ذكرى دعوة الإمام إلى المبارزة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




2541- وقعة صفّين عن عمرو بن شمر: قام عليّ بين الصفّين ثمّ نادى: يا معاوية، يكرّرها. فقال معاوية: اسألوه، ما شأنه؟ قال: اُحبّ أن يظهر لي فاُكلّمه كلمة واحدة.


فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص، فلمّا قارباه لم يلتفت إلى عمرو، وقال لمعاوية: ويحك، علامَ يقتتل الناس بيني وبينك، ويضرب بعضهم بعضاً؟! ابرز إليَّ؛ فأيّنا قتل صاحبه فالأمر له.


فالتفتَ معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أباعبد اللَّه فيما ها هنا، اُبارزه؟


فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم أنّه إن نكلتَ عنه لم تزَل سَبّة عليك وعلى عقبك ما بقي عربيّ.


فقال معاوية: يا عمرو بن العاص، ليس مثلي يخدع عن نفسه، واللَّه ما بارز ابنُ أبي طالب رجلاً قطّ إلّا سقى الأرض من دمه! ثمّ انصرف راجعاً حتى انتهى إلى آخر الصفوف، وعمرو معه. فلمّا رأى عليّ عليه السلام ذلك ضحك، وعاد إلى موقفه.


[ وقعة صفّين: 274؛ شرح نهج البلاغة: 217:5، الإمامة والسياسة: 126:1 نحوه وراجع أنساب الأشراف: 85:3 والعقد الفريد: 334:3 وجواهر المطالب: 38:2.]




2542- تاريخ الطبري عن أبي جعفر: قال عليّ لربيعة وهمدان: أنتم درعي ورمحي، فانتدب له نحو من اثني عشر ألفاً، وتقدّمهم عليّ على بغلته، فحمل وحملوا معه حملة رجل واحد، فلم يبقَ لأهل الشام صفّ إلّا انتقض، وقتلوا كلّ من انتهوا إليه، حتى بلغوا معاوية، وعليّ يقول:




  • أضرِبُهم ولا أرى معاوِيَه
    الجاحِظ العَينِ العَظيم الحاوِيَه



  • الجاحِظ العَينِ العَظيم الحاوِيَه
    الجاحِظ العَينِ العَظيم الحاوِيَه



ثمّ نادى معاوية، فقال عليّ: علامَ يُقتل الناس بيننا! هلمّ اُحاكمك إلى اللَّه، فأيّنا قتل صاحبه استقامت له الاُمور. فقال له عمرو: أنصفك الرجل.


فقال معاوية: ما أنصف، وإنّك لتعلم أنّه لم يبارزه رجل قطّ إلّا قتله.


قال له عمرو: وما يجمل بك إلّا مبارزتَه.


فقال معاوية: طمعتَ فيها بعدي.


[ تاريخ الطبري: 41:5، مروج الذهب: 396:2 نحوه، البداية والنهاية: 272:7.]




ذكرى دعوة الإمام إلى المبارزة



2543- الأمالي للصدوق عن عدي بن أرطاة: قال معاوية يوماً لعمرو بن العاص: يا أباعبد اللَّه، أيّنا أدهى؟ قال عمرو أنا للبديهة، وأنت للرويّة. قال معاوية: قضيت لي على نفسك، وأنا أدهى منك في البديهة. قال عمرو: فأين كان دهاؤك يوم رفعت المصاحف؟ قال: بها غلبتني يا أباعبد اللَّه، فلا أسألك عن شي ء تصدّقني فيه. قال: واللَّه إنّ الكذب لقبيح، فسَل عمّا بدا لك أصدقك.


فقال: هل غششتَني منذ نصحتَني؟


قال: لا.


قال: بلى واللَّه، لقد غششتني، أما إنّي لا أقول في كلّ المواطن ولكن في موطن واحد. قال: وأيّ موطن هذا؟ قال: يوم دعاني عليّ بن أبي طالب للمبارزة، فاستشرتُك، فقلتُ: ما ترى يا أباعبد اللَّه، فقلتَ: كفؤ كريم، فأشرت عليّ بمبارزته، وأنتَ تعلم من هو، فعلمتُ أنّك غششتَني.


