الدكتور عمر موسى باشا محقَّقاً - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الدكتور عمر موسى باشا محقَّقاً

الدكتور حسين جمعة

تبنى الأستاذ الدكتور عمر موسى باشا في الكتب التي عُنِيَ بتحقيقها مُصطلح "أدب الدول المتتابعة"، وطفق يدافع عنه، ويأتي بما يقوي حجته، فأثبت في مقدمة ديوان "الصاحب شرف الدين الأنصاري"، ـ وهو من مطبوعات مجمع اللغة العربية ـ بدمشق لعام 1967م ـ الصفحة السابعة ماقاله الدكتور شوقي ضيف: "لعل عصراً لم يظلمه الباحثون المعاصرون من عرب ومستشرقين كما ظلم العصر [وعنى به عصر الدول المتتابعة]..

فقد سموه خطأ باسم العصر المغولي ونعتوهُ بأنه كان عصر انحطاط وضعف". ثم دعم هذا الرأي بالذي ذهب إليه كل من الدكتور أحمد أحمد بدوي، والدكتور حسين مؤنس فجاء في الصفحة الثامنة من الديوان المطبوع برأيين لهما، وأثنى في الصفحة التاسعة على أُستاذه الدكتور محمد كامل حسين لأنه دفعه إلى دراسة "أدب الدول المتتابعة"؛ فكانت باكورة أعمال المحقق الأستاذ الدكتور عمر عن ابن نباتة المصري.

وجعل ديوان "الصاحب" في الصفحة العاشرة دليله على مارَمى إليه فقال: "وبعد، فهذا ديوان شرف الدين بين الناس، أضعه أمام الباحثين المعجبين بأدب الدول المتتابعة ليكون لبنة متواضعة في إِقامة هذا الصرح الجديد".

وحين كان للمحقق هذه الرؤية في العصر وأعلامه؛ العصر الذي امتد قروناً خبا فيها المجد السياسي وما تضاءل فيه الإِبداع الثقافي والفكري شرع يثبت في مقدمات الكتب التي تصدى لإبرازها صحة ما تيقن به ورآه..

لهذا قدم الديوان "الصاحب شرف الدين" مقدمة مطولة تكشف عما انتواه ثم عرض حياة الشاعر وأتبعه بحديث عن شعره ومذهبه الفني وختمه بوقفة عند الديوان ونسخه.وقال في هذا الشأن: "توجد من هذا الديوان نسخة مخطوطة نفيسة محفوظة في مكتبة بايازيد باستنبول، وهي الوحيدة التي بقيت لنا من سائر نسخ الديوان"، وتتألف من "إحدى وتسعين ورقة كتبت بالخط الفارسي، وهي مقروءة واضحة لم يطرأ عليها ما يمس سلامتها، وكتابتها حسنة".

هذا جزء من وصف المخطوطة التي عني الأستاذ بتحقيقها؛ بيد أنه لم يكتفِ بها فقد أضاف إلى الديوان ملحقاً بأشعار الشاعر وجدها في كتاب "ذيل مرآة الزمان".

ومهما يكن فإن تحقيق ديوان "الصاحب شرف الدين" أظهر وعياً مبكراً لديه في المرحلة التي طبع فيها. ولعل أهم ما يراهُ الباحث في هذا الديوان أن المحقق أعطى كل نص من نصوصه رقماً متسلسلاً ثم رتب الأشعار تبعاً للحروف الهجائية وضبطها بالشكل، وحافظ على الأرقام الأصلية للمخطوطة وجهاً وظهراً.

أما الحواشي فقد جاءت ملبية لمراده إذ أثبت فيها شرح المفردات الصعبة، وتراجم الأعلام التي وردت في المتن أو ما يدعو إليه التحقيق. ثم استكمل الديوان بإضافة فهارس سبعة سهلت العودة إلى الديوان وفي مطلعها فهرس القوافي، ومن بعد، جاء ملحق الأشعار.

ذلك ماكان من أمر الديوان، وهو الوحيد في جملة المؤلفات التي حققها الدكتور عمر موسى باشا؛ وعدتها تسعة أ عمال، أذكر بعضاً منها ثم أقف عند قسم منها لأعرض سمة التحقيق فيها؛ وتلك:

1 ـ "آداب العِِشْرَة "لأبي البركات بدر الدين محمد الغزي ـ وهو من مطبوعات مجمع اللغة العربية، بدمشق ـ عام 1968م.

2 ـ "مطلع الفوائد ومجمع الفرائد"، لجمال الدين بن نباتة المصري ـ من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ـ عام 1972م.

3 ـ "مجرى السوابق" لابن حجة الحموي ـ طبع في مجلة اللسانيات الصادرة عن جامعة الجزائر ـ المجلد الثاني ـ عام 1972م.

4 ـ "الزبدة في شرح البردة" لأبي البركات بدر الدين محمد الغزي ـ طبع في الجزائر ـ الشركة الوطنية للنشر 1981م.

