سيرتها وفضائل لها شتّى - مناقب علی بن أبی طالب (ع) و ما نزل من القرآن فی علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناقب علی بن أبی طالب (ع) و ما نزل من القرآن فی علی (ع) - نسخه متنی

احمد بن موسی بن مردویه اصفهانی؛ محقیق: عبدالرزاق محمد حسین حرز الدین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

273. ابن مردويه، قال ابن سيرين: قال عبيدة: إنّ عمر بن الخطاب ذكر عليّاً فقال: ذاك صهر رسول اللَّه، نزل جبرئيل على رسول اللَّه فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تزوج فاطمة من عليّ.

[ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 124.

ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى "ص 31"، قال: 'وعن عمررضى الله عنه وقد ذكر عنده عليّ، قال: ذلك صهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نزل جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه يأمرك أن تزوّج فاطمة ابنتك من عليّ'. أخرجه ابن السماك في الموافقة.]

274. ابن مردويه، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: 'تكلّم خطيباً لنفسك'، فقال: الحمد للَّه الّذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة من يتّقيه، وأنذر بالنّار من يعصيه، نحمده على قديم إحسانه وأياديه، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به ونستكفيه، ونشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، شهادةً تبلغه وترضيه، وأن محمّداً عبده ورسوله صلى الله عليه و آله، صلاةً تزلفه وتحظيه، وترفعه وتصطفيه، والنكاح ما أمر اللَّه به ويرضيه، واجتماعنا مما قدّره اللَّه وأذن فيه، وهذا رسول اللَّه زوّجني ابنته فاطمة على خمسمئة درهم، وقد رضيت،

فاسألوه واشهدوا.

[ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 127.

وروى هذه الخطبة بنحو آخر الشيخ أبونصر محمّد بن عبدالرحمان الحنفي في السبعيات "ص 78"، قال: قال عليّ رضى الله عنه: الحمد للَّه المتوحّد بالجلال، المتفرد بالكمال، خالق بريته، ومحسن صفات خليقته، الّذي ليس كمثله شي ء، ولايكون كمثله إلّا هو خالق العباد والبلاد، وألهمهم بالثناء عليه، فسبّحوه بحمده وقدّسوه، وهو اللَّه الّذي لا إله إلّا هو، أمر عباده بالنكاح فأجابو ه، والحمد للَّه على نعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه شهادة تبلغه وترضيه، وتميز قائله وتقيه 'يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَ أُمِّهِ ى وَ أَبِيهِ، وَ صَحِبَتِهِ ى وَ بَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِىٍ مِّنْهُمْ يَوْمَل-ِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه' |عبس: 34|، وصلّى اللَّه على النبيّ محمّد وآله الّذى اجتباه لوحيه، صلاةً تبلغه زلفى وتعطيه، ورحمة اللَّه على آله وأصحابه ومحبيه، والنكاح ممّا قضاه اللَّه تعالى وأذن فيه، وإنّي عبداللَّه وابن أمته، الراغب إلى اللَّه، الخاطب فاطمة خير نساء العالمين، وقد بذلت لها من الصداق أربعمئة درهم عاجلة غير آجلة، فهل تزوجنيها يا أيّها الرسول النبيّ الاُمّي على سنّتك وسنّة من مضى من المرسلين؟

فقال النبيّ صلى اللَّه تعالى عليه وسلم: 'قد زوّجت فاطمة منك يا عليّ، وزوّجك اللَّه تعالى ورضيك واختارك...'.]

275. ابن مردويه- في حديث-، فمكث عليّ تسعة وعشرين ليلة، فقال له جعفر وعقيل: سله أن يدخل عليك أهلك، فعرفت اُمّ أيمن ذلك وقالت: هذا من أمر النساء، فخلت به اُمّ سلمة فطالبته بذلك، فدعاه النبيّ وقال: 'حبّاً وكرامة'، فأتى الصحابة بالهدايا، فأمر بطحن البر وخُبِزَ، وأمر عليّاً بذبح البقر والغنم، فكان النبيّ صلى الله عليه و آله يفصل، ولم ير على يده أثر دم. فلمّا فرغوا من الطبخ أمر النبيّ أن ينادى على رأس داره: أجيبوا رسول اللَّه، وذلك كقوله: 'وَ أَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ'

[ سورة الحج، الآية 27.]

