خطبة الإمام قبل الشخوص - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




اللَّهَ في حقّكم أن تضيّعوه وفي دمكم أن تُبطلوه.


[ تاريخ الطبري: 563:4.]




راجع: السياسة العلوية/أصحاب الإمام يشيرون عليه بالاستعداد للحرب.


خطبة الإمام قبل الشخوص



2422- وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود: لمّا أراد عليّ عليه السلام الشخوص من النخيلة، قام في الناس- لخمس مضين من شوال يوم الأربعاء- فقال:


الحمد للَّه غير مفقود النعم، ولا مكافأِ الإفضال، وأشهد ألّا إله إلّا اللَّه ونحن على ذلكم من الشاهدين، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلى الله عليه و آله.


أمّا بعد ذلكم؛ فإنّي قد بعثت مقدّماتي، وأمرتهم بلزوم هذا المِلطاط،


[ قال الشريف الرضي: يعني عليه السلام بالمِلْطاط هاهنا: السَّمْت الذي أمرهم بلزومه؛ وهو شاطئ الفرات، ويقال ذلك أيضاً لشاطئ البحر، وأصله ما استوى من الأرض "نهج البلاغة: ذيل الخطبة 48".]


حتى يأتيهم أمري، فقد أردت أن أقطع هذه النُّطفة


[ قال الشريف الرضي: ويعني بالنُّطفة: ماء الفرات، وهو من غريب العبارات وعجيبها "نهج البلاغة: ذيل الخطبة 48".]


إلى شرذمة منكم مُوطّنين بأكناف


[ أكناف: الكَنَفُ: ناحية الشي ء، وناحيتا كلِّ شي ء كنفاه، والجمع أكناف "لسان العرب: 308:9".]


دجلة، فاُنهضهم معكم إلى أعداء اللَّه إن شاء اللَّه، وقد أمّرت على المصر عقبة بن عمرو الأنصاري، ولم آلُكم ولا نفسي، فإيّاكم والتخلّف والتربّص؛ فإنّي قد خلّفت مالك بن حبيب اليربوعي، وأمرته ألّا يترك متخلّفاً إلّا ألحقه بكم


عاجلاً إن شاء اللَّه.


فقام اليه معقل بن قيس الرياحي فقال: يا أميرالمؤمنين! واللَّه لا يتخلّف عنك إلّا ظنين، ولا يتربص بك إلّا منافق. فأْمُر مالك بن حبيب أن يضرب أعناق المتخلّفين.


قال عليّ عليه السلام: قد أمرته بأمري، وليس مقصّراً في أمري إن شاء اللَّه.


وأراد قوم أن يتكلّموا فدعا بدابّته فجاءته، فلمّا أراد أن يركب وضع رجله في الركاب وقال: 'بسم اللَّه'. فلما جلس على ظهرها قال: 'سُبْحَنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ و مُقْرِنِينَ وَ إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ'.


[ الزخرف: 13 و14.]


ثمّ قال: اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحيرة بعد اليقين، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد. اللهمّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، ولا يجمعهما غيرك؛ لأنّ المستخلَف لا يكون مستصحَباً، والمستصحَب لا يكون مستخلَفاً.


[ وقعة صفّين: 131.]




2423- الأخبار الطوال: لمّا أجمع عليّ عليه السلام على المسير إلى أهل الشام، وحضرت الجمعة، صعد المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وصلّى على النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ قال:


أيّها الناس! سيروا إلى أعداء السنن والقرآن، سيروا إلى قتلة المهاجرين والأنصار، سيروا إلى الجفاة الطغام الذين كان إسلامهم خوفاً وكرهاً، سيروا إلى المؤلّفة قلوبهم ليكفّوا عن المسلمين بأسهم.


[ الأخبار الطوال: 164 وراجع الفتوح: 550:2 ووقعة صفّين: 94.]




