فقد تبيّن بما مرّ: أنّ الواجب بالذات حقيقة وجوديّة لا ماهية لها تحدّها هى بذاتها واجبة الوجود من دون حاجة إلى انضمام حيثيّة تعليليّة اوتقييديّة وهى الضرورة الازليّة. وقد تقدم فى المرحلة الاولى أنّ الوجود حقيقة عينية مشكّكة ذات مراتب مختلفة، كلّ مرتبة من مراتبها تجد الكمال الوجودىّ الذى لما دونها وتقوّمه وتتقوّم بما فوقها فاقدة بعض ما له من الكمال وهو النقص والحاجة، إلاّ المرتبة التى هى أعلى المراتب التى تجد كلّ كمال ولا تفقد شيئاً منه وتقوّم بها كلّ مرتبة ولا تقوّم بشىء وراء ذاتها.فتنطبق الحقيقة الواجبيّة على القول بالتشكيك على المرتّبة الّتي هى أعلى المراتب الّتي ليس وراءها مرتبة تحدّها، ولا فى الوجود كمال تفقده، و لا فى ذاتها نقص أو عدم يشوبها ولا حاجة تقيّدها، و ما يلزمها من الصفات السلبيّة مرجعها الى سلب السلب وانتفاء النقص و الحاجة وهو الايجاب.