اختصار الجعفريات‏ - غایة المراد فی شرح نکت الإرشاد و حاشیة الإرشاد جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

غایة المراد فی شرح نکت الإرشاد و حاشیة الإرشاد - جلد 1

شهید اول، محمد بن مکی؛ حاشیه نویس: شهید ثانی، زین الدین علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و بقي منه هذا

«سبعين و خمسمائة». و الظاهر أنّ هذاتاريخ خطّ ابن إدريس.

و قال تلميذه الشيخ آقا بزرگ الطهراني:

أصل علاء بن رزين القلّاء الثقفي. والمختصر المختار منه موجود، و هو أحدالأصول الموجودة إلى عصرنا، نسخ عن خطّالشهيد، و هو نسخه عن خطّ محمد ابن إدريسالحلّي.

أقول: الظاهر أنّ اختصار أصل علاء بن رزينجزء من مجموعة الشهيد- التي سنتحدّث عنها-و لا يعدّ تأليفا مستقلا له، و من هنا فلمنذكر له رقما مستقلا في قبال سائر آثارهرحمه الله. و من جهة أخرى، من القريب جدّاأنّ الشهيد لم يكن قد لخص بنفسه أصل علاء،بل إنّ ابن إدريس قد فعل ذلك، و قام الشهيدبنقل التلخيص من خطّ ابن إدريس.

اختصار الجعفريات‏

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه:

الأشعثيات، و يقال له: «الجعفريات» أيضا،من الكتب القديمة المعوّل عليها

المقدمة، ص 114

عند الأصحاب. و هي ألف حديث بإسناد واحد. وحصرت عدّة أبياته في سبعة آلاف و مائتيبيت.

هذا الكتاب ممّا لم يظفر به العلامةالمجلسي و لا المحدّث الحرّ العاملي معشدّة تنقيبهما للكتب، و إنّما ذخره اللهتعالى لشيخنا العلامة النوري..

و قال أيضا:

اختصار الجعفريات، المعروف بالأشعثيات،للشيخ السعيد أبي عبد الله محمّد بن مكّيالشهيد. يقرب من ثلث الجعفريات، و قد كتبهعن خطّ الشهيد الشيخ شمس الدين محمّد بنعلي الجبعي جدّ الشيخ البهائي في مجموعتهالموجودة بطهران.

و قال شيخه المحدّث النوري رحمهما الله:

و عندي مجموعة شريفة كلّها بخطّ الشيخالجليل صاحب الكرامات شمس الدين محمّد بنعلي الجباعي. نقلها كلّها من خطّ شيخناالشهيد طاب ثراه، و ممّا فيها ما اختصره منهذا الكتاب الشريف [أي الجعفريات‏]، يقربمن ثلث هذا الكتاب. و كتب في آخر الأوراقالتي فيها هذه الأخبار:

«يقول محمّد بن علي الجباعي: إلى هاهناوجدت من خطّ الشيخ محمّد بن مكّي منالجعفريات، على أنّي تركت بعض الأحاديث، وأوّلها ناقص و لعلّ آخرها كذلك. و ذلك يومالاثنين سادس شهر ربيع الأوّل سنة اثنتينو سبعين و ثمانمائة.

أقول: إنّ اختصار الجعفريات جزء من مجموعةالشهيد- التي سنتحدّث عنها- و لا يعدّتأليفا مستقلا للشهيد، و لذا لم نذكر لهرقما مستقلا في قبال سائر تأليفاته.

و اعلم أنّ كتاب الجعفريات قد طبع فيطهران على الحجر عام 1271.

المقدمة، ص 115

4- الأربعون حديثا

هو كتاب صغير يشتمل على أربعين حديثاأكثرها في العبادات العامّة البلوى، وأورد الشهيد أكثرها مجرّدا عن الشرح والتوضيح، و اكتفى بذكر سنده تفصيلا إلىالمعصوم عليه السلام.

قال الشهيد في أوّله:.

لمّا كثرت عناية العلماء السالفين والفضلاء المتقدّمين بجمع أربعين حديثا منالأحاديث النبوية و الألفاظ الإمامية بمااشتهر في النقل الصحيح عنه بألفاظ مختلفةبهذا العدد المخصوص، فمنها ما أخبرني بهشيخي الإمام السعيد المرتضى العلامةالمحقّق. عن النبي صلّى الله عليه وآلهأنّه قال: «من حفظ على أمّتي أربعين حديثاينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيهاعالما» إلى غير ذلك من الأحاديث، فرأيتأنّ أكثر الأشياء نفعا و أهمّها العباداتالشرعية، لعموم البلوى إليها، و شدّةالحثّ عليها، فخرّجت أكثرها فيها و باقيهافي مسائل غيرها.

و جاء في آخر بعض مخطوطاته- و في آخر نسختهالمطبوعة أيضا-:

قد تمَّ الأربعين في يوم الأحد ثمانية عشر[كذا] من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة 782(اثنتين و ثمانين و سبعمائة) من الهجرةالنبوية المصطفوية، و على آله و أولاده وعلى أصحابه ألف ألف من التحيّة.

و ظاهر أنّ هذه العبارة ليست من إنشاءالشهيد، و أنّ هذا التاريخ أعني 782 تاريخكتابة نسخة من هذا الكتاب، و ليس تاريخالفراغ من تأليفه، لأنّ الشهيد قال في سندالحديث 39:

قرأت على شيخنا الشيخ الإمام فخر الدين بنالمطهّر دام فضله بداره بالحلّة

المقدمة، ص 116

و ظاهر هذه العبارة أنّ الشهيد حرّرها فيزمن حياة شيخه فخر الدين رحمه الله، و منالمعلوم أنّ فخر الدين توفّي في أواخرجمادى الآخرة عام 771، كما صرّح به الشهيد.

و قد طبع هذا الكتاب مرارا، منها:

أ- في طهران عام 1318، مع غيبة النعماني.

ب- في قم مؤخّرا، بالأوفست عن تلك الطبعة،مجرّدا دون غيبة النعماني.

ج- في قم عام 1407، بإعداد و نشر مدرسةالإمام المهدي عليه السلام.

و من نسخة المخطوطة:

أ- مخطوطة بالقاهرة عليها إنهاء ابن فهدفي السابع من صفر المظفّر عام 833.

ب- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 1900.

ج- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 2542.

قال العلامة الأمين بعد ذكره لهذا الكتاب:«و لا يبعد أنّه أوّل من صنّف في ذلك منأصحابنا».

و هذا سهو بيّن، فإنّ علماءنا قبل الشهيدألّفوا في ذلك- كما صرّح به الشهيد فيأوّله- منهم ابن زهرة الحلبي، و كتابه«الأربعون حديثا» مطبوع.

الأربعون حديثا هو حديث واحد بسند واحد،رواه الشهيد بسنده، و طبع في إيران عام 1314في ستّ صفحات بالقطع الجيبي الصغير جدّامع رسائل أخرى. و هذا

المقدمة، ص 117

الحديث هو الذي رواه الشيخ الصدوق فيالخصال بإسناده إلى الإمام الحسين عليهالسلام.

و اكتفى الشهيد بذكر الحديث مع سنده إلىالصدوق، و إليك نصّ كلامه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم قال الفقير إلىالله الغنيّ محمّد بن مكّي أعانه الله علىطاعته: أخبرنا الإمام عميد [كذا] بن عبدالمطلب الحسيني قدّس اللّه روحه، قال:أخبرنا الشيخ [كذا] الإسلام، جمال الدينالمطهّر [كذا] طيّب الله ضريحه، قال:أخبرنا الإمام العامل رضى الدين على بنطاوس الحسيني رضي الله عنه، قال:

أخبرنا السيد محيي الدين أبو خالد بنمحمّد بن زهرة الحسيني، أخبرنا الشيخشاذان بن جبرئيل القمّي، أخبرنا الشيخ أبوجعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري، أخبرناالشيخ أبو عبد اللّه المفيد، أخبرنا الشيخأبو جعفر بن بابويه، بإسناده إلى مولاناالإمام الصادق عليه السلام، عن أبيه عنجدّه عن أبيه الحسين عليه السلام قال: إنّرسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمأوصى إلى علي عليه السلام، و كان فيما أوصىإليه أن قال له: «يا علي من حفظ من أمّتيأربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله.» فقالعلي عليه السلام: «أخبرني ما هذهالأحاديث؟» فقال رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم: «أن تؤمن بالله وحده.»-إلى قوله في آخرها:- «فهذه أربعون حديثا.».

قال الطهراني:

و استظهر العلامة المجلسي منه جوازالاكتفاء عن حفظ الأربعين حديثا بحفظالحديث الواحد المشتمل على أربعين حكما،إذ يصدق الحديث على رواية كلّ منها مفردة،فلذا عددناه أربعينا ثانيا للشيخ الشهيد.

أقول: و إنّما ذكرته باسم «الأربعونحديثا» تبعا للطهراني و لما جاء في أوّل‏

المقدمة، ص 118

نسخته المطبوعة من تسميته بهذا الاسم، ومن المحتمل جدّا أنّه جزء من مجموعةالشهيد، و لا يعدّ تأليفا مستقلا له، و لذالم نذكر له رقما مستقلا في قبال سائرتأليفاته رحمه الله.

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني:

و روى الشهيد هذا الحديث- كما صرّح فيأوّله- عن شيخه السيد عميد الدين الأعرجي.بإسناده إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن أبيالقاسم الطبري، صاحب بشارة المصطفى لشيعةالمرتضى الذي يروي عن مشايخ كثيرين، منهمالشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفرمحمّد بن الحسن الطوسي الراوي عن والدهالطوسي، و هو عن الشيخ السعيد أبي عبداللّه المفيد رحمه الله. فما في النسخةالمطبوعة من هذا الأربعين سنة 1314 من روايةالطبري عن الشيخ المفيد بلا قيد فالمرادبه هو المفيد الثاني، و هو الشيخ أبو عليالحسن ابن الشيخ الطوسي و الملقّب به، وإلّا فيكون ترك الواسطة من إسقاط الناسخ.

أقول: القول بسقوط الواسطة بين الطبري والشيخ المفيد على الإطلاق هو المتعيّن،لأنّه جاء في سنده هكذا- كما حكيناه آنفا-:

أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن أبيالقاسم الطبري، أخبرنا الشيخ أبو عبد اللهالمفيد، أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بنبابويه:

و من المعلوم أنّ أبو عبد اللّه المفيدالراوي عن الصدوق هو الشيخ المفيد علىالإطلاق شيخ والد المفيد الثاني، فلا مجالللقول بأنّ المراد منه هو المفيد الثانيولد شيخ الطائفة الطوسي.

الأربعينية في المسائل الكلامية المسائلالأربعينية الاعتقادية العقيدة الكافيةالألفية الرسالة الألفية الباقياتالصالحات تفسير الباقيات الصالحات‏

المقدمة، ص 119

5- البيان‏

هو كتاب في الفقه مختصر خال من الاستدلال،مشتمل على كثير من الأقوال، جمع فيه بينسهولة العبارة و متانتها، و خرج منه كتب:الطهارة و الصلاة و الزكاة و الخمس و شي‏ءيسير من الصوم. و استشهد الشهيد قدّس سرّهقبل إتمامه، و نسخه الموجودة كلّها ناقصة،و آخر كلامه فيه هو:

الفصل الثاني في الإمساك. و فيه مطالب:الأوّل فيما يمسك عنه و هو أقسام، القسمالأوّل: الابتلاع، يجب فيه.

و إلى هنا انتهى كلامه قدّس سرّه.

و أشار الشهيد إلى اسمه في خطبته، حيثقال:.

أمّا بعد، فإنّ الأدلّة العقلية والنقلية متطابقة على شرف العلوم، و منأهمّها معرفة شرع الحيّ القيّوم. و هذا«البيان» كافل بالمهم منه و المحتوم، علىطريق العترة الطاهرة أولي الفهوم، الذيننقلهم إسناد معصوم عن معصوم، و استعنت علىإتمامه بالله القادر العالم على كلّ مقدورو معلوم.

و ذكره الشهيد أيضا في غاية المراد ومقدّمة الدروس باسم «البيان»، حيث قال:

- و قد حقّقنا الحال في ذلك فيما خرج منكتاب البيان..

فكتبنا في ذلك ما تيسّر من الذكرى والبيان.

و لقد أشار الشهيد في البيان إلى كتابيهمن كتبه، و هما القواعد و الفوائد و ذكريالشيعة، حيث قال:.

و قد بيّنا صوره المتعدّدة في القواعد.

المقدمة، ص 120

و قد بيّنا ذلك في الذكرى..

و لا بأس به كما ذكرناه في الذكرى..

و قد استوفينا هذا الباب في الذكرى..

و قد حقّقناه في الذكرى.

طبع البيان في طهران عام 1319، و طبع ثانياعلى الحجر مع بعض الحواشي عليه عام 1322، وطبعه مجمع الذخائر الإسلامية في قمبالأوفست على الطبعة الحجرية الثانية. وأخيرا و في عام 1412 طبع في قم بإعداد الشيخمحمّد الحسّون دام توفيقه، مع فهارسمتعدّدة و مقدّمة مختصرة، في 406 صفحةبالقطع الوزيري.

و من نسخه المخطوطة:

أ- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 1- 2750.

ب- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقمة 2- 67.

ج- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقمة 1677.

د- مخطوطة مكتبة مدرسة النوّاب في مشهد،المرقّمة 8 فقه.

هـ- مخطوطة أنّ المكتوبة المركزية بجامعةطهران، المرقّمة 1800.

و اعلم أنّ شيخ محمد رضا شمس الدين قال:«فرغ منه [أي من البيان‏] مؤلّفة في غرّةشعبان 763».

و لم أقف على مستنده، و الظاهر أنّه سهو،فإنّ الشهيد كان حيّا إلى عام‏

المقدمة، ص 121

786، و من المستبعد جدّا أن يترك الشهيدإتمام مصنّفه لمدّة تربو على ثلاثة وعشرين عاما، بل يترك فصلا شرع فيه دون أنيتمّه، هذا بالإضافة إلى قرائن أخرى لامجال لذكرها.

6- تفسير الباقيات الصالحات‏

هو شرح مختصر للتسبيحات الأربع، قالالشهيد في آخره:

فهذه الكلمات الأربع تشتمل على الأصولالخمسة: التوحيد و العدل و النبوّة والإمامة و المعاد، فمن حصّلها حصّلالإيمان، و هي الباقيات الصالحات.

و لم تطبع هذه الرسالة بشكل مستقل، لكنالشيخ الكفعمي أوردها بتمامها في حاشيةالفصل الثامن و العشرين من مصباحه الكبيرالموسوم بـ «جنّة الأمان الواقعية»، وطبعت معه على الحجر عام 1321. قال الكفعميرحمه الله قبل نقلها:.

قد تكرّر في هذا الدعاء ألفاظ التسبيحاتالأربع، أمّا فضلها فقد مرّ.

و أمّا شرحها فقال الشهيد السعيد الإمامالعالم محمّد بن مكّي قدّس الله سرّه.

و قال بعد تمامها: «هذا آخر ما ذكره السعيدالشهيد رحمه الله و طيّب ثراه».

قال صاحب الرياض في ترجمة العالم الجليلعلي بن يونس البياضي النباطي العاملي (791-877) مؤلّف «الصراط المستقيم»:

عثرنا بإصبهان على مجموعة جلّها بل كلّهاكانت بخطّ الشيخ زين الدين البياضي. و كثيرمنها كان من مؤلّفاته قدّس سرّه، و منجملتها. كتاب «الكلمات النافعات في تفسيرالباقيات الصالحات» و هو توضيح للرسالةالتي ألّفها شيخنا الشهيد في تفسيرالكلمات الأربع و. الرسالة اليونسية فيشرح المقالة التكليفية للشيخ الشهيد.

المقدمة، ص 122

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني- ذيل«اليونسية» للبياضي-:.

و نسخة أخرى بخطّ جعفر بن محمّد. بن زهرةالحسيني في 25 صفر 902 عند السيّد محمّد عليالروضاتي بأصفهان معها الكلمات النافعات.

و توجد من رسالة «تفسير الباقياتالصالحات» للشهيد عدّة مخطوطات، منها:

أ- مخطوطة مكتبة الفاضل المعاصر فخر الدينالنصيري، الخاصّة، ضمن مجموعة من رسائلالشيخ المفيد و السيّد المرتضى، عليهاعلامة تملّك حفيد الشهيد شرف الدين محمّدمكّي بأصفهان عام 1169، أوّلها:

ما نقل عن مولانا الشيخ العالم العالمالفاضل المحقّق المدقّق، شيخ الملّة والحقّ و الدين، السعيد الشهيد أبي عبدالله محمّد بن مكّي، رحمة الله عليه ورضوانه و حشره مع من تولّاه و حشرنا فيزمرتهم بحقّ محمّد و آله الطاهرين فيتفسير الباقيات الصالحات.

ب- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله المرقّمة 7- 3694، نسخت عام 1056 ظاهرا.

ج- مخطوطة المكتبة المركزية بجامعةطهران، المرقّمة 4- 881. نسخ المجموعة- التيبضمنها هذه الرسالة- محمّد بن فتح اللهالبسطامي تلميذ شيخنا البهائي رحمهماالله في 1003- 1004 في قزوين. و جاء في أوّلها:

ما نقل عن الشيخ الفاضل. الشهيد أبي عبدالله محمّد بن. مكّي في تفسير الباقياتالصالحات.

د- مخطوطة المكتبة المركزية بجامعةطهران، ضمن المجموعة المرقّمة 2144،المذكورة في فهرسها (ج 9، ص 824)، أوّلهاكأوّل المخطوطة السابقة.

و لاختصار الرسالة و وجازتها حقّقتهااعتمادا على مخطوطة مكتبة آية اللهالمرعشي رحمه الله، و مخطوطة مكتبة فخرالدين النصيري، و مخطوطة مكتبة جامعة

المقدمة، ص 123

طهران ضمن المجموعة المرقّمة 2144، والمطبوعة على الحجر ضمن المصباح للكفعمي،و إليك نصّها:

بسم الله الرحمن الرحيم معنى «سبحانالله» تنزيهه سبحانه و تعالى عن السوء والفحشاء، و يدخل في ذلك جميع صفاتهالسلبية كنفي الحدوث و الإمكان و الحاجة والعجز و الجهل و الجسمية و العرضية والتحيّز و الجوهرية و الحلول في محلّ أوجهة و الاتّحاد و الصاحبة و الولد.

و معنى «الحمد للّه» الثناء عليه بذكرآلائه و نعمة التي لا تحدّ و لا تعدّ،فمنها خلق الخلق من سماء و أرض و فلك و ملكو حيوان، و خلق العقل الفارق به بين الصحيحو الفاسد و الحقّ و الباطل، و بعث الأنبياءو الأوصياء عليهم السلام، و ختمهم بأوصياءنبيّنا محمّد المفتتحين بسيّد الوصيّينأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهمالسلام، المختتمين بسيّدنا أبي القاسمالمهدي عليه السلام، ثمَّ خلق أصول النعمالتي منها الحياة و القدرة و الشهوة والنفرة و العقل و الإدراك، ثمَّ خلقفروعها المشهيّات و الملذّات، حتّى أنّهليس نفس يمضي إلّا و فيه للّه نعمة يجبشكرها، حتّى أنّ شكر نعم الله من نعمة التييجب شكرها، و من ذلك تصديق النبي صلّى اللهعليه وآله في جميع ما جاء به من الحشر والنشر و المعاد و الجنّة و النار و الصراطو الميزان و الحور و الولدان.

و معنى «لا إله إلّا الله» ننزيهه عنالشريك و المثل و الضدّ و الند و المناوي والمنافي، و فيه بطلان قول اليهود والنصارى و الثنوية و عبّاد الأصنام والأوثان و الصلبان و الكواكب.

و هي الشهادة التي من قالها مخلصا دخلالجنّة.

و معنى «الله أكبر» إثبات صفات الكمال لهتعالى، مثل الوجود و الوجوب و القدرة والعلم و الأزلية و الأبدية و البقاء والسرمدية و السمع و البصر و الإدراك، وكونه عدلا حكيما جارية أفعاله على وفقالحكمة و الصواب، و أنّه لا يستطيع أحدالاطّلاع على كنه ذاته تعالى و لا على صفةمن صفاته، فهو أكبر من أن يبلغه وصفالواصفين، و لا يعلم ما هو إلّا هو.

فهذه الكلمات الأربع تشتمل على الأصولالخمسة: التوحيد و العدل و النبوّة والإمامة و المعاد، فمن حصّلها حصّلالإيمان، و هي الباقيات الصالحات.

التكليفية المقالة التكليفية

المقدمة، ص 124

7- جامع البين من فوائد الشرحين‏

صنّف العلامة الحلّي كتاب «تهذيب الوصولإلى علم الأصول»، و تولّى شرحه ابنا شقيقةالعلامة السيد عميد الدين و السيد ضياءالدين، و كلاهما موجود بحمد الله تعالى.

و قام الشهيد الأوّل بجمع كلا الشرحين فيكتاب واحد، و أضاف رحمه الله مطالب جديدة.

قال الشهيد الثاني في إجازته لوالد الشيخالبهائي قدّست أسرارهم:.

فممّا قرأه من كتب أصول الفقه. تهذيبالوصول. و شرحه جامع البين من [خ ل: في‏]فوائد الشرحين، للشيخ الإمام الأعلم شمسالدين محمّد ابن مكّي عرج الله بروحه إلىدار القرار و جمع بينه و بين أئمّتهالأطهار.

قال الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله ضمنتعديد مؤلّفات الشهيد:

كتاب جامع البين من فوائد الشرحين، جمعفيه بين شرحي تهذيب الأصول للسيّد عميدالدين و السيّد ضياء الدين، رأيته بخطّالشهيد الثاني.

و قال السيد إعجاز حسين النيسابوريالكنتوري:

جامع البين من فوائد الشرحين، للشيخالأجل. الشهيد الأوّل. جمع فيه بين شرحيتهذيب الوصول للسيد عميد الدين و السيّدضياء الدين، و زاد شيئا كثيرا، إلّا أنّهلم يراجع المسوّدة بعد الجمع، مع أنّالجمع المذكور كان في عنفوان شبابه،فهذّبه به و أصلحه الشيخ حسين بن عبد الصمدالحارثي، و فرغ من إصلاحه سنة إحدى وأربعين و تسعمائة. و قال رحمه الله بعد ذكرما يتعلّق‏

المقدمة، ص 125

بإصلاحه: «ثمَّ إنّ الشهيد رحمه الله ميّزما اختصّ به شرح الضياء فكتب عليه: «ض»، وما اختصّ به شرح العميد فكتب عليه: «ع»، وتابعته في ذلك، و ما كان زائدا عنهما كتبتفي أوّله: «زيادة»، و في آخره: «آخرها»فصارت هذه النسخة مميّزة لمختصّاتالشرحين و الزوائد عليهما، و مختصّة بمزيدالإصلاح المذكور و التصحيح». و قد ظفرتبحمد الله على نسخة كانت بخطّ الشيخ حسينبن عبد الصمد، أوّلها: «أحمدك اللهم علىسوابغ نعمائك بأبلغ محامدك، و أسألكالمزيد من فضلك.».

و كان هذا الكتاب موجودا عند المحقّقالتستري رحمه الله و نقل عنه، حيث قال:.

و منهم الشهيد طاب ثراه، و قد ذكر في الجمعبين الشرحين نحو ما تقدّم عن شيخه عميدالدين في المسائل الأصولية المذكورة، ونقل اتّفاق الفرقة على كون مذهب الصحابيليس حجّة على غيره من الصحابة..

و اعلم أنّ الشهيد قال في إجازته لابنالخازن في عداد مؤلّفاته: «شرح التهذيبالجمالي في أصول الفقه». و مراده من«التهذيب الجمالي» هو تهذيب الوصول لجمالالدين العلامة الحلّي، و مراده من «شرحالتهذيب» هو كتاب جامع البيان كما يظهر منكلام الشهيد الثاني الذي مرّ آنفا. قالالطهراني:

شرح تهذيب الوصول، للشيخ السعيد الشهيد.ذكره بنفسه في بعض إجازاته، و لعلّه الذيسمّاه بـ «جامع البين من فوائد الشرحين»..

و اعلم أنّ إسماعيل باشا عبّر في مواضعمتعدّدة عن هذا الكتاب بـ «جامع العين منفوائد الشرحين»، و هو خطأ بلا شكّ.

المقدمة، ص 126

و هذا الكتاب لم يطبع إلى يومنا هذا، ومخطوطة منه كانت موجودة في مكتبة الإمامأمير المؤمنين عليه السلام العامّة فيالنجف الأشرف، نسخت في القرن 11، و عليهاعلامة تملّك محمّد باقر الشريف السبزواري.و لا أعرف له مخطوطة سوى هذه.

8- جواز إبداع السفر في شهر رمضان‏

رسالة مبسوطة ذكر فيها الشهيد مسألةالسفر في شهر رمضان و الأقوال فيها، و عبّرعنها الشيخ الحرّ العاملي بقوله: «رسالةفي قصر من سافر بقصد الإفطار و التقصير».

أوّله: «بعد حمد الله تعالى على نعمةالباطنة و الظاهرة. فأقول: الظاهر من مذاهبالعلماء في سائر الأعصار و الأمصار جوازه،مع إجماعنا على كراهة ذلك. لنا عشرونطريقا، الأوّل- و هو العمدة-: التمسّكبقوله تعالى مَنْ كانَ مَرِيضاً»-.

آخره: «و إذا استحال ثبوت التحريم تثبتالإباحة، إذ لا واسطة. و الله تعالىالموفّق لكلّ خير، المرجوّ لدفع كلّ ضير».و لا يعلم تاريخ تأليف هذه الرسالة، و لمتطبع حتى الآن، و توجد منها عدّة مخطوطات،منها:

أ- مخطوطة مكتبة إمام الجمعة في زنجان.

ب- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 7735.

المقدمة، ص 127

ج- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 11- 4566.

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه عندالبحث عن الدر المنثور للشيخ علي العاملي:

و قد أورد [أي مؤلّف الدر المنثور] فيالجزء الثالث عين رسالة الشهيد الأولالمسمّاة «جواز إبداع السفر في شهررمضان». و ممّا يذكر أنّ الجزء الثالث منالدرّ المنثور لم يطبع حتّى الآن.

9- حاشية الذكرى‏

الأصل و الحاشية كلاهما للشهيد. قالالطهراني في عداد حواشي ذكري الشيعة:

- الحاشية عليها لمؤلّف أصلها الشيخالسعيد محمّد بن مكّي. نقل عنها الشيخ ناصرالبويهي في حاشيته الآتية..

و حواشي المصنّف نفسه إلى صلاة المسافر،كما يظهر من حاشية البويهي.

أقول: لم أقف حتّى الآن على نسخة من حاشيةالبويهي و لا حاشية الشهيد على الذكرى، ولم أقف على من نسبها للشهيد غير الطهرانيطاب ثراه.

10- حاشية القواعد

من المسلّم به أنّه كانت للشهيد حواش علىقواعد الأحكام للعلامة الحلّي، و فقهاؤناالأمجاد نقلوا في زبرهم الفقهية مباشرة أومع الواسطة مطالب عن‏

المقدمة، ص 128

حاشيته- أو الحواشي المنسوبة إليه- علىالقواعد، منهم:

أ- المحقّق الكركي في مواضع عديدة منكتبه، منها:

«جامع المقاصد» ج 1، ص 70: «و ما يوجد فيالحواشي المنسوبة إلى شيخنا الشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 1، ص 403: «. محكيّ في حواشيالشهيد».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 109: «و اعترضه الشهيدفي حاشيته.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 198: «و في حواشيالشهيد: لم يسمع تأنيث الباب في اللغة، والصواب تذكيره».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 203: «قال شيخناالشهيد في حواشيه.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 207: «في حواشيالشهيد: إنّ المعروف الهينة.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 227: «أي الوقوفللدعاء، كذا في حواشي الشهيد».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 234: «. ذكره الشهيد فيحواشيه».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 263: «في حواشيالشهيد: إنّ الجاهل لا كفّارة عليه».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 299: «و فصّل شيخناالشهيد في حواشيه.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 303: «و قد قيّد شيخناالشهيد في حواشيه.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 305: «و في حاشيةالشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 320: «و صرّح شيخناالشهيد في حواشيه.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 383: «و في حاشيةالشهيد.».

المقدمة، ص 129

«جامع المقاصد» ج 3، ص 437: «و في حواشيشيخنا الشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 456: «و في حواشيشيخنا الشهيد حمل ذلك على تقدير الجزيةبالدينار».

«جامع المقاصد» ج 3، ص 482: «و في حواشيشيخنا الشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 4، ص 88: «و في حواشيالشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 7، ص 42: «و في حواشي شيخناالشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 7، ص 120: «و في حواشيشيخنا الشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 7، ص 248: «و في حواشيشيخنا الشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 10، ص 8: «و عرّفها شيخناالشهيد في حواشيه.».

«جامع المقاصد» ج 11، ص 138: «و في حواشيشيخنا الشهيد.».

«جامع المقاصد» ج 12، ص 433: «قال شيخناالشهيد في بعض حواشيه.».

«قاطعة اللجاج»، ضمن «رسائل المحقّقالكركي» ج 1، ص 277: «و في حواشي شيخنا الشهيدعلى القواعد.».

ب- الشهيد الثاني في مواضع عديدة من كتبه،منها:

«روض الجنان» ص 38: «و الشهيد في الذكرى وكذا في حاشيته على القواعد».

«الروضة البهية» ج 4، ص 340: «. هذا هو الذيرجّحه المصنّف في بعض حواشيه».

«فوائد القواعد» المخطوطة، في أوراقكثيرة جدّا.

ج- الشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخناالبهائي رضوان الله عليهم في حاشيته علىالقواعد، حيث قال:

هكذا وقعت عبارة القواعد و الشرائع، واعترضها شيخنا الشهيد في حواشيه علىالقواعد، و تبعه الفاضلان: الشيخ علي فيشرحه على القواعد، و الشيخ زين الدين فيحواشيه.

المقدمة، ص 130

د- السيّد محمّد العاملي صاحب المدارك في:

«مدارك الأحكام» ج 5، ص 175: «و اعلم أنّشيخنا الشهيد رحمه الله ذكر في حواشيالقواعد.».

«مدارك الأحكام» ج 8، ص 224: «و في بعضالحواشي المنسوبة إلى شيخنا الشهيد.».

هـ- السيد العاملي صاحب مفتاح الكرامة فيمواضع عديدة، منها:

«مفتاح الكرامة» ج 1، ص 120: «و حكى الشهيدفي بعض ما ينسب إليه من الحواشي.».

«مفتاح الكرامة» ج 1، ص 550: «و أنّه المنقولأيضا في. و حواشي الشهيد».

و- الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر في مواضععديدة، منها:

«جواهر الكلام» ج 12، ص 443: «. و إن قالالشهيد في الحواشي البخارية [كذا، والصواب: النجّارية].».

«جواهر الكلام» ج 15، ص 472: «. عن الشهيد فيحواشيه على القواعد.».

ز- الشيخ الأنصاري في مواضع، منها:

«المكاسب» ص 143: «أشار إليه العلامة فيالقواعد، و أوضحه قطب الدين و الشهيد فيالحواشي المنسوبة إليه».

«المكاسب» ص 159: «عن حواشي الشهيد.».

«المكاسب» ص 183: «. عن فخر الإسلام و الشهيدفي الحواشي».

«المكاسب» ص 189: «و عن حاشية الشهيد ظهورالميل إليه».

«المكاسب» ص 189: «فظاهر القواعد و المحكيّعن حواشي الشهيد.».

«المكاسب» ص 276: «قال الشهيد في محكيّحواشيه على القواعد.».

هذه مواضع من نقل فقهائنا العظام من تلكالحاشية، و نرى في بعض موارد النقل شيئا منالترديد، كعبارة «الحواشي المنسوبة إليه»أو عبارة «ما ينسب‏

المقدمة، ص 131

إليه من الحواشي».

و لإيضاح الموضوع نورد كلمات أصحابالتراجم حول حاشية الشهيد و حاشية أحمد بنالنجّار على القواعد- المعروفة بـ«الحواشي النجّاريّة»- فنقول:

أ- قال ابن العودي تلميذ الشهيد الثاني فيتعديد مؤلّفاته:

و منها حاشية على قواعد الأحكام للعلامة.مشى فيها مشي الحاشية المشهورة بالنجاريةللمولى السعيد الشيخ الشهيد، و غالبالمباحث فيها بينه و بينه.

ب- قال صاحب الرياض في البحث عن شروحالقواعد و حواشيه:

و منها الحواشي النجارية، و الحقّ أنّهابعينها حاشية الشهيد الأوّل.

و قال أيضا في تعديد مؤلّفات الشهيد:

و له أيضا حواشي القواعد إلى آخر الكتاب،سمّاها [ال] حواشي النجّارية.

ج- قال العلامة السيد الصدر في ترجمةالشهيد عند البحث عن مصنّفاته:

و الحواشي النجارية، و هي حاشية على قواعدالعلامة، رأيتها عند السيد علي آل بحرالعلوم، أكبر من نكت الإرشاد.

د- قال العلامة السيّد الأمين في ترجمةأحمد بن النجّار:

هو العالم الجليل الفقيه من خواصّ تلامذةالشهيد الأوّل صاحب الحاشية المعروفةبالنجارية على القواعد، ذكر فيها إفاداتالشهيد و تحقيقاته على القواعد، و هيحاشية جليلة مشحونة بالفوائد، و يأتي فيترجمة الشيخ حسن بن علي بن حسن النجار ظنّصاحب الرياض أنّه هو صاحب الحاشيةالنجّارية، و ليس الأمر كذلك. و بيّنّاهناك أنّ سبب نسبتها إلى الشهيد أنّها منتقريراته و تحقيقاته و إفاداته فراجع.

المقدمة، ص 132

هـ- قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني:

- أحمد بن النجّار، جمال الدين، كان منأجلّاء تلاميذ الشهيد. و له «الحواشيالنجّارية» على القواعد. مشحونة بتحقيقاتالشهيد و إفاداته، طبع أكثرها على هامشالقواعد 1315.

- الحاشية عليه [أي على القواعد] للشيخجمال الدين أحمد بن النجار، من أجلّاءتلاميذ الشيخ الشهيد. و طبعت جملة من هذهالحاشية مع القواعد في 1315، و قد يقال لها:«الحواشي النجّارية».

- الحاشية عليه، للشيخ السعيد محمّد بنمكّي الشهيد. قال المولى كما لا في بياضالكمالي (المذكور في ج 3، ص 170): «إنّهاموجودة عند مولانا [العلامة المجلسي‏]».

أقول: و توجد نسخة منها في بقيّة موقوفةالطهراني بكربلاء. و قال صاحب الرياض:«الحقّ أنّها بعينها الحواشي النجّاريةالتي دوّنها الشيخ جمال الدين أحمد بنالنجّار تلميذ الشهيد». أقول: و يظهرحقيقته بتطبيق ما في النسخة المذكورة معالمطبوع من النجّارية كما ذكرناه.

- الحواشي النجّارية، كما ذكرنا في ج 6، ص169 أنّها حواش على قواعد العلامة، و طبعأكثرها على هوامش القواعد في 1315، و هوتأليف جمال الدين أحمد بن النجّارالمتوفّى بين 823- 835.

- شرح قواعد الأحكام، المعروف بالحواشيالنجارية. عبّر عنه في رياض العلماء بشرحالنجّارية.

المقدمة، ص 133

- شرح قواعد الأحكام، للشهيد الأوّل محمّدبن مكّي، عبّر عنه بالشرح في رياضالعلماء، و قد مرّ بعنوان الحاشية في ج 4، ص172.

كانت هذه كلمات العلماء و أهل الفنّ، ممّاوقفت عليه حول هذا الموضوع، و يرى فيهااضطراب كثير: فذهب صاحب الرياض إلى أنّحاشية القواعد للشهيد هي بعينها الحاشيةالنجّارية، فيما عدّ الطهراني الحواشيالنجارية تارة من تأليف ابن النجّار، وأخرى أيّد كلام صاحب الرياض حيث قال:«إنّها بعينها الحواشي النجارية التيدوّنها. تلميذ الشهيد»، و قال ثالثة: إنّالحواشي النجّارية «مشحونة بتحقيقاتالشهيد و إفاداته».

لكن العلامة السيد حسن الصدر يقودنا إلىأنّ الحواشي النجّارية هي من تأليفالشهيد، و ليس هناك حاشيتان: إحداهماللشهيد، و الأخرى لابن النجّار.

و ممّا يذكر أنّه طبع قسم كبير من حاشيةالقواعد- من النكاح إلى آخر الكتاب- فيهوامش قواعد الأحكام عام 1315، و هو يحملتوقيع «نجّارية».

إنّ الرأي الفصل في هذا الأمر يحتاج إلىالخوض في جميع النسخ الخطية المعروفةبحاشية الشهيد على القواعد أو حاشية ابنالنجّار، و تفحّصها الواحدة تلو الأخرى، وكخطوة أولى لكشف اللبس عن هذا الموضوعنعرّف ستّ نسخ مسجّلة في إيران، و هي:

أ- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 2)، المرقّمة 1- 780.

ب- مخطوطة المكتبة المركزية بجامعةطهران، المرقّمة 1193.

ج- مخطوطة مكتبة الوزيري بمدينة يزد،المرقّمة 1323، نسخت في القرن 9، و أوّلهاكأوّل مخطوطة مكتبة المجلس.

د- مخطوطة مكتبة مدرسة الآخوند في همدان،المرقّمة 4584، نسخت في‏

المقدمة، ص 134

عام 1024.

هـ- مخطوطة مكتبة عبد العظيم الحسني رضيالله عنه بالري، المرقّمة 194، نسخت فيالقرن 11، أوّلها- بعد البسملة-:

قال قدّس الله سرّه في أوّل خطبة القواعد:«الحمد للّه». الحمد هو الثناء بجميل علىجهة التعظيم و التبجيل على الأفعال الحسنةالاختيارية.

و- مخطوطة مكتبة كلّية الطبّ بجامعةشيراز، المرقّمة 1026- كما ذكرها بعض أهلالفنّ- أوّلها:

بسم الله. و به ثقتي، و عليه تكلاني فيالابتداء و الانتهاء، ربّ وفّق لما تحبّ وترضى، قوله قدّس الله سرّه: «في أنواعها»أي أنواع الطهارة.

و من بين النسخ المذكورة لديّ نسخة مصوّرةعن مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، وقد ورد كلام مبسوط حول مخطوطة المكتبةالمركزية بجامعة طهران في فهرسها. و أمّاسائر المخطوطات المذكورة آنفا فلم تتوفّرلدينا معلومات عنها سوى ما ذكر فيفهارسها، و هي قاصرة و غير مجدية. و أمّاهاتان المخطوطتان- أعني مخطوطة المكتبةالمركزية بجامعة طهران و مخطوطة مكتبةالمجلس- فإليك وصفهما:

أ- نسخت مخطوطة مكتبة جامعة طهران فيالكرك غرّة شوّال سنة 884، و صرّح ناسخهابأنّها نقلت من نسخة بخطّ المزيدي. و جاءفي آخرها:.

قوله: «بألفاظ مختصرة و عبارة [كذا، ظ:عبارات‏] محرّرة»، إشارة إلى هذينالمعنيين.

قوله: «و طريقة [كذا، ظ: طريق‏] السداد».هذا آخر ما وجد من الحواشي على قواعد الشيخجمال الدين أحمد بن النجّار قدّس اللهنفسه و روّح رمسه.

المقدمة، ص 135

و هذه المخطوطة مطابقة لمخطوطة مكتبةالمجلس الشورى الإسلامي و كاملة سوى عدّةأوراق سقطت من أوّلها. و هاتان المخطوطتانتختلفان في بعض الموارد مع ما طبع في هوامشالقواعد عام 1315 يحمل توقيع «نجّارية».

ب- أمّا مخطوطة مكتبة المجلس فقد نسخهامحمّد بن أحمد بن إبراهيم الفقعاني فيالخامس عشر من ذي القعدة عام 851 في 194 ورقة،و لم يسقط من أوّلها و آخرها شي‏ء، و هيأكمل من مخطوطة مكتبة جامعة طهران.

و قد كانت هذه المخطوطة في مكتبة الدكتورحسين مفتاح الخاصّة- كما ورد في فهرسهاثمَّ نقلت بعد ذلك إلى مكتبة مجلس الشورىالإسلامي (رقم 2).

أوّلها- بعد البسملة و الحمدلة-:

و بعد، فإنّي لمّا وقفت على كتاب قواعدالأحكام التي هي بخطّ الشيخ الفاضل جمالالدين أحمد بن النجّار قدّس الله روحه، ونظرت في حاشيتها بخطّه لمعا مترجمة عنمكنون أسرارها. و كاشفة لقناع أستارها،فرأيت إن أونس وحشتها بجمع شملها. و لأنّهاإذا كانت في وطن جامع مصون، و مسكن واسعمأمون، كان أسعد لمن يريد المجالسةلفوائدها. مستمدّا من الله تعالى المعونةو التسهيل، و الإرشاد إلى سواء السبيل،فهو حسبنا و نعم الوكيل.

قوله: «رافع درجات العلماء.» إشارة إلى ماذكره ابن بابويه.

و آخرها:.

قوله: «بألفاظ مختصرة و عبارة [كذا]محرّرة»، إشارة إلى هذين المعنيين.

قوله: «و طريق السداد»، هو إصابة الحقّ.هذه آخر ما وجد من الحواشي على قواعد الشيخجمال الدين أحمد بن النجّار.

و ترى في هذه الحاشية فوائد جمّة وتحقيقات رشيقة، و يرى فيها كثير منالمطالب بتوقيع «فخر» (أي فخر المحقّقين)كما في الورقتين 38- 39، و «الشيخ»

المقدمة، ص 136

كما في الأوراق 32، 38، 44، 45، و «شيخنا» كمافي الورقة 35، و علامات أخرى.

و إليك بعض مطالبها:

قوله: «و هل يسقط الهدي مع الاشتراط فيالمحصور و المصدود؟ قولان». قال شيخنا فخرالدين رحمه الله: «المراد بهذا من اجتمع لهالحصر و الصدّ حذرا من التكرار».

قوله: «للإتمام مع احتمال البطلان». عليهابغير خطّه (أي المصنّف):

«المقصود هنا بالإتمام إكمال الشوطالناقص، بحيث لا يجعل المبدأ منتهى، ويبتدئ الطواف منه ثمَّ يأتي إلى الحجرلاشتماله على زيادة الشوط». قال فخر: «هذهالحاشية ليست بخطّ المصنّف، و إنّما هيبخطّ مولانا زين الأسترآبادي، و هو منجملة فضلاء تلامذة المصنّف في المعقول،كتبها و لم يفهم المسألة. و كان قد اشتهربين تلامذة والدي أنّ المراد أن ينوي عندالحجر الإتمام، أي يأتي بستّة أشواط إتمامالشوط الأوّل، ثمَّ يأتي بنيّة أخرى عندإتمام الستّة بشوط سابع، و يبطل ذلك،فكأنّه قد نوى الطواف بنيّتين، فاللاميتعلّق بالنية، أي ينوي الإتمام. قال:- و لايصحّ أنّ اللام للتعليل، أي لأنّه أتمّالواجب عليه، و هو النيّة و مقارنتها والإتيان بجميع الأشواط، و إذا أتى بتمامما وجب عليه خرج عن العهدة. و يحتملالبطلان، لأنّه زاد في الواجب، و هو الشوطالأوّل الناقص، حيث لم يبطله. و ليس بجيّد،لأنّ الفعل قبل النيّة لا اعتبار به، و لايكون زيادة في الواجب، لأنّ تجديد النيّةأبطله.

فقوله: «فمنه» الضمير يرجع إلى الحجر، والمراد أن يجدّد النيّة للطواف، و يهملالشوط الأوّل، فلا ينوي إبطاله و لااعتباره، أمّا لو نوى اعتبار الشوط الأوّلفإنّه زاد في طواف الفريضة. و يشكل بأنّالزيادة قبله فلا تؤثّر».

قوله: «و لو ظنّ الآكل ناسيا الفسادفتعمّده وجبت الكفّارة». وجه وجوب‏

المقدمة، ص 137

الكفّار أنّه أفطر في يوم من شهر رمضانمتعمّدا لغير عذر. و الاحتياط وجوبها فيهذه الصورة. (هذه الحاشية بخطّ الشهيد علىقواعد ابن النجّار).

قوله: «و لا يجوز التصرّف في حقّه عليهالسلام إلّا بإذنه، و الفائدة حينئذ له»،فلو استولى غيرنا من المخالفين عليهافالأصحّ أنّه يملك، لشبهة الاعتقادكالمقاسمة، و يملك الذّمي الخمر والخنزير، فحينئذ لا يجوز انتزاع ما يأخذهالمخالف من ذلك كلّه. و كذا ما يؤخذ منالآجام و رؤوس الجبال و بطون الأودية لايحلّ انتزاعه من آخذه، و إن كان كافرا، وهو ملحق بالمباحات المملوكة بالنيّة لكلّمتملّك، و آخذه غاصب تبطل صلاته في أوّلوقتها حتّى يردّه إلى مالكه. (و كتب محمّدبن مكّي).

و الجدير بالذكر أنّ بعض المطالب التينقلها المحقّق الكركي في جامع المقاصد عنحاشية الشهيد على القواعد- و كذلك عن فخرالدين شيخ الشهيد- موجود في هذه المخطوطة،و من جهة أخرى تختلف هذه المخطوطة في بعضالموارد مع ما طبع بتوقيع «نجّارية» فيهامش القواعد، كما تقدّم.

و توجد في الحاشية المطبوعة في هامشالقواعد بتوقيع «نجّارية» مطالب منقولةعن الشهيد بتعبير «الشهيد»، فعلى سبيلالمثال:.

قاله الشهيد رحمه الله (نجّارية)..

و قال الشهيد: يمكن المساواة. (نجّارية)..

و هو اختبار الشهيد. (نجّارية).

فعلى ما مرّ لا يمكن القول بأنّ جميع ما فيهذه المخطوطة- أو ما طبع في هامش القواعدبتوقيع «نجّارية»- هو تأليف الشهيد رحمهالله و من جهة

المقدمة، ص 138

أخرى، من المسلّم به أنّ له حواشي علىالقواعد، و لا يستبعد القول بأنّ ابنالنجّار أدرج حواشي الشهيد على القواعدضمن حاشيته، و من المسلّم به أنّ بعض حواشيالشهيد- على أقلّ تقدير- كان بخطّه الشريفعلى نسخة القواعد التي نسخها ابن النجار،كما سبق. لقد كان هذا كلّ ما انتهى إليهنظري القاصر حول حاشية الشهيد علىالقواعد.

11- خلاصة الاعتبار في الحجّ و الاعتمار

هي رسالة حسنة مختصرة في مناسك الحجّ،ذكرها الشهيد في إجازته لابن نجدة عام 770بقوله: «فممّا سمعه عليّ من مصنّفاتي كتاب.و خلاصة الاعتبار في الحجّ و الاعتمار»، وكذلك في إجازته لابن الخازن عام 784، حيثقال و هو يعدّ مؤلّفاته: «و من ذلك رسالةتشتمل على مناسك الحجّ مختصرة جامعة».أوّلها- بعد البسملة-:

الله أحمد على جميع فرائضه و سننه، وإيّاه أشكر على حسن توفيقه و مننه، و أسألهالمزيد في سرّه و علنه. و بعد، فهذهالرسالة في فرض الحجّ و العمرة، مجرّدة عندليل، مبنيّة على مقدّمة و مقالتين وتكميل.

و آخرها:.

و تفصيلا مذكور في كتب الأحاديث و هيكثيرة. و هذا آخر الرسالة، و الحمد للّهأوّلا و آخرا.

و أشار إليها الشهيد في غاية المراد، حيثقال:

و قد كنت ذكرت في رسالة: «أنّ الإحرام هوتوطين النفس على ترك المنهيّات المعهودةإلى أن يأتي بالمناسك.».

و هذا الكلام يدلّ على أنّ النفس الشهيدألّفها قبل الفراغ من تأليف غاية المراد،

المقدمة، ص 139

أعني قبل منتصف ذي القعدة عام 757.

و أشار في هذه الرسالة إلى رسالته الكبيرةالموسومة بـ «المقالة التكليفية»، حيثقال:.

السادس: «لوجوب الجميع»، و به يمتاز عنالندب، و وجه الوجوب هو اللطف في التكليفالعقلي أو شكر النعمة، على اختلافالرأيين، كما بيّنّاه في رسالة التكليف.

و نقل المحقّق الكركي عن هذه الرسالة، حيثقال:.

و شيخنا الشهيد فسّرها بأمر وجودي. و جعلفي رسالة الحجّ مبنى القولين على مسألةكلامية اختلف فيها، و هي أنّ الممكنالباقي هل هو محتاج إلى المؤثّر، أو مستغنعنه..

لم تطبع هذه الرسالة بشكل مستقلّ، و تولّىالعلامة السيّد الأمين إيرادها في كتابهمعادن الجواهر، و طبعت ضمنه محفوفةبالأخطاء و التصحيفات، و قد سقط بعضها منأوّلها و آخرها. و قال السيّد الأمين قبلإيرادها:

عثرنا في بعض مكتبات جبل عامل على مخطوطقديم فيه رسالة في الحجّ و العمرة منمؤلّفات الشهيد الأوّل قدّس الله سرّه،فأحببنا إثباتها هنا.

و الظاهر أنّ هذه المخطوطة المذكورة فيمعادن الجواهر هي التي أشار إليهاالطهراني بقوله:

خلاصة الاعتبار. توجد نسخة منه في مكتبةالسيّد محسن الأمين بدمشق بعنوان «مناسكالحجّ»، و نسخة أخرى بطهران في مكتبةالمحيط.

هذا، و توجد مخطوطات أخرى من هذه الرسالة،منها:

المقدمة، ص 140

أ- مخطوطة مكتبة فخر الدين النصيريالخاصّة، جاء في آخرها:

تمَّ منسك الشيخ الفاضل الكامل الأجلّمحمّد بن مكّي، و هو الشهيد الأوّل تغمّدهالله بغفرانه و أسكنه أعلى جنانه، على يدالعبد الضعيف المذنب الراجي رحمة ربّهالغنيّ محمّد بن فتح الله البسطامي عفىعنها يوم الخميس تاسع شهر رمضان المباركسنة 1006 (ألف و ستّ) بدار السلطنة قزوين.

و توفّرت لديّ مصوّرة لهذه المخطوطة.

ب- مخطوطة مكتبة ملك الوطنية، المرقّمة 14-2147، ذكرت في فهرسها (ج 5، ص 436) باسم «المنسكالكبير»! نسخها يحيى بن حسين بن حسنسلمابادي عام 908.

و اعلم أنّ بعض المعاصرين نسب إلى الشهيدكتابين: أحدهما خلاصة الاعتبار، و ثانيهماالمنسك الكبير. و الحقّ أنّهما اسمانلرسالة واحدة.

12- الدروس الشرعية في فقه الإمامية

كتاب في أكثر أبواب الفقه، من أدقّ كتبالشهيد الفقهية و أشهرها، كتبه في أواخرعمره الشريف بطلب ولديه أبي طالب محمّد وأبي القاسم علي، و ذلك بعد شروعه في تأليفالذكرى و البيان، كما ذكره في مقدّمتهبقوله:.

أمّا بعد، فإنّ علم الفقه لا يخفى شرفه وعلوّه، و مقداره و سمّوه، و عموم حاجةالمكلّفين إليه، و إقبال الخلائق عليه. وقد صنّف علماء الأصحاب رضي الله عنهم فيالكثير، و خرج عنهم الجمّ الغفير، المتّصلبأصحاب آية التطهير. فلمّا انتهت النوبةإلينا أحببنا أن ننسج على منوالهم، ونقتدي بهم في أقوالهم و أفعالهم، فكتبنافي ذلك ما تيسّر من الذكرى و البيان، وعزّزناهما بهذا المختصر للتبيان، لاقتضاءالولدين الموفّقين- إن شاء الله-: أبي طالبمحمّد و أبي القاسم علي، رفع الله عنهماالضير و وفّقهما و المؤمنين للخير، وسمّيناه‏

المقدمة، ص 141

ب «الدروس الشرعية في فقه الإمامية».

أبدع الشهيد في هذا الكتاب ترتيبا لميسبقه إليه سابق- كما مرّ تحت عنوان«مكانته العلمية» في هذا الفصل- و نقل فيهآراء كثير من فقهائنا كابن بابويه والعماني و ابن الجنيد و الجعفي و غيرهم منالذين لم تصل إلينا كتبهم، و لم ينقل فيهمن آراء العامّة شيئا. و قال في آخر كتابالحجّ منه:

و قد أتينا منه بحمد الله في هذا المختصرما لم يجتمع في غيره من المطوّلات، فللّهالشكر على جميع الحالات.

لم يوفّق الشهيد لإتمام الكتابلاستشهاده، و خرج منه الطهارة إلى الرهن. وقد دوّنه الشهيد في جزئين: ضمّ الأوّلالطهارة حتى آخر كتاب الإقرار، و ضمّالثاني من أوّل كتاب المكاسب إلى الرهن، وقال في آخر الجزء الأوّل منه:

و الله الموفّق. تمَّ الجزء الأوّل بعونالله و حسن توفيقه، و صلّى الله على خيرخلقه محمّد النبيّ و آله و سلّم، و يتلوهفي الجزء الثاني كتاب المكاسب.

قال الطهراني طاب ثراه:

شرع فيه 780، و فرغ من جزئه الأوّل- كما صرّحبه في الرياض- آخر نهار الأربعاء لاثنتيعشرة ليلة خلت من ربيع الثاني [كذا، والصواب: ربيع الآخر] 784.

أقول: ما ذكره الطهراني من تاريخ شروعه فيتأليفه فلا أدري ما هو مستنده، و أمّاتاريخ الفراغ من جزئه الأوّل فقد ورد فيآخر هذا الجزء في بعض مخطوطاته القديمةبهذه العبارة:

المقدمة، ص 142

و كان فراغه آخر نهار الأربعاء لاثنتيعشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة أربعو ثمانين و سبعمائة. هذا آخر كلامه زادالله تعالى علوّ درجاته و مقامه..

