فَإِن قيلَ: فَلِمَ اُمِروا بِصَومِشَهرِ رَمَضانَ؛ لا أقَلَّ مِن ذلِكَ ولاأكثَرَ؟

قيلَ: لِأَنَّهُ قُوَّةُ العِبادِ الَّذييَعُمُّ فيهِ القَوِيُّ وَالضَّعيفُ.وإنَّما أوجَبَ اللَّهُ الفَرائِضَعَلى‏ أغلَبِ الأَشياءِ وأعَمِّالقُوى‏، ثُمَّ رَخَّصَ لِأَهلِالضَّعفِ. وإنَّما أوجَبَ اللَّهُورَغَّبَ أهلَ القُوَّةِ فِي الفَضلِ،ولَو كانوا يَصلُحونَ عَلى‏ أقَلَّ مِنذلِكَ لَنَقَصَهُم، ولَوِ احتاجوا إلى‏أكثَرَ مِن ذلِكَ لَزادَهُم. (10)

94. عنه‏ عليه السلام - أيضاً -: فَإِن قالَ:فَلِمَ جُعِلَ الصَّومُ في شَهرِرَمَضانَ خاصَّةً دونَ سائِرِ الشُّهورِ؟

قيلَ: لِأَنَّ شَهرَ رَمَضانَ هُوَالشَّهرُ الَّذي أنزَلَ اللَّهُ تَعالى‏فيهِ القُرآنَ، وفيهِ فَرَّقَ بَينَالحَقِّ وَالباطِلِ، كَما قالَ اللَّهَ:«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِالْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِوَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى‏وَالْفُرْقَانِ»، وفيهِ نُبِّئَمُحَمَّدٌصلّى الله عليه وآله، وفيهِلَيلَةُ القَدرِ الَّتي هِيَ خَيرٌ مِنألفِ شَهرٍ، وفيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍحَكيمٍ، وهُوَ رَأسُ السَّنَةِ يُقَدَّرُفيها ما يَكونُ فِي السَّنَةِ مِن خَيرٍأو شَرٍّ، أو مَضَرَّةٍ أو مَنفَعَةٍ، أورِزقٍ أو أجَلٍ؛ ولِذلِكَ سُمِّيَت:«لَيلَةَ القَدرِ». (11)

1/2

حِكمَةُ الصِّيامِ

95. الإمام عليّ‏ عليه السلام: حَرَسَاللَّهُ عِبادَهُ المُؤمِنينَبِالصَّلَواتِ وَالزَّكَواتِومُجاهَدَةِ الصِّيامِ فِي الأَيّامِالمَفروضاتِ؛ تَسكيناً لِأَطرافِهِم،وتَخشيعاً لِأَبصارِهِم، وتَذليلاً