وبذلك يندفع ما اُورِد على كون الامكان وصفاً ثابتاً للممكن يحاذى الوجوب الذى هو وصف ثابت للواجب. تقريره انّ الامكان كما تَحَصّل من التقسيم السابق سلب ضرورة الوجود وسلب ضرورة العدم فهما سلبان اثنان وإن عبّر عنهما بنحو قولهم: سلب الضرورتين فكيف يكون صفة واحدة ناعتة للممكن. سلّمنا أنّه يرجع إلى سلب الضرورتين وانّه سلب واحد لكنّه كما يظهر من التقسيم سلب تحصيلىّ لا إيجاب عدولىّ. فما معنى اتصاف الممكن به فى الخارج ولا اتصاف إلاّ بالعدول، كما اضطرّوا إلى التعبير عن الامكان بأنّه لا ضرورة الوجود والعدم وبأنّه استواء نسبة الماهيّة إلى الوجود والعدم عندما شرعوا فى بيان خواصّ الامكان، ككونه لا يفارق الماهيّة وكونه علّة للحاجة إلى العلّة، الى غير ذلك.