في قوله تعالى: * (لقد أرسلنا رسلنابالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان الباب الثامن والستون ومائة ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيهبأس شديد ومنافع للناس) * - غایة المرام وحجة الخصام فی تعیین الإمام من طریق الخاص والعام جلد 4
في قوله تعالى: * (لقد أرسلنا رسلنابالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان الباب الثامن والستون ومائة ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيهبأس شديد ومنافع للناس) *
من طريق الخاصة وفيه ثلاثة أحاديث
الأول: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسنوغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد ابنيحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بنسنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بنعمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: أوصى موسى إلىيوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى ولدهارون ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد موسىأن الله عز وجل له الخيرة يختار ما يشاءممن يشاء، وبشر موسى ويوشع بالمسيح (عليهالسلام) فلما أن بعث الله عز وجل المسيح(عليه السلام) قال المسيح لهم: إنه سوف يأتيمن بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل(عليه السلام) يجئ بتصديقي وتصديقكم عذريوعذركم وجرت من بعدي في الحواريين فيالمستحفظين وإنما سماهم الله عز وجلالمستحفظين، لأنهم استحفظوا الاسم الأكبروهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شئ الذيكان مع الأنبياء صلوات الله عليهم، يقولالله عز وجل: * (لقد أرسلنا رسلنا بالبيناتوأنزلنا معهم الكتاب والميزان) * الكتابالاسم الأكبر، وإنما عرف مما يدعى الكتابالتوراة والإنجيل والفرقان فيها كتاب نوحوفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم (عليهمالسلام) فأخبر الله عز وجل: * (إن هذا لفيالصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) *.وأين صحف إبراهيم إنما صحف إبراهيم الاسمالأكبر وصحف موسى الاسم الأكبر فلم تزلالوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلىمحمد (صلّى الله عليه وآله) فلما بعث اللهمحمدا، أسلم له العقب من المستحفظين وكذبهبنو إسرائيل، ودعا إلى الله عز وجل وجاهدفي سبيله، ثم أنزل الله جل ذكره عليه أنأعلن فضل وصيك فقال: رب إن العرب قوم جفاةلم يكن فيهم كتاب ولم يبعث إليهم نبيا ولايعرفون نبوة الأنبياء ولا شرفهم ولايؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي،فقال الله جل ذكره: * (ولا تحزن عليهم) * *(وقل سلام فسوف يعلمون) * فذكر من فضل وصيهذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسولالله ذلك وما يقولون، فقال الله جل ذكره:يا محمد * (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك