استشهاد عبد اللَّه بن بديل - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى'.


[ النجم: 31.]




ألا إنّكم لاقو القوم غداً، فأطيلوا الليلة القيام، وأكثروا تلاوة القرآن، وسلوا اللَّه عزّ وجلّ النصر والصبر، والقوهم بالجدّ والحزم، وكونوا صادقين.


ثمّ انصرف، ووثب الناس إلى سيوفهم ورماحهم ونبالهم يصلحونها، ومرّ بهم كعب بن جعيل التغلبي وهو يقول:




  • أصبحتِ الاُمّةُ في أمرٍ عَجبْ
    فقلتُ قَولاً صادقاً غيرَ كَذِبْ
    إنّ غَداً تَهلكُ أعلامُ العربْ



  • والمُلك مجموعٌ غداً لِمن غَلَبْ
    إنّ غَداً تَهلكُ أعلامُ العربْ
    إنّ غَداً تَهلكُ أعلامُ العربْ



[ تاريخ الطبري: 13:5، الكامل في التاريخ: 372:2، البداية والنهاية: 262:7؛ وقعة صفّين: 225 عن يزيد بن وهب.]




2488- الأخبار الطوال: حمل حبيب بن مسلمة- وكان على ميسرة معاوية- على ميمنة عليّ رضى الله عنه، فانكشفوا وجالوا جولة. ونظر عليّ إلى ذلك، فقال لسهل بن حنيف: انهض فيمن معك من أهل الحجاز حتى تعين أهل الميمنة.


فمضى سهل فيمن كان معه من أهل الحجاز نحو الميمنة، فاستقبلهم جموع أهل الشام، فكشفوه ومن معه حتى انتهوا إلى عليّ- وهو في القلب- فجال القلب وفيه عليّ جولة، فلم يبقَ مع عليّ إلّا أهل الحفاظ والنجدة. فحثّ عليّ فرسه نحو ميسرته، وهم وقوف يقاتلون من بإزائهم من أهل الشام- وكانوا ربيعة-.


قال زيد بن وهب: فإنّي لأنظر إلى عليّ وهو يمرّ نحو ربيعة، ومعه بنوه: الحسن والحسين ومحمّد، وإنّ النبل ليمرّ بين اُذنيه وعاتقه، وبنوه يقونه بأنفسهم.


فلمّا دنا عليّ من الميسرة وفيها الأشتر، وقد وقفوا في وجوه أهل الشام يجالدونهم، فناداه عليّ، وقال: ائتِ هؤلاء المنهزمين، فقل: أين فراركم من الموت الذي لم تعجزوه إلى الحياة التي لا تبقى لكم!


فدفع الأشتر فرسه، فعارض المنهزمين، فناداهم: أيّها الناس! إليَّ إليَّ، أنا مالك ابن الحارث، فلم يلتفتوا إليه، فظنّ أنّه بالاستعراف، فقال: أيّها الناس! أنا الأشتر، فثابوا


[ ثاب القوم: أتوا متواترين "لسان العرب: 244:1".]


إليه، فزحف بهم نحو ميسرة أهل الشام، فقاتل بهم قتالاً شديداً حتى انكشف أهل الشام.


[ الأخبار الطوال: 182 وراجع تاريخ الطبري: 18:5 تا 21 والكامل في التاريخ: 373:2 والبداية والنهاية: 265:7 ووقعة صفّين: 250 -248.]




2489- تاريخ الطبري عن زيد بن وهب: إنّ عليّاً لمّا رأى ميمنته قد عادت إلى مواقعها ومصافّها، وكشفت من بإزائها من عدوّها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم، أقبل حتى انتهى إليهم، فقال:


إنّي قد رأيت جولتكم، وانحيازكم عن صفوفكم، يحوزكم الطغاة الجفاة وأعراب أهل الشام، وأنتم لهاميم


[ هي جمع لُهْمُوم؛ وهو الجواد من الناس والخيل "النهاية: 282:4".]


العرب، والسنام الأعظم، وعُمّار الليل بتلاوة القرآن، وأهل دعوة الحقّ إذ ضلّ الخاطئون.


