عبدالله بن عباس - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 12

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فإنّي رأيته وادعاً متواضعاً، حسن السمت والهدي.

[ أنساب الأشراف: 389:2؛ تاريخ اليعقوبي: 202:2 نحوه.]


6573- تاريخ اليعقوبي عن غياث: لمّا أجمع عليّ القتال لمعاوية كتب أيضاً إلى قيس: أمّا بعد، فاستعمل عبد اللَّه بن شبيل الأحمسي خليفة لك، وأقبل إليّ، فإنّ المسلمين قد أجمع ملؤهم وانقادت جماعتهم، فعجّل الإقبال، فأنا سأحضرنّ إلى المحلّين عند غرّة الهلال، إن شاء اللَّه، وما تأخّري إلّا لك، قضى اللَّه لنا ولك بالإحسان في أمرنا كلّه.

[ تاريخ اليعقوبي: 203:2 وراجع أنساب الأشراف: 238:3.]


عبدالله بن عباس


عبد اللَّه بن عبّاس بن عبد المطلب أبوالعبّاس القرشي الهاشمي، من المفسّرين والمحدّثين المشهورين في التاريخ الإسلامي

[ أنساب الأشراف: 39:4، حلية الأولياء: 314:1، سير أعلام النبلاء: 51:3313.]

وُلِدَ بمكّة في الشِّعب قبل الهجرة بثلاث سنين.

[ المستدرك على الصحيحين: 6277:615:3، تاريخ بغداد: 14:173:1، تاريخ دمشق: 289:29، سير أعلام النبلاء: 51:332:3.]

وذهب إلى المدينة سنة 8 ه، عام الفتح.

[ سير أعلام النبلاء: 51:333:3.]

كان عمر يستشيره في أيّام خلافته.

[ تاريخ بغداد: 14:173:1.]

وعندما ثار الناس على عثمان، كان مندوبه في الحجّ.

[ أنساب الأشراف: 39:4، تاريخ الطبري: 448:4، سير أعلام النبلاء: 51:349:3.]

ولمّا آلت الخلافة إلى الإمام أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام كان صاحبه، ونصيره، ومستشاره، وأحد ولاته واُمرائه العسكريّين.

كان على مقدّمة الجيش في معركة الجمل،

[ الجمل: 319؛ العقد الفريد: 314:3، الإمامة والسياسة: 90:1.]

ثمّ ولي البصرة

[ أنساب الأشراف: 39:4، تاريخ الطبري: 93:5، سير أعلام النبلاء: 51:353:3؛ الجمل: 420.]

بعدها. وقبل أن تبدأ حرب صفّين، استخلف أباالأسود الدؤلي على البصرة وتوجّه مع الإمام عليه السلام لحرب معاوية.

[ أنساب الأشراف: 39:4، تاريخ بغداد: 14:173:1، سير أعلام النبلاء: 51:353:3؛ الجمل: 421، وقعة صفّين: 117.]


كان أحد اُمراء الجيش في الأيّام السبعة الاُولى من الحرب.

[ وقعة صفّين: 221؛ تاريخ الطبري: 13:5، مروج الذهب: 388:2.]

ولازم الإمام عليه السلام بثباتٍ على طول الحرب.

اختاره الإمام عليه السلام ممثّلاً عنه في التحكيم، بَيْدَ أنّ الخوارج والأشعث عارضوا ذلك قائلين: لا فرق بينه وبين عليّ عليه السلام.

[ وقعة صفّين: 499؛ تاريخ الطبري: 51:5، الأخبار الطوال: 192، الفتوح: 198:4.]


حاورَ الخوارج مندوباً عن الإمام عليه السلام في النهروان مراراً. وأظهر في مناظراته الواعية عدمَ استقامتهم، وتزعزع موقفهم، كما أبان منزلة الإمام الرفيعة السامية.

[ راجع: القسم السادس/وقعة النهروان/مسير المارقين إلى النهروان/إشخاص عبد اللَّه بن عبّاس إليهم.]

كان والياً على البصرة عند استشهاد الإمام عليه السلام.

[ تاريخ الطبري: 155:5؛ الإرشاد: 9:2.]


بايع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام،

[ الإرشاد: 8:2؛ الفتوح: 283:4.]

وتوجّه إلى البصرة من قِبَله.

[ الإرشاد: 9:2.]

ولم يشترك

مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء. وعلّل البعض ذلك بعماه.

لم يبايع عبدَ اللَّه بن الزبير حين استولى على الحجاز، والبصرة، والعراق.

ومحمّد ابن الحنفيّة لم يبايعه أيضاً، فكَبُرَ ذلك على ابن الزبير حتى همّ بإحراقهما.

[ الطبقات الكبرى: 100:5 و 101، تاريخ دمشق: 338:54 و 339، سير أعلام النبلاء: 51:356:3، البداية والنهاية: 306:8.]


كان ابن عبّاس عالماً له منزلته الرفيعة العالية في التفسير، والحديث، والفقه. وكان تلميذ الإمام عليه السلام في العلم

[ رجال العلّامة الحلّي: 103؛ مختصر تاريخ دمشق: 154:301:12، البداية والنهاية: 298:8.]

مفتخراً بذلك أعظم افتخار.

توفّي ابن عبّاس في منفاه بالطائف سنة 68 ه وهو ابن إحدى وسبعين،

[ المستدرك على الصحيحين: 6309:626:3 و ص 6277:615، التاريخ الكبير: 5:3:5، أنساب الأشراف: 71:4، مروج الذهب: 108:3، سير أعلام النبلاء: 51:359:3.]

وهو يكثر من قوله: 'اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بمحمّدٍ وآله، اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية الشيخ عليّ بن أبي طالب'

[ كفاية الأثر: 22، بشارة المصطفى: 239، المناقب لابن شهر آشوب: 200:3؛ فضائل الصحابة لابن حنبل: 1129:662:2 وليس في الثلاثة الأخيرة 'اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بمحمّد وآله'.]

وفي رواية: لمّا حضرت عبد اللَّه بن عبّاس الوفاة قال: 'اللهمّ إنّي أتقرّب إليك بولاية عليّ بن أبي طالب'.

[ فضائل الصحابة لابن حنبل: 1129:662:2؛ بشارة المصطفى: 239، العمدة: 429:272، المناقب لابن شهر آشوب: 200:3، نهج الحقّ: 221.]


خلفاء بني العبّاس من ذرّيّته وأخبر الإمام عليه السلام بهذا في خطابه لابن عبّاس 'أباالأملاك '.

[ راجع: القسم الثالث عشر/إخباره بالاُمور الغيبيّة/ملك بني العبّاس وزواله.]


6574- المستدرك على الصحيحين عن الزهري: قال المهاجرون لعمر بن الخطّاب: ادع أبناءنا كما تدعو ابن عبّاس.

قال: ذاكم فتى الكهول، إنّ له لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً.

[ المستدرك على الصحيحين: 6298:621:3، مختصر تاريخ دمشق: 304:12، سير أعلام النبلاء: 51:345:3.]


6575- أنساب الأشراف: إنّ ابن عبّاس خلا بعليٍّ حين أراد أن يبعث أباموسى فقال: إنّي أخاف أن يخدع معاوية وعمرو أباموسى فابعثني حكماً ولا تبعثه ولا تلتفت إلى قول الأشعث وغيره ممّن اختاره فأبى، فلمّا كان من أمر أبي موسى وخديعة عمرو له ما كان، قال عليّ: للَّه درّ ابن عبّاس إن كان لينظر إلى الغيب من ستر رقيق.

[ أنساب الأشراف: 121:3.]


6576- مختصر تاريخ دمشق عن المدائني: قال عليّ بن أبي طالب في عبد اللَّه بن عبّاس: إنّه ينظر إلى الغيب من ستر رقيق لعقله وفطنته بالاُمور.

[ مختصر تاريخ دمشق: 305:12، عيون الأخبار لابن قتيبة: 35:1، المناقب للخوارزمي: 238:197 وليس فيهما 'لعقله وفطنته بالاُمور'.]


