لحدي ، و تسمع الناس عني ، و تبين لهم ما يختلفون فيه من بعدي ( 1 ) .23 - و ذكر أيضا حديثا أسنده إلى ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه و آله قال لام سلمة : اسمعي و اشهدي ، هذا علي بن أبي طالب ، أمير المؤمنين ، و سيد الوصيين ( 2 ) .24 - و روى أيضا حديثا مسندا إلى معاوية بن ثعلبة قال : قيل لابي ذر ( رض ) : أوص .قال : أوصيت .قيل : إلى من ؟ قال : إلى أمير المؤمنين عليه السلام .قيل : عثمان ؟ قال : لا ، و لكنه ( 3 ) أمير المؤمنين حقا علي بن أبي طالب عليه السلام ، إنه لرب هذه الارض و رب هذه الامة ، لو قد فقدتموه لانكرتم ( 4 ) الارض و من عليها ( 5 ) .25 - و روى أيضا حديثا مسندا عن بريدة بن خضيب الاسلمي - و هو مشهور بين العلماء - ( قال : إن رسول الله ) صلى الله عليه و آله و سلم ( 6 ) أمرني و أنا ( 7 ) سابع سبعة ، فيهم أبو بكر و عمر - و طلحة ، و الزبير .فقال : سلموا على علي بإمرة المؤمنين .فسلمنا عليه بذلك و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حي بين أظهرنا ( 8 ) .26 - و في تفسير مجاهد من طريق العامة قال : ما في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) ( 9 ) إلا و لعلي عليه السلام سابقة في ذلك ، لانه عليه السلام سبقهم إلى الاسلام ، فسماه الله سبحانه في ( تسع و ثمانين ) موضعا أمير المؤمنين ، و سيد المخاطبين إلى يوم الدين ( 10 ) .هامش ص 182 .1 ) الارشاد للمفيد : 30 و عنه البحار : 37 / 330 ح 69 ، و أخرجه في البحار : 40 / 16 .ح 32 عن كشف اليقين : 35 .2 ) الارشاد : 31 و عنه البحار : 37 / 330 ح 67 و عن مناقب ابن شهر اشوب : 2 / 253 .3 ) في الارشاد : و لكن إلى ، و فى البحار : و لكن .4 ) في نسخة ( م ) لانكرتكم ، و فى البحار : لانكرتموا .5 ) الارشاد : 31 و عنه البحار : 37 / 331 ح 68 .6 ) في نسخة ( م ) قال : قال رسول الله ، و فى نسخة ( ب ) قال : قال : ان رسول الله .7 ) في نسخة ( ب ) في .8 ) الارشاد : 31 و عنه مدينة المعاجز : 8 و إثبات الهداة : 3 / 562 ح 637 .9 ) المائدة : 1 .10 ) مناقب ابن شهر اشوب : 2 / 252 و عنه البحار : 37 / 333 .
(183)
الاية 48 و 49 و 69
27 - و روى الحسين بن جبير ( ره ) صاحب كتاب ( النجب ) ( 1 ) في كتابه حديثا مسندا إلى الباقر عليه السلام قال : سئل الباقر عليه السلام عن قوله تعالى : ( فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ) ( 2 ) من هؤلاء ؟ فقال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله لما أسرى بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل عليه السلام و أقام ، و جمع النبيين و الصديقين و الشهداء و الملائكة و تقدمت و صليت بهم ، فلما انصرفت قال جبرئيل : قل لهم بم يشهدون ؟ قالوا : نشهد : أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، و أن عليا أمير المؤمنين ( 3 ) .28 - و روى أخطب خوارزم حديثا مسندا ، يرفعه إلى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله في بيته ، فغدا عليه علي بن أبي طالب بالغداة ، و كان يحب أن لا يسبقه إليه أحد ، فدخل .فإذا النبي صلى الله عليه و آله في صحن الدار ، و إذا رأسه في حجر دحية الكلبي .فقال : السلام عليك ، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال له دحية : و عليك السلام أصبح بخير يا أخا رسول الله ، فقال له علي : جزاك الله عنا أهل البيت خيرا ، فقال له دحية : إني احبك ( 4 ) و إن لك عندي مدحة أزفها إليك : أنت أمير المؤمنين ، و قائد الغر المحجلين ، و أنت سيد ولد آدم ماخلا النبيين و المرسلين لواء الحمد بيدك يوم القيامة ، تزف أنت و شيعتك مع محمد و حزبه إلى الجنان ( 5 ) و قد أفلح من تولاك ، و خسر من تخلاك ( 6 ) ، محبوا محمد محبوك ، و [ مبغضوا محمد ]مبغضوك ، لن تنالهم شفاعة محمد صلى الله عليه و آله ، ادن مني يا صفوة الله ، و خذ رأس ابن عمك ، فأنت أحق به مني ، فأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه و آله فانتبه ، و قال : ما هذه الهمهمة ؟ فأخبره الخبر ، فقال : لم يكن دحية و إنما كان هامش ص 183 .1 ) في البحار : البحث .2 ) يونس : 94 .3 ) عن البحار : 37 / 337 ح 82 و أخرجه في البرهان : 2 / 189 ح 6 عن مناقب ابن شهر اشوب ، و رواه فرات في تفسيره : 61 .4 ) في نسخة ( م ) آخيتك .5 ) في المصدر : إلى الجنة زفا زفا ، بدل : إلى الجنان .6 ) في المصدر : و خاب و خسر من عاداك ، بدل : و خسر من تخلاك .
