النظام التربوي في جمهورية أفلاطون (1) - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النظام التربوي

في جمهورية أفلاطون

(1)





للأستاذ عمر موسى باشا





تربية الجسم



دوافع التربية عند أفلاطون

إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده ويؤمن لنفسه ما يحتاج إليه من قوت وغذاء لا سيما إذا كان في عهد الطفولة القاصرة، ولذلك فهو بحكم الضرورة محتاج للتضامن مع غيره. والمجتمع لا يمكن أن تنتظم أموره ما لم تتأسس هناك دولة وأول واجبات هذه الدولة هو أن تقوم بكل ما من شأنه أن يؤمن للأفراد حياة سعيدة، ولا يكون ذلك إلا بالتربية التي هي أهم واجب من واجباتها. أما إذا أهملت هذه الناحية فإن الدولة لا يمكنها أن تحيا والمجتمع لا يمكن أن ينتظم ويضمن لـه البقاء.

وأعتقد أن التربية وجدت بوجود المجتمع ولولاها لما وصل البشر إلى ما وصلوا إليه من حضارة رفيعة؛ لكن التربية مع ذلك كانت تضعف حيناً وتزدهر حيناً آخر وذلك تبعاً للزمان والمكان. فإذا ما رجعنا للماضي حتى نقف عند عصر أفلاطون، نجد أن الوضع كان مضطرباً وهذا الوضع -كما يبدو لي- هو الذي أوحى إلى أفلاطون أن ينظر في المجتمع نظرة مصلح. لكنه يا للأسف وجد انهياراً في شتى النواحي، إن في الحياة الاجتماعية، أو الحياة السياسية، أو الحياة الاقتصادية. ففي الحياة الاقتصادية كانت هناك طبقة من الأثرياء وطبقة من الرعاع وطبقة من العبيد التي كان يعتقد أفلاطون أنها طبقة منحطة خلقها الله لتكون آلة في أيدي اليونانيين.

إذ يقول في ذلك (أشكر الله أني ولدت يونانياً لا بربرياً، حراً لا عبداً، رجلاً لا امرأة، ولكن علاوة على ذلك أشكره لأني ولدت في عهد سقراط).

هذا الاختلاف في الطبقات جعل طبقة تسخر طبقة، لاعتقادهم -وكما يعتقد أفلاطون نفسه- أن الناس رفعهم الله درجات بعضهم فوق بعض فهذا نبيل، وهذا عبد... كل ذلك يدلنا على مبلغ استغلال الأولين والآخرين، وقد يكون من الغريب حقاً أن يؤمن أفلاطون بذلك، وقد بلغ من رجاحة العقل مبلغاً عظيماً.

وإذا انتقلنا للحياة السياسية نجد أن كل شيء ناشز، فالحكام شداد غليظو الأكباد لا يقيمون العدل، وهم دائماً في حروب طاحنة إرضاء لشهواتهم، وتلبية لنزعاتهم ورغائبهم، والناس من حولهم في غمرتهم يعمهون وعلى ضلالهم يسيرون..

هذه العوامل المختلفة كلها دفعت أفلاطون أن يفكر تفكيراً جدياً في الأمر، فرأى أن الإصلاح لا يمكن أن يجدي، إن لم يكن شاملاً ودائماً، بحيث يقوم اعوجاج سائر مرافق الحياة..

داعب هذا الحلم أجفانه فراح ينسج وشاح هذا الحلم في جمهوريته نسج حائك ماهر، وانتهى من هذا النسيج فإذا نحن أمام شيء عجب، وفي هذا الشيء تبدو لنا تلك المدينة المتلألئة التي بقيت خالدة وحدها على تقادم العصور، وستبقى مضفية أنوارها حتى ينطفئ آخر نور من أنوار الحضارة الإنسانية.

لنقف الآن ساعة نستعرض فيها هذا النظام الجديد، ولنحاول أن نناقشه في بعض أقسامه لنتبين الحسن من السيئ، وأظن أن تواضع أفلاطون يسمح أن نشتط معه في الحوار، والحوار هو أحب شيء إلى هذا العقل الجبار لنصل عن هذا السبيل إلى الحقيقة التي داعبت أجفانه، والتي أحب أن يصل إليها منذ غابرات السنين.

وهكذا نكون عرفنا مما ذكرناه الدوافع الأساسية التي دعت أفلاطون للتفكير في المجتمع وبالتالي للتفكير بإصلاح شأن المجتمع وذلك بوضع مبادئ التربية الأساسية التي تحقق غايته والتي يجب أن ينشئ من أجلها المدينة الفاضلة.

وقبل أن نستمسك بأطراف البحث لا بد لنا أن نعرف شيئاً عن مفهوم التربية عند أفلاطون. وإنه ليصعب تحديد هذا المفهوم بالضبط، لأنه بسيط ومعقد في آن واحد؛ بسيط في جوهره ومعقد في تشعباته. فقد كان أفلاطون يتوخى من كل ذلك الوصول إلى المعرفة الحقيقية عن طريق العدالة في الجسم والنفس إن صح التعبير. فالذي يحب أن يصل لهذه المعرفة يجب أن يطلبها بكل جارحة من جوارحه (إن عاشق المعرفة الحقيقي يسوق كل عرق نابض في جسمه لإدراك الوجود الحقيقي) ولا يكون ذلك إلا بتطهير النفس والابتعاد عن الموبقات والشرور (لأن الشر على ظني أكثر مضادة للخير منه لغيره) .

فمفهوم التربية عنده يكون بإدراك الوجود والوجود لا يدرك إلا بالمعرفة الحقيقية والمعرفة لا تدرك إلا بالابتعاد عن الشر، والابتعاد عن الشر لا يكون إلا في التربية الصحيحة.

ولا بد من وجود سلطة عليا، تؤمن لسائر الأفراد نوعاً واحداً من التربية ولا أعني بالنوع الواحد شكلاً خاصاً، إنما الوجهة العامة في التربية لأن أفلاطون كما سنرى يطلب أن نراعي في كل فرد ميوله الخاصة واستعداداته الوراثية (والقصد من ذلك تأهيل كل فرد من سكان المدينة لممارسة الفن الذي أهلته الفطرة لـه فيتمكن من إنجاز عمله ولا يكون متعدد الذاتية بل إنساناً واحداً) .

ويمكننا الآن بعد أن عرفنا هذا المفهوم إجمالاً أن نشرحه تفصيلاً وذلك بأن نعرض للنفس والجسم، فنبحث أولاً في تربية الجسم لا لتفضيلنا لـه على النفس، وإنما لأن الجسم هو أول شيء يعني الإنسان بالنسبة للحياة والوجود، ونبحث ثانياً في تربية النفس لا لأن النفس أحقر من الجسم. كلا! إنما لأن النفس لا تكون كالجسم تتطلب معارفها منذ العهود الأولى للفرد حينما يفتح أجفانه للحياة.

إن الجسد هو الذي يتحرك بادئ ذي بدء، وعلينا أن نقدم لـه قبل كل شيء غذاءه المادي قبل أن نقدم للنفس غذاءها الروحي.

/ 136