6577- الجمل عن أبي مخنف لوط بن يحيى: لمّا استعمل أميرالمؤمنين عليه السلام عبد اللَّه بن العبّاس على البصرة، خطب الناس فحمد اللَّه وأثنى عليه وصلّى على رسوله، ثمّ قال:

يا معاشر الناس! قد استخلفت عليكم عبد اللَّه بن العبّاس، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ما أطاع اللَّه ورسوله، فإن أحدث فيكم أو زاغ عن الحقّ فأعلموني أعزله عنكم، فإنّي أرجو أن أجده عفيفاً تقيّاً ورعاً، وإنّي لم اُولّه عليكم إلّا وأنا أظنّ

ذلك به، غفر اللَّه لنا ولكم.

[ الجمل: 420.]


6578- وقعة صفّين: كان عليّ قد استخلف ابن عبّاس على البصرة، فكتب عبد اللَّه بن عبّاس إلى عليّ يذكر له اختلاف أهل البصرة، فكتب إليه عليّ:

من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى عبد اللَّه بن عبّاس.

أمّا بعد، فالحمد للَّه ربّ العالمين وصلّى اللَّه على سيّدنا محمّد عبده ورسوله.

أمّا بعد، فقد قدم عليَّ رسولك وذكرت ما رأيت وبلغك عن أهل البصرة بعد انصرافي، وساُخبرك عن القوم:

هم بين مقيم لرغبة يرجوها، أو عقوبة يخشاها. فأرغب راغبهم بالعدل عليه، والإنصاف له والإحسان إليه، وحُلّ عقدة الخوف عن قلوبهم، فإنّه ليس لاُمراء أهل البصرة في قلوبهم عظم إلّا قليل منهم. وانتهِ إلى أمري ولا تعده، وأحسن إلى هذا الحيّ من ربيعة، وكلّ مَن قِبَلك فأحسن إليهم ما استطعت إن شاء اللَّه، والسلام.

[ وقعة صفّين: 105.]


6579- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى عبد اللَّه بن عبّاس وهو عامله على البصرة-: واعلم أنّ البصرة مهبط إبليس، ومغرس الفتن، فحادث أهلها بالإحسان إليهم، واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم، وقد بلغني تنمّرك لبني تميم، وغلظتك عليهم، وإنّ بني تميم لم يغب لهم نجم إلّا طلع لهم آخر، وإنّهم لم يسبقوا بوغم

[ الوغم: التِّرَة، الحقد "النهاية: 209:5".]

في جاهليّة ولا إسلام، وإنّ لهم بنا رحماً ماسّة، وقرابة خاصّة، نحن

مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها. فاربع أباالعبّاس- رحمك اللَّه- فيما جرى على لسانك ويدك من خير وشرّ! فإنّا شريكان في ذلك، وكن عند صالح ظنّي بك، ولا يفيلنّ

[ فيل رأيه: قبّحه وخطّأه "لسان العرب: 534/11".]

رأيي فيك، والسلام.

[ نهج البلاغة: الكتاب 18.]


6580- مختصر تاريخ دمشق عن سفيان بن عيينة: ورد صعصعة بن صوحان على عليّ بن أبي طالب من البصرة، فسأله عن عبد اللَّه بن عبّاس، وكان على خلافته بها، فقال صعصعة: يا أميرالمؤمنين، إنّه آخذ بثلاث وتارك لثلاث: آخذ بقلوب الرجال إذا حدّث، ويحسن الاستماع إذا حُدّث، وبأيسر الأمرين إذا خولف. تارك للمراء، وتارك لمقاربة اللئيم، وتارك لما يُعتذر منه.

[ مختصر تاريخ دمشق: 313:12.]


6581- رجال الكشّي عن الحارث: استعمل عليّ عليه السلام على البصرة عبد اللَّه بن عبّاس، فحمل كلّ مال في بيت المال بالبصرة، ولحق بمكّة وترك عليّاً عليه السلام، وكان مبلغه ألفي ألف درهم.

فصعد عليّ عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكى، فقال: هذا ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم في علمه وقدره يفعل مثل هذا، فكيف يؤمن من كان دونه؟ اللهمّ إنّي قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول.

[ رجال الكشّي: 109:279:1.]