(184)
الاية 128
جبرئيل ( 1 ) سماك بإسم سماك الله به ، و هو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ، و رهبتك في صدور الكافرين ( 2 ) .29 - و روى الشيخ الفقية محمد بن جعفر ( ره ) حديثا مسندا ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : يا علي طوبى لمن أحبك ، و ويل لمن أبغضك و كذب بك .يا علي أنت العلم لهذه الامة ، من أحبك فاز ، و من أبغضك هاك .يا علي أنا المدينة و أنت الباب .يا علي أنت أمير المؤمنين ، و قائد الغر المحجلين .يا علي ذكرك في التوراة ، و ذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ، و كذلك ذكرهم في الانجيل ، و ما أعطاك الله من علم الكتاب ، فان أهل الانجيل يعظمون عليا ( 3 ) و شيعته ، و ما يعرفونهم ، و أنت و شيعتك مذكورون في كتبهم .يا علي خبر أصحابك : أن ذكرهم في السماء أفضل و أعظم من ذكرهم في الارض .فليفرحوا بذلك و يزدادوا اجتهادا ، فان شيعتك على منهاج الحق و الاستقامة ، الحديث ( 4 ) .30 - و في كتاب حلية الاولياء لابي نعيم من الجمهور ، روى حديثا يرفعه إلى أنس بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه و آله : يا أنس أسكب لي وضوء .فتوضأ ثم صلى ركعتين .ثم قال : يا أنس بدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين ، و خاتم الوصيين .هامش ص 184 .1 ) في المصدر فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره و ذهب فرفع رسول الله رأسه فقال : ما هذه الهمهمه ؟ فأخبره على عليه السلام فقال : يا علي ليس هو دحية هو جبرئيل .2 ) منا قبل الخوارزمى : 231 ، و أخرجه في البحار : 37 / 296 ح 12 عن كشف اليقين : 24 و فى ص 165 ب 24 عن الخوارزمى و رواه الخزاعي في أربعينه : 35 ح 8 و فى آخره هكذا : و مصداقه قوله تعالى : ( ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) .3 ) في نسخة ( م ) اليا ، و فى البحار : الياء .4 ) عنه البحار : 37 / 338 .