فلولا إقبالكم بعد إدباركم، وكرّكم بعد انحيازكم، وجب عليكم ما وجب على المولّي يوم الزحف دبره، وكنتم من الهالكين، ولكن هوّنَ وَجْدي وشفى بعض اُحاح


[ الاُحاح: الغليظ "تاج العروس: 3:4".]


نفسي أنّي رأيتكم بأخرة، حُزتموهم كما حازوكم، وأزلتموهم عن


مصافّهم كما أزالوكم، تحسّونهم بالسيوف، تركب اُولاهم اُخراهم كالإبل المطردة الهيم.


[ الهيم: الإبل العطاش "مجمع البحرين: 1894:3".]




فالآن فاصبروا، نزلت عليكم السكينة، وثبّتكم اللَّه عزّ وجلّ باليقين، ليعلم المنهزم أنّه مسخط ربّه، وموبق نفسه، إنّ في الفرار موجدة اللَّه عزّ وجلّ عليه، والذلّ اللازم، والعار الباقي، واعتصار الفي ء من يده، وفساد العيش عليه. وإنّ الفارّ منه لا يزيد في عمره، ولا يرضي ربّه، فموت المرء محقّاً قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتأنيس


[ الإيناس: خلاف الايحاش، وكذلك التأنيس "لسان العرب: 14:6".]


لها، والإقرار عليها.


[ تاريخ الطبري: 25:5؛ وقعة صفّين: 256، الكافي: 4:40:5 عن مالك بن أعين نحوه وراجع نهج البلاغة: الخطبة 107.]




2490- الإمام عليّ عليه السلام- حين مرّ براية لأهل الشام أصحابها لا يزولون عن مواضعهم-: إنّهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دِراك،


[ دِراك: متتابع "لسان العرب: 420:10".]


يخرج منه النسيم،


[ النَّسيم: العرق "لسان العرب: 576:12".]


وضرب يفلق الهام، ويُطيح العظام، ويسقط منه المعاصم والأكفّ، حتى تصدع جباههم بعمد الحديد، وتنثر حواجبهم على الصدور والأذقان! أين أهل الصبر وطلّاب الأجر؟!


فسارت إليه عصابة من المسلمين، فعادت ميمنته إلى موقفها ومصافّها، وكشفت من بإزائها، فأقبل حتى انتهى إليهم.


[ الكافي: 4:40:5 عن مالك بن أعين، الإرشاد: 267:1، وقعة صفّين: 391 عن عامر الشعبي وليس فيهما ذيله وراجع نهج البلاغة: الخطبة 123.]




استشهاد عبد اللَّه بن بديل



2491- تاريخ الطبري عن أبي روق الهمداني: قاتلهم عبد اللَّه بن بديل في الميمنة قتالاً شديداً، حتى انتهى إلى قبّة معاوية. ثمّ إنّ الذين تبايعوا على الموت أقبلوا إلى معاوية، فأمرهم أن يصمدوا لابن بديل في الميمنة؛ وبعث إلى حبيب بن مسلمة في الميسرة، فحمل بهم وبمن كان معه على ميمنة الناس فهزمهم، وانكشف أهل العراق من قبل الميمنة حتى لم يبقَ منهم إلّا ابن بديل في مائتين أو ثلاثمائة من القرّاء، قد أسند بعضهم ظهره إلى بعض، وانجفل


[ انجفلَ القومُ: إذا هربوا بسرعة وانقلعوا كلّهم ومضوا "لسان العرب: 114:11".]


الناس.


فأمر عليّ سهل بن حنيف فاستقدم فيمن كان معه من أهل المدينة، فاستقبلتهم جموع لأهل الشام عظيمة، فاحتملتهم حتى ألحقتهم بالميمنة، وكان في الميمنة إلى موقف عليّ في القلب أهل اليمن، فلمّا كشفوا انتهت الهزيمة إلى عليّ، فانصرف يتمشّى نحو الميسرة، فانكشفت عنه مضر من الميسرة، وثبتت ربيعة.


[ تاريخ الطبري: 18:5، الكامل في التاريخ: 373:2؛ وقعة صفّين: 248.]