فأجابوا من النخلات والزروع، فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس، وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة، ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شي ء، ثمّ عادوا في اليوم الثاني وأكلوا، وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب، ثمّ دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالصحاف، فملئت ووجّه إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وقال: 'هذا لفاطمة وبعلها'، ثمّ دعا فاطمة، وأخذ يدها فوضعها في يد عليّ وقال:

'بارك اللَّه لك في ابنة رسول اللَّه، يا عليّ، نعم الزوج فاطمة، ويا فاطمة، نعم البعل عليّ'.

[ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 129.

وروى أحاديث زواج فاطمة عليهاالسلام النسائي في خصائص أميرالمؤمنين "ص 228، ح 123 تا 125" والخوارزمي في المناقب "الفصل العشرون، ص 335، ح 356 تا 364" وغيرهم.]

276. ابن مردويه، بإسناده عن عليّ بن الجعد، عن ابن بسطام، عن شعبة بن الحجاج، وعن علوان، عن شعبة، عن أبي حمزة الضبعي، عن ابن عباس وجابر، أنّه لمّا كانت الليلة الّتي زفّت فاطمة إلى عليّ كان النبيّ أمامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك من خلفها، يسبحون اللَّه ويقدسونه حتّى طلع الفجر.

[ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 130، قال فيه: تاريخ الخطيب، وكتاب ابن مردويه، وابن المؤذن، وابن شيرويه الديلمي، بأسانيدهم عن عليّ بن الجعد....]

277. ابن مردويه، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله سأل ماءً، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثمّ مجّها في القعب، ثمّ صبها على رأسها، ثمّ قال: 'أقبلي'، فلمّا أقبلت نضح بين ثدييها، ثمّ قال: 'أدبري'، فلمّا أدبرت نضح من بين كتفيها، ثمّ دعا لهما.

[ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 131.]

278. ابن مردويه، أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: 'اللهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما شبليهما'.

[ المصدر السابق.]

279. ابن مردويه، بإسناده عن علقمة، قال: لمّا تزوّج عليّ فاطمة عليهاالسلام، تناثر ثمار الجنّة على الملائكة.

[ مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 124.]

سيرتها وفضائل لها شتّى

280. ابن مردويه، عن جابر بن عبداللَّه، قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على فاطمة، وهي

تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإبل، فلمّا نظر إليها قال: 'يا فاطمة، تعجّلي، فتجرّعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً'، فأنزل اللَّه: 'وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى'.

[ سورة الضحى، الآية 5.]

[ الدرّ المنثور، ج 6، ص 361، قال: أخرج العسكري في المواعظ، وابن مردويه، وابن لال، وابن النجار، عن جابر بن عبداللَّه....]

281. ابن مردويه، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'يا فاطمة، قومي فاشهدي إضحيتكِ، فإنّه يغفر لك بأوّل قطرة تقطر من دمها كلّ ذنب عملتيه، وقولي: 'إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ و وَبِذَ لِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ''،

[ سورة الأنعام، الآية 162 و 163.]

قلت: يا رسول اللَّه، هذا لك ولأهل بيتك خاصة، فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامّة؟ قال: 'بل للمسلمين عامّة'.

[ الدرّ المنثور، ج 3، ص 66، قال: أخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي، عن عمران بن حصين....]

282. ابن مردويه، أخبرنا إبراهيم بن أبان بن رسته، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللَّه، أخبرنا عبدالرحمان بن حمّاد، أخبرنا أبوعبدالرحمان المدني، عن محمّد ابن عليّ، عن أبيه عليهماالسلام أنّه ذكر تزويج فاطمة عليهاالسلام، ثمّ ذكر أنّ فاطمة سألت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خادماً- إلى أن قال-: ثمّ غزا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ساحل البحر، فأصاب سبياً فقسمه، فأمسك امرأتين أحدهما شابّة، والاُخرى امرأة قد دخلت في السن ليست بشابّة، فبعث إلى فاطمة، وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة وقال: 'يا فاطمة، هذه لك ولا تضربيها، فانّي رأيتها تصلّي، وإنّ جبرئيل نهاني أن أضرب المصلّين'، وجعل رسول اللَّه يوصيها بها، فلمّا رأت فاطمة مايوصيها بها التفتت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقالت: يا رسول اللَّه عليَّ يوم وعليها يوم، ففاضت عينا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالبكاء وقال:

''اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ'

[ سورة الأنعام، الآية 124.]

