شريح بن هاني - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 12

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وعندما ثار المختار نهض شبث أيضاً للثأر بدم الحسين عليه السلام.

[ تقريب التهذيب: 2735:263.]

ثمّ اشترك مع مصعب بن الزبير ضدّ المختار.

[ الأخبار الطوال: 301، تقريب التهذيب: 2735:263، تاريخ الطبري: 44:6، الكامل في التاريخ: 666:2.]


مات بالكوفة سنة 80 ه.

[ تقريب التهذيب: 2735:263.]


شريح بن هاني


شريح بن هاني بن يزيد الحارثي يكنى أباالمقدام، كان من المخضرمين،

[ المستدرك على الصحيحين: 62:75:1، تهذيب الكمال: 2729:454:12، سير أعلام النبلاء: 33:108:4.]

أدرك النبيّ ولم يره،

[ المستدرك على الصحيحين: 62:75:1، تهذيب الكمال: 2729:452:12، تاريخ دمشق: 64:23.]

وكان من أكابر التابعين،

[ المستدرك على الصحيحين: 62:75:1.]

ومن كبار أصحاب عليّ عليه السلام

[ تهذيب الكمال: 2729:452:12، تاريخ دمشق: 65:23، الاستيعاب: 1180:259:2 وفيه 'من أجلّة أصحاب عليّ رضى الله عنه'، اُسد الغابة: 2428:628:2 وفيه 'كان من أعيان أصحاب عليّ رضى الله عنه'.]

وشهد معه المشاهد،

[ الطبقات الكبرى: 128:6، اُسد الغابة: 2428:628:2.]

وكان أميراً في الجمل،

[ الجمل: 319؛ الإصابة: 3991:308:3.]

وفي صفّين من اُمراء مقدّمة الجيش وعلى الميسرة.

[ وقعة صفّين: 152؛ تاريخ الطبري: 565:4.]


ولمّا بعث عليّ عليه السلام أباموسى إلى دومة الجندل

[ دَومَة الجَندل: مدينة على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم، ويطلق عليها اليوم 'الجوف'، وقد جرت فيها قضيّة التحكيم "راجع معجم البلدان: 487:2".]

بعث معه أربعمائة عليهم شريح بن هاني.

[ سير أعلام النبلاء: 33:107:4، تاريخ الطبري: 67:5؛ وقعة صفّين: 533.]


وعندما ذُكر اسمه في زمرة الشاهدين على حجر بن عدي، أنفذ إلى معاوية كتاباً كذّب فيه ذلك وأثنى على حجر.

[ أنساب الأشراف: 264:5، تاريخ الطبري: 272:5، تاريخ دمشق: 22:8.]


قتل شريح بسجستان سنة 78 ه،

[ تاريخ خليفة بن خيّاط: 212، الطبقات لخليفة بن خيّاط: 1065:250، تهذيب الكمال: 2729:453:12، اُسد الغابة: 2428:628:2، الإصابة: 3991:308:3.]

وهو ابن مائة وعشرين سنة.

[ اُسد الغابة: 2428:628:2، الإصابة: 3991:308:3.]


صعصعه بن صوحان


صعصعة بن صوحان بن حُجْر العبدي، كان مسلماً على عهد النبيّ صلى الله عليه و سلم ولم يره.

[ الاستيعاب: 1216:273:2، اُسد الغابة: 2505:21:3، الإصابة: 4150:373:3.]

وكان من كبار أصحاب الإمام عليّ عليه السلام،

[ سير أعلام النبلاء: 134:528:3.]

ومن الذين عرفوه حقّ معرفته كما هو حقّه،

[ رجال الكشّي: 122:285:1.]

وكان خطيباً شحشحاً

[ الشَّحْشَحُ: أي الماهِرُ الماضي في كلامه "النهاية: 449:2".]

بليغاً.

[ الطبقات الكبرى: 221:6، مروج الذهب: 48:3 و ص 52، المعارف لابن قتيبة: 402، سير أعلام النبلاء: 134:528:3.]

ذهب الأديب العربي الشهير

الجاحظ إلى أنّه كان مقدّماً في الخطابة. وأدلّ من كلّ دلالة استنطاق عليّ بن أبي طالب عليه السلام له.

[ البيان والتبيين: 327:1 و ص 202.]


أثنى عليه أصحاب التراجم بقولهم: كان شريفاً، أميراً، فصيحاً، مفوّهاً، خطيباً، لسناً، ديّناً، فاضلاً.

[ سير أعلام النبلاء: 134:529:3، اُسد الغابة: 2505:21:3.]


نفاه عثمان إلى الشام مع مالك الأشتر ورجالات من الكوفة.

[ تاريخ الطبري: 323:4، تاريخ دمشق: 80:24 و ص 100، اُسد الغابة: 2505:21:3.]

