الضحاك بن قيس الهلالي - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 12

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 12

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




يا بن صوحان، إنّ ذلك لكذلك.


فعرف صعصعة ما أراد، فقال: ليس لك ولا لقومك في ذلك إصدار ولا إيراد، بعدتم عن اُنف المرعى وعلوتم عن عذب الماء.


قال: فلِمَ ذلك ويلك يابن صوحان؟


قال: الويل لأهل النار! ذلك لبني هاشم.


قال: قم، فأخرَجُوه.


فقال صعصعة: الصدق ينبئ عنك لا الوعيد، من أراد المشاجرة قبل المحاورة.


فقال معاوية: لشي ء ما سوّده قومه، وددت واللَّه أني من صلبه، ثمّ التفت إلى بني اُمية فقال: هكذا فلتكن الرجال.


[ مروج الذهب: 47:3.]




6557- مروج الذهب عن الحارث بن مسمار البهراني: حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي وعبد اللَّه بن الكوّاء اليشكري ورجالاً من أصحاب عليّ مع رجال من قريش، فدخل عليهم معاوية يوماً فقال: نشدتكم باللَّه إلّا ما قلتم حقّاً وصدقاً، أيّ الخلفاء رأيتموني؟


فقال ابن الكوّاء: لولا أنّك عزمت علينا ما قلنا لأ نّك جبّار عنيد، لا تراقب اللَّه في قتل الأخيار، ولكنّا نقول: إنّك ما علمنا واسع الدنيا، ضيق الآخرة، قريب الثرى، بعيد المرعى، تجعل الظلمات نوراً، والنور ظلمات.


فقال معاوية: إنّ اللَّه أكرم هذا الأمر بأهل الشام الذابّين عن بيضته، التاركين


لمحارمه، ولم يكونوا كأمثال أهل العراق المنتهكين لمحارم اللَّه، والمحلّين ما حرّم اللَّه، والمحرّمين ما أحلّ اللَّه.


فقال عبد اللَّه بن الكوّاء: يا بن أبي سفيان، إنّ لكلّ كلام جواباً، ونحن نخاف جبروتك، فإن كنت تطلق ألسنتا ذَبَبْنا عن أهل العراق بألسنة حداد لا تأخذها في اللَّه لومة لائم، وإلّا فإنّا صابرون حتى يحكم اللَّه ويضعنا على فرجة.


[ الفَرجَة: وهي الخلوص من شدّة "مجمع البحرين: 1373:3".]




قال: واللَّه لا يطلق لك لسان.


ثمّ تكلّم صعصعة فقال: تكلّمت يا بن أبي سفيان فأبلغت، ولم تقصر عمّا أردت، وليس الأمر على ما ذكرت، أنّى يكون الخليفة من ملك الناس قهراً، ودانهم كبراً، واستولى بأسباب الباطل كذباً ومكراً؟! أمّا واللَّه، ما لك في يوم بدر مضرب ولا مرمى، وما كنت فيه إلّا كما قال القائل: 'لا حُلِّي ولا سِيري'


[ يقال للرجل إذا لم يكن عنده غَناء لسان العرب: 163:11".]


ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممّن أجلب على رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، وإنّما أنت طليق ابن طليق، أطلقكما رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم فأنّى تصلح الخلافة لطليق؟


فقال معاوية: لولا أنّي أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول:




  • قابلتُ جهلَهم حلماً ومغفرةً
    والعفو عن قدرةٍ ضَرْبٌ من الكرم



  • والعفو عن قدرةٍ ضَرْبٌ من الكرم
    والعفو عن قدرةٍ ضَرْبٌ من الكرم




لقتلتكم.


[ مروج الذهب: 49:3.]




6558- ديوان المعاني عن محمّد بن عباد: تكلّم صعصعة عند معاوية بكلام أحسن فيه فحسده عمرو بن العاص، فقال: هذا بالتمر أبصر منه بالكلام!


قال صعصعة: أجل! أجوده ما دقّ نواه ورقّ سحاؤه


[ أي: قِشرُه "لسان العرب: 372:14".]


وعظم لحاؤه،


[ اللحاء: هو ما كسا النواةَ "لسان العرب: 242:15".]