و قد ذكره الشهيد في إجازته لابن الخازنالحائري في الثاني عشر من شهر رمضان عام 784بقوله: «كتاب الدروس الشرعية في فقهالإمامية خرج منه نصفه في مجلّد». و كلامههذا يدلّ على أنّه قصد إلى تأليف دورةالفقه بهذا الشكل في مجلّدين. و بما أنّهطبع في 406 صفحة، و قد شغل جزؤه الأوّل 325صفحة، و القسم المؤلّف من الجزء الثاني 80صفحة، فيستفاد منه و من كلامه في إجازتهلابن الخازن أنّه ألّف حوالي ربع الجزءالثاني من الكتاب.

و قد نهض العالم الجليل السيّد جعفرالملحوس لإكمال كتاب الدروس فألّف «تكملةالدروس». قال المحدّث النوري طاب ثراه:

و ممّا ينبغي التنبيه عليه. أنّ. الدروسغير تامّ، لا يوجد فيه من أبواب الفقه:الضمان، العارية، الوديعة، المضاربة،الوكالة، السبق و الرماية، النكاح،الطلاق، الخلع، المبارأة، الإيلاء،الظهار، اللعان، الحدود، القصاص و الديات.و نهض لإكماله و إتمامه العالم الجليلالسيد جعفر الملحوس..

و فرغ السيد جعفر الملحوس من تكملة الدروسفي السادس و العشرين من شهر رجب الأصبّ عام836. و مخطوطة تكملة الدروس موجودة بحمدالله- في مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد برقم 14133،، و في مكتبة آية اللهالمرعشي رحمه الله برقم 3156- و لكنّها لمتطبع.

المقدمة، ص 143

و قد أشار الشهيد في الدروس إلى غايةالمراد، حيث قال:.

و قد بيّنّاه في شرح الإرشاد..

و قد حرّرنا هذه المسألة في شرح الإرشاد.

و إلى الذكرى و البيان بقوله:.

فكتبنا في ذلك ما تيسّر من الذكرى والبيان..

و قد ذكرنا الروايات. في الذكرى..

أوردنا طرفا منه في الذكرى..

و قد بيّنّاه في الذكرى.

طبع الدروس عام 1269 في طهران في 406 صفحةبالقطع الوزيرى، و طبع أيضا في قم حواليعام 1400 بالأوفست على الطبعة الحجرية. ومخطوطاته كثيرة، من أهمّها:

أ- مخطوطة مكتبة مدرسة النوّاب في مشهد،المرقّمة 27 فقه.

ب- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1880.

ج- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 2172.

د- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 3967.

هـ- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 8629.

المقدمة، ص 144

و للكتاب شروح و حواش لا مجال لذكرها هنا.و نقل الجباعي في مجموعته حواشي علىالدروس من خطّ رضيّ الدين ابن مكّي ولدالشهيد، إليك بعضها:

كتاب الإيمان. قوله أعلى الله تعالىدرجاته.: «كتاب الكفّارات»، حاشية:الكفّارة عبارة عن طاعة مخصوصة مسقطةعقوبة ذنب أو.

قوله: «درس: خصال الكفّارة أربع»، حاشية،سؤال: إن أريد خصال جميع الكفّارات فهيزائدة عن هذه الأربع كالذبح و النحر والاستغفار، بل و قضاء الحجّ على قول وكفّارة الحيض، و إن أريد مطلق الكفّارةفلا يحتاج إلى الأربع.

جواب: المراد به الكفّارات الغالبة و هيقسم ثالث. و سبق الاستغفار و سبق كفّارةالحيض في بابها.

قوله: «و حملت على أنّه فعل ذلك مضارّة».حاشية: قال أعلى الله درجاته:

هذا الحمل سمعناه مذاكرة، و ينسب إلىطومان بن أحمد رحمه الله تعالى.

13- الذكرى الشيعة في أحكام الشريعة

كتاب استدلالي مسهب في الفقه، وفّقالشهيد لتأليف الجزء الأوّل منه فقط، فيأوّله مقدّمة فيها سبع إشارات في المباحثالأصولية. و هو في الطهارة و الصلاة، و لكنباب الطهارة مندرج في كتاب الصلاة، و يبدأبعد المقدّمة بكتاب الصلاة. قال الشهيد فيأوّله:.

أمّا بعد، فهذا كتاب ذكري الشيعة في أحكامالشريعة، أوردت فيه ما صدر عن سيّدالمرسلين بواسطة خلفائه المعصومين، ممّادلّ عليه الكتاب المبين‏

المقدمة، ص 145

و إجماع المطهرين و الحديث المشهور والدليل المأثور. و تنتظمه مقدّمة و أقطابأربعة. أمّا المقدّمة ففيها إشارات سبع. وأمّا الأقطاب فأربعة:

أوّلها: العبادات، و هو فعل و شبهه مشروطبالقربة، و الجهاد و نحوه غايتان، فمن حيثالامتثال المقتضي للثواب عبادة، و من حيثالإعزاز و كفّ الإضرار لا يشترط فيهالتقرّب، و ما اشتمل عليه باقي الأقطاب منمسمّى العبادة من هذا القبيل، و أمّاالكفّارات و النذور فمن قبيل العبادات، ودخولها في غيرها تغليبا أو تبعا للأسباب.

و ثانيهما: العقود، و هي صيغة مشروطةباثنين و لو تقديرا لترتّب أمر شرعي.

و ثالثها: الإيقاعات، و هي صيغة يترتّبأثرها بواحد. و يطلق على هاتين:

«المعاملات».

و رابعها: السياسات، و تسمّى الأحكامبمعنى أخصّ، و هو ما لا يتوقّف على قربة ولا صيغة غالبا.

و تقريب الحصر أنّ الحكم الشرعي إمّا أنيشترط فيه القربة أم لا، و الأوّلالعبادات، و الثاني إمّا ذو صيغة أم لا،الثاني السياسات، و الأوّل إمّا وحدانيةأم لا، و الأوّل الإيقاعات، و الثانيالعقود.

القطب الأوّل في العبادات. كتاب الصلاة. وشروط الصلاة ستّة في ستّة أبواب. البابالأوّل: الطهارة.

و قال في آخره- أعني آخر الجزء الأوّل منه-:

و ليكن هذا آخر المجلّد الأوّل من كتابذكري الشيعة، و يتلوه- إن شاء الله تعالى-في المجلّد الثاني كتاب الزكاة.

و قال في موضع منه: «سنذكر في الحجّ والعتق إن شاء الله تعالى». و هذا يدلّ علىأنّه كان عازما على إتمام الكتاب، و لكناستشهاده محتسبا حال دون ذلك.

المقدمة، ص 146

و فرغ منه- أعني من جزئه الأوّل- في الحاديو العشرين من صفر عام 784، كما جاء في آخرمخطوطة قديمة منه، فرغ ناسخها من نسخهابعد فراغ الشهيد من تأليفه بحوالي أربعينيوما:

فرغ منه يوم الثلاثاء لتسع بقين من صفرختم بالخير و الظفر سنة أربع و ثمانين وسبعمائة.

و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة والتسليم على أفضل المرسلين محمّد و آلهالطيّبين الطاهرين صلاة تامّة إلى يومالدين.

هذا آخر كلامه، مدّ الله تعالى في شريفأيّامه. فرغ منه العيد. أحمد بن حسن بنمحمود يوم الجمعة المبارك لسبع مضين منشهر ربيع الآخر من سنة أربع و ثمانين وسبعمائة.

قال الطهراني طاب ثراه مشيرا إلى هذهالمخطوطة:

رأيت نسخة عصر المصنّف في طهران في مكتبةمجد الدين النصيري، و هي بخطّ الشيخ أحمدبن الحسن بن محمود. و الظاهر أنّ الكاتبكان تلميذ الشهيد، و كان كلّ ما يخرج منقلم الشهيد يستنسخه التلميذ تدريجا حتّىفرغ الشهيد في التاريخ المذكور، و فرغالتلميذ في نيّف و أربعين يوما بعد تأليفالشهيد.

أقول: هذه المخطوطة محفوظة الآن فيالمكتبة المركزية بجامعة طهران، برقم 1906.و توجد من الذكرى مخطوطات كثيرة، منها:

أ- مخطوطة مكتبة إمام الجمعة في زنجان،نسخت عام 847.

ب- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1348، نسخت عام 980.

المقدمة، ص 147

ج- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 2451، نسخت في القرن 10.

د- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 2622، نسخت في القرن 10.

و طبع الذكرى في طهران لأوّل مرّة عام 1271،بالقطع الرحلي بمعية تمهيد القواعدللشهيد الثاني، و أعادت طبعه- بالأوفستعلى الطبعة الحجرية- مكتبة بصيرتي في قمحوالي عام 1400. و للكتاب حواش ذكرهاالطهراني طاب ثراه.

و أشار الشهيد إلى الذكرى في كتبه: اللمعةو الدروس و أجوبة مسائل الفاضل المقداد،حيث قال:.

و قد حقّقناه في الذكرى..

و قد بيّنّا مأخذه في كتاب الذكرى.

- فكتبنا في ذلك ما تيسّر من الذكرى والبيان.

- و قد ذكرنا الروايات الدالّة على القضاءعن الميّت لما فاته من الصلوات و أحكام ذلكفي الذكرى..

أوردنا طرفا منه في الذكرى..

و قد بيّنّاه في الذكرى.

المقدمة، ص 148

و قد بسطت المسألة في الذكرى.

14- الرسالة الألفية

رسالة وجيزة في فرض الصلاة، مرتبة علىمقدّمة و ثلاثة فصول و خاتمة، لم يسمّهاالشهيد في مقدّمتها و لا في مؤخّرتها باسمخاصّ، و لكنّه سمّاها في أوّل الرسالةالنفلية باسم «الرسالة الألفية» - و كذلكفي إجازته لابن نجدة. و عبّر عنها الشهيدالثاني أيضا في الروضة بـ «الرسالةالألفية»، و سمّى شرحه لهذه الرسالة باسم«المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية».

و بناء على هذا فالاسم الصحيح لهذهالرسالة هو «الرسالة الألفية»، و ما وردمن عبارة «في الواجبات» و «في فقه الصلاة»في كلام الشهيد- حيث قال: «وفّق اللهسبحانه لإملاء الرسالة الألفية فيالواجبات»، «فممّا سمعه عليّ من مصنّفاتي.الرسالة الألفية في فقه الصلاة» - فليسجزءا من اسمها، بل توضيح لمحتواها، و كذلكعبارة «في فقه الصلاة اليومية» في كلامالشيخ الحرّ العاملي، و «في الصلاةاليومية» في كلام بعض المعاصرين. نعماشتهرت هذه الرسالة باسم «الألفية»اختصارا، و ذكرها أصحاب المعاجم في حرفالألف.

ذكر الشهيد السبب الداعي لتأليف هذهالرسالة في مقدّمة الرسالة النفلية:

المقدمة، ص 149

أمّا بعد، فإنّي لمّا وقفت على الحديثينالمشهورين عن أهل بيت النبوّة أعظمالبيوتات، أحدهما عن الإمام الصادق أبيعبد الله جعفر بن محمّد عليه و على آبائه وأبنائه أكمل التحيّات: «للصلاة أربعة آلافحدّ»، و الثاني عن الإمام الرضا أبي الحسنعليّ بن موسى عليهما الصلوات المباركات:«الصلاة لها أربعة آلاف باب»، و وفّق اللهسبحانه لإملاء «الرسالة الألفية» فيالواجبات، ألحقت بها بيان المستحبّات،تيمّنا بالعدد تقريبا، و إن كان المعدودلم يقع في الخلد تحقيقا، فتمّت الأربعة مننفس المقارنات، و أضيف إليها سائرالمتعلّقات. و الله حسبي في جميع الحالات.

و هي مرتّبة ترتيب القادمة [أي الألفية]على مقدّمة و فصول ثلاثة و خاتمة.

و كذلك قال في إجازته لابن الخازن:.

و من ذلك رسالتان في الصلاة تشتملان علىحصر فرضها و نفلها في أربعة آلاف مسألة،محاذاة لقولهم عليهم السلام: «للصلاةأربعة آلاف باب».

فالألفية تشتمل على ألف واجب في الصلاة، والنفلية تشتمل على ثلاثة آلاف نافلة فيهاتقريبا.

و ممّا يذكر أنّ عبارات الشهيد في هذهالرسالة- كبعض آثاره الأخرى مثل النفلية واللمعة الدمشقية- في غاية الوجازة. قالالشهيد الثاني في شرحه للألفية بهذاالشأن:.

و ما أبدع هذه العبارة و أجمعها، و كم لهانظائر في هذه الرسالة، قدّس الله روحواضعها..

فهذه نبذة من أحكام صلاة السفر، و جملة منشروطها قد أدرجها المصنّف في هذه العبارةالجليلة المشتملة على الألفاظ الموجزةالجزيلة الآخذة

المقدمة، ص 150

بجامع البلاغة و معاقد الفصاحة.

لم يذكر الشهيد في آخر الألفية تاريختأليفها، و لكنّه ذكرها في إجازته لابننجدة في عاشر شهر رمضان عام 770، بقوله:«فممّا سمعه عليّ من مصنّفاتي. الرسالةالألفيّة في فقه الصلاة» فيعلم منه أنّالشهيد ألّفها قبل عاشر شهر رمضان عام 770. وقال الشهيد الثاني بشأن الألفية: «هي منأوّل ما صنّفه».

طبعت الألفية مكرّرا، منها: عام 1308 فيطهران طبعة حجرية، و عام 1408 في قم بإعدادالشيخ علي الفاضل القائيني بمعية النفليةللشهيد.

و توجد مخطوطات كثيرة من الألفية، منها:

أ- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1- 41.

ب- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1- 53.

ج- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 6- 67.

د- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 3- 69.

هـ- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 2- 680.

و- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 3- 1467.

ز- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1- 2074.

و عليها حواش و شروح كثيرة من أهمّها وأشهرها «المقاصد العلية في شرح الرسالةالألفية» للشهيد الثاني.

و يظهر من المقاصد العلية أنّ الشهيدالثاني ظفر بنسخة من الألفية مقروءة

المقدمة، ص 151

على الشهيد الأوّل و عليها خطّه، حيث قال:.

و هي موجودة في النسخة التي عندنا، و هيمقروءة على المصنّف و عليها خطّه.

و نظمها الحسن بن راشد في 653 بيت، و فرغ مننظمها عام 825، و سمّاها «الجمانة البهية فينظم الألفية الشهيدية»، توجد منها مخطوطةفي مكتبة آية الله المرعشي رحمه الله،برقم 7- 67، من أبياتها:




  • فهذه الرسالة الألفية
    في عام خمس بعد عشرين مضت
    و أسال الأفاضل الأئمّة
    أئمّة الدينهداة الأمّة



  • نظمتها بالحلّةالسيفية
    ثمَّ ثمان منمئات انقضت‏
    أئمّة الدينهداة الأمّة
    أئمّة الدينهداة الأمّة



أن يستروا منها بذيل العفو ما وجدوا منخلل أو هفو




  • فإنّه من شيمة الإنسان
    بل كلّ منسوب إلىالإمكان



  • بل كلّ منسوب إلىالإمكان
    بل كلّ منسوب إلىالإمكان



15- الرسالة النفلية

رسالة كبيرة تشتمل على ثلاثة آلاف نافلةتقريبا في الصلاة، كما سبق آنفا عند البحثعن أختها- أعني الألفية- و كذلك سبق بعضالمباحث حولها، فلا نعيد. و هي مرتّبة علىمقدّمة و ثلاثة فصول و خاتمة كأختها. لميثبت عليها تاريخ التأليف، و لكنّه ألّفهابعد الألفيّة كما صرّح بذلك في مقدّماته. وذكرها في إجازته لابن الخازن في ثاني عشرشهر رمضان عام 784.

طبعت النفلية في إيران مكرّرا طبعة حجريةو غيرها، منها: عام 1408 في قم بإعداد الشيخعلي الفاضل القائيني النجفي. و مخطوطاتهاكثيرة، منها:

أ- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 3- 1126، و عليها إنهاء

المقدمة، ص 152

الشهيد الثاني قدّس سرّه في التاسع عشر منشهر ربيع الآخر عام 950.

ب- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 4- 69.

ج- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 6- 680.

د- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1380.

و شرحها الشهيد الثاني شرحا مزجيا سمّاهالفوائد الملية لشرح الرسالة النفلية،كما صرّح في مقدّمته. و يظهر من مواضع منهذا الشرح أنّ نسخة خطّ الشهيد كانتموجودة عند الشهيد الثاني، منها قوله:«كذا بخطّ المصنّف رحمه الله»، «هكذا بخطّالمصنّف رحمه الله».

رسالة في التكليف المقالة التكليفية شرحالإرشاد غاية المراد في شرح نكت الإرشادشرح التهذيب الجمالي جامع البين من فوائدالشرحين‏

16- شرح قصيدة الشهفيني‏

قال القاضي نور الله التستري قدّس سرّه فيترجمة الشهفيني ما معربة:

و له في مدح أهل البيت عليهم السلام قصائدكثيرة، و قد شرح الشيخ الأجلّ الشهيد أبوعبد الله محمّد بن مكّي قدّس الله روحهواحدة منها في مدح أمير المؤمنين عليهالسلام، فلمّا اطّلع الناظم على هذا الشرحو رأى اعتناء الشهيد بقصيدته أعجب بالشرحو مدح الشهيد بعشرة أبيات شكره فيها علىذلك.

و قال صاحب الرياض في معرض الإشارة إلىمؤلّفات الشهيد:

و له أيضا شرح على قصيدة في مدح علي عليهالسلام للشيخ أبي الحسن علي بن‏

المقدمة، ص 153

الحسين الشفيهني.

و قال في ترجمة الشهفيني: «و عندنا قصيدةمن جملة ديوانه. و للشهيد شرح عليها».

و قال صاحب الروضات في معرض الإشارة إلىمؤلّفات الشهيد:

و منها شرحه على قصيدة الشيخ أبي الحسنعلي بن الحسين المشتهر بالشهفيني العاملي.و هي من جملة ديوانه الكبير، كما ذكره بعضمن هو بذلك خبير.

و العجب أنّ صاحب الأمل كيف غفل عن ذكر مثلهذا الرجل الجليل الفاضل الكامل. ثمَّ كيفجهل بحال هذا الشرح الحميد المجيد، حيث لميذكره في جملة مؤلّفات الشهيد.

و قال العلامة السيّد الصدر في ترجمة أبيالحسن الشهفيني:

له ديوان كبير، و هو صاحب القصيدة الشهيرةفي مدح أمير المؤمنين عليه السلام التيشرحها شيخنا الشهيد الأوّل قدّس اللهروحه.

و قال في جملة مؤلّفات الشهيد:.

و شرح قصيدة الشهفيني في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام، و الشهفيني هو أبوالحسن علي بن الحسين الشهفيني الحلّي.

و قال الطهراني طاب ثراه:

- شرح قصيدة الشيخ علي بن الحسين الشهفينيالعاملي. للشيخ السعيد الشهيد.

ذكره في رياض العلماء بوصف الشهفيني، ولعلّه من غلط الكاتب..

المقدمة، ص 154

- الشهيفينية. أو الشفهينية. قصيدة داليةمجنّسة. و قد شرحها الشهيد. و لمّا اطّلعالناظم على اعتناء الشهيد بقصيدته و شرحهامدحه تشكّرا له بعشرة أبيات أرسلها إلىالشهيد رحمه الله.

أقول: الشهفيني هو أبو الحسن علاء الدينالشيخ علي بن الحسين، كان عالما فاضلا وأديبا كاملا، من شعراء أهل البيت عليهمالسلام في القرن الثامن، وردت ترجمته فيمصادر كثيرة، و لم ينسبه- أعني شرح قصيدةالشهفيني- للشهيد أحد قبل القاضي نور اللهالتستري الشهيد رحمه الله، و لم يذكره أحدمن تلامذة الشهيد و معاصريه و المجازينمنه في جملة مؤلّفاته، و التستري الشهيدهو أوّل من نسبه إليه- فيما نعلم- و تبعهالآخرون، و لم أقف على نسخة من هذا الشرححتّى أراجعها و أبحث عنها أكثر ممّا ذكرته.

قال المرحوم الشيخ محمّد رضا شمس الدين:

و الظاهر أنّ الشرح كان موجودا عندالمجلسي أو وقف عليه، حيث مدحه و أثنىعليه، و لام صاحب الأمل على عدم ذكره فيمؤلّفات الشهيد.

أقول: ما نسبه إلى العلامة المجلسي قدّسسرّه القدّوسي لم أجده في كتبه.

و الظاهر أنّ الأمر اشتبه عليه، فنسب ماقاله صاحب الروضات إلى العلامة المجلسي،فإنّ صاحب الروضات لام صاحب الأمل على عدمذكره في مؤلّفات الشهيد، كما تقدّم آنفا.

قال العلامة السيد الأمين- بعد نقله لكلامالروضات-:

المقدمة، ص 155

أقول: الرجل حلي لا عاملي، و العجب من صاحبالروضات كيف توهّم أنّه عاملي. و أمّا هذاالشرح فلم نجد من نسبه إلى الشهيد غيره[كذا]. و لم يذكر سنده، فيوشك أنّه اشتبهفيه كما اشتبه في الشهفيني.

شرح القواعد حاشية القواعد

17- العقيدة الكافية

رسالة صغيرة جدّا في الاعتقادات، عبّرعنها في بعض مخطوطاتها بـ «العقيدةالكافية»، كما في المجموعة المرقّمة 1995 فيمكتبة مدرسة الفيضية بقم المقدّسة. قالالطهراني طاب ثراه:

- الاعتقادية، للشيخ الشهيد. أوّله: «أشهدكم عليّ معاشر المؤمنين» كما كتب عليه. وهو بخطّ المولى مقصود علي بن شاه محمّدالدامغاني، تاريخ كتابته سنة 996، رأيته فيمكتبة المولى محمّد علي الخوانساري.

- العقيدة الكافية، هو اعتقادية الشهيدالأوّل، عبّر عنه في بعض المواضع، و مرّبعنوان «الرسالة الاعتقادية»..

لم تطبع هذه الرسالة حتّى الآن، و توجدمنها مخطوطات كثيرة، منها:

أ- مخطوطة ضمن المجموعة المرقّمة 43 فيمكتبة آية الله الگلپايگاني دام ظلّهالعالي، نسخت عام 974.

ب- مخطوطة ضمن المجموعة المرقّمة 3917 فيمكتبة مجلس الشورى الإسلامي (رقم 1)، نسختعام 1087. و قد كتب الناسخ ذيلها: «هذه عقيدةمنقولة بوسائط عن خطّ الشيخ الشهيد رحمهالله تعالى».

المقدمة، ص 156

ج- مخطوطة ضمن المجموعة المرقّمة 1838 فيمكتبة ملك الوطنية بطهران.

د- مخطوطة ضمن المجموعة المرقّمة M 735 فيمكتبة جامعة لوس‏أنجلس في الولاياتالمتّحدة الإميركية.

هـ- مخطوطة ضمن المجموعة المرقّمة 1995 فيمكتبة المدرسة الفيضية بقم المقدّسة.أوّلها:

اعتقدت اعتقادا مطابقا، لا مقلّدا فيديني لأحد من الناس، و لا شاكّا و لا ظانّاو لا متوهّما و لا مرتابا. إنّي أشهد أن لاإله إلّا الله إلها واحدا فردا صمدا.

و آخرها:

و عليه أبعث إن شاء الله تعالى. أفوزبمشيئته في ديني و دنياي و آخرتي، إنّهرؤوف رحيم.

و- مخطوطة أخرى ضمن المجموعة المرقّمة 1995أيضا في مكتبة المدرسة الفيضية، نسخت عام955.

أوّلها «أشهد أن لا إله إلّا الله، وحدهلا شريك له.».

و آخرها:

و عليه أبعث إن شاء الله تعالى. إنّيأودعتك يقيني هذا و ثبات ديني و أنت خيرمستودع، و قد أمرتنا بردّ الودائع فردّهعليّ عند حضور موتي يا أرحم الراحمين.

و لاختصار الرسالة و عدم طبعها نوردهاهاهنا بالنصّ، اعتمادا على مخطوطة مكتبةآية الله الگلپايگاني دام ظلّه العالي.

بسم الله الرحمن الرحيم أشهدكم يا معاشرالمؤمنين، أنّي أشهد أن لا إله إلّا اللهوحده، لا شريك له، إلها واحدا

المقدمة، ص 157

أحدا فردا وترا صمدا حيّا قيّوما، لميتّخذ صاحبة و لا ولدا، و أنّ محمدا عبده ورسوله و خاتم أنبيائه و أفضل رسله، و أنّخليفته على أمّته أخوه و ابن عمّه أميرالمؤمنين أبو الحسنين عليّ بن أبي طالب،عليه أفضل الصلوات و أكمل التحيّات و علىذرّيّته الطاهرين و الطاهرات، ثمَّ الحسنثمَّ الحسين ثمَّ عليّ ثمَّ محمّد ثمَّجعفر ثمَّ موسى ثمَّ عليّ ثمَّ محمّد ثمَّعليّ ثمَّ الحسن ثمَّ الخلف الحجّة القائمالمهديّ عجّل الله فرجه.

و استدلّ على وجود الله تعالى بحدوث ماسواه، و أستدلّ على حدوث ما سواه بالتغيّرو الزوال. و أستدلّ على قدمه بانتهاءالحوادث إليه. و أستدلّ على وجوب وجودهبإمكان ما سواه. و أستدلّ على بقائه وأبديّته بوجوب وجوده. و أستدلّ على قدرتهبوقوع الفعل منه على سبيل الجواز. و أستدلّعلى علمه بأحكام أفعاله و إتقانها. وأستدلّ على عموم قدرته و علمه بتساوي نسبةالجميع إليه، فلا يتخصّص البعض دون البعض.و أستدلّ على كونه سميعا بصيرا بعموم علمهبهما. و أستدلّ على إرادته و كراهته بأمرهو نهيه. و أستدلّ على كلامه بالقرآن العظيمالعزيز و قوله تعالى «حَتَّى يَسْمَعَكَلامَ اللَّهِ». و أستدلُّ على وحدتهباستقامة العالم، و بقوله «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» و أسْتَدِلُّ على غناه عنغيره بذاته و صفاته بكونه و أحب الوجود. وأستدلُّ على كونه ليس بجسم و لا جوهر و لاعرض و لا متحيّز و لا حال في المتحيّز و لامرئي و لا مركّب و لا موصوف بالمعانيالقديمة و لا الحادثة بكونه قديما و واجبالوجود. و أستدلّ على عدله و حكمته بأنّهتعالى لا يفعل قبيحا و لا يخلّ بواجب،تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. و بكونهغنيّا.

و أستدلّ على نبوّة نبيّنا محمّد صلّىالله عليه وآله وسلّم بادّعائه النبوّة، وصدّقه الله تعالى بالمعجز الظاهر على يده،مثل انشقاق القمر، و نبوع الماء من بينأصابعه، و حنين الجذع اليابس إليه، و شكوىالظبية و البعير إليه.

و أستدلّ على عصمته بوثوقه في أمره و نهيه.

و أستدلّ على كونه خاتم النبيّين بقولهتعالى «ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍمِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَاللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ». وأستدلّ على إمامة عليّ عليه الصلاة والسلام و أحد عشر- من ولده الطيّبين خلفاعن سلف- إماما بالعصمة المشترطة فيالإمامة، حذرا من الدور و التسلسل لو كانالإمام‏

المقدمة، ص 158

غير معصوم، و بقوله تعالى «يا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»، و قولالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ولديالحسين إمام ابن إمام أبو أئمّة تسعةتاسعهم قائمهم أفضلهم أعلمهم».

و أستدلّ على بقاء المهديّ بتواترالأخبار، و امتناع الإخلال باللطف الواجبعلى الله تعالى.

و أستدلّ على المعاد و سؤال القبر والجنّة و النار و الصراط و الميزان بثبوتصدق المخبر بذلك، و هو النبي المعصوم صلّىالله عليه وآله.

و أعتقد بجميع ما جاء به النبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم من نبوّة الأنبياءالسالفة على نبيّنا و عليهم السلام، و منتكليف المكلّفين، و من الحشر و النشر والجنّة و النار. و ما أعدّ الله فيهما منالثواب و العقاب و المطعم و المشرب والنكاح حقّ و صدق.

هذا اعتقادي، و عليه أحيا و عليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله تعالى.

و صنّفه معتقده محمّد بن مكّيّ، و هو يشهدأنّ معتقده و العامل به ناج من عذاب النارفائز برضا الجبّار، إذا هو وافى عليه إلىنزول الحافرة و أوّل أيّام الآخرة.

و الحمد للّه حمد الشاكرين، و صلّى اللهعلى سيّدنا محمّد و آله الطيبين الطاهرين.

18- غاية المراد في شرح نكت الإرشاد

هو هذا الكتاب الذي بين يديك، و سنخوضغماره تفصيلا في الفصل الثاني من هذاالباب من مقدّمة التحقيق.

19- القواعد و الفوائد

ذكره الشهيد بهذا الاسم في إجازته لابنالخازن في ثاني عشر شهر رمضان عام 784، حيثقال:

فممّا صنّفته كتاب «القواعد و الفوائد»في الفقه، مختصر يشتمل على ضوابط كلّية:أصولية و فرعية، تستنبط منها أحكام شرعية،لم يعمل للأصحاب مثله.

المقدمة، ص 159

و ذكره في مقدّمته أيضا بهذا الاسم، حيثقال:.

و أسألك أن. تجعل ما عزمنا عليه من تأليفهذه «القواعد و الفوائد» عدّة و ذخرا ليوملقائك.

و كلام الشهيد في إجازته لابن الخازن يدلّعلى أنّه فرغ من تأليفه قبل تاريخالإجازة، لكن تاريخ الشروع بالتصنيف بقيمجهولا، و يبدو من كلامه في الإجازة أنّهأوّل من ولج هذا الباب من فقهاء الشيعة.

قال الشهيد السيد عبد الهادي الحكيم رحمهالله في وصف الكتاب:

و قد احتوى الكتاب على ما يقرب منثلاثمائة و ثلاثين قاعدة، إضافة إلى فوائدتقرب من مائة فائدة، عدا التنبيهات والفروع، و هي جميعا قد استوعبت أكثرالمسائل الشرعية. و هذه القواعد و الفوائدالتي احتواها الكتاب ليست فقهية خالصة، وإنّما فيها بعض القواعد و الفوائدالأصولية و العربية، لكن الطابع الفقهي هوالغالب عليها.

و منهج المصنّف في هذا الكتاب هو أنّهيورد القاعدة أو الفائدة ثمَّ يبيّن مايندرج تحتها من فروع فقهية، و ما قد يردعليها من استثناءات إن كان هناك استثناءمنها. و هو لم يقتصر على بيان رأي الإماميةفيما يذكره من المسائل، و إنّما اتّخذالمقارنة في أغلب الفروع الفقهية، فيعرضما قيل من الوجوه سواء كان القائل إمامياأم غيره، ممّا يدلّ على سعة اطّلاعه وإحاطته بآراء الفقهاء على اختلافمذاهبهم..

و قال الشيخ محمّد بن علي بن أحمدالحرفوشي العاملي في شرحه القواعد الشهيدالموسومة بـ «القلائد السنيّة علىالقواعد الشهيدية»:

إنّ كتاب القواعد- الذي ألّفه شيخنا رئيسالمحقّقين و زبدة المدقّقين، ظلّ الله‏

المقدمة، ص 160

على الأنام. من عليه في العلوم و المعارفالمعوّل، الشيخ. شمس الدين محمّد، الشهيربالشهيد الأوّل- كتاب لم ينسج أحد علىمنواله، و لم يظفر فاضل بمثاله، انطوى علىتحقيقات هي لطائف الأسرار، و احتوى علىاعتبارات هي عرائس الأفكار..

طبع القواعد و الفوائد عدّة مرّات، منها:

أ- لأوّل مرّة عام 1270، طبعة حجرية.

ب- حوالي عام 1308، طبعة حجرية، مع بعضالحواشي عليه.

ج- عام 1400 بتحقيق الشهيد الدكتور السيدعبد الهادي الحكيم في النجف الأشرف. ومخطوطاته كثيرة.

و اعلم أنّ الكتاب لأهمّيّته كان محطّالأنظار العلماء، و عنه قال الطهراني:

«هو من الكتب الممتعة التي دارت عليها رحىالتدريس، و علّقت عليه حواش و شرح بشروح».و من أهمّ شروحه القلائد السنية في شرحالقواعد الشهيدية.

و لقد هذّب الكتاب و رتّبه تلميذ الشهيدالفاضل المقداد، و سمّاه «نضد القواعدالفقهية على مذهب الإمامية» و قال فيمقدّمته:.

و كان شيخنا الشهيد قدّس الله سره قد جمعكتابا يشتمل على قواعد و فوائد في الفقه،تأنيسا للطلبة بكيفية استخراج المعقول منالمنقول، و تدريبا لهم في اقتناص الفروعمن الأصول، لكنّه غير مرتّب ترتيبا يحصّلهكلّ طالب، و ينتهز فرصة كلّ راغب، فصرفتعنان العزم إلى ترتيبه و تهذيبه و تقريبه،و سمّيته «نضد القواعد الفقهية على مذهبالإمامية». و هو مرتّب على مقدّمة

المقدمة، ص 161

و قطبين.

و زعم أحد المعاصرين في كتابه أنّ تمهيدالقواعد للشهيد الثاني رحمه الله تلخيص وتنظيم لقواعد الشهيد الأوّل. و هذا سهوقطعا، فإنّ تمهيد القواعد كتاب مستقلّيشتمل على مائة قاعدة أصولية و مائة قاعدةأدبية، و لا صلة له بقواعد الشهيد الأوّل،كما لا يخفى على من راجعها. و يدلّ عليه قولالشهيد الثاني في إجازته لابن هلالالجزائري في وصف كتابه تمهيد القواعد:

و هو كتاب واحد في فنّه، بحمد الله و منّه،و من وقف على الكتاب المومى إليه علم حقيقةما نبّهنا عليه.

و قول ابن العودي تلميذ الشهيد الثاني فيوصف تمهيد القواعد:

سلك فيه مسلكا بديعا و منهجا غريبا ما سبقإليه. و لقد وصفنا هذا الكتاب لبعض فضلاءالعجم بقزوين، فقال: «مثل قواعد الشهيد؟»قلنا: أحسن.

فقال: «دعوى عظيمة». فقلنا: الشاهد حاضر، ودفعنا إليه الكتاب، فأخذه إلى منزله، و فياليوم الثاني أرسل يستأذن منّا في تقطيعأجزائه و تفريقها على الكتّاب ليكتبوهعاجلا، فكتبه في أيّام قائل و مدحه.

و لو كان تمهيد القواعد تلخيصا لقواعدالشهيد الأوّل و تنظيما له لما صدق في شأنههذا الكلام من مؤلّفه الشهيد و تلميذهرحمهما الله.

20- اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية

أشهر مصنّفات الشهيد، مختصر لطيف جمع فيهأبواب الفقه و لخّص‏

المقدمة، ص 162

أحكامه. سمّاه بهذا الاسم في مقدّمته، حيثقال:

أمّا بعد، فهذه «اللمعة الدمشقية في فقهالإمامية» إجابة لالتماس بعض الديّانين،و حسبنا الله و نعم الوكيل. و هي مبنيّة علىكتب.

و قال في آخره:

و ليكن هذا آخر اللمعة، و لم نذكر فيها سوىالمهمّ، و هو المشهور بين الأصحاب، والباعث عليه اقتضاء بعض الطلاب، نفعه اللهو إيّانا به. و الحمد للّه وحده..

و وصفه في إجازته لابن الخازن بقوله: «و.كتاب اللمعة الدمشقية، مختصر لطيف فيالفقه».

و وصفه الشهيد الثاني بقوله:

المختصر الشريف و المؤلّف المنيف،المشتمل على أمّهات المطالب الشرعية،الموسوم باللمعة الدمشقية.

لم نستطع الوقوف على تاريخ التأليفتحديدا، لكن ورود اسم الكتاب في إجازةالشهيد لابن الخازن في ثاني عشر شهر رمضانعام 784 يرشدنا إلى أنّه فرغ من تصنيفه قبلهذا التاريخ، و من جهة أخرى يبدو من كلامالشهيد الثاني في مقدّمة شرح اللمعة أنّهألّفه عام 782. و أشار الشهيد الثاني أيضا فيشرحه إلى أنّه من آخر مصنّفاته، حيث قال:.

و قد اختلف فيه كلام المصنّف فاختاره هنا،و هو من آخر ما صنّفه، و في الرسالةالألفية، و هي من أوّله.

المقدمة، ص 163

و أشار الشهيد في اللمعة إلى كتابهالذكرى، حيث قال: «و قد حققناه في الذكرى»،«و قد بيّنّا مأخذه في كتاب الذكرى».

قال الشهيد الثاني في شرح قول الشهيد فيمقدّمة اللمعة: «إجابة لالتماس بعضالديّانين»:

و هذا البعض هو شمس الدين محمّد الآوي، منأصحاب السلطان عليّ بن مؤيّد ملك خراسان وما والاها في ذلك الوقت إلى أن استولى علىبلاده تيمور لنگ، فصار معه قسرا إلى أنتوفّي في حدود سنة خمس و تسعين و سبعمائة،بعد أن استشهد المصنّف قدّس سرّه بتسعسنين. و كان بينه و بين المصنّف قدّس سرّهمودّة و مكاتبة على البعد إلى العراق،ثمَّ إلى الشام. و طلب منه أخيرا التوجّهإلى بلاده في مكاتبة شريفة أكثر فيها منالتلطّف و التعظيم و الحثّ للمصنّف رحمهالله على ذلك، فأبى و اعتذر إليه، و صنّفله هذا الكتاب بدمشق في سبعة أيّام لا غير-على ما نقله عنه ولده المبرور أبو طالبمحمّد- و أخذ شمس الدين الآبادي الآوي نسخةالأصل، و لم يتمكّن أحد من نسخها منهلضنّته بها، و إنّما نسخها بعض الطلبة و هيفي يد الرسول، تعظيما لها، و سافر بها قبلالمقابلة، فوقع فيها بسبب ذلك خلل، ثمَّأصلحه المصنّف بعد ذلك بما يناسب المقام،و ربّما كان مغايرا للأصل بحسب اللفظ، وذلك في سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

و نقل عن المصنّف رحمه الله أنّ مجلسهبدمشق ذلك الوقت ما كان يخلو غالبا منعلماء الجمهور لخلطته بهم و صحبته لهم،قال: «فلمّا شرعت في تصنيف هذا الكتاب كنتأخاف أن يدخل عليّ أحد منهم فيراه، فما دخلعليّ أحد

المقدمة، ص 164

منذ شرعت في تصنيفه إلى أن فرغت منه، و كانذلك من خفيّ الألطاف».

و هو من جملة كراماته قدّس الله روحه ونوّر ضريحه.

و كان تأليف اللمعة جوابا لمكاتبة وردتإلى الشهيد من عليّ بن مؤيّد- من ملوك«سربداران» في خراسان- كما صرّح به الشهيدالثاني. و تلك المكاتبة موجودة بحمد الله،و لأهمّيتها و جزالتها و فصاحتها نأتيبنصّها هنا، اعتمادا على عدّة منمخطوطاتها، منها:

أ- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 4886.

و هي نسخة من شرح اللمعة للشهيد الثاني،نسخها تلميذه السيّد علي بن الصائغ في زمنحياة الشهيد الثاني عام 955، و نسخ في أوّلهمكاتبة عليّ بن مؤيّد نقلا عن خطّ الشهيدالثاني.

ب- مخطوطة مكتبة ملك الوطنية بطهران،المرقّمة 3- 2936، نسخت عام 1109.

ج- مخطوطة الروضة البهية في مكتبة مدرسةالعلوي بخوانسار، و قد نسخت في أوّلهامكاتبة عليّ بن مؤيّد، و إليك نصّها:

مكاتبة عليّ بن مؤيّد إلى الشهيد الأوّلبسم الله الرحمن الرحيم‏




  • سلام كنشر العنبر المتضوّع
    سلام يباهي البدر في كلّ منزل
    على شمس دين الحقّ دام ظلاله
    بجدّ سعيدفي نعيم ممتّع‏



  • يخلّف ريحالمسك في كلّ موضع‏
    سلاميضاهي الشمس في كلّ مطلع‏
    بجدّ سعيدفي نعيم ممتّع‏
    بجدّ سعيدفي نعيم ممتّع‏



أدام الله مجلس المولى الإمام، العالمالعامل، الفاضل الكامل، السالك الناسك،رضيّ الأخلاق، و فيّ الأعراق، علامةالعالم، مرشد طوائف الأمم، قدوة العلماءالراسخين،

المقدمة، ص 165

أسوة الفضلاء المحقّقين، مفتي الفرق،الفاروق بالحقّ، حاوي فنون الفضائل والمعالي، حائز قصب السبق في حلبة الأعاظمو الأعالي، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، محيي مراسم الأئمة الطاهرين،سرّ الله في الأرضين، مولانا شمس الملّة والحقّ و الدين، مدّ الله أطناب ظلالهبمحمّد و آله في دولة رأسيه الأوتاد، ونعمة متّصلة الأمداد إلى يوم التناد.

و بعد، فالمحبّ المشتاق، مشتاق إلى كريملقائه غاية الاشتياق، و أن يتشرّف بعدالعباد بقرب التّلاق.




  • حرم الطرف من محياك لكن
    حظي القلب منحميّاك ريّا



  • حظي القلب منحميّاك ريّا
    حظي القلب منحميّاك ريّا



يُنهى إلى ذلك الجناب، لا زال مرجعا لأولىالألباب: إنّ شيعة خراسان صانها اللهتعالى عن الحدثان، متعيّشون إلى زلالوصاله، و الاغتراف من بحار فضله و إفضاله.و أفاضل هذه الديار قد مزّقت شملهم أيديالأدوار، و فرّقت جلّهم بل كلّهم صنوفصروف الليل و النهار. و قال أمير المؤمنينعليه سلام ربّ العالمين: «ثلمة الدين موتالعلماء».

و إنّا لا نجد فينا من يوثّق بعلمه فيفتياه، أو يهتدي الناس برشده و هداه،فيسألون الله تعالى شرف حضوره، والاستضاءة بأشعّة نوره، و الاقتداءبعلومه الشريفة، و الاهتداء برسومهالمنيفة. و اليقين بكرمه العميم و فضلهالجسيم أن لا يخيّب رجاءهم و لا يردّدعاءهم، و يسعف مسؤولهم، و ينجح مأمولهم.




  • إذا كان الدعاء لمحض خير
    على يدي الكريمفلا يردّ



  • على يدي الكريمفلا يردّ
    على يدي الكريمفلا يردّ



امتثالا لما قال الله تعالى «وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُبِهِ أَنْ يُوصَلَ».

و لا شكّ أنّ أولى الأرحام بالصلة الرحمالإسلامية الروحانية، و أخرى القراباتبالرعاية القرابة الإيمانية ثمَّالجسمانية، فهما عقدتان لا تحلهماالأدوار و الأطوار، بل شعبتان لا يهدمهماأعصار الأعصار، و نحن نخاف غضب الله علىهذه البلاد، لفقدان المرشد و عدم الإرشاد.

و المسؤول من إنعامه العامّ، و إكرامهالتامّ أن يتفضّل علينا، و يتوجّه إلينا،متوكّلا على الله القدير، غير متعلّل بنوعمن المعاذير، فإنّا بحمد الله نعرف قدره،و نستعظم أمره، إن شاء الله تعالى‏

المقدمة، ص 166

و المتوقّع من مكارم صفاته و محاسن ذاتهإسبال ذيل العفو على هذا الهفو.

و السلام على أهل الإسلام المحبّ المشتاقعليّ بن مؤيّد فلمّا وصل هذا الكتاب إلىالشهيد أبي التوجّه إلى إيران و اعتذرإليه و صنّف له اللمعة الدمشقية، و أعطاهاشمس الدين الآوي فأتى بها إلى علي بنمؤيّد، كما تقدّم آنفا.

صارت اللمعة محطّا لأنظار الفقهاء، وأصبحت من أشهر المتون الفقهية، فكتبواعليها الشروح و الحواشي، و من أهمّها وأشهرها «الروضة البهيّة في شرح اللمعةالدمشقيّة»، و كان هذا الشرح أيضا موضعاهتمام الفقهاء على مرّ العصور فكتبواعليه الحواشي و الشروح.

طبعت اللمعة عدّة مرّات ضمن بعض شروحها ومستقلّة، كان آخرها طبعة مؤسّسة فقهالشيعة في بيروت عام 1410. و ترجمها إلىالفارسية المرحوم السيّد محمّد المشكاة وغيره، و طبعت ترجمة المشكاة.

و يوجد الكثير من مخطوطات اللمعة، منأقدمها:

أ- مخطوطة مكتبة كلّية الطبّ بجامعةشيراز، المرقّمة 238، نسخت عام 808، كماذكرها بعض أهل الفنّ.

ب- مخطوطة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 2547، نسخت عام 849، و عليها إنهاءالشهيد الثاني في محرّم الحرام عام 940.

قال الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله فيترجمة الشهيد قدّس سرّه:

المقدمة، ص 167

و كانت وفاته سنة 786. بعد ما حبس سنة كاملةفي قلعة الشام. و في مدّة الحبس ألّفاللمعة الدمشقية في سبعة أيّام، و ما كانيحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع.

و الشيخ الحرّ هو أوّل من قال بهذا الكلام-فيما نعلم- ثمَّ تبعه بعض أصحاب التراجمفنقلوه في كتبهم و صار مشهورا، و لكنّه سهوقطعا، نعم نقل تأليفه في سبعة أيّام ولدالشهيد أبو طالب محمّد- كما حكاه الشهيدالثاني - و أمّا تأليفه في الحبس في السنةالأخيرة من عمره الشريف حينما كان لميحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع،فلم ينقله أحد قبل الشيخ الحرّ فيما نعلم.و لم يذكره أحد من تلامذة الشهيد و معاصريهو ولده فيما وصل إلينا من المصادر. و إليكبعض الأدلّة على عدم صحّة ما قاله الشيخالحرّ العاملي طاب ثراه من تأليفه فيالحبس في السنة الأخيرة من عمره الشريف:

أ- الذي تدلّ عليه المصادر أنّ الشهيد حبسلمدّة عام ثمَّ استشهد محتسبا.

و ذكر الشهيد اللمعة في إجازته لابنالخازن عام 784- أعني حوالي سنتين قبلاستشهاده، كما تقدّم- فيعلم منه أنّهألّفه قبل زمان حبسه.

ب- ما يذكره الشهيد الثاني في مقدّمة شرحاللمعة دليل على أنّ تأليفه تمَّ قبلاستشهاده بأربع سنين تقريبا، و ذيل كلامالشهيد الثاني دليل صريح على أنّ التأليفلم يتمّ في الحبس.

و اعلم أنّه قال بعض المعاصرين:.

قال الشهيد الثاني في الروضة البهية فيشرح اللمعة الدمشقية: «و ما جاء في أملالآمل من أنّه صنّف اللمعة في الحبس غيرصحيح، لما سمعت من أنّها صنّفها بالتماسالآوي، و كان تصنيفها لسلطان خراسان سنة782، قبل قتل‏

المقدمة، ص 168

الشهيد بأربع سنوات».

و السهو فيه أوضح من الشمس، فإنّ الشهيدالثاني استشهد عام 965، و الشيخ الحرّالعاملي مؤلّف أمل الآمل ولد عام 1033، فكيفيقول الشهيد الثاني: «ما جاء في أمل الآمل.غير صحيح»؟

21- المجموعة

قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة:.

و كان هذا الشيخ [يعني الشيخ شمس الدينمحفوظ بن وشاح‏] من أعيان علمائنا فيعصره، و رأيت بخطّ شيخنا الشهيد الأوّل فيبعض مجاميعه حكاية أمور تتعلّق بهذاالشيخ، و فيها تنبيه على ما قلناه، فمنها..

و قال المحدّث النوري طاب ثراه في أواخرالفائدة الثانية من الخاتمة في شرح حالالكتب و مؤلّفيها:

مجاميع لشمس الفقهاء محمّد بن مكّيالشهيد قدّس الله روحه، و هي ثلاثمجلّدات، مجلّدان منها بخطّ الشيخ الجليلشمس الدين محمّد بن علي الجباعي جدّ شيخناالبهائي. و قد وصفه جماعة من العلماء فيمقام النقل بكونه صاحب الكرامات. و كلّ مافي هذين المجلّدين منقول عن خطّ الشهيدرحمه الله، و المجلّد الآخر بخطّ بعضأحفاده نقله عن خطّه. و هذه المجلّداتكالبساتين النضرة و الحدائق الخضرة التيفيها ما تشتهيه الأنفس و تلذّ الأعين،مشتملة على رسائل مستقلّة في الأحاديث والعلوم الأدبية و الأشعار و الأخبارالمستخرجة من الأصول و الحكايات و النوادرو غيرها، خالية عن الهزليات التي توجد فيأمثالها، نعم، يوجد فيها بعض اللطائف والطرائف، ففي أحد المجاميع. و في مجموعةأخرى. و في هذه المجموعة من مختصرالجعفريات، و ذكر الدرّ الذي وجد فيالكوفة، و عليه منقوش البيتان المعروفان ونظائر أخرى‏

المقدمة، ص 169

لا مناسبة لنقله. و قد ذكر في كثير منالمواضع تاريخ كتابتة و كتابة الشهيد.

و في آخر الأربعين للشيخ منتجب الدينالمدرج في أحدها: «نجز لإحدى و عشرين مضتمن شهر الله رجب الأصمّ سنة إحدى و ستّين وثمانمائة بكرك نوح عليه السلام بقلم العبدالفقير محمّد بن علي بن حسن بن محمّد بنصالح الجبعي اللويزاني. من نسخة بخطّالشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي كتبهابالحلّة سنة ستّ و سبعين و سبعمائة.». و قدأكثر في البحار من النقل عنها و عن أخرى لمتصل إلينا معبّرا عنها هكذا: «وجدت بخطّالشيخ محمّد بن علي الجبعي. إلخ». وبالجملة فاعتبار ما يوجد فيها من الأخبارو غيرها يعرف من اعتبار جامعها الذي لايحوم حول جلالة قدره خيال.

و قال أيضا:

- و عندي مجموعة شريفة كلّها بخطّ الشيخالجليل صاحب الكرامات شمس الدين محمّد بنعلي الجباعي جدّ شيخنا البهائي رحمه الله،نقلها كلّها من خطّ شيخنا الشهيد طابثراه، و ممّا فيها ما اختصره من هذا الكتابالشريف [أي الجعفريات‏]، يقرب من ثلث هذاالكتاب، و كتب في آخر الأوراق التي فيهاهذه الأخبار: «يقول محمّد بن علي الجباعي:إلى هاهنا وجدت من خطّ الشيخ محمّد بن مكّيمن الجعفريات. و ذلك يوم الاثنين سادس شهرربيع الأوّل سنة اثنتين و سبعين وثمانمائة»..

مجموعة عندي كلّها بخطّ الشيخ الجليلمحمّد بن علي الجباعي، نقل كلّها من خطّالشيخ الشهيد رحمه الله، و فيها أوراقأخرج فيها أحاديث مختصرة، اختارها منالأصول التي كانت عنده مثل كتاب الصلاةللحسين ابن سعيد. و في آخره بخطّ الجباعي:قال ابن مكّي- يعني الشهيد رحمه الله-:«أكثر هذه مقروءة على الشيخ أبي جعفرالطوسي رحمه الله».

المقدمة، ص 170

- مختصر كتاب العلاء، وجدناه بخطّ الشيخالجليل صاحب الكرامات، محمّد بن عليالجباعي نقله من خطّ الشيخ الشهيد الأوّل،أوّله هكذا: «من كتاب العلاء»، و ساقالأخبار و كتب في آخره: «آخر المختار نقلامن خطّ الشيخ العالم محمّد بن مكّي. آخريوم الجمعة الثامن عشر من شهر رمضان سنةثلاث و ستّين و سبعمائة.».

- قال الشهيد في مجموعته التي كلّها بخطّالشيخ محمّد بن علي الجباعي: «قال القاضيتاج الدين.».

و قال العلامة السيّد حسن الصدر رحمه اللهفي ترجمة الشيخ محمّد بن علي الجباعي:

- صاحب المجاميع الثلاث التي أكثر النقلمنها العلامة المجلسي، و أكثرنا نحن عنبعضها النقل أيضا.

- و قد وفّق الله للعثور على مجموعتين منالمجاميع الثلاث، في إحداهما أكثر النقلمن مجموعة الشهيد الأوّل التي كانت عندهبخطّه، و قد شحنها من طرائف الفوائد ونوادر الفرائد نظما و نثرا.

و قال أيضا في ترجمة الشهيد الأوّل عندإيراد مؤلّفاته:

المجموع، و هو كتاب كبير، ينقل عنه الشيخمحمّد بن علي الجباعي في مجاميعه الثلاث،و ينقل عنه أيضا الشيخ حسن صاحب المعالم فيإجازته الكبيرة للسيّد نجم الدين العاملي.

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه:.

و نسخة الأربعين [لابن زهرة] موجودة بخطّالشيخ شمس الدين محمّد

المقدمة، ص 171

الجبعي المتوفّى سنة 886، جدّ الشيخالبهائي، و هو نقلها عن مجموعة كانت بخطّالشيخ الشهيد محمّد بن مكّي. و النسخة عندآقا ضياء سبط شيخنا العلامة النوري..

