8 / 4 أثَرُ التَّعليمِ غَيرِ المُباشِرِ - تبليغ في القرآن و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أنَا باقِرٌ . قالَ : أنتَ ابنُ الطَّبّاخَةِ ! قالَ : ذاكَ حِرفَتُها . قالَ : أنتَ ابنُ السَّوداءِ الزِّنجِيَّةِ البَذِيَّةِ ! قالَ : إن كُنتَ صَدَقتَ غَفَرَ اللهُ لَها ، وإن كُنتَ كَذَبتَ غَفَرَ اللهُ لَكَ . قالَ : فَأَسلَمَ النَّصرانِيُّ .[4]8 / 4 أثَرُ التَّعليمِ غَيرِ المُباشِرِ
480 . المناقب عن الرّؤيانيّ : إنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ مَرّا عَلى شَيخٍ يَتَوَضَّأُ ولا يُحسِنُ ، فَأَخَذا بِالتَّنازُعِ ؛ يَقولُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما : أنتَ لا تُحسِنُ الوُضوءَ . فَقالا : أيُّهَا الشَّيخُ ، كُن حَكَماً بَينَنا ؛ يَتَوَضَّأُ كُلُّ واحِدٍ مِنّا سَوِيَّةً . ثُمَّ قالا : أيُّنا يُحسِنُ ؟ قالَ : كِلاكُما تُحسِنانِ الوُضوءَ ، ولكِن هذَا الشَّيخُ الجاهِلُ هُوَ الَّذي لَم يَكُن يُحسِنُ ، وقَد تَعَلَّمَ الآنَ مِنكُما ، وتابَ عَلى يَدَيكُما بِبَرَكَتِكُما وشَفَقَتِكُما عَلى اُمَّةِ جَدِّكُما .[5]8 / 5 أثَرُ سَعَةِ الصَّدرِ فِي الحِوارِ
481 . المحتضر عن عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ في كِتابِ الخُطَبِ لأَميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ : خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السّلام فَقالَ : سَلوني ؛ فَإِنّي لا اُسأَلُ عَن شَي ءٍ دونَ العَرشِ إلا أجَبتُ فيهِ كَلِمَةً لا يَقولُها بَعدي إلا جاهِلٌ مُدَّعٍ أو كَذّابٌ مُفتَرٍ . فَقامَ رَجُلٌ مِن جانِبِ مَسجِدِهِ في عُنُقِهِ كِتابٌ كَأَنَّهُ مُصحَفٌ ـ وهُوَ رَجُلٌ آدَمُ ضَربٌ ، طُوالٌ[6] ، جَعدُ الشَّعرِ ، كَأَنَّهُ مِن مُهَوَّدَةِ العَرَبِ ـ وقالَ رافِعاً صَوتَهُ : أيُّهَا المُدَّعي ما لا يَعلَمُ وَالمُقَلِّدُ ما لا يَفهَمُ ! أنَا سائِلٌ فَأَجِب . فَوَثَبَ بِهِ أصحابُ عَلِيٍّ وشِيعَتُهُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ وهَمّوا بِهِ ، فَنَهاهُم عليه السّلام وقالَ لَهُم : دَعوهُ ولا تَعجَلوهُ ؛ فَإِنَّ الطَّيشَ لا تَقومُ بِهِ حُجَجُ اللهِ ، ولا تَظهَرُ بِهِ بَراهينُ اللهِ . ثُمَّ التَفَتَ إلَى الرَّجُلِ وقالَ : سَل بِكُلِّ لِسانِكَ وما في جَوانِحِكَ ، فَإِنّي مُجيبٌ ؛ إنَّ اللهَ تَعالى لا تَعتَلِجُ عَلَيهِ الشُّكوكُ ، ولا يَهيجُهُ وَسَنٌ . فَقالَ الرَّجُلُ : كَم بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ؟ فَقالَ عليه السّلام : مَسافَةُ الهَواءِ . قالَ : وما مَسافَةُ الهَواءِ ؟ فَقالَ : دَوَرانُ الفَلَكِ . قالَ : وما قَدرُ دَوَرانِ الفَلَكِ ؟ فَقالَ : مَسيرَةُ يَومٍ لِلشَّمسِ . قالَ : صَدَقتَ ، فَمَتَى القِيامَةُ ؟ فَقالَ عليه السّلام : عِندَ حُضورِ المَنِيَّةِ وبُلوغِ الأَجَلِ . قالَ : صَدَقتَ ، فَكَم عُمرُ الدُّنيا ؟فَقالَ عليه السّلام : يُقالُ : سَبعَةُ آلافٍ ثُمَّ لا تَحديدَ . قالَ : صَدَقتَ ، فَأَينَ بَكَّةُ مِن مَكَّةَ ؟قالَ عليه السّلام : بَكَّةُ مَوضِعُ البَيتِ ، ومَكَّةُ أكنافُ الحَرَمِ .قالَ : فَلِمَ سُمِّيَت مَكَّةُ مَكَّةَ ؟قالَ عليه السّلام : لأَنَّ اللهَ تَعالى مَكَّ الأَرضَ مِن تَحتِها . قالَ : صَدَقتَ ، فَلِمَ سُمِّيَت تِلكَ بَكَّةَ ؟ فَقالَ : لأَنَّها بَكَّت رِقابَ الجَبّارينَ وعُيونَ المُذنِبينَ . قالَ : صَدَقتَ ، وأينَ كانَ اللهُ قَبلَ أن يَخلُقَ عَرشَهُ ؟ فَقالَ : سُبحانَ مَن لا يُدرِكُ كُنهَ صِفَتِهِ حَمَلَةُ عَرشِهِ عَلى قُربِ زُمَرِهِم مِن كُرسِيِّ كَرامَتِهِ ، ولا المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ مِن أنوارِ سُبُحاتِ جَلالِهِ . وَيحَكَ !لا يُقالُ لَهُ أينَ ، ولا ثَمَّ ، ولا فيمَ ، ولا لِمَ ، ولا أنّى ، ولا حَيثُ ، ولا كَيفَ . قالَ : صَدَقتَ ، فَكَم مِقدارُ ما لَبِثَ اللهُ[7] عَرشُهُ عَلَى الماءِ مِن قَبلِ أن يَخلُقَ الأَرضَ وَالسَّماءَ ؟قالَ : أتُحسِنُ أن تَحسِبَ ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : لَعَلَّكَ لا تُحسِنُ ! قالَ : لا ، بَل إنّي لاُحسِنُ الحِسابَ . فَقالَ عليه السّلام : أرَأيتَ لَو صُبَّ خَردَلٌ فِي الأَرضِ حَتّى سُدَّ الهَواءُ وما بَينَ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، ثُمَّ اُذِنَ لِمِثلِكَ أن تَنقُلَهُ عَلى ضَعفِكَ حَبَّةً حَبَّةً مِنَ المَشرِقِ إلَى المَغرِبِ ، ثُمَّ مُدَّ في عُمرِكَ واُعطيتَ القُوَّةَ عَلى ذلِكَ حَتّى تَنقُلَهُ ، وأحصَيتَهُ ، لَكانَ ذلِكَ أيسَرَ مِن إحصاءِ عَدَدِ أعوامِ ما لَبِثَ عَرشُهُ عَلى الماءِ مِن قَبلِ أن يَخلُقَ الأَرضَ وَالسَّماءَ ، وإنَّما