المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل ( و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) قال : نزلت في قتل الحسين عليه السلام ( 1 ) .أي و لحق الحسين كان منصورا .المعنى : أن الحسين عليه السلام قتل مظلوما و الله تعالى قد جعل لوليه و هو القائم عليه السلام السلطان و القدرة على أعدائه إذا قام بأمر الله ، فلو قتل منهم مهما قتل لم يكن في ذلك مسرفا لانه كان منصورا من عند الله على أعدائه : 10 - كما روى الرجال الثقات : باسنادهم عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز و جل ( و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ) قال : نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل وليه أهل الارض به ما كان مسرفا و وليه القائم عليه السلام ( 2 ) .11 - ابن طاووس ( ره ) نقلا عن كتاب محمد بن العباس ( ره ) ، عن محمد ابن همام بن سهيل ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام في قول الله عز و جل ( و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا و أوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ) قال ( العهد ) ما أخذ النبي صلى الله عليه و آله على الناس في مودتنا ، و طاعة أمير المؤمنين أن يخالفوه و لا يتقدموه و لا يقطعوا رحمه ، و أعلمهم أنهم مسؤولون عنه و عن كتاب الله عز و جل ، فأما ( القسطاس ) فهو الامام ، و هو العدل من الخلق أجمعين و هو حكم الائمة ، و قال الله عز و جل : ( ذلك خير و أحسن تأويلا ) قال : هو أعرف بتأويل القرآن و ما يحكم و يقضي ( 3 ) .هامش ص 280 .1 ) أخرجه في البرهان : 2 / 418 ح 7 عن تفسير القمي ( و لم نجده فيه ) .2 ) عنه البرهان : 2 / 419 ح 14 و حلية الابرار : 2 / 678 .3 ) كشف اليقين : 88 و عنه البحار : 2 / 187 ح 1 و الحديث نقلناه من نسخة ( أ ) .
(281)
قوله تعالى : و ما جعلنا الرءيا التي أرينك إلا فتنة للناس و الشجرة الملعونة في القرءان و نخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا [ 60 ]معنى تأويله : قوله تعالى ( و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك ) : 12 - قال علي بن إبراهيم ( ره ) : كان رسول الله صلى الله عليه و آله قد رأى في نومه كأن قرودا تصعد منبره [ واحدا يصعد ( 1 ) و واحدا ينزل ]فساءه ذلك و غمه غما شديدا ( 2 ) .13 - و يؤيده : ما ذكره أبو علي الطبرسي ( ره ) قال : إن الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه و آله أنق رودا تصعد منبره و تنزل فساءه ذلك و اغتم به فلم يرضاحكا حتى مات صلى الله عليه و آله .قال : و رواه سهل بن سعيد ( 3 ) ، عن أبيه و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام ( 4 ) .و قوله ( إلا فتنة للناس ) أي امتحانا لهم و اختبارا .و قوله ( و الشجرة الملعونة في القرآن ) أي الملعون أهلها .فلما حذف المضاف استترالضمير في اسم المفعول فانث المفعول ، لما جرى ذكر الشجرة .و أهل الشجرة ( 5 ) الملعونة ، هم بنو أمية ، على ما ذكره علي بن إبراهيم ( 6 ) و ذكر أبو علي الطبرسي مثله .فعلى هذا التأويل تكون القرود التي رآها النبي بني أمية الذين علوا منبره و غيروا سنته و قتلوا ذريته .هامش ص 281 .1 ) في نسخة ( ج ) يصعده .2 ) تفسير القمي : 383 و عنه البحار : 8 / 378 ، طبع الحجر و البرهان : 2 / 425 ح 12 و ما بين المعقوفين ليس في المصدر .3 ) كذا في المجمع و البرهان و فى نسختى ( ب ، ج ) سعد ، و فى نسختى ( أ ، م ) عن سعد .4 ) مجمع البيان : 6 / 424 و عنه البرهان : 2 / 425 ح 10 .5 ) في نسخة ( م ) : و أما أهل الشجرة .6 ) تفسير القمي : 383 .
