رسالة المبلّغ - تبليغ في القرآن و السنة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تبليغ في القرآن و السنة - نسخه متنی

محمد الريشهري؛ نویسنده همکار: حمید الحسینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا شكّ أنّ الدافع الذي يسعى إليه المبلّغ هو الذي يضمن ، قبل أيّ شي ء آخر ، نجاح المبلّغ والخطّة التبليغيّة . وكلّما كان الدافع أقوى كان الأمل بالنجاح أكبر . والتأمّل في النصوص الواردة بشأن مكانة التبليغ والمبلّغ في الإسلام يساعد على تقوية دافع كلٍّ من المبلّغ والمكلّف بوضع الخطّة التبليغيّة .

وتتحدّث هذه النصوص عن التبليغ كواجب إلهي ورسالة دينيّة ، وتؤكّد على معطياته وبركاته على المبلّغ من جهة ، وعلى عموم المجتمع من جهة اُخرى ، وتصف التبليغ بأنّه قاعدة لإحياء الناس معنويّاً ، وأنّه نصرة لله .[6]

كما اعتبرت المبلّغ مندوباً عن الله ومبعوثاً عن الرسول ، وممثّلاً لكتاب الله ، وحجّةً لله على خلقه .[7]

وأنّه ترجمان الحقّ ، وسفير الخالق ، وداعي الناس إلى الله .[8]

وأنّه مجاهد يهبّ لنصرة الله بسلاح القول والقلم ؛ أي إنّه ينهض بمهمّة الذود عن القيم الإنسانيّة ومكافحة الرذائل ، ويدعو الاُمّة إلى السير نحو الغاية العليا للإنسانيّة .[9]

وهكذا يتّضح لنا أنّ المبلّغ أفضل من آلاف العبّاد ؛ وذلك لأنّ العابد همّه نجاة نفسه ، وهمّة المبلّغ نجاة الناس وخدمة الخلق . ولذلك يُقال للعابد يوم القيامة : «اِنطَلِق إلَى الجَنَّةِ» .

بينما يقال للمبلّغ : «قِف ! تَشَفَّع لِلنّاسِ بِحُسنِ تَأديبِكَ لَهُم» .[10]

وهذه الفضائل ينالها كلّ مبلّغ تتوفّر فيه شروط المبلّغ الصالح ، لكن الذين يقدّمون جهداً وإبداعاً أكثر في هداية الناس فاُولئك لهم درجات من الكمال أكبر . والمبلّغ الذي يوافيه الأجل في أثناء أدائه لمهمّة تبليغ الإسلام في بلاد الشرك والكفر ، يُحشر يوم القيامة كإبراهيم الخليل ؛ اُمّة واحدة .[11]

وعلاوةً على ذلك ، فإنّ ما ورد في النصوص الإسلاميّة بشأن حقوق المبلّغ وثواب التبليغ إنّما جاء بصدد تقوية دوافع المبلّغين والمعنيّين بوضع الخطط التبليغيّة .[12]

من المؤكّد أنّ المكانة الرفيعة للمبلّغ تُلقي على كاهله مسؤوليّة ثقيلة جدّاً ، والنصوص الواردة في هذا المجال[13] وفي ما يخصّ المبلّغ المثالي ، فيها من التحذير الشديد للمبلّغين .[14]

رسالة المبلّغ

يُعتبر محتوى التبليغ ركناً آخر من أركان نجاحه ، فكلّما كان محتوى التبليغ أكثر انسجاماً مع الموازين العقليّة والفطريّة ، وكلّما كان يتمتع بثروة أكبر من الناحية الثقافيّة والفكريّة ، فإنّ مدى نجاحه وتأثيره في النفوس سيكون أكبر .

وما جاء في الفصل الثالث من هذا الكتاب تحت عنوان «رسالة المبلّغ» فهو ـ إلى جانب تعريف المبلّغ بأهم واجباته التبليغيّة والاتّجاهات الصحيحة في إبلاغ رسالته ـ يعكس ثراء الثقافة الإسلاميّة ، وانسجامها مع المعايير الفطريّة والعقليّة .

صفات المبلّغ

الركن الثالث من أركان نجاح المبلّغ هو صفاته وخصائصه الذاتيّة ؛ فالمبلّغ يستطيع أن يتبوّأ مكانته الحقيقيّة كامتداد لطريق الأنبياء والذود عن القيم الدينيّة في ما لو توفّرت فيه الشروط العلميّة والأخلاقيّة والعمليّة التي يرى الإسلام ضرورة توفّرها في الدعاة إلى طريق الله والقيم الإنسانيّة والإسلاميّة . وسيأتي تفصيل هذه الصفات في الفصل الرابع من هذا الكتاب .

وإذا لم يتوفّر في المبلّغ الحدّ الأدنى من هذه الصفات ، فإنّ جهوده التبليغيّة سوف لا تعطي أيّة ثمرة ، بل تنعكس عليه وعلى المجتمع بأضرار ومخاطر جمّة .

وسائل التبليغ

إلى جانب الدافع القوي ، والرسالة الثقافيّة الثرّة ، والصفات الذاتيّة ، التي يجب أن تتوفّر في المبلّغ ، فهو يحتاج إلى الوسيلة من أجل النجاح في هذه المهمّة . والكلام أهمّ وسائل التبليغ ، وهو ـ بمفهومه العام ـ الوسيلة التبليغيّة الوحيدة على امتداد التاريخ ، وبواسطته ينقل المبلّغ رسالته

/ 108