قال: يا أميرالمؤمنين، دعاك رجل إلى مبارزته، عظيم الشرف، جليل الخطر، فكنتَ من مبارزته على إحدى الحسنيين؛ إمّا أن تقتَله فتكون قد قتلت قتّال الأقران، وتزداد به شرفاً إلى شرفك وتخلو بملكك، وإمّا أن تعجّل إلى مرافقة الشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً.


قال معاوية: هذه شرّ من الأول، واللَّه إنّي لأعلم أنّي لو قتلته دخلت النار، ولو قتلني دخلت النار.


قال عمرو: فما حملك على قتاله؟ قال: الملك عقيم، ولن يسمعها منّي أحد بعدك.


[ الأمالي للصدوق: 125:132، بحارالأنوار: 393:49:33.]




هجوم الإمام على المجموعة التي فيها معاوية



2544- الأخبار الطوال: حمل عليّ رضى الله عنه على الجمع الذي كان فيه معاوية في أهل الحجاز من قريش والأنصار وغيرهم، وكانوا زهاء اثني عشر ألف فارس، وعليّ أمامهم، وكبّروا وكبّر الناس تكبيرة ارتجّت لها الأرض، فانتقضت صفوف أهل الشام، واختلفت راياتهم، وانتهوا إلى معاوية وهو جالس على منبره معه عمرو ابن العاص ينظران إلى الناس، فدعا بفرس ليركبه.


ثمّ إنّ أهل الشام تداعوا بعد جولتهم، وثابوا،


[ ثابَ الناس: اجتمعوا وجاؤوا "لسان العرب: 243:1".]


ورجعوا على أهل العراق، وصبر القوم بعضهم لبعض إلى أن حجز بينهم الليل.


[ الأخبار الطوال: 181.]




2545- وقعة صفّين: ركب عليّ عليه السلام فرسه الذي كان لرسول اللَّه، وكان يقال له: المرتجز، فركبه ثمّ تقدّم أمام الصفوف، ثمّ قال: بل البغلة، بل البغلة. فقُدّمت له بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله الشهباء، فركبها، ثمّ تعصّب بعمامة رسول اللَّه السوداء، ثمّ نادى: أيّها الناس! من يشرِ نفسه للَّهِ يربح؛ هذا يوم له ما بعده، إنّ عدوّكم قد مسّه القرح كما مسّكم.


فانتدب له ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفاً قد وضعوا سيوفهم على عواتقهم، وتقدّمهم عليّ منقطعاً على بغلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله... وتبعه ابن عديّ بن حاتم بلوائه... وتقدّم الأشتر... وحمل الناس حملة واحدة، فلم يبقَ لأهل الشام صفّ إلّا انتقض، وأهمدوا ما أتوا عليه، حتى أفضى الأمر إلى مضرب معاوية، وعليّ يضربهم بسيفه ويقول:




  • أضرِبُهم ولا أرى معاويَه
    الأخزَر العينِ العظيم الحاوِيَه



  • الأخزَر العينِ العظيم الحاوِيَه
    الأخزَر العينِ العظيم الحاوِيَه





فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه، فلمّا وضع رجله في الركاب تمثّل بأبيات عمرو بن الإطنابة:




  • أبَت لي عِفّتي وأبى بلائي
    وإجشامِي علَى المكروهِ نَفسي
    وقَولي كُلّما جَشأت وجاشَت
    لأدفعَ عن مآثرَ صالحاتٍ
    بذي شَطب كلَونِ المِلح صافٍ
    ونفسٍ ما تَقرّ على القبيحِ



  • وأخذي الحمدَ بالثمنِ الربيحِ
    وضَربِي هامَةَ البطلِ المشيحِ
    مكانَك تحمَدي أو تَستريحي
    وأحمي بعدُ عَن عرضٍ صَحيحِ
    ونفسٍ ما تَقرّ على القبيحِ
    ونفسٍ ما تَقرّ على القبيحِ



وقال: يابن العاص، اليومَ صبرٌ، وغداً فخر، صدقتَ، إنّا وما نحن فيه كما قال


ابن أبي الأقلح:




  • ما عِلّتي وأنا رام نابِل
    تَزِلّ عن صَفحتِها المَعابِل
    الموتُ حقٌّ والحياةَ باطِل



  • والقوسُ فيها وتَرٌ عَنابِل
    الموتُ حقٌّ والحياةَ باطِل
    الموتُ حقٌّ والحياةَ باطِل




فثنى معاوية رجله من الركاب ونزل، واستصرخ بعَكٍّ والأشعريّين، فوقفوا دونه، وجالدوا عنه، حتى كره كلّ من الفريقين صاحبه، وتحاجز الناس.


