في قوله تعالى * (وإذا لقوا الذين آمنواقالوا آمنا وإذا الباب الثاني عشر والمائة خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنمانحن مستهزؤن) *(1)
من طريق الخاصة وفيه حديث واحد
الإمام أبو محمد العسكري (عليه السلام) فيتفسيره في معنى الآية قال: قال موسى بنجعفر (عليه السلام): وإذا لقوا - هؤلاءالناكثون للبيعة المواظبون على مخالفةعلي (عليه السلام) ودفع الأمر عنه - * (الذينآمنوا قالوا آمنا) * كإيمانكم، وإذا لقواسلمان والمقداد وأبا ذر وعمار قالوا لهم:آمنا بمحمد (صلّى الله عليه وآله)، وسلمناله بيعة علي (عليه السلام) وفضله، وانقدنالأمره كما آمنتم، وإن أولهم وثانيهموثالثهم إلى تاسعهم ربما كانوا يلتقون فيبعض طرقهم مع سلمان وأصحابه فإذا لقوهماشمأزوا منهم وقالوا: هؤلاء أصحاب الساحروالأهوج يعنون محمدا وعليا عليهماالسلام، ثم يقول بعضهم لبعض: احترزوا منهملا يقفوا من فلتات كلامكم على كفر محمدفيما قاله في علي، فيقعوا عليكم فيكون فيههلاككم، فيقول أولهم: انظروا إلي كيف أسخرمنهم وأكف عاديتهم عنكم.فإذا التقوا قال أولهم: مرحبا بسلمان ابنالإسلام الذي قال فيه محمد (صلّى الله عليهوآله) سيد الأنام: لو كان الدين معلقابالثريا لتناوله رجل من أبناء فارس، هذاأفضلهم يعنيك، وقال فيه: سلمان منا أهلالبيت، فقرنه بجبرئيل (عليه السلام) الذيقال له يوم العبا لما قال لرسول الله (صلّىالله عليه وآله): وأنا منكم؟ فقال: وأنتمنا، حتى ارتقى جبرائيل إلى الملكوتالأعلى يفتخر على أهله ويقول: من مثلي؟ بخبخ وأنا من أهل بيت محمد (صلّى الله عليهوآله).ثم يقول للمقداد: مرحبا بك يا مقداد، أنتالذي قال فيك رسول الله (صلّى الله عليهوآله) لعلي (عليه السلام): يا علي المقدادأخوك في الدين وقد قد منك فكأنه بعضك، حبالك وبغضا على أعدائك، وموالاة لأوليائكلكن ملائكة السماوات والحجب أكثر حبا لكمنك لعلي (عليه السلام)، وأشد بغضا علىأعدائك منك على أعداء علي (عليه السلام)،فطوباك ثم طوباك.ثم يقول لأبي ذر: مرحبا بك يا أبا ذر، وأنتالذي قال فيك رسول الله (صلّى الله عليهوآله): ما أقلت الغبراء ولا(1) البقرة: 14.