و 'ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِن م بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ''.

[ سورة آل عمران، الآية 34.]

[ مقتل الحسين، ج 1، ص 69، قال الخوارزمي: وأخبرني أبوالنجيب فيما كتب إليَّ بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه....]

283. ابن مردويه، أخبرنا عثمان بن محمّد البصري، حدّثنا محمّد بن الحسين، سمعت الحسن بن عبد العزيز، سمعت عبيداللَّه القواريري يقول: اختلف أصحابنا- يعني: يحيى بن سعيد وعبدالرحمان بن مهدي- في عائشة وفاطمة أيتهما أفضل؟ فأرسلوني إلى عبداللَّه بن داوود الخريبي، فسألته فقال: أمّا فاطمة فإن النبيّ صلى الله عليه و آله قال: 'إنّما فاطمة بضعة منّي'، ولم أكن أفضّل على بضعة من رسول اللَّه أحداً.

[ المصدر السابق، قال: وبهذا الإسناد |أي: إسناد الحديث المتقدم| عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه....

أقول: والحديث صحيح ثابت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، مخرّج في الصحاح والسنن بألفاظ مختلفة منها: قوله صلى الله عليه و آله: 'فاطمة بضعة منّي يؤذيني ماآذاها، وينصبني ما أنصبها'. رواه أحمد في المسند "ج 4، ص 5" والترمذي في صحيحه "ج 13، ص 247" والحاكم في المستدرك "ج 3، ص 159" وقوله صلى الله عليه و آله: 'فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها'.

رواه مسلم في صحيحه "ج 7، ص 140" والنسائي في خصائص أميرالمؤمنين "ص 245، ح 133".

وقوله صلى الله عليه و آله: 'فاطمة شجنة منّي، يبسطني مايبسطها، ويقبضني مايقبضها'.

رواه الحاكم في المستدرك "ج 3، ص 154" والهيثمي في مجمع الزوائد "ج 9، ص 203".]

خطبتها في مجلس أبي بكر

284. ابن مردويه، أخبرنا عبداللَّه بن إسحاق، أخبرنا محمّد بن عبيد، أخبرنا محمّد ابن زياد، أخبرنا شرقي بن قطامي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنّها قالت: لمّا بلغ فاطمة أنّ أبابكر أظهر منعها فدكاً،

لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ماتخرم مشية رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملآءة، ثمّ أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء، ثمّ أمهلت هنيهة حتّى إذا سكنت فورتهم افتتحت كلامها بحمد اللَّه، والثناء عليه، ثمّ قالت: 'لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ'

[ سورة التوبة، الآية 128.]

فان تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي، دون رجالكم، فبلّغ الرسالة، صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً لحدتهم، يجذ الأصنام، وينكث الهام، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتّى تفرّى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وتمّت كلمة الإخلاص 'وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ'،

[ سورة آل عمران، الآية 103.]

نهزة الطامع، ومذقة الشارب، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد، أذلّةً خاسئين، حتّى استنقذكم اللَّه ورسوله بعد اللتيا والّتي، وبعد أن مَني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب، كلّما أوقدوا ناراً للحرب، وفغرت فاغرة، قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفي حتّى يطأ صماخها بأخمصه، ويطفئ عادية لهبها بسيفه، وأنتم في رفاهيّة آمنون وادعون، حتّى إذا اختار اللَّه لنبيّه دار أنبيائه، أطلع الشيطان رأسه، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة ملاحظين، ثمّ استنهضكم فوجدكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير شربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لمّا

يندمل، إنّما زعمتم خوف الفتنة 'أَلَا فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُم بِالْكَفِرِينَ'،

[ سورة التوبة، الآية 49.]

ثمّ لم تلبثوا حيث تسرون حسواً في ارتغاء، ونصبر منكم على مثل حز المدى، وأنتم تزعمون أن لا إرث لنا، 'أَفَحُكْمَ الْجَهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ'،

[ سورة المائدة، الآية 50.]

يا معشر المسلمين، أأبتز إرث أبي؟! أبى اللَّه أن ترث أباك ولاأرث أبي! لقد جئت شيئاً فريّا، فدونكها مرحولة مخطومة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم اللَّه، والزعيم محمّد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون.