2492- تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج عن مولى للأشتر- لمّا كشف الأشتر عن عبد اللَّه بن بديل وأصحابه أهلَ الشام وعلموا أنّ عليّاً عليه السلام حيّ صالح في الميسرة-: قال عبد اللَّه بن بديل لأصحابه: استقدموا بنا، فأرسل الأشتر إليه: ألّا تفعل، اثبت مع الناس فقاتل؛ فإنّه خير لهم، وأبقى لك ولأصحابك. فأبى، فمضى كما هو نحو معاوية، وحوله كأمثال الجبال، وفي يده سيفان، وقد خرج


فهو أمام أصحابه، فأخذ كلّما دنا منه رجل ضربه فقتله، حتى قتل سبعة.


ودنا من معاوية، فنهض إليه الناس من كلّ جانب، واُحيط به وبطائفة من أصحابه، فقاتل حتى قتل، وقتل ناس من أصحابه، ورجعت طائفة قد جرحوا منهزمين.


فبعث الأشتر ابن جمهان الجعفي فحمل على أهل الشام الذين يتبعون من نجا من أصحاب ابن بديل حتى نفّسوا عنهم وانتهوا إلى الأشتر.


[ تاريخ الطبري: 23:5، الكامل في التاريخ: 375:2.]




2493- وقعة صفّين عن الشعبي: كان عبد اللَّه بن بديل الخزاعي مع عليّ يومئذ، وعليه سيفان ودرعان، فجعل يضرب الناس بسيفه قُدماً... فلم يزَل يحمل حتى انتهى إلى معاوية والذين بايعوه على الموت، فأمرهم أن يصمدوا لعبد اللَّه بن بديل، وبعث إلى حبيب بن مسلمة الفهري- وهو في الميسرة- أن يحمل عليه بجميع من معه، واختلط الناس واضطرم الفيلقان؛ ميمنة أهل العراق، وميسرة أهل الشام، وأقبل عبد اللَّه بن بديل يضرب الناس بسيفه قُدماً حتى أزال معاوية عن موقفه.


وجعل ينادي: يالثارات عثمان! يعني أخاً كان له قد قُتل وظنّ معاوية وأصحابه أنّه إنّما يعني عثمان بن عفّان.


وتراجع معاوية عن مكانه القهقرى كثيراً، وأشفق على نفسه، وأرسل إلى حبيب بن مسلمة مرّة ثانية وثالثة يستنجده ويستصرخه. ويحمل حبيب حملة شديدة بميسرة معاوية على ميمنة العراق فكشفها، حتى لم يبقَ مع ابن بديل إلّا نحو مائة إنسان من القرّاء، فاستند بعضهم إلى بعض يحمون أنفسهم، ولجّج ابن


بديل في الناس وصمّم على قتل معاوية، وجعل يطلب موقفه ويصمد نحوه حتى انتهى إليه |ومع معاوية|


[ ما بين المعقوفين أثبتناه من شرح نهج البلاغة.]


عبد اللَّه بن عامر واقفاً.


فنادى معاوية بالناس: ويلكم، الصخر والحجارة إذا عجزتم عن السلاح! فأقبل أصحاب معاوية على عبد اللَّه بن بديل يرضخونه بالصخر، حتى أثخنوه وقُتل الرجل، وأقبل إليه معاوية وعبد اللَّه بن عامر حتى وقفا عليه، فأمّا عبد اللَّه بن عامر فألقى عمامته على وجهه وترحّم عليه، وكان له من قبل أخاً وصديقاً، فقال معاوية: اكشف عن وجهه. فقال: لا واللَّه، لا يمثّل به وفيَّ روح. فقال معاوية: اكشف عن وجهه، فإنّا لا نمثّل به، فقد وهبته لك. فكشف ابن عامر عن وجهه، فقال معاوية: هذا كبش القوم


[ كبش القوم: رئيسهم وسيّدهم وقيل: حاميتهم والمنظور إليه فيهم. "لسان العرب: 338:6".]


وربّ الكعبة.


