المرحلة الثانية - ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المرحلة الثانية

تبتدئ منذ الولادة وتمتد حتى العاشرة من العمر، وهنا لا بد أن نذكر أن أفلاطون كان يقترح شيوعية النساء في مدينته الفاضلة، وبالتالي شيوعية في الأولاد (وكذلك أولادهم يكونون مشاعاً، فلا يعرف والد ولده ولا ولد والده) وهذا الشيوع يحدده لنا أفلاطون في العلاقات الجنسية -كما رأينا- وفي الزواج وفي انتشار النوع لأنه يعتقد (أن شيوعية نساء الحكام هي خير الدولة الأعظم) .

ولهذا السبب كان لا بد من إلقاء تبعات التربية كلها على الدولة في كل مراحلها. فكيف يمكن للدولة أن تقوم بهذا الواجب الملقى على عاتقها على الوجه الأكمل؟

يحل لنا أفلاطون هذه المشكلة وذلك بأن تنشأ هيئة من الموظفين المختصين من الرجال أو من النساء أو من كليهما، وهذه الهيئة لها الحق في استلام كل المواليد الذين هم ثمرة الحياة الاجتماعية المشتركة، ثم يرسلون إلى أماكن خاصة للتربية دون التمييز بين ابن جندي أو فلاح أو صانع أو حكيم... ما عدا العبد طبعاً. وهناك في هذه الأماكن الخاصة يقوم بأعباء التربية مربيات وخادمات، يسهرن على راحتهم. والمرضعات من المربيات لهن نظام خاص لإرضاع الأطفال، في أوقات معينة وبكميات محددة. ويسمح أفلاطون باستدعاء أمهات الأطفال حين تفيض أثداؤهن، أو حين يفيض حليب المرضعات، على أنه في هذه الحال يجب أن تتخذ كل الاحتياطات الممكنة لئلا تعرف أم طفلها. هذه التربية الخاصة والعناية الجيدة لا تشمل إلا الأطفال الكاملين والصحيحين. أما الأطفال المشوهون أو المرضى -فكما رأينا- يوضعون في أماكن مجهولة أو يتركون بدون عناية حتى يموتوا. وقد اتبع هذه الطريقة بعد عصر أفلاطون وفي العصور المتأخرة بعض الشعوب كالشعب الروماني...

إن لمرحلة المهد وما بعدها قيمة عظمى لأنه يتوقف عليها بناء مجتمع الغد، ويعترف أفلاطون بأهمية ذلك قائلاً: (تربية الأطفال بين المهد والمدرسة هي أعسر أوقات الحياة وأوفرها مشقة) . وليس المهد وحده هو المهم في هذه المرحلة، فلدينا المدرسة أيضاً. ما هي هذه المدرسة أو هذه المدارس إن صح التعميم؟ هذه المدارس هي عبارة عن ملاعب تقام فيها الألعاب المقررة التي وضعت خصيصاً لهؤلاء الأطفال. والتمرين الرياضي الخاص يستمر مرحلة لا تزيد عن سنتين أو ثلاث، أما التمرين الرياضي العام فيستمر -كما رأينا في بحث التربية الجسمية- مدى الحياة. هذا ويجب أن تقرن هذه التمارين بالموسيقى كما رأينا أيضاً بالتفصيل، وهذه المرحلة الرياضية الخاصة غايتها اختبار كل فرد ومعرفة سجيته الحقيقية. يقول أفلاطون:

(والقصد من ذلك تأهيل كل فرد من سكان المدينة لممارسة الفن الذي أهَّلته الفطرة له، فيتمكن من إنجاز عمله ولا يكون متعدد الذاتية بل إنساناً واحداً) . على أن الشعر والأخلاق يجب أن يضافا إلى الموسيقى والرياضة.

فالشعر في هذه المرحلة ضروري في نظر أفلاطون، ولما كان الشعر يحتوي على الغث والثمين، لذلك وجب علينا أن نطلب إلى الشعراء أن ينظموا في أغراض أخلاقية غايتها توجيه النشء وجهة أخلاقية صحيحة لأن الشعر هو أحسن أداة -كما يظهر- لتعليم الأطفال اللغة والقصص والأساطير الجميلة. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن الشعر يوجَّه لتخليد ذكرى العباقرة والأبطال. على ألا يرفعهم الشعراء إلى مصاف الآلهة (وأن يعرضوا عن تعليم أولادنا أن الآلهة ولدت الشرور وأن الأبطال ليسوا أفضل الناس) . ويطلب أفلاطون منهم حذف كل الأسماء المرجفة، وحتى الألفاظ التي صيغت بهذا القالب لأنها قد تروعهم وقد تفسد مزاجهم.

