4 / 2 ـ 10 التَّواضُع - تبليغ في القرآن و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
4 / 2 ـ 10 التَّواضُع
الكتاب
وَ اخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .[128]وَ قَالُواْ مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ يَمْشِى فِى الأَسْوَاقِ لَوْلآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ و نَذِيرًا .[129]الحديث
252 . تنبيه الخواطر : صَنَعَ عيسى عليه السّلام لِلحَوارِيّينَ طَعاماً ، فَلَمّا أكَلوا وَضَّأَهُم بِنَفسِهِ ، وقالوا : يا روحَ اللهِ ، نَحنُ أولى أن نَفعَلَهُ مِنكَ ! قالَ : إنَّما فَعَلتُ هذا لِتَفعَلوهُ بِمَن تُعَلِّمونَ .[130]253 . عيسى عليه السّلام : يا مَعشَرَ الحَوارِيّينَ ، لي إلَيكُم حاجَةٌ ، اِقضوها لي . قالوا : قُضِيَت حاجَتُكَ يا روحَ اللهِ ، فَقامَ فَغَسَلَ أقدامَهُم ، فَقالوا : كُنّا نَحنُ أحَقَّ بِهذا يا روحَ اللهِ ! فَقالَ : إنَّ أحَقَّ النّاسِ بِالخِدمَةِ العالِمُ ؛ إنَّما تَواضَعتُ هكَذا لِكَيما تَتَواضَعوا بَعدي فِي النّاسِ كَتَواضُعي لَكُم . بِالتَّواضُعِ تَعمُرُ الحِكمَةُ لا بِالتَّكَبُّرِ ، وكَذلِكَ فِي السَّهلِ يَنبُتُ الزَّرعُ لا فِي الجَبَلِ .[131]4 / 2 ـ 11 جَوامِعُ ما يَنبَغي لِلمُبَلِّغِ
الكتاب
لَقَدْ جَآءَ كُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُ وفٌ رَّحِيمٌ .[132]الحديث
254 . رسول الله صلّى الله عليه و آله : لا يَأمُرُ بِالمَعروفِ ولا يَنهى عَنِ المُنكَرِ إلا مَن كانَ فيهِ ثَلاثُ خِصالٍ : رَفيقٌ بِما يَأمُرُ بِهِ ، رَفيقٌ بِما يَنهى عَنهُ ؛ عَدلٌ في ما يَأمُرُهُ ، عَدلٌ في ما يَنهى عَنهُ ؛ عالِمٌ بِما يَأمُرُ بِهِ ، عالِمٌ بِما يَنهى عَنهُ .[133]255 . الإمام عليّ عليه السّلام ـ في وَصفِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله ـ : أرسَلَهُ داعِياً إلَى الحَقِّ ، وشاهِداً عَلَى الخَلقِ ؛ فَبَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ غَيرَ وانٍ ولا مُقَصِّرٍ ، وجاهَدَ فِي اللهِ أعداءَ هُ غَيرَ واهِنٍ ولا مُعَذِّرٍ . إمامُ مَنِ اتَّقى ، وبَصَرُ مَنِ اهتَدى .[134]256 . عنه عليه السّلام ـ في صِفَةِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله وأهلِ بَيتِهِ ـ : اِبتَعَثَهُ بِالنّورِ المُضي ءِ ، وَالبُرهانِ الجَلِيِّ ، وَالمِنهاجِ البادي ، وَالكِتابِ الهادي .اُسرَتُهُ خَيرُ اُسرَةٍ ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ شَجَرَةٍ ، أغصانُها مُعتَدِلَةٌ ، وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ . مَولِدُهُ بِمَكَّةَ ، وهِجرَتُهُ بِطَيبَةَ . عَلا بِها ذِكرُهُ ، وَامتَدَّ مِنها صَوتُهُ . أرسَلَهُ بِحُجَّةٍ كافِيَةٍ ، ومَوعِظَةٍ شافِيَةٍ ، ودَعوَةٍ مُتَلافِيَةٍ .أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ المَجهولَةَ ، وقَمَعَ بِهِ البِدَعَ المَدخولَةَ ، وبَيَّنَ بِهِ الأَحكامَ المَفصولَةَ .[135]257 . عنه عليه السّلام : إنَّ اللهَ ـ سُبحانَهُ وتَعالى ـ جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ ؛ تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ . وما بَرِحَ ِللهِ ـ عَزَّت آلاؤُهُ ـ فِي البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ ، وفي أزمانِ الفَتَراتِ ، عِبادٌ ناجاهُم في فِكرِهِم ، وكَلَّمَهُم في ذاتِ عُقولِهِم ، فَاستَصبَحوا بِنورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبصارِ وَالأَسماعِ وَالأَفئِدَةِ ، يُذَكِّرونَ بِأَيّامِ اللهِ ، ويُخَوِّفونَ مَقامَهُ ، بِمَنزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِي الفَلَواتِ . مَن أخَذَ القَصدَ حَمِدوا إلَيهِ طَريقَهُ ، وبَشَّروهُ بِالنَّجاةِ ، ومَن أخَذَ يَميناً وشِمالاً ذَمّوا إلَيهِ الطَّريقَ ، وحَذَّروهُ مِنَ الهَلَكَةِ ، وكانوا كَذلِكَ مَصابيحَ تِلكَ الظُّلُماتِ ، وأدِلَّةَ تِلكَ الشُّبُهاتِ .[136]