[ وقعة صفّين: 245؛ شرح نهج البلاغة: 196:5 وراجع الأخبار الطوال: 175 والاستيعاب: 1489:9:3 وتاريخ الطبري: 23:5 والكامل في التاريخ: 375:2 وتاريخ الإسلام للذهبي: 567:3.]




راجع: القسم السادس عشر/عبد اللَّه بن بديل.


استشهاد أبي الهيثم بن التيّهان



2494- شرح نهج البلاغة عن نصر: أقبل أبوالهيثم بن التيّهان- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، بدريّاً، نقيباً عقبيّاً- يسوّي صفوف أهل العراق، ويقول: يا معشر أهل العراق! إنّه ليس بينكم وبين الفتح في العاجل والجنّة في الآجل إلّا ساعة من النهار، فأرسوا أقدامكم، وسوّوا صفوفكم، وأعيروا ربّكم جماجمكم. استعينوا


باللَّه إلهكم، وجاهدوا عدوّ اللَّه وعدوّكم، واقتلوهم قتلهم اللَّه وأبادهم، واصبروا فإنّ الأرض للَّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين.


[ إشارة إلى الآية 128 من سورة الأعراف.]



[ شرح نهج البلاغة: 190:5؛ بحارالأنوار: 405:467:32.]




2495- المناقب لابن شهر آشوب- في ذكر حرب صفّين-: قال أميرالمؤمنين: فما انتظاركم إن كنتم تريدون الجنّة ؟! فبرز أبوالهيثم بن التيّهان قائلاً:




  • أحمَدُ ربّي فَهوَ الحَميدُ
    دِينٌ قويمٌ وهو الرشيدٌ
    فقاتل حتى قُتل.



  • ذاكَ الذي يَفعلُ ما يُريدُ
    فقاتل حتى قُتل.
    فقاتل حتى قُتل.



[ المناقب لابن شهر آشوب: 180:3، بحارالأنوار: 587:32.]




استشهاد اُويس بن عامر القرني



2496- رجال الكشّي عن الأصبغ بن نباتة: كنّا مع عليّ عليه السلام بصفّين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً، ثمّ قال: أين تمام المائة؛ لقد عهد إليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يبايعني في هذا اليوم مائة رجل!


قال: إذ جاء رجل عليه قباء صوف، متقلّداً بسيفين، فقال: ابسط يدك اُبايعك. قال عليّ عليه السلام: علامَ تبايعني؟


قال: على بذل مهجة نفسي دونك.


قال: من أنت؟


قال: أنا اُويس القرني.


فبايعه، فلم يزَل يقاتل بين يديه حتى قُتل، فوجد في الرجّالة.


[ رجال الكشّي: 156:315:1، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 53 وراجع المستدرك على الصحيحين: 5718:455:3 وشرح الأخبار: 400:12:2.]




2497- المستدرك على الصحيحين عن أبي مكين: رأيت امرأة في مسجد اُويس القرني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجدهم هذا يصلّون، ويقرؤون في مصاحفهم، فآتي غداءهم وعشاءهم هاهنا حتى يصلّوا الصلوات.


قالت: وكان ذلك دأبهم ما شهدوا حتى غزوا، فاستشهد اُويس وجماعة من أصحابه في الرجّالة بين يدي عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنهم أجمعين.


[ المستدرك على الصحيحين: 5728:461:3.]




2498- المستدرك على الصحيحين عن عليّ بن حكيم عن شريك: ذكروا في مجلسه اُويس القرني، فقال: قتل مع عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه في الرجّالة.


[ المستدرك على الصحيحين: 5727:460:3.]




2499- تاريخ دمشق عن سعيد بن المسيب- في ذكر اُويس القرني-: عاد في أيّام عليّ فقاتل بين يديه، فاستشهد في صفّين أمامه، فنظروا فإذا عليه نيّف وأربعون جراحة، من طعنة، وضربة، ورمية.


[ تاريخ دمشق: 434:9، سير أعلام النبلاء: 5:32:4نحوه.]




