روى الطبري في تاريخه "ج 2، ص 514". قال: حدّثنا أبوكريب، قال: حدّثنا عثمان بن سعيد، قال: حدّثنا حبّان بن عليّ، عن محمّد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، قال: لمّا قتل عليّ بن أبي طالب أصحاب الألويّة، أبصر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعليّ: 'احمل عليهم'، فحمل عليهم، ففرّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبد اللَّه الجُمحي. قال: ثمّ أبصر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جماعة من مشركي قريش، فقال لعليّ: 'احمل عليهم'، فحمل عليهم، ففرّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي، فقال جبريل: يا رسول اللَّه، إنّ هذه للمواساة، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'إنّه منّي وأنا منه'، فقال جبريل: وأنا منكما، قال: فسمعوا صوتاً:
لاسيف إلّا ذوالفقار
لافتى إلّا عليّ
لافتى إلّا عليّ
لافتى إلّا عليّ
في وقعة الخندق
188. ابن مردويه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال يوم الخندق: 'اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة ابن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبدالمطلب يوم أُحد، وهذا عليّ بن أبيطالب فمتّعني به، ولاتدعني فرداً وأنت خيرالوارثين'. [ توضيح الدلائل، ص 178.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال "ج 10، ص 456، ح 30105؛ وج 11، ص 623، ح 33034"، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: 'اللهمّ إنّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبد المطلب يوم أُحد، وهذا عليّ فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين'. "الديلمي- عن عليّ".]
في فتح مكّة
189. ابن مردويه، عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما- في قوله: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ' [ سورة الممتحنة، الآية 1.]الآية، قال: نزلت في رجل كان مع النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة من قريش، كتب إلى أهله وعشيرته بمكة يخبرهم وينذرهم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سائر إليهم، فأخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بصحيفته، فبعث عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه فأتاه بها. [ الدرّ المنثور، ج 6، ص 203.]190. ابن مردويه، عن عليّ قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: 'انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها فأتوني به'، فخرجنا حتّى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، قلنا: لتخرجين الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أُناس من المشركين بمكّة يخبرهم ببعض أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: 'ما هذا يا حاطب؟!' قال: لاتعجل عليَّ يا رسول اللَّه، إنّي كنت امرؤاً ملصقاً من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان مَن معكَ من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأجبت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أصطنع إليهم بدّاً يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفراً ولاإرتداداً عن ديني، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: 'صدق'، فقال عمر: دعني يا رسول اللَّه، فأضرب عنقه، فقال: 'إنّه شهد بدراً! وما يدريك! لعلّ اللَّه أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم'، ونزلت فيه: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ'. [ الدرّ المنثور، ج 6، ص 202. قال: أخرج أحمد، والحميدي، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم وأبوداوود، والترمذي، والنسائي، وأبوعوانه، وابن حبان، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي، وأبونعيم معاً في الدلائل، عن عليّ....]191. ابن مردويه، من طريق ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبدالرحمان ابن حاطب بن أبي بلتعة، وحاطب رجل من أهل اليمن كان حليفا للزبير بن العوام من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، قد شهد بدراً، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب