الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على عبده المصطفى سيّدنا محمّد وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين .يمثّل الكتاب الذي بين يديك المجلّد الثامن من سلسلة «موسوعة ميزان الحكمة» ، التي تصدر بشكل مستقلّ . وهو حصيلة جهود حثيثة ترمي إلى تقديم مادّة متكاملة ومتّسقة حول أبرز وأهمّ واجبات علماء الدين والواعين من المتديّنين ؛ ألا وهو تبليغ رسالات الله والقيم الإسلاميّة .ويعدّ هذا الكتاب محاولة جديدة على صعيد عرض النصوص القرآنيّة والحديثيّة باُسلوب مبتكر وموضوعي في ما يخصّ أهميّة فنّ التبليغ ، وآدابه ، وآفاته ، ومسؤوليّة المبلّغ ، ويضعها بين يدي الباحثين والمبلّغين .الجدير بالذكر أنّ التوعية الشاملة للمبلّغين بجوانب فنّ التبليغ تستدعي تأسيس مركز تعليمي مختصّ بالعمل الإعلامي ، ونأمل أن تنهض «منظّمة الإعلام الإسلامي» بأعباء هذه المسؤوليّة لتحقيق هذا الغرض في المستقبل القريب ؛ وليكن هذا الكتاب ـ ببركة ما فيه من الكلام النيّر للقرآن وحديث أهل البيت عليهم السّلام ـ فاتحة خيرٍ لإنجاز هذا الأمر الحيوي .وهنا نذكر موجزاً لاُسلوبنا في تدوين هذا الكتاب : 1 . حاولنا جمع كلّ الروايات المتعلّقة بالموضوع من المصادر الروائيّة الشيعيّة والسنيّة ، وذلك بالاستعانة بجهاز الحاسوب ، ثمّ استلال أشملها وأوثقها وأقدمها مصدراً .2 . حاولنا اجتناب تكرار الروايات إلا في الحالات التالية : أ . إذا كان هنالك تفاوت ملموس بين النصوص مع تعدّد المروي عنه .ب . عند وجود نقطة مهمّة كامنة في تفاوت الألفاظ والمصطلحات .ج . إذا كان هنالك تفاوت في الألفاظ بين النصوص الشيعيّة والسنيّة .د . إذا كان نصّ الرواية متعلّقاً ببابين ، بشرط ألا يزيد على سطر واحد .3 . في حالة وجود نصوصٍ أحدها منقول عن النبيّ صلّى الله عليه و آله ، والآخر عن الأئمّة عليهم السّلام ، فحينئذٍ نورد حديث النبيّ صلّى الله عليه و آله في المتن ، وروايات سائر المعصومين عليهم السّلام في الهامش .4 . بعد ذكر آيات الباب ، نذكر الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السّلام على التوالي ، ابتداءً من الرسول صلّى الله عليه و آله وانتهاءً بالإمام القائم(عج) ، إلا أن تكون هناك رواية مفسّرة لآيات الباب ، فهي تُقدّم على سائر الروايات . كما أنّ في بعض الحالات يؤدي تناسق الروايات إلى عدم رعاية الترتيب المذكور .5 . يأتي في بداية الرواية اسم المعصوم فحسب ، إلا إذا كان الراوي ناقلاً لفعل المعصوم ، أو كان هناك سؤال وجواب ، أو يكون الراوي قد أورد في المتن قولاً لا يدخل ضمن كلام المروي عنه .6 . يأتي ذكر مصادر متعدّدة للروايات في الهامش ويرتّب وفقاً لدرجة اعتباره .7 . عند توفّر المصادر الأوّليّة ينقل الحديث منها مباشرة ، ويذكر «بحارالأنوار» و «كنزالعمّال» في نهاية المصادر ؛ باعتبارهما مصدرين جامعين للأحاديث .8 . بعد ذكر المصادر قد تأتي أحياناً إحالة إلى مصادر اُخرى اُشير إليها بعبارة : «وراجع» ، هذا في ما إذا كان النصّ المنقول يختلف اختلافاً فاحشاً عن النصّ المحال إليه .9 . قد تأتي أحياناً إحالات إلى أبواب اُخرى من هذا الكتاب ، عند وجود الارتباط بينها .10 . يمثّل مدخل الكتاب والاستنتاجات الواردة في بعض الفصول والأبواب رؤية شاملة لروايات ذلك
الكتاب
أو ذلك الباب ، وأحياناً تذليلاً لما قد يكتنف بعض الأحاديث من غموض .11 . النقطة الأكثر أهميّة ؛ هي أنّنا حاولنا جهد الإمكان إعطاء نوع من التوثيق لصدور الحديث عن المعصوم ، عن طريق دعم مضمون أحاديث كل باب بالقرائن العقليّة والنقليّة .وفي الختام ، أرى لزاماً عليَّ أن أتقدّم بالشكر الجزيل إلى جميع الإخوة الأكارم العاملين في «مركز