2424- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له عند المسير إلى الشام، وقيل: هو بالنخيلة


خارجاً من الكوفة إلى صفّين-: الحمد للَّه كلّما وقبَ ليلٌ وغسقَ، والحمد للَّه كلّما لاحَ نجمٌ وخفقَ، والحمد للَّه غير مفقود الإنعام، ولا مكافأِ الإفضال.


أمّا بعد؛ فقد بعثت مقدّمتي،وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط، حتى يأتيهم أمري، وقد رأيت أن أقطع هذه النطفة إلى شرذمة منكم، مُوطّنين أكناف دجلة، فاُنهضهم معكم إلى عدوّكم، وأجعلهم من أمداد القوّة لكم.


[ نهج البلاغة: الخطبة 48 وراجع وقعة صفّين: 134.]




ردّ الشمس بدعاء الإمام



2425- وقعة صفّين عن ابن مخنف: إنّي لأنظر إلى أبي، مخنف بن سُليم وهو يساير عليّاً ببابل، وهو يقول: إنّ ببابل أرضاً قد خُسِف بها، فحرّك دابتك لعلّنا أن نصلّي العصر خارجاً منها.


فحرّك دابته وحرّك الناس دوابّهم في أثره، فلمّا جاز جسر الصراة نزل فصلّى بالناس العصر.


|و| عن عبد خير: كنت مع عليّ أسير في أرض بابل. وحضرت الصلاة صلاة العصر. فجعلنا لا نأتي مكاناً إلّا رأيناه أفيح


[ كلّ موضع واسع يقال له: أفيَح "النهاية: 484:3".]


من الآخر، حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا، وقد كادت الشمس أن تغيب. فنزل عليٌّ ونزلت معه، فدعا اللَّه فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر، فصلّينا العصر، ثمّ غابت الشمس.


[ وقعة صفّين: 135 وراجع تهذيب التهذيب: 4144:237:3.]




راجع: القسم الثالث عشر/ردّ الشمس له/ردّ الشمس أيّام إمارة الإمام.


بكاءُ الإمام لمّا وصل إلى كربلاء



2426- وقعة صفّين عن الحسن بن كثير عن أبيه: إنّ عليّاً أتى كربلاء فوقف بها، فقيل: يا أميرالمؤمنين، هذه كربلاء.


قال: ذات كربٍ وبلاء.


ثمّ أومأ بيده إلى مكان فقال: هاهنا موضع رحالهم، ومُناخ ركابهم.


وأومأ بيده إلى موضع آخر فقال: هاهنا مُهراق دمائهم.


[ وقعة صفّين: 142، بحارالأنوار: 420:32 و ج 58:339:41؛ شرح نهج البلاغة: 171:3 وراجع الإرشاد: 332:1 وخصائص الأئمّة عليهم السلام: 47.]




2427- الفتوح: سار |عليّ عليه السلام| حتى نزل بدير كعب فأقام هنالك باقي يومه وليلته. وأصبح سائراً حتى نزل بكربلاء، ثمّ نظر إلى شاطئ الفرات وأبصر هنالك نخيلاً فقال:


يابن عبّاس! أتعرف هذا الموضع؟


فقال: لا يا أميرالمؤمنين! ما أعرفه.


فقال: أما إنّك لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجاوزه حتى تبكي لبكائي.


قال: ثمّ بكى عليّ رضى الله عنه بكاءً شديداً، حتى اخضلّت لحيته بدموعه وسالت الدموع على صدره، ثمّ جعل يقول:


اواه! مالي ولآل أبي سفيان! ثمّ التفت إلى الحسين رضى الله عنه فقال: اِصبر أباعبد اللَّه! فلقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى من بعدي.


قال: ثمّ جعل علي رضى الله عنه يجول في أرض كربلاء كأنّه يطلب شيئاً، ثمّ نزل ودعا بماء فتوضّأ وضوء الصلاة، ثمّ قام فصلّى ما شاء أن يصلّي والناس قد نزلوا هنالك من قرب نينوى


[ نِيْنَوى: ناحية بسواد الكوفة إلى جانب نهر دجلة، منها كربلاء التي قتل بها الحسين عليه السلام "راجع معجم البلدان: 339:5".]