(282)
14 - لما روي عن المنهال بن عمرو قال : دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام فقلت له : كيف أصبحت يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ؟ قال : أصبحنا و الله بمنزلة بني إسرائيل من آل فرعون يذبحون أبناءهم و يستحيون نساءهم و أصبح خير البرية بعد رسول الله يلعن على المنابر و أصبح من يحبنا منقوصا حقه بحبه إيانا ( 1 ) .أعلم أنه ما رأى النبي هذه الرؤيا ( إلا فتنة للناس ) ليتميز المؤمنون من الكافرين ، فارتد الناس كلهم إلا القليل ، و أعلم الله سبحانه نبيه صلى الله عليه و آله بما يكون من بعده من فعل ( 2 ) الظالمين ، و أراه إياهم على صور الآدميين بل على صورة القردة لقوله تعالى ( كونوا قردة خاسئين ) ( 3 ) و أراه ذلك ليخبرهم بأن الذي يعلو منبره من بعده أهل بيته أنهم قردة ممسوخون ليخوفهم بذلك فقال تعالى ( و نخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) .و قوله تعالى : يوم ندعوا كل أناس بإممهم 15 - تأويله : قال أبو علي الطبرسي ( ره ) روى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس و روي عن علي عليه السلام أيضا : أن الائمة إمامان إمام هدى و إمام ضلالة ( 4 ) .16 - قال : و روى الخاص و العام عن الرضا علي بن موسى عليه السلام - بالاسانيد الصحيحة - أنه روى عن آبائه عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال : يوم القيامة فيه يدعى كل أناس بإمام زمانهم ، و كتاب ربهم و سنة نبيهم ( 5 ) .17 - و عن الصادق عليه السلام أنه قال : ألا تحمدون ( 6 ) الله إذا كان يوم القيامة يدعى هامش ص 282 .1 ) مجمع البيان : 6 / 424 .2 ) في نسخة ( م ) دول .3 ) سورة البقرة : 65 .4 ) مجمع البيان : 6 / 429 و عنه البحار : 8 / 8 .5 ) مجمع البيان : 6 / 430 و عنه البرهان : 2 / 431 ح 25 و البحار : 8 / 8 .6 ) في نسخة ( م ) تمجدون .
(283)
الاية 82
كل قوم إلى من ( 1 ) يتولونه و فزعنا إلى رسول الله و فزعتم إلينا ، فالى أين ترون يذهب بكم ( 2 ) ؟ إلى الجنة و رب الكعبة - يقولها ثلاثا - ( 3 ) .18 - و يؤيده : ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال ذالك : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : [ أ ليس عدلا من ربكم أن يؤتى كل قوم ههنا من كانوا يتولونه في الدنيا ؟ فيقولون : بلى يا ربنا ، فيقال لهم : فليلحق كل أناس بإمامهم ثم يدعى بإمام إمام و يقال ]ليقم أبو بكر و شيعته ، و عمر و شيعته ، و عثمان و شيعته ، و ليقم علي و شيعته ( 4 ) .19 - و روى الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد إبن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ) قال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلهم أجمعين ، و لكن سيكون من بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون و تظلمهم أئمة الكفر و الضلال و أشياعهم ( ألا ) ( 5 ) فمن و الاهم و أتبعهم و صدقهم فهو مني و معي و سيلقاني ، ألا و من كذبهم و ظلمهم فليس مني و لا معي و أنا بري منه ( 6 ) .هامش ص 283 .1 ) في نسخة ( م ) ما بدل ( من ) .2 ) في نسخة ( م ) ( نذهب ) بدل ( يذهب بكم ) .3 ) مجمع البيان : 6 / 430 و عنه نور الثقلين : 3 / 194 ح 347 و البحار : 8 / 8 و فى نور الثقلين هكذا : ألا تمجدون الله إذا كان يوم القيامة .4 ) تفسير القمي : 385 و عنه البحار : 24 / 265 ح 26 و نور الثقلين : 3 / 192 ح 333 و البرهان : 2 / 432 ح 27 و ما بين المعقوفين ليس في المصدر .5 ) ليس في المصدر .6 ) الكافى : 1 / 215 ح 1 و عنه البرهان : 2 / 429 ح 2 وح 3 عن بصائر الدرجات : 33 ح 1 و المحاسن : 1 / 155 ح 84 و فى إثبات الهداة : 1 / 457 ح 69 عن الكافى و أخرجه في البحار : 24 / 265 ح 28 عن المحاسن و فى البحار : 27 / 203 ح 5 وج 8 / 13 ح 13 و البرهان : 2 / 430 ح 15 عن العياشي : 2 / 403 ح 121 .
(284)
الاية 89
قوله تعالى : و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفترى علينا غيره و إذا لاتخذوك خليلا [ 73 ]و لو لآ أن ثبتنك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا [ 76 ]20 - تأويله : ما ذكره الشيخ محمد بن العباس ( ره ) - و من قبل أن نذكر رواياته الصحيحة نذكر ما قيل فيه في كتب الرجال منها : كتاب خلاصة الاقوال قال مصنفه ( ره ) : محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار بالياء بعد الهاء و الراء أخيرا أبو عبد الله البزاز بالزاي قبل الالف و بعدها المعروف بإبن الجحام بالجيم المضمومة و الحاء المهملة بعدها ثقة ثقة في أصحابنا عين سديد كثير الحديث له كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام .و قال جماعة من أصحابنا إنه كتاب لم يصنف مثله في معناه و قيل : إنه ألف ورقة .و قال الحسن بن داود ( ره ) في كتابه عن اسمه و نسبه مثل ما ذكر أولا ثم قال : إنه ثقة ثقة عين كثير الحديث سديد ، و هذا كتابه المذكور لم اقف عليه كله بل نصفه من هذه الآية إلى آخر القرآن - .روى المشار إليه رحمة الله عليه عن أحمد بن القاسم قال : حدثنا أحمد بن محمد السياري ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن ابن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال ( و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك ) في علي عليه السلام ( 1 ) .21 - و قال أيضا : حدثنا محمد بن همام ، عن محمد بن اسماعيل العلوي ، عن عيسى بن داود النجار ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : كان القوم قد أرادوا النبي صلى الله عليه و آله ليريبوا ( رأيه ) ( 2 ) في علي عليه السلام و ليمسك ( 3 ) عنه بعض الامساك حتى أن بعض نسائه ألح عليه في ذلك فكاد يركن إليهم بعض الركون ، فأنزل الله هامش ص 284 .1 ) عنه البرهان : 2 / 433 ذح 1 و رواه السياري في التحريف و التنزيل ح 10 .2 ) ليس في نسخة ( ب ) .3 ) في نسخة ( ب ) أو ليمسك .
