وقريباً منه معناً رواه المحب الطبري في ذخائر العقبى "ص 81"، قال: وعن موسى بن طلحة، أنّ عمر اجتمع عنده مال، فقسّمه ففضل منه فضلة، فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا: 'نرى أن تمسكه، فإذا إحتجت إلى شي ء كان عندك'، وعليّ في القوم لايتكلّم. فقال عمر: 'مالك لاتتكلم ياعلي؟'. قال: 'قد أشار عليك القوم'. قال: 'وأنت فأشر'. قال: 'فاني أرى أنّك تقسمه'، ففعل.]82. ابن مردويه، عن اُبيّ بن كعب، قال: إنّ عمر كان يقول: لا عاش عمر لمعضلةٍ ليس لها أبوالحسن، يعني: عليّاً. [ ملحقات إحقاق الحق، ج 8، ص 194.
روى المحب الطبري في ذخائر العقبى "ص 82"، قال:
وعن سعيد بن المسيب، قال: 'كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبوحسن'. أخرجه أحمد وأبوعمرو. وعن أبي سعيد الخدري أنّه سمع عمريقول لعليّ وقد سأله عن شي ء فأجابه: 'أعوذ باللَّه أن أعيش في يوم لست فيه يا أباالحسن'.
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك "ج 1، ص 457"، قال:
أخبرناه أبومحمّد عبد اللَّه بن محمّد بن موسى العدل- من أصل كتابه-، حدّثنا محمّد بن صالح الكليليني، حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي عمروالعدني، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمّي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: |وذكر حديثاً| فقال عمر: 'أعوذ باللَّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أباالحسن'.]83. ابن مردويه، قال: وفي رواية يقول- أي عمر-: لولا عليّ لهلك عمر. [ ملحقات إحقاق الحق، ج 8، ص 182.
ورواه ابن عبد البر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الإستيعاب بهامش الإصابة "ج 3، ص 39"، قال: قال أحمد بن زهير: حدّثنا عبيد اللَّه بن عمر القواريري، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حدّثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: 'كان عمر يتعوّذ باللَّه من معضلة ليس لها أبوحسن، وقال في أمر المجنونة التي أمر برجمها، وفي التي وضعت لستة أشهر فأراد عمر رجمها، فقال له عليّ: إنّ اللَّه تعالى يقول: 'وَ حَمْلُهُ و وَ فِصَلُهُ و ثَلَثُونَ شَهْرًا'، الحديث، وقال له: 'إنّ اللَّه رفع القلم عن المجنون' الحديث، فكان عمر يقول: لولا عليّ لهلك عمر'.
ورواه الموفّق الخوارزمي في بيان غزارة علمه عليه السلام من كتاب المناقب "ص 80، ح 65".]84. ابن مردويه، عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما-، قال: قال عمررضى الله عنه: أمّا الحمد فقد عرفناه، فقد يحمد الخلائق بعضهم بعضاً، وأمّا لا إله إلّا اللَّه فقد عرفناها، فقد عُبدت الآلهة من دون اللَّه، وأمّا اللَّه أكبر، فقد يكبّر المصلي، وأمّا سبحان اللَّه فما هو؟
فقال رجل من القوم: اللَّه أعلم. فقال عمررضى الله عنه: قد شقي عمر إن لم يكن يعلم: إنّ اللَّه يعلم.
فقال عليّ رضى الله عنه: يا أميرالمؤمنين، اسم ممنوع أن ينتحله أحد من الخلائق، وإليه يفزع الخلق، وأحبّ أن يقال له.
فقال: هو كذاك. [ الدرّ المنثور، ج 5، ص 154. قال: 'أخرج ابن ماجة في تفسيره، وابن ابي حاتم، وابن مردويه، عن ابن عباس...'.]85. ابن مردويه، عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما- قال: سألتُ عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه: لِمَ لَمْ تُكتب في براءة: بسم اللَّه الرحمن الرحيم؟
قال: لأن 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم' أمانٌ، وبراءة نزلت بالسيف. [ الدرّ المنثور، ج 3، ص 209، قال: 'أخرج أبوالشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس...'.]86. ابن مردويه، عن سليم بن عامر: أنّ عمر بن الخطاب قال: العجب من رؤيا الرجل! إنّه يبيت فيرى الشي ء لم يخطر له على بال، فتكون رؤيا كآخذ باليد، ويرى الرجل الرؤيا فلا تكون رؤياه شيئاً!