- مجموعة الجباعي، للشيخ شمس الدين. و لهعدّة مجاميع، و قد أكثر من النقل عنهاالعلامة المجلسي في مجلّد إجازات البحارمعبّرا بقوله: «وجدت بخطّ الشيخ محمّد بنعلي الجبعي». أقول: هذه المجموعة إحدى تلكالمجاميع، و كانت عند شيخنا العلامةالنوري، و انتقلت بعده إلى سبطه الآقاضياء الدين النوري، و ينقل عنها المجلسيفي مجلّد الإجازات من «البحار» ص 43، و هياليوم في مكتبة الملك بطهران. قد كتبهاالشيخ شمس الدين محمّد الجباعي في صفر 857،ثمَّ قابل ولده الشيخ عبد الصمد هذهالمجموعة بنسخة أخرى كانت بخطّ والده أيضافي 917. و هذه غير المجموعتين اللتين بخطّالجبعي أيضا، و قد كتبهما عن خطّ الشيخمحمّد بن مكّي الشهيد- كما يأتي- بشهادةأنّ المنقول عنها ليس موجودا فيهما، و غيرالمجموعة الثالثة للشهيد التي كتبهاالجبعي أيضا عن خطّه، و كتب بعض أحفادالجبعي عن خطّ الجبعي، لأنّ مقتضاهالإسناد إلى خطّ الشهيد كما صرّح به فيماهو منقول عن خطّ الشهيد.

- مجموعة الجباعي، هي الثانية من مجموعاتالشيخ شمس الدين محمّد الجباعي المذكورقبلا، و هي الموجودة في النجف بمكتبةمدرسة السيّد البروجردي، كتب الشيخ شمسالدين في أوّلها السبع العلويات. و كتب فيآخرها أنّه:

«فرغ من كتابتها لنفسه العبد الفقير إلىالله تعالى محمّد بن عليّ بن حسن الجباعيفي أخريات شعبان المبارك سنة ثمان و ستّينو ثمانمائة»، و كتب على الهامش بخطّه:«قوبلت يوم الثلاثاء غرّة شهر رمضانالمبارك سنة ثمان‏

المقدمة، ص 172

و ستّين و ثمانمائة». بالجملة أورد فيالمجموعة فوائد و أحاديث أخلاقية عنالأئمّة و نصائح لقمانية و غير ذلك، منهاما اختاره من كتاب الكافي للكليني، كتبهفي ستّ عشرة صفحة من المجموعة، و قال فيآخره: «هذا آخر ما اخترته من كتاب الكافي.في يوم الجمعة رابع شهر رجب سنة اثنتين وسبعين و ثمانمائة». و ذكر في إمضائه تمامنسبه: محمّد بن علي بن حسن بن محمّد بن صالحالجباعي، و ينقل فيها عن كتاب نهج البيانإلى سبل الإيمان للشيخ المفيد، و عن كتابالتعريف للصفواني، و عن كتاب الأنوار.

قال في ترجمة شمس الدين الجبعي:

محمّد بن علي الجبعي الشيخ شمس الدين.المتوفّى 886. له مجموعات بخطّه ذات فوائد،و فيها تراجم كثيرة للعلماء الأعلام، وتواريخ وفياتهم، ينقل عنها العلامةالمجلسي كثيرا في إجازات البحار. و هذهالمجموعة كانت عند شيخنا النوري، و اليومعند سبطه بطهران، كما أنّ المجموعة الأخرىالتي هي أيضا بخطّ صاحب الترجمة- و قدكتبها عن خطّ الشهيد في 861 أيضا- كانت عندشيخنا المبرور، و اليوم عند سبطه المذكور.و رأيت إحداها أخيرا في مكتبة الملكبطهران. و قد نقل ثالث المجاميع إلى موقوفةمدرسة السيّد البروجردي بالنجف، و في عدّةمواضع منها خطّ حفيده الشيخ البهائي.

و قال نجل العلامة الأميني طاب مثواه عندالإشارة إلى مؤلفات الشهيد:

مجموعة، جمع فيها النوادر و النكتالأدبية و الفوائد العلمية و ما طاب له منحكم و أمثال و حكايات و نوادر و شعر، و قدانتقلت هذه المجموعة إلى مكتبة الشيخمحمّد بن علي. الجباعي المتوفّى 886، فنقلهاإلى مجموعته بكاملها، مع الإشارة إلىمجموعة الشهيد الأوّل. و تقع في مجلّدين، وهما في مكتبتي الخاصّة بخطّ الجباعي.

المقدمة، ص 173

هذه كلمات الأعلام حول مجاميع الشهيد والجباعي، و نستنتج منها عدّة أمور:

أ- أنّه كان للشهيد الأوّل عدّة مجاميع-كما يبدو من كلام صاحب المعالم- و رأىبعضها صاحب المعالم بخطّ الشهيد، و نقلعنه في إجازته الكبيرة.

ب- كانت تلك المجاميع- كلّها أو بعضها-بخطّ الشهيد عند الشيخ شمس الدين الجباعيالمتوفّى عام 886، الجدّ الأكبر لشيخناالبهائي رحمهما الله.

ج- لشمس الدين الجباعي عدّة مجاميع:المجموعة الأولى هي التي بخطّ الجباعي وهي موجودة الآن في مكتبة ملك الوطنيةبطهران، برقم 604 في أربع و مائتين ورقة،نسخها الجباعي عام 857، كما في الورقة 183 بـمنها، و هذه هي التي أكثر العلامة المجلسيقدّس سرّه النقل عنها في بحار الأنوار،خصوصا مجلّدات الإجازات. و الكثير من هذهالمجموعة منقول من خطّ الشهيد الأوّل، وليس جميعها منقولا من مجموعة الشهيد، كمالا يخفى على من راجعها. و هي التي نقلناعنها مطالب كثيرة في هذه المقدّمة.

و أمّا المجموعة الثانية فهي التي عرّفبها الطهراني و قال:

و هي الموجودة بالنجف بمكتبة مدرسةالسيّد البروجردي. و كتب في آخرها أنّه:«فرغ من كتابتها لنفسه. في أخريات شعبانالمبارك سنة ثمان و ستّين و ثمانمائة».

و لا أعلم هل هي منقولة من مجموعة الشهيدأم لا؟

و أمّا المجموعة الثالثة فهي التي عرّفبها المحدّث النوري و قال بشأنها:

- و عندي مجموعة شريفة كلّها بخطّ.الجباعي. نقلها كلّها من خطّ شيخنا الشهيدطاب ثراه. و كتب: «. و ذلك يوم الاثنين سادسشهر ربيع الأوّل سنة اثنتين و سبعين وثمانمائة.».

المقدمة، ص 174

مجموعة عندي كلّها بخطّ الشيخ الجليلمحمّد بن علي الجباعي، نقل كلّها من خطّالشيخ الشهيد رحمه الله..

هـ- إحدى مجامعيه لم تكن موجودة عندالمحدّث النوري كما صرّح به، حيث قال: «وقد أكثر في البحار من النقل عنها و عن أخرىلم تصل إلينا.».

و هذه المجاميع لم تطبع حتّى الآن، و إنّيوفّقت لزيارة واحدة منها، و هي المحفوظةفي مكتبة ملك الوطنية بطهران، برقم 604.

22- المزار

و قد يسمّى «منتخب الزيارات»، و لعلّهمأخوذ من قول الشهيد في مقدّمته:.

و بعد، فهذا «المنتخب» موضوع لبيان ماينبغي أن يعمل في المشاهد المقدّسة والأمكنة المشرّفة من الأفعال المرغّبة والأقوال المرويّة.

و هو موجود بحمد الله تعالى، و تولّت طبعهمؤخّرا مدرسة الإمام المهدي عليه السلامفي قم المقدّسة في عام 1410 لأوّل مرّة. و هويشتمل على بابين: الباب الأوّل فيالزيارات، و هو مرتّب على ثمانية فصول وخاتمة، و الباب الثاني يشتمل على سبعةفصول و خاتمة.

و اعلم أنّ الكنتوري طاب ثراه قال عندالتعريف بكتاب المزار للشيخ المفيد قدّسسرّه:

المزار، للشيخ المفيد. ذكر فيه زياراتالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمّة عليهم السلام. أوّله: «يا من جعلالحضور في مشاهد أصفيائه ذريعة إلى الفوزبدرجات أحبّائه.».

المقدمة، ص 175

و تبعه الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراهفقال:

مزار المفيد. فيه زيارة النبيّ صلّى اللهعليه وآله و الأئمة عليهم السلام. أوّله:

«يا من جعل الحضور في مشاهد.». كذا في كشفالحجب. أقول:

و بعد الخطبة المذكورة يقول: «فهذاالمنتخب موضوع لبيان ما ينبغي أن يعمل فيالمشاهد و الأمكنة المشرّفة.» و هو مشتملعلى بابين..

أقول: ما ذكره الكنتوري و الطهراني ينطبقعلى مزار الشهيد لا المفيد بلا ريب. و قالالطهراني أيضا:

- مراد المريد لمزار الشهيد، ترجمة له،ترجمة الشيخ علي بن حسين الكربلائي للشاةسلطان حسين الصفوي. فرغ من كتابتها فيأصفهان في الخميس سلخ ذي قعدة 1108، و خطبته:«الحمد للّه الذي جعل زيارة أوليائه منأقرب القربات»..

- مزار الشهيد، للشيخ شمس الدين. الشهيد 786.أوّله: «الحمد للّه الذي جعل زيارةأوليائه من أقرب» و قد ترجمه الشيخ عليالكربلائي. و سمّاه «مراد المريد لمزارالشهيد» كما مرّ. و نسخة عتيقة من مزارالشهيد عند السيّد آقا التستري في النجف..

أقول: ليس أوّل مزار الشهيد: «الحمد للّهالذي جعل زيارة أوليائه.» و إنّما هي خطبةترجمة مزار الشهيد.

و أمّا أوّل مزار الشهيد فهو: «اللّهم يامن جعل الحضور في مشاهد أصفيائه ذريعة إلىالفوز بدرجات أحبّائه.».

و اعلم أنّه توجد ثمان مخطوطات لمزارالشهيد في مكتبة آية الله المرعشي طابمثواه، بالأرقام 490، 950، 3314، 3342، 4642، 4675،4938، 7811. و قد زعمها مفهرس المكتبة مزارالمفيد، و نسبها جميعا- تبعا للطهراني-

المقدمة، ص 176

إلى الشيخ المفيد في فهرس المكتبة.

مسائل ابن مكّي المسائل الفقهية

23- المسائل الأربعينية

قال العلامة السيّد الصدر عند إيرادمؤلّفات الشهيد:

و رسالة في علم الكلام، ذكر فيها أربعينمسألة على ترتيب المعارف الخمسة، و هيعندي.

و هذه الرسالة هي التي عبّر عنها الطهرانيبـ «المسائل الأربعينية»، حيث قال:

3278: المسائل الأربعينية، للشيخ السعيدأبي عبد الله محمّد بن مكّي. أوردهابتمامها الفاضل أحمد عارف الزين في كتابه«مختصر تاريخ الشيعة»، و طبعه بمطبعةالعرفان بصيدا.

و عبّر عنها الطهراني مرّة أخرى باسم«رسالة في الكلام» فقال:

916: رسالة في الكلام، فيها أربعون مسألة منالمسائل الكلامية على ترتيب المعارفالخمسة، للشيخ السعيد. الشهيد. رأيتها فيمكتبة السيّد الصدر، و هي غير أربعينياته.

أقول: الظاهر أنّها المسائل الأربعينيةبعينها، و لا وجه لقوله قدّس سرّه:

«هي غير أربعينياته». و لم أجد بالرغم منالفحص الدقيق نسخة لها، و لم أقف أيضا فيمكتبات مدينتي قم المقدّسة و طهران، و لافي مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة في مشهدعلى كتاب مختصر تاريخ الشيعة لأحمد عارفالزين- الذي أوردها بتمامها في كتابه هذا-حتّى أبحث عنها أكثر. و لم تطبع مستقلّةحتّى‏

المقدمة، ص 177

الآن، و لا أعلم تاريخ تأليفها. و رأىالمرحوم محمد رضا شمس الدين نسخا متعدّدةلهذه الرسالة. و ورد اسمها- دون متنها- فيالمجموعة المرقّمة 1176 في مكتبة آية اللهالمرعشي طاب ثراه هكذا: «الأربعينية فيالمسائل الكلامية.

من إنشاء الإمام السعيد الشهيد.».

24- المسائل الفقهية

قال صاحب الرياض رحمه الله في ترجمة الشيخأبي القاسم عليّ بن عليّ ابن جمال الدينمحمّد بن طيّ- المتوفّى عام 855.

من مؤلّفاته قدّس سرّه كتاب المسائلالفقهية على ترتيب كتب الفقه، و يعرف بـ«مسائل ابن طيّ»، و قد رأيت نسخة منه، وتوجه أيضا نسخة عتيقة الآن منه بإصبهانعند أمير صالح شيخ الإسلام. و تاريخ تأليفهذا الكتاب سنة أربع و عشرين و ثمانمائة، وقد جمع فيه مسائل و فوائد من نفسه، و مسائلو فتاوى من جماعة من العلماء، منهم السيدعميد الدين و الشيخ فخر الدين ولدالعلامة، و من كتاب المسائل للشهيدالمعروف بـ «مسائل ابن مكّي»، و من كتابالمسائل للشيخ الأديب ابن نجم الدينالأطراوي العاملي إلى غير ذلك منالمؤلّفين و المؤلّفات و الفتاوى.

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراهفي وصف مسائل ابن طيّ:

مسائل ابن طيّ، للشيخ أبي القاسم علي بنعلي. صنّفها سنة 824، جمع فيها مسائل و فوائدمن نفسه، و مسائل أخرى من فتاوى جماعة منالعلماء. و من مسائل الشهيد المعروف بـ«مسائل ابن مكّي». رأيته في خزانة سيّدناالحسن صدر الدين من عصر المؤلّف، تاريخهاثلاث و خمسين و ثمانمائة. أوّله:

المقدمة، ص 178

«الحمد للّه المتفرّد بالقدم و الدوام.فإنّي مستمدّ من الله المعونة على جمعكتاب المسائل كلّ مسألة في كتابها المختصّبه، و أضيف إليها من غيرها مسائل أخر منمسائل الشيخين الإمامين المرحومين ابنمكّي و ابن نجم الدين. مرتّبة على كتب ومقاصد، و نبدأ بالأهمّ فالأهمّ. كتابالطهارة، و فيه مسائل. مسألة: لو مسّ السنّأو الظفر المتّصل بالميّت لا غسل عليه».

و صرّح بأكثر خصوصيات هذه المسائل فيالرياض..

و قال أيضا في وصف مسائل ابن مكّي:

مسائل ابن مكّي، مسائل مرتّبة على ترتيبأبواب الفقه، للشيخ السعيد الشهيد. وزّعهاابن طيّ في مسائله المذكورة..

أقول: قد تبيّن من كلامهما أنّ للشهيدكتابا فقهيا معروفا بـ «مسائل ابن مكّي»،و قد سمّيناه بـ «المسائل الفقهية» ولكنّي لم أعثر على مخطوطة له في المكتبات وفهارس المخطوطات، نعم قال الطهراني:

نسخة منها بخطّ الشيخ رضي الدين أبي طالبمحمّد ابن الشيخ الشهيد محمّد ابن مكّي،كتابتها سنة شهادة والده 786 في الخزانةالرضوية، كما في فهرسها. أوّلها: «أياجعلها من أهل بيت طاهر» و آخرها: «. و هذاما وجدت من المسائل، و الحمد للّه وحده،ضحوة نهار الثلاثاء أوّل يوم من ربيعالأوّل سنة ثمان و سبعين و ثمانمائة، و كتبمحمّد بن محمّد بن مكّي حامدا مستغفرا». والتاريخ المسطور في الفهرس غلط قطعا.

أقول: النسخة التي أشار إليها الطهرانيموجودة في مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، برقم 2341 في 45 ورقة، و نسبتالرسالة في فهرس المكتبة (ج 2، ص 39) إلى ولدالشهيد محمّد بن محمّد بن محمد بن مكّي، وجاء فيها أنّه ألّفها سنة

المقدمة، ص 179

786. و لكن بعد مراجعة المكتبة و زيارةالنسخة تبيّن:

أوّلا: أنّ النسخة ليست هي مسائل ابن مكّي-التي أوردناها نحن بعنوان «المسائلالفقهية»- نعم ينقل فيها مسائل عن الشهيد،و لا يبعد أن تكون نسخة من مسائل ابن طيّ،أو ما شابهما.

و ثانيا: جاء في آخرها:

و هذا آخر ما وجدت من المسائل، و الحمدللّه وحده، و ذلك ضحوة نهار الثلاثاء أوّليوم من ربيع الأوّل سنة ثمان و سبعين وثمانمائة. و كتب محمّد بن محمّد بن مكّيحامدا مستغفرا مصلّيا على محمد و آلهالطيّبين الطاهرين.

و هذا من المستبعد بمكان و لا يمكنالالتزام بصحّته، لأنّ من المسلّمات أنّشهادة الشهيد كانت عام 786، و أجاز ابنمعيّة لولد الشهيد محمّد عام 776 بتصريحالشهيد نفسه - و شاهد إجازته صاحب المعالمبخطّ المجيز - و توفّي ابن معيّة ثامن ربيعالآخر عام 776، كما ذكره الشهيد، و إذافرضنا أنّ ولد الشهيد محمّد كان طفلاصغيرا في أقلّ تقدير حين أجازه ابن معيّةفإنّه يلزم له من العمر عام 878- أعني عامنسخ المخطوطة- أكثر من مائة عام، و هوافتراض بعيد، و لو تحقّق لذكره مترجمو نجلالشهيد رحمهما الله.

المسائل المقدادية أجوبة مسائل الفاضلالمقداد المقداديات أجوبة مسائل الفاضلالمقداد

25- المقالة التكليفية

رسالة في العقائد و الكلام، سمّاهاالشهيد بهذا الاسم في مقدّماتها، حيث قال:

الحمد للّه الذي لم يخلق الخلق عبثا، و لميدعهم هملا، بل كلّفهم بالمشاقّ علما

المقدمة، ص 180

و عملا، لينزجروا عن قبائح الأعمال، وينبعثوا على محاسن الحلال و الحرام.

و بعد، فهذه «المقالة التكليفية» مرتّبةعلى خمسة فصول: الفصل الأوّل في ماهيّته وتوابعها، الفصل الثاني في متعلّقه، الفصلالثالث في غايته، الفصل الرابع فيالترغيب، الفصل الخامس في الترهيب. فالفصلالأوّل يبحث فيه عن الثلاثة الأوّل، و هي:ما التكليف، و البحث فيه عن مفهومه بحسبالاصطلاح، و هل يجب في حكمته تعالى أم لا؟و من المكلّف و المكلّف؟

و الفصل الثاني يبحث فيه عن مدلول كيفالتكليف، أي على أيّ صفة يكون. و الفصلالثالث يبحث فيه عن مدلول لم يجب التكليفمثلا، و هو السؤال عن غايته. و الفصلانالأخيران من مكمّلات هذا الفصل.

ذكر الشهيد في الفصلين الرابع و الخامسمنها روايات في الترغيب و الترهيب، و منهنا زعم بعض المفهرسين أنّها في الأخلاق،أو رسالة حديثية.

و ذكرها الشهيد في إجازته لابن نجدة فيعاشر شهر رمضان عام 770، و عبّر عنها بـ«رسالة التكليف»، و ذكرها أيضا في إجازتهلابن الخازن في ثاني عشر شهر رمضان عام 784،فقال: «. و من ذلك رسالة في التكليف وفروعه». فيعلم من ذكرها في إجازته لابننجدة أنّه ألّفها قبل عاشر شهر رمضان عام770، و من جهة أخرى ذكرها الشهيد في رسالتهخلاصة الاعتبار، حيث قال:.

السادس: «لوجوب الجميع». و به يمتاز عنالندب، و وجه الوجوب هو للطف في التكليفالعقلي أو شكر النعمة، على اختلافالرأيين، كما بيّنّاه‏

المقدمة، ص 181

في رسالة التكليف.

و نعلم أيضا أنّ الشهيد أشار إلى خلاصةالاعتبار في غاية المراد بقوله: «و قد كنتذكرت في رسالة.»، و بما أنّ الشهيد فرغ منتأليف غاية المراد في منتصف ذي قعدةالحرام عام 757، فلعلّه ألّف المقالةالتكليفية قبل هذا التاريخ، و لكن الشيخآقا بزرگ الطهراني قال عند التعريف بهذهالرسالة:

التكليفية. و في آخرها: «سوّد ذلك في هزيعليلة السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادىالأولى 769».

و لم تطبع هذه الرسالة حتّى الآن، و منمخطوطاتها:

أ- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي طابثراه، المرقّمة 2- 1176، نسخت عام 1036.

ب- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 8289، نسخت عام 986.

و تولّى شرح هذه الرسالة الشيخ علي بنيونس البياضي (م 877). و شرحه هذا موجود بحمدالله و لكنّه لم يطبع حتّى الآن، و ذكرهالطهراني عدّة مرّات فقال:

- 1404: الرسالة اليونسية في شرح المقالةالتكليفية، التي هي للشهيد الأوّل، للشيخزين الدين علي بن يونس. صاحب الصراطالمستقيم..

- شرح التكليفية الشهيدية، للشيخ علي بنيونس البياضي، اسمه «اليونسية»..

المقدمة، ص 182

- 279: اليونسية، شرح للرسالة التكليفية.للشهيد الأوّل. و الشارح زين الدين.النباطي البياضي العاملي. و نسخة من شرحالتكليفية موجودة عند السيّد رضا بن محمّدالزنجاني. و آخرها: «. فإنّي ألّفتها. ضحوةالجمعة لعشر خلت من ربيع الآخر سنة أربع وأربعين تزيد على ثمان مئين.». و نسخة أخرىعند السيّد محمّد علي الروضاتي بأصفهان،معها الكلمات النافعات..

منتخب الزيارات المزار النفلية الرسالةالنفلية نكت الإرشاد غاية المراد في شرحنكت الإرشاد

26- الوصية

قال العالم البارع السيّد محمّد بن الحسنالحسيني العاملي مؤلّف «الاثنا عشرية فيالمواعظ العددية»:

وصية للشيخ الشهيد الكامل المحقّقالعلامة شمس الدين محمّد بن مكّي رحمهالله لبعض إخوانه، منقولة من خطّ الشهيدالثاني الشيخ زين الدين نوّر الله مرقدهالشريف.

ثمَّ نقل متنها. و كذلك العالم البارعالمولى أحمد النراقي طاب مثواه نقلهابتمامها، و قال في أوّلها: «فائدة: ممّاوصّى به الشهيد قدّس سرّه بعض إخوانه». وأوردها الحبر السند الميرزا محمّد عليالرشتي طاب ثراه في إجازته للميرزا حسنالمجتهد العلياري، حيث قال:

ثمَّ إنّه زيد شرفه قد أمرني أن أنصحه.فأنصح ما نصح الشهيد الأول محمّد ابن مكّيقدّس سرّه لبعض إخوانه، نقلا من خطّالشهيد الثاني قدّس‏

المقدمة، ص 183

سرّه..

و لم أقف على من نقلها و نسبها الى الشهيدسوى هؤلاء الأعاظم. و ها أنا أوردهابتمامها هنا لفوائدها الجمّة ولاختصارها، اعتمادا على هذه المصادرالثلاثة:

الوصية عليك بتقوى الله في السرّ والعلانية، و اختيار الخير لكلّ مخلوق و لوأساء إليك، و احتمال الأذى ممّن كان من خلقالله. و لو شتمت و أهنت فلا تقابل الشاتمبكلمة واحدة. و إذا غضبت فإيّاك و الكلام ولكن تحوّل من مكانك و تشاغل بغيره يزل غضبكو غيظك.

و عليك بالفكر لآخرتك و دنياك. و إيّاك والخلوّ من التوكّل على الله في جميعأمورك، و كن واثقا به في مهمّاتك كلّها. وعليك بالشكر لمن أنعم عليك. و إيّاك والضحك، فإنّه مميت القلب. و إيّاك و تأخيرالصلاة عن أوّل أوقاتها و لو كان لك شغلأيّ شغل كان، و لا تترك القضاء لصلاة عليكو لو يوما واحدا، فإذا فرغت من الصلاة فصلّالنوافل.

و عليك بالملازمة في طلب العلم منذ كان ولا تتلوه على كلّ أحد، بل تستقبل من كلّأحد [؟]. و إيّاك و منازعة من تقرأ عليه والردّ عليه، بل خذ ما يعطي بالقبول. وإيّاك أن تترك النظر في الذي تقرؤه ليلةواحدة. و اجعل لك وردا من القرآن و إنتمكّنت من حفظه فاحفظ، بل احفظه ما استطعت.و اجتهد أن يكون كلّ يوم خيرا من ماضيه و لوبقليل. و إيّاك و أن تسمع نميمة أحد من خلقالله، فإنّها نقمة لا تعدّ و لا تحصى. و لاتنقطع عن الزيارات. و إيّاك و أن تحادثأحدا في غير العلم. و إيّاك و كثرة الكلام ونقل كلام أحد. و إذا زرت أو دعوت اذكرناسرّا، و ادع لنا بخاتمة الخير و حسنالتوفيق، و إن تمكّنت عقيب كلّ صلاة فافعل.و عليك بالمواظبة في كلّ يوم بخمس و عشرينمرّة «اللهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات والمسلمين و المسلمات»، فإنّ فيها ثواباجزيلا. و لا تترك الاستغفار عقيب العصرسبعا و سبعين مرّة. و أكثر من قراءة «إنّاأنزلناه» و «قل هو الله أحد».

المقدمة، ص 184

27- الوصية بأربع و عشرين خصلة

قال صاحب الرياض في جملة تأليفات الشهيد:

و له أيضا رسالة مختصرة في الوصية بأربع وعشرين خصلة، رأيتها بأردبيل و غيره.

أقول: لم أجد من نسب هذه الرسالة إلىالشهيد سوى صاحب الرياض، و هي رسالةمختصرة جدّا، و قد طبعت في جريدة «كيهانالعربي» العدد 417 في الثامن من شهر جمادىالأولى عام 1405. و لا أعرف لها مخطوطة و لامطبوعة سوى هذه الطبعة.

و نقل الجباعي وصيّة أخرى من خطّ الشهيد،و قال قبلها: «وصية حسنة للإخوان بخطّالشيخ شمس الدين بن مكّي، و هي له أولغيره».

هذه كتب الشهيد و رسائله قدّس سرّه. و قدتنقل عن الشهيد مطالب عن غير هذهالتأليفات، لكن أصحاب الرجال و التراجم لميعدّوها في زمرة تأليفاته، و من الممكنأنّها كانت فائدة أو نكتة في حاشية كتاب ولم تبلغ حدّ الكتاب أو الرسالة، و من هنالم تعدّ من تأليفاته كسائر آثاره، و من هذهالمطالب:

أ- ما نقله المحقّق الكركي قدّس سرّهبقوله:.

ظاهر عبارة التذكرة و المنتهى و التحريريشعر بالتوقّف في الحكم. و في الحواشيالمنسوبة إلى شيخنا الشهيد على التحرير[للعلامة الحلّي‏]: «إنّ توقّف المصنّفيحتمل شيئين:.».

و لم أجد من نسب إلى الشهيد «حاشيةالتحرير».

ب- قال الجباعي في مجموعته:

المقدمة، ص 185

سعيد بن المسيّب، قال في الخلاصة للشيخجمال الدين بن مطهر: «عن محمّد بن قولويهعن سعد بن عبد الله. و هذه الرواية فيهاتوقّف».

و على هذا الكلام حاشية من خطّ ابن مكّيرحمه الله صورتها: «قال المفيد رحمه اللهفي الأركان: و أمّا ابن المسيّب فليس يدفعنصبه، و ما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاةعلى زين العابدين عليه السلام، فقيل له:ألا تصلّي على هذا الرجل الصالح من أهلالبيت الصالح؟ فقال: صلاة ركعتين أحبّإليّ من الصلاة على الرجل الصالح من أهلالبيت الصالح. و ذكر عن مالك الفقيه أنّهكان خارجيا إباضيا مخالفا آل الرسول صلّىالله عليه وآله. ذكر ذلك المفيد في حديثأمين [؟ كذا] عن أبي هريرة، و طعن فيهبرغبته عن علي عليه السلام إلى معاوية. وأنّ عليّا عليه السلام قال فيه: أكذبالإحياء على رسول الله الدوسي».

و قال أيضا:

قال جمال الدين رحمه الله في خلاصةالأقوال في معرفة الرجال في الكنى منالممدوحين: «أبو سعيد الخدري كان منالسابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه السلام». و وجدت بخطّ الشيخ العالمالشهيد محمّد بن مكّي رحمه الله ما صورته:«قال الكليني: عليّ بن إبراهيم عن أبيه عنابن أبي عمير عن الحسين بن عثمان عن ذريح،قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:

قال علي بن الحسين صلّى الله عليه: إنّ أباسعيد الخدري كان من أصحاب النبي صلّى اللهعليه وآله، و كان مستقيما فنزع ثلاثةأيّام فغسّله أهله ثمَّ حمل إلى مصلّاهفمات فيه. و بطريق آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام قال: إنّ أبا سعيد الخدري كان قدرزقه الله هذا الرأي، و إنّه اشتدّ نزعه،فقال: احملوني‏

المقدمة، ص 186

إلى مصلّاي. فجاؤوا به فلم يلبث أن هلك».

و الظاهر أنّ الشهيد كتب في نسخته منالتحرير و الخلاصة أو في مجموعته حواشيقليلة على التحرير و الخلاصة، و لم تكنبالمقدار الذي يمكن عدّها رسالة أو حاشية،فلم يذكر أحد في عداد تأليفاته «حاشيةالتحرير» و «حاشية الخلاصة». و نقل الكثيرمن أمثال هذه المطالب من خطّه في مجموعةالجباعي- و من المستحسن جمع هذه الفوائد وتحقيقها و نشرها في مجلّد- و إليك نموذجمنها:

قال الجباعي:

كتب الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي علىظاهر قواعد الشيخ جمال الدين ابن المطهّرما صورته: «كتاب مشحون بالغرائب المستطرفةعلى انغلاق فيه.

و المصنّف قد كان أرفع أبناء عصره فيالعلوم عمادا. و قد تجشّم تلميذاه.

تبيين إشاراته، إلّا أنّهما لم يستوفيابيان تلك المزايا، بل و لا وصلا إلى المثلالسائر: «في الزوايا خبايا»، لأنّ معظمهباق على انغلاقه..

و أمثال هذه الفوائد من قلمه الشريفكثيرة، مثل ما فرقه ابن طيّ من مسائلهالفقهية في كتابه المعروف بـ «مسائل ابنطيّ». و تقدّمت الإشارة إليها عند البحث عن«المسائل الفقهيّة» للشهيد قدّس سرّه.

ب- إجازاته‏

من المسلّم أنّ للشهيد إجازات كثيرةلتلامذته، و أمّا ما وقفنا على نصّه أوذكره منها فهي خمس إجازات:

1- الإجازة لابن الخازن‏

و هي الإجازة التي كتبها الشهيد قدّس سرّهلعليّ بن الخازن الحائري في دمشق‏

المقدمة، ص 187

يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر رمضانالمبارك سنة 784، حوالي سنتين قبلاستشهاده، و قد أدرجها العلامة المجلسيطاب مضجعه في البحار، مطبوعة في ستّ صفحاتمن القطع الوزيري. آخرها:.

فليرو مولانا زين الدين علي بن الخازنأدام الله تعالى بركاته جميع ذلك إن شاءبهذه الطرق و غيرها ممّا يزيد على الألف. والضابط أن يصحّ عنده السند في ذلك بعدالاحتياط التامّ لي و له. و عليه أن يذكرنيفي حرم البسط الشهيد و حضرته المقدّسةمدّة حياتي و بعد وفاتي، و يهدي إليّدعواته المبرورة في الحضرة المشهورةالحائرية صلوات الله على مشرفها و سلامه.

و كتب العبد الفقير إلى عفو الله و كرمهمحمّد بن محمّد بن حامد بن مكّي في دمشقالمحروسة منتصف نهار الأربعاء المعرب عنثاني عشر شهر رمضان المبارك عمّت بركتهسنة أربع و ثمانين و سبعمائة. و الحمد للّهأبد الآبدين، و صلّى الله على أفضلالخلائق أجمعين أبي القاسم حبيب اللهمحمّد خاتم النبيّين و عترته الطيّبينالطاهرين و صحبه الأخيار المنتجبين.

و توجد مخطوطة من هذه الإجازة في المكتبةالمركزية بجامعة طهران، برقم 5- 6955، و أيضافي مكتبة آية الله المرعشي رحمه الله،برقم 2- 5605.

2- الإجازة لابن نجدة

و هي إجازته للشيخ شمس الدين محمّد بن عبدالعليّ بن نجدة رضوان الله عليهم، كتبهافي العاشر من شهر رمضان سنة 770. و توجد نسخةمن هذه الإجازة- و هي بخطّ المجيز الشهيد-في مكتبة مدرسة النوّاب في مشهد المقدّسةبمعية مخطوطة غاية المراد بخطّ المجازأعني محمّد بن نجدة، برقم 262 فقه، و قداعتمدنا على هذه المخطوطة في تحقيق غايةالمراد، و مصوّرة خطّ الشهيد موجودة

المقدمة، ص 188

عندي بحمد الله. و قد أدرج العلامةالمجلسي طاب ثراه هذه الإجازة في البحار،مطبوعة فيه في تسع صفحات من القطع الوزيري.آخرها:.

فليرو الشيخ شمس الدين محمّد جميع ماذكرته و غيره لمن شاء. و كتب أضعف العبادمحمّد بن مكّي عاشر شهر رمضان المعظّمقدره سنة سبعين و سبعمائة.

فما ذكره الشيخ الحرّ العاملي من قوله:«إجازة حسنة لولدي الشيخ علي بن نجدةرأيتها بخطّه»، سهو من قلمه الشريف أو خطأمطبعي.

3- الإجازة لجماعة من العلماء

قال الطهراني طاب ثراه:

كتب هذه الإجازة لجماعة من العلماء الذينقرؤوا عليه علل الشرائع للشيخ الصدوق، وهي بخطّه كانت عند صاحب الرياض و نقلهافيه، تاريخها ثاني عشر شعبان سنة 757، والعلماء المجازون هم: الشيخ جمال الدينأحمد بن إبراهيم بن الحسين الكرواني، والشيخ عزّ الدين أبو محمّد الحسن بنسليمان بن محمّد الحلّي العاملي، و الشيخعزّ الدين أبو عبد الله الحسين بن عليالعاملي، و الفقيه عزّ الدين الحسين بنمحمّد بن هلال الكركي، و الشيخ زينالعابدين أبو الحسن علي بن بشارة العامليالشقراوي الحنّاط، و السيد أبو عبد اللهمحمّد بن محمّد بن زهرة الحلبي.

4- الإجازة لولده الثلاثة

قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة:

المقدمة، ص 189

وجدت بخطّ شيخنا الشهيد الأوّل في آخرالإجازة السابقة. ما هذا لفظه: «. و قد أجزتروايتها و رواية جميع ما صنّفته و ألّفته ورويته لأولادي الثلاثة: رضيّ الدين أبيطالب محمّد، و ضياء الدين أبي القاسم علي،و جمال الدين أبي منصور الحسن.».

5- الإجازة لولديه‏

قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة أيضا:

و رأيت أنا بخطّ الشهيد على ظهر نسخةللشاطبية إجازة لولديه محمّد و عليّ، ذكرفيها أنّه رواها لهما عن عدّة من المشايخقراءة و إجازة، منهم..

ج- شعره‏

لم يقتصر نتاج الشهيد على الفقه و الأصولو الدراسات الكلامية فحسب، بل منحه اللهموهبة أدبية فكان أديبا و كاتبا و شاعرا،بالإضافة إلى كونه فقيها من الطرازالأوّل. و شعره- و إن قلّ- يمتاز بالرقّة ودقّة التصوير و جمال التعبير و جودةالأداء. و قد نقل قسم كبير من إشعاره فيمصادر متعدّدة، و اكتفى هنا

المقدمة، ص 190

بذكر المصادر التي وردت إشعاره فيها دونإيرادها- لتجنّب الإطالة- إلّا بيتين وردافي مجموعة الجباعي المخطوطة، و لم أرهمافي المصادر المطبوعة، و هما:




  • جبلت على حبّ النبيّ و آله
    و مدحهم دأبي و ليس ببالغ
    مئاثرهم حقّاو لا مدح مادح



  • و لاط بقلبيبل بكلّ جوارحي‏
    مئاثرهم حقّاو لا مدح مادح
    مئاثرهم حقّاو لا مدح مادح



قال الشيخ محمّد رضا شمس الدين في جملةتأليفات الشهيد:

شعر الشهيد الأوّل، و هو بمنزلة ديوانصغير يشتمل على نحو عشرين مقطوعة و قصيدة،جمعه مؤلّف هذا الكتاب.

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه:

ديوان الشهيد الأوّل. جمعه الشيخ محمّدرضا ابن الشيخ زين العابدين بن شمس الدينالعاملي، من أحفاد شيخنا الشهيد الناظم، والجامع شابّ فاضل معاصر.

و قال الشهيد محمد هادي الأميني نجلالعلامة الأميني طاب ثراه:

و تصدّى لجمع شعره المرحوم الشيخ محمّدرضا شمس الدين المتوفّى 1376، غير أنّالديوان بعد وفاته تلف و مزّق و لم يعرف لهأثر، شأن سائر مؤلّفاته.

د- الآثار المنسوبة إليه‏

نسبت في كتب التراجم و غيرها آثار إلىالشهيد الأوّل- غير ما تقدّم- يشكّ فيأنّها من تصانيفه، و منها ما نقطع بعدمكونها تأليفا له، و بعضها من مؤلّفاته ولكن بأسام غير صحيحة، نوردها هنا مع ما سنخببالنا حولها:

المقدمة، ص 191

أجوبة مسائل محمّد بن مجاهد

في بعض فهارس المكتبات نسب كتاب بهذاالاسم إلى الشهيد الأوّل، و ذكر مفهرسالمكتبة أنّ ناسخها و تاريخ نسخهامجهولان، و لم يورد أوّل النسخة و لا آخرهاكي نتمكّن من تشخيص صحّة النسبة و عدمها، ولم ينسب في سائر المصادر أثر بهذا الاسمإلى الشهيد الأوّل، و أستبعد صحّة هذهالنسبة، و لكن الرأي الفصل محتاج إلىزيارة النسخة و تفحّصها، و أنّى يمكن ذلك؟!




  • كيف الوصول إلى سعاد و دونها
    قلل الجبالو دونهنّ حتوف‏



  • قلل الجبالو دونهنّ حتوف‏
    قلل الجبالو دونهنّ حتوف‏



2- أحكام الصلاة

في بعض الفهارس نسبت إلى الشهيد مخطوطةباسم «أحكام الصلاة».

و نعلم أنّه ليس للشهيد كتاب بهذا الاسم،و بعد مراجعة نفس المخطوطة تبيّن أنّهانسخة من رسالة الخلل في الصلاة، و سيأتيالحديث عنها، و هي ليست للشهيد قطعا.

3- أربع مسائل فقهية

ذكر أحد المعاصرين في كتابه عند ذكرهلمؤلّفات الشهيد كتابا باسم «أربع مسائلفقهية». و أضاف بأنّ مخطوطته موجودة فيالمكتبة المركزية بجامعة طهران، برقم 2711،(ذكرت في فهرسها، ج 10، ص 1591). و الحال أنّهليس للشهيد كتاب و لا رسالة باسم «أربعمسائل فقهية»، و إنّما نسخ كاتب‏

المقدمة، ص 192

تلك المخطوطة أربع مسائل فقهية في ضمنمجموعته، و كتب في أوّلها:

مسائل أربعة [كذا] منقولة عن الشيخ الأجلّالعلامة أبو طالب ابن الشيخ إسماعيلالرازقي [كذا] المذكور في الكتب، عن الشيخالعلامة الشهيد محمّد بن مكّي قدّس اللهروحه العزيز.

و على فرض صحّة النسبة فهذه المسائل إمّامأخوذة من مجموعة الشهيد أو من سائر آثارهو فوائده، و ليست له رسالة مسمّاة باسم«أربع مسائل فقهية».

و إليك نصّ هذه المسائل الأربع:

الأولى: المقتول ظلما ينتقل جميع ما فيذمّته من الحقوق الشرعية و غيرها إلى ذمّةالقاتل حتّى مهر الزوجة، و يصير بريئا منالجميع.

الثاني [كذا]: القاتل شخصا ظلما لأجل تزويجزوجته تحرم عليه مؤبّدا، مؤاخذة بهذاالمقصود.

الثالث [كذا]: أنّ المرأة الزانية إذا كانزوجها يعلم بحالها تحرم عليه مؤبّدا.

الرابعة: أنّ المرأة إذا زنت و زوجها راضعنها بفعلها يجب قتله. و الله أعلم.

فهذا جميع ما نسب إلى الشهيد، باسم أربعمسائل فقهية، و أستبعد صحّة نسبة المسائلإلى الشهيد، فلم أعرف واحدا، من فقهائناالتزم بهذه المسائل و أفتى بها فضلا عنالشهيد.

4- الاستدراك‏

قال العلامة المجلسي قدّس سرّه في الفصلالأوّل من مقدّمة كتابه البحار في بيانمصادره:

و كتاب الذكرى. للشيخ العلامة السعيدالشهيد. و كتاب الاستدراك، و كتاب الدرّةالباهرة. له قدّس سرّه أيضا كما أظنّ..

المقدمة، ص 193

و قال في الفصل الثاني في بيان توثيقالمصادر:

و مؤلّفات الشهيد مشهورة كمؤلّفهاالعلامة، إلّا كتاب الاستدراك، فإنّي لمأظفر بأصل الكتاب، و وجدت أخبارا مأخوذةمنه بخطّ الشيخ الفاضل محمّد بن عليالجبعي، و ذكر أنّه نقلها من خطّ الشهيدرفع الله درجته.

و قال تلميذه صاحب الرياض بعد نقل هذاالكلام: «أقول: بالبال أنّ هذين الكتابينمن مؤلّفات غيره».

و قال المحدّث النوري بعد نقله هذا الكلامالعلامة المجلسي رحمهما الله:

و هذا غفلة عجبية منه، فإنّ الشهيد ينقلعن الاستدراك في المأخذ الذي ذكره، و وصلإلينا بحمد الله، و صرّح بأنّه من القدماء.فعدّ الاستدراك من كتبه سهو ظاهر.

و قال الطهراني طاب ثراه:

الاستدراك، لبعض قدماء الأصحاب، كما نقلهالشيخ شمس الدين. جدّ شيخنا البهائي فيمجموعته الموجودة بخطّه عن خطّ شيخناالشهيد محمّد بن مكّي.

و صورة خطّ الشهيد هكذا: «كتاب الاستدراكلبعض قدماء الأصحاب، و لم يظهر لي إلى الآناسمه و لا شي‏ء من حاله، نعم يروي عن الشيخابن قولويه، فهو من معاصري المفيد»..

أقول: نقل الجباعي في مجموعته عدّة دعواتعن كتاب الاستدراك، و قال قبل نقلها:

هذه دعوات الإمام أبي عبد الله جعفر بنمحمّد الصادق عليه السلام. و قد ذكر صاحبالاستدراك منها ثلاثا و عشرين، و هو روى عنالشيخ أبي القاسم‏

المقدمة، ص 194

جعفر بن محمّد بن قولويه و طبقته، و عنجماعة بمصر و خراسان..

و خلاصة الأمر أنّ كتاب الاستدراك ليس منمؤلّفات الشهيد قطعا.

5- تقريب المبادي‏

قال صاحب الرياض عند الإشارة إلى مؤلّفاتالشهيد:

و نسب إليه بعض الفضلاء. كتاب تقريبالمبادي و كتاب التهذيب في الأصول. و لعلّالأخير من باب الاشتباه.

أقول: صحّة الانتساب بعيدة جدّا غايةالبعد، فلم ينسب أحد من تلامذة الشهيد ومعاصريه و المتأخّرين عنه من أصحابالتراجم و الرجال كتابا باسم «تقريبالمبادي» و لا كتاب «التهذيب في الأصول»إلى الشهيد- سوى ما ذكره صاحب الرياض- نعمللعلامة الحلّي كتاب باسم «تهذيب طريقالوصول إلى علم الأصول» و قد شرحه الشهيدكما تقدّم، و ليس له قطعا كتاب باسم«التهذيب في الأصول».

6- التهذيب في الأصول‏

انظر ما قلناه آنفا ذيل تقريب المبادي.

7- حاشية الشرائع‏

قال صاحب الرياض عند ذكره مصنّفات الشهيد:

و نسب إليه بعضهم حاشية الشرائع، و لعلّهامذكورة في مجالس المؤمنين أيضا فلاحظ.

و لم ينسبها إليه أحد سوى ما ذكره صاحبالرياض، و لعلّ الأمر قدر التبس‏

المقدمة، ص 195

عليه في حاشية الشرائع للشهيد الثاني،فقال: إنّها للشهيد الأوّل.

8- خلاصة الإيجاز

قال صاحب الرياض أيضا عند ذكر مصنّفاتالشهيد:

و له أيضا رسالة «خلاصة الإيجاز» للمفيد،نسبها إليه سبط الشيخ علي الكركي في رسالةرفع البدعة في حلّ المتعة، و يروي عنها بعضالأخبار.

أقول: طبع المؤتمر العالمي بمناسبةالذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد قدّسسرّه رسالة خلاصة الإيجاز في المتعة، ونسبت في مخطوطة منها- و هي التي توجد فيالمكتبة المركزية بجامعة طهران، برقم 4-2888- إلى المحقّق الكركي. و نسبتها إلىالشهيد بعيدة غاية البعد لدلائل لا مجاللذكرها هنا، و لم نقف على مخطوطة منمخطوطاتها نسبت فيها إلى الشهيد، و كذلكلم نقف- بالرغم من الفحص الكثير- على نسخةلرسالة رفع البدعة حتّى ننظر ما فيها.

9- الخلل في الصلاة

طبعت مع كتاب البيان للشهيد رسالة في خللالصلاة عام 1322 على الحجر، جاء في أوّلها:«هذه النسخة في أحكام الخلل الواقع فيالصلاة من السهو و الشكّ» و عبّر عنهاالمتصدّي لطبعها الحاج الشيخ أحمدالشيرازي طاب ثراه في آخرها بقوله: «رسالةفي أقسام الشكّ و السهو من مصنّف غيرمعلوم».

و مع هذا فقد نسبها بعض المعاصرين فيكتابه إلى الشهيد. و الرسالة ليست‏

المقدمة، ص 196

للشهيد قطعا، و يشهد لهذا أسلوبها و سبكهاو صياغتها. و الظاهر أنّها من تأليفالمحقّق الكركي (م 940) و قد طبعت أخيرا ضمنرسائله.

هذه الرسالة ذكرها الطهراني طاب مثواه فيالذريعة، و نسبها في موضع إلى القطيفي و فيموضع آخر استظهر أنّها للكركي، حيث قال:

- 1772: رسالة في السهو و الشكّ في الصلاة،للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفيالمتوفّى بعد 945. أوّلها: «الحمد للّه الذيفطر السماوات و الأرض فاستوتا.» و آخرها:«إنّه وليّ القدرة و مقيل العترة». توجد.في الرضوية، و أخرى كتابتها 985.

- 1197: الخلل في الصلاة، لبعض الأصحاب. و قدطبع في آخر كتاب البيان للشيخ الشهيد.أوّله: «الحمد للّه الذي فطر السماوات والأرض فاستوتا.» و آخره: «إنّه وليّ القدرةو مقيل العثرة». و هو مرتّب على قسمين:الأوّل في السهو، و الثاني في الشكّ. نسخةمنه في المكتبة الرضوية. و هي منضمّة إلىحاشية المختصر النافع للمحقّق الكركي.

و لذا استظهر مؤلّف الفهرست أنّه للمحقّقالكركي. و رأيت أنا نسخة أخرى منه منضمّةإلى حاشية الشرائع للمحقّق الكركي. و نسخةأخرى في النجف. و هي منضمّة إلى الجعفرية ورسالة العدالة و الكبائر للمحقّق الكركي.و من اتّصاله بسائر تصانيف الكركي في هذهالنسخ المكتوبات في قرب عصره يظنّ كونهأيضا من تصنيفه.

هذا، و قد نسب الطهراني رسالة أخرى فيالسهو و الشكّ في الصلاة إلى المحقّقالكركي في موضعين من الذريعة، حيث قال:

- 1773: رسالة في السهو و الشكّ في الصلاة،للشيخ نور الدين علي بن الحسين بن‏

المقدمة، ص 197

عبد العالي الكركي المتوفّى 940. نسخة بخطّالشيخ محمود ابن الشيخ طلّاع الجزائري،فرغ من الكتابة في 1086، في المكتبةالتسترية، مرتّبة على ثلاثة فصول و خاتمة،مخرومة من أوّلها. و مرّ «الخلل» المرتّبعلى قسمين. في ج 7، ص 248..

- 2238: الشكّ و السهو، رسالة للشيخ نورالدين. المحقّق الكركي. مرتّب على ثلاثةفصول و خاتمة. نسخة منه في المكتبةالحسينية التسترية في النجف الأشرف بقلمالشيخ محمود بن طلّاع الجزائري، فرغ منالكتابة سنة 1086، و قد ذكرناه بعنوان«رسالة السهو و الشكّ» في ج 12، ص 267..

أقول: هذه الرسالة ضمن مجموعة في المكتبةالتسترية برقم 618، و عرّفت في فهرسها، وسمّاها المفهرس «الرسالة السهوية»،أوّلها- بعد البسملة و الحمدلة-: «. فماتقول مولانا فيما لو نسي نيّة الصوم ليلا».و على هذا فهي رسالة أخرى غير رسالة الخللفي الصلاة المطبوعة مع البيان، و لكن أحدالمعاصرين زعم في مقدّمة رسائل المحقّقالكركي أنّها هي التي طبعت مع البيان. وهذا سهو واضح.

و خلاصة القول أنّ رسالة الخلل في الصلاةالمطبوعة مع البيان ليست من تصانيفالشهيد.

ثمَّ اعلم أنّ الشيخ علي العاملي قدّسسرّه صاحب الدرّ المنثور قال في كتابه هذافي توضيح مسألة من الروضة البهية فيمن جهلعين الفائتة:.

السادس: أن يرجع إلى الثنائية و الرباعيةعلى معنى أنّه يحصل ترتيب المغرب عليهما. ولكن وجهه غير ظاهر.

و أضاف في الهامش: «صرّح الشهيد الأوّلرحمه الله في رسالة السهو

المقدمة، ص 198

بوجوب التقديم في مثل هذا».

أقول: لعلّ مراده رسالة الخلل في الصلاةالمطبوعة مع البيان و ضمن رسائل المحقّقالكركي، حيث جاء فيها:.

فإن وقع الاشتباه في ثلاث صلوات مثل. أوثنائية بعدها رباعيتان أو ثلاثية قبلهاكذلك أعاد صلاتين: إحداهما معيّنة والأخرى مطلقة..

10- الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة

قال العلامة المجلسي أفاض الله سبحانهعلى روحه المراحم الربّانية:

- و مؤلّفات الشهيد مشهورة كمؤلّفهاالعلامة إلّا. الدرّة الباهرة، فإنّه لميشتهر اشتهار سائر كتبه، و هو مقصور علىإيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبيّ صلّىالله عليه وآله و كلّ من الأئمّة، صلواتالله عليهم أجمعين..

و كتاب الاستدراك، و كتاب الدرّة الباهرةله قدّس سرّه أيضا كما أظنّ.

و الأخير عندي منقولا عن خطّه رحمه الله.

و قال تلميذه صاحب الرياض- بعد نقله لكلامأستاذه:- «بالبال أنّ هذين الكتابين منمؤلّفات غيره».

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه:

الدرّة الباهرة من الأصداف الطاهرة، ينقلعنه المجلسي في البحار، و نسبه في فصل ذكرالمآخذ في أوّل البحار إلى الشيخ السعيدمحمّد بن مكّي الشهيد.

أقول: توجد منه نسخة في مكتبة المحيط.

أقول: الدرّة الباهرة رسالة مقصورة علىإيراد كلمات وجيزة مأثورة عن‏

المقدمة، ص 199

النبيّ و الأئمّة المعصومين سلام اللهعليهم أجمعين، حسب ترتيب الأئمّة عليهمالسلام، و قد ضمّنها العلامة المجلسي فيالبحار و وزّعها في مواضعها المناسبة.

و أقدم مخطوطة كاملة لها- فيما أعلم- هيالتي ضمن مجموعة الجباعي.

كتب الجباعي في أوّلها: «الدرّة الباهرةمن الأصداف الطاهرة»، و في آخرها:

في هذا الموضع ما صورته: «و كتب محمّد بنمكّي بالمدينة المشرّفة مدينة سيّدنارسول الله صلّى الله عليه وآله في سنةخمسين و سبعمائة، حامدا و مصلّيا».

هذا، و لكن لم يرد في مجموعة الجباعي مايوحي بأنّ الرسالة هل هي من مؤلّفاتالشهيد أو أنّه قام بنسخها فقط؟ نعم قالناسخ مخطوطة الدرّة الباهرة- المحفوظة فيمكتبة الروضة الرضوية المقدّسة، ضمنالمجموعة المرقّمة 6763- في آخرها: «تمّتالدرّة الباهرة من مؤلّفات العالمالنحرير الكيذري رحمة الله عليه تعالى، وصلّى الله على محمّد و آله أجمعين». و لعلّما ذهب إليه الناسخ هو الصحيح، فإنّه وردفي مجموعة الجباعي نقلا عن خطّ الشهيد:

من خطّ نقل من خطّ قطب الدين الكيذري رحمهالله: «قال النبيّ عليه السلام: المؤمن إذامات و ترك ورقة واحدة فيها علم تكون تلكالورقة يوم القيامة سترا فيما بينه و بينالنار، و أعطاه الله لكلّ حرف مكتوب عليهامدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات. و ما منمؤمن يقعد ساعة عند العالم إلّا ناداهربّه: جلست إلى حبيبي، و عزّتي و جلاليلأسكننّك الجنّة معه و لا أبالي.

و هذا الحديث بعينه مرويّ في أوائل الدرّةالباهرة، قسم كلام النبيّ صلّى الله عليهوآله.