ثمّ انكفأت إلى قبر أبيها تقول:




  • قد كان بعدك أنباء وهنبثة
    إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها
    واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا



  • لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
    واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
    واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا



فلمّا فرغت من مقالتها، حمد اللَّه أبوبكر وصلى على نبيّه ثمّ قال: يا خير النساء، ويا ابنة خير الأنبياء، واللَّه ماتجاوزت رأي أبيك رسول اللَّه، ولاخالفت أمره، إنّ الرائد لايكذب أهله، إنّي أشهد اللَّه وكفى به شهيداً أنّي سمعت رسول اللَّه يقول: 'إنّا معاشر الأنبياء لانورّث ذهباً ولافضة ولاداراً ولاعقاراً، وإنّما نورّث الكتاب والحكمة والنبوة'.

[ بقيّة الحديث مزيدة، ففي السند شرقي بن قطامي، طعن فيه ابن حجر في ميزان الاعتدال "ج 2، ص 268"، وقال: ضعّفه ابن زكريا الساجي، وذكره ابن عدي في كامله.

وقد روى البخاري في صحيحه "ج 8، كتاب الفرائض، باب قول النبيّ صلى الله عليه و آله لانورّث، ص 3": أنّ فاطمة عليهاالسلام هجرت أبابكر ولم تكلّمه حتّى توفيت.

كما روى هذه الخطبة- بغير الزيادة- أبوالفضل ابن طيفور في بلاغات النساء "ص 12، ص 14". وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة "ج 16، ص 211".]

قالت: فلمّا سمعت فاطمة ذلك رضيت وانصرفت.

قالوا: ولمّا أفضى الأمر إلى عليّ عليه السلام تُكلّم معه أن يردّ فدكاً، فقال: 'معاذ اللَّه، إنّي لأستحيي أن أردّ شيئاً منع منه أبوبكر وأمضاه عمر'، وأبى أن يردّها.

[ مقتل الحسين، ج 1، ص 77، قال الخوارزمي: وبهذا الإسناد |أي: إسناد الحديث المتقدم في كتابه، قال: أخبرني أبوالنجيب فيما كتب إليَّ بإسناده عن الحافظ أبي بكر بن مردويه...|.]

وفاتها

285. ابن مردويه، عن جابر، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعليّ قبل موته بثلاثة أيّام: 'سلام اللَّه عليك يا أباالريحانتين، اُوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهدّ ركناك، واللَّه خليفتي عليك'، فلمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال عليّ: 'هذا أحد ركني الّذي قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم'، قال: فلمّا ماتت فاطمة قال عليّ: 'هذا الركن الثاني الّذي قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم'.

[ مفتاح النجا، ص 50.

ورواه ابن مردويه على مارواه الأمْرتْسَري في أرجح المطالب "ص 12".

وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب "ج 3، ص 136"، وليس فيه: بثلاثة أيّام.

ورواه أبونعيم في حلية الأولياء "ج 3، ص 201"، قال: حدّثنا أبوبكر بن خلّاد وأبومحمّد بن الحسن، قالا: حدّثنا محمّد بن يونس الشامي، حدّثنا حمّاد بن عيسى الجهني، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعليّ بن أبي طالب- رضي اللَّه تعالى عنه-: 'سلام عليك أباالريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً، فعن قليل ينهدّ ركناك، واللَّه خليفتي عليك'. قال: فلمّا قبض النبيّ صلى الله عليه وسلم قال عليّ: هذا أحد الركنين الّذي قال النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا ماتت فاطمة- رضي اللَّه تعالى عنها- قال عليّ رضى الله عنه: هذا الركن الّذي قال النبيّ صلى الله عليه وسلم.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال "ج 11، ص 625، ح 33044".]

286. ابن مردويه، عن اُمّ حبيبة، قالت: لمّا نزلت: 'إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ'

[ سورة النصر، الآية 1.]

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: 'إنّ اللَّه لم يبعث نبيّاً إلّا عمّر في اُمّته شطر ما عمّر النبيّ الماضي قبله، وأن عيسى بن مريم كان أربعين سنة في بني إسرائيل، وهذه لي عشرون سنة وأنا ميت في هذه السنة'، فبكت فاطمة- رضي اللَّه تعالى

عنها-، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله: 'أنتِ أوّل أهلي بي لحوقاً'، فتبسمت.

[ الدرّ المنثور، ج 6، ص 406.

ورواه ابن مردويه كما في الفتح والبيان ج 10، ص 354".