والريح تنفجه


[ نفجت الشي ء: أي عظّمته "مجمع البحرين: 1808:3".]


والشمس تنضجه والبرد يدمجه، ولكنّك يابن العاص لا تمراً تصف ولا الخير تعرف، بل تحسد فتقرف.


فقال معاوية |لعمرو|: رغماً! فقال عمرو: أضعاف الرغم لك! وما بي إلّا بعض ما بك.


[ ديوان المعاني: 41:2؛ قاموس الرجال: 497:5.]




6559- تاريخ الطبري عن الشعبي- في ذكر قيام الكوفيّين على سعيد بن العاص-: فكتب سعيد إلى عثمان يخبره بذلك ويقول: إنّ رهطاً من أهل الكوفة- سمّاهم له عشرة- يؤلّبون ويجتمعون على عيبك وعيبي والطعن في ديننا، وقد خشيت إن ثبت أمرهم أن يكثروا، فكتب عثمان إلى سعيد: أن سيّرهم إلى معاوية- ومعاوية يومئذٍ على الشام-.


فسيّرهم- وهم تسعة نفر- إلى معاوية فيهم: مالك الأشتر وثابت بن قيس بن مُنقع وكميل بن زياد النخعي وصعصعة بن صوحان....


إنّ معاوية... قال فيما يقول: وإنّي واللَّه ما آمركم بشي ء إلّا قد بدأتُ فيه بنفسي وأهل بيتي وخاصّتي، وقد عرفت قريش أنّ أباسفيان كان أكرمها وابن أكرمها، إلّا ما جعل اللَّه لنبيّه نبيّ الرحمة صلى الله عليه و سلم، فإنّ اللَّه انتخبه وأكرمه، فلم يخلق في أحد من الأخلاق الصالحة شيئاً إلّا أصفاه اللَّه بأكرمها وأحسنها، ولم يخلق من الأخلاق السيّئة شيئاً في أحدٍ إلّا أكرمه اللَّه عنها ونزّهه، وإنّي لأظنّ أنّ


أباسفيان لو ولد الناس لم يلد إلّا حازماً.


قال صعصعة: كذبت قد ولدهم خير من أبي سفيان، مَن خلقه اللَّه بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له، فكان فيهم البرّ والفاجر والأحمق والكيّس.


فخرج تلك الليلة من عندهم، ثمّ أتاهم القابلة فتحدّث عندهم طويلاً، ثمّ قال: أيّها القوم ردّوا عليّ خيراً أو اسكتوا وتفكّروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم وينفع جماعة المسلمين، فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم.


فقال صعصعة: لست بأهل ذلك ولا كرامة لك أن تطاع في معصية اللَّه.


فقال: أ وَليس ما ابتدأتكم به أن أمرتكم بتقوى اللَّه وطاعته وطاعة نبيّه صلى الله عليه و سلم... ولزوم الجماعة وكراهة الفرقة، وأن توقّروا أئمّتكم وتدلّوهم على كلّ حسن ما قدرتم، وتعِظوهم في لين ولطف في شي ء إن كان منهم؟


فقال صعصعة: فإنّا نأمرك أن تعتزل عملك فإنّ في المسلمين من هو أحقّ به منك. قال: من هو؟ قال: من كان أبوه أحسن قدماً من أبيك، وهو بنفسه أحسن قدماً منك في الإسلام.


[ تاريخ الطبري: 323:4 وراجع تاريخ دمشق: 92:24 وشرح نهج البلاغة: 131:2 والبداية والنهاية: 165:74.]




6560- رجال الكشّي عن عاصم بن أبي النجود عمّن شهد ذلك: إنّ معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب عليّ عليه السلام، وكان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمّين بأسمائهم وأسماء آبائهم، وكان فيهم صعصعة.


فلمّا دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة، أما واللَّه، إنّي كنت لأبغض أن


تدخل في أماني.


قال: وأنا واللَّه، أبغض أن اُسمّيك بهذا الاسم، ثمّ سلّم عليه بالخلافة.


قال: فقال معاوية: إن كنت صادقاً فاصعد المنبر فالعن عليّاً!


