في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربيع و ما بعده ، و الحرم منها ، رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و ذلك لا يكون دينا قيما لان اليهود و النصارى و المجوس و سائر الملل و الناس جميعا من الموافقين و المخالفين يعرفون هذه الشهور و يعدونها بأسمائها و ليس هو كذلك .و إنما عني بهم الائمة القوامين بدين الله ، و الحرم ( 1 ) منها أمير المؤمنين علي عليه السلام اشتق الله سبحانه له اسما من إسمه العلي كما اشتق لمحمد صلى الله عليه و آله إسما من إسمه المحمود و ثلاثة من ولده اسماؤهم علي و هم : علي بن الحسين و علي بن موسى و علي ابن محمد فصار لهذا الاسم المشتق من أسماء الله عز و جل حرمة به يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه ( 2 ) .12 - و قال أيضا : أخبرنا سلامة بن محمد قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عمر ( 3 ) قال : حدثنا حمزة بن القاسم ، عن جعفر بن محمد ، عن عبيد بن كثير ، عن أحمد بن موسى ، عن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام بالمدينة فقال لي : ما الذي ابطأك عنا يا داود ؟ فقلت : حاجة عرضت لي بالكوفة فقال : من ( 4 ) خلفت بها ؟ قلت : جعلت فداك خلفت بها عمك زيدا ، تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا ( 5 ) ينادي بعلو صوته : سلوني سلوني قبل أن تفقدوني ! هامش ص 203 .1 ) في نسخة ( م ) و المحرم .2 ) عنه البحار : 36 / 393 ح 9 و عن غيبة النعماني : 86 ح 17 ، و أخرجه في البحار : 51 / 139 ح 13 و البرهان : 2 / 122 ح 1 و صدره في البحار : 24 / 241 ح 4 و قطعة منه في الوسائل : 18 / 563 ح 32 عن غيبة النعماني فيظهر من السند هنا و من غيبة النعماني أن قوله : الشيخ المفيد هو ابن أبى زينب محمد بن إبراهيم النعماني و كذا الحديث الاتى .3 ) في نسخة ( م ) و البحار : معمر .4 ) في نسخة ( ج ) ما .5 ) في غيبة النعماني : سيفا .
(204)
الاية 16
فبين جوانحي علما جما ، قد عرفت الناسخ و المنسوخ و المثاني و القرآن العظيم ، و إني العلم بين الله و بينكم ! فقال لي : يا داود لقد ذهبت بك المذاهب ، ثم نادى : يا سماعة بن مهران ائتني بسلة الرطب ، فأتاه بسلة فيها رطب ، فتناول منها ربة ( 1 ) و أنبتت و أطلعت و أعذقت .فضرب بيده إلى بسرة من عذق منها فشقها ، و استخرج منها رقا ابيض ، ففضه و دفعه إلي و قال : اقرأه ، فقرأته و إذا فيه مكتوب سطران ( الاول ) ( 3 ) لا إله إلا الله محمد رسول الله ( و الثاني ) ( 4 ) ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم ) أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، علي بن الحسين ، محمد ابن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي ، الخلف الحجة .ثم قال : يا داود أ تدري متى كتب هذا ( في هذا ) ( 5 ) ؟ قلت : الله و رسوله و أنتم أعلم .قال : قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام ( 6 ) .13 - و في هذا المعنى ما رواه المقلد بن غالب الحسني ( ره ) ، عن رجاله باسناد متصل إلى عبد الله بن سنان الاسدي ، عن جعفر بن محمد عليهما قال : قال أبي يعني هامش ص 204 .1 ) في نسخة ( ج ) واحدة ، بل : منها رطبة .2 ) في الاصل : فعلقت .3 ) ليس في نسختى ( م ، ج ) و فى غيبة النعماني : السطر الاول .4 ) ليس في نسختى ( م ، ج ) .5 ) ليس في نسخة ( ج ) .6 ( عنه البحار : 36 / 400 ح 10 و عن غيبة النعماني : 87 ح 18 و أخرجه في البحار : 24 / 243 ح 4 و البرهان : 2 / 123 ح 2 عن غيبة النعماني : و رواه في مقتضب الاثر : 30
(205)
الاية 12
محمد الباقر عليه السلام لجابر بن عبد الله : لي إليك حاجة أخلو بك فيها .فلما خلابه قال : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته عند أمتي فاطمة عليها السلام .فقال جابر : اشهد بالله لقد دخلت على سيدتي فاطمة لانئها بولدها الحسين عليه السلام فإذا بيدها لوح أخضر من زمردة خضراء فيه كتابة أنور من الشمس و أطيب رائحة من المسك الاذفر ، فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أنزله الله عز و جل على أبي فقال لي : إحفظيه .ففعلت ( 1 ) فإذا فيه إسم أبي و بعلي و اسم ابني و الاوصياء من بعد ولدي الحسين ، فسألتها أن تدفعه إلي لانسخه ، ففعلت ، فقال له ابي : ما فعلت بنسختك ؟ فقال : هي عندي فقال : هل لك أن تعارضني عليها ؟ قال : فمضى جابر إلى منزله فأتاه بقطعة جلد أحمر فقال له : أنظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك فكان في صحيفته : ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم نزل به ( 2 ) الروح الامين على محمد خاتم النبيين ) .يا محمد ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) .يا محمد عظم أسمائي ، و اشكر نعمائي ، و لا تجحد آلائي ، و لا ترج سوائي و لا تخش غيري ، فانه من يرجو سوائي و يخش غيري اعذ به عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين .يا محمد إني اصطفيتك على الانبياء و اصطفيت وصيك عليا على الاوصياء و جعلت الحسن عيبة ( 3 ) علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، و الحسين خير أولاد الاولين و الآخرين فيه تثبت الامامة و منه العقب .و علي بن الحسين زين العابدين ، و الباقر العلم الداعي إلى سبيلي علي منهاج الحق هامش ص 205 .1 ) في نسخة ( ب ) فقرأته .2 ) في نسختى ( ج ، م ) أنزله .3 ) العيبة : وعاء من أدم ، و عيبة الرجل : موضوع سرد .راجع ( لسان العرب : 1 / 634 ) .