إلى شاطئ الفرات. قال: ثمّ خفق برأسه خفقة فنام وانتبه فزعاً فقال:


يابن عبّاس! ألا اُحدّثك بما رأيت الساعة في منامي؟


فقال: بلى يا أميرالمؤمنين!


فقال: رأيت رجالاً بيض الوجوه، في أيديهم أعلام بيض، وهم متقلّدون بسيوف لهم، فخطّوا حول هذه الأرض خطّة، ثمّ رأيت هذه النخيل وقد ضربت بسعفها الأرض، ورأيت نهراً يجري بالدم العَبيط، ورأيت ابني الحسين وقد غرق في ذلك الدم وهو يستغيث فلا يغاث، ثمّ إنّي رأيت اُولئك الرجال البيض الوجوه الذين نزلوا من السماء وهم ينادون: صبراً آل الرسول صبراً! فإنّكم تُقتلون على أيدي أشرار الناس، وهذه الجنّة مشتاقة إليك يا أباعبد اللَّه! ثمّ تقدّموا إليّ فعزّوني وقالوا: أبشر يا أباالحسن! فقد أقرّ اللَّه عينك بابنك الحسين غداً يوم يقوم الناس لربّ العالمين. ثمّ إنّي انتبهت؛ فهذا ما رأيت، فوَالذي نفس عليّ بيده! لقد حدّثني الصادق المصدوق أبوالقاسم صلى الله عليه و آله أنّي سأرى هذه الرؤيا بعينها في خروجي إلى قتال أهل البغي علينا، وهذه أرض كربلاء الذي يُدفن فيها ابني الحسين وشيعته وجماعة من ولد فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله، وأنّ هذه البقعة المعروفة في أهل السماوات تذكر بأرض كربٍ وبلاء، وليُحشرنّ منها قوم يدخلون الجنّة


بلا حساب.


[ الفتوح: 551:2 وراجع وقعة صفّين: 140.]




راجع: القسم الثالث عشر/إخباره بالاُمور الغيبيّة/استشهاد الحسين في كربلاء.


مرور الجيش بالمدائن



2428- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: ثمّ مضى نحو ساباط


[ سَابَاط: موضع في العراق معروف قرب المدائن وبهرسير، يعرف بساباط كِسرى "راجع معجم البلدان: 166:3".]


حتى انتهى إلى مدينة بهرسير،


[ بَهُرَسِير: من نواحي سواد بغداد قرب المدائن وساباط "معجم البلدان: 515:1".]


وإذا رجل من أصحابه يقال له حرّ بن سهم بن طريف من بني ربيعة بن مالك، ينظر إلى آثار كسرى، وهو يتمثّل قول ابن يعفر التميمي:




  • جرتِ الرياحُ على مكان ديارِهم
    فكأنّما كانوا على ميعاد



  • فكأنّما كانوا على ميعاد
    فكأنّما كانوا على ميعاد




فقال عليّ: أفلا قلت: 'كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقَامٍ كَرِيمٍ وَ نَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَكِهِينَ كَذَ لِكَ وَ أَوْرَثْنَهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا كَانُواْ مُنظَرِينَ'؟


[ الدخان: 25 تا 29.]


إنّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إنّ هؤلاء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية. إيّاكم وكفر النعم لا تحلّ بكم النِّقم. ثمّ قال: انزلوا بهذه النَّجوة.


[ النَّجوة: هو ما ارتفع من الأرض "النهاية: 26:5".]



[ وقعة صفّين: 142، كنز الفوائد: 315:1 نحوه إلى نهاية الآية، بحارالأنوار: 422:32؛ شرح نهج البلاغة: 202:3، المعيار والموازنة: 132، كنز العمّال: 44228:204:16 نقلاً عن ابن أبي الدنيا وتاريخ بغداد وكلاهما نحوه.]