وعندما ثار الناس على عثمان، واتّفقوا على خلافة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام قام هذا الرجل الذي كان عميق الفكر، قليل المثيل في معرفة عظمة عليٍّ عليه السلام- وكان خطيباً مصقعاً- فعبّر عن اعتقاده الصريح الرائع بإمامه، وخاطبه قائلاً:

واللَّه يا أميرالمؤمنين! لقد زيّنت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها.

وعندما أشعل موقدو الفتنة فتيل الحرب على أميرالمؤمنين عليه السلام في الجمل، كان إلى جانب الإمام، وبعد أن استشهد أخواه زيد وسيحان اللذان كانا من أصحاب الألوية، رفع لواءهما وواصل القتال.

[ الطبقات الكبرى: 221:6، سير أعلام النبلاء: 134:529:3.]

وفي حرب صفّين، هو رسول الإمام عليه السلام إلى معاوية

[ وقعة صفّين: 160 و ص 162.]

ومن اُمراء الجيش

[ وقعة صفّين: 206.]

وراوي وقائع صفّين.

[ وقعة صفّين: 457 و ص 480.]


وقف إلى جانب الإمام عليه السلام في حرب النهروان، واحتجّ على الخوارج بأحقّيّة إمامه وثباته.

[ الاختصاص: 121.]

وجعله الإمام عليه السلام شاهداً على وصيّته،

[ الكافي: 7:51:7.]

فسجّل بذلك فخراً عظيماً لهذا الرجل. ونطق صعصعة بفضائل الإمام ومناقبه أمام معاوية وأجلاف بني اُميّة مراراً، وكان يُنشد ملحمة عظمته أمام عيونهم المحملقة، ويكشف عن قبائح معاوية ومثالبه بلا وجل.

[ مروج الذهب: 50:3، ديوان المعاني: 41:2.]


وكم أراد منه معاوية أن يطعن في عليّ عليه السلام، لكنّه لم يلقَ إلّا الخزي والفضيحة، إذ جُوبِه بخطبه البليغة الأخّاذة.

[ رجال الكشّي: 123:285:1.]


آمنه معاوية مكرهاً بعد استشهاد أميرالمؤمنين عليه السلام وصلح الإمام الحسن عليه السلام،

[ رجال الكشّي: 123:285:1.]

فاستثمر صعصعة هذه الفرصة ضدّ معاوية. وكان معاوية دائم الامتعاض من بيان صعصعة الفصيح المعبّر وتعابيره الجميلة في وصف فضائل الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، ولم يخفِ هذا الامتعاض.

[ رجال الكشّي: 123:285:1؛ مروج الذهب: 49:3 و ص 51.]


إنّ ما ذكرناه بحقّ هذا الرجل غيض من فيض. وستلاحظون عظمة هذه الشخصيّة المتألّقة في النصوص التي سننقلها لاحقاً. وكفى في عظمته قول الإمام الصادق عليه السلام: ما كان مع أميرالمؤمنين عليه السلام من يعرف حقّه إلّا صعصعة وأصحابه.

[ رجال الكشّي: 122:285:1 عن داود بن أبي يزيد.]


توفّي صعصعة أيّام حكومة معاوية.

[ الطبقات الكبرى: 221:6، تاريخ دمشق: 85:24، اُسد الغابة: 2505:21:3.]


6550- الطبقات الكبرى- في ذكر صعصعة بن صوحان-: كان من أصحاب عليّ بن أبي طالب وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان. وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة، وكانت الراية يوم الجمل في يده فقتل، فأخذها زيد فقُتل، فأخذها صعصعة.

[ الطبقات الكبرى: 221:6.]


6551- الأمالي للطوسي عن صعصعة بن صوحان: دخلت على عثمان بن عفّان في نفر من المصريّين، فقال عثمان: قدّموا رجلاً منكم يكلّمني، فقدّموني، فقال عثمان: هذا، وكأ نّه استحدثني.

فقلت له: إنّ العلم لو كان بالسنّ لم يكن لي ولا لك فيه سهم، ولكنّه بالتعلّم.

فقال عثمان: هات.

فقلت: بسم اللَّه الرحمن الرحيم 'الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ ءَاتَوُاْ الزَّكَوةَ وَ أَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْاْ عَنِ الْمُنكَرِ وَ لِلَّهِ عَقِبَةُ الْأُمُورِ'.

[ الحجّ: 41.]


فقال عثمان: فينا نزلت هذه الآية.

فقلت له: فمر بالمعروف وانه عن المنكر.

فقال عثمان: دع هذا وهات ما معك.

فقلت له: بسم اللَّه الرحمن الرحيم 'الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَرِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا اللَّهُ'

[ الحجّ: 40.]

إلى آخر الآية.