فقال عليّ بن أبي طالب: 'أفلا أخبرك بذلك يا أميرالمؤمنين؟ يقول اللَّه تعالى: 'اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَ الَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ
الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى'، [ سورة الزمر، الآية 42.]فاللَّه يتوفى الأنفس كلّها، فما رأت وهي عنده في السماء فهي الرؤيا الصادقة، وما رأت إذا أرسلت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء، فكذبتها وأخبرتها بالأباطيل، فكذبت فيها'. فعجب عمر من قوله. [ الدرّ المنثور، ج 5، ص 329. قال: 'أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن سليم بن قيس...'.]87. ابن مردويه، عن عبداللَّه بن نجي، قال: شهدت عليّاً وأتاه أُسقف نجران فسأله عن أصحاب الأُخدود، فقصّ عليه القصّة، فقال عليّ:
أنا أعلم بهم منك، بُعث نبي من الحبشة إلى قومه- ثمّ قرأ عليّ-: 'وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَ مِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ' [ سورة غافر، الآية 78.]فدعاهم، فتابعه الناس، فقاتلهم، فقُتِلَ أصحابه، واُخذ فاُوثق، فانفلت، فأنس إليه رجال- يقول: اجتمع إليه رجال- [ الظاهر أنّ العبارة من عبد اللَّه بن نجي أو ابن مردويه.]فقاتلهم، فَقتِلوا، واُخذ فاُوثق، فخدّوا أخدوداً في الأرض، وجعلوا فيه النيران، فجعلوا يعرضون الناس، فمن تبع النبيّ رُمي به فيها، ومن تابعهم تُرك، وجاءت امرأة في آخر من جاء، معها صبي لها، فجزعت، فقال الصبي: يا أمة اطمري ولاتماري، فوقعت. [ الدرّ المنثور، ج 6، ص 333.]
في أنّه أقضى الصحابة
88. ابن مردويه، أنبأنا عبداللَّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبوداوود، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة سمع أباالبختري يقول: حدّثني من سمع عليّاًرضى الله عنه يقول:لمّا بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول اللَّه، تبعثني وأنا رجل حديث السن، لاعلم لي بكثير من القضاء!
قال: فضرب يده في صدره وقال: 'إنّ اللَّه سيثبت لسانك، ويهدي قلبك'، فما أعياني قضاء بين اثنين. [ السنن الكبرى، ج 10، ص 86.
ورواه النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام "ص 93، ح 34". قال: أخبرنا محمّد بن المثنى قال: حدّثنا أبومعاوية قال: حدّثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن عليّ رضى الله عنه، قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن لأقضي بينهم فقلت: يا رسول اللَّه، لاعلم لي بالقضاء!
فضرب بيده على صدري وقال: 'اللهمّ اهدِ قلبه وسدّد لسانه'، فما شككت في قضاء بين اثنين حتّى جلست مجلسي هذا.
ورواه النسائي بلفظ قريب منه في الحديثين 33 32.]89. ابن مردويه، أنبأنا عبداللَّه بن جعفر، حدّثنا يونس بن حبيب، حدّثنا أبوداوود، حدّثنا شريك وزائدة وسليمان بن معاذ، قالوا: حدّثنا سماك بن حرب، عن حنش بن المعتمر، عن عليّ، قال:
لمّا بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قلت: تبعثني وأنا حديث السن! لاعلم لي بكثير من القضاء! فقال لي: 'إذا أتاك الخصمان فلا تقض للأول حتّى تسمع ما يقول الآخر، فانّك إذا سمعت ما يقول الآخر عرفت كيف تقضي، إنّ اللَّه عزوجل سيثبت لسانك، ويهدي قلبك'، قال عليّ: فما زلت قاضيّاً بعد. [ السنن الكبرى، ج 10، ص 141.
ورواه أحمد بن حنبل في المسند "ج 1، ص 149": عبد اللَّه، حدّثني أبوالربيع الزهراني، وحدّثنا عليّ بن حكيم الأودي، وحدّثنا محمّد بن جعفر الوركاني، وحدّثنا زكريا بن يحيى زحمويه، وحدّثنا عبد اللَّه بن عامر ابن زرارة الحضرمي، وحدّثنا داوود بن عمرو الضبي، قالوا: حدّثنا شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي رضى الله عنه، قال: بعثني النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيّاً، فقلت: تبعثني إلى قوم وأنا حدّث السن! ولاعلم لي بالقضاء! فوضع يده على صدري، فقال: 'ثبّتك اللَّه وسدّدك. إذا جاءك الخصمان فلا تقضِ للأوّل حتّى تسمع من الآخر؛ فانّه أجدر أن يبين لك القضاء'، فما زلت قاضياً.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق "ج 2، ص 494، ح 1026".]90. ابن مردويه، بطرق كثيرة، عن زيد بن أرقم، أنّه قيل للنبي صلى الله عليه و آله: أتى إلى عليّ
باليمن ثلاثة نفر يختصمون في ولدهم، كلّهم يزعم أنّه وقع على اُمّه في طهرٍ واحد، وذلك في الجاهليّة، فقال عليّ عليه السلام:
'إنّهم شركاء متشاكسون'، فقرع على الغلام باسمهم فخرجت لأحدهم، فألحق الغلام به، وألزمه ثلثي الدية لصاحبيه، وزجرهما عن مثل ذلك.
