«إنَّ الشَّيطانَ لَيَجري مِنِ ابنِآدَمَ مَجرَى الدَّمِ فَضَيِّقوامَجارِيَهُ بِالجُوعِ». (102)فهذا الحديث يدلّ بوضوح على أنَّ الصوميمنع سلطة الشيطان عن الإنسان على نحوطبيعي.إنَّ السلسلة الّتي ينطوي عليها الصوم لاتقتصر على تصفيد الشيطان وحدَه، بل تتخطّىذلك إلى احتواء نوازع النفس الأمّارة وإلىأسرها، ممّا يؤدّي إلى ردع سلطتها علىالإنسان، وكما قال الإمام أمير المؤمنينعليه السلام:«نِعمَ العَونُ عَلى أسرِ النَّفسِوكَسرِ عادَتِهَا التَّجَوُّعُ». (103)على هذا الأساس، فإنَّ جميع الرواياتالّتي جاءت تمتدح الجوع وتثني على دوره فيبناء النفس وتربيتها، إنّما تهدفبالحقيقة إلى إيجاد المانع الطبيعي الّذييصدّ سلطة الشيطان على الإنسان ويحصنه مننوازع النفس الأمّارة وإغواءاتها، كماتهدف أيضاً تحرير قواه العقلية وإطلاققابليّاته الإنسانية، على ما يبدو ذلكواضحاً من النموذجين الروائيين التالييناللذين اخترناهما من بين هذا النمط منالروايات (104): عن رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله:«جاهِدوا أنفُسَكُم بِالجُوعِوَالعَطَشِ، فَإِنَّ الأجرَ في ذلِكَكَأَجرِ المُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ».(105)وعنه صلّى الله عليه وآله أيضاً: