تبليغ في القرآن و السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قالَ : فَلَمّا وَلّى عليه السّلام قالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ : مَن هذا ؟ قالوا : عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ . قالَ : أهلُ بَيتِ عِلمٍ . فَما رُئِيَ الحَسَنُ البَصرِيُّ بَعدَ ذلِكَ يَعِظُ النّاسَ .[25]408 . أعلام الدّين : رُوِيَ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ [ عليهما السّلام ] أنَّهُ دَخَلَ المَسجِدَ الحَرامَ فَرَأَى الحَسَنَ البَصريَّ وحَولَهُ جَماعَةٌ مِنَ النّاسِ وهُوَ يَعِظُهُم ، وكانَ يُعرَفُ مِنهُ أن يَرى رَأيَ المُعتَزِلَةِ في تَخليدِ مَن يَعمَلُ ذَنباً كَبيراً فِي النّارِ ، فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ [ عليهما السّلام ] : يا هذا ، أنتَ عَلى حالٍ تَرضى لِنَفسِكَ مَعَهَا المَوتَ ؟ فَقالَ لَهُ : لا . فَقالَ : فَأَنتَ عَلى ثِقَةٍ مِنَ البَقاءِ لِوَقتٍ تُدرِكُ فيهِ التَّوبَةَ ؟ فَقالَ : لا . فَقالَ لَهُ: أفَعِندَ المَوتِ نَظِرَةٌ؟ فَقالَ لَهُ: لا. فَقالَ لَهُ : أفَبَعدَ المَوتِ عَمَلٌ ؟ فَقالَ : لا .فَقالَ : فَعِظ نَفسَكَ ودَعِ النّاسَ يَطوفوا بِهذَا البَيتِ الَّذي قَد جاؤوا إلَيهِ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ .[26]409 . الإمام الباقر عليه السّلام : في حِكمَةِ آلِ داودَ : يَا بنَ آدَمَ ، كَيفَ تَتَكَلَّمُ بِالهُدى وأنتَ لا تُفيقُ عَنِ الرَّدى ؟ ![27]410 . الخرائج والجرائح عن أبي بصير : كُنتُ اُقرِئُ امرَأَةً القُرآنَ بِالكوفَةِ ، فَمازَحتُها بِشَي ءٍ ، فَلَمّا دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السّلام عاتَبَني وقالَ : مَنِ ارتَكَبَ الذَّنبَ فِي الخَلاءِ لَم يَعبَأِ اللهُ بِهِ . أيُّ شَي ءٍ قُلتَ لِلمَرأَةِ ؟ فَغَطَّيتُ وَجهي حَياءً ، وتُبتُ . فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السّلام : لا تَعُد .[28]411 . تفسير العيّاشي عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السّلام : قُلتُ : قَولُهُ : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ[29] ؟ قالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى حَلقِهِ ؛ قالَ : كَالذّابِحِ نَفسَهُ .[30]412 . الإمام الصادق عليه السّلام : إنَّ العالِمَ إذا لَم يَعمَل بِعِلمِهِ زَلَّت مَوعِظَتُهُ عَنِ القُلوبِ كَما يَزِلُّ المَطَرُ عَنِ الصَّفا .[31]413 . عنه عليه السّلام : تَجِدُ الرَّجُلَ لا يُخطِئُ بِلامٍ ولا واوٍ ، خَطيباً مِصقَعاً ، ولَقَلبُهُ أشَدُّ ظُلمَةً مِنَ اللَّيلِ المُظلِمِ ! وتَجِدُ الرَّجُلَ لا يَستَطيعُ يُعَبِّرُ عَمّا في قَلبِهِ بِلِسانِهِ ، وقَلبُهُ يَزهَرُ كَما يَزهَرُ المِصباحُ ![32]414 . عنه عليه السّلام : إذا رَأَيتَ الحَقَّ قَد ماتَ وذَهَبَ أهلُهُ . . . ورَأَيتَ المَنابِرَ يُؤمَرُ عَلَيها بِالتَّقوى ولا يَعمَلُ القائِلُ بِما يَأمُرُ . . . فَكُن عَلى حَذَرٍ ، وَاطلُب إلَى اللهِ جلّ جلاله النَّجاةَ .[33]415 . عنه عليه السّلام ـ مِمّا يُنسَبُ إلَيهِ في مِصباحِ الشَّريعَةِ ـ : مَثَلُ الواعِظِ وَالمَوعوظِ كَاليَقظانِ وَالرّاقِدِ ؛ فَمَنِ استَيقَظَ مِن رَقدَةِ غَفلَتِهِ ومُخالَفاتِهِ ومَعاصيهِ صَلُحَ أن يوقِظَ غَيرَهُ مِن ذلِكَ الرُّقادِ .وأمَّا السّائِرُ في مَفاوِزِ الاِعتِداءِ ، الخائِضُ في مَراتِعِ الغَيِّ وتَركِ الحَياءِ بِاستِحبابِ السُّمعَةِ وَالرِّياءِ وَالشُّهرَةِ وَالتَّصَنُّعِ فِي الخَلقِ ، المُتَزَيّي بِزِيِّ الصّالِحينَ ، المُظهِرُ بِكَلامِهِ عِمارَةَ باطِنِهِ وهُوَ فِي الحَقيقَةِ خالٍ عَنها ، قَد غَمَرَتها وَحشَةُ حُبِّ المَحمَدَةِ ، وغَشِيَها ظُلمَةُ الطَّمَعِ ، فَما أفتَنَهُ بِهَواهُ !وأضَلَّ النّاسَ بِمَقالَتِهِ ![34]416 . الإمام الرضا عليه السّلام : لِلإِمامِ عَلاماتٌ . . . يَكونُ آخَذَ النّاسِ بِما يَأمُرُهُم بِهِ ، وأكَفَّ النّاسِ عَمّا يَنهى عَنهُ .[35]راجع :ص 139 : «تطابق القلب واللّسان» . ص 217 : «آثار التبليغ العملي» .ص 140 : «الدعوة بالعمل قبل اللّسان» .