روى الدارمي في سننه "ج 1، ص 37"، قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لمّا نزلت 'إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ' دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال: 'قد نعيت إليَّ نفسي' فبكت، فقال: 'لاتبكي، فإنّكِ أوّل أهلي لحاقاً بي' فضحكت، فرآها بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلن: يا فاطمة، رأيناكِ بكيتِ ثمّ ضحكتِ، قالت: 'إنّه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه، فبكيت، فقال لي: لاتبكي فإنّكِ أوّل أهلي لاحق بيّ، فضحكت'.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد "ج 9، ص 23".]

287. ابن مردويه، من رواية هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما-، قال: لمّا نزلت: 'إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ' دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة فقال لها: 'إنّه قد نعيت إليَّ نفسي'، فبكت، فقال لها: 'اصبري، فانّكِ أوّل أهلي لحوقاً بي'. فقال لها بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه و آله... الحديث.

[ الكافي الشاف، ج 4، ص 812، قال: أخرج البيهقي في أواخر الدلائل، وابن مردويه من رواية هلال بن خباب...، ثمّ قال: وشاهده في الصحيحين من حديث عائشة، من رواية مسروق عنها مطوّلاً.

في صحيح مسلم "ج 7، ص 142"، قال: حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، وحدّثنا عبداللَّه بن نمير، عن زكريّاء، ح، وحدّثنا ابن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا زكريّاء، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: اجتمع نساء النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: 'مرحباً بابنتي'، فأجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثاً، فبكت فاطمة، ثمّ إنّه سارّها فضحكت أيضاً. فقلت لها: مايبكيكِ؟ فقالت: ماكنت لأفشي سِرَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقلت: مارأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت: أخصّك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثمّ تبكين، وسألتها عما قال، فقالت: ماكنت لأفشي سِرّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. حتّى إذا قبض سألتها، فقالت: إنّه كان حدّثني أنّ جبريل كان يعارضه بالقرآن كلّ عام مرة، وإنّه عارضه به في العام مرتين، ولا أراني إلّا قد حضر أجلي، وإنّكِ أوّل أهلي لحوقاً بي، ونعم السلف أنا لك، فبكيت لذلك، ثمّ إنّه سارّني، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين، أو سيّدة نساء هذه الاُمّة، فضحكت لذلك.]

288. ابن مردويه، بإسناده عن سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن عائشة، قالت: توفيت فاطمة، فدفنها عليّ عليه السلام ليلاً وصلّى عليها، ولم يأذن أبابكر.

[ مثالب النواصب، ج 1، ص 162.

ورواه البخاري في صحيحه "ج 5، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، ص 82"، قال: حدّثنا يحيى بن بكير، حدّثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أنّ فاطمة عليهاالسلام بنت النبيّ صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ممّا أفاء اللَّه عليه بالمدينة وفدك، ومابقي من خمس خيبر- إلى أن قال:- فأبى أبوبكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفيت، وعاشت بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلمّا توفيت دفنها زوجها عليّ ليلاً، ولم يؤذِن بها أبابكر....

ورواه البيهقي في السنن الكبرى "ج 6، كتاب قسم الفي ء والغنيمة، باب بيان مصرف أربعة أخماس الفي ء بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ص 300".

ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه "ج 2، ص 448".]

فضائل الحسن والحسين

حبّ النبيّ إيّاهما

289. ابن مردويه، عن بريدةرضى الله عنه، قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب، فأقبل الحسن والحسين- رضي اللَّه عنهما- عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما واحداً من ذا الشق وواحداً من ذا الشق، ثمّ صعد المنبر فقال: 'صدق اللَّه! قال: 'إِنَّمَآ أَمْوَ لُكُمْ وَ أَوْلَدُكُمْ فِتْنَةٌ'،

[ سورة التغابن، الآية 15.]

إنّي لمّا نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران، لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما'.

[ الدرّ المنثور، ج 6، ص 228، قال فيه: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبوداوود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، وابن مردويه، عن بريدة....]

290. ابن مردويه، عن عبداللَّه بن عمررضى الله عنه: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن عليّ رضى الله عنه، فوطأ في ثوب كان عليه فسقط فبكى، فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المنبر، فلمّا رأى الناس، أسرعوا إلى الحسين رضى الله عنه يتعاطونه، يعطيه بعضهم بعضاً حتّى وقع في يد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم،

/ 35