(206)
الاية 19 و20
و جعفر الصادق في القول و العمل تلبس من بعده فتنة صماء فالويل كل الويل لمن كذب عترة نبيي و خيرة خلقي .و موسى الكاظم الغيظ ، و علي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي يناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله ، و محمد الهادي شبيه جده الميمون ، و علي الداعي إلى سبيلي و الذاب عن حرمي و القائم في رغبتي ، و الحسن الاغر يخرج منه ذو الا سمين خلف محمد يخرج في آخر الزمان و على رأسه عمامة بيضاء تظله من الشمس و ينادي مناد بلسان فصيح يسمعه الثقلان و من بين الخافقين : هذا المهدي من آل محمد فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا ( 1 ) .إعلم أنما كنى بهم عن الشهور للاشهار في الفضل المبين و الفخار و منه يقال شهرت الامر شهرا أي أوضحته وضوحا لان الله سبحانه شهر فضلهم من القدم على جميع الامم من قبل خلق السماوات و الارض على ما ذكر في هذا الكتاب و غيره فلاجل ذلك فضلهم على العالمين و اصطفاهم على الخلائق أجمعين .قوله تعالى : فلا تظلموا فيهن أنفسكم و الظلم المنع أي ( لا ) ( 2 ) تمنعوا أنفسكم من ثواب طاعتهم و ولايتهم فيحل بكم العقاب الاليم .و اعلم أن في هذه الاخبار عبرة لذوي الاعتبار و تبصرة لذوي الابصار ، ( فاستبصر ) ( 3 ) أيها الموالي و من هو بالولاية مشهور بولاية السادات و الموالي المكنى بهم عن الشهور صلى الله عليهم صلاة باقية بقاء الازمنة و الدهور دائمة إلى يوم النشور .هامش ص 206 .1 ) عنه البرهان : 2 / 123 ح 6 ، و أخرجه في البحار : 36 / 202 ح 6 عن أمالى الشيخ الطوسى : 1 / 297 باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام .2 ) ليس في نسختى ( ج ، م ) .3 ) في نسخة ( ب ) فاستمسك ، و فى نسخة ( ج ) فاستنصر .
(207)
قوله تعالى : و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون معناه : أن الله سبحانه أمر نبيه صلى الله عليه و آله أن يقول للمتقين : اعملوا ما أمر الله به عمل من يعلم أنه مجازي بعمله ( 1 ) و أن الله سبحانه سيراه و يعلمه هو و رسوله و المؤمنون و هم الائمة عليهم السلام على ما يأتي .14 - تأويله : هو ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الحميد الطائي ، عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) قال : هم الائمة عليهم السلام ( 2 ) .15 - [ و نقل ابن طاووس رحمه الله في سعد السعود أن محمد بن العباس رحمه الله روى من اثني عشر طريقا أن الاعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه و آله بعد وفاته و أن ( المؤمنين ) المذكورين في الآية هم الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم .و في بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار كما في ( الكافي ) و ( سعد السعود ) و زيادات اخر من الروايات في هذا الباب ذكرها يؤدي إلى الاطناب ]( 3 ) .16 - و روى أيضا عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمد الزيات ، عن عبد الله بن أبان الزيات - و كان مكينا عند الرضا عليه السلام - ( 4 ) .قال : قلت للرضا عليه السلام ادع الله لي و لاهل بيتي .قال : أو لست أفعل ؟ و الله إن أعمالكم تعرض علي في كل يوم و ليلة .قال : فاستعظمت ذلك .فقال : أما تقرأ كتاب هامش ص 207 .1 ) في نسخة ( ج ) مجاز بعلمه .2 ) الكافى : 1 / 219 ح 2 و عنه البرهان : 2 / 157 ح 2 و أخرجه في البحار : 23 / 353 ح 72 عن محاسبة النفس : 17 و الوسائل : 11 / 386 ح 3 .3 ) سعد السعود : 97 ، بصائر الدرجات : 427 - 430 ب 5 ، 6 ، و ما بين المعقوفين نقلناه من نسخة ( أ ) .4 ) في البصائر و عنه البحار : و كان يكني عبد الرضا .