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: الحمد للَّه الّذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داوود عليه السلام. [ مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 176.
ورواه الحميدي في المسند "ج 2، ص 345، ح 785". قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا الأجلح بن عبد اللَّه بن حجية الكندي، عن الشعبي، عن عبد اللَّه بن أبي الخليل، عن زيد بن أرقم، قال: أتى عليّ بن أبي طالب باليمن في ثلاثة نفر وقعوا على جاريّة لهم في طهر واحد فجاءت بولد، فقال عليّ لاثنين منهم:
'أتطيبان به نفساً لصاحبكما؟' قالا: لا.
ثمّ قال للآخرين: 'أتطيبان به نفساً لصاحبكما؟' قالا: لا.
فقال عليّ: 'أنتم شركاء متشاكسون، إنّني مقرع بينكم فأيّكم أصابته القرعة ألزمته الولد، وأغرمته ثلثي قيمة الجاريّة لصاحبيه'. فلمّا قدمنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكرنا ذلك له، فقال:
'ما أعلم فيها إلّا ما قال عليّ'.]91. ابن مردويه، عن ابن عباس رضى الله عنه، أنّ الشرّاب كانوا يُضربون في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنّعال والعِصي حتّى توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكانوا في خلافةِ أبي بكررضى الله عنه أكثر منهم في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال أبوبكر: لو فرضنا لهم حدّاً، فتوفى نحواً مما كانوا يُضربون في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكان أبوبكر يجلدهم أربعين حتّى توفّي.
ثمّ كان عمررضى الله عنه من بعده، فجلدهم كذلك أربعين، حتّى اُتي برجلٍ من المهاجرين الأوّلين، فشرب، فأمر به أن يُجلد.
فقال: لِمَ تجلدني؟ بيني وبينك كتاب اللَّه.
فقال عمر: وفي أيِّ كتاب تجد أن لا أجلدك؟
فقال: إنّ اللَّه تعالى يقول في كتابه: 'لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّلِحَتِ جُنَاحٌ' [ سورة المائدة، الآية 93.]الآية، فأنا من الّذين آمنوا وعملوا الصالحات، ثمّ اتقوا وآمنوا، ثمّ اتقوا وأحسنوا. شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بدراً وأحداً والخندق والمشاهد.
فقال عمر: ألا تردّون عليه ما يقول؟
فقال ابن عباس: إنّ هذه الآية أنزلت عذراً للماضين وحجةً على الباقين، فعذر الماضين أنّهم لقوا اللَّه قبل أن تُحرّم عليهم الخمر، وحجّة على الباقين؛ لأن اللَّه تعالى قال: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ فَاجْتَنِبُوهُ' [ سورة المائدة، الآية 90.]الآية- ثمّ قرأ حتّى أنفد الآية- فإن كان من الّذين 'ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّ ءَامَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّ أَحْسَنُواْ' [ سورة المائدة، الآية 93.]فان اللَّه قد نهى أن تُشرب الخمر.
فقال: صدقت فماذا ترون؟
قال عليّ رضى الله عنه: نرى أنَّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون جلدة. فأمر عمر فجلد ثمانين. [ الجامع الكبير، ج 15، ص 6360، ح 406.]
زهده و أمانته
92. ابن مردويه، حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن جعفر، حدّثنا الحسن بن محمّد، حدّثنا أبوزرعة، حدّثنا إسماعيل بن موسى، حدّثنا أبومعاذ صالح بن ميثم، عن الحارث بن حصيرة قال: قال عمر بن عبدالعزيز: ما علمنا أنّ أحداً كان في هذه الاُمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله أزهد من عليّ بن أبي طالب عليه السلام. [ المناقب، الخوارزمي، ص 117، ح 128. قال: أخبرني شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه الهمداني المعروف بالمروزي- فيما كتب إليّ من همدان-، أخبرنا الحافظ أبوعلي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان- فيما أذن لي في الرواية عنه-، أخبرنا الشيخ الأديب أبويعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه....روى ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق "ج 3، ص 252، ح 1269". قال: أخبرنا أبوالقاسم هبة اللَّه بن أحمد بن عمر، أنبأنا محمّد بن عليّ بن الفتح، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون، أنبأنا عمر بن الحسن بن عليّ بن الشيباني، أنبأنا حسين بن فهم، أنبأنا يحيى بن معين، أنبأنا عليّ بن الجعد، عن حسن بن صالح قال: تذاكروا الزّهاد عند عمر بن عبد العزيز فقال قائلون: فلان. وقال قائلون: فلان. فقال عمر بن عبد العزيز: أزهد الناس في الدنيا عليّ بن أبي طالب.]93. ابن مردويه، عن أبي مريم السلوي: قال رسول اللَّه لعليّ عليه السلام:
'يا عليّ، إنّ اللَّه قد زيّنك بزينة لم تزين العباد بزينة هي أحبّ إلى اللَّه منها: الزهد في الدنيا، وجعلك لاتنال من الدنيا شيئاً ولاتنال الدنيا منك شيئاً،
ووهب لك حبّ المساكين، فرضوا بك إماماً ورضيت بهم أتباعاً'. [ ملحقات احقاق الحق، ج 4، ص 490.
