مقدمة - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقدمة

الدكتور علي عقلة عرسان

رئيس اتحاد الكتاب العرب

حين ينذر شخص نفسه للبحث والمعرفة يجد أنه يبتعد عن أعمال وأشخاص وأنواع من العلاقات والاهتمام شيئاً فشيئاً ليغرق في خضم تخصصه وما نذر نفسه له، وحين يصبح أحد مجالات المعرفة مسيطراً على اهتمامه لا يشعر بالوقت الذي يقضيه في تقصي تفاصيل ذلك المجال والبحث في تفرعات ومشكلات متصلة بموضوع الاهتمام ذاك، كما أنه لا يشعر بمقدار الجهد المضني الذي يقوم به، ولا يحسب ما ينفق وما يجني، وما يربح وما يخسر، لأنه عانق الحقيقة أو قرر أن يعانقها فانصرف عن كل حساب واهتمام سوى ما يتعلق بها.

ولقد تعزز اقتناعي بذلك وازداد وأنا أراقب عن كثب انغماس الدكتور عمر موسى باشا في موضوع "قطب العصر اليافي" وبعض مذاهب التصوف وفنون السماع التي كانت موضوع كتاب له ما زال يسيطر على اهتمامه رغم نفاد طبعته الثانية، وتخلص أمشاجه من أمشاج نفس الكاتب وفكره كما يفترض.

ووقوفي على بعض دقائق هذه الحالة جعلني أتابع سيرة الرجل وبعض مسارات عمله واهتماماته، فوجدت أنه منذ ديوان العذارى انصرف إلى لون مغاير من الاهتمام، من دون أن يزول رسيس الحب في الشعر وحب الشعر من نفس الباحث والدارس والأستاذ الجامعي والإداري في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق. وتراه حين يتوهج الوجد في أعماقه يمسح صفاءُ دمه صفحة وجهه ويرتفع شراع في فضاء عينيه يبحر نحو عالم الإبداع شعراً، الذي تشعر أنه لم يفارقه وربما يتأسى على فقد خفقه بين جانحيه.

لقد قربني العمل من الدكتور عمر وجعلني التعامل معه أقف على بعض ملامح الرجل في الأداء العلمي والأداء الإداري، ولأنه اندفع ليعمل مقرراً لجمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب، ورئيساً لفرع دمشق في الاتحاد، وعضواً في هيئة تحرير مجلة التراث، وعضواً في عدد من اللجان في الاتحاد، إضافة إلى عمله المستمر في جامعة دمشق، فقد عرفت عنه جديته وإخلاصه في العمل ورغبته في أن يندفع الآخرون إلى أداء ما يوكل إليهم من أعمال والقيام بما يسند إليهم من مهام على الوجه الأكمل والأجمل، وحين لا يصل مع الآخرين إلى ما يتطلع إليه أو ما يريده منهم ويتوسمه فيهم تداخل نفسه مراره لا يفصح عنها اللسان، وقد يرتد بشيء من المساءلة إلى نفسه محملاً إياها أعباء فوق أعبائها.

في بعض حلقات الدرس التي كان يقيمها في الجامعة لطلاب الدراسات العليا الذين يشرف على رسائلهم- وقد دعاني إلى أكثر من لقاء في تلك الحلقات ـ يتحول الأستاذ المشرف في تلك الحلقات إلى صديق ومرشد رفيق، ولكنه في المناقشة العامة للرسائل يندفع أحياناً كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، حتى لترأف بمن أمامه... ثم لا تلبث صرامة العالم أن تنسحب إلى مكمنها في الأعماق وترتسم ابتسامة الصديق على الوجه الصبوح ليمنح الإجازة.

درّس الدكتور عمر موسى باشا في جامعة دمشق وغيرها، واهتم بأدب العصر المملوكي فوضع عنه كتاباً تحت عنوان "تاريخ الأدب العربي: العصر المملوكي"، وكذلك الأدب في بلاد الشام موضوع كتاب آخر لـه، كما اهتم بالظرفاء من الشعراء أمثال "الشب الظريف"، شهاب الدين بن عفيف الدين سليمان، واهتمامه بالعفيف التلمساني مفتاح توجه في التصوف. وكان في كل ما وضعه من الكتب مدققاً ينشد الحقيقة بموضوعية ولا يخلو من حماسة لآرئه ورؤاه، وحين غادر سورية إلى الصين ليقضي هناك عدة أشهر في العمل مع جامعة بكين، عاد بكتاب عن تلك الرحلة سجل فيه مشاهداته وآراءه مقدماً صورة واضحة سجلتها عينا خبير بصير.

لقد كرمت جمعة البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب الأستاذ الدكتور عمر موسى باشا، وهو أهل لأكثر من التكريم على إنجازه العلمي وجهده العملي، ومكانته التي وصل إليها بدأبه وجهده وجهاده وعطائه المستمر مدة عقود من الزمن. وإذا جاز لي أن أكتب بضع كلمات في تقديم هذا الكتاب المخصص للمكرم: سيرة وأعمالاً وإنتاجاً علمياً وشهادات، فإنني لا أصدر حكماً من أي نوع على الكتاب، ولا أميل إلى تقديم شهادة لأنها قد تكون مجروحة بحكم الصداقة والاحترام اللذين أكنهما للرجل.

ما أود أن أختم به هذه المقدمة كلمات موجهة إلى الدكتور عمر موسى باشا العالم والإنسان أقول له فيها:

يا أبا مازن

لقد سعينا في مناكبها ما كتب علينا أن نسعى، وأصابنا منه ما كتب لنا فيها... وهي أيام تمنح للمرء فإما أن يستنبت بها جهداً صادقاً، وعملاً صالحاً، وعلماً نافعاً، وقدوة حسنة، وكل ذلك يبقى للناس من بعده مرصوداً محموداً، وإما أن يبذِّرها هنا وهناك... على رصيف مقهى أو في مكان منسي تستبد به الشهوات فتبيده على نحو ما، وتتركه شلواً بلا ذاكرة أو سجل...

وها نحن نصل إلى بعض الشأو في سعينا ذاك... وقد كنت فيه من أصحاب ما يبقى وينفع ويُشكر أهله حين يُذكرون. فاهنأ رغم العنا، وابتسم... بل اضحك على رغم ارتسام قول القائل "وكم ذا بمصر..."، وابسط يدك للخير كريماً كما أنت، وافرح بما كنت وبما أنت...

لقد ناست في عيوننا شموع، وتذابلت في قلوبنا أخرى... ولكن خطانا تترك آثارها في الدرب، ونتابع سعينا في مناكبها... فالحياة تكليف، والمؤمن فيها يعيش نوعاً من رهق وقلق إذا كان ميزانه حساساً ووجدانه حياً، ولكنه في أعماق ذاته يعيش الحرية بالمعنى الذي تجلت به في قول ذلك الصوفي: "الحرية: أن تكون لله عبداً، ولكل من دونه نداً". وقد كنت حراً وعشت كرامة الحرية وأعطيت حتى نال منك الدهر... فطب نفساً... وطب عيشاً يا أبا مازن...

وسلام لك وسلام عليك.

دمشق في 29/8/2002

د.علي عقلة عرسان

/ 136