5 ـ "آداب المؤاكلة" لأبي البركات بدر الدين محمد الغزي ـ طبع بدمشق طبعة ثانية صادرة عن دار ابن كثير ـ سلسلة كتب تراثية ـ عام 1987م.

ولعل هذه الكتب دليل على بقية كتب الأستاذ الأخرى؛ ويمكن للمرء أن يختار منها اثنين أو أكثر ليكشف من خلالها عن سمة التحقيق وطبيعته لدى المحقق بادئاً بـ"آداب العِشْرَةْ".

فهذا الكتاب عبارة عن رسالة في مخطوط يضم عشرين رسالة ورثه عن أسرته، كما أفادنا به في الصفحة التاسعة من رسالة "آداب المؤاكلة".

وتبدأ ـ كما ذكر في المطبوع الصفحة السادسة ـ "من ظهر الورقة السابعة حتى وجه الورقة الحادية والعشرين.... ويقول عن حالة هذه المخطوطة "الخط واضح مقروء، استخدم الناسخ اللون الأحمر في كتابة أوائل الشواهد المنقولة المقتبسة، وأوائل الفقرات الجديدة من الرسالة، ثم تابع حديثه قائلاً: "ذيَّلْ الناسخ هذه الرسالة بقوله على عادته في هذا المجموعة بعد الانتهاء (تمت الرسالة المباركة نهار الثلاثاء بعد العصر ثالث عشر جمادى الآخرة من شهور سنة سبع عشرة وألف"

وكتاب "آداب العِشرة" صورة مبكرة من صور التحقيق في أواخر الستينيات عند الدكتور عمر موسى باشا، فحين يقيس المرء تحقيق هذا النص بنص "مطلع الفوائد" ومجمع الفرائد" أو "مجرى السوابق" يدرك أن هناك تقدماً ملحوظاً لحق بصورة التحقيق، علماً أن المحقق ألحق رسالة "آداب العشرة"، بجملة من الفهارس التفصيلية التي أغنت المطبوع.

وبذلك لم يحقق المحقق الدكتور عمر موسى باشا عند مرحلة ما في التحقيق.

ومما يؤيد هذا ما قاله في الصفحة الخامسة عشرة من كتاب "مطلع الفوائد"، حيث قال:"اعتمدت في تحقيقي كتاب (مطلع الفوائد ومجمع الفرائد) على أربع مخطوطات، هي المعروفة عندنا، وتظهر أنها كل ما وصل إلينا من النسخ المخطوطة".. ثم وصف المخطوطة الأولى التي جعلها أصلاً ورمز إليها بالحرف (ح) قائلاً: "تتميز هذه المخطوطة بقدمها وصحتها، وتقع في ست وسبعين ورقة كتبت بخط نسخي جيد وجميل وواضح. وقد التزم الناسخ فيها الشكل في معظم الأحيان".

ومن بعد، عرض وصفاً للمخطوطات الثلاث الأخرى، ثم أتبعه بالمطبوع وختمه بثبت للفهارس حوى اثني عشر فهرساً.

وقد يدعو العمل المحقق إلى إضافة ما لابد منه في مجرى التحقيق؛ ولهذا رأينا الأستاذ الدكتور يضيف في تحقيقه لرسالة "مجرى السوابق"، جدولاً بين فيه أسماء خيل العرب المشهورة وأربابها جمعها من معجم "القاموس المحيط"، كما ذكرها الفيروزبادي.

ويخلص المتتبع لتحقيق هذه الكتب أن المحقق اعتمد خطة ثابتة؛ فكان يقدم للمطبوع مقدمة يوضح فيها المخطوط ويرده إلى صاحبه معتمداً على النسخ التي وصلت إليه؛ ويتبعه بحديث يراه من مستلزمات المطبوع، ثم يلحقه بفهارس تفصيلية. وكان يعنى بالنص المطبوع ويظهره على الوجه الذي يعتقد أنه الصواب وفق ما أراده لـه مؤلفه...

وفوق ذلك فهو لم يعتمد على تطويل الحواشي والإكثار منها، على الرغم من أنه كان يشير إلى الثغرات التي تعتري المخطوط، ويوضح المبهم من اللفظ، ويضع مايمكن أن يفيد القارئ ويرشده ولاسيما تلك الإشارات المتكررة لتراجم الأعلام.

وهذا كله يوحي بأن علاقته بالمخطوط لم تكن علاقة طارئة، بل هي علاقة تدل على أنه عارف بما هو مقدم عليه ومدرك لقيمة ما يفعله.

ومما تقدم تبين لنا أن الأستاذ الدكتور عمر موسى باشا محقق التصق بالمؤلفات التي عني بها، وبالعصر الذي اختاره ـ وهو بلا شك عصر الموسوعات العربية ـ فكان صاحب فضل عليَّ وعلى أمثالي في تحصيلنا الجامعي والثقافي... ودلل على أنه مثال للمحقق المحب لتراث أمته وأدبها، وقد أراد أن يرفع عن كاهله ما ألحقته به السنون؛ من ألم النسيان والانفصام، فالتراث لديه كل متكامل في عصوره كلها ومنها "عصر الدول المتتابعة".

/ 136