فقال عثمان: وهذه أيضاً نزلت فينا، فقلت له: فأعطنا بما أخذت من اللَّه.

فقال عثمان: يا أيّها الناس، عليكم بالسمع والطاعة، فإنّ يد اللَّه على الجماعة وإنّ الشيطان مع الفذّ،

[ الفذّ: الواحد. وقد فَذَّ الرجلُ عن أصحابه إذا شَذَّ عنهم وبَقي فَرْداً "النهاية: 422:3".]

فلا تستمعوا إلى قول هذا، وإنّ هذا لا يدري مَن اللَّه ولا أين اللَّه.

فقلت له: أمّا قولك: 'عليكم بالسمع والطاعة' فإنّك تريد منّا أن نقول غداً: 'رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ كُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا'،

[ الأحزاب: 67.]

وأمّا قولك: 'أنا لا أدري من اللَّه' فإنّ اللَّه ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين، وأمّا قولك: 'إنّي لا أدري أين اللَّه' فإنّ اللَّه تعالى بالمرصاد.

قال: فغضب وأمر بصرفنا وغلق الأبواب دوننا.

[ الأمالي للطوسي: 418:236.]


6552- تاريخ اليعقوبي عن صعصعة بن صوحان- بعد خلافة الإمام عليّ عليه السلام-: واللَّه يا أميرالمؤمنين، لقد زيّنت الخلافة وما زانتك، ورفعتها وما رفعتك، ولهي إليك أحوج منك إليها.

[ تاريخ اليعقوبي: 179:2؛ الصواعق المحرقة: 127.]


6553- الغارات عن الأسود بن قيس: جاء عليّ بن أبي طالب عليه السلام عائداً صعصعة فدخل عليه فقال له: يا صعصعة، لا تجعلنّ عيادتي إليك اُبّهةً على قومك.

فقال: لا واللَّه يا أميرالمؤمنين، ولكن نعمةً وشكراً.

فقال له عليّ عليه السلام: إن كنت لمّا علمت لخفيف المؤونة عظيم المعونة.

فقال صعصعة: وأنت واللَّه يا أميرالمؤمنين، إنّك ما علمت بكتاب اللَّه لعليم، وإنّ اللَّه في صدرك لعظيم، وإنّك بالمؤمنين لرؤوف رحيم.

[ الغارات: 5242، رجال الكشّي: 121:284:1 عن أحمد بن النصر عن الإمام الرضا عليه السلام؛ ربيع الأبرار: 133:4، مقاتل الطالبيّين: 50 عن أبي الطفيل وكلّها نحوه.]


6554- تاريخ اليعقوبي: إنّ عليّاً دخل على صعصعة يعوده، فلمّا رآه عليّ قال: إنّك ما علمت حسن المونة خفيق المؤونة.

فقال صعصعة: وأنت واللَّه يا أميرالمؤمنين، عليم، وأبهٌ في صدرك عظيم.

فقال له عليّ: لا تجعلها اُبّهةً على قومك أن عادك إمامك.

قال: لا يا أميرالمؤمنين، ولكنّه مَنٌّ من اللَّه عليَّ أن عادني أهل البيت وابن عمّ رسول ربّ العالمين.

[ تاريخ اليعقوبي: 204:2؛ تاريخ دمشق: 87:24 عن مصعب أبي قدامة العبدي نحوه وفيه 'خفيف المؤونة حسن المعونة' بدل 'حسن المونة خفيق المؤونة' وراجع أنساب الأشراف: 391:2.]


6555- الاختصاص عن مسمع بن عبد اللَّه البصري عن رجل: لمّا بعث عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان عليّ معنا في موضعنا أتكون معه؟

قال: نعم.

قالوا: فأنت إذاً مقلّد عليّاً دينك، ارجع فلا دين لك.

فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا اُقلّد من قلّد اللَّه فأحسن التقليد فاضطلع بأمر اللَّه صدّيقاً لم يزل؟ أوَلم يكن رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم إذا اشتدّت الحرب قدّمه في لهواتها فيطؤ صماخها بأخمصه،

[ أخمص القدم: باطنها الذي لا يُصيب الأرض "مجمع البحرين: 555:1".]

ويخمد لهبها بحدّه، مكدوداً في ذات اللَّه عنه يعبر

رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم والمسلمون، فأ نّى تصرفون، وأين تذهبون، وإلى من ترغبون وعمّن تصدفون!؟

[ الاختصاص: 121.]


6556- مروج الذهب عن محمّد بن عبد اللَّه بن الحارث الطائي: لمّا انصرف عليٌّ من الجمل قال لآذنه: مَن بالباب من وجوه العرب؟

قال: محمّد بن عمير بن عطارد التيمي والأحنف بن قيس وصعصعة بن صوحان العبدي، في رجال سمّاهم.