حاطب وهو مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم فيه، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليّاً والزبير فقال لهما: 'انطلقا حتّى تدركا امرأة معها كتاب، فخذا الكتاب فأتياني به'، فانطلقا حتّى أدركا المرأة بحليفة بني أحمد، وهي من المدينة على قريب من اثني عشر ميلاً، فقالا لها: اعطينا الكتاب الّذي معك، قالت: ليس معي كتاب، قالا: كذبت. قد حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن معك كتاباً. واللَّه، لتعطين الكتاب الّذي معك أو لانترك عليك ثوباً إلّا التمسنا فيه، قالت: أولستم بناس مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد حدّثنا أنّ معك كتاباً. حتّى إذ ظنت أنهما ملتمسان كلّ ثوب معها حلّت عقاصها، فأخرجت لهما الكتاب من بين قرون رأسها، كانت قد اعتقصت عليه، فأتيا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا هو كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة، فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حاطباً، قال: 'أنت كتبت هذا الكتاب؟' قال: نعم، قال: 'فما حملك على أن تكتب به؟' قال حاطب: أما واللَّه، ما ارتبت منذ أسلمت في اللَّه عزوجل، ولكنّي كنت امرؤاً غريباً فيكم أيّها الحي من
قريش، وكان لي بنون وإخوة بمكّة، فكتبت إلى كفار قريش بهذا الكتاب لكي أدفع عنهم. فقال عمر: ائذن لي يا رسول اللَّه أضرب عنقه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'دعه، فإنّه قد شهد بدراً، وإنّك لاتدري! لعلّ اللَّه أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإنّي غافر لكم ما عملتم!' فأنزل اللَّه في ذلك: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ' [ سورة الممتحنة، الآية 1.]حتّى بلغ: 'لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْأَخِرَ'. [ سورة الأحزاب، الآية 21.][ الدرّ المنثور، ج 6، ص 203.]192. ابن مردويه، عن أنس رضى الله عنه قال: أمن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح إلّا أربعة: عبداللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبداللَّه بن سعد بن أبي سرح، واُمّ سارة، فذكر الحديث قال: وأمّا اُمّ سارة فإنّها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئاً، ثمّ أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكّة يتقرب بذلك إليهم لحفظ عياله، وكان له بها عيال، فأخبر جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب- رضي اللَّه عنهما-، فلقياها في الطريق ففتشاها، فلم يقدرا على شي ء معها، فأقبلا راجعين، ثمّ قال أحدهما لصاحبه: واللَّه ما كَذبْنا ولاكُذِبْنا، ارجع بنا إليها، فرجعا إليها فسلّا سيفهما فقالا: واللَّه، لنذيقنّكِ الموت أو لتدفعي إلينا الكتاب، فأنكرت، ثمّ قالت: أدفعه إليكما على أن لاتردّاني إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقبلا ذلك منها، فحلّت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها، فدفعته إليهما فرجعا به إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه، فدعا الرجل فقال: 'ما هذا الكتاب؟!' فقال: أخبرك يا رسول اللَّه، إنّه ليس من
رجل ممّن معك إلّا وله بمكة من يحفظ عياله، فكتبت بهذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي، فأنزل اللَّه: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ...' الآية. [ المصدر السابق، ص 204.]193. ابن مردويه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم فتح مكّة لعليّ عليه السلام: 'أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟' قال: بلى يا رسول اللَّه، قال: 'فأحملك فتناوله'، قال: بل أنا أحملك يا رسول اللَّه، فقال: 'لو أنّ ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا عليّ'، قال: فضرب رسول اللَّه بيده إلى ساقي عليّ عليه السلام فوق القربوس، ثمّ اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه، ثمّ قال له: 'ما ترى يا عليّ؟' قال: أرى أنّ اللَّه عزوجل قد شرّفني بك حتّى لو أردت أن أمسّ السماء بيدي لمسستها، فقال له: 'تناول الصنم يا عليّ'، فتناوله ثمّ رمى به. [ الطرائف، ص 80، ح 113.
ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام "ص 202، ح 240". قال: أخبرنا أبونصر أحمد بن موسى ابن الطحان إجازةً، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن عليّ بن جعفر بن محمّد بن المعلّى الخيوطي، حدّثنا محمّد ابن الحسن الحساني، حدّثنا محمّد بن غياث، حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم لعليّ بن أبي طالب يوم فتح مكّة: 'أما ترى هذا الصنم بأعلى الكعبة؟' قال: بلى يا رسول اللَّه، قال: 'فأحملك فتناوله' فقال: بل أنا أحملك يا رسول اللَّه، فقال صلى الله عليه و آله: 'واللَّه، لو أن ربيعة ومضر جهدوا أن يحملوا منّي بضعة وأنا حي ما قدروا، ولكن قف يا عليّ'، فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بيده إلى ساقي عليّ فوق القربوس، ثمّ اقتلعه من الأرض بيده، فرفعه حتّى تبيّن بياض إبطيه، ثمّ قال له: 'ما ترى يا عليّ'، قال: أرى أن اللَّه عزوجل قد شرّفني بك حتّى أنّي لو أردت أن أمسّ السماء لمسستها، فقال له: 'فتناول الصنم يا عليّ' فتناوله ثمّ رمى به.
وقال العلّامة المجلسي بعد إيراده الحديث في البحار "ج 38، ص 86": رواه أحمد بن حنبل وأبويعلى الموصلي في مسنديهما، وأبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد، ومحمّد بن صباح الزعفراني في الفضائل، والحافظ أبوبكر البيهقي، والقاضي أبوعمرو عثمان بن أحمد في كتابيهما، والثعلبي في تفسيره، وابن مردويه في المناقب، وابن مندة في المعرفة، والنطنزي في الخصائص، والخطيب الخوارزمي في الأربعين، وأبوأحمد الجرجاني في التاريخ، وقد صنف في صحته أبوعبد اللَّه الجعل، وأبوالقاسم الحسكاني، وأبوالحسن شاذان مصنفات.]
بعثه عليّاً إلى اليمن وفي سريّة
194. ابن مردويه، عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما- قال: لمّا نزلت 'يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَكَ شَهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا' [ سورة الأحزاب، الآية 45.]وقد كان أمر عليّاً ومعاذاً أن يسيرا إلى اليمن، فقال: 'انطلقا فبشّرا ولاتنفّرا، ويسّرا ولاتعسّرا، فإنّه قد أُنزل عليَّ 'يَأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَكَ شَهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا' قال: شاهداً على اُمّتك، ومبشّراً بالجنّة، ونذيراً من النّار، وداعياً إلى شهادة لا إله إلّا اللَّه بإذنه، وسراجاً منيراً بالقرآن'. [ الدرّ المنثور، ج 5، ص 206، قال: أخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، عن ابن عباس....]195. ابن مردويه، عن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله بعث عليّاً عليه السلام في سريّة، قال: فرأيته رافعاً يديه يقول: 'اللهمّ، لاتمتني حتّى تريني عليّاً'. [ مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 61. قال فيه: جامع الترمذي، وإبانة العكبري، ومسند أحمد، وفضائله، وكتاب ابن مردويه....ورواه الترمذي في مناقب أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام من سننه "ج 5، ص 643". قال: حدّثنا محمّد بن بشار ويعقوب بن إبراهيم، عن أبي الجراح، حدّثني جابر بن صبيح قال: حدثتني اُمّ شراحيل، قالت: حدثتني اُمّ عطيّة، قالت: بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم جيشاً فيهم عليّ، قالت: فسمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول: 'اللهمّ، لاتمتني حتّى تريني عليّاً'.]
