عمر موسى باشا والصَّحافة - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عمر موسى باشا والصَّحافة

الدكتور وليد مشوِّح

بداءة كنت أود أن أساهم في تكريم أستاذنا الجليل الدكتور عمر موسى باشا، بكتابة خاطرة أحشوها أحاسيسي تجاه أستاذي، أو أن أكتب اعترافاً بفضله علي مربياً وموجهاً، معلماً، وناصحاً ومرشداً..

كنت أتمنى أن أكتب قصيدة تدور حول هاتيك المعاني... تمنيت أن أكتب اعترافاً بالجميل لأستاذنا الجليل... لكنني تنبهت إلى الحقيقة التي حجبها "احترامي وحبي" للمعلم، ألا وهي أن الدكتور موسى باشا، أستاذ أجيال، والكل يحس تجاهه أحاسيسي ذاتها، أستاذ صار الكثير من طلابهِ زملاء له، وفي الكلية نفسها، إذن فهو أستاذ الأساتيذ، والكل منهم يرى أن من واجبه أن يساهم في تكريم المعلم الجليل.

فوجدتني ألتفت إلى موضوعة غدت من هواجس حياتي ـ أنا أحد تلامذته ـ والموضوعة، لا أظن أحداً يتناولها، أو قلة تنبهت إليها؛ موضوعة علاقة الدكتور عمر موسى باشا بالصحافة.

"شاعت قولة "عصر الانحطاط"، أو "عصر الدول المتتابعة"، أو "عصر المغول والتتار"، في الفكر والثقافة المعاصرين، شيوعاً واسعاً بين أوساط المتعلمين والمثقفين العرب ـ من جهة ـ إلى التعامل مع عصور الثقافة العربية على أساس سياسي صرف ـ من وجهة نظر استشراقية متعالية، ومن جهة أخرى إلى حذف فترات تاريخية معينة، ودون مبرر فكري أو تاريخي من خارطة الإبداع، والإنتاج الثقافي العربيين..

ما رأي الدكتور عمر موسى باشا في مثل هذا الطرح، وكيف يصحح بعض المفهومات الخاطئة التي تكونت حول هاتيك المقولات...؟..

هكذا يواجه الصحافيون الدكتور موسى باشا بالأسئلة، وتكون إجابات عادة، محاضرات، أو رفد لطلبته هناك في ردهات الجامعة، بنفس الدقة والإيمانات يتحدث الأستاذ مجيباً على تساؤلات السائلين أولئك.. وعند قراءة الرأي الذي يدلي به، يخرج القارئ المتابع، أن الصحافة وعاء الأدب، وأن الأدب مادة الصحافة..

".... هذا الموضوع يكفي أن يكون وحده ـ موضوع هذا اللقاء ـ بين صحافة الأدب وأدب الصحافة، إذ ليس للأدب وجود إِنْ لم ترسخ دعائمه، وتنشر أعلامه، وتحتضن إبداعه؛ دولة الصحافة، وأعني هذه الكلمة بالذات؛ لأنها اللسان الناطق المعبر عن مجالات الحياة سياسياً واجتماعياً وفكرياً، فهي لسان الحقيقة، وليس الأدب في حقيقته إلا هذه الحياة نفسها، وهكذا تغدو الصحافة الزهرة الفواحة، التي تنشر من عبير عرقها شذا الأدب الحق الخالد في كل زمان ومكان.. قد تعترض على قولي هذا، إذ ليس من ضمن السؤال المحدد فأجيبك: أليس من حقي في هذا اللقاء أن أرحب بالصحافة لأنها همزة الوصل الباقية عبر الزمن بين الأدب والصحافة"(1).

وهكذا ينم الجواب عن الاحترام المتبادل بين الصحافة والأستاذ، ويفصح عن العلاقة الوشيجة بين الأستاذ والصحافة..

لقد دأب الدكتور موسى باشا منذ بواكيره، علىبناء علاقة حقيقية بينه وبين الصحافة، فقد بدأ ينشر في صحافة الأربعينات، بعض خواطره، وعرفه القارئ أكثر فأكثر عندما نشرت الصحافة باحتفاء كبير قصائده التي جمعها فيما بعد وأصدرها في ديوانه الوحيد والذي وسمه باسم "عذارى". وصدر عن مطبعة الإصلاح بحماة سنة 1948، (وأعيدت طباعته ثانية وصدر عن دار السؤال بدمشق عام 1987).... كما شهدت الصحافة لعمر موسى باشا إطلالات عديدة، ولكن أهمها ـ آنذاك ـ كانت تلك المطارحات التي احتضنتها صحيفة الفداء الحموية، بينه وبين الشيخ الجليل المرحوم محمد الحامد، وأثارت هاتيك المطارحات، مطارحات أكثر في الشارع الأدبي، وأفصحت من يومها عن أستاذ متمكن موغل في عالم الأدب، ودنيا التراث الأدبي عمر موسى باشا.

وفي السبعينيات عاد الدكتور موسى باشا أستاذاً في جامعة دمشق، وصحح مفهومات كثيرة عما وسم "ظلماً" بأدب الانحطاط، لطلبته في جامعة دمشق، لكنه لم يقصر الفائدة عليهم فحسب، بل نشر آراء جريئة ومفيدة صححت غلطاً فادحاً تداوله الدارسون والباحثون والمتابعون حول ذلك العصر.

وكعادته في التجدد الذي يطلع علينا به المعلم الجليل، والأستاذ الأصيل عمر موسى باشا،عبر الصحافة، تنشر مجلة العربي الكويتية مقولة لـه عن القدود، يبرهن خلالها، أنها ليست حلبية، إنما هي حمصية، ويتحدث عن رواد القدود، وتأريخها، وتنهال الرسائل على إدارة المجلة، ويمتلئ صندوق بريده من المتابعين الذين يريدون إرواء غليلهم حول الموضوعة التي صححت مفهومات خاطئة، ويتابع النشر، وفي كل مقولة يجد المرء مفاجأة، ويغني موضوعة الموشحات والقدود، ويحيي همة الباحث فيها وحولها وعنها، يعطي الخطوط العريضة، ويترك للآخرين التزود في البحث والتقصي.. وهكذا وعبر الصحافة تتحول مقولات الأستاذ الدكتور موسى باشا، صرخات توقظ الهمم لمتابعة الأمور المتعلقة بالأدب والتراث العربيين.

كتب في الصحف المصرية، والخليجية، والصحف العربية المهاجرة (مثل صحيفة الحياة ) التي تصدر في لندن "كتب سلسلة من المقالات في صحيفة البعث (ملحق البعث الأسبوعي)، وكانت مقولاته ذات تأثير مباشر على البحث الأدبي، لأنها كما أسلفت صححت مفهومات، وحملت مفاجآت، جيّر فضلها للدكتور عمر موسى باشا... إنها خاطرة ـ أجل مجرد خاطرة ـ عن علاقة الدكتور موسى باشا بالصحافة، والخاطرة مساحتها محصورة، والجردة طويلة والمساحة قليلة ومختصرة.

من حوار أجراه الصحفي السوري مروان المصري، مع د.عمر موسى باشا، ونشر في مجلة "الإطلال"، اللبنانية في عددها رقم (22).

/ 136