2429- وقعة صفّين عن الأصبغ بن نباتة: إنّ رجلاً سأل عليّاً بالمدائن عن وضوء رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام، فدعا بمِخْضَبٍ


[ المِخضَب: هي إجّانةٌ تُغْسَلُ فيها الثياب "النهاية: 39:2".]


من بِرامٍ قد نَصَفَه الماء. قال عليّ: مَن السائل عن وضوء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟


فقام الرجل، فتوضّأ عليٌّ ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه واحدة، وقال: هكذا رأيت رسول اللَّه يتوضّأ.


[ وقعة صفّين: 146.]




2430- وقعة صفّين عن حَبّة العُرَني: أمر عليّ بن أبي طالب الحارث الأعور فصاح في أهل المدائن: من كان من المقاتلة فليوافِ أميرالمؤمنين صلاة العصر. فوافوه في تلك الساعة، فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال:


أمّا بعد فإنّي قد تعجبت من تخلّفكم عن دعوتكم، وانقطاعكم عن أهل مصركم في هذه المساكن الظالم أهلُها، والهالك أكثر سكانها، لا معروفاً تأمرون به، ولا منكراً تنهون عنه.


قالوا: يا أميرالمؤمنين! إنّا كنّا ننتظر أمرك ورأيك، مُرنا بما أحببت.


فسار وخلّف عليهم عديّ بن حاتم، فأقام عليهم ثلاثاً ثمّ خرج في ثمانمائة، وخلّف ابنه يزيد فلحقه في أربعمائة رجل منهم، ثمّ لحق عليّاً.


[ وقعة صفّين: 143، بحارالأنوار: 423:32؛ شرح نهج البلاغة: 203:3 وليس فيه 'ثمّ لحق عليّاً'.]




مرور الجيش بالأنبار



2431- وقعة صفّين عن حبّة العُرَني: وجاء عليّ حتى مرّ بالأنبار، فاستقبله


بنو خُشنوشك


[ قال سليمان بن الربيع بن هشام النهدي أحد رواة كتاب صفّين: خُشْ: طيب. نُوشَك: راض. يعني بني الطيّب الراضي، بالفارسيّة "انظر وقعة صفّين: 144".]


دهاقنتها. فلما استقبلوه نزلوا ثمّ جاؤوا يشتدّون معه قال: ما هذه الدوابّ التي معكم؟ وما أردتم بهذا الذي صنعتم؟


قالوا: أمّا هذا الذي صنعنا فهو خُلق منّا نعظّم به الاُمراء. وأمّا هذه البراذين فهديّة لك. وقد صنعنا لك وللمسلمين طعاماً، وهيّأنا لدوابّكم علفاً كثيراً.


قال: أمّا هذا الذي زعمتم أنّه منكم خُلق تعظّمون به الاُمراء فواللَّه، ما ينفع هذا الاُمراء، وإنّكم لتشقّون به على أنفسكم وأبدانكم، فلا تعودوا له. وأمّا دوابّكم هذه فإن أحببتم أن نأخذها منكم فنحسبها من خراجكم أخذناها منكم. وأمّا طعامكم الذي صنعتم لنا فإنّا نكره أن نأكل من أموالكم شيئاً إلّا بثمن.


قالوا: يا أميرالمؤمنين، نحن نقوِّمه ثمّ نقبل ثمنه.


قال: إذاً لا تقوّمونه قيمته، نحن نكتفي بما دونه.


قالوا: يا أميرالمؤمنين، فإنّ لنا من العرب مواليَ ومعارفَ، فتمنعنا أن نهدي لهم وتمنعهم أن يقبلوا منا؟


قال: كلّ العرب لكم موالٍ، وليس ينبغي لأحد من المسلمين أن يقبل هديّتكم. وإن غصبكم أحدٌ فأعلمونا.


