أنه قال : كان سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه و آله خرج ذات يوم فقال لعلي عليه السلام : يا علي إني سألت الله أن يجعلك وزيري ففعل ، و سألته أن يجعلك وصيي ففعل ، و سألته أن يجعلك خليفتي على أمتي ففعل .فقال رجل من قريش : و الله ( 1 ) لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه ، أفلا سأله ملكا يعضده ، أو ما لا يستعين به على فاقته ؟ ! فو الله ما دعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل إلا أجابه ! فأنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه و آله هذه الآية ( 2 ) .5 - و يؤيده : ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) عن محمد بن يحيي ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن ( عمار ) ( 3 ) بن سويد .قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك و ضائق به صدرك أن يقولوا : لو لا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ) .فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و آله لما نزل ( قديد ) ( 4 ) قال لعلي عليه السلام : يا علي إني سألت ربي أن يوالي بيني و بينك ففعل ، و سألت ربي أن يؤاخي بيني و بينك ففعل ، و سألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل .فقال رجلان من قريش : و الله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه ، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه ؟ أو كنزا يستغني به عن فاقته ؟ و الله ما دعاه إلى حق و لا باطل إلا أجابه إليه ! فأنزل الله تبارك و تعالى : ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك و ضائق به صدرك ) إلى آخر الآية ( 5 ) .هامش ص 224 .1 ) في نسخة ( ب ) ، فقال رجل من قريش الصحابة و الله .2 ) تفسير القمي : 299 و عنه البحار : 36 / 80 ح 3 و البرهان : 2 / 210 ح 2 .3 ) كذا في الكافى ، و فى نسخ ( أ ، ج ، م ) عمارة .4 ) في نسخة ( ب ) غديرا ، و فى ( م ) قديرا ، و ( قديد ) اسم موضع قرب مكة .5 ) الكافى : 8 / 378 ح 572 و عنه البحار : 36 / 147 ح 119 و البرهان : 2 / 209 ح 1 .
(225)
الاية 87
إعلم أن لسان هذا القائل مفهوم و شرح حاله معلوم ، و أن الله قد أعد له النار ؟ ؟ السموم و الظل من اليحموم ( 1 ) و جعل شرابه الحميم و طعامه الزقوم ، و هذا الجزاء ( له ) ( 2 ) من الحي القيوم ، قدر مقدور ، و قضاء محتوم .قوله تعالى : أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه 6 - تأويله : قال أبو علي الطبرسي ( أ فمن كانعلى بينة من ربه ) النبي صلى الله عليه و آله ( و يتلوه شاهد منه ) علي بن أبي طالب عليه السلام لانه يتلوا النبي صلى الله عليه و آله و يتبعه و يشهد له ، و هو منه ، لقوله صلى الله عليه و آله : أنا من علي و علي مني .و هو المروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام و علي بن موسى الرضا عليهما السلام .و رواه أيضا الطبري ( 3 ) باسناده عن جابر بن عبد الله ، عن علي عليه السلام ( 4 ) .[ و نقل ابن طاووس عن محمد بن العباس رحمه الله ، أنه روى ذلك في كتابه من ستة و ستين طريقا بأسانيدها ]( 5 ) .7 - و ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره قال : و أما قوله ( أ فمن كان على بينة من ربه ) يعني محمد رسول الله صلى الله عليه و آله ( و يتلوه شاهد منه ) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، و أما قوله تعالى ( و من قبله كتاب موسى إماما و رحمة ) : 8 - روى علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس عن أبي بصير و الفضيل ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إنما نزلت ( أ فمن كان على بينة من ربه و يتلوه شاهد منه - إماما و رحمة - و من قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به ) فقد قدموا ، و أخروا في التأليف ( 6 ) .هامش ص 225 .1 ) في نسخة ( ج ) يحموم .2 ) ليس في نسخة ( ج ) .3 ) في نسختى ( ب ، ج ) الطبرسي .4 ) مجمع البيان : 5 / 150 و عنه البحار : 35 / 393 ذح 18 و نور الثقلين : 2 / 347 ح 46 .5 ) سعد السعود : 73 و عنه البحار : 35 / 393 و ما بين المعقوفين أثبتناه من نسخة ( أ ) .6 ) تفسير القمي : 300 و عنه البحار : 9 / 214 وج 35 / 387 ح 3 و البرهان : 2 / 212 ح 1 .
