أوَّلُ مَن صَلَّى النَّوافِلَ جَماعَةًنوافل شهر رمضان
لقد اتّضح من الروايات المتقدّمة أنّالنبيّ صلّى الله عليه وآله كان كثيرالتنفّل في شَهر رمضان، وكان يرغّب النّاسويحثّهم على ذلك. ثمّ إنّها كانت تُصلّىفرادى لاجماعةً، وإنّما أخذ الناس بصلاةالنافلة في شهر رمضان جماعةً في زمن عمر بنالخطّاب وبأمرٍ منه. وإليك بيان ذلك:598. صحيح مسلم عن أبي هريرة: كانَ رَسولُاللَّهِ صلّى الله عليه وآله يُرَغِّبُفي قِيامِ رَمَضانَ مِن غَيرِ أنيَأمُرَهُم فيهِ بِعَزيمَةٍ (50)،فَيَقولُ: «مَن قامَ رَمَضانَ إيماناًوَاحتِساباً غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَمِن ذَنبِهِ». فَتُوُفِّيَ رَسولُاللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَالأَمرُعَلى ذلِكَ (51)، ثُمَّ كانَ الأَمرُعَلى ذلِكَ في خِلافَةِ أبي بَكرٍوصَدراً مِن خِلافَةِ عُمَرَ عَلىذلِكَ. (52)599. صحيح البخاري عن عبدالرحمن بن عبدٍالقاريّ: خَرَجتُ مَعَ عُمَرَ بنِالخَطّابِ لَيلَةً في رَمَضانَ إلَىالمَسجِدِ، فَإِذَا النّاسُ أوزاعٌ (53)مُتَفَرِّقونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُلِنَفسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُفَيُصَلّي بِصَلاتِهِ الرَّهطُ (54)،فَقالَ عُمَرُ: إنّي أرى لَو جَمَعتُهؤُلاءِ عَلى قارِىً واحِدٍ لَكانَأمثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُم عَلىاُبَيِّ بنِ كَعبٍ، ثُمَّ خَرَجتُ مَعَهُلَيلَةً اُخرى وَالنّاسُ يُصَلّونَبِصَلاةِ قارِئِهِم.قالَ عُمَرُ: نِعمَ البِدعَةُ هذِهِ! (55)