ورواه أبونعيم في حلية الأولياء "ج 1، ص 71". قال: حدّثنا أبوالفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدّثنا محمّد بن جرير، حدّثنا عبد الأعلى بن واصل، حدّثنا مخوّل بن إبراهيم، حدّثنا عليّ بن حزوَّر، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمّار بن ياسر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'يا عليّ، إن اللَّه تعالى قد زيّنك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى اللَّه تعالى منها، هي زينة الأبرار عند اللَّه عزوجل: الزهد في الدنيا. فجعلك لاتزرأ من الدنيا شيئاً، ولاتزرأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً'.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق "ج 2، ص 212، ح 715".
ورواه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين عليّ عليه السلام "ص 105، ح 148".]94. ابن مردويه، أنّه لمّا أقبل عليّ عليه السلام من اليمن تعجّل إلى النبيّ واستخلف على جنده الّذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كلّ رجل من القوم حلّة من البزّ الّذي كان مع عليّ، فلمّا دنى جيشه خرج عليّ ليتلقاهم، فإذا هم عليهم الحلل. فقال: 'ويلك! ما هذا؟' قال: كسوتهم ليتجمّلوا إذا قدموا في الناس. قال: 'ويلك! من قبل أن ينتهي إلى رسول اللَّه'، قال: فانتزع الحلل من الناس وردّها في البز، وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم. [ مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 377.]95. ابن مردويه، أنبأنا أبوبكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا عبداللَّه بن داوود، عن زيد بن أُسامة، عن سعيد الرجاني، قال: اشترى عليّ قميصين سنبلانيين انبجانيين بسبعة دراهم، فكسا قنبر أحدهما، فلمّا أراد أن يلبس قميصه فإذا إزاره مرقوع برقعة من أديم. [ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق، ج 3، ص 239، ح 1256. قال: أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد، أنبأنا أبومنصور بن شكرويه، أنبأنا أبوبكر بن مردويه....]96. ابن مردويه، أنبأنا أبوبكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا عبدالوارث، عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه، قال: خطب عليّ وقال: أيّها الناس واللَّه الّذي لا إله إلّا هو، ما رزأت من مالكم قليلاً ولاكثيراً إلّا هذه
- وأخرج قارورة من كمّ قميصه فيها طيب فقال:- أهداها إليَّ دهقان. [ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق، ج 3، ص 232، ح 1242. قال: أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبومنصور بن شكرويه، أنبأنا أبوبكر بن مردويه....]97. ابن مردويه، أنبأنا أبوبكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى، أنبأنا مسدد، أنبأنا عبداللَّه بن داوود، عن ربح |كذا|، عن أبي موسى، عن عبداللَّه بن أبي سفيان قال: أهدى إليّ دهقان من دهاقين السواد برداً وإلى الحسن والحسين برداً مثله، فقام عليّ يخطب بالمدائن يوم الجمعة فرآه عليهما، فبعث إليّ وإلى الحسن والحسين فقال: 'ما هذان البردان؟' قال: 'بعث إليّ وإلى الحسين دهقان من دهاقين السواد'. قال: فأخذهما فجعلهما في بيت المال. [ ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق، ج 3، ص 230، ح 1238. قال: أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد ابن الفضل، أنبأنا أبومنصور بن شكرويه، أنبأنا أبوبكر بن مردويه....]
في أنّه أقرب الناس من رسول اللَّه و الخليفة بعده
توسّط بيته بيوت النبيّ
98. ابن مردويه، قال رجل لابن عمر: حدّثني عن عليّ بن أبي طالب. قال: تريد أن تعلم ما كانت منزلته من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ فانظر إلى بيته من بيوت رسول اللَّه، هو ذاك بيته أوسط بيوت النبيّ. [ مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 60، قال فيه: 'البخاري، وابن مردويه...'.روى النسائي في خصائص الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام "ص 204، ح 107" قال: 'أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال: حدّثني أبوموسى- وهو محمّد بن موسى بن عين- قال: حدّثني أبي، عن عطاء، عن سعد بن عبيدة، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عليّ رضى الله عنه، فقال: لاتسألني عن عليّ ولكن انظر إلى بيته من بيوت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم'.
قال |الرجل|: فإنّي أبغضه. قال |ابن عمر|: أبغضك اللَّه عزوجل.]