و على هذا فالظاهر أنّها لم تكن تأليفامستقلا للشهيد في قبال سائر تأليفاته، بلأوردها الشهيد- نقلا عن الكيذري- فيمجموعته بخطّه، و نقلها عنه‏

المقدمة، ص 200

الجباعي في مجموعته. و لم ينسبها إلىالشهيد أحد من العلماء قبل العلامةالمجلسي، و في كلامه شي‏ء من الترديد حيثقال: «فإنّه لم يشتهر اشتهار سائر كتبه». وقد مرّ كلام صاحب الرياض بشأن هذا الكتاب وكتاب الاستدراك حيث قال: «بالبال أنّ هذينالكتابين من مؤلّفات غيره».

و قد طبعت المكتبة الحيدرية في النجفالأشرف عام 1388 هذه الرسالة مستقلّة لأوّلمرّة- اعتمادا على مجموعة الجباعي- بتحقيقالشيخ محمّد هادي الأميني نجل العلامةالأميني قدّس سرّه، و طبعتها أيضا مؤسّسةطبع و نشر الروضة الرضوية المقدّسة فيمشهد عام 1406 بإعداد داود الصابري.

و توجد لها عدّة مخطوطات، منها:

أ- مخطوطة مكتبة ملك الوطنية بطهران، ضمنمجموعة الجباعي، المرقّمة 604.

ب- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 6763.

ج- مخطوطة مكتبة الوزيري بمدينة يزد،المرقّمة 2585. د- مخطوطة مكتبة مجلس الشورىالإسلامي (رقم 1)، المرقّمة 6- 1918.

رسالة السهو الخلل في الصلاة

11- شرح مبادي الأصول‏

قال صاحب الرياض عند ذكره تصانيف الشهيد:«شرح مبادي الأصول‏

المقدمة، ص 201

للعلامة، رأيت قطعة منه في بلدة رشت».

أقول: لم يذكر أحد ضمن مؤلّفات الشهيد«شرح مبادي الأصول» للعلامة، و إنّما شرحالشهيد تهذيب الوصول إلى علم الأصولللعلامة، كما تقدّم، و ذكره الشهيد فيإجازته لابن الخازن بقوله: «شرح التهذيبالجمالي في أصول الفقه». و لعلّ الأمر قدالتبس على صاحب الرياض فخلط بينهما، و رأيقطعة من شرح التهذيب فتوهّمها قطعة من شرحمبادي الأصول، و يوجد في كلامه قدّس سرّهالكثير من أمثال هذا الاشتباه.

12- غاية المراد في معرفة الفصد

نسبه مفهرس مكتبة السيّد محمّد البغداديالحسني إلى الشهيد الأوّل. و هو ليس للشهيدقطعا، بل ألّفه الفيلسوف شمس الدين محمّدبن مكّي أستاذ الشهيد الثاني رحمهما الله،فهو من علماء القرن العاشر. قال الشهيدالثاني في ترجمة نفسه:.

ثمَّ ارتحلت إلى دمشق، و اشتغلت بها علىالشيخ الفاضل المحقّق الفيلسوف شمس الدينمحمّد بن مكّي، فقرأت عليه من كتب الطبّشرح الموجز النفيسي و غاية القصد في معرفةالفصد من مصنّفات الشيخ المبرور والمذكور..

13- قصر صلاة المسافر

نسبت إلى الشهيد مخطوطة باسم «قصر صلاةالمسافر» في بعض الفهارس. و بعد مراجعة نفسالمخطوطة تبيّن أنّها هي رسالة «جوازإبداع‏

المقدمة، ص 202

السفر في شهر رمضان» التي مرّت عند ذكرمؤلّفات الشهيد، و ليست تأليفا جديدا له.

14- اللوامع‏

عدّ العلامة المجلسي قدّس سرّه- في الفصلالأوّل من مقدّمة بحار الأنوار- كتاباللوامع من تصانيف الشهيد. و قال صاحبالرياض في رسالة له إلى العلامة المجلسي- والتي وردت في مجلّد إجازات البحار-:

- كتاب المزار. و اللوامع و المقدادياتكلّها لأبي عبد الله الشهيد.

- و كتاب المزار للشهيد. و اللوامع والمقداديات له عند بهاء [أي الفاضلالهندي‏] موجودتان.

و قال صاحب الرياض أيضا عند ذكره مؤلّفاتالشهيد:

نسب [أي العلامة المجلسي‏] إليه كتاباللوامع أيضا، و أظنّ أنّه من مؤلّفاتالشيخ مقداد.

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني:

اللوامع، للشيخ أبي عبد الله محمّد بنمكّي. كتبه بعض تلاميذ المولى المجلسيإليه، و أنّه ممّا ينبغي إدخاله فيالبحار، و قال: إنّه موجود عند المولى بهاءالدين.

أقول: ليس للشهيد كتاب باسم اللوامع، و لمينسبه أحد من العلماء إلى الشهيد قبلالعلامة المجلسي و تلميذه صاحب الرياضرضوان الله عليهما، على أنّ صاحب الرياضقال أيضا: «و أظنّ أنّه من مؤلّفات الشيخمقداد»،

المقدمة، ص 203

و لم أعرف له مخطوطة- بالرغم من الفحصالكثير المضني- كي أبحث عن نسبته أكثر. ولعدّة من علمائنا الأبرار كتب بهذا الاسم،منها اللوامع الإلهية في المسائلالكلامية للفاضل المقداد، كما صرّح به فيمقدّمة كتابه نضد القواعد الفقهية بقوله:

و لمّا وفّق الله لزبر كتاب اللوامعالإلهية في المباحث الكلامية رأيت إتباعهبكتاب في المسائل الفقهية..

15- مجموعة الإجازات‏

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني قدّس سرّه:

اعلم أنّ كثيرا من العلماء الأعلام-أوّلهم على ما أعلم- السيّد الأجلّ رضيّالدين عليّ بن طاوس المتوفّى سنة 664، والشيخ الشهيد في سنة 786، ثمَّ الشهيدالثاني ثمَّ جمع من العلماء المتأخرين قدأفرد كلّ واحد منهم في الإجازات تأليفامستقلا جمعوا فيه ما اطّلعوا عليه منها، وقد رأيت من هذا النوع مجلّدات، و جملة منهاذكرت في تراجم مؤلّفيها بعنوان كتابالإجارات..

و تبعه الشيخ محمّد رضا شمس الدين فنسبإلى الشهيد كتابا باسم «مجموعة الإجازات»و قال:

و هي التي جمعها الشهيد من إجازات العلماءالقدماء. و لعلّها هي الموجودة بمكتبةالجامعة [بطهران‏] بعنوان رسالةالإجازات، كما جاء في مقدّمة البحار منالطبعة الجديدة.

المقدمة، ص 204

أقول: لم أقف على من نسب للشهيد كتابا بهذاالاسم و المحتوى سوى الطهراني، و لا أدريما هو مأخذه و مستنده، و لا يوجد اليوم منهذا الكتاب عين و لا أثر. نعم للشهيد عدّةإجازات لتلامذته، كما ذكرناها سابقا فيذيل عنوان «إجازاته»، و ما سوى ذلك فلمنعثر له على كتاب في هذا الموضوع. نعم ربمانقل الشهيد بعض إجازات العلماء في بعضالمواضع، كما حكى عنه الجباعي في مجموعتهإجازة العلامة الحلّي للقطب الرازي، والتي كتبها الشهيد على كتاب قواعد الأحكامللعلامة، و من الممكن أنّ الشهيد قد نقلبعض الإجازات في مجموعته، و هذا لا يدلّعلى أنّ له كتابا باسم مجموعة الإجازات فيقبال سائر آثاره.

و اعلم أنّ صاحب الرياض قال في رسالته إلىالعلامة المجلسي في بيان «الكتب التيينبغي أن تلحق ببحار الأنوار»:

- كتاب المزار و رسالة الإجازة و. كلّهالأبي عبد الله الشهيد.

و كتاب المزار للشهيد. و رسالة الإجازة لهمشهورة، فربما تكون عندكم..

و قال العلامة المجلسي في الفصل الأوّل منمقدّمة البحار في بيان مصادره:

و كتاب الذكرى. و رسالة الإجازات [كذا، ظ:الإجازة] و. كلّها للشيخ العلامة السعيدالشهيد..

و الظاهر أنّ المراد بـ «رسالة الإجازة»في كلام صاحب الرياض و في البحار هي إجازةالشهيد لابن الخازن أو لابن نجدة، و قدأدرجتا في مجلّد إجازات البحار، كماتقدّم.

المقدمة، ص 205

16- مسائل تزاحم الحقوق‏

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه:

- مسائل تزاحم الحقوق، للشيخ الأجلّالسعيد أبي عبد الله محمّد بن مكّي.

أوّله: «يجوز فتح باب في الطريق النافذ وإحداث روشن و ساباط». رأيته في مجموعة فيطهران في كتب السيّد الميرزا محمّد تقيابن الميرزا محمّد باقر المدرّس الرضوي فياثنتي عشرة صفحة. في آخرها: «هذه مسائلمنقولة عن الشيخ الأجلّ العلامة أبي طالبابن الشيخ إسماعيل الرزاني عن أبيهالمذكور عن الشيخ الشهيد محمّد بن مكّي».

- إسماعيل الدراني (الواراني، الرزاني خ ل)كان من تلاميذ الشهيد محمّد بن مكّي. و روىعنه «مسائل تزاحم الحقوق» و يرويها هولولده الأجلّ أبو طالب بن إسماعيل- الآتيأنّه من تلاميذ ابن فهد (م 841)- و النسخةموجودة عند السيّد محمّد تقي المدرّسالرضوي المشهدي بطهران.

و تبع الطهراني أحد المعاصرين في كتابهفعدّ مسائل تزاحم الحقوق من مؤلّفاتالشهيد.

بينما هو ليس كتابا مستقلا للشهيد- و لمينسبه أحد إلى الشهيد سوى الطهراني- بل هوبعينه قسم من كتاب الدروس للشهيد، أعني«كتاب تزاحم الحقوق» من الدروس، أوّله:«كتاب تزاحم الحقوق. يجوز فتح باب فيالطريق النافذ و إحداث روشن و ساباط.».

المقدمة، ص 206

17- المعتبر

قال صاحب الرياض في جملة تآليف الشهيد:

و نسب إليه كتاب المعتبر في الفقه السيّدمحمود بن فتح الله الكاظمي في رسالةالخمس، و هو غريب، و لعلّه اشتبه عليهمعتبر المحقّق.

أقول: كما ذهب إليه صاحب الرياض ليسللشهيد كتاب باسم المعتبر قطعا، و لمينسبه إليه أحد سوى من ذكره صاحب الرياض.

18- المنسك الكبير

توجد مخطوطة إحدى رسائل الشهيد في مكتبةملك الوطنية بطهران، برقم 14- 2147، ذكرت فيفهرسها باسم «المنسك الكبير». و هي نسخة منرسالة خلاصة الاعتبار في الحجّ و الاعتمارللشهيد- و قد تقدّم البحث عنها في ذيلعنوان «كتبه و رسائله»- لكن أحد المعاصرينتوهّم في كتابه فزعم أنّها رسالة مستقلّةغير خلاصة الاعتبار، فنسبها للشهيدكرسالة مستقلّة مضافة إلى خلاصة الاعتبار.

19- منظومة في مقدار نزح ما يقع في البئر

قال صاحب الرياض في جملة مؤلّفات الشهيد:

و منظومة مختصرة في مقدار نزح ما يقع فيالبئر، عندنا منها نسخة، كتبتها من مجموعةبأردبيل بخطّ الشيخ محمّد بن علي بن الحسنالجباعي العاملي، نقلا عن خطّ الشيخ شمسالدين محمّد بن عبد العالي تلميذ الشهيد.

المقدمة، ص 207

أقول: لم أجد من نسب هذه الرسالة إلىالشهيد سوى صاحب الرياض، و لا أعرف لهانسخة، و من المحتمل أن لا تكون هذهالمنظومة من آثار الشهيد، بل إنّما قامبنسخها فقط في مجموعته، فنقلها عنهالجباعي في مجموعته.

و عرّف الطهراني طاب ثراه بمنظومة باسم«منظومة في منزوحات البئر» و نقل عن بعضهمأنّها للشيخ الحرّ العاملي.

20- النيّة

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني قدّس سره:

النيّة، لمحمّد بن مكّي الجزّيني العامليالشهيد. أوّلها: «اعلم- وفّقك الله وإيّانا- أنّ الأصل في النيّة و اعتبارهاأنّ الأفعال البشرية الصادرة.».

تقرب من ثمانين بيتا، في مكتبة الطهرانيبسامرّاء. و عمدة نظر الشهيد في هذهالرسالة دفع الوسواس في النيّة. و فيآخرها: «. و ما أريد إلّا الاصطلاح. و نعمالوكيل». و نسخة أخرى رأيتها عند الشيخ عبدالحسين الحلّي.

أقول: مخطوطة من هذه الرسالة موجودة فيمكتبة المدرسة الفيضية بقم المقدّسة،برقم 2- 1743، و جاء في آخرها: «علّقها العبدزين الدين بن علي»، و من المعلوم أنّ زينالدين بن علي هو الشهيد الثاني لا الشهيدالأوّل- و من المسلّم أنّ للشهيد الثانيرسالة في تحقيق النيّة - و أيضا وردت هذهالرسالة في مجموعة من رسائل الشهيد الثانيمحفوظة في مكتبة ملك الوطنية بطهران، برقم2395، و كذلك وردت في بعض المجاميع الأخرى منرسائل الشهيد الثاني. و لكن نسبها إلىالشهيد الأوّل الفاضل المعاصر السيّدمهدي‏

المقدمة، ص 208

اللازوردي في هامش بعض مواضع الدروس، كماسبقه الطهراني إلى هذه النسبة.

قال الطهراني طاب ثراه أيضا:

النية، لزين الدين بن علي. الشهيد[الثاني‏]. و النسخة الموجودة في نيّف ومائة بيت في مكتبة الطهراني بسامرّاء ليسفيها تسمية. أوّلها: «اعلم- وفّقك اللهتعالى و إيّانا- أنّ القدر الواجباستحضاره من النيّة المعتبرة فيالعبادات.» و آخرها: «و الله تعالى هوالميسر بمنّه و كرمه. انتهى». و فيها بياننيّة تمام العبادات حتّى الحجّ و مناسكه.

أقول: توجد من هذه الرسالة نسخة ضمنالمجموعة المرقّمة 8912 في مكتبة الروضةالرضوية المقدّسة في مشهد، و لم أعثر علىمن نسبها إلى الشهيد الثاني سوى الشيخ آقابزرگ الطهراني. و كذلك لم أعثر على من نسبرسالة باسم «النيّة» إلى الشهيد الأوّلقبل الشيخ الطهراني، و هو أوّل من نسبهاإلى الشهيد الأوّل فيما نعلم.

هذه هي الكتب و الرسائل المنسوبة إلىالشهيد، و هي على أقسام- كما أشرنا إليهافي ذيل كلّ واحد منها-:

أ- منها ما نقطع بعدم صحّة نسبته، مثل:غاية المقصد، المعتبر، التهذيب فيالأصول، الاستدراك و الخلل في الصلاة.

ب- و منها ما هو مشكوك في صحّة نسبته، مثل:النية و منظومة في مقدار نزح ما يقع فيالبئر.

ج- و منها ما لا يعدّ تأليفا مستقلا للشهيدبل هو قطعة من سائر مؤلّفاته، مثل: مسائلتزاحم الحقوق.

د- و منها أسماء غير صحيحة لسائر مؤلّفاتهالمبتوت في صحّة نسبتها للشهيد،

المقدمة، ص 209

مثل: رسالة قصر صلاة المسافر التي هيبعينها رسالة جواز إبداع السفر في شهررمضان، و رسالة المنسك الكبير التي هي نفسرسالة خلاصة الاعتبار في الحجّ والاعتمار.

و اعلم أنّي قد ذكرت جميع ما وقفت عليه فيالمصادر من تأليفاته و ما نسب إليه، و بحثتأطرافها من حيث صحّة النسبة و عدمها و سائرالجهات، و لم ينسب في المصادر التيراجعتها أثر للشهيد سوى هذه الآثار والكتب و الرسائل التي ذكرتها.

أساتذته و مشايخه في الرواية

يستطيع الباحث أن يلمس الشخصية الفكريةللشهيد الأوّل من خلال أساطين العلم والفكر الذين اتّصل بهم و أخذ عنهم و حضرمجالسهم. و لم يقتصر اتّصال الشهيد بمشايخالفكر في عصره على شخص خاصّ أو على قطرخاصّ أو على نمط خاصّ من التفكير، فإنّهاتّصل بألوان مختلفة من الفكر و ارتادمختلف مراكز الحركة العقلية في الوطنالإسلامي في وقته، و اتّصل بمختلف العلماءو المفكّرين، و على طريق هذا التفاعلالفكري و التلاقح قدّر له أن يكوّن لنفسهشخصية ثقافية مرموقة.

تتلمذ الشهيد على علماء العامّة إضافةإلى تتلمذه على علماء الشيعة، و قال فيإجازته لابن الخازن بهذا الشأن:

و أمّا مصنّفات العامّة و مرويّاتهمفإنّي أروي عن نحو من أربعين شيخا منعلمائهم بمكّة و المدينة و دار السلامبغداد و مصر و دمشق و بيت المقدس و مقامالخليل إبراهيم عليه السلام. فرويت صحيحالبخاري عن جماعة كثيرة

المقدمة، ص 210

بسندهم إلى البخاري، و كذا صحيح مسلم ومسند أبي داود و جامع الترمذي و مسند أحمدو موطّإ مالك و مسند الدار قطني و مسند ابنماجه و المستدرك على الصحيحين للحاكم أبيعبد الله النيسابوري، إلى غير ذلك ممّا لوذكرته لطال الخطب.

و قال في إجازته لابن نجدة:

و أجزت له رواية جميع ما رويته عن مشايخأهل السنّة شاما و حجازا و عراقا، و هوكثير.

قال بعض أصحاب التراجم ما معرّبة:

قال القاضي السيّد حسين ابن السيّد حيدرالكركي في رسالته حول صلاة الجمعة: «إنّالشهيد الأوّل إجازة ألف نفر من الفقهاء».

أقول: زعم الدكتور كامل مصطفى الشيبي أنّمراد هذا القائل أنّ الشهيد درس على هذاالعدد من الفقهاء، فقال:.

و درس الشهيد. على كثير من الأساتذة منشتّى الفرق و النحل، منهم قطب الدينالشيرازي، حتّى قيل: «إنّه درس على ألف منالفقهاء».

و الأصل في هذا الأمر ما ذكره الشهيد فيآخر إجازته لابن الخازن- بعد ذكر طرقه إلىمصنّفات الأصحاب و مصنّفات العامّة-:

فليرو مولانا زين الدين علي بن الخازنأدام الله تعالى بركاته جميع ذلك إن شاءبهذه الطرق و غيرها ممّا يزيد على الألف.

المقدمة، ص 211

و ليعلم أنّ المشار إليه في قوله: «بهذهالطرق» الطرق إلى مصنّفات الأصحاب ومصنّفات العامّة معا، و لا يعني الطرق إلىمصنّفات الأصحاب فقط، و أيضا لا يدلّ علىأنّ الشهيد استجاز من أكثر من ألف مجيز، بلطرقه أكثر من ألف، و من الممكن أن يكون لهعشرون طريقا مثلا إلى المصنّفات بواسطةشيخ واحد، و لكن بعضهم لم يدقّق في هذهالعبارة فتوهّم معنى غير هذا.

قال صاحب الروضات:

في بعض إجازات السيّد الفاضل الفقيه حسينابن السيّد حيدر العاملي. أنّه سمع منشيخه. أعني سيّد المحقّقين حسين بن الحسنالحسيني الموسوي ابن بنت مولانا المحقّقالشيخ علي أنّه كان يقول: «إنّ شيخناالشهيد قدّس الله سرّه ذكر في بعض كلماتهأنّ طرقه إلى الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ما يزيد على ألف طريق.

أ- أساتذته و مشايخه من علماء الشيعة

1- فخر المحقّقين محمّد بن الحسن بن يوسفولد العلامة الحلّي، ولد في ليلة الاثنينالعشرين من جمادى الأولى عام 682، و توفّيليلة الجمعة الخامس و العشرين من جمادىالآخرة عام 771. و هو «أجلّ مشايخه و أعظمأساتيده» و أكثر دراسة عليه. و ممّا قرأعليه كتابه إيضاح الفوائد، و أجاز الشهيدعامي 751 و 756، كما تقدّم في ذيل عنوان«رحلاته العلمية».

و إليك نصّ إجازته التي كتبها على ظهرالجزء الأوّل من كتابه إيضاح الفوائد بعدما قرأه الشهيد عليه:

المقدمة، ص 212

قرأ عليّ مولانا الإمام العلامة الأعظم،أفضل علماء العالم، سيّد فضلاء بني آدم،مولانا شمس الحقّ و الدين محمّد بن مكّي بنمحمّد بن حامد أدام الله أيّامه، من هذاالكتاب مشكلاته، و حقّق و أفاد كثيرا منالمسائل المشكلات بفكره الصائب و ذهنهالثاقب. و قد أجزت له روايته عنّي، و أجزتجميع ما صنّفته و ألفته و قرأته و رويته. وأجزت له رواية جميع كتب والدي قدّس سرّه فيالمعقول و المنقول و الفروع و الأصول، وجميع ما صنّفه أصحابنا المتقدّمون عنّي عنوالدي عنهم بالطرق المذكورة لها. و قد ذكروالدي قدّس سرّه بعض تلك الطرق في كتابخلاصة الأقوال في معرفة الرجال.

و كتب محمّد بن الحسن بن يوسف بن المطهّرفي سادس شوّال سنة ستّ و خمسين و سبعمائةبالحلّة. و الحمد للّه وحده، و صلّى اللهعلى سيّدنا محمّد و آله.

قال الشهيد في إجازته لابن نجدة في وصفشيخه فخر الدين:

الشيخ الإمام، سلطان العلماء، منتهىالفضلاء و النبلاء، خاتم المجتهدين، فخرالملّة و الدين، أبو طالب محمّد ابن الشيخالإمام السعيد جمال الدين بن المطهر مدّالله في عمره مدّا و جعل بينه و بينالحادثات سدّا.

و وصفه- و أستاذه الآخر عميد الدين- فيإجازته لابن الخازن بقوله:.

شيخي الإمامين الأفضلين الأكملينالمجتهدين، منتهى أفاضل المذهب فيزمانهما: السيّد المرتضى عميد الدين، والشيخ الأعظم فخر الدين ابن الإمام الأعظمالحجّة، أفضل المجتهدين جمال الدين أبيمنصور. أفاض الله على ضرائحهم المراحمالربّانية و حباهم بالنعم الهنيئة، فإنّيأروي جميع مصنّفاتهما قراءة و سماعا وإجازة.

المقدمة، ص 213

قال العلامة السيّد الأمين في ترجمةالعلامة الحلّي رحمهما الله:

هاجر إليه الشهيد الأوّل من جبل عاملليقرأ عليه فوجده قد توفّي، فقرأ على ولدهتيمّنا و تبرّكا لا حاجة و تعلّما، و لذلكقال ولده: «استفدت منه أكثر ممّا استفادمنّي».

أقول: سبق في الفصل الأوّل من البابالأوّل أنّ الجملة الأولى في هذا الكلامسهو بلا ريب. و الظاهر أنّ قوله: «فقرأ علىولده تيمّنا و تبرّكا.» أيضا كذلك، فإنّيلم أقف عليها في المصادر القديمة والمعتبرة، و الدليل على خلافه كلماتالشهيد بشأن فخر الدين في آثاره، و ما وردفي المصادر المعتبرة، بل هو «أجلّ مشايخهو أعظم أساتيده»، كما صرّح به المحدّثالنوري.

و بالجملة فلا ريب في ضعف هذا الكلام بلعدم صحّته.

و على أيّة حال كان فخر الدين من كبارالعلماء و المحقّقين العظام، و قال شيخناالأنصاري أعلى الله مقامه في وصفه بمناسبةما: «لا يخفى أنّ الفخر أعرف بنصّ الأصحابمن المحقّق الثاني»-.

2- أبو عبد الله السيّد عميد الدين عبدالمطلب بن الأعرج الحسيني، ابن أختالعلامة الحلّي و المجاز منه. ولد ليلةالنصف من شعبان عام 681، و توفّي ببغدادعاشر شعبان عام 754، و دفن بالنجف الأشرف.أجاز الشهيد عامي 751 و 752 بعد ما قرأ عليهالشهيد الجزء الأوّل من تذكرة الفقهاء.

المقدمة، ص 214

أثنى الشهيد عليه في إجازته لابن نجدةبقوله:

المولى السيّد الإمام المرتضى علم الهدى،شيخ أهل البيت في زمانه، عميد الحقّ والدين أبو عبد الله عبد المطّلب بن الأعرجالحسيني طاب ثراه و جعل الجنّة مأواه.

و قال في وصفه في أوّل أربعينه:

شيخي الإمام السعيد المرتضى العلامةالمحقّق، فقيه أهل البيت عليهم السلام،عميد الملّة و الدين، أبو عبد الله عبدالمطّلب ابن المولى السيّد الفقيه مجدالدين أبي الفوارس محمّد ابن المولىالسيّد العلامة النسّابة فخر الدين علي بنالأعرج الحسيني قدّس الله سرّه.

و من تأليفاته القيّمة كنز الفوائد في حلّمشكلات القواعد، و هو شرح لكتاب قواعدالأحكام للعلامة الحلّي، و لم يطبع بعد، ومخطوطاته موجودة بحمد الله.

أكثر الشهيد في غاية المراد- و مواطن أخرى-من ذكر عميد الدين، و عبّر عنه بكلمة«شيخنا المرتضى الإمام عميد الدين» وأمثالها، كما سيأتي في الفصل الثاني منهذا الباب من مقدّمة التحقيق.

3- السيّد تاج الدين أبو عبد الله محمّد بنالقاسم المعروف بابن معيّة الديباجيالحلّي توفّي بالحلّة عام 776. أجاز الشهيدفي الخامس عشر من شوّال عام 753 بالحلّة، وفي الحادي عشر من شوّال عام 754، و قرأ عليهالشهيد في السادس عشر من شعبان عام 754بالحلّة أيضا. و إليك نصّ إحدى إجازاتهللشهيد:

المقدمة، ص 215

سمع هذه الأحاديث من لفظي مولانا الشيخالإمام العالم الفاضل، شمس الملّة و الحقّو الدين، محمّد بن مكّي أدام الله فضائلهفي يوم السبت حادي عشر شوّال من سنة أربع وخمسين و سبعمائة. و أجزت له روايتها عنّيبالسند المتقدّم و غيره من طرقي إلىالمشايخ الجلّة الذين رووها. و كذا أجزت لهرواية جميع ما تصحّ روايته من سماعاتي وقراءاتي و مستجازاتي و مناولاتي ومصنّفاتي و ما قلته و جمعته و نظمته ونثرته و أجيز لي و كوتبت به و جميع ما ثبتعنده أنّه داخل في روايتي.

و كتب محمّد بن معيّة في التاريخ، و الحمدللّه، و السلام لأهله أجمعين.

و أورد صاحب المعالم في إجازته الكبيرةقسما كبيرا من إجازة أخرى منه للشهيد، حيثقال:

و عن السيّد تاج الدين بن معيّة عن جمّغفير من علمائنا الذين كانوا في عصره وأسماؤهم مسطورة بخطّه في إجازته لشيخناالشهيد الأوّل، و هي عندي، فأنا أوردكلامه فيها بعينه، و هذه صورته:

«. و من مشايخي الذين استفدت منهم من أراشجناحي و أذكى مصباحي، و حباني نفائسالعلوم و أبرأ داء نفسي من الكلوم، و هودرّة الفخر و فريدة الدهر، مولانا الإمامالربّاني عميد الملّة و الحقّ و الدين،أبو عبد الله عبد المطلب بن الأعرج أدامالله شرفه و خصّ بالصلاة و السلام سلفه،فهو الذي خرّجني و درّجني، و إلى ما يسّرالله تعالى من العلوم أرشدني، فاللهيجازيه أحسن الجزاء بمنّه و كرمه.

و منهم مولانا الشيخ الإمام العلامة،بقيّة الفضلاء أنموذج العلماء، فخرالملّة و الحقّ و الدين، محمّد بن المطهّرحرس الله نفسه و أنمى غرسه.

و منهم الشيخ الإمام العلامة، أوحد عصره،نصير الملّة و الحقّ و الدين علي بن محمّدبن على القاشي، و الشيخ العالم الفقيه والفاضل الكامل رضيّ الدين‏

المقدمة، ص 216

علي بن أحمد بن المزيدي حرسهما الله.».

و قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرةأيضا:

و ذكر والدي رحمه الله أنّه رأى خطّالسيّد تاج الدين بالإجازة للشهيد رحمهالله و لولديه محمّد و علي و لأختهما أمّالحسن فاطمة و لجميع المسلمين ممّن أدركجزءا من حياته. و الذي وقفت عليه أنا من خطّهذا السيّد الإجازة للشهيد و لولده محمّد.

و وصفه الشهيد في إجازته لابن الخازنبقوله:

السيّد العالم السعيد النسّابة، أعجوبةالزمان في جميع الفضائل و المآثر، تاجالدين أبي عبد الله محمّد بن مُعَيّةالحسني طاب ثراه.

قال المحدّث النوري نوّر الله مرقده:

قال الشهيد الأوّل في مجموعته: «ماتالسيّد المذكور ثامن ربيع الآخر سنة ستّ وسبعين و سبعمائة بالحلّة، و حمل إلى مشهدمولانا أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام». قال رحمه الله: «قد أجاز لي هذاالسيّد مرارا، و أجاز لولديّ أبي طالبمحمّد و أبي القاسم علي في سنة ستّ و سبعينو سبعمائة قبل موته، و خطّه عندي شاهدا».

4- قطب الدين محمّد بن محمّد الرازيالبويهي، ولد عام 694 في ورامين من بلادإيران، و توفّي في شهر ذي القعدة عام 766بظاهر دمشق على القول الصحيح، و الموافقلكافّة المصادر المعتبرة و القديمة.

قال الشهيد في وصفه- كما حكاه الجباعي عنخطّ الشهيد على كتاب قواعد الأحكام-:

المقدمة، ص 217

اتّفق اجتماعي به بدمشق أخريات شعبان سنةستّ و ستّين و سبعمائة، فإذا هو بحر لاينزف، و أجازني جميع ما يجوز عنه روايته،ثمَّ توفّي في ثاني عشر ذي القعدة من السنةالمذكورة بدمشق، و دفن بالصالحة، ثمَّ نقلإلى موضع آخر.

و صلّي عليه برحبة القلعة، و حضر الأكثرمن معتبري دمشق للصلاة عليه رحمه الله وقدّس روحه، و كان إماميّ المذهب بغير شكّ ولا ريبة، صرّح بذلك و سمعته منه، و انقطاعهإلى فقيه أهل البيت عليهم السلام معلوم.

و قد نقلت على هذا الكتاب شيئا من خطّه منحواشي الكتاب الذي قرأه على المصنّف، وفيه جزاز بخطّه أيّام اشتغاله عليه،علامتها «قط».

و حكاية خطّه في آخره: «فرغ من تحرير هذاالكتاب بعون الملك الوهّاب العبد الضعيفالمحتاج إلى رحمة الله تعالى محمّد بنمحمّد بن أبي جعفر بن بابويه في خامس ذيالقعدة سنة ثمان و سبعمائة».

و هذا يشعر بأنّه من ذريّة الصدوق ابنبابويه رحمهم الله.

و قال الشهيد أيضا في إجازته لابن الخازنفي ذكر مشايخه:

و منهم الإمام العلامة، سلطان العلماء وملك الفضلاء، الحبر البحر قطب الدين محمّدبن محمّد الرازي البويهي، فإنّي حضرت فيخدمته قدّس الله لطيفه بدمشق عام ثمانية وستّين و سبعمائة، و استفدت من أنفاسه، وأجاز لي جميع مصنّفاته و مؤلّفاته فيالمعقول و المنقول أن أرويها عنه و جميعمرويّاته. و كان تلميذا خاصّا للشيخالإمام جمال الدين [أي العلامة الحلّي‏]المشار إليه.

المقدمة، ص 218

و وصفه الشهيد الثاني في إجازته الكبيرةبقوله:

الشيخ الإمام العلامة، ملك العلماء،سلطان المحقّقين و أكمل المدقّقين، قطبالملّة و الدين، محمّد بن محمّد الرازيصاحب شرح المطالع و الشمسية و غيرهما.

أقول: و قد تقدّمت إجازة العلامة الحلّيللقطب الرازي في آخر الفصل الأوّل منالباب الأوّل من هذه المقدّمة. و وردتترجمته في مصادر كثيرة، فلا نطيل الكلامفي ترجمته و نكتفي بما أورده بدر الدين حسنبن حبيب الحلبي- المعاصر له- في حوادث سنة766:

و فيها توفّى العلامة قطب الدين أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن [بياض بمقدار كلمة]الرازي الشهير بالقطب التحتاني الشافعي.إمام يمّ علمه طافح، و غيث فضله سافح، وميزان علمه راجح، و سعي الطلبة إلى خدمتهناجح. كان لطيف الكلام، ليّن الزمام، حسنالتودّد، معرضا عن التشدّد، بارعا فيالفقه و الأصول، عارفا بما يتكلّم فيالتفسير و العربية و المنطق و المنقول. قدمإلى دمشق و استوطنها، و أظهر أسرار الفنونللطالبين و أعلنها، و أفاد و نفع، و حصّل وألّف‏

المقدمة، ص 219

و جمع. و له مصنّفات أفق فوائدها منير،منها شرح الشمسية و المطالع و الحاويالصغير. و اعتنى بحواش كتبها على الكشّاف،و استمرّ إلى أن نقل من خزانة جسده جوهرهاالشفّاف.

و كانت وفاته ظاهر دمشق عن نيّف و ستّينسنة، تغمّده الله برحمته.

5- الشيخ العالم الفاضل المحقّق زين الدينأبو الحسن علي بن أحمد بن طرّادالمطارآبادي تلميذ العلامة. توفّي يومالجمعة أوّل رجب سنة 762، كما حكي عن الشهيد.

6- العلامة الأديب رضيّ الدين أبو الحسنعليّ بن جمال الدين أحمد الحلّي المعروفبابن المزيدي. توفّي غروب عرفة سنة 757 و دفنبالغريّ، كما حكي عن الشهيد.

قال الشهيد في وصفه: «الشيخ الإمام، ملكالأدباء و العلماء، رضيّ الدين أبي الحسنعلي ابن الشيخ السعيد جمال الدين أحمدالمزيدي»، «الشيخ الإمام العلامة، ملكالأدباء، عين الفضلاء، رضيّ الدين أبوالحسن عليّ بن المزيدي قدّس الله روحه».

7- السيّد الجليل أمين الدين أبو طالب أحمدبن أبي إبراهيم محمّد بن زهرة الحلبيالحسيني. قال الشهيد:

المقدمة، ص 220

أنشدني مولانا السيّد النقيب الحسيبالطاهر الفقيه العلامة، أمين الدين أبوطالب أحمد ابن السيّد السعيد بدر الدينمحمّد بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي.:




  • يا آل بيت النبيّ من بذلت
    في حبّكم روحهفما غبنا.



  • في حبّكم روحهفما غبنا.
    في حبّكم روحهفما غبنا.



و توفّي السيّد ابن زهرة المذكور رحمهالله في ذي الحجّة سنة تسع و أربعين وسبعمائة بحلب، و دفن في مقابر الصالحينعند مقام الخليل عليه السلام.

و ولد أمين الدين أبو طالب أحمد سنة ثمانيعشرة و سبعمائة بحلب.

8- أبو محمّد الحسن بن نماء الحلّي. قالالشهيد في أربعينه:

الحديث الثالث ما أخبرني به الشيخ العالمالفقيه الصالح، جلال الدين أبو محمّدالحسن بن أحمد ابن الشيخ السعيد شيخالشيعة و رئيسهم في زمانه، نجيب الدين أبيعبد الله محمّد بن محمّد بن نماء الحلّيالربعي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين و سبعمائة بالحلّة..

9- السيّد الفقيه المحقّق الأديب الأريبالصالح الحافظ المفسّر شمس الدين أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن أبي المعاليالموسوي. وصفه شيخه ابن معيّة في إجازته لهبقوله:

المولى السيّد الفقيه، العامل الفاضلالكامل الزاهد العابد الورع العلامة،مفخر السادات و معدن السعادات، شمس الملّةو الحقّ و الدين أبو عبد الله محمّد ابنالسيّد الجليل السعيد المرحوم جمال الدينأحمد بن أبي المعالي الحسيني الموسوي أدامالله شرفه.

المقدمة، ص 221

ب- أساتذته و مشايخه من علماء السنّة

1- القاضي برهان الدين إبراهيم بن جماعة.قال الشهيد في إجازته لابن الخازن:

و أمّا مصنّفات العامّة و مرويّاتهمفإنّي أروي عن نحو من أربعين شيخا منعلمائهم. و قرأت الشاطبية على جماعة، منهمقاضي قضاة مصر برهان الدين إبراهيم بنجماعة، عن جدّه بدر الدين..

و قال الجباعي في مجموعته:

سؤال للشيخ شمس الدين بن مكّي للقاضي ابنجماعة: «ما قول مولانا و سيّدنا الإمامالعلامة، قاضي القضاة أجلّه الله تعالى وأسماه في رجل مات و عليه دين لأحد ورّاثه،هل يسقط من دينه ما يلزم أداؤه من ذلكالدين لو كان لأجنبيّ أم لا؟ و بتقديرالسقوط هل يؤثّر في نقصان مجموع المأخوذأم لا؟ فقد حكى بعض الأفاضل مصير بعضالعلماء إلى كلّ واحد من أقسام المنفصلة،و توجيه ذلك ممّا يعسر على غير المولىالإمام برهان الدنيا و الدين..

أقول: الظاهر أنّه هو الذي شارك في محاكمةالشهيد و إراقة دمه، كما سيأتي تفصيله فيبحث استشهاد الشهيد.

قال الزركلي في ترجمته:

ابن جماعة (725- 790) إبراهيم بن عبد الرحيم بنمحمّد، ابن جماعة الكناني أبو إسحاق برهانالدين، الحموي الأصل، المقدسي الشافعي.مفسّر من القضاة. ولد بمصر و نشأ بدمشق وسكن القدس و ولي قضاء الديار المصريةمرارا. و ولي قضاء دمشق و الخطابة بها ومشيخة الشيوخ. و توفّي شبه الفجأة و دفنبالمزّة ظاهر

المقدمة، ص 222

دمشق.

2- قاضي القضاة عزّ الدين عبد العزيز بنجماعة. قال الشهيد في إجازته لابن الخازن:

و رويت كتاب الكشّاف لجار الله العلامةأبي القاسم محمود الزمخشري عن جماعةكثيرة، منهم قاضي قضاة مصر عزّ الدين عبدالعزيز بن جماعة..

و قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة:.

و وجدت بخطّه [أي الشهيد] أيضا ما صورته:«قال العبد الفقير إلى الله محمّد بن مكّيأعانه الله على طاعته: إنّه قد أجاز لي فييوم السبت الثاني و العشرين من ذي الحجّةسنة أربع و خمسين و سبعمائة بطيبة مدينةالرسول على ساكنها أفضل الصلاة و السلامإجازة عامّة بجميع معقولة و منقوله تلفّظبها مولانا الأعظم قاضي قضاة الديارالمصرية عزّ الدين عبد العزيز ابن قاضيالقضاة بمصر بدر الدين محمّد بن إبراهيمبن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بنحازم بن صخر الكناني الشافعي.

و كذلك في التاريخ المذكور بالمدينةالمشرّفة أجاز لي المولى المسند العلامةالمؤرّخ عفيف الدين عبد الله.

و أجازا في ذلك التاريخ لمولانا السيّدالعلامة الحسيب النسيب تاج الدين أبي عبدالله بن معيّة، و لمولانا السيّد الفقيهالعلامة جمال الدين بن أبي طالب محمّد ابنشيخنا عميد الدين و لثمانية أنفس آخرين».

و وجدت بخطّ السيد تاج الدين بن معيّة تحتخطّ شيخنا الشهيد ما هذه صورته: «ما ذكرهمولانا المولى الشيخ الإمام العالمالفاضل الكامل المحقّق العلامة شمسالملّة و الحقّ و الدين صحيح، و ورد عليناخطّ هذين الشيخين العالمين المذكورينبتاريخ المحرّم سنة خمس و خمسين و سبعمائة.و قد كتبا بذلك من المدينة شرّفها اللهتعالى بالتاريخ المذكور، و ذكر القاضيالأعظم‏

المقدمة، ص 223

عزّ الدين بن جماعة في خطّه أنّ مولده فيالمحرّم سنة أربع و تسعين و ستّمائة».

و قال ابن معيّة في إجازته للسيّد شمسالدين محمّد بن أحمد شيخ الشهيد:

و ممّا يصحّ له روايته عنّي عن أقضىالقضاة بدمشق عزّ الدين عبد العزيز ابنالقاضي بدر الدين محمّد بن إبراهيم بنسعيد بن جماعة جميع ما يصحّ روايته عن حسبما تلفظ لي به و أطلق خطّه بمدينة الرسولعلى مشرّفها السلام في ثاني عشرين ذيالحجّة سنة أربع و خمسين و سبعمائة.

قال الزركلي في ترجمته:

ابن جماعة (694- 767) عبد العزيز بن محمّد بنإبراهيم، ابن جماعة الكناني، الحمويالأصل، الدمشقي المولد، ثمَّ المصري، عزّالدين الحافظ، قاضي القضاة. ولي قضاءالديار المصرية سنة 739، و جاور بالحجازفمات بمكّة..

3- جمال الدين أبو أحمد عبد الصمد بنالخليل البغدادي. قال صاحب المعالم فيإجازته الكبيرة:

و ذكر شيخنا الشهيد الأوّل. أنّه يرويمصنّفات العامّة و مرويّاتهم عن نحو منأربعين شيخا من علمائهم. و من جملة من يرويعنه منهم الشيخ الجليل العالم الكبير جمالالدين أبو أحمد عبد الصمد بن الخليلالبغدادي شيخ دار الحديث بها. و قد رأيتإجازته له بخطّ المجيز، و هو من الجودة والحسن في الغاية. و كان هذا الشيخ جليلالقدر واسع الرواية، فأحببت إيراد نبذة منكلامه فيها، قال بعد الحمد و الصلاة:

«يقول العبد الفقير المحتاج إلى الرحمة،عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل بنإبراهيم بن الخليل، قارئ الحديث النبويببغداد: قد أجزت للشيخ الإمام‏

المقدمة، ص 224

العلامة الفقهية البارع الورع الفاضلالناسك الزاهد شمس الدين أبي عبد اللهمحمّد بن مكّي بن محمّد، كاتب الاستدعاءبخطّه الشريف، زاده الله تعالى توفيقا ونهج له إلى محجّة الفور طريقا، أن يرويعنّي جميع ما يجوز لي و عنّي روايته ممّاقرأته أو سمعته يقرأ أو نوولته أو أجيزت ليروايته أو كتب به إليّ أو وجدته أو صنّفتهمن كتاب أو نظمته من شعر أو أنشأته من خطبةأو رسالة أو فصل وعظي أو مقامة، و كلّ ماصحّ و يصحّ عنده أنّه ممّا يجوز روايتهعنّي فله روايته عنّي، و قد تلفّظت لهبذلك.

و ممّا صنّفته الإكسير في التفسير- و هومختصر رموز الكنوز- و عيون العين فيالأربعين، و كمال الآمال في بيان حالالمآل، و زين القصص في تفسير أحسن القصص-فسّرت فيه سورة يوسف باستقصاء- و أخفياءالأصفياء، و الرعاية بحال الرواية في علومالحديث. و نظمت في مدح النبيّ صلّى اللهعليه وآله نحوا من سبعين قصيدة، منها مايزيد على مائة بيت.».

4- محمّد بن يوسف القرشي الكرماني الشافعيالملقّب بشمس الأئمّة و صاحب شرح صحيحالبخاري المعروف و الموسوم بـ «الكواكبالدراري في شرح صحيح البخاري». ولد عام 717 وتوفّي عام 786. أجاز الشهيد عام 758 ببغداد، وإليك نصّ إجازته:

بسم الله، و الحمد للّه، و الصلاة علىرسوله محمّد و آله.

و بعد، فقد استجاز المولى الأعظم الأعلم،إمام الأئمّة، صاحب الفضلين، مجمعالمناقب و الكمالات الفاخرة، جامع علومالدنيا و الآخرة، شمس الملّة و الدينمحمّد ابن الشيخ العالم جمال الدين بنمكّي ابن شمس الدين محمّد الدمشقي رزقهالله في أولاده و أخراه ما هو أولاه وأحراه، رواية مالي فيه حقّ الرواية، لاسيّما الكتب الثلاثة التي صنّفها أستاذالكلّ في الكلّ عضد الملّة و الدين عبدالرحمن ابن المولى السعيد زين الدين أحمدبن عماد الدين عبد الغفّار

المقدمة، ص 225

الإيجي روّح رمسه و قدّس نفسه: المواقفالسلطانية و الفوائد الغياثية و شرح مختصرالمنتهى.

فاستخرت الله و أجزت، على أنّني ما كنتأهلا لذلك، و لكن جرى عهد قديم لذلك لفظاكتابة لا كتابة، فله أن يروي عنّي ما ثبتعنده أنّه من مرويّاتي من صاعه و مدّه، أومن نتائج فكر أنا أبو عذره، و إن كنت فيهمزجاة البضاعة، و على شرائطها المعتبرةعند أهل الصناعة. و المأمول منه أن لاينساني في دعواته عند مظانّ إجاباته،بلّغه الله و إيّانا إلى المطالب و رفعدرجته إلى المراتب.

و إنّي أخذت العلوم النقلية من والدي وشيخي المولى السعيد بهاء الدين يوسف أعلىالله مكانه و مكانته، و العلوم العقلية منصاحب الكتب الثلاثة قدّس الله نفسه، و علمالأحاديث من مشايخ مصر و الشام، كما أنّأسماءهم و أنسابهم و أستاديّتهم مذكورة فيمشيختي.

نمّقه العبد المفتقر إلى الله محمّد بنيوسف بن علي بن محمّد بن سعيد بن محمّدالقرشي أصلا الشافعي مذهبا الكرمانيمولدا الملقّب بشمس الأئمّة آتاه الله خيرالدارين و رفع منزلته في المراتب [كذا، ظ:المرتبتين‏] في أوائل جمادى الأولى لسنةثمان و خمسين و سبعمائة بمدينة السلامبغداد، بمنزلي المعهود في درب المسعود،حامدين للّه مصلّين على محمّد أفضل الصلاةو السلام.

5- ملك النحاة شهاب الدين أبو العبّاس أحمدبن الحسن الحنفي النحوي فقيه الصخرةالشريفة ببيت المقدس، روى الشهيد عنهالخلاصة المالكية.

6- شرف الدين محمّد بن بكتاش التستريالبغدادي الشافعي مدرّس المدرسةالنظامية، روى عنه الشهيد صحيح البخاري وصحيح مسلم.

7- ملك القرّاء و الحفّاظ شمس الدين محمّدبن عبد الله البغدادي الحنبلي،

المقدمة، ص 226

روى عنه الشهيد صحيح البخاري و الشاطبية وقرأها عليه.

8- فخر الدين محمّد بن الأعزّ الحنفي، روىعنه الشهيد صحيح البخاري.

9- شمس الدين أبو عبد الرحمن محمّد بن عبدالرحمن المالكي المدرّس بالمستنصرية، روىعنه الشهيد صحيح البخاري.

و قد تحمّل الإمام الشهيد الأوّل خاصّة، وعلماء السلف عامّة، في سبيل طلب العلم منالمشاقّ الكثيرة التي لا تقدر على حملهاطلّاب العلم الديني اليوم.

و هي مشاقّ نسخ الكتب و ندرة وجودها، ومشاقّ السفر و التنقّل، إذ لم تكن في ذلكالعهد وسائل النقل و أسباب الراحة و آلاتالطبع و دور النشر و مكاتب للمطالعة. و غيرذلك ممّا فيه مساعدة لطلب العلم و تسهيلدراسته و تحصيل علومه و كتابة دروسه وتهيئة سفره و إخراج كتبه، كما هو الحالاليوم.

و العالم الديني أمس لم يكن في الغالبمحصورا في مدينة خاصّة كالنجف و الأزهر وقم اليوم، و إنّما كانت هيئات علميةمتفرّقة في أقطار المسلمين و مدنهم، و بيتكلّ عالم مدرسة تحفّف حولها الطلّاب وتقصد إليه من أماكن مختلفة و بلدان بعيدة.فكان الطالب الديني الذي يريد زيادةالعلم. يقصد كلّ عالم سمع به و عرفبالتحقيق و التدقيق، كما كان يفعل الإمامالشهيد الأوّل..

المقدمة، ص 227

تلامذته و الراوون عنه‏

قرأ على الشهيد الأوّل عدد كبير منالعلماء في كثير من البلدان، و تخرّج عليهفقهاء كبار و علماء عظام. قال المحدّثالنوري نوّر الله مرقده:

اعلم أنّ طرق إجازات علمائنا على كثرتها وتشتّتها تنتهي إلى هذا الشيخ العظيمالشأن، و لم أعثر على طريق لا تمرّ عليهإلّا على قليل أشار إليه صاحب المعالم فيإجازته.

و قال المحدّث القمّي قدّس سرّه:

و من تأمّل إلى طرق إجازات علمائنا علىكثرتها و تشتّتها وجد جلّها أو كلّهاتنتهي إلى هذا الشيخ المعظّم.

و إليك أسماء بعض تلامذته و المجازين منه:

1- جمال الدين المقداد بن عبد الله السيوريالحلّي المعروف بالفاضل المقداد (م 826). وقد تقدّم كلام الشهيد بشأنه في البحث عنمؤلّفاته و آثاره العلمية في ذيل «أجوبةمسائل الفاضل المقداد». و هو يروي عنالشهيد.

2- شمس الدين أبو جعفر محمّد بن تاج الدينأبي محمّد عبد العلي بن نجدة الكركي. أجازهالشهيد في عاشر شهر رمضان سنة سبعين وسبعمائة، و نقلت هذه الإجازة في مجلّدإجازات البحار. و سيأتي في الفصل الثاني منالباب الرابع من هذه المقدّمة وصف الشهيدله في هذه الإجازة و الكتب التي قرأها علىالشهيد.

و نقل الجباعي في مجموعته مكاتبة الشهيدله، حيث قال:

المقدمة، ص 228

من مكاتبة الشيخ السعيد الشهيد شمس الدينمحمّد بن مكّي تهنئة لتلميذه شمس الدينمحمّد بن عبد العلي الكركي:




  • قدمت بطالع السعد السعيد
    و أحييت القلوب و كان كلّ
    و زُرت المصطفى و بنيه حتّى
    و إنّي مشفق و العزم منّي
    لقاؤك من قصيرأو مديد



  • و حيّاكالقريب مع البعيد
    من الأصحاببعدك كالفقيد.
    وصلت إلىالمكارم و السعود.
    لقاؤك من قصيرأو مديد
    لقاؤك من قصيرأو مديد



و نقل الجباعي في مجموعته مطالب في صفحة وقال في آخرها: «كتبت من خطّ الشيخ شمسالدين محمّد بن عبد العلي بن نجدة الكركي».و قال الجباعي أيضا:

- مات محمّد بن عبد العلي بن نجدة سنة ثمانو ثمانمائة، و مات ولده أحمد سنة اثنتين وخمسين و ثمانمائة.

- توفّي الشيخ شمس الدين محمّد بن عبدالعلي تغمّده الله برحمته و أسكنه بحبوحةجنّته بمحمّد و آله و عترته صلوات الله وسلامه عليه و عليهم أجمعين في شهر شعبانسنة ثمان و ثمانمائة هجرية نبوية علىمشرّفها السلام.

3 مزين الدين أبو الحسن علي بن عزّ الدينالحسن بن محمّد الخازن الحائري. أجازهالشهيد في دمشق ثاني عشر شهر رمضان عام 784،و نقلت هذه الإجازة في مجلّد إجازاتالبحار. قال الشهيد في أوّلها بعد البسملة:

اللهمّ إنّا نحمدك و الحمد من نعمك، ونشرك و الشكر من قسمك، و نسألك أن تصلّيعلى سيّدنا محمّد الهادي إلى أممك، و علىأخيه و وصيّه أمير المؤمنين‏

المقدمة، ص 229

علي بن أبي طالب أمينك و حكمك، و علىالآخرين من ذريّتهما أولي أمرك و حكمك. ونرغب إليك في مغفرة ذنوبنا و حسن توفيقنا،و أن تجعلنا ممّن حمل شريعتك فأدّاها كماحملها، و نشرها في أهلها فأحكمها وفصّلها، فإنّ العلم من أشرف الصفات، وناهيك أنّ به ترفع الدرجات و تتقبّلالأعمال الصالحات، و أحد طرقه الرواية عنالإثبات: فطورا بالقراءة و طورا بالمناولةو الإجازة.

و لمّا كان المولى الشيخ العالم التقيّالورع المحصّل، العالم بأعباء العلوم،الفائق أولي الفضائل و المفهوم، زين الدينأبو الحسن علي بن المرحوم السعيد الصدرالكبير العالم عزّ الدين أبي محمّد الحسنابن المرحوم المغفور سيّد الأمناء شمسالدين محمّد الخازن بالحضرة الشريفةالمقدّسة المطهّرة- مهبط ملائكة الله ومعدن رضوان الله، التي هي من أعظم رياضالجنّة المستقرّ بها سيّد الإنس و الجنّة،إمام المتّقين و سيّد الشهداء فيالعالمين، ريحانة رسول الله صلّى اللهعليه وآله و سبطه و ولده أبي عبد اللهالحسين ابن سيّد العالمين أمير المؤمنينأبي الحسن علي بن أبي طالب صلوات اللهعليهم أجمعين- استجاز العبد المفتقر إلىالله تعالى محمّد بن مكّي لطف الله به،فاستخار الله تعالى و أجاز له جميع ما يجوزعنه و له روايته من مصنّف و مؤلّف و منثور ومنظوم و مقروء و مسموع و مناول و مجاز.فممّا صنّفته..

