تبليغ في القرآن و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
258 . عنه عليه السّلام : . . . فَبَلَّغَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله ما اُرسِلَ بِهِ ، وصَدَعَ بِما اُمِرَ ، وأدّى ما حُمِّلَ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ ، وصَبَرَ لِرَبِّهِ ، وجاهَدَ في سَبيلِهِ ، ونَصَحَ لاُمَّتِهِ ، ودَعاهُم إلَى النَّجاةِ ، وحَثَّهُم عَلَى الذِّكرِ ، ودَلَّهُم عَلى سَبيلِ الهُدى بِمَناهِجَ ودَواعٍ أسَّسَ لِلعِبادِ أساسَها ، ومَنارٍ رَفَعَ لَهُم أعلامَها ؛ كَيلا يَضِلّوا مِن بَعدِهِ ، وكانَ بِهِم رَؤوفاً رَحيماً .[137]259 . الإمام زين العابدين عليه السّلام ـ في دُعائِهِ ـ : اللّهُمَّ فَصَلَّ عَلى مُحَمَّدٍ أمينِكَ عَلى وَحيِكَ ، ونَجيبِكَ مِن خَلقِكَ ، وصَفِيِّكَ مِن عِبادِكَ ، إمامِ الرَّحمَةِ ، وقائِدِ الخَيرِ ، ومِفتاحِ البَرَكَةِ ، كَما نَصَبَ لأَمرِكَ نَفسَهُ ، وعَرَّضَ فيكَ لِلمَكروهِ بَدَنَهُ ، وكاشَفَ فِي الدُّعاءِ إلَيكَ حامَّتَهُ ، وحارَبَ في رِضاكَ اُسرَتَهُ ، وقَطَعَ في إحياءِ دينِكَ رَحِمَهُ ، وأقصَى الأَدنَينَ عَلى جُحودِهِم ، وقَرَّبَ الأَقصَينَ عَلَى استِجابَتِهِم لَكَ ، ووالى فيكَ الأَبعَدينَ ، وعادى فيكَ الأَقرَبينَ ، وأدأَبَ نَفسَهُ في تَبليغِ رِسالَتِكَ ، وأتعَبَها بِالدُّعاءِ إلى مِلَّتِكَ ، وشَغَلَها بِالنُّصحِ لأَهلِ دَعوَتِكَ ، وهاجَرَ إلى بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأيِ عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ، ومَوضِعِ رِجلِهِ ، ومَسقَطِ رَأسِهِ ، ومَأنَسِ نَفسِهِ ؛ إرادَةً مِنهُ لإِعزازِ دينِكَ ، وَاستِنصاراً عَلى أهلِ الكُفرِ بِكَ ، حَتَّى استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ في أعدائِكَ ، وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ في أولِيائِكَ ، فَنَهَدَ إلَيهِم مُستَفتِحاً بِعَونِكَ ، ومُتَقَوِّياً عَلى ضَعفِهِ بِنَصرِكَ ، فَغَزاهُم في عُقرِ دِيارِهِم ، وهَجَمَ عَلَيهِم في بُحبوحَةِ قَرارِهِم ، حَتّى ظَهَرَ أمرُكَ ، وعَلَت كَلِمَتُكَ ، ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ .[138]260 . الإمام الباقر عليه السّلام : شيعَتُنَا المُنذِرونَ فِي الأَرضِ ، سُرُجٌ وعَلاماتٌ ونورٌ لِمَن طَلَبَ ما طَلَبوا ، وقادَةٌ لأَهلِ طاعَةِ اللهِ ، شُهَداءُ عَلى مَن خالَفَهُم مِمَّنِ ادَّعى دَعواهُم ، سَكَنٌ لِمَن أتاهُم ، لُطَفاءُ بِمَن والاهُم ، سُمَحاءُ ، أعِفّاءُ ، رُحَماءُ . فَذلِكَ صِفَتُهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ العَظيمِ .[139]261 . بحار الأنوار عن محمّد بن عبد الله بن مهران عن أبيه عن جدّه : إنَّ أبا عَبدِ اللهِ جَعفَرَ ابنَ مُحَمَّدٍ عليه السّلام دَفَعَ إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ كِتاباً فيهِ دُعاءٌ وَالصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله ، فَدَفَعَهُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ إلَى ابنِهِ مِهرانَ ، فَكانَتِ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله الَّذي فيهِ : اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّداً صلّى الله عليه و آله كَما وَصَفتَهُ في كِتابِكَ ؛ حَيثُ قُلتَ ـ وقَولُكَ الحَقُّ ـ : لَقَدْ جَآءَ كُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُ وفٌ رَّحِيمٌ[140] ، فَأَشهَدُ أنَّهُ كَذلِكَ .. . اللّهُمَّ إنِّي ابتَدَأتُ لَهُ الشَّهادَةَ ، ثُمَّ الصَّلاةَ عَلَيهِ ، وإن كُنتُ لا أبلُغُ مِن ذلِكَ رِضا نَفسي ، ولا يُعَبِّرُهُ لِساني عَن ضَميري ، ولا أبنِ إلا عَلَى التَّقصيرِ مِنّي ، فَأَشهَدُ لَهُ ـ وَالشَّهادَةُ مِنّي دُعائي ، وحَقٌّ عَلَيَّ ، وأداءٌ لِمَا افتَرَضتَ لي ـ أن قَد بَلَّغَ رِسالَتَكَ غَيرَ مُفَرِّطٍ في ما أمَرتَ ، ولا مُقَصِّرٍ عَمّا أرَدتَ ، ولا مُتَجاوِزٍ لِما نَهَيتَ عَنهُ ، ولا مُعتَدٍ لِما رَضيتَ لَهُ .فَتَلا آياتِكَ عَلى ما نَزَلَ بِهِ إلَيهِ وَحيُكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ مُقبِلاً عَلى عَدُوِّكَ غَيرَ مُدبِرٍ ، ووَفى بِعَهدِكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِكَ ، لا تَأخُذُهُ فيكَ لَومَةُ لائِمٍ ، وباعَدَ فيكَ الأَقرَبينَ ، وقَرَّبَ فيكَ الأَبعَدينَ ، وأمَرَ بِطاعَتِكَ وَائتَمَرَ بِها ، ونَهى عَن مَعصِيَتِكَ وَانتَهى عَنها ، سِرّاً وعَلانِيَةً ، ودَلَّ عَلى مَحاسِنِ الأَخلاقِ وأخَذَ بِها ، ونَهى عَن مَساوِئِ الأَخلاقِ ورَغِبَ عَنها ، ووالى أولِياءَ كَ بِالَّذي تُحِبُّ أن تُوالَوا[141] بِهِ قَولاً وعَمَلاً ، ودَعا إلى سَبيلِكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وعَبَدَكَ مُخلِصاً حَتّى أتاهُ اليَقينُ ، فَقَبَضتَهُ إلَيكَ