أيها الحفل الكريم - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أيها الحفل الكريم

لا أخفيكم أن سعادة وارفة غمرتني، حينما كُلفت من قبل الزملاء بمهمة التحدث في هذه المناسبة الطيبة. وشعرت أن الفرصة جاءتني منقادة لأفي أستاذي الدكتور عمر بعض حقه علي، ولأعيد دفق النبض إلى فترة سالفة كنت أشعر فيها أني أسكب الطيب في قارورة الحياة.

بعد انقطاع عن الدراسة دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً، انشغلت خلالها بالبيت والأولاد، عدت إلى قسم اللغة العربية في جامعة دمشق لأنهي ما بدأته قبل سنوات طويلة.

وصادف أن أستاذي في مادة الأدب المملوكي كان الدكتور عمر موسى باشا، الذي بعلمه وتواضعه وتهذيبه وحبه للموضوع الذي يدرسه، حرضني على حضور جميع المحاضرات رغم التزاماتي الأسرية. وتقديراً منه لمواظبتي ومشاركتي، صار يخاطبني بعبارة: صديقتنا جمانة.

وبناء على هذه العلاقة الودية بين الأستاذ والطالبة، لم أتعجل تحضير كلمتي لتصوري أنني أعرف الدكتور عمر معرفة جيدة ولا يعوزني للكتابة أكثر من وقت قصير. لكنني عندما بدأت، وجدت أن القلم يجافيني والفكر يقصر عن تلمس المطلوب في مثل هذه المناسبات. فالكتابة عن الأعلام تبقى في حيز المقاربات، ولن ترقى إلى الشمولية المبتغاة.

لقد تعرض عمر موسى باشا في مطلع شبابه لغواية الشعر الذي هو التربة المشتركة للأدب. وأنتج محاولة شعرية مبكرة عنوانها (عذارى)، لم تسفر عن قبول يشجعه على الاستمرار في قرض الشعر، فتحول عنه نهائياً.

في عام 1953 ابتدأ حياته العملية مدرساً مدة عامين في ثانوية السويداء، لينتقل بعدها إلى حماة، ومنها إلى القاهرة لينهي فيها تحصيله العالي ويعود في عام 1965 مدرساً في كلية الآداب بجامعة دمشق، ليصل بعد سنوات إلى مرتبة أستاذ فيها لمادة الأدب المملوكي. وهنا لا بد لي من التنويه بالخطوة الرائدة التي قام بها الدكتور عمر بإطلاقه تسمية الأدب المملوكي على ما كان يسمى بأدب عصر الانحطاط، وإعادة الاعتبار لعصر حفل بكبار الموسوعيين.

دافع عمر موسى باشا عن فكرته بيقين وشجاعة، لافتاً النظر إلى أنه من العسف إطلاق صفة الانحطاط على عصر قدم لنا عدداً من فحول الشعراء وعلماء اللغة والموسوعيين مثل ابن الأثير والقلقشندي وابن نباتة وسواهم، أثروا المكتبة العربية والإنسانية بأعمال موسوعية أدبية وتراثية ولغوية حفظت تاريخ العرب ولغتهم. واعتبر موسى باشا أن المفهوم الفني للأدب ليس هو السبيل الوحيد لإعطاء العصر مفهومه الدقيق، وإن نبت هذا الأدب في مرحلة كانت الأمة فيها تعاني من التشتت والتقهقر السياسي والتخلف الاجتماعي والانحطاط.

إن من يطلع على سجل النشاطات العلمية والإدارية والأكاديمية التي قام بها عمر موسى باشا، لا يملك نفسه من الدهشة. فلديه عشرات الكتب المؤلفة والمحققة والدراسات التي توشي المشهد الثقافي الأدبي وتحمل عراقة التراث وأصالة الفكر.

من المؤلفات على سبيل المثال: ابن نباتة المصري، والأدب في بلاد الشام من العصر الإسلامي وحتى نهاية العصر العباسي، وتاريخ الأدب العربي في العصر المملوكي، وغيرها.

ومن المخطوطات المحققة: آداب المؤاكلة، وآداب العشرة، والزبدة في شرح البردة، وجميعها من تأليف بدر الدين الغزي.

لقد ساهم الدكتور عمر بخبرته العلمية، في عدد من المؤسسات بصفة عضو أو مشرف أو مستشار. فهو عضو في اتحاد الكتاب العرب منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وفي المجمع العلمي بدمشق وجمعية ابن رشد للدراسات العربية بباريس، وعضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق. ومستشار في الاتحاد العالمي للمؤلفين باللغة العربية بباريس، وأستاذ مشرف في أكاديمية أوكسفورد للدراسات العالية قسم الدراسات العربية والإسلامية. وشغل مناصب إدارية، منها: رئيس قسم اللغة العربية مدة تقارب خمسة عشر عاماً، ورئيس قسم الصحافة والمكتبات، ومقرر جمعية البحوث والدراسات، ورئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.

وشارك في مؤتمرات ومنتديات وندوات في أكثر من مكان في العالم. وأشرف وما يزال يشرف على رسائل جامعية لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي في جامعة دمشق.

إن كل ما ذكرته عن أعمال ومناقب الدكتور عمر موسى باشا ليس سوى غيض من فيض، لكن ضيق الوقت لا يسمح لي بأكثر من ذلك، خاصة وأن الزملاء الأكارم سوف يتتبعون عطاءه العلمي بمزيد من التأني والتحليل.

ولا بد لي في الختام من أن أشدَّ على يديّ أستاذي العزيز مهنئة مباركة في هذا اليوم المشهود. سائلة الله أن يمد بعمره ويحفظه بصحة جيدة لأهله وأصدقائه وطلابه، إنه من وراء القصد.

أحييكم، والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله.

/ 136