(226)
الاية 94
و توجيه ذلك أنه لما قال سبحانه ( و يتلوه شاهد منه ) إن المعني به أمير المؤمنين عليه السلام قال بعده : إن هذا الذي يتلو النبي صلى الله عيله و آله و سلم و الشاهد الذي يشهد له بالبلاغ و يشهد على أمته يوم المعاد فانا قد جعلناه لكم إماما تأتمون به ، و رحمة منا عليكم ، فاقبلوها في الدنيا فان من قبلها في الدنيا يقربها في الآخرة ، فمن قبلها كانت يده الظافرة و من لم يقبلها كانت يده الخاسرة في الدنيا و الآخرة .قوله تعالى : و لا يزالون مختلفين [ 118 ]إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم تأويله : أنهم لا يزالون مختلفين في المذاهب و الملل و الاديان ، و ما اختلفوا إلا [ من ]( 1 ) بعد إرسال الرسل إليهم .لقوله تعالى ( فما اختلفوا إلا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم ) ( 2 ) .9 - و لقول النبي صلى الله عليه و آله : افترقت امة أخي موسى إحدى ( 3 ) و سبعين فرقة ، فرقة منها ناجية و الباقي في النار ، و افترقت امة أخي عيسى اثنين و سبعين فرقة ، فرقة منها ناجية و الباقي في النار ، و ستفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة فرقة منها ناجية و الباقي في النار ( 4 ) .و هم المعنيون بقوله تعالى ( إلا من رحم ربك ) .10 - لما ذكره الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) قال : روى عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة و قول الناس فيها ؟ فتلا هذه الآية ( و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم ) يا أبا عبيدة ! الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك قال : قلت : فقوله ( إلا من رحم ربك ) ؟ قال : هم شيعتنا ، و لرحمته خلقهم هامش ص 226 .1 ) من نسخة ( ب ) .2 ) سورة الجاثية : 17 .3 ) في نسخه ( ب ) اثنتين .4 ) الخصال : 2 / 585 ح 11 و عنه البحار : 28 / 4 ح 13 .
(227)
و هو قوله ( و لذلك خلقهم ) ( 1 ) .فدل بقوله : كلهم هالك ( إلا من رحم ربك ) و هم الشيعة ، لانها الفرقة الناجية .و قد تقدم البحث فيها و أنها عبرة لمعتبرها و تذكرة لمن يعيها ( 2 ) .( 12 ) ( سورة يوسف ) ( و فيها آية واحدة ) و هي قوله تعالى : قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعنى 1 - تأويله : رواه الشيخ محمد بن يعقوب ( ره ) ، عن محمد بن يحيى ، عن الحسن بن محبوب ، عن الاحول ، عن سلام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليه السلام قوله عز و جل ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني ) .قال : ذاك رسول الله و أمير المؤمنين و الاوصياء من بعدهما صلوات الله عليهم أجمعين ( 3 ) .فرسول الله يدعو إلى سبيل الله و هو على بصيرة من أمره و كذلك من اتبعه و هو أمير المؤمنين و الاوصياء من بعده الذين اتبعوا سبيله و أقاموا دليله .فعليهم صلوات الله و سلامه و لهم إجلاله و إعظامه .هامش ص 227 .1 ) الكافى : 1 / 429 ح 83 و عنه الوسائل : 18 / 45 ح 16 و البحار : 5 / 195 ح 1 وج 24 / 353 ح 73 و البرهان : 2 / 39 ح 2 وص 240 ح 1 و نور الثقلين : 2 / 83 ح 299 .2 ) راجع الحديثين : 37 و 38 من سورة الاعراف .3 ) الكافى : 1 / 425 ح 66 و عنه البحار : 24 / 21 ح 42 و البرهان : 2 / 274 ح 1 و أخرجه في البرهان : 2 / 275 ح 8 عن تفسير العياشي : 2 / 201 ح 101 و فى البحار : 24 / 21 ذح 42 عن مناقب ابن شهر اشوب : 3 / 486 .
(228)
الاية 101
( 13 ) ( سورة الرعد ) ( و ما فيها من الايات في الائمة الهداة ) منها : قوله تعالى : و فى الارض قطع متجورت وجنت من أ عنب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء وحد 1 - تأويله : ما ذكره أبو علي الطبرسي ( ره ) في تفسيره قال : روي عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ( ره ) في تفسيره قال : روي عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لعلي عليه السلام : يا علي الناس من شجر شتى و أنا و أنت من شجرة واحدة .ثم قرأ ( و في الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب و زرع و نخيل صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد ) ( 1 ) .فمعني أنهما صلوات الله عليهما من شجرة واحدة يعني شجرة النبوة ، و هي الشجرة المباركة الزيتونة الابراهيمية ، و الشجرة الطيبة ، الثابت أصلها في الارض السامي فرعها في السماء ، صلى الله عليهما و على ذريتهما السادة النجباء الابرار الاتقياء في كل صباح و مساء .قوله تعالى : إنما أنت منذر و لكل قوم هاد 2 - [ نقل ابن طاووس ( ره ) في كتاب ( اليقين في تسمية علي بأمير المؤمنين ) باسناده إلى محمد بن العباس ( ره ) في كتابه عن إسحاق بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن إسحاق بن يزيد ، عن سهل بن سليمان ، عن محمد بن سعيد عن الاصبغ بن نباتة قال : خطب أمير المؤمنين علي عليه السلام الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، أنا يعسوب المؤمنين ، و غاية السابقين هامش ص 228 .1 ) مجمع البيان : 5 / 276 و عنه نور الثقلين : 2 / 481 ح 10 و فى البرهان : 2 / 278 ح 1 عنه و عن كشف الغمة : 1 / 316 و مناقب ابن شهر اشوب .