أجاز ابن الخازن لابن فهد الحلّي رحمهماالله، و أورد في إجازته إجازة الشهيد لهبتمامها، و قال بعد إيرادها:

إلى هنا انتهى صورة ما حرّره و إجازة ماكتبه، عظّم الله أجره و عوّضه عمّا وصلهبمحمّد و عترته.

4 شمس الدين محمّد بن علي بن موسى بنالضحّاك الشامي. قال الجباعي في مجموعته:

المقدمة، ص 230

توفّي إلى رحمة الله الشيخ الإمامالعالم، الفقيه الأديب، شمس الدين محمّدبن علي بن موسى بن الضحّاك الشامي أحدتلامذة الشيخ الفاضل العالم شمس الدين بنمكّي ثامن عشري شعبان سنة إحدى و تسعين وسبعمائة، رحمه الله و حشره مع أئمّته. وكان هذا الشيخ من العلماء العقلاء و أولادالمشايخ الأجلّاء، و رفيق شيخه ابن مكّيأوّل اشتغاله بالحلّة. و كان للشيخ الإمامفخر الدين بن المطهر به خصوصية، و كاناشتغاله على شيخه ابن مكّي إلى حين مقتله،و كان يعظّمه جدّا و يشير إليه. و لهمباحثات حسنة و أبيات و أشعار رائقة رقيقةمشهورة.

5- الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن بشارةالعاملي الشقراوي الحنّاط.

قال الطهراني طاب ثراه في البحث عن إجازاتالعلماء:

إجازة شيخنا السعيد الشهيد. كتب هذهالإجازة لجماعة من العلماء الذين قرؤواعليه علل الشرائع للشيخ الصدوق، و هيبخطّه كانت عند صاحب الرياض. تاريخها ثانيعشر شعبان سنة 757. و العلماء المجازون هم:الشيخ جمال الدين أحمد. و الشيخ عزّ الدينأبو محمّد. و الشيخ عزّ الدين أبو عبد الله.و الفقيه عزّ الدين الحسين. و الشيخ زينالدين. و السيّد أبو عبد الله..

و قال الشيخ محمّد رضا شمس الدين بعدالإشارة لهذه الإجازة:.

و فيها بعد أن عدّد أسماء ستّة منهم. قال:«و آخرون كثيرون». فهذا و غيره يدلّ علىكثرة المتلمذين عليه، و أنّهم أضعافالمعروفين من تلامذته.

قال الطهراني في ترجمة الشيخ زين الدينالشقراوي:

من تلاميذ محمّد بن مكّي الشهيد. و المجازمنه. مع خمسة آخرين من‏

المقدمة، ص 231

العلماء الذين قرؤوا عليه علل الشرائع،فكتب لهم الإجازة ثاني عشر شعبان 757. و كانصاحب الترجمة أوّل من ذكرهم، و وصفه بقوله:«الشيخ الأجلّ العالم، العامل الفاضل،الفقيه الكامل، الزاهد العابد، زين الدينأبو الحسن علي بن بشارة العاملي الشقراويالحنّاط.

6- جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن الحسينالكرواني. قال الطهراني في ترجمته:

من تلاميذ الشهيد و المجاز منه مع جمع منالعلماء في ثاني عشر شعبان 757.

و وصفه في الإجازة بـ «الشيخ الفقيهالزاهد العابد جمال الدين أحمد إلخ».

و صورة الإجازة موجودة في الرياض.

7- الشيخ عزّ الدين أبو عبد الله حسين بنعلي العاملي. قال الطهراني في ترجمته:

من تلاميذ الشهيد الأوّل و ثالث الستّةالمجازين منه في إجازة واحدة تاريخها ثانيعشر شعبان 757، كتبها على ظهر علل الشرائع ووصفه فيها بـ «الشيخ الفقيه العالم،العامل الكامل، عزّ الدين إلخ». و صرّحبأنّه قرأ عليه أكثر العلل.

8- الفقيه عزّ الدين الحسين بن محمّد بنهلال الكركي. «و هو رابع العلماء المجازينالستّة منه». قال العلامة السيّد الأمينفي ترجمته:

عالم فاضل فقيه. كتب له الشهيد إجازة ولجماعة غيره من العلماء، و هم‏

المقدمة، ص 232

ستّة مع المترجم. و وصفه فيها بـ «الفقيه».

9- السيّد شمس الدين أبو عبد الله محمّد بنمحمّد بن زهرة الحسيني الحلبي.

قال الطهراني في ترجمته:

أحد العلماء المجازين عن الشهيد في ثانيعشر شعبان 757 في إجازة واحدة.

وصف المترجم له فيها بـ «الفقيه العالمالفاضل المحقّق الورع إلخ». و رأيت بخطّالمترجم له إجازة و إنهاء كتبه لبعضتلاميذه على تحرير القواعد للعلامةالحلّي بعد قراءة التلميذ عليه في مجالسآخرها خامس. من 757. و قد تمزّق بعض كلماته،يقرأ منها ما ذكرت. و النسخة موجودة عندهبة الدين الشهرستاني..

10- الشيخ عزّ الدين حسن بن سليمان بن محمّدالحلّي. أجاز له الشهيد و لجماعة غيره ثانيعشر شعبان عام 757. كان حيّا سنة 802. قال فيإجازته لبعض تلاميذه:.

و أذنت له في روايته عنّي عن شيخي العالمالشهيد وليّ آل محمّد أبي عبد الله محمّدبن مكّي الشامي، عن شيخه السيّد عميدالدين. و كتب عبد الله حسن بن سليمان بنمحمّد في الثالث و العشرين من شهر المحرّمسنة 802 هجرية، و الحمد للّه وحده.

11- أحمد بن الحسن بن محمود. قال الطهرانيطاب ثراه:

الظاهر بل المظنون أنّه كان شيخا يسكن جبلعامل، و كان تلميذ الشهيد محمّد بن مكّيسنة شهادته 786، و يقرأ عليه تصانيفه، و كانيكتب كلّ ما يخرج من كتاب الذكرى..

المقدمة، ص 233

12- السيّد حسن بن أيّوب الشهير بابن نجمالدين بن الأعرج الحسيني.

13- الشيخ رضيّ الدين أبو طالب محمّد أكبرأبناء الشهيد.

14- الشيخ ضياء الدين أبو القاسم علي.

15- الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن. و هوأصغر من أخويه.

16- العالمة أمّ الحسن فاطمة الملقّبة بـ«ستّ المشايخ» بنت الشهيد.

و للوقوف على سائر تلامذته راجع مصادرترجمته.

اعلم أنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني طابثراه قال في ذكر شروح ألفية الشهيد:

شرح ألفية الشهيد، للشيخ جمال الدين أبيالعبّاس أحمد ابن الشيخ شمس الدين محمّدبن فهد الحلّي تلميذ المؤلّف و المتوفّى841.

أقول: هذا سهو بلا ريب، فلم يكن ابن فهد (م841) تلميذ الشهيد، و لم أجد هذا القول لأحدمن العلماء قبل الطهراني، و إنّما يرويابن فهد قدّس سرّه عن بعض تلامذة الشهيدمثل ابن الخازن الحائري و ضياء الدين عليولد

المقدمة، ص 234

الشهيد.

أولاده و زوجته‏

تفيد المصادر أنّ الشهيد خلّف أربعةأولاد: ثلاثة ذكور صاروا من العلماءالأجلاء، و بنتا واحدة صارت عالمة فاضلةاسمها فاطمة لقّبت بـ «ستّ المشايخ» وكنّيت بـ «أم الحسن». أمّا زوجته فكنيتها«أمّ علي» و كانت بدورها عالمة أيضا. قالالشيخ الحرّ العاملي قدّس سرّه فيترجمتها:

أمّ علي زوجة الشهيد كانت فاضلة تقيّةفقيهة عابدة، و كان الشهيد يثني عليها ويأمر النساء بالرجوع إليها.

أمّا أبناؤهم فهم على الترغيب:

1- الشيخ رضي الدين أبو طالب محمّد.

2- الشيخ ضياء الدين أبو القاسم علي.

3- الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن.

قال الشهيد في مقدّمة كتابه الدروسالشرعية:.

فكتبنا في ذلك ما تيسّر من الذكرى والبيان، و عزّزناهما بهذا المختصرللتبيان، لاقتضاء الولدين الموفّقين- إنشاء الله- أبي طالب محمّد و أبي القاسمعلي، دفع الله عنهما الضير و وفّقهما والمؤمنين للخير.

قال الشهيد الثاني رحمه الله:

و قد رأيت خطوط جماعة من فضلائنا بالإجازةلأبنائهم عند ولادتهم، مع‏

المقدمة، ص 235

تاريخ ولادتهم. و شيخنا الشهيد استجاز منأكثر مشايخه بالعراق لأولاده الذين ولدوابالشام قريبا من ولادتهم، و عندي الآنخطوطهم له بالإجازة.

و قال أيضا:

- و أروي جميع مصنّفات و مرويّات السيّدتاج الدين بن معيّة. أيضا عن ولدي شيخناالشهيد أبي طالب محمّد و أبي القاسم ضياءالدين علي عن السيّد تاج الدين المذكوربغير واسطة. و رأيت خطّ هذا السيّد المعظّمبالإجازة لشيخنا السعيد شمس الدين محمّدبن مكّي و لولديه محمّد و علي و لأختهماأمّ الحسن فاطمة المدعوّة ستّ المشايخ ولجميع المؤمنين.

و بالإسناد إلى الشيخ أبي طالب محمّد ولدشيخنا الشهيد جميع مصنّفات و مرويّاتوالده و الشيخ فخر الدين بن المطهّر عنهبغير واسطة بإجازة سبقت منه إليه رحمهمالله..

أخبرنا شيخنا السعيد نور الدين علي بن عبدالعالي إجازة عن الشيخ شمس الدين محمّد بنداود، عن الشيخ ضياء الدين علي، عن والدهالسعيد محمّد بن مكّي..

و قال صاحب المعالم ولد الشهيد الثاني فيإجازته الكبيرة:

- و ذكر والدي رحمه الله أنّه رأي خطّالسيّد تاج الدين بالإجازة للشهيد رحمهالله و لولديه محمّد و علي و لأختهما. والذي وقفت عليه أنا من خطّ هذا السيّدالإجازة للشهيد و لولده محمّد.

- و رأيت أنا بخطّ الشهيد على ظهر نسخةللشاطبية إجازة لولديه محمّد و علي، ذكرفيها أنّه رواها لهما عن عدّة من المشايخقراءة و إجازة. منهم قاضي القضاة برهانالدين بن جماعة بحقّ قراءتي عليه ببيتالمقدس. قال:

المقدمة، ص 236

«و الولدان وفّقهما الله تعالى توفيقالعارفين يشاركاني في هذه الرواية عن قاضيالقضاة إجازة لهما و لأخيهما أبي منصورالحسن»..

و وجدت بخطّ شيخنا الشهيد الأوّل في آخرالإجازة السابقة تحت خطّ الشيخ محمّد بنصالح كاتبها ما هذا لفظه، «. و قد أجزتروايتها و رواية جميع ما صنّفته و ألّفته ورويته لأولادي الثلاثة: رضيّ الدين أبيطالب محمّد، و ضياء الدين أبي القاسم علي،و جمال الدين أبي منصور الحسن. أسأل اللهجلّ جلاله أن يصلّي على محمّد و آل محمّد،و أن يبلّغني فيهم أملي من كلّ خير، و أنيجعلهم أولياء للّه مطيعين له، و أن يجعللهم ذرّية صالحة عالمين عاملين، إنّه أرحمالراحمين».

و قال العالم الجليل علي بن طيّ في إجازتهللشيخ محمّد بن علي بن بدر الدين حسنالشهير بالجبعي في رابع شهر رمضان سنة 851:.

و رؤيتها أيضا له بحقّ الإجازة عن الشيخالجليل بهاء الدين أبي القاسم علي ولدالشيخ الإمام العالم المحقّق خاتمالمجتهدين أبي عبد الله شمس الدين محمّدبن مكّي عن والده المذكور قدّس الله سرّه..

و قال العالم البارع الشيخ يوسف البحرانيفي ترجمة ابن فهد الحلّي رحمهما الله:

يروي عن تلامذة الشيخ الشهيد. و قد رأيتعلى آخر بعض نسخ الأربعين للشهيد منقولاعن خطّ ابن فهد المذكور ما صورته هكذا:

«حدّثني بهذه الأحاديث الشيخ الفقيه ضياءالدين أبو الحسن [كذا، و الصواب: أبوالقاسم‏] علي ابن الشيخ الإمام الشهيد أبيعبد الله شمس الدين محمّد بن مكّي- جامعهذه الأحاديث قدّس الله سرّه- بقرية جزّينحرسها الله‏

المقدمة، ص 237

تعالى من النوائب في اليوم الحادي عشر منشهر محرّم الحرام افتتاح سنة أربع و عشرينو ثمانمائة. و أجاز لي روايتها بالأسانيدالمذكورة و رواية غيرها من مصنّفات والده.

و كتب أحمد بن محمّد بن فهد عفا الله عنه. والحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى الله علىسيّدنا محمّد و آله الطاهرين و صحبهالأكرمين».

و أمّا بنت الشهيد فاطمة رضوان اللهعليهما فقال الشيخ الحرّ العاملي فيترجمتها:

أم الحسن فاطمة المدعوّة بستّ المشايخبنت الشهيد. كانت عالمة فاضلة فقيهة صالحةعابدة، سمعت من المشايخ مدحها و الثناءعليها. تروي عن أبيها و عن ابن معيّة شيخهإجازة. و كان أبوها يثني عليها و يأمرالنساء بالاقتداء بها و الرجوع إليها فيأحكام الحيض و الصلاة و نحوها.

و من التحف الأثرية المتعلّقة بهذهالأسرة وثيقة هذه العالمة الفاضلةلأخويها أبي طالب محمّد و أبي القاسم علي،و قد عثر الشيخ محمّد رضا شمس الدين علىنسخة قديمة منها مكتوبة بماء الذهب و قال:«لا يبعد أن تكون بخطّ يدها».

و إليك نصّ الوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه الذيوهب لعباده ما شاء، و أنعم على أهل العلم والعمل بما شاء، و جعل لهم شرفا و قدرا وكرامة، و فضّلهم على الخلق بأعمالهمالعالية، و أعلى مراتبهم في داري الدنيا والآخرة، و شهد بفضلهم الإنس و الجانّ.

و الصلاة و السلام الأتمّان الأكملان علىسيّدنا محمّد سيّد ولد عدنان، المخصوصبجوامع‏

المقدمة، ص 238

الكلم الحسان، و على آله و أصحابه أهلاللسن و اللسان، و الساحبين ذيول الفصاحةعلى سحبان، و على تابعيهم و من اتّبعهم، مااختلف الجديدان و أضاء القمران.

أمّا بعد، فقد وهبت الستّ فاطمة أمّ الحسنأخويها: أبا طالب محمّدا و أبا القاسمعليّا- سلالة السعيد الإكرام و الفقيهالأعظم، عمدة الفخر و فريد الدهر، عينالزمان و وحيده، محيي مراسم الأئمّةالطاهرين، سلام الله عليهم أجمعين،مولانا شمس الملّة و الحقّ و الدين محمّدبن أحمد بن حامد بن مكّي قدّس سرّه،المنتسب لسعد بن معاذ سيّد الأوس أمّاقدّس الله أرواحهم- جميع ما يخصّها من تركةأبيها في جزّين و غيرها هبة شرعية، ابتغاءلوجه الله تعالى و رجاء لثوابه الجزيل.

و قد عوّضا عليها كتاب التهذيب للشيخ رحمهالله، و كتاب المصباح له، و كتاب من لايحضره الفقيه، و كتاب الذكرى لأبيهم رحمهالله، و القرآن المذهّب المعروف بهديّةعلي بن مؤيّد.

و قد تصرّف كلّ منهم، و الله الشاهد عليهم.و ذلك في اليوم الثالث من شهر رمضانالمعظّم قدره الذي هو من شهور [عام‏] ثلاثةو عشرين و ثمانمائة. و الله على ما نقولوكيل.

شهد بذلك خالهم المقدّم. شهيد الشيخ عليبن. شهد بذلك الشيخ فاضل علوان بن أحمد بنياسر. حسين الصائغ. ابن مصطفى البعلبكي.

[خاتمة] [خاتمة] [خاتمة] و على رأس الورقةتوقيع الشيخ حسن بن علي التوليني و ختمهبماء الذهب، و هذا صورة ما كتبه: «قد اتّصلبي ثبوت هذه الوثيقة بين الأماجدالطاهرين، و علمت ما جرى و رقم فيها بعلماليقين، أجريت عليها بقلم الإثباتبالمشروع و المعقول. و أنا أحقر الورى حسنبن علي التوليني».

قال العلامة السيّد حسن الصدر بعد نقلها:«فانظر إلى إيثارها و كمال‏

المقدمة، ص 239

تعلّقها بكتب الفقه و الحديث».

أقول: كانت منطقة جبل عامل منهلا للعلم والخير و البركة، بحيث قال الشيخ الحرّالعاملي طاب مثواه:

قد سمعت من بعض مشايخنا أنّه اجتمع فيجنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعونمجتهدا في عصر الشهيد و ما قاربه..

ضمّت سلالة الشهيد الأوّل و خلفه علماء ورجالا كبارا، و قد امتدّ هذا الفخر لهمطوال سنوات متوالية. قال مؤلّف ماضي النجفو حاضرها في ذيل عنوان «آل الشهيدالأوّل»:.

من يذكر الأسرة العريقة في العلم والسابقة بالفضل، تسلسلت رجالات العلمفيها، و لا يزال العلم باقيا فيمن يمت بصلةالنسب إلى جدّهم الشهيد..

و تجنّبا للإطالة لم نورد ترجمة لأحفادالشهيد و أسرته، فإن شئت انظر مصادرتراجمهم.

استشهاده‏

استشهد الشهيد في التاسع من جمادى الأولىعام 786 في دمشق بعد

المقدمة، ص 240

حبس دام سنة.

و جدير بالذكر أنّ الشهداء من علماءالشيعة كثيرون، لكنّ أحدا منهم لم يلقّبقبل شيخنا الشهيد بـ «الشهيد»، و لم يشتهربهذا اللقب، و عليه فإنّ لقب «الشهيد»بشكله المطلق، و كذلك «الشهيد الأوّل»، هولقب عرّفت به شخصيتنا التي نخوض غمارحياتها الحافلة.

و قد تداخلتم ظروف عدّة على شهادة الشهيد:فمن جهة كان ارتباط الشهيد بـ «سربداران»و رئيسهم عليّ بن مؤيّد، و نشره للعقيدةالشيعية في جبل عامل و الشام- من جهة أخرى-و سعيه لإقامة مركز ثقل و قوّة للشيعة فيالشام كان له كبير الأثر في شهادته، لكنّالأعداء و المخالفين افتروا عليه التهم واختلقوا الأكاذيب الكبيرة التي لا أساسلها من الصحّة بالمرّة، فتسبّبوا في سجنالشهيد و محاكمته و من ثمَّ استشهاده.

إنّ الخوض في الأسباب و العوامل التي أدّتإلى شهادة الشهيد تحتاج إلى بحث مفصّل، وبما أنّ بعض الكتب الصادرة مؤخّرا التفتإلى هذا الجانب و خاضت فيه، آثرنا نحن عدمالخوض طويلا في هذا المبحث، بل سنكتفيبذكر أمور راجعة إلى استشهاده من مصادرقديمة تجشّمنا عناء كبيرا للوصول إليها:

أ- ما قاله أصحابنا الإمامية

قال العلامة المجلسي قدّس سرّه:

قد وجد بخطّ ولد الشيخ الشهيد على إجازةوالده الشهيد للشيخ ابن الخازن الحائريالتي كانت بخطّ أبيه الشهيد المجيزالمذكور ما هذه صورته:

«استشهد والدي الإمام العلامة كاتب الخطّالشريف شمس الدين أبو

المقدمة، ص 241

عبد الله محمّد بن محمّد بن حامد، شهيداحريقا بعده بالنار، يوم الخميس تاسع جمادىالأولى سنة ستّ و ثمانين و سبعمائة. و كلّذلك فعل برحبة قلعة دمشق».

و كتب على نسخة من الفوائد الملية للشهيدالثاني قدّس سرّه المحفوظة في المدرسةالباقرية في مشهد المقدّسة:

وجدت بخطّ الشيخ رضيّ الدين أبي طالبمحمّد ولد شيخنا السعيد محمّد بن مكّيقدّس الله سرّه- على ظهر كتاب الذكرى بخطّمصنّفه السعيد رحمه الله- ما ملخّصه:

«. و قتل مظلوما شهيدا برحبة القلعة في سوقالجمال بدمشق يوم الخميس تاسع شهر جمادى. وثمانين و سبعمائة، بعد أن سجن عاما، إلّاأيّاما يسيرة بالقلعة، و نقل ثلاثة أبرج[كذا] قدّس الله روحه».

و قال صاحب الرياض طاب ثراه:

رأيت بخطّ الشيخ محمّد بن علي بن الحسنالجباعي تلميذ ابن فهد. في مجموعة بخطّه فيبلدة أردبيل هكذا: وجدت بخطّ ابن راشدالحلّي رحمه الله ما صورته: وجدت بخطّالشيخ الصالح العابد الزاهد عزّ الدين حسنبن سليمان الحلّي [تلميذ الشهيد] رحمهالله:

«استشهد الشيخ الفقيه العالم الصالح أبوعبد الله محمّد بن مكّي في محبّة أئمّةعليهم السلام بعد أن حبس بقلعة دمشق قريبامن سنة ثمَّ قتل ثمَّ أحرق رضوان الله عليهو على أمثاله، و ذلك في يوم الخميس التاسعمن جمادى الأولى من سنة ستّ و ثمانين وسبعمائة».

و قال العلامة المجلسي قدّس سرّه:

وجدت العلامة في بعض المواضع ما هذهصورته: قال السيّد عزّ الدين حمزة بنمحسن‏

المقدمة، ص 242

الحسيني: وجدت بخطّ شيخنا المرحومالمغفور العالم العامل أبي عبد اللهالمقداد السيوري ما هذه صورته:

كانت وفاة شيخنا الأعظم الأكرم، أعني شمسالدين محمّد بن مكّي قدّس [الله‏] سرّه وفي حظيرة القدس سرّه، تاسع جمادى الأولىسنة ستّ و ثمانين و سبعمائة، قتل بالسيفثمَّ صلب ثمَّ رجم ثمَّ أحرق ببلدة دمشق-لعن الله الفاعلين لذلك و الراضين به- فيدولة بيدمر و سلطنة برقوق، بفتوى المالكييسمّى برهان الدين و عبّاد بن جماعةالشافعي. و تعصّب عليه في ذلك جماعة

المقدمة، ص 243

كثيرة بعد أن حبس في القلعة الدمشقيّة سنةكاملة.

و كان سبب حبسه أن وشى به تقيّ الدينالخيامي- بعد جنونه و ظهور أمارة الارتدادمنه- أنّه كان عاملا [كذا]، ثمَّ بعد وفاةهذا الواشي قام على طريقته شخص اسمه يوسفبن يحيى، و ارتدّ عن مذهب الإماميّة، و كتبمحضرا شنّع فيه على الشيخ شمس الدين بنمكّي ما قالته الشيعة و معتقداتهم و أنّهكان أفتى بها الشيخ ابن مكّي. و كتب في ذلكالمحضر سبعون نفسا من أهل الجبل ممّن يقولبالإمامة و التشيّع و ارتدّوا عن ذلك، وكتبوا خطوطهم تعصّبا مع يوسف بن يحيى فيهذا الشأن، و كتب في هذا ما يزيد على الألفمن أهل السواحل من المتسنّنين، و أثبتواذلك عند قاضي بيروت- و قيل: قاضي صيدا- وأتوا بالمحضر إلى القاضي ابن جماعة لعنهالله بدمشق، فنفَّذه إلى القاضي المالكي وقال له: تحكم فيه بمذهبك، و إلّا عزلتك.

فجمع ملك الأمراء بيدمر لعنه الله القضاةو الشيوخ لعنهم الله جميعا، و احضرواالشيخ رحمه الله، و أحصروا المختصر [كذا،ظ: المحضر] و قرئ عليه. فأنكر ذلك و ذكر أنّهغير معتقد له مراعيا للتقيّة الواجبة، فلميقبل ذلك منه، و قيل له: قد ثبت ذلك شرعا ولا ينتقض حكم القاضي.

فقال الشيخ للقاضي ابن جماعة: إنّي شافعيالمذهب و أنت إمام المذهب و قاضيه، فاحكمفيّ بمذهبك. و إنّما قال الشيخ ذلك لأنّالشافعي تجوز توبة المرتدّ عنده. فقال ابنجماعة: حينئذ على مذهبي يجب حبك سنة كاملة،ثمَّ استتابتك، أمّا الحبس فقد حبست و لكنأنت استغفر الله حتّى أحكم بإسلامك. فقالالشيخ: ما فعلت ما يوجب الاستغفار، خوفا منأن يستغفر فيثبتوا عليه الذنب، فاستغلطهابن جماعة لعنه الله و قال: استغفرت فثبت‏

المقدمة، ص 244

الذنب، ثمَّ قال: الآن ما عاد الحكم إليّ،غدرا منه و عنادا منه لأهل البيت عليهمالسلام. ثمَّ قال عبّاد: الحكم إلىالمالكي. فقام المالكي و توضّأ و صلّىركعتين، ثمَّ قال: حكمت بإهراق دمك.فألبسوه اللباس و فعل به ما قلناه من القتلو الصلب و الرجم و الإحراق، و ساعد فيإحراقه شخص يقال له محمّد بن الترمذي، وكان تاجرا فاجرا. لعنة الله عليهم أجمعينمنافقين [كذا]، و حسبهم الله و نعم الوكيل».

و قال القاضي نور الله التستري الشهيدقدّس سرّه ما معربة:

قتل حضرة الشيخ ضحى الخميس التاسع عشر[كذا، و الصواب: التاسع‏] من شهر جمادىالأولى سنة ستّ و ثمانين و سبعمائة فيميدان القلعة بدمشق المجاور لسوق الخليل،ثمَّ صلب و أنزل جثمانه عند العصر و أحرق.

و قال الشيخ الحرّ العاملي طاب ثراه:

و كانت وفاته سنة 786، اليوم التاسع منجمادى الأولى. قتل بالسيف ثمَّ صلب ثمَّرجم ثمَّ أحرق بدمشق في دولة بيدر [كذا] وسلطنة برقوق بفتوى القاضي برهان الدينالمالكي و عبّاد بن جماعة الشافعي، بعد ماحبس سنة كاملة في قلعة الشام، و في مدّةالحبس ألّف اللمعة الدمشقية في سبعةأيّام، و ما كان يحضره من كتب الفقه غيرالمختصر النافع.

و كان سبب حبسه و قتله أنّه وشى به رجل منأعدائه، و كتب محضرا يشتمل على مقالاتشنيعة عند العامّة من مقالات الشيعة وغيرهم، و شهد بذلك جماعة كثيرة، و كتبواعليه شهاداتهم، و ثبت ذلك عند قاضي صيدا،ثمَّ أتوا به إلى قاضي الشام. فحبس سنةثمَّ أفتى الشافعي بتوبته و المالكيبقتله.

فتوقّف عن التوبة خوفا من أن يثبت عليهالذنب و أنكر ما نسبوه إليه للتقيّة.

المقدمة، ص 245

فقالوا: قد ثبت ذلك عليك و حكم القاضي لاينقض و الإنكار لا يفيد. فغلب رأي المالكيلكثرة المتعصبين عليه، فقتل ثمَّ صلب ورجم ثمَّ أحرق قدّس الله روحه. سمعنا ذلكمن بعض المشايخ و رأينا بخطّ بعضهم، و ذكرأنّه وجده بخطّ المقداد تلميذ الشهيد.

و حكى المحدّث البحراني عن الفاضلالمقداد مثل ما نقله العلامة المجلسي عنالفاضل المقداد رحمهم الله، و في حكايتههذه الزيادة:.

قيل له قد ثبت ذلك عليه شرعا و لا ينتقضحكم القاضي. فقال:

الغائب على حجّته، فإن أتي بما يناقضالحكم جاز نقضه و إلّا فلا، و ها أنا أبطلشهادات من شهد بالجرح، ولي على كلّ واحدحجّة بيّنة، فلم يسمع ذلك منه و لم يقبل.فاستغلطه ابن جماعة و أكّد عليه فأبىالاستغفار، فسارّه ثمَّ قال: قد استغفرتفثبت عليك الحقّ..

و قال العلامة السيّد الأمين قدّس سرّه:.

كان ذلك في عهد برقوق إذا كان هو السلطانبمصر، و نائبه بالشام بيدمر. و رأيت في آخرنسخة مخطوطة من كتاب البيان للشهيد ماصورته:

«قتل المصنّف بدمشق في رحبة القلعة ممّايلي سوق الخيل ضحى يوم الخميس تاسع شهرجمادى الأولى سنة 786، و صلب و بقي معلّقاهناك إلى قرب العصر، ثمَّ أنزل و أحرق».

ب- ما قاله علماء العامّة

و فيما قاله علماء العامّة حول استشهادالشهيد الكثير من الأكاذيب و الافتراءات،و لعمري إنّ شهيدنا المظلوم برئ منها.

قال طاهر بن حبيب (م 808) في حوادث سنة 786:

المقدمة، ص 246

و فيها قتل محمّد بن مكّي و عرفة كبيراالرافضة بدمشق و طرابلس، حين تجاهرابالمعاصي و العناد، و تظاهرا بالزندقة فيمخالفة الله و رسوله و موافقة المردة منالعباد، و نأيا عن الحقّ في استماع الأمر،و رأيا رأي النصيرية في تحليل الخمر، وقالا بتعظيمها كالمجوس و أهل الفجور، واعتقدا معتقدهم في أنّها من النور، و خرجابما عندهما من الرفض، و نصبا أنفسهمااللعينة لرفع مقالة أولي الخفض، و دعواإلى إجابة دعوة نصير و الركون إليها، وتغاليها في محبّة ابن ملجم [!؟] و جمع قلوبغير الناس [كذا، و لعلّ الصواب: غيرهما منالناس‏] عليها، و تماديا في الضّلال والإضلال، و ناديا على نفوسهما بقبح الخلالو الإخلال، و لا برحا كذلك إلى أن وصل كلّمنهما أسباب غيّه بأسباب حتفه، و كان كماقيل: «كالباحث عن حتفه بظلفه». و كان قتلمحمّد بن مكّي المذكور تحت قلعة دمشق، وقتل عرفة بطرابلس، عليهما من الله مايستحقّانه.

و قال شمس الدين الجزري (م 833) في ترجمةالشهيد:

محمّد بن مكّي بن محمّد بن حامد أبو عبدالله الجزّيني الشافعي. كذا كتب بخطّه ليفي استدعاء، و لكنّه شيخ الشيعة و المجتهدفي مذهبهم. ولد بعد العشرين و سبعمائة، ورحل إلى العراق، و أخذ عن ابن المطهّر وغيره، و قرأ القراءات على أصحاب ابن مؤمن،و ذكر لي ابن اللبّان أنّه قرأ عليه. و هوإمام في الفقه و النحو و القراءة، صحبنيمدّة مديدة فلم أسمع منه ما يخالف السنّة،و لكن قامت عليه البيّنة بآرائه، فعقد لهمجلس بدمشق، و اضطرّ فاعترف ليحكم بإسلامهالشافعي، فما حكم و جعل أمره إلى المالكي،فحكم بإراقة دمه، فضربت عنقه تحت القلعةبدمشق. و كنت إذا ذاك بمصر. و أمره إلى اللهتعالى.

المقدمة، ص 247

و قال ابن قاضي شهبة (م 851) في حوادث شهرجمادى الأولى من سنة 786:

و في عاشره عقد مجلس للشمس محمد بن مكّيالعراقي الأصل [كذا] المقيم بقرية جزّين، وكان له في السجن مدّة، و أثبت في حقّه محضرعند قاضي بيروت يتضمّن رفضه و إطلاقه فيعائشة و أبيها و عمر رضي الله عنهم عباراتمنكرة، بل مكفّرة على ما أفتى به جماعة منالشافعية و الحنفية و غيرهم، فاجتمعالقضاة و العلماء بدار السعادة و ادّعيعليه عند القاضي المالكي.

فأنكر أن يكون قال شيئا من ذلك، فتوقّفالمالكي توقّفا زائدا فقدّر أنّهماستدرجوا ابن مكّي حتّى اعترف و أقرّ ظنّامنه أنّ ذلك ينفعه، ثمَّ أتى بكلمتيالشهادتين، فسئل المالكي حينئذ الحكمبكفره و إراقة دمه، فقال: حتّى تفتوابزندقته بما وقع منه، فأفتى بذلك المالكيةو بعض الشافعية، فلمّا رأى ابن مكّي الجدّرجع و قال كلاما لم يسمع منه و لم يلتفتإليه. ثمَّ حكم القاضي المالكي بكفره وإراقة دمه و إن تاب، بعد أن استخار اللهتعالى، و جعل حكمه مقيّدا بشرطين: أحدهماأن لا يكون سبقه حكم بإسلامه، الثاني: أنينفّذ القضاة حكمه و يوافقه الحنبلي أيضا،فحكم الحنبلي أيضا بزندقته و إراقة دمه، ونفّذه القاضيان، فأخرج إلى تحت القلعةفضربت عنقه، بعد أن صلّى ركعتين و أتىبكلمتي الشهادة و أظهر الترضّي عن الشيخينو الصحابة. قال ابن حجّي: «و لم يظهر منهجزع و لا خوف، نسأل الله العافية» قال: «وهو مشهور بالرفض لكنّه عالم في الأصول والقراءات و غير ذلك».

و قال ابن حجر العسقلاني (م 852) في حوادثسنة 781:

و فيها قتل محمّد بن مكّي الرافضي بدمشقبسبب ما شهد به عليه من الانحلال و اعتقادمذهب النصيرية و استحلال الخمر الصرف وغير ذلك من القبائح، و ذلك في جمادىالأولى. و أرّخه بعض أصحابنا في سنة ستّ وثمانين. فالله‏

المقدمة، ص 248

أعلم. و ضربت عنق رفيقه عرفة بطرابلس، وكان على معتقده.

و قال أيضا في وفيات سنة 786:

محمّد بن مكّي العراقي [كذا]، كان عارفابالأصول و العربية فقتل على الرفض و مذهبالنصيرية في جمادي الأولى، و قد تقدّمذكره في حوادث سنة إحدى و ثمانين. و اللهأعلم.

و قال ابن فهد المكّي (م 871) في وفيات سنة 786:

و بدمشق الشمس محمّد بن مكّي العراقيالمقيم بحويزة [كذا، ظ: بجزّين‏] الرافضيمقتولا على الرفض.

و قال ابن العماد الحنبلي (م 1089) في وفياتسنة 786:

و فيها محمّد بن مكّي العراقي الرافضي،كان عارفا بالأصول و العربية، فشهد عليهبدمشق بانحلال العقيدة و اعتقاد مذهبالنصيرية و استحلال الخمر الصرف، و غيرذلك من القبائح، فضربت عنقه بدمشق فيجمادى الأولى، و ضربت عنق رفيقه بطرابلس،و كان على معتقده.

كانت هذه نماذج من أقوال علماء العامّة فيمقتل الشهيد، و هي نسج من الافتراءات والأباطيل، و لقد أجاد العلامة الأميني طابثراه حيث قال- بشأن ما قاله ابن العماد فيهذه القصّة-:

و للمؤرّخ أبي الفلاح عبد الحيّ بن العمادالحنبلي. ما يقضي منه العجب ممّا «تكادالسموات يتفطّرن منه و تنشق الأرض و تخرّالجبال هذا». و يشهد الله و الحقيقة و كتبالفقيد الشهيد أنّه براء من تلكم النسب، وفي منتأى عنها، غير أنّ المؤرّخ يتحرّىتبرير عمل من ارتكب تلكم الجريرة بنحتأعذار مفتعلة. هذه خلاصة ما ارتكبوه منالفظائع في هذه الفاجعة و ما تشبّثوا بهممّا

المقدمة، ص 249

يبرّر أعمالهم..

و قال العلامة السيّد الأمين طاب مثواهبعد نقله لكلام ابن فهد المكّي الذي مرّآنفا:

و هذا تحريف من النسّاخ فصحّف «العاملي»بـ «العراقي» و المقيم بجزّين «بحويزة». وانظر إلى ما تفعله العداوة و النصب، فينسبرجل من أجلاء علماء المسلمين إلى انحلالالعقيدة و اعتقاد مذهب النصيرية و استحلالالخمر الصرف، و غير ذلك من الفضائح، لأجلستر القبائح ممّن لقي الله بدمه، و لا عجبفقد قال شامي لأصحاب علي عليه السلام فيصفّين: «نقاتلكم لأنّكم لا تصلّون وصاحبكم لا يصلّي».

نعم، لم يكن ذنب الشهيد سوى الترويج والدعوة لعقيدته الشيعية الحقّة و السعيلنشرها، و ما آثار الشهيد و مصنّفاته-خاصّة رسالة «العقيدة الكافية» الواردةسابقا في ضمن البحث عن مؤلّفات الشهيد وآثاره العلمية- إلّا خير دليل على براءساحته المقدّسة من الاتّهامات التي ساقهاله المخالفون.

و قد أنشد الشهيد أثناء حبسه في قلعة دمشقأشعارا يخاطب فيها بيدمر حاكم دمشق يبرّئساحته من الاتّهامات التي نسبت إليه، و منجملة هذه الأبيات:




  • يا أيّها الملك المنصور بيدمر
    إنّي لداع لكم في كلّ آونة
    لا تسمعن فيّ أقوال الوشاة فقد
    و الله و الله إيمانا مؤكّدة
    الفقه و النحو و التفسير يعرفني
    ثمَّالأصول و القران و الأثر



  • بكمخوارزم و الأقطار تفتخر
    و ما جنيتلعمري كيف أعتذر؟
    باؤوابزور و إفك ليس ينحصر
    إنّي برئمن الإفك الذي ذكروا
    ثمَّالأصول و القران و الأثر
    ثمَّالأصول و القران و الأثر



خدمة المملوك المظلوم و الله: محمّد بنمكّي الشامي.

المقدمة، ص 250

و قال بعض المعاصرين في ردّ هذهالاتّهامات:

أمّا لجهة السبّ فإنّي أميل إلى تبرئةالرجل منه. لقد حقّق الشهيد خلال سنينعديدة صلات طيّبة بالمراكز العلميةالسنّية في المنطقة، و قرأ على كثير منشيوخها، و ظلّ حتّى أواخر عمره يقيم مدداغير قصيرة في دمشق، حيث كسب لنفسه مركزاعلميا ممتازا و تقديرا. و نسجّل هنا شهادةالجزري التي يقول فيها: «صحبني مدّة مديدةفلم أسمع منه ما يخالف السنّة». و هذايدلّنا على دقّة الرجل، حتّى لقد كان يحرصو هو يخطّ اللمعة الدمشقية أن لا يطّلععليه أحد. رجل كهذا في دقّته و مرونته و سعةأفقه لا يمكن أن يلجأ إلى النيل و السبّ، وعلى كلّ حال فلما ذا يفعل؟! في تقديرنا إنّهذا السبب ليس أكثر من ترديد لتهمةتاريخية ضدّ الشيعة كانت دائما أرخص وأيسر وسيلة للاستشارة عليهم.

نعم، كان الشهيد يراعي التقيّة، و دعا فيآخر إجازته لابن الخازن- التي كتبها فيدمشق قبل شهادته بسنتين تقريبا أي ثانيعشر شهر رمضان عام 784- للصحابة، حيث قال:

و الحمد للّه أبد الآبدين، و صلّى اللهعلى أفضل الخلائق أجمعين. و عترتهالطيّبين الطاهرين و صحبة الأخيارالمنتجبين.

و قال صاحب الرياض:

نقل عنه رحمه الله أنّه كان في الأيّاميشتغل بتدريس كتب المخالفين و يقرئهم و لمتحصل له فرصة لتدريس كتب الشيعة لشدّةالتقيّة إلّا في الليل بقدر ما بين المغربو العشاء، فكان يدرّس في ذلك الوقت الشيعةحين الخلوة في بيت معيّن عمله تحت الأرض.

المقدمة، ص 251

و كان بينه و بين علماء السنّة مخالطة كمايبدو ممّا مرّ و صرّح به الشهيد الثاني. وقال بعض المعاصرين:

و من حرص الشهيد على توحيد الكلمة. كانيخفي ما كان بيده من كتابه حين كان يزورهأعلام السنّة في مجلسه، حتّى أنّه عدّ منكراماته أنّه حينما ابتدأ بكتابه اللمعةالدمشقية لم يمرّ عليه زائر من علماءالسنّة و وجهاء دمشق إلى أن تمّت كتابة هذهالرسالة في سبعة أيّام.

و هذه الرواية تدلّ على حرص الشهيد أوّلاعلى عدم إثارة المسائل الخلافية، والمحافظة على وحدة الكلمة بين المسلمين فيظروف اجتماعية مضطربة.

و تدلّ ثانيا على أنّ بيت الشهيد كان آهلابمختلف الطبقات من علماء و وجهاء و شيعة وسنّة من دمشق و خارجها.

و لم يبق الشهيد. في دمشق عاطلا عن العمل والنشاط، و لم ينتقل من جزّين إلى دمشق لغيرسبب. فقد حاول أوّلا أن يكوّن لنفسه مكانةمرموقة في الأوساط الاجتماعية و الفكرية،و هو عمل جبّار إذا لاحظنا الظروف التيعاشها الشهيد و الفجوات الكبيرة التي كانتبين السنّة و الشيعة في ذلك الوقت. و قد كانالخلاف في وقته قائما على قدم و ساق بينالسنّة و الشيعة، و من ورائها كانتالصليبية تغذّيها و تلهمها بمختلفالوسائل، و كانت الحكومات تجد في ذلك كلّهإلهاء لذهنية المسلمين و تخديرا لنفوسهم.

و عليه فإنّ الاتّهامات التي ساقها لهعلماء العامّة جاءت صرفا لتبرير عمليةقتله الفجيعة رحمة الله عليه، و الذي يبدوأنّ خطوات الشهيد السياسية و نشاطاته هيالتي أدّت إلى قتله من قبل الحكام، كما قالبعض المعاصرين:.

مسألة أخيرة تتّصل بقتل محمّد بن مكّيربما كانت هي السبب الأوّل و الأخير فيقتله، و هي صلته بحليف شيعي علوي لتيمور هوالسلطان علي بن‏

المقدمة، ص 252

مؤيّد ملك خراسان. الذي كانت بينه و بينالشهيد «مودّة و مكاتبة على البعد إلىالعراق ثمَّ إلى الشام». و ممّا يكمل هذاالاتّجاه أنّ السلطان المذكور أرسل رسولاإلى الشهيد. يستقدمه إليه. و لكنّ الشهيدآثر أن يبقى حيث هو، و أرسل إليه رسالةاللمعة بقصد تفقيهه في المذهب الإمامي ومساعدته في تنظيم دولته على أساس منه. وبهذا يبدو أنّ قتل الشهيد الأوّل كان أدخلفي السياسة منه في العقيدة..

و ممّا يدلّ على نشاطات الشيعة في عصرالشهيد نصّ التوقيع المسهب الذي أوردهالقلقشندي في صبح الأعشى- و فيه الكثير منالافتراءات على الشيعة- نورد لكم خلاصته:

قال القلقشندي:

و هذه نسخة توقيع كريم- بمنع أهل صيدا وبيروت و إعمالهما- من اعتقاد الرافضة والشيعة و ردعهم، و الرجوع إلى السنّة والجماعة، و اعتقاد مذهب أهل الحقّ، و منعأكابرهم من العقود الفاسدة و الأنكحةالباطلة، و التعرّض إلى أحد من الصحابةرضوان الله عليهم أجمعين، و أن لا يدعواسلوك طريق أهل السنّة الواضحة، و يمشوا فيشرك أهل الشكّ و الضلال، و أنّ كلّ منتظاهر بشي‏ء من بدعهم قوبل بأشدّ عذاب وأتمّ نكال، و ليخمد نيران بدعهمالمدلهمّة، و ليبادر إلى حسم فسادهم بكلّهمّة، و تصريفهم عن التهوّك في مهالكأهوائهم إلى ما نصّ عليه الشرع و اعتبره، وتطهير بواطنهم من رذالة اعتقادهم الباطلإلى أن يعلنوا جميعهم بالترضي عن العشرة،و ليحفظ أنسابهم بالعقود الصحيحة، وليداوموا على اعتقاد الحقّ و العملبالسنّة الصريحة- في خامس عشرين جمادىالآخرة سنة أربع و ستّين و سبعمائة، و هي:

المقدمة، ص 253

«. و قد بلغنا أنّ جماعة من أهل بيروت وضواحيها، و صيدا و نواحيها، و أعمالهاالمضافة إليها، و جهاتها المحسوبة عليها،و مزارع كلّ من الجهتين و ضياعها، وأصقاعها و بقاعها، قد انتحلوا هذا المذهبالباطل و أظهروه، و عملوا به و قرّروه، وبثّوه في العامّة و نشروه، و اتّخذوه دينايعتقدونه، و شرعا يعتمدونه، و سلكوامنهاجه، و خاضوا لجاجه، و أصّلوه وفرّعوه، و تديّنوا به و شرعوه، و حصّلوه وفصّلوه، و بلّغوه إلى نفوس أتباعهم ووصّلوه، و عظّموا أحكامه، و قدّمواحكّامه، و تمّموا تبجيله و إعظامه، فهمبباطله عاملون، و بمقتضاه يتعاملون، ولإعلام علمه حاملون، و للفساد قابلون، وبغير السداد قائلون، و بحرم حرامه عائذون،و بحمى حمايته لائذون، و بكعبة ضلالهطائفون، و بسدّة شدّته عاكفون، و إنّهميسبّون خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، و يستحلّون دم أهل السنّة منالمسلمين، و يستبيحون نكاح المتعة ويرتكبونه، و يأكلون مال مخالفيهم وينتهبونه، و يجمعون بين الأختين فيالنكاح، و يتديّنون بالكفر الصراح، إلىغير ذلك من فروع هذا الأصل الخبيث، والمذهب الذي ساوى في البطلان مذهبالتثليث. فأنكرنا ذلك غاية الإنكار، وأكبرنا وقوعه أشدّ أكبار، و غضبنا للّهتعالى أن يكون في هذه الدولة للكفر إذاعة،و للمعصية إشادة و إشاعة، و للطاعة إخافة وإضاعة، و للإيمان أزجى بضاعة، و أوردنا أننجهز طائفة من عسكر الإسلام، و فرقة من جندالإمام، تستأصل شأفة هذه العصبة الملحدة،و تطهّر الأرض من رجس هذه المفسدة، ثمَّرأينا أن نقدّم الإنذار، و نسبق إليهمبالأعذار، فكتبنا هذا الكتاب، و وجّهناهذا الخطاب، ليقرأ على كافّتهم، و يبلّغإلى خاصّتهم و عامّتهم، يعلمهم أنّ هذهالأمور التي فعلوها، و المذاهب التيانتحلوها، تبيح دماءهم و أموالهم، و تقتضيتعميمهم بالعذاب و استئصالهم، فإنّ مناستحلّ ما حرّم الله تعالى و عرف كونه منالدين ضرورة فقد كفر، و قد قال الله تعالىوَ أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِإِلَّا ما قَدْ سَلَفَ عطفا على ما حكمبتحريمه، و أطلق النصّ فتعيّن حمله علىتعميمه، و قد انعقد على ذلك‏

المقدمة، ص 254

الإجماع، و انقطعت عن مخالفة الأطماع، ومخالفة الإجماع حرام بقول من لم يزل سميعابصيرا وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْبَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى‏ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِالْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً. ونكاح المتعة منسوخ، و عقده في نفس الأمرمفسوخ، و من ارتكبه بعد علمه بتحريمه واشتهاره، فقد خرج عن الدين بردّه الحقّ وإنكاره، و فاعله إن لم يتب فهو مقتول، وعذره فيما يأتيه من ذلك غير مقبول، و سبّالصحابة رضوان الله عليهم مخالف لما أمربه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منتعظيمهم، و منابذ لتصريحه باحترامهم وتبجيلهم، و مخالفته عليه السلام فيما شرعهمن الأحكام، موجبة للكفر عند كلّ قائل وإمام، و مرتكب ذلك على العقوبة سائر، و إلىالجحيم صائر. و من قذف عائشة أمّ المؤمنينرضي الله عنها بعد ما برّأها الله تعالىفقد خالف كتابه العظيم، و استحقّ من اللهالنكال البليغ و العذاب الأليم، و على ذلكقامت واضحات الدلائل، و به أخذ الأواخر والأوائل، و هو المنهج القويم، و الصراطالمستقيم، و ما عدا ذلك فهو مردود، و منالملّة غير معدود، و حادث في الدين، و باعثمن الملحدين، و قد قال الصادق في كلّمقالة، و الموضّح في كلّ دلالة: «كلّ محدثةبدعة و كلّ بدعة ضلالة»، فتوبوا إلى اللهجميعا، و عودوا إلى الجماعة سريعا، وفارقوا مذهب أهل الضلالة، و جانبوا عصبةالجهالة، و اسمعوا مقالة الناصح لكم فيدينكم و عوا، و عن الغيّ ارجعوا، و إلىالرشاد راجعوا، و إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السموات و الأرض باتّباعالسنّة بادروا و سارعوا، و من كان عندهامرأة بنكاح متعة فلا يقربها، و ليحذر منغشيانها و ليتجنّبها، و من نكح أختين فيعقدين فليفارق الثانية منهما فإنّ عقدهاهو الباطل، و إن كانتا في عقد واحدفليخرجهما معا عن حبالته و لا يماطل، فإنّعذاب الله شديد، و نكال المجرم في الحميمكلّ يوم يزيد، و دار غضب الله تناديبأعدائه: «هل من مزيد»، فلا طاقة لكمبعذابه، و لا قدرة على أليم عقابه، و لامفرّ للظالم منه و لا خلاص، و لا ملجأ و لامناص، فرحم الله تعالى امرأ نظر لنفسه، واستعدّ لرمسه، و مهّد

المقدمة، ص 255

لمصرعه، و وطّأ لمضجعه، قبل فوات الفوت، وهجوم الموت، و انقطاع الصوت، و اعتقالاللسان، و انتقال الإنسان، قبل أن تبذلالتوبة و لا تقبل، و تذري الدموع و تسبل، وتنقضي الآجال، و ينقطع الأمل و يمتنعالعمل، و تزهق من العبد نفسه، و يضمّهرمسه، و يرد على ربّه و هو عليه غضبان، وإنّ سخطه عليه بمخالفة أمره قد بان، و لاينفعه حينئذ الندم، و لا تقال عثرته إذازلّت به القدم، و قد أعذر من أنذر، و أنصفمن حذّر، فإنّ حزب الله هم الغالبون، والذين كفروا سيغلبون، و سيعلم الذين ظلمواأيّ منقلب ينقلبون. ألهمنا الله و إيّاكمرشدنا، و وفّق إلى مراضيه قصدنا، و جمعنا وإيّاكم على الطاعة، و أعاننا جميعا علىالسنّة و الجماعة، بمنّه و كرمه».

كما تلاحظون فقد ساق التوقيع مختلف التهمللشيعة، و مهما تكن فهي ترشدنا و تقودناإلى نشاطات الشيعة المتأثّرة بفعّالياتالشهيد الأوّل آنذاك.

نضيف إلى ذلك أنّ الحكّام أعدموا في عصرالشهيد في مدينة دمشق بالتحديد ثلاثة منالشيعة في الأعوام 744، 755 و 766، حيث كانت سوققتل الشيعة بتهمة كونهم «رافضة» دائرة.يقول كبير علماء السنّة ابن كثير الدمشقيفي حوادث شهر جمادى الأولى من سنة 744:

و في صبيحة يوم الاثنين الحادي و العشرينمنه قتل بسوق الخيل حسن ابن الشيخالسكاكيني على ما ظهر منه من الرفض الدالّعلى الكفر المحض، شهد عليه عند القاضي شرفالدين المالكي بشهادات كثيرة تدلّ علىكفره، و أنّه رافضي جلد، فمن ذلك تكفيرالشيخين رضي الله عنهما، و قذفه أمّيالمؤمنين عائشة و حفصة رضي الله عنهما، وزعم أنّ جبريل غلط فأوحى إلى محمّد، وإنّما كان مرسلا إلى علي، و غير ذلك منالأقوال الباطلة القبيحة قبّحه الله، و قدفعل. و كان والده الشيخ محمد السكاكينييعرف مذهب الرافضة و الشيعة جيّدا، و كانتله أسئلة على مذهب أهل الخير، و نظم في ذلكقصيدة أجابه‏

المقدمة، ص 256

فيها شيخنا الإمام العلامة شيخ الإسلامابن تيمية رحمه الله. و ذكر غير واحد منأصحاب الشيخ أنّ السكاكيني ما مات حتّىرجع عن مذهبه، و صار إلى قول أهل السنّة،فالله أعلم. و أخبرت أنّ ولده حسنا هذاالقبيح كان قد أراد قتل أبيه لمّا أظهرالسنّة.

و يقول أيضا في حوادث سنة 755:

نادرة من الغرائب في يوم الاثنين السادسعشر من جمادى الأولى اجتاز رجل من الروافضمن أهل الحلّة بجامع دمشق و هو يسبّ أوّلمن ظلم آل محمّد، و يكرّر ذلك لا يفتقر، ولم يصلّ مع الناس و لا صلّى على الجنازةالحاضرة، على أنّ الناس في الصلاة، و هويكرّر ذلك و يرفع صوته به. فلمّا فرغنا منالصلاة نبّهت عليه الناس فأخذوه و إذاقاضي القضاة الشافعي في تلك الجنازة حاضرمع الناس. فجئت إليه و استنطقته من الذيظلم آل محمّد؟ فقال: «أبو بكر الصديق»،ثمَّ قال جهرة و الناس يسمعون: «لعن اللهأبا بكر و عمر و عثمان و معاوية و يزيد»،فأعاد ذلك مرّتين، فأمر به الحاكم إلىالسجن، ثمَّ استحضره المالكي و جلدهبالسياط، و هو مع ذلك يصرخ بالسبّ و اللعنو الكلام الذي لا يصدر إلّا عن شقيّ. و اسمهذا اللعين علي بن أبي الفضل بن محمّد بنحسين بن كثير قبّحه الله و أخزاه، ثمَّلمّا كان يوم الخميس سابع [كذا، و الصواب:تاسع‏] عشره عقد له مجلس بدار السعادة وحضر القضاة الأربعة و طلب إلى هناك، فقدّرالله أن حكم نائب المالكي بقتله، فأخذسريعا فضربت عنقه تحت القلعة، و حرقهالعامّة و طافوا برأسه البلد و نادوا عليه:«هذا جزاء من سبّ أصحاب رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم».