جهاده بعد زمن الدعوة
قتاله المحدِثين في الدين
سيأتي مايدلّ عليه في نزول قوله تعالى: 'الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ' [ سورة العنكبوت، الآية 2، لاحظ ص 296.]وقوله تعالى: 'فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ' [ سورة الزخرف، الآية 41، لاحظ ص 318.]وقوله تعالى: 'إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ'. [ سورة النصر، الآية 1، لاحظ ص 351.]196. ابن مردويه، عن أنس بن مالك قال: أغفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه متبسماً، فقال: 'إنّه نزلت عليَّ آنفا سورة'، فقرأ: 'بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِنَّآ أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ' [ سورة الكوثر، الآية 1.]حتّى ختمها، قال: 'هل تدرون ما الكوثر؟' قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: 'هو نهر أعطانيه ربّي في الجنّة، عليه خير كثير، ترده اُمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم، فأقول: يا ربّ، إنّه من اُمّتي! فيقال: إنّكَ لاتدري ما أحدث بعدك'. [ الدرّ المنثور، ج 6، ص 401، قال: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد ومسلم، وأبوداوود، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أنس بن مالك...ورواه أحمد بن حنبل في مسنده "ج 3، ص 102" قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن المختار بن فلفل، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أغفى النبيّ صلى الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه متبسّماً، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'إنّه اُنزلت عليَّ آنفاً سورة'، فقرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم إنّا أعطيناك الكوثر الكوثر'، حتّى ختمها، قال: 'هل تدرون ما الكوثر؟' قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: 'هو نهر أعطانيه ربّي عزوجل في الجنّة عليه خير كثير، يرد عليه اُمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الكواكب، يختلج العبد منهم، فأقول: يا ربّ، إنّه من اُمّتي! فيقال لي: إنّك لاتدري ما أحدثوا بعدك!'.]197. ابن مردويه، عن اُمّ سلمة: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لي: 'اشهدي إنّ عليّاً وصيّي، وإنّه وليّي في الدنيا والآخرة، وإنّه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين'. [ ألقاب الرسول وعترته "المجموعة النفيسة"، ص 25.]198. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم، أخبرنا شهاب بن عبّاد، حدّثني جعفر بن سليمان، عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال: ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعليّ عليه السلام ما يلقى من بعده، قال: فبكى، وقال: اسألك بحق قرابتي وبحق صحبتي إلّا دعوت اللَّه لي أن يقبضني اللَّه، قال: 'يا عليّ، تسألني أن أدعو اللَّه لأجلٍ مؤجّل'. قال: فقال: يا رسول اللَّه، على ما أُقاتل القوم؟ قال: 'على الإحداثِ في الدين'. [ المناقب، الخوارزمي، ح 211، ص 175. قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي- فيما كتب إليّ من همدان- أخبرنا الحافظ أبوعليّ الحسن بن أحمد ابن الحسن الحداد بأصبهان- فيما أذن لي في الرواية عنه- أخبرنا الشيخ الأديب أبويعلى عبد الرزاق بن عمر ابن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبوبكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصبهاني، وقال أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي، وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في كتابه إليّ من إصفهان- سنة ثمان وثمانين وأربعمئة- عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....]199. ابن مردويه بطرق كثيرة عن عليّ عليه السلام: اُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. [ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 18. قال: أبويعلى الموصلي، والخطيب والتاريخي، وأبوبكر بن مردويه بطرق كثيرة عن عليّ....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق "ج 3، ص 203، ح 1211". قال: أخبرنا أبوالقاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللَّه، أنبأنا أبوالحسن عليّ بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبوالحسن أحمد بن محمّد بن موسى، أنبأنا أبوالعباس ابن عقدة، أنبأنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمان الكندي، أنبأنا بكار بن بشر، أنبأنا حمزة الزيات، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عليّ، وعن أبي سعيد التيمي، عن عليّ، قال: اُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
