به في تحديد مقادير الإنسان وتقرير مصيرهواُموره، ولكن الدور الأساسي والأخيرمنوط بليلة الثّالثة والعشرين (151).إنَّ التأمّل مليّاً في هذه المجموعاتالخمس الّتي أشرنا إليها، يدلّل ليس علىغياب التعارض فيما بينها وحسب، بل يشيرأيضاً إلى تعاضدها وأنَّ بعضها يؤيّدبعضاً، وتوضيح: أنَّ ليلة القدر من منظورأحاديث أهل البيت عليهم السلام - ومعهاقدر لايُستهان به من أحاديث أهل السنّة هي:الليلة الثّالثة والعشرون من شهر رمضان.وقدقال شيخ المحدّثين ابن بابويه (ت281ق):«اتّفق مشايخناy (في ليلة القدر) على أنّهاالليلة الثالثة والعشرون من شهر رمضان».(152)أمّا حثّ روايات المجموعة الاُولىوالثانية والثالثة وتركيزها على إحياءالعشر الأُخَر من شهر رمضان، والمثابرةفيها على الأعمال الصالحة لدرك فضيلة ليلةالقدر، وكذلك ما أوصت به من إحياء الليالىالتاسعة عشرة والحادية والعشرين والثالثةوالعشرين أو الليلتين الحادية والعشرينوالثّالثة والعشرين كما في بعضها الآخر؛فإنَّ ذلك كلّه يعود إلى الأمرينالتاليين:أوّلاً: أن يحقّق المسلمون منافع أكبر منإحياء ليالي شهر رمضان ويكون لهم أوفرنصيب من هباتها وعطاياها، ولذا جاء في نصروائي عن سرّ ستر ليلة القدر وتغييبها بيناللّيالي: «أنَّ اللَّهَ إنَّمايَستُرُها عَنكم نَظَراً لَكم». (153)وثانياً: أنَّ ليلة القدر وإن كانت هيالليلة الثّالثة والعشرين، إلّا أنَّ ذلكلا يعني غياب دور اللّيلتين التّاسعة عشرةوالحادية والعشرين تماماً، بحيث ليس لهمامطلقاً أي دور تؤدّيانه على صعيد تحديدمقادير الإنسان وتقرير مصيره.