شهر الله نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
«455»بِالرُّجوعِ إليهِ، ولكلِّ ضالٍّ عَنالحقِّ بالاعترافِ بِهِ والاعتِمادِعَليهِ.ثُمَّ دَعوتُ لأهلِ التَّوفيقِوالتَّحقيقِ بِالثُّبوتِ على تَوفيقِهم،والزِّيادةِ في تَحقيقِهم، ودَعوتُ لنفسيومن يعنيني أمرُهُ بِحَسبِ ما رَجوتُهمِنَ التَّرتيب الَّذي يكونُ أقرب إلىمَن أتضرّعُ إليهِ، وإلى مرادِ رَسولهِصلّى الله عليه وآله، وقَد قَدَّمتُمهمّاتِ الحاجاتِ بِحسبِ ما رَجوتُ أنيَكونَ أقرب إلَى الإجاباتِ.أفلا تَرى ما تَضمّنه مقدّسُ القرآنِ مِنشفاعةِ إبراهيمَ عليه السلام في أهلِالكفرانِ!؟فقالَ اللَّه جل جلاله: «يُجَادِلُنَافِى قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَهِيمَلَحَلِيمٌ أَوَّهٌ مُّنِيبٌ» (195)،فَمَدحَهُ جَلَّ جلالُهُ على حِلمهِوشَفاعتِهِ ومُجادَلتهِ في قَومِ لوط،الَّذين قَد بَلغَ كُفرُهُم إلى تعجيلِنِقمتهِ.أما رأيتَ ما تَضمّنتهُ أخبارُ صاحبِالرِّسالةِ - وَهو قدوةُ أهلِ الجَلالةِ -كيفَ كان كُلّما آذاهُ قَومُهُ الكفّارُوبالغُوا فِيما يَفعلونَ. قالَ صلواتاللَّهِ عَليهِ وآلهِ: «اللَّهُمَّ اغفِرلِقَومي؛ فَإِنَّهُم لايَعلَمونَ».أما رأيتَ الحديثَ عَن عيسى عليهالسلام: «كُن كَالشَّمسِ تَطلُعُ عَلَىالبَرِّ وَالفاجِرِ»!؟ وقولَ نَبيّناصَلوات اللَّه عَليهِ وآله: «اِصنَعِالخَيرَ إلى أهلِهِ وإلى غَيرِأهلِهِ؛ فَإِن لَميَكُن أهلَهُ فَكُنأنتَ أهلَهُ». وقَد تَضمّنَ تَرجيحُ مقامِالمُحسنينَ إلَى المسيئينَ قولُهُ جلَّجَلالُه: «لَّايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِالَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِىالدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّندِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَيُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (196)، ويَكفي أنّمحمّداًصلّى الله عليه وآله بَعثَ رَحمةًللعالمينَ. (197)