ورواه بأسانيد مختلفة في الأحاديث: 1206 تا 1213.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية "ج 7، ص 305".]200. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم، حدّثنا عثمان بن محمّد، حدّثنا يونس بن أبي يعقوب، حدّثنا حمّاد بن عبدالرحمان الأنصاري، عن أبي سعيد التميمي، عن عليّ عليه السلام قال: عهد إليّ رسول صلى الله عليه و آله أن اُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. فقيل له: يا أميرالمؤمنين من الناكثون؟ قال: الناكثون أصحاب الجمل، والمارقون الخوارج، والقاسطون أهل الشام. [ المناقب، الخوارزمي، ص 176، ح 212. قال: وبهذا الإسناد |أي: إسناد الحديث 211 المتقدّم| عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق "ج 3، ص 202، ح 1209". قال: أخبرنا أبوسعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الفقيه، وأبونصر أحمد بن عليّ بن محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبوبكر أحمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن خلف، أنبأنا محمّد بن عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبوالحسن محمّد بن أحمد بن تميم الحنظلي بقنطرة برذان، أنبأنا محمّد بن سعد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، حدّثني أبي، حدّثني عمّي عمرو بن عطية بن سعد، عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد، حدّثني جدّي سعد بن جنادة، عن عليّ، قال: اُمرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناكثين والمارقين، فأمّا القاسطون فأهل الشام، وأمّا الناكثون فذكرهم، وأما المارقون فأهل النهروان، يعني: الحروريّة.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية "ج 7، ص 305".]201. ابن مردويه، أخبرنا عبداللَّه بن سعد بن يحيى، أخبرنا أبويوسف الصندلاني، أخبرنا فيّاض، عن حمزة بن عبدالكريم، عن إسماعيل بن رجاء، عن عطيّة وأبي الودال، عن أبي سعيد الخدري: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من الحجرة فانقطع شسعه، فرمى بها إلى عليّ عليه السلام، فجلس إلينا وكأنّ على رؤوسنا الطير.
قال: 'ليضربنّكم رجل من بعدي على تأويل القرآن كما ضُربتم على تنزيله'. فقال أبوبكر: أنا. فقال: 'لا'. فقال عمر: أنا. فقال: 'لا، ولكنّه خاصف النعل، يخرج عليكم من الحجرة'. قال: فخرج علينا عليّ وبيده نعل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يصلحها. [ ألقاب الرسول وعترته "المجموعة النفيسة"، ص 28.
ورواه أحمد بن حنبل في مسنده "ج 3، ص 33". قال: حدّثنا وكيع، حدّثنا قطر، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله'، قال: فقام أبوبكر وعمر، فقال: 'لا، ولكن خاصف النعل'، وعلي يخصف نعله.
ورواه أحمد بنحو آخر "ج 3، ص 82".]
في حرب الجمل
202. ابن مردويه، أنّ عائشة لمّا سمعت نباح الكلاب قالت: أي ماءٍ هذا؟ فقالوا: الحوأب، قالت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون. إنّي لهيه! قد سمعت رسول اللَّه وعنده نساؤه يقول: 'ليت شعري! أيّتكن تنبحها كلاب الحوأب؟' [ بحار الأنوار، ج 32، ص 18. قال: ذكر الأعثم في الفتوح، والماوردي في أعلام النبوّة، وشيرويه في الفردوس، وأبويعلى في المسند، وابن مردويه في فضائل أميرالمؤمنين، والموفّق في الأربعين، وشعبة والشعبي وسالم بن أبي الجعد في أحاديثهم، والبلاذري والطبري في تاريخيهما، أنّ عائشة....روى أحمد بن حنبل في مسنده "ج 6، ص 97". قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا شعبة، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أنّ عائشة لمّا أتت على الحوأب، سمعت نباح الكلاب، فقالت: ما أظنني إلّا راجعة. إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لنا: 'أيّتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟' فقال لها الزبير: ترجعين، عسى اللَّه عزوجل أن يصلح بك بين الناس.
وروى المتقي الهندي في كنز العمّال "ج 11، ص 334، ح 31671": عن طاووس، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: 'أيّتكن الّتي تنبحها كلاب كذا وكذا؟ إيّاك يا حميراء!' "نعيم بن حمّاد في الفتن، وسنده صحيح".]203. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد البزاز، حدّثنا جدّي محمّد بن الخطّاب، حدّثنا أبونعيم الفضل بن دكين، حدّثنا عبدالجبار بن العبّاس، عن عمّار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، قال: ذكر النبيّ صلى الله عليه و آله خروج بعض اُمهات المؤمنين، فضحكت عائشة، فقال: 'انظري يا حميرا، لاتكونين هي'، ثمّ