6582- رجال الكشّي عن الشعبي: لمّا احتمل عبد اللَّه بن عبّاس بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز، كتب إليه عليّ بن أبي طالب: من عبد اللَّه عليّ بن أبي طالب إلى عبد اللَّه بن عبّاس، أمّا بعد، فإنّي قد كنت أشركتك في أمانتي، ولم

يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إليَّ، فلمّا رأيت الزمان على ابن عمّك قد كلب، والعدوّ عليه قد حرب، وأمانة الناس قد خربت، وهذه الاُمور قد قست، قلبت لابن عمّك ظهر المجن،

[ ظَهر المِجَنّ: هذه كلمة تُضرب مَثلاً لمن كان لصاحبه على مَودّة أو رعاية ثم حالَ عن ذلك "النهاية: 308:1".]

وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين.

فكأنّك لم تكن تريد اللَّه بجهادك، وكأ نّك لم تكن على بيّنة من ربّك، وكأ نّك إنّما كنت تكيد اُمّة محمّد صلى الله عليه و سلم على دنياهم، وتنوي غرّتهم،

[ الغِرَّة: الغَفْلة "النهاية: 354:3".]

فلمّا أمكنتك الشدّة في خيانة اُمّة محمّد أسرعت الوثبة وعجّلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الأزلّ

[ الأزلّ: بتشديد اللّام: السريع الجري.]

رمية المعزى الكسير.

كأ نّك- لا أبالك- إنّما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك واُمّك، سبحان اللَّه! أ ما تؤمن بالمعاد؟! أ وَما تخاف من سوء الحساب؟! أ وَما يكبر عليك أن تشتري الإماء، وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء اللَّه عليهم هذه البلاد؟!

اردد إلى القوم أموالهم، فوَاللَّه لئن لم تفعل ثمّ أمكنني اللَّه منك لأعذرنّ اللَّه فيك، فوَاللَّه لو أنّ حسناً وحسيناً فعلا مثل ما فعلت، لما كان لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة، حتى آخذ الحقّ، واُزيح الجور عن مظلومها، والسلام.

قال: فكتب إليه عبد اللَّه بن عبّاس: أمّا بعد، فقد أتاني كتابك، تعظّم عليَّ

إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة، ولعمري إنّ لي في بيت مال اللَّه أكثر ممّا أخذت، والسلام.

قال: فكتب إليه عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أمّا بعد، فالعجب كلّ العجب من تزيين نفسك، أنّ لك في بيت مال اللَّه أكثر ممّا أخذت، وأكثر ممّا لرجل من المسلمين، فقد أفلحت إن كان تمنّيك الباطل، وادّعاؤك ما لا يكون ينجيك من الإثم، ويحلّ لك ما حرّم اللَّه عليك، عمّرك اللَّه أ نّك لأنت العبد المهتدي إذاً.

فقد بلغني أ نّك اتّخذت مكّة وطناً وضربت بها عطناً،

[ العطن: مبرك الإبل، المراح "النهاية: 258:3".]

تشتري مولّدات مكّة والطائف، تختارهنّ على عينك، وتعطي فيهنّ مال غيرك، وإنّي لأقسم باللَّه ربّي وربّك ربّ العزّة، ما يسرّني أنّ ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثاً، فلا غرو، وأشدّ باغتباطك تأكله رويداً رويداً، فكأن قد بلغتَ المدى، وعُرضت على ربّك، والمحلّ الذي يتمنّى الرجعة، والمُضيّع للتوبة كذلك وما ذلك، ولات حين مناص! والسلام.

قال: فكتب إليه عبد اللَّه بن عبّاس: أمّا بعد، فقد أكثرت عليَّ، فوَاللَّه لأن ألقى اللَّه بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحبّ إليّ أن ألقى اللَّه بدم رجل مسلم.

[ رجال الكشّي: 110:279:1؛ أنساب الأشراف: 400:2، العقد الفريد: 348:3 عن أبي الكنود، الأوائل لأبي هلال: 196 كلّها نحوه.]


6583- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى بعض عمّاله-: أمّا بعد، فإنّي كنت أشركتك في أمانتي، وجعلتك شعاري وبطانتي، ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي لمواساتي وموازرتي، وأداء الأمانة إليّ، فلمّا رأيت الزمان على

ابن عمّك قد كلب، والعدوّ قد حرب، وأمانة الناس قد خَزيت، وهذه الاُمّة قد فنكت

[ الفَنْك: الكذب، والتعدّي، واللَّجاج "لسان العرب: 479:1".]