فصعد المنبر وحمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، أتيتكم من عند رجل قدّم شرّه وأخّر خيره، وإنّه أمرني أن ألعن عليّاً، فالعنوه لعنه اللَّه، فضجّ أهل المسجد بآمين.


فلمّا رجع إليه فأخبره بما قال، ثمّ قال: لا واللَّه ما عنيت غيري، ارجع حتى تسمّيه باسمه.


فرجع وصعد المنبر، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ أميرالمؤمنين أمرني أن ألعن عليّ بن أبي طالب فالعنوا من لعن عليّ بن أبي طالب، فضجّوا بآمين.


فلمّا خُبّر معاوية قال: لا واللَّه ما عنى غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد، فأخرَجوه.


[ رجال الكشّي: 123:285:1.]




6561- العقد الفريد: دخل صعصعة بن صوحان على معاوية ومعه عمرو بن العاص جالس على سريره، فقال: وسّع له على ترابيّة فيه.


فقال صعصعة: إنّي واللَّه لترابيّ، منه خلقت وإليه أعود، ومنه اُبعث، وإنّك لمارج


[ المارج: اللهب المختلط بسواد النار "لسان العرب: 365:2".]


من مارج من نار.


[ العقد الفريد: 355:3.]




6562- تاريخ الطبري عن مرّة بن منقذ بن النعمان- في ذكر خروج الخوارج في


زمن معاوية وسعي المغيرة لتعيين قائد الجند-: لقد كان صعصعة بن صوحان قام بعد معقل بن قيس وقال: ابعثني إليهم أيّها الأمير، فأنا واللَّه لدمائهم مستحلّ، وبحملها مستقلّ.


فقال: اجلس، فإنّما أنت خطيب. فكان أحفظه ذلك، وإنّما قال ذلك لأ نّه بلغه أ نّه يعيب عثمان بن عفّان، ويُكثر ذكر عليّ ويفضّله، وقد كان دعاه، فقال: إيّاك أن يبلغني عنك أ نّك تُعيب عثمان عند أحد من الناس، وإيّاك أن يبلغني عنك أ نّك تُظهر شيئاً من فضل عليّ علانية، فإنّك لست بذاكر من فضل عليّ شيئاً أجهله، بل أنا أعلم بذلك، ولكنّ هذا السلطان قد ظهر، وقد اُخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع كثيراً ممّا اُمرنا به، ونذكر الشي ء الذي لا نجد منه بدّاً، ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقيّةً، فإن كنت ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرّاً، وأمّا علانيةً في المسجد فإنّ هذا لا يحتمله الخليفة لنا، ولا يعذرنا به.


فكان يقول له: نعم أفعل، ثمّ يبلُغه أ نّه قد عاد إلى ما نهاه عنه، فلمّا قام إليه وقال له: ابعثني إليهم، وجد المغيرة قد حقد عليه خلافه إيّاه، فقال: اجلس، فإنّما أنت خطيب، فأحفظه.


فقال له: أ وَما أنا إلّا خطيب فقط؟! أجل واللَّه، إنّي للخطيب الصليب الرئيس، أما واللَّه لو شهدتني تحت راية عبد القيس يوم الجمل حيث اختلفت القنا، فشؤون


[ الشَّأنُ: واحِدُ الشُّؤون، وهي مَواصِل قبائل الرأس ومُلْتَقاها، ومنها تجي ءُ الدُّموع "مجمع البحرين: 922:2".]


تُفرى، وهامة تُختلى، لعلمتَ أ نّي أنا الليث الهِزبر.


فقال: حسبك الآن، لعمري لقد اُوتيت لساناً فصيحاً.


[ تاريخ الطبري: 188:5.]




6563- مروج الذهب: وفد عليه |أي معاوية| عقيلُ بن أبي طالب منتجعاً وزائراً، فرحّب به معاوية، وسرّ بوروده، لاختياره إيّاه على أخيه، وأوسعه حلماً واحتمالاً، فقال له: يا أبايزيد، كيف تركت عليّاً؟!


فقال: تركته على ما يحبّ اللَّه ورسوله وألفيتك على ما يكره اللَّه ورسوله.


