وكيف تفويضه إلى مالك أمره؟ وكيفاستحضاره بمراقبة اطّلاع اللَّه -جلّجلاله على سرّه؟ وكيف اُنسه باللَّه فيخلواته وجلواته؟ وكيف وثوقه بوعود اللَّه-جلّ جلالهوتصديقه لإنجاز عداته؟ وكيفإيثاره للَّه - جلّ جلاله على من سواه؟وكيف حبّه له وطلب قربه منه واهتمامهبتحصيل رضاه؟ وكيف شوقه إلى الخلاص من دارالابتلاء والانتقال إلى منازل الأمان منالجفاء؟وهل هو مستثقل من التكليف، أو يعتقد أنّذلك من أفضل التشريف؟ وكيف كراهته لما كرهاللَّه -جلّ جلاله من الغيبة والكذب،والنميمة والحسد، وحبّ الرئاسة، وكلّ مايشغله عن مالك دنياه ومعاده؟وغير ذلك من الأسقام للأديان الّتي تعرضلإنسان دون إنسان، وفي زمان دون زمان،بكلّ مرض كان قد زال حمد اللَّه -جلّ جلالهعلى زواله، وقام بما يتهيَّأ له من قضاءحقّ إنعام اللَّه -جلّ جلاله وإفضاله.وليكن سروره بزوال أمراض الأديان أهمّعنده من زوال أمراض الأبدان، وأكمل منالمسارّ بالظفر بالغنى بالدرهم والدينار،ليكون عليه شعار التصديق بمقدار التفاوتبين الانتفاع بالدنيا الفانية والآخرةالباقية.أقول: فإن رأى شيئاً من أمراضه وسوءأغراضه قد تخلّف وما نفع فيه علاج الشهربعبادته، فليعتقد أنّ الذنب له وإنّماأتاه البلاء من جهته، فيبكي بين يدي مالكرقبته، ويستعين برحمته على إزالته». (1)