وشغرت،

[ الشغر: البُعد "النهاية: 482:2".]

قلبتَ لابن عمّك ظهر المجنّ، ففارقته مع المفارقين، وخذلته مع الخاذلين، وخُنته مع الخائنين، فلا ابن عمّك آسيت، ولا الأمانة أدّيت.

وكأنّك لم تكن اللَّهَ تريد بجهادك ، وكأ نّك لم تكن على بيّنة من ربّك، وكأ نّك إنّما كنت تكيد هذه الاُمّة عن دنياهم، وتنوي غرّتهم عن فيئهم، فلمّا أمكنتك الشدّة في خيانة الاُمّة أسرعت الكرّة، وعاجلت الوثبة، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم اختطاف الذئب الأزلّ دامية المعزى الكسيرة، فحملته إلى الحجاز رحيب الصدر بحمله، غير متأثّم من أخذه، كأ نّك- لا أبالغيرك- حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك واُمّك، فسبحان اللَّه! أ ما تؤمن بالمعاد؟ أ وَما تخاف نقاش الحساب؟

أيّها المعدود- كانَ- عندنا من اُولي الألباب، كيف تسيغ شراباً وطعاماً، وأنت تعلم أ نّك تأكل حراماً، وتشرب حراماً، وتبتاع الإماء وتنكح النساء من أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين، الذين أفاء اللَّه عليهم هذه الأموال، وأحرز بهم هذه البلاد! فاتّقِ اللَّه واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنّك إن لم تفعل ثمّ أمكنني اللَّه منك لاُعذرنّ إلى اللَّه فيك، ولأضربنّك بسيفي الذي ما ضربت به أحداً إلّا دخل النار!

وواللَّه لو أنّ الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت، ما كانت لهما عندي هوادة، ولا ظفرا منّي بإرادة، حتى آخذ الحقّ منهما، واُزيح الباطل عن

مظلمتهما، واُقسم باللَّه ربّ العالمين ما يسرّني أنّ ما أخذته من أموالهم حلال لي، أتركه ميراثاً لمن بعدي، فضحِّ رُويداً، فكأ نّك قد بلغت المدى، ودُفنت تحت الثرى، وعُرضت عليك أعمالك بالمحلّ الذي ينادي الظالم فيه بالحسرة، ويتمنّى المضيّع فيه الرجعة، ولات حين مناص!

[ نهج البلاغة: الكتاب 41 وراجع ربيع الأبرار: 375:3.]


6584- عيون الأخبار: وجدت في كتاب لعليّ بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه إلى ابن عبّاس حين أخذ من مال البصرة ما أخذ:

إنّي أشركتك في أمانتي ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك في نفسي، فلمّا رأيت الزمان على ابن عمّك قد كلب، والعدوّ قد حرب، قلبت لابن عمّك ظهر المجنّ بفراقه مع المفارقين، وخذلانه مع الخاذلين، واختطفت ما قدرت عليه من أموال الاُمّة اختطاف الذئب الأزلّ دامية المعزى.

وفي الكتاب: ضحِّ رويداً فكأن قد بلغت المدى، وعرضت عليك أعمالك بالمحلّ الذي به ينادي المغترّ بالحسرة، ويتمنّى المضيّع التوبة، والظالم الرجعة.

[ عيون الأخبار لابن قتيبة: 57:1، مختصر تاريخ دمشق: 320:12.]


6585- تاريخ الطبري: خرج عبد اللَّه بن العبّاس من البصرة ولحق مكّة في قول عامّة أهل السِّيَر، وقد أنكر ذلك بعضهم، وزعم أ نّه لم يزل بالبصرة عاملاً عليها من قِبَل أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام حتى قُتل، وبعد مقتل عليّ حتى صالح الحسن معاوية، ثمّ خرج حينئذٍ إلى مكّة.

[ تاريخ الطبري: 141:5، الكامل في التاريخ: 432:2.]


/ 34