فقال له معاوية: لولا أ نّك زائر منتجع جنابنا لرددت عليك أبايزيد جواباً تألم منه، ثمّ أحبّ معاوية أن يقطع كلامه مخافة أن يأتي بشي ء يخفضه، فوثب عن مجلسه، وأمر له بنزل، وحمل إليه مالاً عظيماً، فلما كان من غد جلس وأرسل إليه فأتاه، فقال له: يا أبايزيد، كيف تركت عليّاً أخاك؟!


قال: تركته خيراً لنفسه منك، وأنت خير لي منه.


فقال له معاوية: أنت واللَّه كما قال الشاعر:




  • وإذا عددت فخارَ آل محرّق
    فالمجدُ منهم في بني عتّاب



  • فالمجدُ منهم في بني عتّاب
    فالمجدُ منهم في بني عتّاب




فمحلّ المجد من بني هاشم منوط فيك يا أبايزيد ما تغيّرك الأيام والليالي. فقال عقيل:




  • اصبر لحرب أنت جانيها
    لابدّ أن تصلى بحاميها



  • لابدّ أن تصلى بحاميها
    لابدّ أن تصلى بحاميها




وأنت واللَّه يا بن أبي سفيان كما قال الآخر:




  • وإذا هوازن أقبلت بفَخارها
    بالحاملين على الموالي غُرمَهم
    والضاربين الهام يوم الفازع



  • يوماً فخرتهم بآل مجاشع
    والضاربين الهام يوم الفازع
    والضاربين الهام يوم الفازع




ولكن أنت يا معاوية إذا افتخرت بنو أمية فبمن تفخر؟


فقال معاوية: عزمت عليك أبايزيد لما أمسكت، فإنّي لم أجلس لهذا، وإنّما أردت أن أسألك عن أصحاب عليّ فإنّك ذو معرفة بهم.


فقال عقيل: سل عمّا بدا لك.


فقال: ميّز لي أصحاب عليّ، وابدأ بآل صوحان فإنّهم مخاريق الكلام.


قال: أمّا صعصعة فعظيم الشأن، عضب


[ عَضُب لسانُه بالضمّ عُضُوبةً: صار عَضباً، أي حديداً في الكلام "مجمع البحرين: 1230:2".]


اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق ما فتق ويفتق ما رتق، قليل النظير، وأمّا زيد وعبد اللَّه فإنّهما نهران جاريان، يصبّ فيهما الخلجان، ويغاث بهما البلدان، رجلا جِدٍّ لا لَعِب معه، وبنو صوحان كما قال الشاعر:




  • إذا نزل العدوّ فإنّ عندي
    اُسوداً تخلس الأسدَ النفوسا



  • اُسوداً تخلس الأسدَ النفوسا
    اُسوداً تخلس الأسدَ النفوسا




فاتّصل كلام عقيل بصعصعة فكتب إليه: 'بسم اللَّه الرحمن الرحيم، ذكرُ اللَّه أكبر، وبه يستفتح المستفتحون، وأنتم مفاتيح الدنيا والآخرة، أمّا بعد، فقد بلغ مولاك كلامُك لعدوّ اللَّه وعدوّ رسوله، فحمدتُ اللَّه على ذلك، وسألته أن يفي ء بك إلى الدرجة العليا، والقضيب الأحمر، والعمود الأسود فإنّه عمودٌ من فارقه فارق الدين الأزهر، ولئن نزعَت بك نفسُك إلى معاوية طلباً لماله إنّك لذو علم بجميع خصاله، فاحذر أن تعلق بك ناره فيضلّك عن الحجّة، فإنّ اللَّه قد رفع عنكم أهل البيت ما وضعه في غيركم، فما كان من فضل أو إحسان فبكم وصَلَ إلينا، فأجلّ اللَّه أقداركم، وحمى أخطاركم، وكتب آثاركم، فإنّ أقداركم مرضيّة، وأخطاركم محميّة، وآثاركم بدريّة، وأنتم سِلم اللَّه إلى خلقه، ووسيلته إلى طرقه، أيْدٍ عليّة، ووجوه جليّة'.


[ مروج الذهب: 46:3.]