قالوا: يا أميرالمؤمنين، إنّا نحبّ أن تقبل هديّتنا وكرامتنا.


قال لهم: ويحكم، نحن أغنى منكم. فتركهم ثمّ سار.


[ وقعة صفّين: 143، بحارالأنوار: 424:32.]




خبر ماء الدير



2432- الفتوح: أقام عليّ رضى الله عنه بالأنبار يومين، فلمّا كان في اليوم الثالث سار بالناس في بريّة ملساء، وعطش الناس واحتاجوا إلى الماء. قال: وإذا براهب في صومعته، فدنا منه عليّ رضى الله عنه وصاح به فأشرف عليه، فقال له عليّ رضى الله عنه: هل تعلم بالقرب منك ماء نشرب منه؟


فقال: ما أعلم ذلك، وإنّ الماء ليُحمل إلينا من قريبٍ من فرسخين.


قال: فتركه عليّ رضى الله عنه وأقبل إلى موضع من الأرض فطاف به، ثمّ أشار إلى مكان منه فقال: احفروا ههنا.


فحفروا قليلاً وإذا هم بصخرة صفراء كأنّما طليت بالذهب، وإذا هي على سبيل الرحى لا ينتقلها إلّا مائة رجل.


فقال عليّ رضى الله عنه: اقلبوها فالماء من تحتها.


فاجتمع الناس عليها فلم يقدروا على قلبها.


قال: فنزل عليّ رضى الله عنه عن فرسه، ثمّ دنا من الصخرة وحرّك شفتيه بشي ء لم يُسمع، ثمّ دنا من الصخرة وقال: باسم اللَّه، ثمّ حرّكها ورفعها فدحاها ناحية.


قال: فإذا بعين من الماء لم تر الناس أعذب منها ولا أصفى ولا أبرد، فنادى في الناس أن 'هلمّوا إلى الماء'.


قال: فورد الناس فنزلوا وشربوا وسقوا ما معهم من الظَّهر، وملؤوا أسقيتهم، وحملوا من الماء ما أرادوا. ثمّ حمل على الصخرة وهو يحرّك شفتيه بمثل كلامه الأوّل حتى ردّ الصخرة إلى موضعها.


ثمّ سار حتى نزل في الماء الذي أرادوا وإذا ماؤه متغيّر، فقال علي رضى الله عنه لأصحابه:


أفيكم من يعرف مكان الماء الذي يتم عليه؟


فقالوا: نعم يا أميرالمؤمنين.


قال: فانطلَقوا إليه، فطلبوا مكان الصخرة فلم يقدروا عليه؛ فانطلقوا إلى الراهب فصاحوا به: يا راهب! فأشرف عليهم، فقالوا: أين هذا الماء الذي هو بالقرب من ديرك؟


فقال الراهب: إنّه ما بقُربي شي ء من الماء!


فقالوا: بلى! قد شربنا منه. نحن وصاحبنا، وهو الذي استخرج لنا الماء وقد شربنا منه.


فقال الراهب: واللَّه ما بُني هذا الدير إلّا بذلك الماء، وإنّ لي في هذه الصومعة منذ كذا سنة ما علمت بمكان هذا الماء، وإنّها عين يقال لها عين راحوما، ما استخرجها إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ، ولقد شرب منها سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً.


قال: فرجعوا إلى عليّ رضى الله عنه فأخبروه بذلك، فسكت ولم يقل شيئاً.


[ الفتوح: 555:2 وراجع وقعة صفّين: 145.]




2433- الإرشاد- في بيان قصّة عطش أصحاب الإمام عليه السلام لمّا توجّه إلى صفّين ولقائهم مع الراهب-: فقال عليه السلام: اكشفوا الأرض في هذا المكان.


فعدل جماعة منهم إلى الموضع فكشفوه بالمساحي، فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، هنا صخرة لا تعمل فيها المساحي.


/ 40