(185)
الاية 156 و 157
قال أنس : فقلت : أللهم اجعله رجلا من الانصار .و كتمته ، إذ جاء علي عليه السلام ، فقال : من هذا يا أنس ؟ قلت : علي .فقام مستبشرا فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، و يمسح عرق علي بوجهه ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعته بي قبل .قال : و ما يمنعني و أنت تؤدي عني ، و تسمعهم صوتي و تبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ( 1 ) .31 - و روى الشيخ الفقية محمد بن جعفر ( ره ) حديثا مسندا إلى أنس بن مالك و عبد الله بن عباس قال : قالا جميعا : كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه و آله إذ جاء علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : السلام عليك يا رسول الله .فقال : و عليك السلام ، يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته .فقال علي : و أنت حي يا رسول الله ؟ فقال : نعم و أنا حي ، إنك يا علي مررت بنا أمس يومنا ، و أنا و جبرئيل في حديث و لم تسلم ، فقال جبرئيل : ما بال أمير المؤمنين مر بنا و لم يسلم ؟ أما و الله لو سلم ( لسررنا ) ( 2 ) و رددنا عليه .فقال علي عليه السلام : يا رسول الله رأيتك أنت و دحية قد استخليتما في حديث فكرهت أن أقطعه عليكما .فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم : إنه لم يكن دحية ، و إنما كان جبرئيل عليه السلام فقلت : يا جبرئيل كيف سميته أمير المؤمنين ؟ فقال : إن الله عز و جل أوحى إلى في غزاة بدر : أن اهبط إلى محمد فأمره ( 3 ) أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يجول بين الصفين ، فان الملائكة يحبون أن ينظروا إليه و هو يجول بين الصفين فسماه الله في السماء أمير المؤمنين .فأنت يا علي أمير من في السماء ، و أمير من في الارض ، و أمير من مضى ، و أمير من بقي ، و لا أمير قبلك و لا أمير بعدك ، إنه لا يجوز أن هامش ص 185 .1 ) حلية الاولياء : 1 / 63 ، و أخرجه في البحار : 37 / 300 ح 21 عن كشف اليقين : 31 و 92 باسناده عن أبى نعيم و عن كتاب حلية الاولياء ، و فى البحار : 38 / 127 ح 78 عن تفسير العياشي : 2 / 262 ح 39 و البرهان : 2 / 374 ح 1 ، و رواه الخوارزمى في مناقبه : 42 .2 ) في نسخة ( ب ) سررنا .3 ) في نسختى ( ج ، م ) فمره .
(186)
الاية 172
يسمى بهذا الاسلم من لم يسمه الله تعالى به ( 1 ) .32 - و روى الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) عن محمد بن يحيى ، عن جعفر ابن محمد باسناده إلى عمر بن زاهر ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : و قد سأله رجل عن القائم عليه السلام يسلم عليه بامرة المؤمنين ؟ قال : لا ، ذاك إسم سمى الله به أمير المؤمنين ، و لم يتسم ( 2 ) به أحد قبله ، و لا يتسمى به بعده إلا كافر .قال : قلت : فكيف يسلم على القائم ؟ قال : يقول : السلام عليك يا بقية الله .ثم قرأ ( بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ) ( 3 ) 33 - و روى أيضا عن سهل بن زياد باسناده ، عن سنان بن طريق ، عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال : إنا أهل بيت نوه الله بأسمائنا [ أنه ]لما خلق السماوات و الارض أمر مناديا ينادي : أشهد أن لا إله إلا الله - ثلاثا - أشهد أن محمدا رسول الله - ثلاثا - أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا - ثلاثا - ( 4 ) .34 - و روى الكراجكي ( ره ) في كنز الفوائد حديثا مسندا إلى ابن عباس .قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : والدي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا ما استقر الكرسي و العرش و لا دار الفلك و لا قامت السماوات و الارض إلا بأن كتب عليها : ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي أمير المؤمنين ) : إن الله تعالى لما عرج بي إلى السماء و اختصني بلطيف ندائه .قال : يا محمد ! قلت : لبيك ربي و سعديك .هامش ص 186 .1 ) أخرجه في البحار : 37 / 307 ح 39 عن كشف اليقين : 58 و المناقب لا بن شهر اشوب : 2 / 253 عن ابن عباس .2 ) في الكافى : لم يسم .3 ) الكافى : 1 / 411 ح 2 و فيه : فكيف يسلمون عليه ، و عنه الوسائل : 10 / 470 ح 2 و نور الثقلين : 2 / 390 ح 190 و الاية من سورة هود : 86 .4 ) الكافى : 1 / 441 ح 78 ، و رواه الصدوق في أمالية : 483 ح 4 و عنه البحار : 37 / 295 ح 10 .