فقال: ايذن لهم.

فدخلوا فسلّموا عليه بالخلافة، فقال لهم: أنتم وجوه العرب عندي، ورُؤساء أصحابي، فأشيروا عليَّ في أمر هذا الغلام المترف- يعني معاوية- فافتنّت

[ افتَنّ الرجل في كلامه وخصومته: إذا توسّع وتصرّف وجاء بالأفانين "لسان العرب: 326:13".]

بهم المَشورة عليه.

فقال صعصعة: إنّ معاوية أترفه الهوى، وحبّبت إليه الدنيا، فهانت عليه مصارع الرجال، وابتاع آخرته بدنياهم، فإن تعمل فيه برأي ترشد وتُصِب، إن شاء اللَّه، والتوفيق باللَّه وبرسوله وبك يا أميرالمؤمنين، والرأي أن ترسل له عيناً من عيونك وثقةً من ثقاتك، بكتابٍ تدعوه إلى بيعتك، فإن أجاب وأناب كان له ما لك وعليه ما عليك، وإلّا جاهدته وصبرت لقضاء اللَّه حتى يأتيك اليقين.

فقال عليّ: عزمت عليك يا صعصعة إلّا كتبت الكتاب بيديك، وتوجّهت به إلى معاوية، واجعل صدر الكتاب تحذيراً وتخويفاً، وعجزه استتابةً واستنابةً، وليكن فاتحة الكتاب 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين

إلى معاوية، سلام عليك، أمّا بعد...' ثمّ اكتب ما أشرت به عليَّ، واجعل عنوان الكتاب 'ألا إلى اللَّه تصير الاُمور'.

قال: أعفني من ذلك.

قال: عزمت عليك لتفعلنّ.

قال: أفعل، فخرج بالكتاب وتجهّز وسار حتى ورد دمشق، فأتى باب معاوية فقال لآذنه: استأذن لرسول أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب- وبالباب أزفلة

[ الأزفلة: الجماعة "المحيط في اللغة: 57:9".]

من بني اُمية- فأخذته الأيدي والنعال لقوله، وهو يقول: 'أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ'

[ غافر: 28.]

وكثرت الجلبة

[ الجَلَب: هو جمع جَلَبَة وهي الأصوات "النهاية: 281:1".]

واللغط، فاتّصل ذلك بمعاوية فوجّه من يكشف الناس عنه، فكشفوا، ثمّ أذن لهم فدخلوا، فقال لهم: مَن هذا الرجل؟

فقالوا: رجل من العرب يقال له: صعصعة بن صوحان معه كتاب من عليّ.

فقال: واللَّه لقد بلغني أمره، هذا أحد سهام عليّ وخطباء العرب، ولقد كنت إلى لقائه شيّقاً، ائذن له يا غلام، فدخل عليه.

فقال: السلام عليك يا بن أبي سفيان، هذا كتاب أميرالمؤمنين.

فقال معاوية: أما إنّه لو كانت الرسل تقتل في جاهليّة أو إسلام لقتلتك، ثمّ اعترضه معاوية في الكلام، وأراد أن يستخرجه ليعرف قريحته أطبعاً أم تكلفاً، فقال: ممّن الرجل؟

قال: من نزار.

قال: وما كان نزار؟

قال: كان إذا غزا نكس، وإذا لقى افترس، وإذا انصرف احترس.

قال: فمن أيّ أولاده أنت؟

قال: من ربيعة.

قال: وما كان ربيعة؟

قال: كان يطيل النجاد، ويعول العباد، ويضرب ببقاع الأرض العماد.

قال: فمن أيّ أولاده أنت؟

قال: من جَديلة.

قال: وما كان جديلة؟

قال: كان في الحرب سيفاً قاطعاً، وفي المكرمات غيثاً نافعاً، وفي اللقاء لهباً ساطعاً.

قال: فمن أيّ أولاده أنت؟

قال: من عبد القيس.

قال: وما كان عبد القيس؟

قال: كان خصيباً خضرماً أبيض وهّاباً لضيفه ما يجد، ولا يسأل عمّا فقد، كثير المرق، طيّب العرق، يقوم للناس مقام الغيث من السماء.

قال: ويحك يا بن صوحان! فما تركت لهذا الحيّ من قريش مجداً ولا فخراً.

قال: بلى واللَّه يا بن أبي سفيان، تركت لهم ما لا يصلح إلّا بهم، ولهم تركت الأبيض والأحمر، والأصفر والأشقر، والسرير والمنبر، والملك إلى المحشر، وأنّى لا يكون ذلك كذلك وهم منار اللَّه في الأرض ونجومه في السماء؟!

ففرح معاوية وظنّ أنّ كلامه يشتمل على قريش كلّها، فقال: صدقت

/ 34