[ وقعة صفّين: 403، بحارالأنوار: 436:51032؛ شرح نهج البلاغة: 58:8 وراجع مروج الذهب: 396:2 والأخبار الطوال: 186 والإمامة والسياسة 147:1 والفتوح: 175:3 و 176 والمناقب للخوارزمي: 243 و 240:244.]




2546- الأخبار الطوال: إنّ عليّاًرضى الله عنه لينغمس في القوم فيضرب بسيفه حتى ينثني، ثمّ يخرج متخضّباً بالدم حتى يسوّى له سيفه، ثمّ يرجع، فينغمس فيهم، وربيعة لا تترك جهداً في القتال معه والصبر، وغابت الشمس، وقربوا من معاوية، فقال لعمرو: ما ترى؟ قال: أن تُخلي سرادقك.


فنزل معاوية عن المنبر الذي كان يكون عليه، وأخلى السرادق، وأقبلت ربيعة، وأمامها عليّ رضى الله عنه حتى غشوا السرادق، فقطعوه، ثمّ انصرفوا. وبات عليّ تلك الليلة في ربيعة.


[ الأخبار الطوال: 183.]




كتاب معاوية إلى الإمام في أثناء الحرب



2547- شرح نهج البلاغة: كتب معاوية إليه |الإمام عليّ عليه السلام|في أثناء حرب


صفّين، بل في أواخرها: من عبد اللَّه معاوية بن أبي سفيان إلى عليّ بن أبي طالب:


أمّا بعدُ؛ فإنّ اللَّه تعالى يقول في محكم كتابه: ' وَ لَقَدْ أُوحِىَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَل-ِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَسِرِينَ '


[ الزمر: 65.]


وإنّي اُحذّرك اللَّه أن تُحبِط عملك وسابقتك بشقّ عصا هذه الاُمّة، وتفريق جماعتها، فاتّقِ اللَّه، واذكر موقف القيامة، واقلع عمّا أسرفت فيه من الخوض في دماء المسلمين، وإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: 'لو تمالأ أهل صنعاء وعدن على قتل رجل واحد من المسلمين لأكبّهم اللَّه على مناخرهم في النار' فكيف يكون حال من قتل أعلام المسلمين وسادات المهاجرين، بَلْهَ


[ بَلْهَ: مِن أسماء الأفعال بمعنى دَعْ واتْرُكْ "النهاية: 155:2".]


ما طحنت رحا حربه من أهل القرآن وذي العبادة والإيمان؛ من شيخ كبير، وشابّ غرير،


[ وَجْهٌ غَرِير: حَسَن. والغَرير: الشابّ الذي لا تجربة له "لسان العرب: 16:5".]


كلّهم باللَّه تعالى مؤمن، وله مخلص، وبرسوله مقرّ عارف، فإن كنتَ أباحسنٍ إنّما تحارب على الإمرة والخلافة، فلعمري لو صحّت خلافتك لكنت قريباً من أن تُعذر في حرب المسلمين، ولكنّها ما صحّت لك، أنّي بصحّتها وأهل الشام لم يدخلوا فيها، ولم يرتضوا بها؟ وخَفِ اللَّه وسطواته، واتّقِ بأسه ونكاله، واغمد سيفك عن الناس، فقد واللَّه أكلتهم الحرب، فلم يبق منهم إلّا كالثَّمَد


[ الثَّمَد: الماء القليل "النهاية: 221:1".]


في قرارة الغدير، واللَّه المستعان.


[ شرح نهج البلاغة: 42:14؛ بحارالأنوار: 80:33.]