(229)
* سورة هود * الاية 3و8
و إمام المتقين ، و قائد الغر المحجلين ، و خاتم الوصيين ، و وارث الوارث ( 1 ) ، أنا قسيم النار و خازن الجنان و صاحب الحوض ، و ليس منا أحد إلا و هو عالم بجميع ولايته ، و ذلك قوله عز و جل ( إنما أنت منذر و لكل قوم هاد ]( 2 ) .3 - و ذكره علي بن إبراهيم ( ره ) في تفسيره ، عن أبيه ، عن حماد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز و جل ( إنما أنت منذر و لكل قوم هاد ) .قال : المنذر رسول الله صلى الله عليه و آله و الهادي : أمير المؤمنين عليه السلام و بعده الائمة في كل زمان ، إمام هاد من ولده ، صلوات الله عليهم ( 3 ) .4 - و يؤيده ما رواه محمد بن يعقوب ( ره ) عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير .عن ابن اذينه ، عن بريد العجلي ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى ( إنما أنت منذر و لكل قوم هاد ) فقال : رسول الله صلى الله عليه و آله المنذر ، و لكل زمان منا هاد ، يهديهم إلى ما جاء به نبي الله المنذر ( 4 ) .فالهداة بعده علي ، ثم الاوصياء من ولده ، واحد بعد واحد ( 5 ) .5 - و روى أيضا عن الحسين بن محمد الاشعري ، عن معلى بن محمد ، عن محمد بن جمهور ، عن محمد ( 6 ) بن إسماعيل ، عن سعدان ، عن أبي بصير قال : هامش ص 229 .1 ) في البحار : الوراث .2 ) كشف اليقين : 189 و عنه البحار : 39 / 346 ح 18 و الحديث أثبتناه من نسخة ( أ ) .3 ) تفسير القمي : 336 و عنه البحار : 23 / 20 ح 16 و البرهان : 2 / 281 ح 11 و إثبات الهداة : 1 / 268 ح 273 .4 ) في نسخة ( ج ) ( النبي صلى الله عليه و آله ) بدل ( نبى الله المنذر ) .5 ) الكافى : 1 / 191 ح 2 و عنه البحار : 16 / 358 ح 50 وج 18 / 190 ح 26 مع اختلاف و البرهان : 2 / 280 ح 4 ، و أخرجه في البحار : 23 / 3 ح 3 عن بصائر الدرجات : 29 ح 1 .6 ) في نسخة ( ج ) على .
(230)
الاية 12
قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله تعالى ( إنما أنت منذر و لكل قوم هاد ) فقال : رسول الله المنذر ( 1 ) و علي الهادي ، يا أبا محمد ! هل ما هاد اليوم ؟ قلت : بلى - جعلت فداك - ما زال فيكم هاد من بعد هاد حتى دفعت إليك .فقال : رحمك الله لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية ، مات الكتاب و لكنه حي عليه السلام يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى ( 2 ) .6 - و ذكره أبو علي الطبرسي ( ره ) أنه روي عن ابن عباس أنه قال : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه و آله : أنا المنذر و علي ( 3 ) الهادي من بعدي ، يا علي بك يهتدي المهتدون .و روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه ، عن حكم بن جبير ، عن أبي بريدة الاسلمي قال : دعا رسول الله صلى الله عليه و آله بالطهور و عنده علي بن ابي طالب عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه و آله بيد علي عليه السلام بعد ما تطهر فألصقها بصدره .ثم قال : إنما أنت منذر - يعني نفسه .ثم ردها إلى صدر علي ثم قال ( و لكل قوم هاد ) ثم قال ( له ) ( 4 ) : إنك منار الانام ، و غاية الهدى ، و أمير القرى ، أشهد على ذلك إنك كذلك ( 5 ) .[ و نقل ابن طاووس ( ره ) في سعد السعود عن محمد بن العباس ، أنه روى ذلك من خمسين طريقا بأسانيدها ]( 6 ) .هامش ص 230 .1 ) في نسخة ( ب ) أن المنذر .2 ) الكافى : 1 / 192 ح 3 و عنه البحار : 35 / 401 ح 13 وج 2 / 279 ح 43 و البرهان : 2 / 280 ح 5 و أخرجه في البحار : 23 / 4 ح 6 عن بصائر الدرجات : 31 ح 9 .3 ) في نسخة ( ب ) أنت .4 ) ليس في نسخة ( ج ) .5 ) مجمع البيان : 6 / 278 ، شواهد التنزيل : 1 / 301 ح 414 و عنه البحار : 23 / 2 و نور الثقلين : 2 / 482 ح 16 / 17 و فى البرهان : 2 / 281 ح 19 عن شواهد التنزيل .6 ) سعد السعود : 99 و ما بين المعقوفين نقلناه من نسخة ( أ ) .