(187)
قال : أنا المحمود و أنت محمد ، شققت إسمك من إسمي ، و فضلتك على جميع بريتي ، فانصب أخاك عليا علما لعبادي ، يهديهم إلى ديني ، يا محمد إني قد جعلت عليا أمير المؤمنين ، فمن تأمر عليه ، فعنته ، و من خالفه عذبته ، و من أطاعه ، قربته .يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين ، فمن تقدم عليه ، أخرته ، و من عصاه أسحقته ، إن عليا سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين و حجتي على الخلائق أجمعين ( 1 ) .تنبيه على أن أمير المؤمنين أفضل النبيين و المرسلين ، حيث ثبت - من طريق المؤالف و المخالف - أن الله سبحانه سماه أمير المؤمنين و أمره على ذرية آدم ، و هم ذر ، و أقروا له بذلك ، و الامير أفضل من المؤمر عليه ، و أن اللام في المؤمنين للاستغراق فيعم جميع المؤمنين ، و من جملتهم الانبياء و المرسلون ، لقوله تعالى في سورة الصافات عن نوح عليه السلام ( إنه من عبادنا المؤمنين ) ( 2 ) .و عن إبراهيم ( إنه من عبادنا المؤمنين ) ( 3 ) .و عن موسى و هارون عليهما السلام ( إنهما من عبادنا المؤمنين ) ( 4 ) .و عن إلياس ( إنه من عبادنا المؤمنين ) ( 5 ) .فهؤلاء خمسة من الانبياء و المرسلين ، منهم ثلاثة ، أولوا العزم ( نوح و إبراهيم و موسى ) .و منهم : هارون و إلياس ، أنبياء مرسلون ، فيكون أمير المؤمنين أفضل منهم ، لان الامير أفضل من المؤمر عليه .35 - يؤيد ذلك : قول النبي صلى الله عليه و آله و قد سأله أمير المؤمنين - في حديث طويل - : فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ هامش ص 187 .1 ) عنه البحار : 37 / 338 ، و أخرجه في البحار : 27 / 168 وج 38 / 121 ح 69 عن كشف اليقين : 57 و رواه في إيضاح دفائن النواصب : 16 ، منقبة 24 ، و عنه في مدينة المعاجز : 157 و لم نجد الحديث عن الكنز .2 ) سورة نوح : 81 .3 ) سورة نوح : 111 .4 ) سورة نوح : 122 .5 ) سورة نوح : 132 .
(188)
فقال : يا علي إن الله فضل أنبياءه المرسلين على الملائكة المقربين ، و فضلني على جميع النبيين و المرسلين ، و الفضل بعدي لك يا علي ، و للائمة من بعدك ( 1 ) .و هذه البعدية معنوية .أي رتبة الفضل التي خصني الله بها ليست لاحد إلا لك و للائمة من بعدك .و الدليل على ( أنه و الائمة ) أفضل منهم : ما جاء في الدعاء و هو : سبحان من استعبد أهل السماوات و الارضين بولاية محمد و آل محمد و شيعتهم .سبحان من خلق الجنة لمحمد و آل محمد .سبحان من يورثها محمدا و آل محمد و شيعتهم .سبحان من خلق النار من أجل أعداء محمد و آل محمد .سبحان من يملكها محمدا و آل محمد [ و شيعتهم ]( 2 ) .سبحان من خلق الدنيا و الآخرة ، و ما سكن في الليل و النهار ، لمحمد و آل محمد ( 3 ) .( أعلم ) أنه قد ظهر من أسرار هذا الدعاء أشياء : منها : أن المتعبد بولايته أفضل من المتعبد لولاية غيره .و منها : أن الجنة مورثة لمحمد و آل محمد و شيعتهم ، فيكون الانبياء و المرسلون من شيعتهم لقوله تعالى حكاية عن إبراهيم ( و اجعلني من ورثة جنة النعيم ) ( 4 ) فيكون محمد و آل محمد أفضل منهم .و منها : أن يكون خلق النار من أجلهم ، لانهم الذين يقسمون الجنة لاوليائهم و النار لاعدائهم ، و يعم ذلك جميعه قوله : سبحان من خلق الدنيا و الآخرة و ما سكن في الليل و النهار لمحمد و آل محمد .و الكل داخل تحت هذا العموم فيكون محمد و آل محمد أفضل الخلائق أجمعين .هامش ص 188 .1 ) أخرجه في البحار : 26 / 335 ح 1 عن كمال الدين : 254 ح 4 و عيون الاخبار : 1 / 204 ح 22 و علل الشرائع : 51 ح 1 .2 ) من التهذيب .3 ) راجع تهذيب الاحكام : 3 / 98 .4 ) سورة الشعراء : 85 .