جواب الإمام عنه



2548- شرح نهج البلاغة- في ذكر كتاب الإمام عليه السلام إلى معاوية-: من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان: أمّا بعدُ؛ فقد أتتني منك موعظة موصلة ورسالة محبّرة، نمّقتها بضلالك، وأمضيتها بسوء رأيك، وكتاب امرئ ليس له بصر يهديه، ولا قائد يرشده، دعاه الهوى فأجابه، وقاده الضلال فاتّبعه؛ فهجر لاغطاً، وضلّ خابطاً، فأمّا أمرك لي بالتقوى فأرجو أن أكون من أهلها، وأستعيذ باللَّه من أن أكون من الذين إذا اُمروا بها أخذتهم العزّة بالإثم، وأمّا تحذيرك إيّاي أن يُحبط عملي وسابقتي في الإسلام، فلعمري لو كنت الباغي عليك لكان لك أن تحذّرني ذلك، ولكنّي وجدت اللَّه تعالى يقول: 'فَقَتِلُواْ الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِى ءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ'


[ الحجرات: 9.]


فنظرنا إلى الفئتين؛ أمّا الفئة الباغية فوجدناها الفئة التي أنت فيها؛ لأنّ بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام، كما لزمتك بيعة عثمان بالمدينة وأنت أميرلعمر على الشام، وكما لزمت يزيد أخاك بيعة عمر وهو أميرلأبي بكر على الشام. وأمّا شقّ عصا هذه الاُمّة فأنا أحقّ أن أنهاك عنه، فأمّا تخويفك لي من قتل أهل البغي فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمرني بقتالهم وقتلهم، وقال لأصحابه: 'إنّ فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله' وأشار إليّ، وأنا أولى من اتُّبِع أمرُه. وأمّا قولك: إنّ بيعتي لم تصحّ لأنّ أهل الشام لم يدخلوا فيها، كيف وإنّما هي بيعة واحدة تلزم الحاضر والغائب، لا يُثنّى فيها


النظر، ولا يُستأنف فيها الخيار، الخارج منها طاعن، والمُرَوِّي فيها مُداهِن،


[ المُرَوِّي: الذي يرتئي ويُبطئ عن الطاعة ويُفكّر، وأصله من الرويّة. والمداهن: المنافق "شرح نهج البلاغة: 44:14".]


فاربَعْ على ظَلْعك، وانزع سِربال


[ السِّربال: القميص "النهاية: 357:2".]


غيّك، واترك ما لا جدوى له عليك، فليس لك عندي إلّا السيف، حتى تفي ء إلى أمر اللَّه صاغراً، وتدخل في البيعة راغماً. والسلام.


[ شرح نهج البلاغة: 43:14؛ بحارالأنوار: 81:33 وراجع العقد الفريد: 329:3 والإمامة والسياسة: 113:1 ونهج البلاغة: الكتاب 7 ووقعة صفّين: 29.]




حيلة معاوية للنجاة من الحرب



2549- وقعة صفّين- في بيان ما قاله معاوية لعمرو بن العاص حين بلغه شعر الأشتر-: قد رأيت أن أكتب إلى عليّ كتاباً أسأله الشام- وهو الشي ء الأوّل الذي ردّني عنه- واُلقي في نفسه الشكّ والريبة. فضحك عمرو بن العاص، ثمّ قال: أين أنت يا معاوية من خدعة عليّ؟! فقال: ألسنا بني عبد مناف؟ قال: بلى، ولكن لهم النبوّة دونك، وإن شئت أن تكتب فاكتب. فكتب معاوية إلى عليّ مع رجل من السكاسك، يقال له عبد اللَّه بن عقبة، وكان من ناقلة


[ الناقِلة: ضدُّ القاطنين "تاج العروس: 753:15".]


أهل العراق، فكتب:


أمّا بعدُ، فإنّي أظنُّك أن لو علمتَ أنّ الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت وعلمنا، لم يجِنها بعضنا على بعض، وإنّا وإن كنّا قد غُلِبنا على عقولنا فقد بقي لنا منها ما نندم به على ما مضى، ونُصلح به ما بقي. وقد كنت سألتك الشام على ألّا يلزمني لك


طاعة ولا بيعة، فأبيتَ ذلك عليّ، فأعطاني اللَّه ما منعت، وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس، فإنّي لا أرجو من البقاء إلّا ما ترجو، ولا أخاف من الموت إلّا ما تخاف. وقد واللَّه رقّت الأجناد، وذهبت الرجال، ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل إلّا فضل لا يستذلّ به عزيز، ولا يسترقّ حرٌّ به. والسلام.


