كلام الجاحظ في شجاعة أبي بكر
المعروف، قال لسان الجارودية عند هذا مع ثبوته:
أين السباب لمفردين مسالمي
ألقى سلاحهما الأمان فلا يد
من خوض ملتطم الحتوف فسائح
تستسلم الأنجاد فيه لضيغم
لولا غلاب الموت كل مدرع
شهدت له الأسماع بعد وقبلها
صهر الرسول وسيفه ووصيه
حاز العلاء تقاصرت عن شأوه
فليصمت المثني عليه وشانئ
حلى الجميع بحلية الإحصار
عز الرسول وحزبه الكرار(1)
ترجو الدفاع بصارم بتار
أو سابح(2) في موجة التيار(3)
وترى الفرار منزها من عار(4)
لكسا الممات ملابس الفرار
عين العيان لحاضر نظار(5)
وأخوه، وارث علمه الزخار
شمس النهار ببرجها السيار
حلى الجميع بحلية الإحصار
حلى الجميع بحلية الإحصار
وتعلق في شجاعته (بتجهيز الجيش إلى أهل الردة وإصباءه(6) على
ذلك)(7).
وهذا تعلق واه، إذ هو قار(8) والجيش هو المصادم، وعدة أولئك
بالأخلق القلة وعدة الجيش بالكثرة، فأين البسالة الباهرة الراجحة على
<=
وجه ونسبه، وأنهم لخلقاء أن يخذلوك - والقوم سكوت - فغضب أبو بكر وقال: امصص بظر
اللات، أنحن نخذله؟ قال عروة: أما والله لولا يدلك عندي لأجبتك " أنظر
العثمانية: 64.
(1) في الهامش: للمصنف جزاه الله أفضل الجزاء.
(2) ق: سارح.
(3) ن: من خوض ملتطم الحضوف (كذا) لضيغم وترى الفرار - منزها عن عار.
(4) لا يوجد هذا البيت في: ن.
(5) ن: النظار.
(6) أصبأ القوم: هجم عليهم (المنجد).
(7) العثمانية: 65.
(8) ن: فار.