(285)
* سورة الكهف * الاية 2
عز و جل ( و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك - في علي - لتفتري علينا غيره و إذا لاتخذوك خليلا و لو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) ( 1 ) .فمعني ذلك : و لو لا أن ثبتنا فؤادك على الحق بالنبوة و العصمة ( لقد كدت تركن إليهم ) ركونا قليلا أي لقد قاربت أن تسكن إليهم بعض السكون و تميل بعض الميل .و المعنى ( لقد كدت تركن إليهم ) و لكن ما ركنت لاجل ما ثبتناك بالعصمة فلا بأس عليك في ذلك ، لانك لم تفعله بيد و لا لسان .22 - و قد صح عنه صلوات الله عليه أنه قال : وضع عن أمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل به أو تتكلم ( 2 ) .23 - قال ابن عباس ( رض ) : رسول الله صلى الله عليه و آله معصوم و لكن هذا تخويف لامته لئلا يركن أحد من المؤمنين إلى أحد من المشركين ( 3 ) .فعليه و على أهل بيته المعصومين صلاة باقية دائمة إلى يوم الدين .و قوله تعالى : و من أليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [ 79 ]24 - تأويله : ما نقله صاحب كتاب كشف الغمة بحذف الاسناد ، عن أنس بن مالك قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله يوما مقبلا على علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يتلو ( و من الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) ثم قال : يا علي إن الله عز و جل ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمتي ، و حظر ذلك على من ناصبك أو ناصب ولدك ( 4 ) من بعدك ( 5 ) .هامش ص 285 .1 ) عنه البرهان : 2 / 434 ح 2 .2 ) أخرجه في البحار : 17 / 54 عن مجمع البيان : 6 / 431 .3 ) عنه البرهان : 2 / 434 ملحق ح 2 .4 ) في الاصل : وليك .5 ) كشف الغمة : 1 / 401 و أخرجه في البرهان : 2 / 438 ح 3 و نور الثقلين : 3 / 207 ح 397 عن أمالى الشيخ : 2 / 70 .
(286)
الاية 29 - 31
و معنى ذلك أن المقام المحمود هو الشفاعة و أنها لا تكون إلا لشيعة علي عليه السلام فهذا هو الفضل العام و في المعنى ( 1 ) : 25 - ما رواه الشيخ ( ره ) في أمالية ، عن الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن الامام علي بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : سمعت النبي صلى الله عليه و آله يقول : إذا حشر الناس يوم القيامة نادى مناد : يا رسول الله إن الله جل إسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك و محبي أهل بيتك الموالين لهم فيك ، و المعادين لهم فيك فكافهم بما شئت ، فأقول : يا رب الجنة .فانادى : بوأهم ( 2 ) منها حيث شئت فذلك المقام المحمود الذي وعدت به ( 3 ) .قوله تعالى : و قل جآء الحق و زهق البطل إن البطل كان زهوقا [ 81 ]26 - ذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي ( ره ) في معنى تأويله : حديثا باسناده عن رجاله ، عن نعيم بن حكيم ، عن أبي مريم الثقفي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : انطلق بي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى أتى بي الكعبة [ فقال لي : اجلس .فجلست إلى جنب الكعبة ]( 4 ) فصعد رسول الله على منكبي ثم قال لي : انهض .فنهضت فلما رأى مني ضعفا قال : اجلس فنزل ، و جلس ثم قال : يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبه ثم نهض بي رسول الله صلى الله عليه و آله فلما نهض بي خيل لي أو لو شئت لنلت افق السماء ، فصعدت فوق الكعبة و تنحى رسول الله صلى الله عليه و آله و قال لي : ألق صنمهم الاكبر صنم قريش و كان من نحاس موتد بأوتاد من حديد إلى الارض فقال لي رسول الله صلى الله عليه و آله : عالجه ، و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول ايه ايه ( جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) فلم أزل اعالجه هامش ص 286 .1 ) في نسخة ( م ) العالي .2 ) في الامالي : فو لهم .3 ) أمالى الطوسى : 1 / 304 ، و فيه : الذي وعدت به و عنه البحار : 8 / 39 ح 20 وج 68 / 117 ح 42 و البرهان : 2 / 438 ح 7 ، و رواه الطبري في بشارة المصطفى : 237 .4 ) من المصدر .