وأكثر ما يراعى ذلك في انتقاء الكتب الخاصة والقصص المحببة خصيصاً للأطفال، وذلك بعد تشذيبها، سعياً وراء هدفين: أولهما أن تكون موافقة لسنهم، وثانيهما لنبعدهم عن كل ما يؤثر على حياة الطفل في هذه المرحلة من الطفولة التي قد تتأثر لأقل شيء. وفي هذا دليل على أن أفلاطون انتبه إلى أدق هذه الأشياء التي هي من صميم التربية الحديثة منذ أقدم العصور فيخاطب الشعراء قائلاً: (يجب أن يعرف مؤسسو الدولة الصيغة التي يجب على الشعراء أن يصوغوا بها أساطيرهم ويحظر عليهم تجاوز حدودها) .

أما القصص والأساطير غير الشعرية فيطلب إلينا أفلاطون أن نسيطر على ملفقيها وذلك بحملهم على كتابة نوع خاص يتمشى مع أهداف التربية التي توافق إنشاء المدينة السعيدة.

ولا يقف أفلاطون عند هذا بل يضع لنا الخطة التي يجب أن نسلكها في تلاوة الأساطير الشعرية المنتقاة، والقصص الخرافية المفضلة، ويعين لنا هؤلاء الذين يجب أن ننتقيهم من ذوي الكفاءة والمواهب.

الأساطير على اختلاف أنواعها يجب أن تسبق التمرين الرياضي كما ذكرنا، ونقطة الابتداء على جانب كبير من الخطورة، لأنه إذا كان البدء غير صالح، يؤدي حتماً إلى نتائج عقيمة ووخيمة بآن واحد.

إن الحداثة والليونة التي نجدها في عصر الطفولة، تجعل الأطفال يتكيفون كصفحة التصوير بالعوامل الخارجية التي تؤثر بها أول مرة.

(إن البداءة في كل شيء هي على أعظم جانب من الخطورة ولا سيما فيما هو متصف بالحداثة واللين لكونه في أوفق الأوقات لسهولة طبع ما يراد طبعه عليه) فالبداءة بالقصص... هي فاتحة تعليم الأطفال. وقد يكون الدافع إلى ذلك هو أن أفلاطون شعر ولاحظ بتلك الحاسة التي تكون نامية عند الطفل في أول مراحل الطفولة وهي كثرة الأسئلة، فللوفاء بحاجات مثل ذلك الفضول العقلي يقترح أفلاطون ذلك النوع من القصص الوهمية ذات المغزى الحقيقي (إننا نبدأ بالقصص الوهمية في تعليم الأطفال، ويقال إجمالاً في هذا النوع من القصص أنه وهمي لكن مغزاه حقيقي، فنلقن الأحداث الأساطير قبلما نمرنهم على الرياضة) . والقصص بنظره نوعان حقيقية ووهمية، ومن المناسب أن نبدأ بالوهمية، لأن هذه هي التي يمكن أن تشبع نهم الطفل من الناحية الفكرية.

إن الذين يقع على عاتقهم هذا الواجب الهام هم المراضع والأمهات اللاتي لا يعرفن أبناءهم وذلك بتسليتهم وقص أجمل القصص وأبعدها عن الفساد والضلال، والغاية من ذلك (أن يكيفن بها عقولهم أكثر مما يكيفن أجسادهم بأيديهن) هذه القصص الوهمية والأساطير التي يعشقها الأطفال غايتها كلها حفظ النفس من الفساد، وبعث الفضيلة فيهم وهي طريق غير مباشرة للتربية الأخلاقية في المستقبل.

وفي هذه المرحلة يجب أن نقتصر على بعض المبادئ الأخلاقية القويمة، التي من شأنها أن تغرس في قلبه منذ عهوده الأولى، حب الله فاطر السموات والأرض، وتنزيهه عن كل شيء (يوصف الله في كل حال على ما هو في ذاته سواء أكان ذلك بطريق الشعر القصصي أو الغنائي أو الروائي) .

وبالإضافة إلى هذه المبادئ الدينية نقدم لهم بعض المبادئ الأخرى الاجتماعية التي يجب أن يرعاها من احترام واحتشام... مما سنشرحه بالتفصيل في المرحلة الثالثة.

/ 136