و قد ناظرت هذا الجاهل بدار القاضيالمالكي و إذا عنده شي‏ء ممّا يقوله‏

المقدمة، ص 257

الرافضة الغلاة، و قد تلقّى عن أصحاب ابنمطهّر أشياء في الكفر و الزندقة، قبّحهالله و إيّاهم.

و يقول أيضا في حوادث شهر جمادى الآخرة منسنة 766:

قتل الرافض الخبيث و في يوم الخميس سابععشره أوّل النهار وجد رجل بالجامع الأموياسمه محمود بن إبراهيم الشيرازي، و هويسبّ الشيخين و يصرّح بلعنتهما، فرفع إلىالقاضي المالكي قاضي القضاة جمال الدينالمسلاتي فاستتابه عن ذلك و أحضر الضرّابفأوّل ضربة قال: «لا إله إلا الله، علي وليالله»، و لمّا ضرب الثانية لعن أبا بكر وعمر، فالتهمه العامّة فأوسعوه ضربامبرّحا بحيث كاد يهلك، فجعل القاضييستكفهم عنه فلم يستطع ذلك، فجعل الرافضييسبّ و يلعن الصحابة، و قال: «كانوا علىالضلال». فعند ذلك حمل إلى نائب السلطنة وشهد عليه قوله بأنّهم كانوا على الضلالة،فعند ذلك حكم عليه القاضي بإراقة دمه،فأخذ إلى ظاهر البلد فضربت عنقه و أحرقتهالعامّة قبّحه الله. و كان ممّن يقرأبمدرسة أبي عمر، ثمَّ ظهر عليه الرفضفسجنه الحنبلي أربعين يوما، فلم ينفع ذلك،و ما زال يصرّح في كلّ موطن يأمر فيهبالسبّ حتّى كان يومه هذا أظهر مذهبه فيالجامع. و كان سبب قتله قبّحه الله، كماقبّح من كان قبله و قتل بقتله في سنة خمس وخمسين.

قال البغدادي في ترجمة الشهيد:

محمّد بن جمال الدين مكّي. العامليالجزّيني (الجزّين على وزن السكّين:

المقدمة، ص 258

موضوع [كذا، ظ: موضع‏] في البحرين) هو منغلاة الشيعة، مات مقتولا بدمشق سنة 782اثنتين و ثمانين و سبعمائة.

و في كلامه هذا عدّة أخطاء:

أ- استشهاد الشهيد في عام 782 خطأ قطعا، والصحيح هو عام 786.

ب- قوله: «الجزّين. موضع في البحرين» أيضاخطأ فاحش، بل هو موضع في لبنان.

ج- قوله: «هو من غلاة الشيعة» أيضا باطل، وبطلانه واضح لمن له أدنى دراية.

قال الشيخ محمّد رضا شمس الدين:

الذي أراه أنّ الشهيد سجن مرّتين: أوّلاقبل أن يقتل بأربع أو خمس سنين، و فيه ألّفاللمعة.، و ثانيا قبل أن يقتل بسنة، و هوالذي استشهد بعده.

أقول: هذا الكلام لا يوجد من يؤيّده فيالمصادر التاريخية، و لم يقل أحد أنّالشهيد سجن مرّتين، و بحثنا حول أنّالشهيد لم يؤلّف اللمعة في السجن عندالتطرّق إلى مؤلّفات الشهيد في ذيل عنوان«اللمعة الدمشقية». و الذي يبدو أنّ ما حدابالشيخ شمس الدين إلى هذه المقالة هو قولالشيخ الحرّ العاملي: «و في مدّة الحبسألّف اللمعة الدمشقية في سبعة أيّام»، ولكنّنا أشرنا فيما تقدّم إلى عدم صحّة هذهالمقولة، هذا أوّلا، و ثانيا فإنّ الشيخالحرّ العاملي اعتبر تأليف الشهيد للّمعةالدمشقية في نفس السجن الذي أدّى إلىشهادته و كان في السنة الأخيرة من حياته،لأنّ الشيخ الحرّ قال:

و كانت وفاته سنة 786. بعد ما حبس سنة كاملةفي قلعة الشام، و في مدّة

المقدمة، ص 259

الحبس ألّف اللمعة الدمشقية.

و على هذا- و لو أذعنا للفرض المحال بأنّالشهيد ألّف اللمعة في السجن اعتمادا علىقول العاملي طاب مثواه- فإنّ هذا الأمر لايقودنا إلى أنّ الشهيد سجن مرّتين.

و كما تقدّم- نقلا عن تلميذ الشهيد الفاضلالمقداد- فإنّ الشهيد قتل بالسيف، ثمَّصلب ثمَّ رجم ثمَّ أحرق ببلدة دمشق، و علىهذا فليس له قبر يزار، و هو كما يقولالشاعر الفارسي:




  • بعد از وفات تربت ما در زمين مجوى
    درسينه‏هاى مردم عارف مزار ماست



  • درسينه‏هاى مردم عارف مزار ماست
    درسينه‏هاى مردم عارف مزار ماست



و لكن قال الشيخ محمّد رضا شمس الدين:

إنّه لم يعرف وجود قبر للشهيد، لأنّه أحرقجسده و ذري في الهواء. و قيل: «إنّه جمعرفاته بعد الاحتراق و دفن بالشام». و قدأخبرني بعض أدباء النجف المعروفين أنّهشاهد قبره و عليه اسمه في الشام. و لبعدناعنها الآن لم يتيسّر لنا البحث عن ذلك.

و مهما يكن فقد مضى الشهيد بمآثر كبيرة وأعمال جليلة و أياد بيضاء على الفقه والشريعة، خلّدته و درجت اسمه في سجلّالخالد بن من المجاهدين و العاملين فيسبيل الإسلام. فرحمه الله يوم ولد، و رحمهالله يوم استشهد في سبيل الله، و رحمه يوميحشر.

المقدمة، ص 261

الفصل الثاني غاية المراد

كتاب «غاية المراد في شرح نكت الإرشاد»واحد من الآثار الفقهية القيّمة للشهيدالأوّل رحمه الله. و هو شرح لإرشاد الأذهانللعلامة أعلى الله مقامه. و قد سمّاهالشهيد في مقدّمته «غاية المراد في شرحنكت الإرشاد»، و قد جاء اسمه هكذا في نسخةالمخطوطة، لكنّ الشهيد أورده في إجازتهلابن نجدة و ابن الخازن تحت عنوان «غايةالمراد في شرح الإرشاد»، و الظاهر أنّكلمة «نكت» أسقطها للاختصار. و ذكرهالشهيد في كتابه الدروس مرّتين باسم «شرحالإرشاد»، حيث قال: «و قد بيّنّاه في شرحالإرشاد»، «و قد حرّرنا هذه المسألة فيشرح الإرشاد». و كذلك عبّر عنه بعض الفقهاءبـ «شرح الإرشاد» كالشهيد الثاني و الشيخالأنصاري، كما أنّ الشهيد الثاني قد عبّر

المقدمة، ص 262

عنه أيضا بـ «حاشية الإرشاد» أو «الشرح».و كذلك الشيخ الأنصاري أطلق عليه تارة«غاية المراد» كما أنّ صاحب الجواهر يعبّرعنه بهذا الاسم - و أخرى «نكت الإرشاد»، وأطلق عليه هذا الاسم أيضا العلامةالمجلسي. و ذكره أصحاب التراجم أيضا تحتالعناوين التالية: «شرح الإرشاد»، «غايةالمراد في شرح نكت الإرشاد» و «نكتالإرشاد».

إن غاية المراد شرح للمواضع المشكلة والصعبة في إرشاد الأذهان من أوّل الإرشادإلى آخره، و ما قاله بعض أصحاب التراجم منأنّه إلى «كتاب الأيمان» فهو خطأ كبير.

لقد نسب العلامة الأميني قدّس سرّه هذاالكتاب إلى الشهيد الثاني، بينما هوللشهيد الأوّل قطعا، و اسم شرح الإرشادللشهيد الثاني إنّما هو «روض الجنان فيشرح إرشاد الأذهان». و كأنّ سهو العلامةالأميني طاب ثراه هنا إنّما نشأ من أنّالعلامة العظيم المولى محمّد باقرالمجلسي قدّس سرّه نسب هذا الكتاب إلىالشهيد الثاني ضمن تعداده لآثار الشهيدالثاني، مع أنّه في ذكره‏

المقدمة، ص 263

لمؤلّفات الشهيد الأوّل أيضا نسب كتاب«نكت الإرشاد»- الذي هو نفس غاية المراد-إلى الشهيد الأوّل. فهو بدل أن يكتب «روضالجنان» كتب «غاية المراد» سهوا، ضمنتعداده لآثار الشهيد الثاني، و هذا سهوقلمي لا علمي، و هو قدّس سرّه أجلّ و أرفعمن أن يقع في مثل هذا الاشتباه. و قالتلميذه صاحب الرياض بهذا الشأن:

و قال الأستاد الاستناد أيّده الله تعالىفي أوّل البحار: «. و كتاب غاية المراد.للشهيد الثاني». و أقول: غاية المرادللشهيد الأوّل في شرح الإرشاد، و أمّا شرحالشهيد الثاني عليه فقد سمّاه روض الجنانفي شرح إرشاد الأذهان.

تاريخ تأليف غاية المراد

دوّن الشهيد هذا الكتاب في جزئين: الجزءالأوّل يبتدئ من أوّل الكتاب و ينتهي بآخركتاب العطايا، و الجزء الثاني يبتدئ منكتاب النكاح و ينتهي بآخر كتاب الديات، وهو الكتاب الأخير من إرشاد الأذهان. و فرغمن تأليف الجزء الثاني زوال الخميس منتصفذي القعدة الحرام سنة 757 بالحلّة، كما جاءفي آخر كثير من مخطوطاته، منها نسخ «ن»،«ع»، «س» و «م».

و ذكره الشهيد في إجازته لابن نجدة فيعاشر شهر رمضان عام 770 فقال:

«فممّا سمعه عليّ من مصنّفاتي كتاب غايةالمراد في شرح الإرشاد». و دعا لشيخه فخرالمحقّقين رفع الله درجاته (م 771)- في شرحقول العلامة في كتاب العتق: «و لو كان عليهدين بقدر ماله فهو معسر» - بـ «دوامالظلّ»، و هذا

المقدمة، ص 264

دليل على أنّه صنّفه في زمن حياة شيخه فخرالمحقّقين رضوان الله عليهما.

ذكر الشهيد في غاية المراد رسالتهالمسمّاة «خلاصة الاعتبار في الحجّ والاعتمار» بقوله: «و قد كنت ذكرت فيرسالة.». و كذلك أشار إلى كتابه «البيان»،لكنّ القسم الذي ذكر فيه الشهيد اسمالبيان غير موجود في جميع النسخ، منها «ض»و «ح»، بل جاء في بعض النسخ مثل «م» و «ن»في الحاشية دون المتن، و الظاهر أنّالشهيد أضاف القسم الذي أشار فيه إلىكتابه البيان بعد الفراغ من تأليف غايةالمراد و شروعه في تأليف البيان، لأنّهأرجع في البيان إلى مؤلّفه الآخر ذكريالشيعة، و نعلم أنّه فرغ من تأليف الجزءالأوّل من ذكري الشيعة في أواخر عمرهالشريف أعني عام 784- و لم يسمح له الأجلبتأليف أكثر من هذا الجزء- كما تقدّم فيالفصل الأوّل من هذا الباب من مقدّمةالتحقيق في البحث عن مؤلّفات الشهيد وآثاره العلمية في ذيل «ذكري الشيعة».

القيمة الفقهية لغاية المراد

بالإضافة إلى المزايا الكبيرة التييتحلّى بها مؤلّف هذا الكتاب باعتبارهواحدا من أعاظم الفقهاء و من أدقّهم، فإنّله قيما و خصائص هي:

أ- خلافا لعدد من مؤلّفات الشهيد كالدروسو البيان و الذكرى الناقصة، فإنّ غايةالمراد مجموعة كاملة عالجت بالشرحالموارد المبهمة و المشكلة من أوّل إرشادالعلامة إلى آخره، و بحث في أبوابالعبادات بالاختصار جدّا خلافا لسائرالأبواب، و هو لهذا كتاب كامل.

ب- بذل الشهيد غاية جهده للعناية بالمسائلالخلافية بين فقهاء الشيعة- كالمواسعة والمضايقة- و خاض فيها خوضا عميقا و مسهبا،و لم يطرق غالبا

المقدمة، ص 265

أبواب المسائل السهلة و الواضحة.

ج- نقل الشهيد فيه مطالب من الفقهاء وأساتذته كفخر الدين و عميد الدين، كانواقد ذكروها مشافهة و لم يوردوا بعضها فيمصنّفاتهم، على سبيل المثال قال الشهيد:

- قال شيخنا المرتضى الإمام عميد الدينقدّس الله روحه في الدرس..

- نقله شيخنا عميد الدين طاب ثراه فيالدروس عن مفيد الدين..

- سمعت من شيخنا الإمام فخر الدين ولدالمصنّف أنّه رجع عن هذه المسألة.

- اعلم أنّ المحقّق نجم الدين أورد سؤالاهنا، و أجاب عنه في كتابه إجمالا و في درسهتفصيلا و تقريره. هكذا نقل عن المحقّق فيالدروس.

- و اعلم أنّ شيخنا المرتضى عميد الدين.قال في شرح مشكلات القواعد و سمعنا منه فيالدروس مشافهة إنّ..

د- تتبّع الشهيد و متابعته النصوص واحد منمميّزات غاية المراد، انظر على سبيلالمثال قول الشهيد:

- و نقل عن الشيخ في الخلاف منع إمامةالأعمى، لعدم تحرّزه من النجاسات غالبا. ولم أجده في الكتاب.

- هذا الفرع من خصوصيات المصنّف رحمه الله.

المقدمة، ص 266

- و هذان الفرعان لم أظفر بهما لأحد سبقفلينظرا.

- و اعلم أنّي تصفّحت كتب أصحابنا رضوانالله عليهم، فلم أجد أحدا قال بالضمان فيهذه الصورة إلّا المصنّف رحمه الله في هذاالكتاب، و حكم في التحرير بالضمان فيهاثمَّ استشكله، و قد نصّ نجم الدين والمصنّف في باقي كتبه على عدم الضمان..

- و اعلم أنّه لم يرد في كتب متقدّميالأصحاب إلّا الوقف على الكافر غيرالمبسوط، فإنّه صرّح بالذمّي، و الظاهرأنّ مراد الأصحاب ذلك.

- و أمّا الأولاد الأصاغر فقد نقل المصنّفعن الشيخ هنا و في التحرير أنّه حكمباسترقاقهم، و كذا نقله شيخنا عميد الدينرحمه الله في الكنز عن الشيخ في النهاية، ولم أجده في شي‏ء من كتب الشيخ، و هما أعرفبما قالا، و أمّا المفيد رحمه الله و سلارو ابن حمزة فحكموا بالاسترقاق. و لعلّالمصنّف أراد بالشيخ هنا المفيد رحمهالله، و لكنّه غير ما اعتقاد إطلاقه.

- و ما عليه المعظم كالشيخ الصدوق و ابنأبي عقيل و أبي الفضل الجعفي صاحب الفاخر والشيخ أبي عبد الله المفيد و الشيخ أبيجعفر في النهاية و المبسوط و الخلاف و ابنالبرّاج في المهذّب و الكامل و الموجز والصهرشتي في التنبيه و ابن حمزة و أبيمنصور الطبرسي في الكافي و ابن إدريس والمحقّق و الإمام المصنّف، فإنّ هؤلاء لميستثنوا المعتاد و لا غيره على ما طالعتهمن كتبهم في هذا الباب، و لعلّ بعضهم وافقفي غير هذه الكتب أو فيها في موضع آخر. ونقل شارح المختصر عن أتباع الشيخ و عن ابنإدريس موافقة الشيخ في القول الأوّل‏

المقدمة، ص 267

مشكوك فيه.

- التقيد في سنّ الصبيّ بالعود قبل السنةغريب جدّا، فإنّي لم أقف عليه في كتب أحدمن الأصحاب مع كثرة تصفّحي لها ككتبالشيخين و ابن البرّاج و ابن حمزة و ابنإدريس و ابني سعيد و غيرهم من القائلينبالأرش مع العود و ابن الجنيد و من تبعه.، ولا في رواياتهم، و لا سمعت من أحد من الذينلقيتهم. و إنّما هذا شي‏ء اختصّ بهالمصنّف قدّس الله روحه فيما علمته فيجميع كتبه التي وقفت عليها، حتّى أنّه فيالتحرير علّله بأنّه الغالب، و لا أعلموجه ما قاله، و هو أعلم بما قال..

هـ- و من الخصائص الأخرى لغاية المرادأنّه نقل مطالب كثيرة من كتب و رسائل قدماءالأصحاب- تلك الكتب و الرسائل التي فقدت ولم تصل إلينا- التي لم ينقلها الآخرونأمثال ابن إدريس و المحقّق و الفاضل الآبيو العلامة و فخر الدين رحمهم الله فيمصنّفاتهم التي وصلت إلينا. و قد قال فيحقّ الشهيد أحد كبّار الفقهاء: «توفّرتعند الشهيد آثار و مصنّفات القدماء والأوّلين أكثر ممّا توفّر عند المحقّق والعلامة، و قد نقل عنها الكثير».

و فيما يلي سنذكر أسماء الكتب و الرسائلالتي أوردها الشهيد في الجزء الأوّل منغاية المراد فقط حسب تجزئتنا، و نقل عنهامطالب، و هي آثار مفقودة ليست بينظهرانينا اليوم- و هذه المطالب التيأوردها الشهيد في مصنّفاته لم يكن يوردهامن تقدّمه من الفقهاء في آثارهم فيما وصلبأيدينا من كتبهم المطبوعة، و لهذا تتجسّدإمامنا أهمّية هذا الأمر أكثر-:

1- الكامل، لابن البرّاج طاب ثراه (هذاالجزء، ص 505).

2- الروضة، لابن البرّاج طاب ثراه (هذاالجزء، ص 15).

المقدمة، ص 268

3- الموجز، لابن البرّاج طاب ثراه (هذاالجزء، ص 16).

4- البشرى، للسيّد أحمد بن طاوس طاب ثراه(هذا الجزء، ص 78).

5- الفاخر، لأبي الفضل الجعفي طاب ثراه(هذا الجزء، ص 155).

6- الواسطة، لابن حمزة طاب ثراه (هذاالجزء، ص 274، 281، 283، 501).

7- المنهج الأقصد، لنجيب الدين محمّد بنأبي غالب طاب ثراه (هذا الجزء، ص 18).

8- المفيد في التكليف، للشيخ أبي الحسنمحمّد بن محمّد البصروي طاب ثراه (هذاالجزء، ص 72).

9- غاية الإحكام في تصحيح تلخيص المرام،للعلامة الحلّي طاب ثراه (هذا الجزء، ص 431،448).

10- النيّات، لقطب الدين الراوندي طاب ثراه(هذا الجزء، ص 37).

11- النيّات، لمعين الدين المصري طاب ثراه(هذا الجزء، ص 37).

12- الرافع، لركن الدين الجرجاني طاب ثراه(هذا الجزء، ص 25).

13- الحاوي، لركن الدين الجرجاني طاب ثراه(هذا الجزء، ص 25).

14- رسالة في المضايقة، لورّام بن أبي فراسطاب ثراه (هذا الجزء، ص 99، 104، 105).

15- رسالة في المضايقة، للشيخ أبي الحسنعلي بن منصور بن تقي الحلبي طاب ثراه (هذاالجزء، ص 99).

16- رسالة في قضاء الفوائت، للشيخ يحيى بنسعيد الحلّي طاب ثراه (هذا الجزء، ص 101).

17- رسالة في الإيراد على تعريف القواعدللطهارة، لنصير الدين القاشي (هذا الجزء،ص 21).

المقدمة، ص 269

كذلك نقل الشهيد عن الكثير من كبارالعلماء و لم يسنده إلى كتاب خاصّ منهم، ومن هؤلاء العلماء- ممّا ذكرهم في الجزءالأوّل من غاية المراد حسب تجزئتنا-:

1- أبو عبد الله الحسين بن الغضائري رحمهماالله (هذا الجزء، ص 71).

2- مفيد الدين محمّد بن جهيم رحمهما الله(هذا الجزء، ص 71- 72).

3- أبو عبد الله الصهرشتي رحمه الله (هذاالجزء، ص 240).

4- البزنطي رحمه الله (هذا الجزء، ص 281).

5- السيّد ضياء الدين بن الفاخر رحمهماالله (هذا الجزء، ص 100).

6- أبو علي الحسن بن طاهر الصوري رحمهماالله (هذا الجزء، ص 100).

7- سديد الدين محمود الحمّصي رحمه الله(هذا الجزء، ص 100).

8- أبو صالح الحلبي (هذا الجزء، ص 151).

9- أبو الفضل الجعفي صاحب الفاخر المعروفبالصابوني رحمه الله (هذا الجزء، ص 151، 241،247، 250، 281، 349).

و يجب أن نضيف هنا أنّ المطالب المنقولةفي غاية المراد من هؤلاء الأعاظم لم تردفيما قبلها من المصنّفات- مثل السرائرلابن إدريس و آثار المحقّق الحلّي والعلامة و فخر الدين طيّب الله مضاجعهم-ممّا وصل إلينا و طبع. و قد استثنينا في هذهالقائمة الموارد التي نقلها الشهيد عن كتبأو شخصيات- مثل ابن بابويه و ابن أبي عقيل وابن الجنيد قدّست أسرارهم- و أوردهاالعلماء الذين تقدّموا على الشهيد مثلالمحقّق و الفاضل الآبي و العلامة و فخرالدين رحمه الله.

و ممّا تجدر إليه الإشارة أنّ الشهيد نقلفي غاية المراد ثلاث روايات لم أعثر عليهافي المصادر المتقدّمة على الشهيد، و هذهالروايات وردت في هذا الجزء 135، 335، 450

المقدمة، ص 270

و فيما عدا الجزء الأوّل- حسب تجزئتنا- فقدأورد الشهيد في الأجزاء الأخرى لغايةالمراد مطالب من كتب تعدّ اليوم مفقودة، ونقل أيضا مطالب من أشخاص ليست آثارهمبحوزتنا اليوم، و ربما لم ترد هذه المطالبفي الكتب الفقهية الموجودة اليوم التيتقدّمت على الشهيد مثل آثار العلامة. و منهذه الكتب:

1- الملاذ، للسيّد أحمد بن طاوس رحمه الله.

2- الرائع، للراوندي رحمه الله.

3- الكافي لأبي منصور الطبرسي رحمه الله.

4- التنبيه، للصهرشتي رحمه الله.

5- رسالة صفي الدين محمّد بن معد العلويالموسوي رحمهما الله.

و- و من الخصائص الأخرى لغاية المرادالنظم الجميل و التقسيم الدقيق للمسائل،فالشهيد لم يخلط الفروع المختلفة بعضهابالبعض الآخر، و على سبيل المثال نقارنبين التقسيم و التنظيم الذي أورده الشهيدفي باب الارتماس في كتاب الصوم من غايةالمراد مع نفس البحث في مختلف العلامة،فنلاحظ أنّ المبحث في المختلف قد اختلطبعضه ببعض و لم يتمّ فيه تمييزا لفروعبعضها عن البعض الآخر.

ز- أشار الشهيد في غاية المراد إلى بعضالأخطاء الواردة في أسناد روايات كتابالتهذيب و عدد من الكتب الفقهية، و إلىموارد الخطإ في النقل في تصانيف عدد منالفقهاء، على سبيل المثال قال الشهيد:.

و في بعض نسخ التهذيب- و نقله في المختلف-:«عن الحسن بن يقطين» و فيه حذف رجلين، لأنّالحسن رواه عن أخيه الحسين عن عليّ بنيقطين، كما هو في الاستبصار.

المقدمة، ص 271

ربما ينسب إلى ابن إدريس و هو خطأ..

في الخلاف و الاستبصار: لا يفسد. كذا نقلهابن إدريس- و الذي ذكره في الاستبصار بعدإيراد الرواية..

هذا، و الكتاب مشتمل على أبحاث نافعة وفوائد قيّمة نشير هنا إلى واحدة منها و هيأنّه يفهم من كلمات الشهيد في غاية المرادأنّه كانت تحت يده- أو شاهد- النسخ الأصليةأو النسخ القيّمة لعدد من الكتب التي نقلعنها، على سبيل المثال نورد نماذج منكلامه لتأييد مقولتنا هذه:

- هذا القول ليس في أكثر نسخ الكتاب، ولكنّه ملحق بغير خطّ المصنّف على الأصل.

- هكذا أورده المحقّق في المعتبر، رأيتهبخطّه.

- و لقد شاهدتها في خطّ الشيخ بيده فيالنهاية، و عليها همزة مفردة إيذانابأنّها مهموزة..

- إنّ شيخنا الإمام فخر الدين دام ظلّه ولدالمصنّف طاب ثراه أصلحها عملا بالإذنالعامّ له من والده، فجعلها «معسر»، و كتبعليها بخطّه..

- و هو في بعض نسخ المقنعة، وجدته بخطّ ابنإدريس رحمه الله و نسبه إلى نسخة عليها خطّالمفيد رحمه الله، مع أنّ في أصل نسخة ابنإدريس بالمقنعة محض مذهب الشيخ أبي جعفررحمه الله الآتي و هو في أكثر النسخ، و قدصرّح به المفيد رحمه الله في‏

المقدمة، ص 272

موضع آخر من المقنعة.

- هذه المسألة مضروب عليها في أصل المصنّفالذي بخطّه، و هي موجودة في أكثر النسخ. وأنا نقلتها من خطّه في أصلي.

منهج الشهيد في غاية المراد

سبق في ذيل العنوان المتقدّم أعني«القيمة الفقهية لغاية المراد» بعضالكلام ممّا يدلّنا على منهج الشهيد فيهذا الكتاب، و الآن نضيف:

أ- الشهيد في الغالب ينقل الروايات منتهذيب الشيخ، إلّا في المواضع التي يصرّحفيها بخلاف ذلك، فربما نراه عبّر عن روايةما بـ «الصحيحة» و هو في الكافي «حسنة»لوجود إبراهيم بن هاشم- على المشهور- وهكذا. بالرغم من أنّ الشهيد عبّر عنالروايات التي ورد في إسنادها إبراهيم بنهاشم في التهذيب بـ «الحسنة».

ب- لم ينقل الشهيد في غاية المراد مطالبتذكر من فقهاء العامّة، و ما أورده عنهمنادر جدّا، و قال في موضع:.

و الذين أشار إليهم الشيخ من العلماء غيرمعتبري القول، فإنّ الظاهر أنّهم منالعامّة، و القول للخاصّة. و لم يصرّح أحدمنهم قبله بهذا فيما علمته.

ج- عبّر الشهيد في بعض الأحيان عن الرسائلالمكتوبة في موضع واحد بـ «المسألة»، علىسبيل المثال قال:.

ورّام بن أبي فراس رضي الله عنه صنّف فيهامسألة حسنة القواعد جيّدة المقاصد.

المقدمة، ص 273

عليّ بن منصور بن تقيّ الحلبي عمل فيهامسألة طويلة..

نقله عنه ولده يحيى في مسألته في هذاالمقام..

كابن إدريس، فإنّه قال في المسألةالمسمّاة «خلاصة الاستدلال»..

و أيضا فإنّ أبا الصلاح الحلبي أطلق«المسألة» على «الرسالة»، حيث قال:

و استيفاء ما يتعلّق بهذا الفنّ من الكلاميطول، و قد بسطناه في مقدّمة كتاب العمدة،و مسألتي «الشافية» و «الكافية».

و قبل هذين العلمين استخدم النجاشي طابثراه هذا التعبير في البحث عن آثار الشيخالمفيد قدّس سرّه كقوله: «مسألة في تحريمذبائح أهل الكتاب».

د- شهد علم أصول الفقه- خاصّة الأصولالعملية- منذ زمان الشيخ الأنصاري طابمثواه تطوّرات كبيرة، و بما أنّ بعض مباحثهذا العلم لم ينقّح في زمان الشهيد، ربماصادفتنا موارد- جاء بها الشهيد- متعارضة والمباني العلمية المثبتة اليوم في علمالأصول، على سبيل المثال:

تمسّك بعضهم في مسألة بأصالة البراءة، وقال العلامة في ردّه في المختلف:

«أصالة البراءة معارضة بالاحتياط»، و قالالشهيد في جواب العلامة:

«المعارضة بالاحتياط لا يقاوم الأصل، إذالظنّي لا يعارض القطعيّ».

و أيضا حرّم العلامة في المختلف شمّالرياحين على المحرم، و احتجّ بأدلّة

المقدمة، ص 274

منها الاحتياط. و ردّه الشهيد بقوله: «. ومعارضة الاحتياط بالأصل».

و قال في موضع آخر: «و الاحتياط معارض بأصلالبراءة».

هنا نلحظ أوّلًا أنّ البراءة و الاحتياطلا يتعارضان أبداً و لكلّ منهما مجراهالخاصّ، ثانيا أنّ كليهما أصل، و لكلّمنهما قيمة متساوية، و لا يمكن القول بأنّالاحتياط دليل ظنّي و البراءة دليل قطعي.

و في بعض الأوقات استدلّ الشهيد أوّلابالأصل- كالاستصحاب- ثمَّ بالرواية. معأنّه لا تصل النوبة إلى التمسّك بالأصل(الدليل الفقاهي) مع وجود الدليلالاجتهادي.

هـ- امتاز قلم الشهيد بالإيجاز و المتانة،فقد ذكر المطالب الكثيرة بعبارات قصيرة وعابرة، و على هذا فإنّ تحقيق آثاره يمتازبالتعقيد و الغموض نوعا. و قد أورد عباراتالفقهاء- و أحيانا الروايات- بتلخيص شديد،فعلى سبيل المثال قال العلامة في المختلففي بيان تقصير الصلاة في صيد التجارة:.

و لأنّه سفر مباح، و كلّ مباح يجب فيهالقصر. أمّا الصغرى فلأنّ التقدير ذلك، ولانتفاء وجوه القبح عنه، إذ طلب التجارةإمّا واجب أو مستحبّ، و أقلّ مراتبهالإباحة إذا خلت عن المفاسد، و لأنّه موجبلقصر الصوم، و لو لم يكن سائغا لما جازالإفطار.

و أمّا الكبرى فظاهرة، لأنّ القول بوجوبقصر الصوم مع القول بوجوب الإتمام فيالصلاة ممّا لا يجتمعان، و الأوّل ثابتفينتفي الثاني.

أمّا بيان عدم الاجتماع فلأنّ مناطالترخّص قصد المسافة مع تسويغ السفر،لأنّه لو لم يكن كذلك لما جاز القصر فيالصوم عملا بالمقتضي، و هو قوله تعالى«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ».، «فَمَنْشَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَفَلْيَصُمْهُ» السالم عن معارضة كونالقصر المخصوص مناطا، و إذا كان القصدالمخصوص مناطا

المقدمة، ص 275

وجب تأثيره في صورة النزاع عملا بالمقتضي.

و حكاه الشهيد عنه في غاية المراد بتلخيصشديد فقال:.

و لأنّه سفر مباح الإفطار، و كلّ مباحيقصران فيه للتنافي بين قصر الصوم وإتمامها، لأنّ مناط الرخصة القصد المباحللمسافة، و إلّا لحرم الإفطار لقوله تعالى«فَمَنْ شَهِدَ» لسلامته عن معارضة كونالقصد مناطا، فيؤثّر في الصلاة عملابالمقتضي.

و قال فخر الدين في بيان تحمّل الكفّارةعن الأجنبية و الأمة المكرهتين علىالجماع:.

و لأنّ الجماع له فاعل و هو الرجل، و محلّقابل و هو المرأة، و كلّ منهما يوجبالكفّارة، و فعلها في القبول ليس إلّابترك الممانعة، فإذا أكرهها كان فاعلا لهو في المحلّ القبول، لأنّ المكره كالآلةفهو فاعل لهذه الصفة الثبوتية، و الصادرعن المرأة إذا فرض عدم ملكة، و بواسطتهيحصل القبول، فهو أقوى منها في فعلهابالإكراه، فهو أولى بترتّب أثر القبول،فهو أقوى منها في فعلها بالإكراه فهو أولىبترتّب أثر القبول عليه و هو الكفّارة.

و حكاه الشهيد عنه في غاية المراد بتلخيصشديد فقال:

و ربما قيل: لأنّ الفاعل المكره أقوى منتارك المنع، أعني المطاوع الذي يكفّرقطعا.

نقل الشهيد الثاني إيرادات العلامة نصيرالدين القاشي على تعريف العلامة فيالقواعد للطهارة، حيث قال:

أ- يخرج بقوله: «غسل بالماء» غسلالارتماس، لأنّ الغسل بالماء هو إجراؤهعلى البدن، و لم يحصل هاهنا إلّا تباعدأجزاء الماء عن أمكنتها ليخلو للبدن‏

المقدمة، ص 276

الداخل فيه مكان يشغله، و مرور البدن علىالأجزاء المائية و إن حصل لكنّه ليس بغسل.

ب- يخرج الوضوء بالمسح فيما إذا كان الوجهو اليدان مجروحة و عليها جبائر لا يمكننزعها و لا إيصال الماء إلى البشرة، فإنّالحكم هاهنا المسح بالماء، و هو خارج عنه.

ج- يخرج الوضوء مطلقا، فإنّه مركّب من غسلبالماء و مسح به، و كلّ مركّب من شيئينمتغايري الوجود لا يصدق كلّ منهما على ذلكالمركّب، فلا يصدق على الوضوء أنّه غسلبالماء، و ظاهر أنّه ليس مسحا بالتراب.

و هذه الثلاثة واردة على عكسه.

و الشهيد الأوّل ردّ هذه الإيراداتالثلاثة إلى إيراد واحد، و لخّصها تلخيصاشديدا، فقال:

يخرج الوضوء المطلق و الطهارة المسحيّةكوضوء المسح و تيمّم الثلج و الارتماسيّة.

و سيأتي في ذيل العنوان الآتي أعني «بعضآراء الشهيد في غاية المراد» ما يرتبطبمنهج الشهيد في الكتاب أيضا.

بعض آراء الشهيد في غاية المراد

قد ذكرنا في الفصل الأوّل من هذا الباب منالمقدّمة بعض آراء الشهيد في سائر آثاره،و نورد هنا بعض آرائه الواردة في غايةالمراد:

أ- الشهيد يرى التبعيض في حجّية الخبر،بمعنى أنّه إذا سقطت حجّية قسم من الحديثللمعارضة أو لسبب آخر فإنّ باقي الحديث لايسقط عن الحجّية، على سبيل المثال: فيموثّق أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليهالسلام: «الكذبة تنقض الوضوء و تفطّرالصائم». قال الشهيد: أجاب العلامة عن هذهالرواية

المقدمة، ص 277

بأنّها متروكة الظاهر، فإنّ الكذب لاينقض الوضوء إجماعا، ثمَّ قال الشهيد:

«و جوابه: لا يلزم من تركها في أحدمقتضييها تركها في الآخر».

و قال أيضا في موضع آخر:

لا يقال: إنّ في الروايتين زيادة لاتقولون بها و هي. فنقول:. نترك الزيادةلقيام الدليل على عدم اعتبارها من فيبقىما عداها.

ب- قد تكلّم الشهيد أحيانا حول بعض رجالالحديث، منها قوله:

- قلت: و هذه في طريقها السكوني، و هوعامّي، و الشيخ المصنّف أورده في من لايعتمد عليه في الخلاصة. و الأولى عدمالاعتماد على ما ينفرد به، فإنّ الأصحاب وإن اعتبروا رواية بعض المخالفين إلّا أنّهمع التنصيص على توثيقه، و هذا لم ينصّواعلى توثيقه، و كفى بمذهبه جارحا.

- الطريق إلى مسمع ضعيف جدّا. و لو احتجّبما رواه النوفلي عن السكوني. قلنا:السكوني ضعيف أيضا، و النوفلي ضعيف. و قدتوقّفت أنت- فيما يرويه- في الخلاصة،فحينئذ الأولى العمل على المشهور منالتفصيل لرواية جميل.

- و في الطريق أبان بن عثمان، و فيه ضعف.

- و في طريقها سهل بن زياد، و ضعّفه الشيخفي مواضع و النجاشي و ابن الغضائري، ومحمّد بن حسن بن شمّون، و هو غال ضعيف جدّامتهافت، و عبد الله بن عبد الرحمن الأصمّ،و هو ضعيف ليس بشي‏ء.

المقدمة، ص 278

ج- أورد الشهيد في الكتاب بعض الآراء فيأصول الفقه، و لمجرّد الإشارة نورد هنانماذج من أقواله فحسب:

- و بالجملة العمدة فتوى مشاهير الأصحاب. والأولى العمل بفتوى الأصحاب، و هو الحجّةهنا، و لا تعويل على الرواية، و لهذا عملبها من طرح أخبار الآحاد بالكلّية.

- فالأكثر من الأصحاب- و يكاد يكون إجماعامنهم- على النجاسة. و لعلّه الحجّة.

- المعتبر إفادة الظنّ الذي اعتبرهالشارح.

- الإجماع المنقول بخبر الواحد حجّة.

- التكليف يكفي فيه الظنّ الغالب، لأنّامتعبّدون به في كثير من الأحكام.

- العادة ليست حجّة على الشرع مع تسليمعادتهم.

- المفرد المحلي بلام الجنسية للعموم، والعامّ كالناصّ على الجزئيّات.

- النكرة في سياق النفي تعمّ، و العبرةبعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- فإن قيل: نزلت الأولى في جابر. قلنا: لوسلّم فالعبرة بعموم اللفظ.

- فلو وجب لتأخّر البيان عن وقت الحاجة، وهو باطل بالاتّفاق.

المقدمة، ص 279

- مفهوم الحصر حجّة لما تقرّر في فنّالأصول.

- فعل النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يدلّعلى الوجه، و قد تقرّر في الأصول.

- الأمر بالشي‏ء يستلزم النهي عن ضدّه، والنهي مفسد.

- الأمر بالشي‏ء نهي- أو مستلزم للنهي- عنضدّه، و الحصولان متضادّان لتضادّالأكوان هنا، و النهى مفسد..

- و أجاب ابن إدريس و المحقّق و المصنّف فيالمختلف بعدم ثبوت الإجماع بخلافالمرتضى، و قد نقله عنه الشيخ. و يشكل بأنّمخالفة المعروف لا يقدح عندنا.

- و قد يعلم نسبتها [أي الفتوى‏] إليهمعليهم السلام باشتهارها و إن كان أصلهاضعيفا، كما يعلم مذاهب الطوائف بنقلأتباعهم.

- إنّ المذهب قد يعرف بخبر الواحد الضعيفلاشتماله على القرائن.

د- نحن نعلم أنّ الأخذ و العمل بالقياسمردود في الفقه الشيعي، و هناك مواردرفضها الشهيد على أنّها قياس، و الالتفاتإلى هذه الموارد يوضح إمامنا أنواعالاستدلالات التي عدّها الشهيد قياسا،على سبيل المثال نلفت أنظار القارئ الكريمإلى الأمثلة التالية:

قال الشهيد في البحث عن شراء الماء للوضوءبأزيد عن ثمن المثل:.

و يحتمل عدم الوجوب مطلقا، لأنّ التحصيلإنّما يصرف إلى المعهود، و الشراء بالغبنغير معهود، خصوصا الفاحش، و لأنّه لو نجسثوبه لم تقرض‏

المقدمة، ص 280

النجاسة عند عدم الماء، فكذلك هنا.

و يمكن الجواب بمعارضة الحقيقة اللغويةالراجحة هنا، و الثاني قياس، مع معارضةالنصّ أو الظاهر.

في زكاة الفطرة بعد زوال العيد و عدمعزلها قال بعضهم يجب القضاء، قال الشهيد:.

و به قال المصنّف في المختلف و.، لعموم «قدأفلح من تزكّى».، و أحاديثنا، و عدمالمعارض، إذ ليس إلّا خروج وقت الأداء و لايصلح. قال في المختلف: «كخروج وقت الدينو.». قلت: قياس محض.

و قال في بحث الحقنة في كتاب الصوم:

و صرّح في المختلف بوجوب القضاءبالحقنتين، لأنّه وصل إلى جوفه المفطّرفأشبه الابتلاع. و يشكل بأنّه قياس محض، وبانتقاضه بمضمضة الصلاة.

و قال في بحث الاجتزاء بنيّة واحدة لشهررمضان كلّه:

و الأكثر. على الاجتزاء بالنيّة الواحدةللشهر كلّه. و ادّعى المرتضى و الشيخالإجماع، و هو الحجّة إن تحقّق.

و ربما قيل: عبادة واحدة حرمته واحدة، ويخرج منه بمعنى واحد هو الفطر، فهو كصلاةواحدة. و هذا إلزامي، لأنّه قياس.

و قال في محرّمات الإحرام:

حرّم المفيد و المصنّف في المختلف شمّالرياحين. لأنّ الطيب موجود و هو علّةالتحريم- بالمناسبة و الدوران، فيثبتالتحريم هنا. و القياس باطل، خصوصا ما علّلبالمناسبة و الدوران..

و قال في بحث الأصحيّة المنذورة:

المقدمة، ص 281

و الحمل على السياق [أي سياق الهديالمقتضي لتعيّنه للذبح و لو لم يتقدّم نذر]قياس.

هـ- قد تكلّم الشهيد في بعض الأحيان بشأنبعض علمائنا العظام، و فيما يلي نوردنماذج من ذلك:.

و حملها الصدوق على الموطوءة بملك اليمينفي الأئمة و الذمّية. قلت:

و هذا يدلّ على شدّة الاضطلاع الشيخالصدوق رحمه الله بعلم القواعد الأصولية وتعمّقه فيها، مع كثرة حفظه و جودة ضبطه رضيالله عنه..

فزال ما ذكره ابن إدريس من المؤاخذة للشيخالمضطلع بالأدب و غيره..

و هو أنسب، لشدّة اطّلاع ابن إدريس علىتصانيف الشيخ و غيره.

- و الظاهر أنّه مراد الشيخ أبي جعفر رحمهالله، كذا صرّح به ابن البرّاج في الكامل والموجز، و هو تلميذ الشيخ رحمه الله ومختصّه، فلعلّه سمع منه أنّ ذلك هو المراد.و كذلك ابن إدريس ذكر أنّ المراد ذلك.

و- في الختام نورد ثلاث فوائد من فوائدغاية المراد:

قال الشهيد في بحث المواسعة و المضايقة:

هذه المسألة من مهمّات مسائل هذا العلم، وهي المعركة العظمى بين الإمامية رحمهمالله، و أقوالهم التي وصلت إلينا سبعة.

و قال بمناسبة:

المقدمة، ص 282

و بعض أهل الخلاف منع من لفظ الصلاة علىغير الأنبياء. و من العجب المنع في حقّ عليعليه السلام و أبنائه و قد قال تعالى «وَأَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ»، و كانتالنفس المدعوّة عليّا عليه السلام. ذكرهالمفسّرون، و لأنّا قد بيّنّا جوازه فيآحاد الناس، فكيف يمتنع في أهل البيتعليهم السلام؟! و قال في الأمة المشتركة وتحليلها من الشريك:

و له [يعني العلامة الحلّي‏] طاب ثراهمنام كتبه بخطّه على نسخة كتاب القواعد وذكره في المسائل المدنية: أنّه رأي والدهسديد الدين رحمه الله، و هو يبحث في هذهالمسألة، و قد منع من جوازها، و استدلّبأنّ سبب البضع لا يتبعّض. فأجابه والدهبأنّ التبعّض هنا غير حاصل، لأنّا لا نقول:إنّ بعضها حلال بالملك فإذا حلّلها حلّالبعض الآخر بالتحليل، بل كلّها حرام، وبالتحليل حلّت جميعها، فالسبب متّحد.

و أقول: مع كونه رؤيا فيه نظر، لأنّه مسلّمأنّ الجميع حرام قبل التحليل، و لكن عندالتحليل لم يستفد الحلّ من التحليل خاصّة،و إلّا لم تحلّ له، ضرورة أنّ التحليليختصّ بالشقص المملوك، فلا بدّ من القولبحلّ الشقص الآخر، و لا سبب له إلّا الملك.و الحقّ الجواز.

هذا، و في الكتاب أبحاث أدبية قيّمة وفوائد نافعة لم نتعرّض لها في هذهالمقدّمة لطول المقال، و الحمد للّه علىكلّ حال.

الكتب التي تأثّر بها غاية المراد

كانت بحوزة الشهيد لدى تصنيفه غايةالمراد جملة كبيرة من كتب القدماء- كتب ليسكثير منها بين ظهرانينا اليوم- فاستفادمنها بكثرة، فواحدة من محاسن غاية المرادكثرة المصادر فيها، و بالإضافة إلى كتبالفقه استفاد الشهيد

المقدمة، ص 283

من كتب الحديث و التفسير و اللغة و الأدب وأصول الفقه.

و قد تميّزت- من بين تلك الكتب- مجموعة منالكتب أخذ منها الشهيد قطعا بشكل مباشر وبلا واسطة- أكثر من غيرها- سوف نذكرها ونبحث عن هذا الموضوع و نورد شواهد له فيذيل عنوان «تعيين مصادر الشهيد للكتاب» فيالفصل الثاني من الباب الرابع من هذهالمقدّمة.

و من بين تلك المجموعة انفرد مختلف الشيعةفي كثرة الاستفادة منه و الرجوع إليه، وكما مرّ في الفصل الثاني من الباب الأوّلفقد استفاد العلامة بدوره و أخذ عن آثارالمحقّق الحلّي رحمهما الله، فعلى سبيلالمثال نورد نموذجا من ذلك:

قال المحقّق:.

و قال في الخلاف: «أجاز أصحابنا في نيّةشهر رمضان خاصّة أن تقدّم على الشهر بيومأو أيّام». و لم يذكر مستندا، و لعلّ ذلكلكون المقارنة غير مشروطة، فكما جاز أنتتقدّم من أوّل ليلة الصوم و أن يتعقّبهاالنوم و الأكل و الشرب و الجماع جاز أنتتقدّم على تلك النيّة بالزمان المقارنكاليومين و الثلاثة. لكن هذه الحجّةضعيفة، لأنّ تقديمه في أوّل ليلة الصوممستفاد من قوله عليه السلام: «من لم يبيّتنيّة الصيام من الليل فلا صيام له»، و لأنّإيقاعها قبل الفجر بحيث يكون طلوعه عندإكمال النيّة عسر فينتفي، و ليس كذلكالتقدّم بالأيّام، و لأنّ الليلة متّصلةباليوم اتّصال آخر النهار، إذ لا حائل، وليس كذلك ما قبلها.

و أخذ عنه العلامة و قال:.

و قال في الخلاف: «و أجاز بعض أصحابنا فينيّة القربة في شهر رمضان خاصّة أن يتقدّمإيقاعها على الشهر بيوم أو أيّام» و منعهابن إدريس و هو الأقوى.

لنا: أنّه عبادة فيفتقر إلى النيّة، و منشرط النيّة المقارنة، و إلّا لجاز إيقاعها

المقدمة، ص 284

متقدّمة مع الذكر.

احتجّ الشيخ بأنّه يجوز تقديم النيّة فيالصوم المتعيّن من أوّل ليلة و تكفي تلكالنيّة عن باقي الشهر، و لا يؤثّر فيهاالإفطار المتعقّب في الليل، فجاز أنتتقدّم تلك النيّة بالزمان المتقاربكاليومين و الثلاثة.

و الجواب: بمنع الحكم في الأصل أوّلا، وبذكر الفارق و هو قوله عليه السلام:

«لا صيام لمن لم يبيّت الصيام من الليل»،و لأنّ إيقاعها في الليل متعيّن، إذالتكليف بإيقاعها في آخر جزء من الليلبحيث ينتهي الليل بانتهاء النيّة تكليفبما لا يطاق فيكون منفيّا. و ليس بعض أجزاءالليل أولى من البعض فتعيّن تسويغ إيقاعهامن أوّله، بخلاف التقديم باليوم والأيّام.

الكتب التي تأثّرت بغاية المراد

يعدّ غاية المراد واحدا من أهمّ المصادرللكتب الفقهية المتأخرّة، و لعلّه جاز لناأن نقول: إنّه لم يؤلّف كتاب فقهي جامع ومهمّ بعد غاية المراد- مثل مفتاح الكرامة والجواهر و مكاسب الشيخ الأنصاري- إلّا و قداستفاد منه بشكل مباشر أو بالواسطة.

و فيما يلي قائمة بأسماء الكتب و الأشخاصالذين استفادوا من آثار الشهيد- خاصّةغاية المراد- أكثر من غيرهم:

1- الفاضل المقداد في التنقيح الرائع.

2- ابن فهد الحلّي في المهذّب البارع.

3- المحقّق الكركي في جامع المقاصد و سائرآثاره.

4- الشهيد الثاني في أكثر تأليفاته.

5- السيّد محمّد العاملي صاحب المدارك فيمدارك الأحكام.

6- الفاضل الهندي في كشف اللثام. تغمّدهمالله بغفرانه و أسكنهم‏

المقدمة، ص 285

فراديس جنانه. نرى في هذه الكتب- و كتبأخرى- مطالب كثيرة أخذت عن غاية المراد دونأن يرجعوا ما نقلوه إلى غاية المراد، علىما كان معهودا في السابق و لم يكن منقصةتذكر. و سنذكر فيما يلي نماذج من هذاالموضوع:

قال الشهيد في شرح قول العلامة في كتابالجهاد: «و الموسر العاجز يقيم عوضهاستحبابا على رأي»:

للموجبين. و للآخرين قوله تعالى: «لَيْسَعَلَى الضُّعَفاءِ.» و نفي الحرج يشملرفعه عن النفس و المال، و كما لا يشترط فيغير الواجد الضعف و المرض، فكذا لا يشترطفي الضعيف و المريض عدم الوجدان للنفقة، ولم يفرّق أحد بين أصناف المعذورين..

و قال صاحب الجواهر طاب ثراه في بيان عدمالوجوب:.

لكن هو أشبه بأصول المذهب و قواعده التيمنها أصل البراءة و إطلاق نفي الحرجالشامل للنفس و المال، و كما لا يشترط فيغير الواجد الضعف و المرض، فكذا لا يشترطفي الضعيف و المريض عدم الوجدان، و لميفرّق أحد بين أصناف المعذورين..

يلاحظ هنا أنّ عبارات الجواهر هي عينهاعبارات غاية المراد، و قد أخذت عن غايةالمراد دون الإشارة إليه.

و قد انتقل بعض الأخطاء الواردة في بعضنسخ غاية المراد إلى مفتاح الكرامة وجواهر الكلام، و هنا أكتفي بإيراد نموذجواحد:

قال السيّد العاملي سقى الله ثراه فيتسليم الصلاة:

قد اختلف الأصحاب فيه على قولين: الأوّل:أنّه واجب، كما في الناصريات و. هو المنقولعن الحسن [يعني ابن أبي عقيل‏] و الجعفيصاحب الفاخر و السيّد في المحمّديات و أبيالصلاح و أبي صالح و أبي سعيد من علمائنا

المقدمة، ص 286

الحلبيّين..

و قال صاحب الجواهر قدّس سرّه:

و هو واجب على الأصحّ، وفاقا للصدوق والحسن [يعني ابن أبي عقيل‏] و الجعفي والمرتضى و ابني حمزة و زهرة و سلار و التقي[يعني أبا الصلاح الحلبي‏] و يحيى بن سعيدو أبي صالح و أبي سعيد من علمائناالحلبيّين..

إنّ كلتا العبارتين متأثّرة بعبارةالشهيد و سياقه في غاية المراد، و بعدالتصحيح الدقيق و التحقيق لعبارة غايةالمراد تبيّن أنّ العاملي و صاحب الجواهركرّر الاشتباه الوارد في بعض نسخ غايةالمراد، لأنّ الشهيد قال:

اختلف الأصحاب في وجوب التسليم المخرج منالصلاة: فقال صاحب الفاخر و ابن أبي عقيل والمرتضى و الشيخ في المبسوط و سلار والحلبيّون كأبي الصلاح و ابن زهرة و أبيصالح و ابنا سعيد و..

و يفهم من عبارة الشهيد بعد تصحيحها- التيتكون مصدرا لمفتاح الكرامة و جواهرالكلام- ما يلي:

أوّلا: عبارة «أبي سعيد من علمائناالحلبيّين» ورد خطأ في مفتاح الكرامة والجواهر، فلم ترد في عبارة الشهيد كلمة«أبي سعيد» و لم يقل إنّه من الحلبيّين، بلسمّى الشهيد ثلاثة من الحلبيّين أعني أباالصلاح الحلبي و ابن زهرة الحلبي و أباصالح، و بعدها قال: «و ابنا سعيد»، والمقصود بـ «ابنا سعيد» المحقّق الحلّيصاحب الشرائع و يحيى بن سعيد صاحب الجامعللشرائع، و هاتين الشخصيتين من أبناءالحلّة و ليستا من حلب، و لم يرد في تراجمالفقهاء من كنيته «أبو سعيد الحلبي».

ثانيا: جاء في عبارة الجواهر: «و يحيى بنسعيد. و أبي سعيد»، و بعد تصحيح العبارة بـ«ابنا سعيد» يفهم أنّ «يحيى بن سعيد»زائدة لا محلّ لها من‏

المقدمة، ص 287

الأعراب، لأنّ يحيى بن سعيد هو أحد «ابناسعيد».