قتال هاشم بن عتبة وتوبة شابّ



2500- تاريخ الطبري عن أبي سلمة: إنّ هاشم بن عتبة الزهري دعا الناس عند


المساء: ألا من كان يريد اللَّه والدار الآخرة فإليّ. فأقبل إليه ناس كثير، فشدّ في عصابة من أصحابه على أهل الشام مراراً، فليس من وجه يحمل عليه إلّا صبر له وقاتل فيه قتالاً شديداً.


فقال لأصحابه: لايهولنّكم ما ترون من صبرهم، فواللَّه ما ترون فيهم إلّا حميّة العرب، وصبراً تحت راياتها وعند مراكزها، وإنّهم لعلى الضلال وإنّكم لعلى الحقّ، ياقوم اصبروا، وصابروا، واجتمعوا، وامشوا بنا إلى عدوّنا على تؤدَة


[ التؤدَة: التأنّي "لسان العرب: 101:2".]


رويداً، ثمّ اثبتوا، وتناصروا، واذكروا اللَّه، ولا يسأل رجل أخاه، ولا تُكثروا الالتفات، واصمدوا صمدهم، وجاهدوهم محتسبين حتى يحكم اللَّه بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين.


ثمّ إنّه مضى في عصابة معه من القرّاء فقاتل قتالاً شديداً هو وأصحابه عند المساء، حتى رأوا بعض ما يسرّون به. فإنّهم لكذلك إذ خرج عليهم فتى شابّ وهو يقول:




  • أنا ابنُ أربابِ الملوك غسّان
    إنّي أتاني خبرٌ فأشجان
    أنّ عليّاً قتلَ ابن عفّان



  • والدائن اليوم بدينِ عثمان
    أنّ عليّاً قتلَ ابن عفّان
    أنّ عليّاً قتلَ ابن عفّان




ثمّ يشدّ فلا ينثني حتى يضرب بسيفه، ثمّ يشتم ويلعن ويكثر الكلام.


فقال له هاشم بن عتبة: يا عبد اللَّه، إنّ هذا الكلام بعده الخصام، وإن هذا القتال بعده الحساب، فاتّقِ اللَّه فإنّك راجع إلى اللَّه فسائلك عن هذا الموقف وما أردت به.


قال: فإنّي اُقاتلكم لأنّ صاحبكم لا يصلّي- كما ذكر لي- وأنتم لا تصلّون


أيضاً، واُقاتلكم لأنّ صاحبكم قتل خليفتنا وأنتم أردتموه على قتله.


فقال له هاشم: وما أنت وابن عفّان! إنّما قتله أصحاب محمّد وأبناء أصحابه وقرّاء الناس حين أحدث الأحداث وخالف حكم الكتاب، وهم أهل الدين وأولى بالنظر في اُمور الناس منك ومن أصحابك، وما أظنّ أمر هذه الاُمّة وأمر هذا الدين اُهمل طرفة عين.


فقال له: أجل، واللَّه لا أكذب؛ فإنّ الكذب يضرّ ولا ينفع


قال: فإنّ أهل هذا الأمر أعلم به، فخلّه وأهل العلم به.


قال: ما أظنّك واللَّه إلّا نصحت لي.


قال: وأمّا قولك: 'إنّ صاحبنا لا يصلّي' فهو أوّل من صلّى مع رسول اللَّه، وأفقه خلق اللَّه في دين اللَّه، وأولى بالرسول. وأمّا كلّ من ترى معي فكلّهم قارئ لكتاب اللَّه، لا ينام الليل تهجّداً، فلا يغوينّك عن دينك هؤلاء الأشقياء المغرورون.


فقال الفتى: يا عبد اللَّه إنّي أظنّك امرأً صالحاً، فتخبرني هل تجد لي من توبة؟


فقال: نعم يا عبد اللَّه، تب إلى اللَّه يتُب عليك؛ فإنّه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيّئات ويحب المتطهّرين.


قال: فجشر واللَّه الفتى الناس راجعاً.


فقال له رجل من أهل الشام: خدعك العراقي، خدعك العراقي.


قال: لا، ولكن نصح لي.


[ تاريخ الطبري: 42:5؛ وقعة صفّين: 353، الدرجات الرفيعة: 378.]




/ 40