رد المؤلف على فضيلة العريش
سلف(1)، وكم حدث جذب شيخا إلى طريق الصواب وسدده، وساقه إلى
الحق وأرشده إذ يرى الشيخ شابا حدثا أم كعبة الهدى، وتجنب مداحض
الضلال، فيرى أنه بالأخلق أن يؤم ما أم ويقصد ما قصد.
أضربنا عن هذا، فمن الذي وافقه على ما قال من إرشاد من أشار
إليه؟
سلمنا ذلك، لكن بقدر ما أرشد - رضوان الله عليه - وكان له نصيب في
جهاده، كان بإزائه هضم عزمه في العقود على العريش، إذ يرى من اقتدى
به غير خائض فيما خاض، ولا ناهض فيما نهض، فبالأخلق أن يقتدي به في
الآخر كما اقتدى به في الأول.
وبإزائه ما ذكره المفضل بن سلمة(2) من كونه لما قال: " لن نغلب اليوم
من قلة " هزم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه (وآله) - بها وانهزم
معهم، وكانوا اثني عشر ألفا، أضعاف من كان ببدر، مع أن أمير
المؤمنين - عليه السلام - كما سلف قتل شطر المقتولين، وتخلف الباقون،
وكان من تخلف من المقتولين قتل بالملائكة، ومجموع أصحاب رسول الله
- صلى الله عليه (وآله) - فكم(3) تكون حصة من أشار إليهم من ذلك؟ وكم
يكون قدر نصيبه من انصبائهم إن كانوا قتلوا؟ وبإزاء ذلك الفرار يوم خيبر،
نقلته من كتاب فضائل علي عليه السلام، تصنيف أحمد بن حنبل(4).
(1) مرت الإشارة إليه: ص 28.
(2) لم أعثر على ترجمة له في المصادر التي بين يدي وفي قائل هذه الكلمة اختلاف بين أهل السير
والتاريخ فبعض يذهب إلى أن قائلها أبو بكر وبعض بأنه سلمة بن سلامة بن وقش، انظر تفسير
الخازن في ذيل تفسير الآية * (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) * من سورة التوبة.
(3) ق: كم يكونوا.
(4) فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: 2 / 593 حديث 1009.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا أبي، قال حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني
=>