بين الموشح والقد - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بين الموشح والقد

حول موضوعة الموشح والقد، وارتباطهما بالشعر تاريخياً والإمكانية المطروحة من خلالهما للتطور الفني واللغوي وعلاقتهما الاجتماعية خلال القرنين الماضيين، وما أعطاه الشعراء المجددون: النابلسي، الجنيدي واليافي، والمحمودي لهذا الموضوع.

في هذا السؤال الذي طرحته ما يؤكد ما قلناه من آراء في الأسطورة والخرافة اللتين تطلقان باسم الانحطاط، وهذا وحده تضيق به هذه الزاوية من المقالة لأهميته، فكل سؤال يطرح هو موضوع كتاب مستقل، وما لا يدرك كله لا يترك جله، بل بعضه.

كنت نشرت مقالة صغيرة في مجلة "العربي" منذ عامين، وقد نبهت المحافل الأدبية إلى أهمية القدود إذ كانت مجهولة من معظم المفكرين إلا بعض الذين كانت لهم علاقة بالعصر خاصة منهم الموسيقيون.

لن أتحدث عن معنى القدود، وإنما أحب أعرفها بالتحدث عن الموشحات الأندلسية فقد انتقلت إلى بلاد المشرق وغدت منهجاً محدثاً استعاض به الشعراء عن الشعر العمودي، باتخاذها مجالاً للنظم في أغراض الشعر المختلفة، لكن هذا المنهج الذي طرقه ابن سناء الملك في كتابه "دار الطراز" في عمل الموشحات لم يكتب لـه التوجه الذي أراده لـه مؤلفه. فقد اتخذت فيه الموشحات طريقاً جديداً حين تبنى المتصوفة النظم فيها للتعبير عن مواجدهم الصوفية وأحوالهم الذاتية واستخدموا لأجل ذلك الألحان الإيقاعية الشرقية التراثية فكان لكل مقطوعة وزنها العروضي ولحنها الإيقاعي الخاص مما يعرفه الناس في الغناء الشعبي ولا يخلو موشح قدي من الإشارة في أعلاه إلى اللحن الذي يغنّى به، وهذا مما لم يعرف في الشعر العربي كله البتة، ومن هذا المنطلق فإن القدود إبداع عربي شرقي أصيل اعتمد على الموشح في الوجود، ولكنه شب عن الطوق، وبلغ قمة نضجه الفني على يد بعض المتصوفة الذين خلفوا ابن عربي، وتأثرت به الترانيم الكنسية.

ولا يمكن أن نعد ابن عربي من شعراء القدود، ذلك أن موشحاته احتفظت بمنهجها الأندلسي لكنه نقلها من الوصف والطبيعة والحب إلى التصوف والحب الإلهي ووحدة الوجود والوحدة المطلقة...

والملاحظ من خلال اطلاعي التخصصي على شعراء المتصوفة في العصر العثماني أن القدود مرت بأربع مراحل:

مرحلة النشأة، وكان للشاعر عبد الغني النابلسي الفضل في اكتمالها الفني والمنهجي، بالاعتماد على الإيقاع العروضي والإيقاع الغنائي، وهذا مثبت في ديوانه، فبلغت قدوده ثمانية وستين وهذا مما لم نعرف عنه مثيلاً من قبل وهذه القدود موجودة في ديوانه المعروف "ديوان الحقائق ومجموع الرقائق" ويكفي أن نشير إلى "الرقائق" وحدها لندرك أهميتها في نشأة القدود وصفاتها وعلاقتها بالسماع وهو منهج نابلسي، وقد دافع مريده قطب العصر الشيخ عمر اليافي، فوضع كتاباً بعنوان "قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع".

هكذا يغدو السماع عنصر أساسياً في فن تطور القدود فيفكر من أجله النابلسي، فيصبح عددها مائة في ديوانه وليست القضية في الزيادة العددية وإنما نلاحظ اعتماده على الانسجام والتكرار، بالإضافة إلى السماع، ويأتي بعد هذين القطبين الكبيرين شمس الشعراء الشيخ أمين الجندي الحمصي فيكتمل نضجها الفني على يديه، ويرتفع عددها إلى مئة وثمانين قداً، وهو الذي سماها باسم القدود في ديوانه، وهو الباب الثالث "في القدود اللطيفة والأناشيد الظريفة".

ويحرص المتصوفة على إنشاد قدود هؤلاء الأقطاب: النابلسي واليافي والجندي وكان لشيخ اللاذقية العلاّمة عبد الرحمن المحمودي، الفضل في التجديد في القدود في العصر الحديث فقد خصها بباب مستقل، كما هو الحال عند سابقه الجندي.

تلك رحلة القدود في القرنين الماضيين في العصر العثماني وهذا يؤكد ما قلناه من قبل: هو أن الإبداع قد تفجر في عصر الانحطاط.

كان فيه انحطاط سياسي لكنه كان عصر الإبداع العربي في تميز المنهج التراثي السابق.

ولكنه ضمن حدوده الكبرى فهو يجمع بين الأصالة التراثية والحداثة الإبداعية.

/ 136