لي أمر لوضعت على الحنابلة الجزية.

[ الإمام الصادق عليه السلام والمذاهب الأربعة: 1/ 190.]


و قال القشيري رئيس الشافعيّة لوزير عندما طلب منه الصلح مع الحنابلة، قال: أيّ صلح يكون بيننا؟... إنّهم يزعمون أنّا كفّار، و نحن نزعم أنّ من لا يعتقد ما نعتقده كان كافراً، فأيّ صلح يكون بيننا؟

[ الإمام الصادق عليه السلام و المذاهب الأربعة: 1/ 199.]


و الحال بين سائر مذاهبكم أسوء من هذا، من أراد الإطّلاع على أكثر ممّا ذكرت فليراجع كتاب «الإمام الصادق عليه السلام و المذاهب الأربعة».

فالنتيجة؛ يقول غير المسلمين: نحن لا نعلم أيّ المذاهب يكون مسلماً تابعاً لرسولكم؟ و أيّ المذاهب يكون كافراً مهدور الدم و خارجاً عن الدين

و الإسلام، على حكم أنفسكم عليكم؟ أدعوتمونا إلى ما هو خارج عن الإسلام؟ فنحن خارجون قبل أن ندخل فيه.

ماذا جوابكم عن هذا؟ و لاتستطيعون جواباً، ادخلوا أنتم أوّلاً في الإسلام، ثمّ ادعونا إلى الإسلام، اليوم نحن و أنتم سواء، نحن لسنا بمسلمين و أنتم بما حكمتم على أنفسكم لستم بمسلمين.

الجواب عن الإشكال


أقول أيضاً: أمّا المسلمون الّذين يتّبعون مذاهب غير مذهب أهل البيت و عترة النبيّ عليهم السلام فلن يقدروا جواباً عن الإشكالات المذكورة و أمثالها أبداً.

و أمّا نحن نتّبع لمذهب أهل البيت العترة الطاهرة عليهم السلام نجيب عن كلّ الإشكالات بالبراهين الواضحة كالشمس في رابعة النهار، و نقول: أوّلاً: نحن نتّبع مذهب أهل البيت و عترة الطاهرة و مذهب وصيّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله المتّصل برسول اللَّه صلى الله عليه و آله يعني مذهب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و عترته الّذين هم لن يفترقوا من القرآن، و كانوا مع الحقّ و الحقّ معهم.

و القرآن يؤيّدهم و يعرّفهم بأنّهم المطهّرون من كلّ رجس، و معصومون من كلّ خطأ و تناقض، لأنّهم لم يتجاوزوا عن قول الرسول صلى الله عليه و آله الّذي «ما يَنْطِقُ عَن الهَوى».

و كلّما يقولون من الأحكام و المعارف و الاُصول و الفروع و الأخلاق و المقرّرات الإسلاميّة سمعوا من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لأنّ أوّل أئمّتنا و إمامنا هو باب مدينة علم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بنصّه: «أنا مدينة العلم و عليّ بابها».

و نصّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على وجوب متابعتهم في حديث الثقلين المتواترة عند المسلمين جميعاً، و نصّه صلى الله عليه و آله في هذا الحديث المبارك بأنّهم عليهم السلام مع القرآن و لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض.

و ثانياً: في اعتقاد أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام كلّ خبر وحديث و سنّة مخالف لكتاب اللَّه؛ باطل و مردود و مضروب بالجدار، و نحن لا نعمل بها و لا نعتمد عليها أبداً.

و الأدلّة من كلام أئمّتنا و أحاديثهم في إثبات ذلك كثيرة، أذكر هنا حديثين تبرّكاً، و عليك بمراجعة كتب الشيعة في محلّه من الاُصول و الفروع والحديث.

أمّا الحديثان؛

1- قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في خطبة بمنى أو- بمكّة-:

يا أيّها الناس! ما جاءكم عنّي يوافق القرآن، فأنا قلته، و ما جاءكم عنّي لا يوافق القرآن، فلم أقله».

[ مستدرك الوسائل: 17/ 304.]


2- قال أبوعبداللَّه عليه السلام: «يا محمّد! ما جاءك في رواية- من برّ أو فاجر- يوافق القرآن فخذ به، و ما جاءك في رواية- من برّ أو فاجر- يخالف القرآن، فلا تأخذ به».

[ مستدرك الوسائل: 17/ 304.]


أقول: خذ هذين الروايتين من كثير، و عليك بالفحص و التحقيق و المراجعة في محلّه تجد الأدلّة لإثبات ذلك كثيرة جدّاً.

و ثالثاً: كتب الشيعة في الاُصول و الفروع و أقوال علمائهم موجودة و مضبوطة، و اعتقاداتهم للعمل بالقرآن و السنّة و الأحاديث و الآثار من أئمّة أهل البيت و عترة النبيّ صلّى اللَّه عليه و عليهم مكتوبة واضحة، و طريق السؤال و البحث عن عقائدهم و فتواهم مفتوحة.

و إذاً فعلى أهل التحقيق أن يراجعوا على كتب الشيعة المذكورة، و على فتاوى علمائهم، و البحث معهم، لايوجد في مذهب أهل البيت و متابعيهم تناقض و لا اختلاف بين السنّة و القرآن، و لا بين كلام أئمّتهم و بين كلام النبيّ صلى الله عليه و آله

و بين القرآن، لأنّ المنبع واحد، و هو الوحي و لاينطقون عن الهوى.

فإذاً نحن نقول للمخالفين و أهل كلّ ملّة و أديان: تعالوا نجتمع على الحقّ و نترك الهوى و الباطل، ففي اتّباع الحقّ نجاحنا و فلاحنا جميعاً في الدنيا و الآخرة.

عودة البحث مع ابن أبي الحديد مرّة اُخرى:

و أمّا الكلام مع ابن أبي الحديد حيث يقول: «فميل أهل البيت إلى ما فيه نصرة أبيهم وبيتهم»...

[ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 286.]


أقول: إن كان مقصودك من كلامك أنّ ميل أهل بيت الوحي و الرسالة عليهم السلام إلى ما فيه نصرة أبيهم و بيتهم- بيت الوحي و الرسالة- لاتّباعهم الحقّ و الوحي والرسالة، فلازم لك و لكلّ مسلم أن يتّبعوا أباهم و بيتهم.

و إن كان مقصودك من هذا الكلام أنّهم يميلون أن ينصروا أباهم على التعصّب العمياء و على اتّباع الهوى، فمعنى هذا الكلام كفر و نفاق، لايصدر هذا الكلام من مسلم مؤمن باللَّه و كتابه و رسوله.

لأنّ كلامك هذا يرجع إلى تكذيب اللَّه و كتابه و رسوله، و قد أمر اللَّه سبحانه في سورة النساء بإطاعته و إطاعة رسوله و إطاعة اُولي الأمر.

[ النساء: 59.]


و في آية اُخرى من سورة الأعراف جعل الفلاح لمن يتّبع النور الّذي اُنزل مع النبيّ.

[ الأعراف: 157.]


و في آية اُخرى من سورة المائدة عرّف وليّ الأمر بأنّه آمن و يقيم الصلاة

/ 44