و هذه إحدى الأخطاء التي شقّت طريقها إلىالكتب المتأخّرة لعدم تصحيح و تحقيق غايةالمراد.

و هذه شواهد من الكتب المتأخّرة التي فقلتمن غاية المراد دون أن تسمّيه:

غاية المراد هذا الجزء، ص 9- 11 الكتاب لغة:فعال من الكتب و هو الجمع، و منه كتبتالقربة إذا جمعتها بالخرز. و هو هنا يحتملأمرين:

أ: أن يكون مصدرا سمّي المفعول به كقولهتعالى «هذا خَلْقُ اللَّهِ» أي مخلوقالله، و كقولهم: «رجل رضا» أي مرضي، فيكونعلى هذا بمعنى «المكتوب في الطهارة».

ب: أنّه بمعنى ما يفعل به كالنظام لما ينظمبه، فيكون على هذا «الشي‏ء الذي تجمع بهالطهارة» و هو هنا خبر مبتدا.

و عرفا: كلام جامع بين مسائل متّحدة جنسامختلفة نوعا.

هذا الجزء، ص 391- 392.

و القول بالإجزاء قول المبسوط و النهاية.

التنقيح الرائع، للفاضل المقداد

طاب ثراه ج 1، ص 28 الكتاب لغة: فعال منالكتب و هو الجمع، و منه كتبت القربة إذاجمعتها بالخرز.

ثمَّ يحتمل هنا أن يكون مصدرا بمعنىالمفعول، نحو «هذا خلق الله» أي مخلوقة،فيكون المراد «المكتوب في الطهارة»، أويكون بمعنى ما يفعل به كالنظام لما ينظمبه، فيكون معناه هنا «الشي‏ء الجامعللطهارة».

و عرفا: كلام جامع لمسائل متّحدة جنسا ومختلفة نوعا.

ج 1، ص 451- 452.

قال الشيخ و أكثر الأصحاب بإجزاء النسك، وهو الحقّ لوجوه:

- إنّ سائر أركان الحجّ لو ترك نسيانا لميبطل الحجّ بتركها، فكذا هنا.

المقدمة، ص 288

و الأقرب الأوّل، لنا: مساواته لسائرالأركان، و قوله صلّى الله عليه وآله:

«رفع عن أمتي الخطأ و النسيان» و لأنّهمأمور بإيقاع الأفعال حينئذ، و الأمر يدلّعلى الإجزاء، و لنفي الحرج اللازمبالإعادة.

و المعتمد ما رواه عليّ بن جعفر عن أخيهالكاظم عليه السلام. و ما رواه جميل بندرّاج عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهماالسلام في رجل نسي الإحرام.

لأنّ الإهلال هو رفع الصوت بالتلبية،قاله الهروي في الغريبين و الجوهري فيالصحاح، و هو المشهور من تفسير الفقهاء. وقد يراد به نفس التلبية.

و ردّه ابن إدريس رحمه الله مستسلفا أنّفقد نيّة الإحرام يجعل باقي الأفعال فيحكم المعدوم لعدم صحّة نيّتها محلّافتبطل، إذ العمل بغير نيّة باطل.

هذا الجزء، ص 455- 457.

عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال:«أما إنّ في الفطر تكبيرا و لكنّه مسنون»،و الفرق بين الفطر و الأضحى إحداث قول ثالثيستلزم رفع ما أجمع عليه.

- عموم قوله عليه السلام: «رفع عن أمتيالخطأ و النسيان».

- إنّ الناسي مأمور بإيقاع الأفعال حالته،و الأمر يقتضي الإجزاء.

- استلزم عدم الإجزاء الحرج.

- رواية علي بن جعفر عن أخيه الكاظم عليهالسلام.

- رواية جميل بن درّاج عن بعض أصحابنا عنأحدهما عليهما السلام في رجل نسي الإحرام.

لأنّ الإهلال هو رفع الصوت، قاله الهرويفي الغريبين و الجوهري في الصحاح، و هوالمشهور من تفسير الفقهاء. و قد يراد بهنفس التلبية.

و قال ابن إدريس بالبطلان و وجوب القضاءاستسلافا أنّ الإحرام هو النيّة أو هيجزؤه، و مع فقد النيّة يبطل، لدلالة النصّعلى أنّه لا عمل إلّا بنيّة، فيصير باقيالأفعال في حكم المعدوم، لعدم صحّةإيقاعها من المحلّ.

ج 1، ص 519- 521.

عن الصادق عليه السلام قال:

«أمّا إنّ في الفطر تكبيرا و لكنّهمسنون»، و كلّ من قال بذلك في الفطر قال بهفي الأضحى، فالفرق إحداث قول ثالث يرفع ماأجمع عليه.

و الثاني قول ابن الجنيد و المرتضى والشيخ‏

المقدمة، ص 289

و أوجبه ابن الجنيد و المرتضى و الشيخ فيالجمل و الاستبصار و ابن حمزة و صاحبالاشتباه و النظائر، لقوله تعالى:

«لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى‏ ماهَداكُمْ»، اللام فيه لام الغرض فيجبإيقاع مراد الله تعالى، و لأنّه غايةالواجب- أعني الذبح- فيجب، و المرادبالتكبير هو المعهود، قال الطبرسي: قيل:أنّه «الله أكبر على ما هدانا».

و لصدق شي‏ء من الذكر في الأيّامالمعدودات واجب، و لا شي‏ء من الذكر غيرالمدّعى فيها بواجب، فيجب الذكر المدّعى.أمّا الصغرى فلقوله تعالى:

«وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍمَعْدُوداتٍ»، و الأمر للوجوب، والمعدودات أيّام التشريق، ذكره أكثرالمفسّرين، و الشيخ في الخلاف ادّعى عليهالإجماع. و أمّا الكبرى فبالإجماع.

هذا الجزء ص 159- 160 أ: أوجب في المبسوط:«السلام علينا و على عباد الله الصالحين»و جعل «السلام عليكم» مستحبّا. و قالالمرتضى و أبو الصلاح: يتعيّن «السلامعليكم و رحمة الله». و اجتزأ ابن الجنيد وابن أبي عقيل و ابن بابويه و المحقّق فيالمعتبر بقوله: «السلام عليكم».

و المشهور الاجتزاء بأيّ الصيغتين كان.

في الجمل و المصباح و ابن حمزة، لوجوه:

- قوله تعالى «لِتُكَبِّرُوا اللَّهَعَلى‏ ما هَداكُمْ»، اللام فيه للغرضفيجب إيقاع مراد الله تعالى، و لأنّه غايةالذبح الواجب فيجب. و المراد بالتكبير هوالمعهود، و قال الطبرسي: قيل: إنّه «اللهأكبر على ما هدانا».

- شي‏ء من الذكر في الأيّام المعدوداتواجب، و لا شي‏ء من الذكر غير المدّعىبواجب، فيجب الذكر المدّعى. أمّا الصغرىفلقوله تعالى:

«وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍمَعْدُوداتٍ» و الأمر للوجوب، و الأيّامالمعدودات هي أيّام التشريق عند أكثرالمحقّقين، و ادّعى عليه الشيخ في الخلافالإجماع. و أمّا الكبرى فبالإجماع.

المهذّب البارع، لابن فهد طاب ثراه‏

ج 1، ص 387- 388 أ: أوجب الشيخ في المبسوط:

«السلام علينا و على عباد الله الصالحين»و جعل «السلام عليكم» مستحبّا.

ب: قال المرتضى و أبو الصلاح:

يتعيّن «السلام عليكم و رحمة الله».

و أجزاء [كذا، و الصواب: اجتزأ] ابن الجنيدو المصنّف في النافع و المعتبر بقوله:

«السلام عليكم».

ج: المشهور أنّه يخرج من الصلاة بإحدىالعبارتين‏

المقدمة، ص 290

هذا الجزء ص 147، 149.

و لصحيحة الهشامين عن الصادق عليه السلام.و فيه إيماء إلى التعليل، فلو لا الاجتزاءبالذكر لم يكن تشبيهه بالذكر الّا علىالجواز.

معنى «سبحان ربّي العظيم و بحمده»: تنزيهالربّي العظيم من النقائص و من صفاتالمخلوقين.

و قيل: معنى «و بحمده»: و الحمد لربّي. وعليه حمل قوله تعالى «ما أَنْتَبِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ»، أي والنعمة لربّك تعالى. و العظيم في صفتهتعالى معناه أنّ كلّ شي‏ء سواه يقصر عنه.

و قيل: العظيم من انتفت عنه صفات النقص. وقيل: من حصل له جميع صفات الكمال.

هذا الجزء، ص 39- 40.

لأنّ نيّة الاستباحة إنّما تكون معتبرةمع الذكر، أمّا إذا ظنّ المكلّف حصولهافلا. كيف و هم يعلّلون مشروعية المجدّدباستدراك ما عساه فات في الأوّل. و مثلهاستحباب الغسل أوّل ليلة من شهر رمضانتلافيا لما عساه فات من الأغسال الواجبة،و الاتّفاق واقع على إجزاء يوم الشكّبنيّة الندب عن الواجب.

جامع المقاصد، للمحقّق الكركي‏

طاب ثراه ج 2، ص 286، 287.

لصحيحتي هشام بن الحكم و هشام بن سالم عنأبي عبد الله عليه السلام. و فيه إيماء إلىالعلّة، فيجزئ كلّ ما يعدّ ذكرا للّه ويتضمّن ثناء عليه.

معنى سبحان ربّي العظيم و بحمده: تنزيهاله من النقائص.

و قيل: معناه و الحمد للّه على حدّ ما قيلفي قوله تعالى «ما أَنْتَ بِنِعْمَةِرَبِّكَ بِمَجْنُونٍ» أي و النعمة لربّك.و العظيم في صفته من يقصر كلّ شي‏ء سواهعنه.

و قيل: من انتفت عنه صفات النقص.

و قيل: من حصل له جميع صفات الكمال.

مدارك الأحكام، للسيّد محمد العاملي‏

طاب ثراه ج 1، ص 260.

فلأنّ نيّتها إنّما تكون معتبرة إذا كانالمكلّف ذاكرا للحدث، لا مع اعتقاده حصولالإباحة بدونه، و لان الظاهر من فحاويالأخبار أنّ شرعية المجدّد إنّما هولاستدراك ما وقع في الأوّل من الخلل.

و ما أجمع عليه الأصحاب من إجزاء صوم يومالشكّ بنيّة الندب عن الواجب، و ما ورد مناستحباب الغسل في أوّل ليلة من شهر رمضانتلافيا لما عساه فات من الأغسال الواجبة.

المقدمة، ص 291

طبعة غاية المراد

قال المرحوم ابن يوسف الشيرازي في فهرسمخطوطات مكتبة مدرسة سپهسالار (سابقا،مدرسة الشهيد مطهّري حاليا) المطبوعبطهران في الأعوام 1313- 1315 ه- ش، ما معرّبة:«طبع غاية المراد بطهران في سنة 1302».

و قال الشيخ شمس الدين: «و طبع في إيرانمرارا، منها طبعة بلا تاريخ و أخرى سنة1302».

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني طاب ثراه:

- قد طبع في إيران مكرّرا، منها طبعة عام1302.

- قد طبع في إيران مكرّرا، منها في 1302، وأيضا بقطع الربع بلا تاريخ.

و قال المرحوم خان بابامشار: «طبع فيإيران عام 1271 و في طهران عام 1302».

و قال بعض المعاصرين: «طبع في طهران 1271 و1302».

أقول: لم يطبع غاية المراد- قبل طبعناالمحقّقة هذه- إلّا مرّة واحدة في عام 1271. وبما أنّ هذا التاريخ ذكر في آخر الجزءالأوّل منه في مطاوي الكتاب و لم يجي‏ء فيآخره تاريخ فزعم بعضهم أنّها طبعة بلاتاريخ فقال: «طبع طبعة بلا تاريخ». و أمّاما قاله ابن يوسف و تبعه الشيخ شمس الدين والطهراني- من أنّه طبع في سنة 1302- فهو سهوبلا ريب، و لعلّه اشتبه عليه الأمر و رأىكتابا آخر للشهيد أو لغيره طبع سنة 1302 فظنّأنّه غاية المراد.

المقدمة، ص 292

و الدليل على ما قلته أنّي فحصت عن جميعالنسخ المطبوعة لغاية المراد في مكتبات قمو بعض مكتبات مشهد و طهران فوقفت على خمسنسخ مطبوعة له في مكتبة آية الله المرعشيطاب ثراه، و أربع نسخ في مكتبات المدرسةالفيضية و المسجد الأعظم و آية اللهالگلپايگاني دام ظلّه العالي و مكتبالإعلام الإسلامي في قم، و نسخة في بعضالمكتبات الخاصّة- و لم أجد في مكتبةالروضة الرضوية المقدّسة في مشهد و مكتبةحرم السيّدة فاطمة المعصومة سلام اللهعليها في قم و مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1) في طهران نسخة مطبوعة له- و تلكالنسخ العشر كلّها هي طبعة عام 1271، و لمأعثر حتّى على نسخة من طبعة عام 1302، و لمأجد من أهل الخبرة و ذوي الاختصاص من رأىتلك الطبعة.

و الجدير بالذكر أنّ النسخة المطبوعة منغاية المراد عام 1271- و هي الطبعة الوحيدةمنه- مليئة بالأغلاط الكبيرة، و سقط منهاكثير من الكتاب، و إنّي لم أر كتابا مطبوعاعلى الحجر أكثر منه غلطا و سقطا. عصمناالله سبحانه و إيّاكم من الخطإ و الزلل فيالقول و العمل، و الحمد له وحده.

المقدمة، ص 293

الباب الثالث الشهيد الثاني و كتابهحاشية الإرشاد

و فيه فصلان:

الفصل الأوّل: الشهيد الثاني الفصلالثاني: حاشية الإرشاد

المقدمة، ص 295

الفصل الأوّل الشهيد الثاني‏

و لد العالم الجليل و الفقيه النبيل، بديعزمانه و نادرة أوانه، الشيخ زين الدين بنعلي بن أحمد العاملي الشامي المعروفبالشهيد الثاني، أفاض الله على روحهالمراحم الربانية و أسكنه في جنانهالعلية، في يوم الثلاثاء ثالث عشر شهرشوّال سنة 911، و استشهد في شهر رجب سنة 965.

قال في وصفه المحقّق التستري صاحبالمقابس:

أفضل المتأخّرين و أكمل المتبحّرين،نادرة الخلف و بقية السلف، مفتي طوائفالأمم و المرشد إلى التي هي أقوم، قدوةالشيعة و نور الشريعة، الذي قصرت الأكارمالأجلاء عن استقصاء مزاياه و فضائلهالسنيّة، و حارت الأعاظم الألبّاء فيمناقبه و فضائله العليّة. المؤيّد المسدّدبلطف الله الخفيّ و الجليّ. و له كتب ورسائل كثيرة فاخرة مهذّبة في فنون مختلفةو مطالب متشعّبة..

و وصفه العلامة الأمين بقوله:

المقدمة، ص 296

كان عالما فاضلا جليل القدر رفيع المنزلةتقيّا نقيّا ورعا زاهدا عابدا، حائزالصفات الكمال، متفرّدا منها بما لا يشاركهفيه غيره، مفخرة من مفاخر الكون و حسنة منحسنات الزمان. كان فقيها ماهرا في الدرجةالعليا بين الفقهاء. و الفقه أظهر و أشهرفنونه، و كتبه فيه. مدار التدريس من عصرهحتى اليوم، و محطّ أنظار المؤلّفين والمصنّفين، و مرجع العلماء و المجتهدين.

و ما ظنّك برجل يؤلّف مؤلّفاته الجليلةالخالدة على مرور الدهور و الأعوام فيحالة الخوف على دمه، لا يشغله ذلك عنها معما تقتضيه هذه الحالة من توزّع الفكر واشتغال البال من التفكير بمسألة من مسائلالعلم يؤلّفها بين جدران البيوتالمتواضعة و حيطان الكروم، لا في قصورشاهقة و رياض ناضرة، و لا مساعد له و لامعين حتّى على تدبير معاشه.

و ما ظنّك برجل من أعظم العلماء و أكابرالفقهاء يحرس الكرم ليلا و يطالع الدروس،و في الصباح يلقي الدروس على الطلبة- وكرمه الذي كان له في جبع معروف محلة إلىالآن- و يحتطب لعياله ليلا. و يباشر بناءداره و مسجده الذي هو جنبها في قرية جبع- وقد رأيتهما- و داره مفتوحة للضيوف والواردين و غيرهم يخدمهم بنفسه، و يباشرأمور بيته و معاشه. و لا يدع لحظة تمضي منعمره في غير اكتساب فضيلة و إفادة مستفيد..

و قال في وصفه تلميذه ابن العودي:.

و لقد كان مع علوّ همّته و سموّ منزلته علىغاية من التواضع و لين الجانب، و يبذل جهدهمع كلّ وارد في تحصيل ما يبتغيه منالمطالب. إذا اجتمع بالأصحاب عدّ نفسهكواحد منهم، و لم تمل نفسه إلى التمييزبشي‏ء عنهم.

و لقد شاهدت منه سنة ورودي إلى خدمته أنّهكان ينقل الحطب على حمار في الليل لعياله،و يصلّي الصبح في المسجد، و يشتغلبالتدريس بقيّة نهاره.

و كان يصلّي العشاء جماعة، و يذهب لحفظالكرم، و يصلّي الصبح في‏

المقدمة، ص 297

المسجد، و يجلس للتدريس و البحث كالبحرالزاخر.

فقد كان غالب الزمان في الخوف الموجبلإتلاف النفس و التستّر و الاختفاء الذيلا يسع الإنسان معه أن يفكّر في مسألة منالضروريات البديهيّة.

كانت أصابع يديه أقلام فضّة، إذا نظرالناظر في وجهه و سمع عذوبة لفظه لم تسمحنفسه بمفارقته، و تسلّى عن كلّ شي‏ءبمخاطبته. تمتلئ العيون من مهابته، وتبتهج القلوب لجلالته. و ايم الله إنّهلفوق ما وصفت، و قد اشتمل من حميد الخصالعلى أكثر ممّا ذكرت.

و تحدّث عنه الشيخ علي العاملي صاحب الدرّالمنثور حفيد الشهيد فقال:

ممّا سمعته في بلادنا مشهورا و رأيته أيضامشهورا في غيرها أنّه قدّس الله روحه لمّاسافر إلى اصطنبول، و وصل إلى المكان الذيقتل به تغيّر لونه.

فسأله أصحابه عن ذلك، فقال ما معناه:«إنّه يقتل في هذا المكان رجل كبير- أوعظيم- له شأن». فلمّا أخذ قتل في ذلكالمكان.

و قال العلامة الأميني أعلى الله مقامه فيترجمته:.

في رسالة مسائل السيد بدر الدين. الحسينيالمدني التي سألها عن الشيخ حسين بن عبدالصمد والد شيخنا البهائي ما صورته:

سؤال: «ما يقول مولانا فيما يروى عنالشهيد الثاني أنّه مرّ بموضع في اصطنبول،و مولانا الشيخ معه، فقال: يوشك أن يقتل فيهذا الموضع رجل له شأن- أو قال شيئا قريبامن هذا المعنى- ثمَّ أنّه استشهد رحمه اللهفي ذلك الموضع، و لا ريب أنّ هذه منكراماته».

الجواب: «نعم، هكذا وقع منه قدّس اللهروحه، و كان الخطاب للفقير، و بلغنا أنّهاستشهد في ذلك الموضع، و ذلك ممّا كشفلنفسه الزكيّة، و حشره‏

المقدمة، ص 298

الله مع الأئمّة الطاهرين».

و في بعض المصادر توجد بعد الجواب هذهالزيادة: «كتبه حسين بن عبد الصمد الحارثيثامن عشر ذي الحجّة سنة 983 في مكّةالمشرّفة زادها الله شرفا و تعظيما».

و نقل عن بعض مؤلّفات شيخنا البهائي رحمهالله أنّه قال:

أخبرني والدي قدّس سرّه أنّه دخل في صبيحةبعض الأيّام على شيخنا الشهيد المعظّمعليه [كذا] فوجده متفكّرا فسأله عن سببتفكّره. فقال: «يا أخي، أظنّ أنّي أكونثاني الشهيدين- و في رواية: ثاني شيخناالشهيد في الشهادة- لأنّي رأيت البارحة فيالمنام أنّ السيّد المرتضى علم الهدى رحمهالله عمل ضيافة جمع فيها علماء الإماميةبأجمعهم في بيت، فلمّا دخلت عليهم قامالسيّد المرتضى و رحّب بي، و قال لي: يافلان اجلس بجنب الشيخ الشهيد. فجلستبجنبه، فلمّا استوى بنا المجلس انتهبت منالمنام، و منامي هذا دليل ظاهر على أنّيأكون تاليا له في الشهادة».

و رثاه ابن العودي بقصيدة مفجعة مؤلمةلمّا بلغه خبر شهادته- و كان تلميذهالملازم له، كان وروده إلى خدمته في عاشرربيع الأوّل سنة 940، و انفصل عنه بالسفرإلى خراسان في عاشر ذي القعدة سنة 962 - وإليك بعضها:




  • هذي المنازل و الآثار و الطلل
    ساروا و قد بعدت عنّا منازلهم
    فسرت شرقا و غربا في تطلّبهم
    فحين أيقنت أنّ الذكر منقطع
    و أنّه ليسلي في وصلهم أمل‏



  • مخبّراتبأنّ القوم قد رحلوا
    فالآن لاعوض عنهم و لا بدل‏
    و كلّماجئت ربعا قيل لي: رحلوا
    و أنّه ليسلي في وصلهم أمل‏
    و أنّه ليسلي في وصلهم أمل‏



المقدمة، ص 299




  • رجعت و العين عبرى و الفؤاد شج
    و عاينت عيني الأصحاب في وجل
    هل نالكم غير بعد الإلف عن وطن؟
    أتى من الروم لا أهلا بمقدمه
    يقول: إنّ أولي العدوان قد شهروا
    لمّا سمعت كلام القوم خامرني
    و صار حزني أنيسي و البكار سكني
    لهفي له نازح الأوطان منجدلا
    مضرّجا بالدماء لا غسل لا كفن
    لا بلّغ الله عيني طيب رؤيته
    أشكو إلى الله رزءا ليس يشبهه
    لكن تسلّت عمومي مذ رأيتهم
    منعّمين مع الأصحاب قاطبة
    هذا، و حزني عليهم لا انقضاء له
    حتّىأراهم عيانا حيثما نزلوا



  • و الحزنبي نازل و الصبر مرتحل‏
    و العينمنهم بميل الحزن تكتحل‏
    قالوا:فجعنا بزين الدين يا رجل‏
    ناع نعاهفنار الحزن تشتعل‏
    سيفالضلال و للمذكور قد قتلوا
    وجد و حلّبقلبي المبتلى وجل‏
    و النوحدأبي و دمع العين ينهمل‏
    فوقالصعيد عليه الترب مشتمل‏
    لا قبرفيه يوارى ذلك البطل‏
    إن حلّ فيخاطري يوما له بدل‏
    إلّامصيبة من في كربلاء قتلوا
    في النوم فيجنّة الفردوس قد نزلوا
    في جنّةالخلد لا بؤس و لا وجل‏
    حتّىأراهم عيانا حيثما نزلوا
    حتّىأراهم عيانا حيثما نزلوا



تتلمذ الشهيد الثاني على عدد كبير منعلماء عصره من الخاصّة و العامّة في مختلفالعلوم، منهم: والده علي بن أحمد، و الشيخعليّ بن عبد العالي الميسي، و السيد بدرالدين حسن ابن السيد جعفر الأعرجي الحسينيالكركي، و المحقّق الفيلسوف شمس الدينمحمّد بن مكّي، و شهاب الدين أحمد الرمليالشافعي، و الشيخ أبو الحسن البكري، و شمسالدين ابن طولون الدمشقي الحنفي.

و تتلمذ عليه جمع غفير من العلماء منهم:الشيخ عزّ الدين حسين بن عبد الصمد والدالشيخ البهائي، و الشيخ علي بن زهرةالجبعي، و السيد علي العاملي والد صاحبالمدارك، و السيد عطاء الله ابن السيد بدرالدين الحسيني الموسوي،

المقدمة، ص 300

و المولى محمود بن محمد اللاهيجاني، والسيد جمال الدين حسن ابن السيد نورالدين، و ابن شعير العاملي، و السيد علي بنالصائغ العاملي، و السيد نور الدين ابنالسيد فخر الدين عبد الحميد الكركي، وبهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العوديالجزّيني و هو من خواصّ تلاميذه و هو الذيألّف كتابا في ترجمة الشهيد و سمّاه «بغيةالمريد في الكشف عن أحوال الشيخ زين الدينالشهيد».

ألّف الشهيد الثاني في عمره القصير (54 سنة)زهاء ستّين كتابا و رسالة في مختلفالموضوعات، كان الكثير منها و لا يزالالمورد الصافي لإفادة العلماء. منها:

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، وهو أشهر مصنّفاته، مسالك الأفهام إلىتنقيح شرائع الإسلام، و هو أكبر مصنّفاته،روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان، المقاصدالعلية في شرح الرسالة الألفية، الفوائدالملية لشرح الرسالة النفلية و تمهيدالقواعد الأصولية و العربية، و هذه الكتبطبع طبعة حجرية.

و لقد فقد عدد من آثار الشهيد مثل: غنيةالقاصدين في معرفة اصطلاحات المحدّثين،منار القاصدين في أسرار معالم الدين، بغيةالمريد مختصر منية المريد، مبرّد الأكبارمختصر مسكّن الفؤاد و رسالة في عشرة مباحثمن عشرة علوم.

و هناك عدد من آثار الشهيد الموجودة لميطبع بعد مثل: تقليد الميّت، رسالة فيالنيّة، مناسك الحجّ، نيّات الحجّ والعمرة، تحقيق الإجماع في زمن الغيبة،حاشية الألفية، تفسير آية البسملة، أجوبةالمسائل السماكية و حاشية خلاصة الأقوال.

لقد بدأت قبل عدّة أعوام تحقيق رسائلالشهيد الثاني، و الله أسأل أن يوفّقنيلإتمام هذا العمل، و قد تجلّت أولى عناياتالرّب لي أن ثقفت مصوّرة عدد من رسائلالشهيد كتبها بخطّه الشريف قدّس سرّه.

لقد أشرت في مقدّمتي لكتاب منية المريدالمفصّلة- التي حرّرنها قبل عدّة

المقدمة، ص 301

أعوام- إلى المصادر التي تطرّقت إلى ترجمةالشهيد الثاني، و عدّدت الاشتباهاتالواردة في المصادر التي ترجمت الشهيد، ودرأ للتكرار ارتأيت التخلّي عن فكرة إيرادترجمة مفصّلة للشهيد، و سأكتفي بإيراد بعضالاشتباهات في مصادر ترجمته: و التي لمأتعرّض لها في مقدّمة منية المريد:

1- قال الشهيد الثاني في ترجمة نفسه:

و رحلت إلى مصر في أوّل سنة 942 لتحصيل ماأمكن من العلوم، و اجتمعت في تلك السفرةبجماعة كثيرة من الأفاضل. و كان وصولي إلىمصر يوم الجمعة منتصف شهر ربيع الآخر منالسنة المتقدّمة، و اشتغلت بها على جماعة.منهم الشيخ أبو الحسن البكري، سمعت عليهجملة من الكتب في الفقه و التفسير و بعضشرحه على المنهاج.

و قال ابن العودي تلميذ الشهيد- بعد نقلهلهذا الكلام-:.

صحبه شيخنا نفع الله به من مصر إلى الحجّ،و ذكر أنّه خرج في مهيع عظيم من مصر، راكبافي محفّة مستصحبا ثقلا كثيرا. و كان شأنهأنّه إذا حجّ يجاور سنة و يقيم بمصر سنة ويحجّ. توفّي بمصر سنة 953 [ظ 952].

و دفن بجانب قبّة الإمام الشافعي..

و قد ترجم للكبري- أستاذ الشهيد- كلّ منالغزّي و ابن العماد الحنبلي و الزركلي وعمر رضا كحّالة، و يوجد في كلامهم بعضالمطالب التي قالها الشهيد و ابن العوديفيه مضافا إلى مطالب أخرى.

و هنالك أبو الحسن البكري آخر اسمه أحمدبن عبد الله بن محمّد، من أهل‏

المقدمة، ص 302

القرن الخامس الهجري أو بعده، مؤلّفالأنوار في مولد النبيّ المختار، و مقتلأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام، و كتب أخرى. ترجم له الذهبي في سيرأعلام النبلاء في الطبقة الخامسة والعشرين ممّن توفّوا فيما بين سنتي 480- 500،و ترجم له أيضا في ميزان الاعتدال، و كذلكابن حجر و حاجي خليفة و سركيس و الزركلي.

و لكن بعض علمائنا رحمهم الله خلط بينهذين الرجلين، منهم العلامة المجلسي قدّسالله سرّه، حيث قال في مقدّمة بحارالأنوار عند عدّ مصادره و توثيقها:

و كتاب الأنوار في مولد النبيّ صلّى اللهعليه وآله، و كتاب مقتل أمير المؤمنينعليه السلام، و كتاب وفاة فاطمة عليهاالسلام، الثلاثة كلّها للشيخ الجليل أبيالحسن البكري أستاد الشهيد الثاني رحمهالله عليهما. و كتاب الأنوار قد أثنى بعضالأصحاب الشهيد الثاني على مؤلّفه و عدّهمن مشايخه. و مضامين أخباره موافقةللأخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيدالصحيحة، و كان مشهورا بين علمائنا يتلونهفي شهر ربيع الأوّل في المجالس و المجامعإلى يوم المولد الشريف.

و كذا الكتابان الآخران معتبران، أوردنابعض أخبارهما في الكتاب.

و منهم الميرزا عبد الله الأفندي، حيثقال:

الشيخ أبو الحسن البكري، قد يطلق علىالشيخ الجليل أبي الحسن أحمد بن عبد اللهبن‏

المقدمة، ص 303

محمد البكري، صاحب كتاب «الأنوار في مولدالنبيّ المختار» و غيره من الكتب، و كانأستاذ الشهيد الثاني. و سيجي‏ء شرح أحوالهفي القسم الثاني، فإنّه يقال: «إنّه منالعامّة». و تبعهما صاحب الروضات والمحدّث النوري و السيد محسن الأمين رضوانالله عليهم.

و لكنّ البكري صاحب الأنوار كان قبلالشهيد الثاني بعدّة قرون، و كان اسمهأحمد بن عبد الله بن محمّد، و كان اسم أبيالحسن البكري أستاذ الشهيد محمد بن عبدالرحمن البكري، أو علي بن محمد البكري، ونقل عن كتاب الأنوار بعض العلماء من الذينتوفّوا قبل ولادة الشهيد الثاني.

و قد تنبّه لهذا العلامة الطهراني، حيثقال:.

مع أنّ ابن تيميّة المتوفّى سنة 728 ذكر فيكتابه منهاج السنّة أنّ أبا الحسن البكريمؤلّف الأنوار هذا كان أشعريّ المذهب،فيظهر تقدّمه عليه فكيف بعصر الشهيدالثاني؟ ثمَّ اعلم أنّ صاحب الرياض قال:

و قد صرّح ابن العودي تلميذ الشهيد الثانيفي رسالة أحوال الشهيد الثاني أنّ أباالحسن البكري أستاذ الشهيد الثاني، و أنّله كتاب الأنوار في مولد النبيّ المختار.ثمَّ إنّ النسخة التي كانت عندنا من كتابالأنوار. ظاهرها أنّها من مؤلّفاتالقدماء.

المقدمة، ص 304

أقول: لم نجد في كلام ابن العودي أنّلأستاذ الشهيد كتاب الأنوار، و لو فرضأنّه قال بهذا المقال فهو ليس بصواب بلاإشكال.

2- كان الملّا محمد الأسترآبادي أحدأساتذة الشهيد في مصر للفترة بين عامي 942 و943، و الظاهر أنّه هو الذي أورد له الزركليترجمة في كتابه الأعلام، و قال فيها: انتهىمن تأليف كتاب «الحدود في حدّ الحدود» فيعام 941، و عليه يكون قد توفّي بعد هذاالتاريخ. بيد أنّ الأمر قد اختلط على بعضالمعاصرين فتوهّم أنّ الميرزا محمّدالأسترآبادي أستاذ الشهيد هو صاحب منهجالمقال المتوفّى 1028، فقال: «إنّه الميرزامحمد بن علي بن إبراهيم المتوفّى عام 1028ه»! و واضح أنّه قد وقع التباس و غموض فيالبين، و إلّا فلا يمكن للشخص الذي، يلبّينداء ربّه في عام 1028 أن يكون في عام 2 أستاذالشهيد الثاني، المستشهد عام 965.

3- و هناك أستاذ آخر من أساتذة الشهيد فيمصر في الفترة المذكورة، هو الشيخ شهابالدين أحمد الرملي الشافعي، و قد أوردترجمته الزركلي و عمر رضا كحّالة و قد سجّلالزركلي وفاته بعام 957. و قد اشتبه الأمرهنا أيضا على بعض المعاصرين فظنّ أنّه شمسالدين الرملي محمد بن أحمد بن حمزة(المولود عام 919 و المتوفّى عام 1004)، و أشارإلى الثاني في معرض التعريف بأستاذالشهيد، و هذا خطأ واضح كالشمس في رابعةالنهار.

4- نسب العلامة المحقّق الشيخ أبو المجدمحمد رضا النجفي الأصفهاني صاحب‏

المقدمة، ص 305

الوقاية إلى الشهيد كلاما ظاهره عجيب،حيث قال:.

الظهور الذي عرفت حجّيته هو الذي يفهمهأهل تلك اللغة من اللفظ أو من زوالها. حتىعاد كأحدهم، بل كاد أن يعدّ منهم، فلا بدّلمن يروم استنباط الأحكام من الكتاب والسنّة من ممارسة هذه اللغة الشريفة، ومعرفة عوائد أهلها، و درس أخلاقها وطبائعها، و الاطّلاع على أيّامها ومذاهبها في جاهليّتها و إسلامها. و هذامراد الشهيد الثاني من قوله: أبعد الناس عنالاجتهاد العجم، إذ من الواضح أنّه سقىالله ثراه لا يريد العجم من حيث النسب، كيفو معظم علوم العربية تؤثر عنهم، و أكثرعلماء الدين منهم، بل يريد من له العربيةتطبّع لا طبيعة، و تكلّف لا قريحة. فليخفالله من هذا نعته، و ليدع الفتوى في الحلالو الحرام حتّى يحصل له من الممارسة معرفةمجاري الكلام.

و الحال أنّ الشهيد الثاني لم يقل: «أبعدالناس عن الاجتهاد العجم»، و لم نظفر فيآثاره بهذا الكلام، نعم ظفرنا بكلام له فيهذا الشأن، و هو كلام متين واضح لا غبارعليه و مراده بيّن غير محتاج إلى التوجيه،و إليك نصّ كلامه- في ذكر العلوم التيذكرها العلماء و عدّوها من شرائطالاجتهاد-:

و أمّا العربية فالضابط فيها فهم معانيالآيات الأحكامية و أحاديثها. و أبعدالطرق إلى هذا المطلب طريق العجم، فإنّمناط تعليمهم و تعلّمهم العربية علىمناقشات لفظية متعلّقة بالألفاظ والعبارات و التعريفات، و لذلك تراهميصرفون أكثر أعمارهم في تعلّمها، و لاتحصل لهم قوّة فهم مدلولات ألفاظ العربيةبالسهولة. و الظاهر أنّ للمعاني و البياندخل في معرفة لغة العرب، مع أنّ أكثرهم لايعدّونهما من شرائط الاجتهاد. 5- قالالعلامة السيد الأمين في ترجمة العلامةالحلّي: «و على القواعد

المقدمة، ص 306

شروح و حواش كثيرة منها. حاشية الشهيدالثاني اسمها نكت القواعد». أقول: حاشيةالشهيد الثاني على قواعد الأحكام للعلامةاسمها «فوائد القواعد»- و ليس «نكتالقواعد»- كما جاء في بعض مخطوطاتها، منهامخطوطة مكتبة العالم الشهيد القاضيالطباطبائي، و مخطوطة مكتبة مجلس الشورىالإسلامي (رقم 1)، المرقمة 1307. و أيضا ذكرهاصاحب مدارك الأحكام- و هو من أهل بيتالشهيد، و أهل البيت أدرى بما فيه- فيمواضع عديدة باسم «فوائد القواعد»، منها:

- و رجّح جدّي قدّس سرّه في «فوائدالقواعد» الاكتفاء بكون المجموع منالمادّة و ما في الحوض كرّا..

- و جزم جدّي قدّس سرّه في «فوائد القواعد»بتوقّفه على القسمة و.. كما اختاره قدّسسرّه في «فوائد القواعد» و نسبه إلى ظاهرالأصحاب..

و أجاب عنه جدّي قدّس سرّه في «فوائدالقواعد» بأنّ محمّد بن قيس...

كما اختاره جدّي قدّس سرّه في «فوائدالقواعد» و أسنده إلى ظاهر الأصحاب.. وبذلك قطع جدّي قدّس سرّه في «فوائدالقواعد» فإنّه اعترف بأنّه.. و مال إليهجدّي قدّس سرّه في «فوائد القواعد»،استضعافا للرواية.. و استشكله جدّي قدّسسرّه في «فوائد القواعد» بما علم من أنّه.

المقدمة، ص 307

و ذكره السيد العاملي صاحب مفتاح الكرامةأيضا باسم «فوائد القواعد» حيث قال: «و إذاقلت: فوائد القواعد فهو تعليق الشهيدالثاني عليه» يعني على قواعد الأحكام.

6- جاء في بعض الفهارس أنّ المخطوطةالمرقّمة 1575 في مكتبة الوزيري بمدينة يزد-المذكورة في فهرسها ج 3، ص 993- هي نسخة لكتابفوائد القواعد للشهيد الثاني.

و ليس كذلك، بل هذه المخطوطة نسخة لكتابجامع المقاصد للمحقّق الكركي.

7- نسبت الرسالة الثانية من المجموعةالمرقّمة 3307 في مكتبة آية الله المرعشيرحمه الله إلى الشهيد الثاني في فهرسالمكتبة (ج 9، ص 87)، و ليس كذلك، بل هي نسخةلإحدى رسائل المحقّق الكركي و طبعت ضمنرسائله.

8- نسبت الرسالة الثانية من المجموعةالمرقّمة 3917 في مكتبة مجلس الشورىالإسلامي (رقم 1) إلى الشهيد الثاني في فهرسالمكتبة (ج 10، ص 1942). و هي رسالة في العقائد،نجزم بأنّها ليست من تصنيف الشهيد الثاني،لأنّ بعض نسخها كتب قبل ولادة الشهيد،كالرسالة الأولى من المخطوطة المرقّمة 514،و الرسالة الخامسة من المجموعة المرقّمة2247 في مكتبة آية الله المرعشي. و جاء فينهايتهما أنّهما من تأليف قطب الدينالسبزواري، و نسبت في فهرس المكتبة (ج 2، ص118) إلى قطب الدين الرازي البويهي! و توجدنسخ كثيرة من هذه الرسالة، منها- إضافة إلىالنسخ الثلاث المذكورة-:

1- الرسالة الثالثة من المجموعة المرقّمة454 في مكتبة آية الله المرعشي.

2- الرسالة الرابعة من المجموعة المرقّمة2680 في مكتبة المسجد الأعظم‏

المقدمة، ص 308

بقم المقدّسة (ذكرت في فهرسها، ص 578- 579).

3- الرسالة الرابعة من المجموعة المرقّمة2797 في مكتبة المسجد الأعظم (ذكرت فيفهرسها، ص 588).

4- الرسالة الثالثة من المجموعة المرقّمة7963 في المكتبة المركزية بجامعة طهران(ذكرت في فهرسها، ج 16، ص 672- 673).

5- المخطوطة المرقّمة 513 في مكتبة الروضةالمقدّسة في مشهد (ذكرت في فهرسهاالألفبائي، ص 235).

6- المخطوطة المرقّمة OR 10968 في المتحفالبريطاني.

9- أورد كثيرا من كتب التراجم كنية الشهيدالثاني بشي‏ء من الترديد «ابن الحاجة» أو«ابن الحجّة»، و في هذا الإطار قال السيّدمحسن الأمين رحمه الله:.

ثمَّ إنّ «الحاجّة» بالألف هي المرأةالتي حجّت، فلعلّ إحدى جدّاته كانت تعرفبالحاجّة. أمّا «الحجّة» فيمكن كونها بضمّالحاء فتكون لقبا لرجل، و يمكن كونهامخفّف «الحاجّة»، و الله أعلم. لكنّنيشاهدت شخصيا مخطوطة كتب فيها الشهيد بقلمهكنيته بـ «ابن الحاجة»، و نظرا لتماثلالكلمتين من حيث الكتابة نوعا فإنّنا نرىأنّ المتأخّرين كتبوها خطأ «ابن الحجّة».و يمكن مشاهدة خطّ الشهيد خلف الورقة 108 منالمخطوطة المرقّمة 1126 في مكتبة آية اللهالمرعشي، و إلى جانبها شهادة توثيق منالمحدّث القمي رضوان الله عليه على صحّةنسبة الخطّ للشهيد الثاني.

10- للشهيد الثاني رسالة حول الواجباتالعينية، و قد تولّيت أنا شخصيا و الشيخأحمد العابدي تحقيقها، و قد طبعت باسم«الإسطنبولية في الواجبات‏

المقدمة، ص 309

العينية أو ما لا يسع المكلّف جهله» فيمجلّة تراثنا. و العلامة الشيخ آقا بزرگالطهراني قدّس سرّه عند تعرّضه لهذهالرسالة و التعريف بها في الذريعة أوردهافي أربعة مواضع بأربع تسميات مختلفة، حيثذكر:

- 232: الإسطنبولية في الواجبات العينية،للشيخ زين الدين. ذكره في كشف الحجب. - 895:الاعتقادية، للشيخ زين الدين. أوّله:«الحمد للّه ربّ العالمين.

فهذه رسالة مشتملة على ما لا يسع المكلّفجهله.».

- 451: الرسالة الإسطنبولية فيما لا يسعالمكلّف جهله من معرفة الله و العباداتالعينية الواجبة على أشخاص المكلّفين،أوّلها: «الحمد للّه ربّ العالمين».

و لعلّها متّحدة مع ما بعدها.

الرسالة الإسطنبولية، مرّت في الألف (ج 2،ص 59). - 129: ما لا يسع المكلّف جهله من الأصولو الفروع، مختصر في مائة و خمسين بيتا،للشيخ السعيد زين الدين. أوّله: «الحمدللّه ربّ العالمين»..

فترى أنّ الشيخ الطهراني طاب ثراه لم يجزمباتّحاد الرسالة المسمّاة بهذه الأسماء،و أنّها أسماء لرسالة واحدة، و إنّمااحتمل اتّحاد عنوان «الرسالة الإسطنبوليةفيما لا يسع المكلّف جهله» مع عنوانالإسطنبولية في الواجبات العينية».

و كذلك العلامة السيد حسن الصدر طاب ثراهحيث ذكر في ترجمة الشهيد الثاني:

و له غير ما في الأصل [يعني أمل الآمل‏]رسالة ما لا يسع المكلّف جهله..

المقدمة، ص 310

مع أنّ اسم هذه الرسالة قد جاء في الأصلبعنوان «الإسطنبولية في الواجباتالعينية». و الغريب أنّ بعضهم ذكر أنّالرسالة الإسطنبولية في الواجبات العينيةمشتملة على عشرة مباحث من عشرة علوم. و هذاسهو واضح، فإنّ الرسالة تبحث عمّا لا يسعالمكلّف جهله من الأصول و الفروع، و لا صلةبينها و بين عشرة علوم. نعم ألّف الشهيدالثاني رسالة أخرى في عشرة مباحث من عشرةعلوم في إسطنبول، و هي التي يقول عنهاتلميذه ابن العودي:

و عقد في كلّ مبحث إشكالا يعجز عن حلّهالراسخون في العلم.

و يقول الشهيد نفسه بهذا الشأن:.

و كان وصولنا إلى مدينة قسطنطنية يومالاثنين سابع عشر من شهر ربيع الأوّل منالسنة السابقة و هي سنة 952. و بقيت بعدوصولي ثمانية عشر يوما لا أجتمع بأحد منالأعيان، ثمَّ اقتضى الحال أن كتبت في هذهالأيّام رسالة جيّدة تشتمل على عشرة مباحثجليلة، كلّ بحث في فنّ من الفنون العقلية والفقهية و التفسير و غيرها، و أوصلتها إلىقاضي العسكر و هو محمّد بن قطب الدين بنمحمّد بن محمّد بن قاضي زاده الرومي. فوقعتمنه موقعا حسنا و حصل لي بسبب ذلك منه حظّعظيم، و أكثر من تعريفي و الثناء عليّ..

و الظاهر أنّ تلك الرسالة القيّمة فقدت وذهبت فيما ذهب من كتب الشهيد الثاني طابثراه، فإنّي بالرغم من الفحص الكثير والتتبّع المضي لم أقف حتّى على نسخة واحدةمنها في فهارس المكتبات.

المقدمة، ص 311

11- أورد عمر رضا كحّالة مختصرا من ترجمةالشهيد الثاني تحت عنوان «زين الدينالشهيد» مرّة، و لاختلاط الموقف عليه فياسم الشهيد الذي عدّه كحّالة علي- في حينأنّ اسمه «زين الدين»، و أنّ «علي» اسموالده- أورد جانبا من حياة الشهيد الثانيمرّة أخرى، و هذه المرّة تحت عنوان «عليّالشهيد الثاني»! و كتب وفاته بعام 975 هذهالمرّة، و كتب أنّه كان يقيم بمكّة.

و كلاهما خطأ واضح.

12- قال بعض المعاصرين في ترجمة الشهيدبالفارسية ما ترجمته:

يبدو أنّه طوسيّ الأصل، و على هذا فإنّهكان يوقع بعضها من مكتوباته باسم «الطوسيالشامي».

و هذا غير صحيح، فلم يكن الشهيد الثانيطوسيا و لا أجداده، و لم يكن يوقّع بـ«الطوسي الشامي» بل قد وقّع بـ «الطلّوسيالشامي». و طلّوسة قرية من جبل عامل، وعنها قال السيد محسن الأمين: «. فيظهر أنّالطلّوسي وصف لجدّه.».

و ربما كان منشأ الالتباس من خاتمة مستدركالوسائل و الكنى و الألقاب حيث تحوّلتفيهما «الطلّوسي» إلى «الطوسي».

قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني:

و وصفه الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب بالطوسي العاملي، و لم أدر مأخذه.

المقدمة، ص 312

و الحال، كما مرّ، أنّ «الطلّوسيالعاملي» هو الصحيح.

13- قال الشيخ الحرّ العاملي طاب ثراه حولقضية استشهاد الشهيد الثاني:.

و أخذ الرجل [يعني قاتل الشهيد] رأسه [يعنيرأس الشهيد] إلى السلطان، فأنكر عليه وقال: «أمرتك أن تأتيني به حيّا فقتلته!» وسعى السيد عبد الرحيم العبّاسي في قتل ذلكالرجل فقتله السلطان. و نقله عنه عدّة منالعلماء في كتبهم.

و هذا الأمر على ما يبدو غير صحيح أيضا،فالسيد عبد الرحيم بن عبد الرحمن ابن أحمدالعبّاسي صاحب معاهد التنصيص قد توفّيلعامين قبل شهادة الشهيد، أي في عام 963. وقد أجمعت كتب التراجم المتقدّمة والمتأخرة على أنّ وفاة السيد عبد الرحيمالعبّاسي كانت في عام 963. و جليّ أنّ الواردفي كتب التراجم القديمة المعتبرة أكثراعتبارا ممّا ورد في أمل الآمل.

14- قال بعضهم في ترجمة الشهيد:

ألّف كتبا كثيرة خلال عمره القصير تصل إلىمائتي رسالة، أهمّها الروضة البهيّة. وروض الجنان و مسالك الأفهام. و تمهيدالقواعد و منية المريد. و هذا زلل فاحش،فإنّ تأليفاته الموجودة و المفقودة تبلغحوالي سبعين كتابا

المقدمة، ص 313

و رسالة. و ربما كان منشأ الالتباس كلامالشيخ الحرّ العاملي حيث يقول:

و أخبرني من أثق به أنّه خلّف ألفي كتاب،منها مائتا كتاب كانت بخطّه من مؤلّفاته وغيرها. و الحال أنّ الشيخ الحرّ العامليقصد بقوله مائتين من الكتب بخطّه، أي ماكان من تصنيفه أو من تصنيف الآخرين أقدمالشهيد على نسخها.

و لنختم هذا الفصل بإجازة الشهيد الثانيلتلميذه الشيخ أحمد الحلّي التي لم تطبعلحدّ الآن.

إجازة الشهيد الثاني للشيخ أحمد الحلّيبسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه الذيأروى بزلال الرواية غليل الأفهام، و أبرئبسلسال الدراية عليل الأوهام، و قبل بصحيحالنيّة موثّق القول و حسن العمل، و رفع منأسند إلى بابه و حمل ضعفه على مرسل لطفهفاتّصل.

و الصلاة على سيّدنا محمّد المرسل رحمةللعالمين، الواصل من مدرج الارتفاع إلىأعلى علّيّين. أرسله والدين غريب فأصبحعزيزا مشهورا، و أوضح به معضلة فزال منه ماكان منكرا و موضوعا و زورا، و على آلهالموصل سلسلتهم بعروته الوثقى، و أصحابهالمنتظم أسماؤهم في سلك دينه الأنقى.

و بعد، فعلم دراية الحديث الشريف كثيرنفعه، لكونه مدار الأحكام، عظيم نفعه [كذا]في علم الحلال و الحرام. بمراعاته يحصلالتمسّك بالدليل الأقوى، و بالغفلة عنهوقع جمّ غفير من الأكابر في خبط عشوا.

المقدمة، ص 314

و كان ممّن انتظم في سلك هذا القيدالمنيف، و تشبّث بأذيال هذا العلم الشريف-فهجر أهله و أولاده، و هاجر منامه و رقاده-الشيخ الصالح الفاضل التقيّ جمال الدينأحمد بن المرحوم المبرور شمس الدين الحلّيأدام الله تعالى شرفه، و خصّ بالرحمة رهطهو سلفه، فقرأ على هذا الضعيف الكتابالموسوم بـ «الرعاية في علم الدراية»قراءة تدبّر و فهم، وقفته فيها علىمصطلحات الفنّ، و أوضحت له عن مقاصدالكتاب، بحسب ما اقتضاه الحال، و احتملهالوقت.

و قد أجزت له روايته و جميع ما يجوز ليروايته، من الفنون الحديثية و الأحكامالشرعية و ما للرواية فيه مدخل، ملتمسامنه إجرائي على خاطره الشريف في خلواته وأوقات دعواته، آخذا عليه بما يجب رعايته،و تحمد في الدارين عاقبته، من تقوى اللهتعالى في القول و العمل، و الوقوف عندالشبهات، و الاحتياط في الفتوى، فعلى ذلكمنار الدين، و جرى عليه السلف الصالح منالمتّقين. و الله تعالى يمدّنا و إيّاهبرعايته، و يرعانا بعين عنايته، إنّه غفوررحيم.

قال ذلك و كتبه الفقير إلى الله تعالى زينالدين بن علي بن أحمد الشامي العامليمصنّف الكتاب في يوم الأربعاء سادس عشرشهر رمضان المعظّم عام إحدى و ستّين وتسعمائة، حامدا للّه تعالى، مصلّيا علىرسوله محمّد و آله، مسلّما مستغفرا منذنوبه. حسبنا الله و نعم الوكيل.

المقدمة، ص 315

الفصل الثاني حاشية الإرشاد

حاشية الإرشاد إحدى الآثار الفقهيةالنافعة للشهيد الثاني قدّس الله روحهالتي لم تطبع حتّى الآن. لقد كتب الشهيدالثاني شرحا و حاشيتين على إرشاد الأذهانللعلامة الحلّي، و سمّى شرحه بـ «روضالجنان في شرح إرشاد الأذهان»، و فرغ منتأليف كتابي الطهارة و الصلاة منه يومالجمعة الخامس و العشرين من شهر ذي القعدةسنة 949، و لم يكتب منه أكثر من هذا المقدار.

و طبع هذا الشرح طبعة حجرية.

كذلك كتب الشهيد حاشية على عقود الإرشاد،لكنّنا لم نعثر على نسخة منها، و الظاهرأنّها فقدت و ذهبت فيما ذهب من آثاره رحمهالله.

و الحاشية الأخرى هي التي نحن بصددها الآنو نريد تعريفها في هذا الفصل.

ورد في مجموعة مخطوطة في مكتبة الروضةالرضوية في مشهد المرقّمة 8912 (الورقة 75ألف) فهرس لآثار الشهيد الثاني نقلا عن خطّولده صاحب المعالم‏

المقدمة، ص 316

و هذا نصّ ما نريد منه:

فهرست مصنّفات الوالد من خطّه: روض الجنانفي شرح إرشاد الأذهان.

حاشية الإرشاد. حاشية على عقود الإرشاد.

و قال ابن العودي تلميذ الشهيد في ترجمتهعند تعداد مؤلّفاته:

و منها حاشية على قطعة من عقود الإرشادللعلامة، مشتملة على تحقيقات مهمّة ومباحث محرّرة. و أضاف حفيد الشهيد، الشيخعلى صاحب الدرّ المنثور، إلى الكتب التيذكرها ابن العودي فكتب يقول: «و حاشية علىالإرشاد إلى آخره».

بناء على هذا فما ذكره العلامة الأمين طابثراه- ذيل عنوان «مؤلّفاته»- من قوله:.

و الحاشية على قطعة من عقود الإرشاد، و قدذكرت في عداد مؤلّفاته مع حاشية الإرشاد،لكن الظاهر أنّها قطعة منها. سهو منه قدّسسرّه، فإنّهما اثنتان كما تقدّم من خطّالشهيد.

و قال صاحب الرياض في ترجمة الشهيد:

و له قدّس سرّه حواش على هوامش إرشادالعلامة من أوّله إلى آخره، على ما نسبهإليه الفاضل الهندي كما كتبه على ظهر روضالجنان. و لعلّها بعينها ما سبق [في كلام‏]الشيخ المعاصر في أمل الآمل بقوله: «حاشيةالإرشاد».