الضحاك بن قيس الهلالي




6564- الكامل في التاريخ: في هذه السنة |38 ه| بعد مقتل محمّد بن أبي بكر واستيلاء عمرو بن العاص على مصر، سيّر معاوية عبد اللَّه بن عمرو الحضرمي إلى البصرة... فسار ابن الحضرمي حتى قدم البصرة... فخطبهم وقال: إنّ عثمان إمامكم إمام الهدى، قتل مظلوماً، قتله عليّ، فطلبتم بدمه فجزاكم اللَّه خيراً.


فقام الضحّاك بن قيس الهلالي، وكان على شُرطة ابن عبّاس، فقال: قبّح اللَّه ما جئتنا به وما تدعونا إليه، أتيتنا واللَّه بمثل ما أتانا به طلحة والزبير، أتيانا وقد بايعنا عليّاً واستقامت اُمورنا، فحملانا على الفرقة حتى ضرب بعضنا بعضاً، ونحن الآن مجتمعون على بيعته، وقد أقال العثرة، وعفا عن المسي ء، أ فتأمرنا أن ننتضي أسيافنا ويضرب بعضنا بعضاً ليكون معاوية أميراً؟ واللَّه ليوم من أيّام عليٍّ خير من معاوية وآل معاوية....


[ الكامل في التاريخ: 415:2. راجع: القسم السابع/هجمات عمّال معاوية/هجوم ابن الحضرمي على البصرة.]





ضرار بن ضمرة الضبابي




6565- خصائص الأئمّة عليهم السلام: ذكروا أنّ ضرار بن ضمرة الضبابي دخل على معاوية بن أبي سفيان وهو بالموسم فقال له: صف عليّاً.


قال: أ وَتعفني؟


قال: لابدّ أن تصفه لي.


قال: كان واللَّه أمير المؤمنين عليه السلام، طويل المدى، شديد القوى، كثير الفكرة، غزير العبرة، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا دعوناه ويعطينا إذا سألناه، ونحن واللَّه مع قربه لا نكلّمه لهيبته، ولا ندنو منه تعظيماً له، فإن تبسّم فعن غير أشر


[ الأشَرُ: البَطَر. وقيل: أشدُّ البَطر "النهاية: 51:1".]


ولا اختيال، وإن نطق فعن الحكمة وفصل الخطاب، يعظّم أهل الدِّين، ويُحبّ المساكين، ولا يطمع الغنيّ في باطله، ولا يوئس الضعيف من حقّه، فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم في محرابه، قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا يا دنيا، إليك عنّي أ بي تعرّضت أم لي تشوّقت؟ لا حان حينك، هيهات غرّي غيري لا حاجة لي فيك، قد طلّقتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلّة الزاد، وطول المجاز، وبُعد السفر، وعظيم المورد!


قال: فوكفت


[ وَكَفَ الدَّمْعُ: إذا تَقَاطَر "النهاية: 220:5".]


دموع معاوية ما يملكها، ويقول: هكذا كان عليّ عليه السلام، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟


قال: حزني عليه واللَّه حزن من ذُبح واحدُها في حجرها فلا ترقأ دمعتها ولا تسكن حرارتها.


[ خصائص الأئمّة عليهم السلام: 70، نهج البلاغة: الحكمة 77 وفيه من 'فأشهد لقد رأيته' إلى 'عظيم المورد'، عدّة الداعي: 195 وفي ذيله 'فكيف كان حُبّك إيّاه؟ قال: كحبّ اُمّ موسى لموسى، وأعتذر إلى اللَّه من التقصير، قال: فكيف صبرك عنه يا ضرار؟ قال: صبرمن ذبح ولدها على صدرها؛ فهي لا ترقأ عبرتها ولا تسكن حرارتها. ثمّ قام وخرج وهو باكٍ. فقال معاوية: أما إنّكم لو فقدتموني لما كان فيكم من يثني عليَّ من هذا الثناء. فقال له بعض من كان حاضراً: الصاحب على قدر صاحبه'؛ مروج الذهب: 433:2 و ج 25:3 عن أبي مخنف وفيه ذيله، حلية الأولياء: 84:1، تاريخ دمشق: 401:24 كلاهما عن أبي صالح وكلّها نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 103:2.]




راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان أصحابه/ضرار بن ضمرة.


/ 34