العادات، ويَهتَمّ في تخليص عمله من هذهالقصود، ويختبرها ببعض الكواشف،ولايطمئنّ من تلبيس الهوى والشيطان،ويكون في ذلك مستمدّاً من اللَّه -جلّجلاله في أصل إفطاره، وفي تعيين منيُفطّره من المؤمنين، وفيما يفطّر به مِنَالطعام، وكيفيّة معاملته مع ضيفه، فإنّذلك كلّه تختلف كيفيّاته مع القصود،ويَعرف أهل اليقظة مداخل الشيطان فيها،فيَجتَنِبُ عمّا يوافق أمرَه ويتّبع مايوافق لأمر مولاه ورضا مالِكِ دينهودنياه، فيفوز بقبوله ومثوباته فوق آمالهومُناه.وهكذا يهتمّ في إخلاص قصده بقبول دعوةالغير للإفطار ويجتهد في ذلك، وقدينتفعالمخلِصُ من قبول دعوة مؤمن وحضور مجلسهوإفطاره معه بما لا ينتفع غيره من عبادةدهر من الدهور، ولذا كانت هِمَّةُالأولياء على تخليص الأعمال لاتكثيرهااعتباراً من عمل آدم وإبليس، وقد رُدَّتمِنَ الخبيث عبادةُ آلاف السنين وقُبِلَمن آدم توبة واحدة مع الإخلاص، وصارَتسبباً لِاجتِبائِه واصطِفائِه. (217)
2/3
كَثرَةُ الإِنفاقِ
437. سنن الترمذي عن أنس: سُئِلَ النَّبِيُصلّى الله عليه وآله:... أيُّ الصَّدَقَةِأفضَلُ؟ قالَ: «صَدَقَةٌ في رَمَضانَ». (218)438. رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله: مامِن نَفَقَةٍ إلّا ويُسأَلُ العَبدُعَنها، إلَّا النَّفَقَةَ في شَهرِرَمَضانَ صِلَةً لِلعِبادِ، وكانَكَفّارَةً لِذُنوبِهِم، ومَن تَصَدَّقَفي شَهرِ رَمَضانَ بِصَدَقَةٍ مِثقالِذَرَّةٍ فَما فَوقَها؛ إذاً كانَ أثقَلَعِندَ اللَّهِ مِن جِبالِ الأَرضِذَهَباً تَصَدَّقَ بِها في