(208)
الاية 36
الله عز و جل ( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله المؤمنون ) و هو و الله علي بن أبي طالب عليه السلام ( 1 ) .17 - و روى أيضا عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن ابي عبد الله الصامت ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي جعفر عليه السلام : أنه ذكر هذه الآية ( فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون ) قال : هو و الله علي بن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) .18 - و ذكر أبو علي الطبرسي قال : روى أصحابنا أن أعمال الامة تعرض على النبي كل اثنين و خميس فيعرفها و كذلك تعرض على أئمة الهدى فيعرفونها و هم المعنيون بقوله تعالى ( و المؤمنون ) ( 3 ) .إذا عرفت ذلك ، فاعلم : أن في هذا الاوان تعرض أعمال الخلائق على الخلف الحجة صاحب الزمان صلى الله عليه و على آبائه ماكر الجديدان ، و ما اطرد الخافقان .و قوله تعالى : يحلفون بالله ما قالوا و لقد قالوا كلمة الكفر و كفروا بعد إسلمهم و هموا بما لم ينالوا تأويله : ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال : نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه و آله من حجة الوداع في أصحاب العقبة الذين تحالفوا في الكعبة أن لا يرد و الخلافة في أهل بيته ، ثم قعدوا له في العقبة ليقتلوه مخافة إذا رجع إلى المدينة يأخذهم ببيعة أمير المؤمنين عليه السلام فأطلع الله رسوله على ما هموا به من قتله و على ما تعاهدوا عليه : فلما جاءوا إليه حلفوا أنهم ما قالوا و لا هموا بشيء من ذلك ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية تكذيبا لهم ( 4 ) .هامش ص 208 .1 ) الكافى : 1 / 219 ح 4 و عنه البرهان : 2 / 157 ح 4 و و سائل الشيعة : 11 / 387 ح 5 و أخرجه في البحار : 23 / 347 ح 47 عن بصائر الدرجات : 429 ح 2 .2 ) الكافى : 1 / 220 ح 5 و عنه البرهان : 2 / 157 ح 5 و و سائل الشيعة : 11 / 387 ح 6 .3 ) مجمع البيان : 5 / 69 و عنه البحار : 59 / 40 ح 12 .4 ) نحو صدره في تفسير القمي : 277 و عنه البحار : 17 / 205 و البرهان : 2 / 147 ح 3 .
(209)
قوله تعالى : و لا تصل على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فسقون [ 84 ]و لا تعجبك أمولهم و اولدهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا و تزهق أنفسهم و هم كفرون [ 85 ]19 - تأويله : ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب ، عن أبي الاشعري ، ؟ محمد بن عبد الجبار ، عن الحسين بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة ، ( 1 ) ( قال : دخل قوم على أبي عبد الله عليه السلام فقالوا ) ( 2 ) لما دخلوا عليه : إنا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله و لما أوجب الله علينا من حقكم ، ما أحببناكم لدنيا ( 3 ) نصيبها منكم إلا لوجه الله و الدار الآخرة ( و ليصلح لامرئ منا دينه ) ( 4 ) ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : صدقتم من أحبنا كان معنا أو جاء معنا يوم القيامة هكذا - ثم جمع بين السبابتين - .ثم قال : و الله لو أن رجلا صام النهار و قام الليل ثم لقى الله عز و جل بغير ولايتنا أهل البيت للقيه و هو عنه راض ، أو قال : ساخط عليه .ثم قال : و ذلك قول الله عز و جل ( و لا تصل على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا و هم فاسقون و لا تعجبك أموالهم و أولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا و تزهق أنفسهم و هم كافرون ) ( 5 ) .و قوله تعالى : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرءان هامش ص 209 .1 ) في نسخة ( م ) عن أبى سعيد ، و فى نسخة ( ب ) عن أبي سعيدة .2 ) في نسخة ( ب ) عن أبي عبد الله عليه السلام أنهم قالوا ، و فى الكافى : أنهم قالوا حين دخلوا عليه .3 ) في الكافى : للدنيا .4 ) في نسخة ( ب ) و لتصلح أمر ديننا به ، و فى نسخة ( م ) و ليصلح أمرا منا دونه .5 ) الكافى : 8 / 106 ح 80 و عنه البرهان : 2 / 133 ح 1 ، و أخرجه في البحار : 27 / 190 ح 47 عن تفسير العياشي : 2 / 89 ح 61 و أعلام الدين : 274 .