و قال في ترجمة العلامة الحلّي:.

و منها [يعني من حواشي الإرشاد] حواشيالشهيد الثاني من أوّل الكتاب إلى آخره، ولكن على هوامش ذلك الكتاب.

المقدمة، ص 317

و قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني في عدادحواشي إرشاد الأذهان للعلامة:

الحاشية عليه للشيخ زين الدين بن علي بنأحمد الشامي الشهيد. حكى صاحب الرياض عنخطّ الفاضل الهندي في ظهر روض الجنان أنّحواشي الشهيد الثاني على جميع الإرشاد منأوّله إلى آخره لكنّها على هوامش الإرشاد.

أقول: الظاهر أنّه لم يطّلع على بعضالمدوّنات منها مثل «الحاشية على فرائضالإرشاد» الملحقة بآخر نسخة من الموجودةفي الرضوية كما ذكر في فهرسها (ج 2، ص 4)، وذكر أنّ أوّلها: «الحمد للّه الذي هدانالإدراك العلوم الأصولية» و آخرها: «هذا ماأوردت في تأليف هذه الفرائض»، و تاريخكتابة النسخة 984. و مثل «الحاشية على قطعةمن عقود الإرشاد» المدوّنة في مجموعة فيخزانة الشيخ علي كاشف الغطاء. و هذهالحواشي غير شرح الإرشاد الموسوم بـ «روضالجنان في شرح إرشاد الأذهان»، كما يأتيفي الراء. أقول: كتب الشهيد حاشية على عقودالإرشاد، لكنّي لم أوفّق حتّى الآن لرؤيةنسخة واحدة من هذه الحاشية- كما مرّ- و لمأجد في فهرس مؤلّفات الشهيد- في مصادرترجمته- ذكرا لحاشيته على فرائض الإرشاد.أمّا النسخة التي ذكرها الطهراني طابثراه، و الموجودة في مكتبة الروضة الرضويةالمقدّسة برقم 2216، فهي ليست من تأليفالشهيد الثاني لأدلّة لا مجال لذكرها هنا،و قد اشتبه الأمر على مفهرس المكتبةفنسبها للشهيد الثاني، و هناك نسختان منهافي المكتبة المذكورة برقمي 2216 و 2381.

و على أيّة حال فإنّ حاشية الإرشاد لمتطبع حتّى الآن، و نسخها المخطوطة نادرةللغاية، و عليه فهي لم تكن تحت تصرّفالفقهاء، و لم نسمع بكتاب فقهي واحد نقلمنها. و بعد التمحيص و التدقيق المتواصلينعثرنا على مخطوطتين‏

المقدمة، ص 318

كاملتين نسبيّا لحاشية الإرشاد، و علىثلاث نسخ ناقصة تتضمّن أجزاء من الحاشية،سنأتي بتعريفها في الفصل الثالث من البابالرابع من هذه المقدّمة.

و هذه الحاشية في طريقتها و أسلوبها-كسائر آثاره الفقهية مثل المسالك و الروضةو الروض و فوائد القواعد- بليغة ناضجة وموزونة غير مطوّلة خالية عن التعقيد والإغلاق و الإيجاز المخلّ و الإطنابالمملّ. و يتكرّر في هذه الحاشية نفسالتشابه الموجود بين الروضة و المسالك،فربما صادفتنا في الروضة عبارة تكرّرت فيالمسالك أيضا، و هكذا باقي آثاره الفقهية.

و لم أقف على تاريخ تأليف الشهيد لهذهالحاشية، و الظاهر أنّه ألّفها قبل الروضةو المسالك.

و قد تأثّر الشهيد في تأليفه هذا- كباقيآثاره الفقهية- بآثار الشهيد الأوّل والمحقّق الكركي، خاصّة في تعليق الإرشاد وجامع المقاصد. و قد قمنا غالبا بتذييلموارد تأثّر الشهيد بهذين الكتابين-كغيرهما- بعبارة «لا حظ تعليق الإرشاد،الورقة.»، و «لا حظ جامع المقاصد، ج. ص.». وبما أنّ تعليق الإرشاد للكركي لم يطبعحتّى الآن فقد أرجعنا الإحالات إلى نسختهالمخطوطة.

ثمَّ اعلم أنّ صاحب الرياض قال:

الشيخ علي بن حمزة الطبرسي القمي، كان منأجلّة متأخّري فقهاء أصحابنا، و قد ينقلالشهيد الثاني بعض فتاواه في حاشيته علىالإرشاد. و الحقّ عندي اتّحاده مع الشيخنصير الدين عليّ بن حمزة بن الحسن الطوسيالآتي، و أنّ الكتّاب قد صحّفوا الطوسيبالطبرسي. و نقله عنه صاحب الروضات والعلامة السيد محسن الأمين رحمهم الله.

المقدمة، ص 319

أقول: إنّ الشهيد الأوّل نقل في غايةالمراد فتوى عن نصير الدين عبد الله ابنحمزة الطوسي، و لم نجد نقل فتواه في حاشيةالإرشاد للشهيد الثاني، و من القريب جدّااشتباه الأمر على صاحب الرياض، فمن الممكنأنّه عثر على هذا المطلب في غاية المرادللشهيد الأوّل، فنسبه إلى حاشية الإرشادللشهيد الثاني.

و من المعلوم أنّه قد يعبّر عن غايةالمراد بـ «حاشية الإرشاد»، كما تقدّم فيالفصل الثاني من الباب الثاني من هذهالمقدّمة. و الظاهر أنّ الصحيح «نصيرالدين عبد الله بن حمزة الطوسي»- كما فيغاية المراد- بدل «نصير الدين علي بن حمزةالطوسي»، فراجع.

المقدمة، ص 321

الباب الرّابع عملنا في الكتاب‏

و فيه ثلاثة فصول و تتميم:

الفصل الأوّل: عملنا في الإرشاد الفصلالثاني: عملنا في غاية المراد الفصلالثالث: عملنا في حاشية الإرشاد التتميم:شكر و ثناء

المقدمة، ص 323

الفصل الأوّل عملنا في الإرشاد

بين ظهرانينا الكثير من نسخ الإرشادالمخطوطة، فمخطوطاته المنسوخة قبل نهايةالقرن العاشر بلغت الخمسين. و قد اعتمدنافي تحقيقنا للإرشاد على عدد من النسخالقيّمة و هي:

1- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 2222، و هي أقدم نسخةموجودة في العالم من كتاب إرشاد الأذهان-فيما نعلم- نسخها تمليذ المؤلّف علي بنإسماعيل بن إبراهيم بن فتوح المجاورللمشهد الشريف الغروي صلوات الله علىمشرّفه، و فرغ من نسخها آخر نهار الاثنينحادي عشر شهر رجب المبارك عام 701- أي قبلوفاة المؤلّف العلامة بخمس و عشرين سنةتقريبا- و قرأها على العلامة، فكتب لهإجازة عليها بخطّه بقراءة الكتاب عليه فيالثاني عشر من شهر رجب عام 701. و في هوامشكثير من أوراقها توجد علامة البلاغ بخطّالعلامة أعلى الله مقامه. و هي النسخةالأمّ و الأساس في تحقيقنا.

المقدمة، ص 324

2- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 7534، فرغ الناسخ من نسخهافي شوال عام 794، و محي اسمه من نهاية الكتابفلا يمكن قراءته.

3- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي،المرقّمة 961، نسخها محمد بن عبد الحميدالجرجاني، و كان الفراغ من نسخها يومالثامن عشر من شهر ربيع الأوّل عام 866.

4- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي (رقم1)، المرقّمة 11293.

نسخت في القرن 8، و ناسخها مجهول، و لكنّهاقيّمة جدّا، و يبدو أنّ ناسخها كان عالمابارعا. و هي نسخة من غاية المراد و تضمّأيضا جميع إرشاد الأذهان ضمن غاية المراد.

و ما عدا هذه النسخ فقد استفدنا أيضا منعدّة نسخ أخرى، و رجعنا إليها و اعتمدناعليها في المواضع المشكلة، و هي:

1- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي،المرقّمة 2805، نسخها هبة الله بن محمد، وفرغ من نسخها يوم الاثنين غرّة شهر ذيالقعدة عام 830، و عليها علامات التصحيح.

2- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي،المرقّمة 4408، نسخها محمد بن علي سيف الدينالجرجاني، و فرغ من نسخها يوم الخميس خامسعشر من شهر ربيع الآخر عام 854، و عليهاعلامات البلاغ و التصحيح.

3- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي،المرقّمة 6282، نسخت في القرن 9، و ناسخهامجهول لسقوط الورقة الأخيرة من المخطوطة.

4- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية في مشهد،المرقّمة 2689، و تاريخ الفراغ من نسخهاسادس شهر محرّم الحرام عام 940، و ناسخهامجهول.

5- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية في مشهد،المرقّمة 13467، و تاريخ الفراغ من نسخها عام975، و ناسخها مجهول.

و إضافة إلى ذلك، قابلنا نسختنا معالإرشاد المطبوع مؤخّرا في قم في مجلّدين،و استفدنا منه‏

المقدمة، ص 325

و الجدير بالذكر أنّ العلامة عاد و بعدالانتهاء من تأليفه الإرشاد- في الحاديعشر من شوّال عام 696، كما تقدّم في الفصلالثاني من الباب الأوّل من هذه المقدّمة-فأصلح بعض فقرات الإرشاد تارة و أضاففقرات جديدة تارة أخرى. و ربما صادفتنا فيبعض النسخ المتأخرة إضافات غير موجودة فيالنسخ المتقدّمة. و من الأدلّة على صحّة مانقول أنّه جاء في هامش مخطوطة مكتبة آيةالله المرعشي، المرقّمة 6282، ذيل قولالعلامة في الإرشاد: «و يغسّل الخنثىالمشكل محارمه من وراء الثياب»:

هذا ليس في نسخة الأصل، و لكن ألحقهالمصنّف عند قراءة بعض المشتغلين.

و أيضا يقول الشهيد الأوّل في شرح قولالعلامة: «و تصلّى على الراحلة.

قيل: و إلى غير القبلة»:

هذا القول ليس في أكثر نسخ الكتاب، ولكنّه ملحق بغير خطّ المصنّف على الأصل.

و يقول الشهيد في موضع آخر:

نسخ الكتاب مختلفة هنا بسبب اختلافالأصل، فإنّه كان فيه لفظة «عدم» فكشط وبقي «فالوجه الانعقاد». و على لفظ «عدم»أكثر النسخ، و هي الموافقة للقواعد من غيرتردّد، و للنهاية بالأقرب.

و يقول الشهيد أيضا في شرح قول العلامة فيكتاب الديات: «و لو تصادمت مستولدتان بعدالتكوّن علقة.»:

هذه المسألة مضروب عليها في أصل المصنّفالذي بخطّه، و هي موجودة في‏

المقدمة، ص 326

أكثر النسخ، لأنّها سارت قبل الضرب[عليها] من المصنّف أو غيره، و أنا نقلتهامن خطّه في أصلي و ضربت عليها لئلّا أخلّبشي‏ء من فوائد الكتاب.

و يقول أيضا في شرح قول العلامة في كتابالعتق: «و لو كان عليه دين بقدر ماله فهوموسر»:.

ثمَّ إنّ شيخنا الإمام فخر الدين دام ظلّهولد المصنّف طاب ثراه أصلحها عملا بالإذنالعامّ له من والده، فجعلها «معسر»، و كتبعليها بخطّه.

و فيما أوردناه دلالة واضحة على أنّالعلامة عاد بعد التأليف، فتناول بعضالعبارات بالزيادة و النقصان، و على هذافإنّنا لم نكتف بمراجعة أقدم النسخ، بلراجعنا المتأخّرة منها أيضا، و كذلكراجعنا سائر الآثار الفقهية للعلامة مثلالقواعد و بعضا من شروحه مثل روض الجنان ومجمع الفائدة و البرهان.

إنّ ما أوردناه يجسّد لنا أنّ العلامةربما أضاف بعض العبارات في نهاية الإرشاد-أعني العبارة التي أشار فيها إلى قواعدالأحكام حيث قال: «و من أراد التوسّط فعليهبما أفدناه في. أو قواعد الأحكام أو غيرذلك من كتبنا» - بعد الانتهاء من التأليف،فلا يدلّ وجود جملة تشير إلى قواعدالأحكام في نهاية الإرشاد على أنّ العلامةصنّف القواعد قبل الانتهاء من ختم تأليفالإرشاد

المقدمة، ص 327

- أي عام 696- أو شرع في تأليفها.

سنتعرّض في الفصل الثاني من هذا الباب إلىمنهجنا في العمل و طريقتنا في التحقيق واختيار النسخ و باقي الأمور الأخرى عند مانتحدّث عن منهاج العمل في غاية المراد.

و من الأعمال التي قمنا بها في تحقيقالكتاب ضبط النصّ بالشكل ممّا يعين القارئعلى سرعة الفهم و الدرك و سلاسة القراءة، وليس من هذا الأمر في الطبعات السابقةللإرشاد عين و لا أثر.

قلّما أورد العلامة في الإرشاد أقوال وآراء الآخرين، و مع هذا فقد عمدنا إلىالإشارة إلى المصادر و أصحاب الأقوالالذين تناولهم العلامة ضمن تعاليقنا علىالشرح- أعني غاية المراد- أو حاشية الإرشادللشهيد الثاني.

إنّ كتاب الإرشاد- كما تقدّم في الفصلالثاني من الباب الأوّل من هذه المقدّمة-طبع حتّى الآن ثلاث مرّات: الأولى والثانية بمعيّة مجمع الفائدة و البرهان،كانت الأولى طبعة حجرية مع مجمع الفائدة والبرهان، و الثانية مع الطبعة الأخيرةالمحقّقة له. أمّا الطبعة الحجرية فلايعتدّ بها كثيرا. و أمّا الطبعة الجديدةبمعية مجمع الفائدة ففيها أخطاء لا يمكنالركون إليها و الاعتماد عليها بشكل كامل.يضاف إلى ذلك أنّها لم تحقّق علىالمخطوطات القديمة، و بالرغم من وجودحوالي خمسين نسخة من الإرشاد نسخت كلّهاقبل نهاية القرن العاشر اعتمد محقّقواالكتاب على ثلاث نسخ خطيّة، اثنتين منهانسختا بعد القرن العاشر أعني عام 1032 و عام1050، و الثالثة بغير تاريخ! و قد اعتمدنا فيتحقيقنا على مخطوطات إحداها هي التي نسختعام 701، أيّ قبل وفاة المؤلّف‏

المقدمة، ص 328

بخمس و عشرين سنة تقريبا، و التي قرئت علىالمؤلّف.

أمّا الطبعة الثالثة للإرشاد فقد صدرتمؤخّرا في مجلّدين، نشرتها مؤسّسة النشرالإسلامي بمدينة قم المقدّسة، و تتميّزهذه الطبعة على سابقتيها بالشي‏ء الكثير،و لا يمكن مقارنتها و مقايستها بهما.لكنّنا عمدنا إلى تحقيق الإرشاد من جديدلأسباب: منها أنّنا ثقفنا بعض الأخطاء فيالطبعة المذكورة أوّلا، و متن الإرشادفيها لم يكن مضبوطا بالشكل ثانيا، و قد طبعبحروف قديمة و غير جميلة ثالثا:

و هنا، لمجرّد الاستشهاد، نورد بعضالأخطاء التي ثقفناها، و هي من كتابيالحجّ و الجهاد- و نطلب من محقّقه الفاضل،حفظه الله و أبقاه و أدام تأييداته، الصفحو العذر، فليس الإنسان بمعصوم، و إنّماالعصمة لأهلها-:

1- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 313:

و تكفي المرّة مع الإطلاق، و مع التكراربالثلاث.

و الصحيح: «و تكفي المرّة مع الإطلاق، و معالتكرار بالثلث».

2- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 328:

و يجب فيه: النية، و الكون بها إلى الغروب،فلو أفاض قبله جاهلا أو ناسيا و عاد قبلالغروب فلا شي‏ء.

و الصحيح: «. أو ناسيا أو عاد قبل الغروبفلا شي‏ء».

3- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 339:

و حرم المدينة بين عائر و وعير لا يعضدشجره و لا يؤكل صيده، إلّا ما صيد بينالحرتين على كراهية.

و الصحيح: «. و يؤكل صيده، إلّا ما صيد بينالحرّتين على كراهية».

4- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 348:

المقدمة، ص 329

أرض الصلح فإن لأربابها يملكونها علىالخصوص، و يجوز لهم التصرّف بالبيع والوقف و غيرهما.

و الصحيح: «أرض الصلح لأربابها يملكونهاعلى الخصوص،.».

5- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 350:

لا يجوز الانتفاع بالطرق في غيرالاستطراق، إلّا بما تفوت معه منفعته.

و الصحيح: «.، إلّا بما لا تفوت معهمنفعته».

6- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 352:

و سبّاب الإمام يقتل.

و الصحيح: «و سابّ الإمام يقتل».

و هنا نورد عددا من الأخطاء في تقطيعالعبارات:

1- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 284- 285:

و يصدّق المالك في عدم الحول، و نقصانالخرص المحتمل، و إبدال النصاب، و الإخراجمن غير يمين.

و لو شهد عليه اثنان حكم عليه، و لو طلّقهابعد حول المهر قبل الدخول فالزكاة عليهاأجمع، و لا زكاة لو.

و الوجه الصحيح في تقطيع العبارة هكذا:

و يصدّق المالك في. و الإخراج، من غيريمين. و لو شهد عليه اثنان حكم عليه.

و لو طلّقها بعد حول المهر قبل الدخولفالزكاة عليها أجمع. و لا زكاة لو..

2- «إرشاد الأذهان» ج 1، ص 291:

و لو لم يقبض الموهوب فلا زكاة عليه، و لومات الواهب فالزكاة على الوارث،

المقدمة، ص 330

و تتقسّط التركة على الدين.

و فطرة العبد بالحصص لو مات بعد الهلال، وقبله تسقط.

و الوجه الصحيح في تقطيع العبارة هكذا:.

و لو مات الواهب فالزكاة على الوارث، وتقسّط التركة على الدين و فطرة العبدبالحصص لو مات بعد الهلال، و قبله تسقط.

بالطبع نكرّر أنّ ذكر الأخطاء الواردةكنماذج لا يعني إنكارا منّا للجهود التيبذلها محقّق الإرشاد المحترم، فأجره عندالله محفوظ، أجزل الله جزاه و أسعده فيأولاه و أخراه.

المقدمة، ص 331

الفصل الثاني علمنا في غاية المراد

1- التعريف على مخطوطات غاية المراد

في مخازن المكتبات كثير من مخطوطات غايةالمراد، سنوردها تباعا ثمَّ نعرّف بالنسخالتي استفدنا منها في تحقيق الكتاب:

أ- في مشهد المقدّسة

1- مخطوطة مكتبة مدرسة النوّاب، المرقّمة262 فقه، نسخت عام 770.

2- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 2496، نسخت عام 1091.

3- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 2497، نسخت عام 802.

4- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 9681، نسخت عام 849.

5- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 10062، نسخت عام 941

المقدمة، ص 332

6- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 14355، تاريخ نسخها مجهول.

7- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسة،المرقّمة 15887، نسخت عام 1129.

8- مخطوطة مكتبة المدرسة الباقرية، نسختعام 922 9- مخطوطة مكتبة جامع گوهرشاد،المرقّمة 249، نسخت في القرن 11.

10- مخطوطة مكتبة جامع گوهرشاد، المرقّمة1295، نسخت عام 1078.

ب- في قم المقدّسة

11- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 594، و هي من مخطوطات القرنالتاسع أو العاشر.

12- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 1407، نسخت عام 933.

13- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 5719، نسخت عام 928.

14- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 6156، نسخت عام 771.

15- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 7304، نسخت في القرن التاسع.

المقدمة، ص 333

16- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 7708، نسخت عام 969.

17- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 8388، نسخ الجزء الأوّل منهاعام 982.

18- مخطوطة مكتبة آية الله الگلپايگاني دامظلّه العالي، المرقّمة 51- 6، نسخت عام 1023ظاهرا.

19- مخطوطة مكتبة آية الله الگلپايگاني دامظلّه العالي، المرقّمة 165- 7، تاريخ نسخهامجهول.

20- مخطوطة مكتبة آية الله الگلپايگاني دامظلّه العالي، المرقّمة 142- 32، نسخت عام 1073.

21- مخطوطة مكتبة آية الله الگلپايگاني دامظلّه العالي، المرقّمة 32- 33، نسخت عام 969.

22- مخطوطة مكتبة آية الله السيد أحمدالزنجاني رحمه الله الخاصّة، المرقّمة 51،نسخت عام 956.

23- مخطوطة مكتبة آية الله السيد مصطفىالصفائي الخوانساري رحمه الله الخاصّة،المرقّمة 1331، نسخت عام 976.

24- مخطوطة مكتبة آية الله السيد مصطفىالصفائي الخوانساري رحمه الله الخاصّة،المرقّمة 1412، نسخت عام 1087.

25- مخطوطة مكتبة الأستاذ رضا الأستادي دامتأييده الخاصّة، نسخت عام 997.

ج- في طهران‏

26- مخطوطة مكتبة مدرسة مروي، المرقّمة 487،نسخت عام 1282

المقدمة، ص 334

(ذكرت في فهرسها، ص 391).

27- مخطوطة مكتبة مدرسة مروي، المرقّمة 2-514، نسخت في القرن 13 (ذكرت في فهرسها، ص 284).

28- مخطوطة مكتبة مدرسة الشهيد مطهّريالعالية (سپهسالار سابقا)، المرقّمة 237مشير، نسخت في القرن 11.

29- مخطوطة مكتبة مدرسة الشهيد مطهّريالعالية (سپهسالار سابقا)، المرقّمة 2467،نسخت عام 947 (ذكرت في فهرسها، ج 1، ص 441، و ج5، ص 348).

30- مخطوطة مكتبة المركزية بجامعة طهران،المرقّمة 6739، نسخت عام 960 (ذكرت في فهرسها،ج 16، ص 349).

31- مخطوطة المكتبة المركزية بجامعةطهران، المرقّمة 8267، نسخ الجزء الأوّلمنها عام 920 (ذكرت في فهرسها، ج 17، ص 94).

32- مخطوطة مكتبة كلّية الإلهيات و المعارفالإسلامية، المرقّمة 24 ج، نسخت عام 1024(ذكرت في فهرسها، ج 1، ص 615).

33- مخطوطة مكتبة كلّية الإلهيات و المعارفالإسلامية، المرقّمة 40 ج، نسخت في القرن 11(ذكرت في فهرسها، ج 1، ص 615).

34- مخطوطة مكتبة كلّية الآداب، المرقّمة 30ج، نسخت عام 1041 (ذكرت في فهرسها، ج 1، ص 362).

35- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 3376، نسخت في القرن 11 (ذكرتفي فهرسها، ج 10، ص 1226).

36- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 3788، نسخت عام 999 (ذكرت فيفهرسها، ج 10، ص 1774).

المقدمة، ص 335

37- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 5148، نسخت في القرن 10 أوالقرن 11 (ذكرت في فهرسها، ج 15، ص 218).

38- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي(رقم 1)، المرقّمة 1293، نسخت في القرن 8. (هذهالنسخة لم تفهرس إلى يومنا هذا).

39- مخطوطة مكتبة ملك الوطنية، المرقّمة845، نسخت في القرن 10 (ذكرت في فهرسها، ج 1، ص381).

40- مخطوطة مكتبة ملك الوطنية، المرقّمة5339، نسخت في القرن 12 (ذكرت في فهرسها، ج 1، ص381).

41- مخطوطة مكتبة محمود فرهاد معتمدالخاصّة، المرقّمة 131، نسخت عام 917.

42- مخطوطة مكتبة نور بخش، المرقّمة 1- 164،تاريخ نسخها مجهول (ذكرت في فهرسها، ج 1، ص176).

د- في سائر البلدان‏

43- مخطوطة مكتبة العالم الشهيد القاضيالطباطبائي الخاصّة في تبريز، نسخت عام1065.

44- مخطوطة مكتبة المتحف العراقي ببغداد،المرقّمة 2977، تاريخ نسخها مجهول (ذكرت فيفهرسها، ج 2، ص 248).

45- مخطوطة المكتبة المركزية بجامعةأصفهان، المرقّمة 10109، نسخت عام 873.

46- مخطوطة مكتبة رضا همراه الخاصّة فيهمدان، نسخ الجزء الأول منها

المقدمة، ص 336

عام 875.

47- مخطوطة مكتبة مير حسينا القزوينيالخاصّة في قزوين، نسخت في القرن 10.

48- مخطوطة مكتبة شاه‏چراغ في شيراز،المرقّمة 109، تاريخ نسخها مجهول. (ذكرت فيفهرسها، ج 2، ص 99).

49- مخطوطة مكتبة كلّية الطبّ بجامعةشيراز، نسخت عام 1063 (كما قاله بعض أهلالفنّ).

50- مخطوطة مكتبة الحسينية الشوشترية فيالنجف الأشرف، المرقّمة 876.

51- مخطوطة مكتبة جامعة لوس‏أنجلس فيالولايات المتّحدة، المرقّمة،M 607 نسخت فيالقرن 11.

52- مخطوطة مكتبة المرحوم المحدّث النوريرحمه الله. و لا علم لنا بكيفية هذه النسخةو وضعها الحاضر.

53- مخطوطة مكتبة بيت الصافي بالنجفالأشرف، نسخت عام 980.

54- مخطوطة مكتبة الخوانساري بالنجفالأشرف، نسخت عام 1074.

55- مخطوطة مكتبة السيد خليفة، نسخت عام 860.

المقدمة، ص 337

2- اختيار المخطوطات المعتمدة فيالتحقيق‏

اعتمدنا في تحقيق غاية المراد على ثمانيمخطوطات، إليك وصفها حسب قيمتها واعتبارها:

1- مخطوطة مكتبة مدرسة النوّاب في مشهد،المرقّمة 262 فقه، و هي أقدم مخطوطة موجودةفي العالم من غاية المراد- فيما نعلم-نسخها تلميذ الشهيد أبو جعفر محمّد بن تاجالدين أبي محمد بن عبد العلي بن نجدة رضوانالله عليهم، و فرغ من نسخ الجزء الثاني منالكتاب آخر نهار الجمعة سادس شعبان سنة 770،و سمع الكتاب على الشهيد فكتب الشهيدبخطّه إجازة له في آخر النسخة، في عاشر شهررمضان عام 770، يقول فيها:.

و كان الأخ في الله، المصطفى في الأخوّة،المختار في الدين، المولى الشيخ الإمامالعامل العلامة المتّقي، صاحب المباحثالسنيّة و الأفهام الرقيقة و الهمّهالعليّة و الفكرة الدقيقة، المؤيّدبتأييد ربّ العالمين شمس الملّة و الحقّ والدين، أبو جعفر محمّد ابن الشيخ الإمامالعالم الزاهد العابد تاج الدين أبي محمّدعبد العليّ بن نجدة أسعده الله في أولاه وأخراه، و أعطاه ما يتمنّاه و بلّغه مايرضاه، ممّن أقبل على تحصيل الكمالاتالنفسانية، و فاز بالسبق على أقرانه فيالخصال المرضيّة، و انقطع بكليّته إلى طلبالمعالي، و وصل يقظة الأيّام بإحياءالليالي، حتّى بلغ من آماله ما شرّفه وعظّمه و جعله من أعلام العلماء و أكرمه.

و قد أجزت له أسبغ الله فضائله رواية جميعما قرأه و سمعه عليّ و نقله و اقرأه و العملبه، عنّي عن مشايخي الذين عاصرتهم، و حضرتدروسهم، و استفدت من أنفاسهم، و اقتبست منعلومهم رضوان الله عليهم أجمعين.

و أجزت له رواية جميع ما رويته عن مشايخأهل السنّة شاما و حجازا و عراقا، و هوكثير.

و أجزت له رواية جميع ما صنّفته و ألّفته ونظمته في سائر العلوم التي شاركت‏

المقدمة، ص 338

فيها بعض أهلها. فمما سمعه عليّ منمصنّفاتي كتاب غاية المراد في شرحالإرشاد، و الرسالة الألفية في فقهالصلاة، و خلاصة الاعتبار في الحجّ والاعتمار، و رسالة التكليف و غيرها.

فليرو الشيخ شمس الدين محمّد جميع ماذكرته و غيره لمن شاء.

و كتب أضعف العباد محمّد بن مكّي عاشر شهررمضان المعظم قدره سنة سبعين و سبعمائة.

و هذه المخطوطة قيّمة قليلة الأخطاء وعليها علامات التصحيح، و في هامش الورقة 35بـ نقلت عبارة بتوقيع «بخطّه» يعني بخطّالشهيد. و هذه هي النسخة الأمّ و الأساس فيتحقيقنا، و هي كاملة- كسائر النسخالمعتمدة- سوى عدّة أوراق سقطت من أواسطهامن كتاب الفراق. و رمزنا لها بـ «ن».

2- مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي (رقم1)، المرقّمة 11293، و هذه النسخة تضمّ غايةالمراد و إرشاد الأذهان، و لم تفهرس إلىيومنا هذا و لم ترد في فهرس المكتبة. و وقفتعليه بإرشاد بعض أهل الخبرة و الاختصاص.

و هي نسخة مضبوطة قيّمة مصحّحة جدّا، يبدوأنّ ناسخها كان عالما بارعا مدقّقا، لكنّهلم يذكر اسمه، و على هوامشها علاماتالتصحيح و مطالب متفرّقة منقولة من كتابالدروس للشهيد و غيره، و ما عرفناه عنهاأنّها نسخت في القرن الثامن فحسب. و رمزنالها بـ «س».

3- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 6156، جاء في آخرها:

و كان الفراغ من كتابته على يد العبدالفقير إلى الله الغنيّ عليّ بن أحمد بنعلي آمنه الله يوم الفزع الأكبر، و جعلأئمّته ذخيرته في المحشر، يوم الأربعاءسادس عشرين من شهر ذي الحجّة الحرام من سنةتسعين و سبعمائة.

و هذه النسخة مصحّحة قيّمة عليها علاماتالتصحيح و البلاغ، و جاء في هامش الورقةالأخيرة منها: «بلغ قبالا بنسخة صحيحةبقدر الجهد و الطاقة»، و في هامش الورقة 6ب: «هكذا في نسخة مقروءة على المصنّف»، وفي هامش‏

المقدمة، ص 339

الورقة 45 ب: «بخطّه [أي بخطّ الشهيد] هو شرحالتلخيص»، و في هامش الورقة 15 ألف: «منقوله: كذا، إلى قوله: و قال المرتضى، ليس فيالنسخة التي قابلنا بها». و نقل الناسخ فيالهوامش مطالب بتوقيع «بخطّه»، أي بخطّالشهيد رحمه الله. و رمزنا لهذه النسخة بـ«ع».

و هذه النسخ الثلاث أفضل ما عثرنا عليه منمخطوطات غاية المراد و أكثرها دقّة و ضبطا.

4- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 9681، من كتب المرحوم خانبابا مشار المهداة إلى تلك المكتبة، نسخهامحمّد بن علي بن يونس، و فرغ من نسخ الجزءالأوّل منها في شهر رمضان المعظّم عام 849أو 847. و على الورقة الأولى من الجزءالثاني: «ممّا ساقته النوبة بالبيع الشرعيإلى نوبة الفقير إلى كرم الله الغنيّ عبدالحقّ بن محمد مساعد الحسيني الحائري لطفالله تعالى به». و هذه نسخة خطّها واضح وعليها علامات التصحيح، و الظاهر أنّهاقوبلت مع نسخة الأصل، لأنّه جاء في هوامشبعض الأوراق ما يدلّ على ذلك، منها:

- هامش الورقة 5 ألف: «بخطّه: و طهّر رمسه».

- هامش الورقة 22 ب: «هذا الكلام. لم نجده فينسخة الأصل»،- هامش الورقة 61 ب: «هذا الطمسوجد بخطّه»،- الورقة 21 ألف- عند قول الشهيد:«فلو جدّد نيّة الصوم بعد الزوال»، فوقكلمة «بعد»-: «بخطّه»، و كتب بهامش الورقة:«الأولى أنّه قبل الزوال».

و رمزنا لهذه النسخة بـ «م».

5- مخطوطة مكتبة آية الله المرعشي رحمهالله، المرقّمة 7708، نسخها رفيع‏

المقدمة، ص 340

الدين حسين الحسيني الرضوي، و فرغ مننسخها في اليوم الرابع من شهر جمادىالآخرة عام 969. و هذه النسخة قوبلت مع نسخةقوبلت مع نسخة المصنّف الشهيد، كما جاء فيآخرها، و عليها علامات التصحيح، و كتب علىالورقة الأخيرة منها:

قال شرف الدين محمّد مكّي: «سافرنا إلىالرضا سنة 1154، و لقد أقمنا في أصفهان سبعسنين، ثمَّ ارتحلنا منها فكانت الأيّام بيكيوم يفرّ المرء من أمّه و أبيه و صاحبته وأخيه، لكلّ امرئ منهم شأن يغنيه، منالمصائب و النوازل التي حلّت. و كتب شرفالدين محمّد مكّي من ذرّية الشريف الشهيدمحمّد ابن مكّي».

و رمزنا لهذه النسخة بـ «ش».

6- مخطوطة مكتبة الروضة الرضوية المقدّسةفي مشهد، المرقّمة 2497، ناسخها مجهول، وفرغ من نسخها صباح الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر شوّال المبارك عام 802.

و رمزناه لهذه النسخة بـ «ض».

7- مخطوطة مكتبة العالم المجاهد الشهيدمحمد علي القاضي الطباطبائي الخاصّة،نسخها ابن حاجي نعمة الله الأصفهاني، وفرغ من نسخها في جمادى الأولى عام 1065. ورمزنا لهذه النسخة بـ «ق».

8- مخطوطة مكتبة آية الله السيد أحمدالزنجاني الخاصّة، المرقّمة 51، نسخها أبوالفضل الحجازي و فرغ من نسخها عام 956. و علىالورقة الأولى منها:

- لقد انتقل إليّ هذا الكتاب في محروسة قمحرم الأئمّة، فصار من عواري الزمان لديّفي ذي حجّة الحرام 1358. الأحقر مصطفىالحسيني الصفائي الخوانساري.

- ثمَّ انتقل منه سلّمه الله إلى الأحقرأحمد الحسيني الزنجاني في شهر ربيعالمولود 1361.

و رمزنا لهذه النسخة بـ «ز»

المقدمة، ص 341

و قد قابلنا نسختنا مع الطبعة الحجريةلغاية المراد، و رمزنا لها بـ «ح»، و إنكانت تلك الطبعة مغلوطة جدّا و سقط منهاكثير من الكتاب. و الظاهر أنّ الطبعةالحجرية نسخت من نسخة «ض».

و استفدنا أيضا من نسخة من الطبعة الحجريةصحّحها و قابلها المرحوم آية الله الميرزامحمد القمي المعروف بـ «أرباب»، و التيتكون في تملّك الفاضل المعاصر السيد محمدرضا الحسيني الحائري الفحّام دام توفيقه.كتب آية الله أرباب في أوّل النسخة:.

و شرعت في تصحيحه و مقابلته لنسختين فيغرّة شهر الله في بلدة المؤمنين قم حماهاالله عن أمواج البلايا و التلاطم، 1310.

و كتب في آخر النسخة:

و فرغ العبد الأحقر المرتجي لشفاعةالمصنّف و غيره من حملة الشرع المبين محمدالقمي- حشره الله مع الفقهاء بعد الممات،كما كان حليفا لكتبهم و أنيسا لصحفهم طولالحيات- من تصحيحه و قباله في ليلة الجمعةالحادية و العشرين من ذي القعدة في السنةالثانية عشرة من المائة الرابعة بعدالألف. حرم الله من رحمته الواسعة من يسعىفي تضييع آثار الفقه و الفقهاء.

هذا، و لا بدّ لنا من الإشارة هنا إلى أنّاعتمادنا الأكيد كان على المخطوطات الخمسالأولى، و إن استفدنا من سائر النسخ فهوللتأييد و التأكيد.

3- مقابلة النسخ و تقويم النصّ‏

لقد اعتمدنا في التحقيق على المخطوطاتالتي مرّ وصفها. و لا بدّ لنا من الإشارةإلى أنّ أسلوب عملنا في التحقيق هو أننشخّص بالسعي و الجدّ الوافر الضبط الصحيحفندرجه، و اتّقينا أن نذكر جميع اختلافاتالنسخ التي لا تفيد سوى تشتيت ذهن القارئ وزيادة حجم الكتاب، و إن كان في هذا تحميلالمحقّق أعباء ثقيلة جدّا، حيث يجب عليهأن يجد الضبط الصحيح بجدّ مجهد

المقدمة، ص 342

فينفذ بذلك القارئ من الحيرة و تشتّتالذهن، و لو لا رعاية هذه النكات لكانبالإمكان أن نجعل نسخة واحدة أساسا للعملو نذكر اختلافات النسخ في الهامش، و لانتحمّل معشار ما تحمّلناه في مشوارناالطويل هذا من تعب و عناء، و لكننا نرى أنّهذا الأسلوب غير صحيح في مثل هذا الكتاب، وهو أمر لا يخفى على أهله. و على أيّة حالفإنّ ذكر جميع اختلافات النسخ يزيد في حجمالكتاب دون أن يترتّب عليه أدنى ثمرة، بلسيقودنا إلى مضارّ كثيرة.

و لا بدّ أن ننبّه على أنّ في نسخ الإرشادو بعض المواضع في عدد من مخطوطات غايةالمراد عبارة «عليه السلام» تتلو اسمالرسول صلوات الله عليه و آله، و قد ذكرنامن أجل توحيد العبارات جملة «صلّى اللهعليه وآله» بعد اسم الرسول صلّى الله عليهوآله في جميع المواضع.

4- ضبط النصّ بالشكل‏

نظرا لما لضبط النصّ بالشكل من أهمية قصوىفي الموارد الخاصّة، فقد عمدنا إلىالإتيان بالنصّ مضبوطا بالشكل في المواردالمشار إليها. و رغم أنّ هذا العمل استغرقمنّا الوقت الكثير، لكنّنا نستطيع أنندّعي هنا أنّ العناية بالضبط أمر لازمجدّا، خاصّة عند تحقيق أمثال هذا الكتاب.

قال الشهيد الثاني قدّس سرّه في آدابالكتابة و الكتب و ما يتعلّق بها:

إذا صحّح الكتاب بالمقابلة، فينبغي أنيضبط مواضع الحاجة، فيعجم المعجم، و يشكلالمشكل، و يضبط المشتبه، و يتفقّد مواضعالتصحيف. أمّا ما يفهم بلا نقط و شكل فلاينبغي الاعتناء بنقطة و شكله، لأنّهاشتغال بما غيره أولى منه، و تعب بلافائدة، و ربما يحصل به للكتاب إظلام، و لكنينتفع به المبتدئ و كثير من الناس..

و قال ابن الصلاح:

المقدمة، ص 343

على كتبة الحديث و طلبته صرف الهمّة إلىضبط ما يكتبونه أو يحصّلونه بخطّ الغير منمرويّاتهم على الوجه الذي رووه شكلا ونقطا يؤمن معه الالتباس، و كثيرا مايتهاون الواثق بذهنه و تيقّظه، و ذلك وخيمالعاقبة. و إعجام المكتوب يمنع مناستعجامه، و شكله يمنع من إشكاله. و قرأتبخطّ صاحب كتاب سمات الخطّ و رقومه، علي بنإبراهيم البغدادي، فيه: أنّ أهل العلميكرهون الإعجام و الإعراب إلّا فيالملتبس. و حكى غيره عن قوم أنّه ينبغي أنيشكل ما يشكل و ما لا يشكل، و ذلك لأنّالمبتدئ و غير المتبحّر في العلم لا يميّزما يشكل ممّا لا يشكل، و لا صواب الإعرابمن خطئه.

و قال الدكتور رمضان عبد التوّاب:

لا بدّ من ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط.و ممّا ينبغي العناية بضبطه آيات القرآنالكريم، و أبيات الشعر بما لا يخلّبالوزن، و ما يشكل من الألفاظ اللغوية والعبارات الملبسة. و إنّني ما زلت أذكرحيرتي قبل ربع قرن أمام نصّ غير مضبوطبالشكل في كتاب غاية النهاية لابن الجزريفي ترجمة الكسائي..

و لعدم ضبط العديد من الأحاديث و الكتبفقد التبس الأمر على الكثير من كبارالأساتذة بشكل ملحوظ، و للإشارة فقط نوردنموذجا واحدا:

سمعت من غير واحد من الأساتذة المشارإليهم بالبنان و المرموقين من مدرّسيمادّة البحث الخارج في الحوزة العلميةيقولون: «. حتّى تذوقي عسيلته و يذوقعسيلتك»، و الحال أنّ الصحيح: «حتّى تذوقيعسيلته و يذوق عسيلتك». و عن مثل هذا حدّث ولا حرج.

و قد بذلنا في هذا الأمر دقّة بالغة، والتفتنا إلى تفاصيل دقيقة جدّا، على سبيلالمثال: في كلمة «عشر» هناك قراءتان:الأولى فتح الشين، و الثانية

المقدمة، ص 344

تسكين الشين، و كلاهما صحيح، لكنّنا نرىأنّ قراءتها في اللغة الفصحى، و كذلكمواردها في القرآن الكريم، محدّدة، فتارةتقرأ بتسكين الشين، و هذا في حال كونالمعدود مؤنّثا، و تارة بفتح الشين في حالكون المعدود مذكّرا، مثل:

«أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً»، «فَأْتُوابِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ». و هذا أمرالتفتنا بدورنا إليه في عملية ضبط النصّ،مثل: «عشر لغات» (هذا الجزء، ص 32)، «و أكثرهعشرة، و لو تجاوز الدم عشرة» (هذا الجزء، ص44)، «أحد عشر شهرا» (هذا الجزء، ص 238).

و ربّ قارئ تصوّر في بادئ الأمر أنّنا لمنراع في ذلك وحدة الأسلوب طوال النصّ،لكنّ الأمر ليس كذلك، فاختلاف الضبطللكلمة الواحدة في بعض الأحيان ليساعتباطا، بل هي عملية مقصودة، على سبيلالمثال: كلمة «الشمال» (هذا الجزء، ص 119) و«الشمال» (هذا الجزء، ص 76)، فالمعنى فيالموضع الأوّل «ريح الشمال»، و في الموضعالثاني «جهة الشمال».

5- تخريج الآيات الكريمة و الأحاديثالشريفة

الأحاديث الواردة في الكتب الأربعة ذكرنامصادرها الأربعة طبقا لترتيب تأليفهازمانيا، أي الكافي، ثمَّ الفقيه، ثمَّتهذيب الأحكام، فالاستبصار. و إذا صادفناحديث مرويّ في ثلاثة أو اثنين من الكتبالأربعة فقط جئنا بمصدره على نفس الترتيبالمشار إليه.

و الجدير بالذكر أنّ الشهيد الأوّل نقلقسما كبيرا من رواياته من تهذيب الأحكام،و عليه فهو قد يطلق «صحيحة» على رواية هيفي الكافي «حسنة» لا «صحيحة». و كذلك ربماصادفنا حديث نقله الشهيد عن التهذيببتعبير «حسن» لكنّنا نرى أنّ الحديث نفسهمرسل في الفقيه، و قد أشرنا في الأغلب‏

المقدمة، ص 345

إلى هذه التفاصيل.

و قد أشرنا في بعض الأحيان إلى كتب حديثأخرى غير الكتب الأربعة، كانت متقدّمة علىالشهيد الأوّل.

و قد أوردنا لأحاديث العامّة التي وردذكرها في غير واحد من كتب الصحاح الستّةأكثر من مصدر.

و قد أورد الشهيد في الكثير من المواردأحاديث من كتب الفقه و ليس من كتب الحديث،و نحن بدورنا نسبنا هذه الأحاديث إلىمصادرها الفقهية إضافة إلى مصادرهاالحديثية. و كذلك أرجعنا جميع الأحاديثإلى مصادر تقدّمت على الشهيد، و إذا ذكرنامصادر متأخّرة عن الشهيد فهو من باب تعميمالفائدة، فنحن لم نكتف بإيراد مصدر متأخّرفقط. و قد بذلنا ما بوسعنا من جهد و طاقة كينقف على المصادر الأصلية و القديمة. وذكرنا في بعض الموارد حوالي عشرة مصادرللرواية.

و ممّا يذكر أنّنا و رغم بحثنا و تمحيصناالتأمّين لم نعثر على مصدر متقدّم علىالشهيد لثلاثة من الأحاديث، و قد وردت هذهالأحاديث في هذا الجزء، ص 135، 335، 450.

6- تخريج الأقوال و الآراء

حاولنا تخريج الأقوال التي أوردها الشهيدتصريحا أو إشارة و ذكر مصادرها، و دقّقنا وتفحّصنا فيه أكثر مما تجري عليه العادة فيمثل هذه المواطن، و بذلنا جميع ما في وسعنامن الجهد و الطاقة لتخريج الأقوال و عزوهاإلى مصادرها.

و لم نركن أبدا إلى مصادر ثانوية، بلبذلنا قصارى الجهود في عزو الأقوال إلىمصادرها الأصلية. و هنا نرى من اللازمالتذكير بعدد من الأمور:

المقدمة، ص 346

أ- خرّجنا الأقوال التي لم يتحدّد الشهيدقائلها، و اكتفى بالتعبير عنها بمثل«قيل»، و نشير على سبيل المثال إلى بعض ماورد منها في هذا الجزء:

«قيل»: ص 17، 117، 153، 183، 231، 245، 269، «نقل»: ص161، «ردّ»: ص 87، «أجيب»: ص 243، 274، «ضعّف»: ص274، «اعترض»: ص 508، «احتجّ»: ص 476- 477،«يفسّر»: ص 194، «ينسب»: ص 275، «بعض الأصحاب»-«بعضهم»- «بعض»: ص 39، 74، 79، 120، 148، 159، 175،276، «أكثر الأصحاب»- «الأكثر»- «الأصحاب»-«كثير»: ص 66، 82، 85، 174- 175، 220، 266، «أتباعهم»-«أتباعه»- «من تبعهما»: ص 58، 224، 236، 261،«غيره»: ص 76.

ب- خرّجنا أقوال مؤلّفي الآثار المفقودةمثل ابن الجنيد و ابن أبي عقيل إن كانت قدوردت في آثار سبقت الشهيد، و أرجعناالكثير منها إلى أكثر من مصدر، مثلا:

قال الشهيد: «. و هو اختيار ابن أبي عقيل.»و علّقنا عليه في الهامش:

- حكاه عنه ابن إدريس في «السرائر» ج 1، ص429، و المحقّق في «المعتبر» ج 2، ص 488، والفاضل الآبي في «كشف الرموز» ج 1، ص 233، والعلامة في «منتهى المطلب» ج 1، ص 472.

المقدمة، ص 347

و انظر أيضا هذا الجزء، ص 56، 131، 151، 160، 168،200، 241، 262، 502، 505، 507، 509.

ج- لم نكتف في موارد أشار فيها الشهيد إلىأقوال الفقهاء بإيراد مصدر واحد لصاحبالقول، فلو تكرّر القول في عدد من كتب ذلكالفقيه أوردناها جميعا، و على سبيلالمثال:

قال الشهيد: «هذا مذهب ابن أبي عقيل واختاره المحقّق نجم الدين».

و ذكرنا في الهامش مصادر مختار المحقّقهكذا:

- «شرائع الإسلام» ج 1، ص 104، «المعتبر» ج 2،ص 390، «المسائل الخمس عشرة»، ضمن «الرسائلالتسع» ص 279.

و قال الشهيد أيضا: «و أفتى. المصنّف بقصرالصلاة أيضا».

و ذكرنا في الهامش مصادره هكذا:

- «مختلف الشيعة» ص 161، «نهاية الإحكام» ج2، ص 182، «تحرير الأحكام الشرعية» ج 1، ص 56،«منتهى المطلب» ج 1، ص 392.

و قال الشهيد أيضا: «و خالف الشيخ. في ذلك».

و ذكرنا في الهامش مصادر هذا القول هكذا:

- «النهاية» ص 299، «الجمل و العقود»، ضمن«الرسائل العشر» ص 245، «التبيان» ج 5، ص 257-258، ذيل الآية 71 من التوبة (9).

و انظر أيضا هذا الجزء، ص 58، 126، 151- 152، 155.

و عند ما ينقل الشهيد نصّ كلام أحدالعلماء من دون تصرّف و تغيير فيه نضع نحنذلك النصّ بين القوسين المتضاعفتينالصغيرتين هكذا: «».

د- أشرنا إلى الموارد التي التبس فيهاالموقف على الشهيد في نسبة الأقوال و وقعفي السهو و الخطإ، انظر على سبيل المثالهذا الجزء، ص 58- 59، 83،

المقدمة، ص 348

85، 127، 147، 151، 164، 175، 241، 268، 278، 510.

هـ- حدّدنا بالدقّة المواضع التي ذيّلفيها الشهيد الموضوعات بعبارات مثل«مرّ»، «تقدّم»، «المتقدّمة»، «السابق»،«تقدّمت»، انظر على سبيل المثال هذاالجزء، ص 70، 79، 88، 157، 172، 202، 214، 219، 260.

و عند ما لم نتوصّل إلى مصدر القول أوالحديث- و هو نادر- فاعلموا أنّنا طرقناالأبواب جميعا، و خضنا طويلا، و تفحّصناكثيرا، و لم نجد ضالّتنا، فليس الأمرمجرّد بحث عابر.

هذا، و لم نكتف بالمصادر المطبوعة، بلعدنا إلى المخطوطات مثل: تلخيص المرامللعلامة الحلّي، تعليق الإرشاد و فوائدالشرائع، كلاهما للمحقّق الكركي، فوائدالقواعد للشهيد الثاني، المناهج السويةللفاضل الهندي و غيرها.

7- تعيين مصادر الشهيد للكتاب‏

لقد أورد الشهيد في هذا الكتاب أسماء كثيرمن الكتب و نقل عنها، لكن النقل لم يتمّ فيجميعها بشكل مباشر، بل تمَّ في الكثير منالأحيان بالواسطة.

و بعد خوض عميق و متابعة دؤوبة حدّدناالكتب التي تأثّر بها الشهيد، و أوردناهافي الهوامش. و بالطبع لم يتوقّف الشهيد عندعملية نقل الأقوال من هذه المصادر، بل إنّالأمر تعدّى ذلك، فقد أخذ الشهيد رحمهالله الكثير من الاستدلالات و التوضيحاتالواردة في تلك الكتب. و كما جرت العادةعليه في تلك الأيّام فإنّ الشهيد لم يذكرشيئا من هذه المصادر. و لقد أشرنا فيالهوامش إلى عدد من الكتب التي تأثّر بهاالشهيد و استلهم منها بعبارة «لاحظ.»، علىسبيل المثال:

قال الشهيد:

لهم عموم الأمر بالصلاة أو إطلاقه فلايخصّ أو يقيّد بخبر الواحد، لمنافاته.

المقدمة، ص 349

و يؤيّد ذلك روايات، منها: رواية العلاءعن محمد عن أحدهما. و ذكرنا في الهامش-تعليقة على هذا الكلام-:

- لا حظ «المعتبر» ج 1، ص 110.

و معنى هذه التعليقة أنّ الشهيد تأثّر فيهذه العبارة بكلام المحقّق الحلّي فيالمعتبر، لأنّ المحقّق يقول في هذا الصدد:

لنا أنّ الأمر بالصلاة مطلق، و التقييدينافيه، فلا يثبت بخبر الواحد، و يؤيّدذلك روايات، منها: ما رواه العلاء عن محمدعن أحدهما. و قال الشهيد أيضا:.

ففي رواية يعقوب بن شعيب عن العبد الصالح:يجوز دفعها إلى المستضعف. و في الطريق أبانبن عثمان، و فيه ضعف، مع ندورها. و ذكرنا فيالهامش- تعليقة على هذا الكلام-:

- لا حظ «المعتبر» ج 2، ص 580.

و معناها أنّ الشهيد تأثّر في هذا الكلامبكلام المحقّق الحلّي في المعتبر حيثيقول:.

و في رواية يعقوب بن شعيب عن العبد الصالحعليه السلام قال: «إذا لم يجد دفعها إلى منلا ينصب». و هي نادرة، و في طريقها أبان بنعثمان، و فيه ضعف. إنّ هذا الجانب من عملنافي تحقيق هذا الكتاب فريد من نوعه في تحقيقكتب الفقه الشيعية إلى يومنا هذا. و قد أخذالبارئ سبحانه و تعالى بأيدينا لتسجيل هذاالسبق في هذا الكتاب لأوّل مرّة. إنّ تثبيتمصادر المؤلّف يقدّم خدمة كبيرة على صعيدرفع مشاكل الكتاب و الوقوف بوجه الخطإ، وكذلك‏

المقدمة، ص 350

السير التاريخي للمسائل و تطوّر الفقه.إنّ هذا الأمر- أي تثبيت مصادر المؤلّف- وإن استغرق منّا الوقت الكثير، و لكنثمراته كثيرة جدّا، كما لا يخفى على أهلالتحقيق.

و هذه قائمة بأسماء عدد من الكتب التيتأثّر بها الشهيد:

- المعتبر،- أجوبة المسائل العزّية،- كشفالرموز،- مختلف الشيعة،- نهاية الإحكام،-إيضاح الفوائد.

لقد تأثّر الشهيد، بالإضافة إلى الكتبالواردة أعلاه، ببعض الكتب الأخرى نادرا،مثل مجمع البيان لأمين الإسلام الطبرسي(كما في هذا الجزء، ص 149- 150). و قد عيّنّا فيهوامش الكتاب موارد الاستفادة من هذهالكتب بعبارة «لاحظ.».

لقد تصدّر مختلف الشيعة قائمة الكتب التياستفاد منها الشهيد، و لأنّ موارد ذلككثيرة من جهة، و من جهة أخرى قمنا بعزوحتّى أبسط الموارد إلى المختلف- مع ذكر

/ 385