ومن طريف ما يذكر في هذا المقام ما وقفت عليه من(1) كتاب " جاماسب "(2) ويقال: إن تاريخ المصنف أربعة ألف (كذا) سنة، قال بعد أن ذكر فنونا:
واسم هذا النبي - إشارة(3) إلى الرسول محمد - صلى الله عليه وآله - " مهرازماي " ويكون عمرو ثلاث قرانات وسدس من يوم مولده، ويكون موته بغتة، لأنه(4) اتفق طالع مولده الميزان، وصاحب بيت الطالع في الخامس في بيت العافية، يدل على أنه يعتمد في زمن هذا النبي [ شابا مذكر
<=
عليه (وآله) وسلم -.
فلما كان الغد فقال: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب، ثم اجمعهم لي ففعلت، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته، ففعل به كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا، ثم تكلم النبي - صلى الله عليه (وآله) وسلم - فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يوآزرني على أمري هذا؟ فقلت: - وأنا أحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، - أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي.
قال: أخرجه ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل.
ورواه ابن سعد ملخصا في طبقاته: ج 1 القسم 1 ص 124 وابن جرير في تاريخه باختلاف يسير: 2 / 62.
(1) إن: في.
(2) جاماسب نامه أو فرهنك ملوك وأسرار عجم، وهو مكتوب باللغة الفارسية القديمة وهو لجاماسب ابن لهراسب المولود سنة 4994 بعد هبوط آدم من الجنة (حسب ما ورد في مقدمته) والكتاب مطبوع في بمبي سنة 1321 هـ.