آثار التّبليغ العمليّ - تبليغ في القرآن و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
آثار التّبليغ العمليّ
8 / 1 أثَرُ الرَّحمَةِ بِالصِّبيانِ
476 . المناقب عن اللّيث بن سعد : إنَّ النَّبِيَّ كانَ يُصَلّي يَوماً في فِئَةٍ وَالحُسَينُ صَغيرٌ بِالقُربِ مِنهُ ، وكانَ النَّبِيُّ إذا سَجَدَ جاءَ الحُسَينُ فَرَكِبَ ظَهرَهُ ، ثُمَّ حَرَّكَ رِجلَيهِ وقالَ : حِل حِل ، وإذا أرادَ رَسولُ اللهِ أن يَرفَعَ رَأسَهُ أخَذَهُ فَوَضَعَهُ إلى جانِبِهِ ، فَإِذا سَجَدَ عادَ عَلى ظَهرِهِ وقالَ : حِل حِل ، فَلَم يَزَل يَفعَلُ ذلِكَ حَتّى فَرَغَ النَّبِيُّ مِن صَلاتِهِ . فَقالَ يَهودِيٌّ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّكُم لَتَفعَلونَ بِالصِّبيانِ شَيئاً ما نَفعَلُهُ نَحنُ ! فَقالَ النَّبِيُّ : أمَا لَو كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللهِ وبِرَسولِهِ لَرَحِمتُمُ الصِّبيانَ . قالَ : فَإِنّي اُومِنُ بِاللهِ وبِرَسولِهِ ـ فَأَسلَمَ لَمّا رَأى كَرَمَهُ مِن عِظَمِ قَدرِهِ .[1]8 / 2 أثَرُ حُسنِ الصُّحبَةِ
477 . الإمام الصادق عن آبائه عليهم السّلام : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السّلام صاحَبَ رَجُلاً ذِمِّيّاً ، فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُّ : أينَ تُريدُ يا عَبدَ اللهِ ؟ فَقالَ : اُريدُ الكوفَةَ .فَلَمّا عَدَلَ الطَّريقُ بِالذِّمِّيِّ عَدَلَ مَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام ، فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُّ : ألَستَ زَعَمتَ أنَّكَ تُريدُ الكوفَةَ ؟ ! فَقالَ لَهُ : بَلى .فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُّ : فَقَد تَرَكتَ الطَّريقَ ! فَقالَ لَهُ : قَد عَلِمتُ .قالَ : فَلِمَ عَدَلتَ مَعي وقَد عَلِمتَ ذلِكَ ؟ ! فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام : هذا مِن تَمامِ حُسنِ الصُّحبَةِ ؛ أن يُشَيِّعَ الرَّجُلُ صاحِبَهُ هُنَيئَةً إذا فارَقَهُ ، وكَذلِكَ أمَرَنا نَبِيُّنا صلّى الله عليه و آله .فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُّ : هكَذا قالَ ؟ ! قالَ :نَعَم .قالَ الذِّمِّيُّ : لا جَرَمَ ، إنَّما تَبِعَهُ مَن تَبِعَهُ لأَفعالِهِ الكَريمَةِ ، فَأَنَا اُشهِدُكَ أنّي عَلى دينِكَ . ورَجَعَ الذِّمِّيُّ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السّلام ، فَلَمّا عَرَفَهُ أسلَمَ .[2]8 / 3 أثَرُ الإِحسانِ إلَى الشّاتِمِ
478 . المناقب عن المبرّد وابن عائشة : إنَّ شامِيّاً رَآهُ [أيِ الإِمامَ الحَسَنَ عليه السّلام ] راكِباً ، فَجَعَلَ يَلعَنُهُ وَالحَسَنُ لا يَرُدُّ . فَلَمّا فَرَغَ ، أقبَلَ الحَسَنُ عليه السّلام فَسَلَّمَ عَلَيهِ وضَحِكَ ، وقالَ : أيُّهَا الشَّيخُ ، أظُنُّكَ غَريباً ، ولَعَلَّكَ شَبَّهتَ ؛ فَلَوِ استَعتَبتَنا أعتَبناكَ ، ولَو سَأَلتَنا أعطَيناكَ ، ولَوِ استَرشَدتَنا أرشَدناكَ ، ولَوِ استَحمَلتَنا حَمَلناكَ ، وإن كُنتَ جائِعاً أشبَعناكَ ، وإن كنُتَ عُرياناً كَسَوناكَ ، وإن كُنتَ مُحتاجاً أغنَيناكَ ، وإن كُنتَ طَريداً آوَيناكَ ، وإن كانَ لَكَ حاجَةٌ قَضَيناها لَكَ ، فَلَو حَرَّكتَ رَحلَكَ إلَينا وكُنتَ ضَيفَنا إلى وَقتِ ارتِحالِكَ كانَ أعوَدَ عَلَيكَ ؛ لأَنَّ لَنا مَوضِعاً رَحباً وجاهاً عَريضاً ومالاً كَبيراً .فَلَمّا سَمِعَ الرَّجُلُ كَلامَهُ بَكى ، ثُمَّ قالَ : أشهَدُ أنَّكَ خَليفَةُ اللهِ في أرضِهِ ، اللهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالاتِهِ ، وكُنتَ أنتَ وأبوكَ أبغَضَ خَلقِ اللهِ إلَيَّ ، وَالآنَ أنتَ أحَبُّ خَلقِ اللهِ إلَيَّ . وحَوَّلَ رَحلَهُ إلَيهِ ، وكانَ ضَيفَهُ إلى أنِ ارتَحَلَ ، وصارَ مُعتَقِداً لِمَحَبَّتِهِم .[3]479 . المناقب : قالَ لَهُ [ أيِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السّلام ] نَصرانِيٌّ : أنتَ بَقَرٌ ! قالَ :