وبذلك يندفع أيضاً إشكال آخر هو انّ الاحساس والتخيّل ـ على مابيّنه علماء الطبيعة ـ بحصول صور الأجسام بما لها من النسب والخصوصيّات الخارجيّة فى الأعضاء الحسّاسة وانتقالها إلى الدماغ مع ما لها من التصرّف فى الصور بحسب طبائعها الخاصّة، والانسان ينتقل إلى خصوصيّات مقاديرها وأبعادها وأشكالها بنوع من المقايسة بين أجزاء الصورة الحاصلة عنده على ما فصّلوه فى محلّه. ومن الواضح أنّ هذه الصور الحاصلة المنطبعة بخصوصيّاتها فى محلّ مادّىّ مباينة للماهيّات الخارجيّة، فلا مسوّغ للقول بالوجود الذهنىّ وحضور الماهيّات الخارجيّة بأنفسها فى الأذهان.