[ وقعة صفّين: 470، كنز الفوائد: 44:2، بحارالأنوار: 416:129:33؛ مروج الذهب: 22:3، الأخبار الطوال: 187، الإمامة والسياسة: 137:1، المناقب للخوارزمي: 240:255 كلّها نحوه وفيها من 'أمّا بعد...'.]




جواب الإمام



2550- وقعة صفّين: فلمّا انتهى كتاب معاوية إلى عليّ قرأه، ثمّ قال: العجب لمعاوية وكتابه! ثمّ دعا عليٌّ عبيدَ اللَّه بن أبي رافع كاتبه، فقال: اكتب إلى معاوية:


أمّا بعد؛ فقد جاءني كتابك، تذكر أنّك لو علمتَ وعلمنا أنّ الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجنِها بعضنا على بعض، فإنّا وإيّاك منها في غاية لم تبلغها، وإنّي لو قُتلت في ذات اللَّه وحَييت، ثمّ قُتلت ثمّ حَييت سبعين مرّة، لم أرجع عن الشدّة في ذات اللَّه، والجهاد لأعداء اللَّه. وأمّا قولك: إنّه قد بقي من عقولنا ما نندم به على ما مضى، فإنّي ما نقصت عقلي، ولا ندمت على فعلي. فأمّا طلبك الشام، فإنّي لم أكن لاُعطيَك اليوم ما منعتك منها أمسِ. وأمّا استواؤنا في الخوف والرجاء؛ فإنّك لست أمضى على الشكّ منّي على اليقين، وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة. وأمّا قولك: إنّا بنو عبد مناف


ليس لبعضنا على بعض فضل؛ فلعمري إنّا بنو أب واحد، ولكن ليس اُميّة كهاشم، ولا حرب كعبد المطّلب، ولا أبوسفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا المحقّ كالمبطل. وفي أيدينا بعدُ فضل النبوّة التي أذللنا بها العزيز، وأعززنا بها الذليل. والسلام.


[ وقعة صفّين: 471، كنز الفوائد: 45:2، بحارالأنوار: 416:130:33؛ مروج الذهب: 22:3، الأخبار الطوال: 187، الإمامة والسياسة: 138:1، المناقب للخوارزمي: 240:256 كلّها نحوه.]




2551- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى معاوية جواباً على كتاب منه إليه-: أمّا طلبك إليّ الشام؛ فإنّي لم أكُن لاُعطيَك اليوم ما منعتك أمس. وأمّا قولك: إنّ الحرب قد أكلت العرب إلّا حشاشات أنفس بقيت؛ ألا ومَن أكَلَه الحقّ فإلى الجنّة، ومَن أكَلَه الباطل فإلى النار. وأمّا استواؤنا في الحرب والرجال؛ فلستَ بأمضى على الشكّ منّي على اليقين، وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الآخرة. وأمّا قولك: إنّا بنو عبد مناف؛ فكذلك نحن. ولكن ليس اُمّية كهاشم، ولا حرب كعبد المطّلب. ولا أبوسفيان كأبي طالب. ولا المهاجر كالطليق، ولا الصريح كاللصيق. ولا المحقّ كالمُبطل، ولا المؤمن كالمُدغِل.


[ رجل مُدْغِل: مخابٌّ مُفسِد، وأدغل في الأمر: أدخلَ فيه ما يفسده ويخالفه "لسان العرب: 244:11".]


ولبئس الخلف خلف يتبع سلفاً هوى في نار جهنّم.


وفي أيدينا بعدُ فضل النبوّة التي أذللنا بها العزيز ونعشنا بها الذليل. ولمّا أدخل اللَّه العرب في دينه أفواجاً، وأسلمت له هذه الاُمّة طوعاً وكرهاً، كنتم ممّن دخل في الدين إمّا رغبة وإمّا رهبة، على حين فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب


/ 40