وأولها هو علم الحساب - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأولها هو علم الحساب

وهو أهم هذه العلوم في نظره لأنه يحتاج إليه كل فرد؛ فالفيلسوف ليدرك اليقين والوحدانية، والجندي في إدراك عدد أعدائه، وكمية أسلحتهم، والتاجر في تدقيق ما لـه وما عليه... كل هؤلاء يحتاجون للحساب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحساب هو العلم الذي تستمد منه كل العلوم والفنون وجودها، وترتكز عليه ارتكازاً شديداً (هو العلم الذي تستمد منه كل العلوم والفنون وجودها وارتباط الأفكار في ميدانها وهو أول ما يجب إحرازه من العلوم) .

فمن ذلك يتبين لنا أن هذا العلم هو أول العلوم وليس تاجها.

أولها في المرحلة الأولى وليس بأولها في المرحلة التالية، لأن العلوم التي تعلم أثناء ذلك محدودة، ومن الطبيعي أن يكون الحساب الأول بالنسبة لها وبالنسبة للطفل أيضاً. وفي قول أفلاطون السابق بعض المغالاة في اعتبار غاية الحساب المثالية، قبل الغاية العملية. فهو يقود الذهن البشري لإدراك الوجود، وهذا العلم بنظره هو وسيلة هذا الإدراك، إلا أن الناس ضلوا السبيل في ذلك لأنهم لم يفهموا حقيقته ولم يستعملوه في الغاية التي وضع لها من قبل (إنه أحد العلوم التي نبحث عنها، والتي تقود طبعاً إلى التفكير، ويظهر أن لا أحد يستعمله استعمالاً صحيحاً كأداة تقودنا للوجود الحقيقي) .

ويظهر لنا من هذا القول أن الناس لم يكونوا يستخدمون هذا العلم إلا لأغراضهم الجارية ومصالحهم الفردية وعلاقاتهم الاجتماعية.

وينبهنا أفلاطون لذلك داعياً أن ننبذ جانباً ما اعتاده الناس، لنصلح ما اعوج من الغايات المثلى والحقائق الصحيحة. يقول لنا: (بشرط أن يطلب حباً بالمعرفة لا لأغراض تجارية) .

وهذا العلم برغم أنه أول العلوم التي تعلم، إلا أن أفلاطون يعترف بمشقته وصعوبته (إنك قلما تجد علماً يكلف طالبه مشقة وعناء كالحساب) .

والدرس الثاني الذي يجب أن يعلم في هذه المرحلة هو درس الهندسة، والهندسة بحد ذاتها لا تهمنا إلا إذا كانت تقودنا إلى التفكير بالوجود الحقيقي كما رأينا في درس الحساب من قبل، فنحن لا ندرس الهندسة لأنها تفيدنا في قياس المساحات والأراضي وفي تخطيطها وتقسيمها، كلا؛ إنها تستهدف دوماً حقيقة عليا، وتقودنا معها إلى هذه الحقيقة. (فتهمنا الهندسة إذا كانت تصرف النفس إلى التفكير بالوجود الحقيقي) .

وتقسم الهندسة إلى أقسام متعددة، فهناك الهندسة الثنائية الأبعاد (المسطحة) والهندسة الثلاثية الأبعاد (المجسمة)... ولكل من هذه الأقسام مرحلة تناسبه من عمر الطفل واستعداده العقلي.

والدرس الثالث والأخير الذي نعلمه في هذه المرحلة هو علم الفلك، والغاية من هذا الدرس إعطاء الطالب فكرة عامة عن الوجود والكون وطبيعتهما، وكذلك معرفة الأيام والأسابيع والشهور والفصول والسنين معرفة تامة، وهذه المعرفة ضرورية ليس للزارع والملاح فحسب بل إنها ضرورية للجندي والقائد... على حد المساواة.

هذه العلوم الثلاثة هي التي يجب أن نغذي بها عقول الطلاب في هذه المرحلة، لكن يجب أن نوحد بينها لتكون وحدة كاملة. إذ لا بد من سلسلة تنظم هذه العلوم وهي وحدها كفيلة بأن تجعلها كالعروة التي لا تنفصم. (هكذا يشرع المرء بمساعدة المنطق ناشداً كل أنواع اليقين بفعل الذهن البسيط) .

إن المنطق هو الذي يتوج هامة العلوم الثلاثة، وهو وحده يجعل النفس كاملة بعض الكمال على أننا يجب أن ننتبه إلى أن المنطق خطر جداً على الأحداث الذين لم تكمل بعد محاكماتهم العقلية. (إن المنطق رأس زاوية في صرح العلوم، وأنه من الخطأ وضع أي علم آخر فوقه لأن سلسلة البناء قد فتحت به) .

كل هذه المبادئ التربوية التي رأيناها خلال المرحلتين السالفتين، لا يمكننا أن نفرضها فرضاً على الفرد، فإجبار الفرد على القيام بالأعمال الجسدية لا يؤثر إلا في الجسد، وإرغام الطفل على الحفظ والتعلم لا يفيده شيئاً بأية حال من الأحوال. يقول أفلاطون: (لا يجوز أن يمزج تهذيب الحر بشيء من ملابسات الاستعباد، لأن إرغام الجسد على الأعمال الجسدية لا يحدث تأثيراً إلا في الجسد. أما في أمر العقل فلا يتأصل علم في الذاكرة إذا أتاه بطريق الإرغام) .

تعتبر هذه المرحلة مرحلة التعليم الثانوي، ولا يمكن أن ينتقل الشاب للمرحلة التي تليها إلا إذا اجتاز فحصاً خاصاً. والذي يرسب في هذا الفحص، يحرم عليه متابعة الدراسة بل يضاف إلى طبقة الجنود. أما الناجح فيمكن أن يكون في عداد الفائزين المرشحين للدراسة في الحلقة العليا. (ويجب جمع العلوم المختارة التي حصلوها في صباهم في امتحان واحد ليتبينوا العلاقات المتبادلة بينها وليعرفوا طبيعة الوجود الحقيقي) .

ولا يجوز أن يتقدم لهذا الفحص إلا من بلغ العشرين من عمره، فهو لا يسمح أن يتقدم للفحص من نقصت سنه أو زادت عن هذا الحد.

/ 136