استدامة الجهل - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الذي لا حيلة في مداواته'.


[ الاختصاص: 221 عن أبي الربيع الشامي، بحارالأنوار: 35:320:72.]




وقال السيّد الإمام الخميني رحمه الله في وصيّته لابنه:


'يا بُنيّ اعتُقْ نفسك من رقّ الزهو والعُجب؛ فإنّه إرث الشيطان الذي عصى اللَّه تعالى في الخضوع لوليّه وصفيّه جلّ وعلا بسببه. واعلَمْ أنّ جميع بلايا الإنسان من هذا الإرث الشيطاني، فهو أصل اُصول الفتنة'.


[ صحيفة النور 'مجموعة كلمات الإمام الخميني': 371:22.]




وإذا ترسّخ هذا الداء في نفس أحد، فلا ينفعه عندئذٍ أيّ عمل من أعماله في نجاته وتكامله. وقال الإمام الصادق عليه السلام:


قال إبليس لعنة اللَّه عليه لجنوده: إذا استمكنتُ من ابن آدم في ثلاث، لم اُبالِ ما عمل ؛ فإنّه غير مقبول منه: إذا استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العُجب'.


[ الخصال: 86:112 عن عبد الرحمن بن الحجّاج، روضة الواعظين: 418، بحارالأنوار: 15:315:72.]




إنّ داء العجب في الحقيقة يحول دون استمتاع المرء ببركات أعماله الصالحة من جهة، ويُفضي إلى ضروب الانحرافات الأخلاقيّة من جهة اُخرى. وهكذا ينبغي أن نؤكّد أنّ سائر أعراض 'التعمّق' التي سنُشير إليها لاحقاً ترشُف من هذه الرذيلة.


استدامة الجهل



وتُمثّل الغصن الآخر من أغصان شجرة 'التعمّق'، ولها في العُجب جذور على نحوٍ ما؛ فحينما يُفرط الإنسان في عمله، وينطلق فيه بلا تعقّل، ويرى نفسه


أفضل من الآخرين من دون منازِع؛ فإنّه لا يعيد النظر في فكره وعمله، ويسعى في جهله، ويَلجّ فيه، ويَظلّ حبيسَ حبالته.


ومن هنا قال الإمام الهادي عليه السلام:


'العُجب صارف عن طلب العلم، داعٍ إلى التخبّط في الجهل'.


[ نزهة الناظر: 16:140، بحارالأنوار: 27:199:72 وراجع الدرّة الباهرة: 42.]




وفي الواقع أنّ داء العُجب يُلقي الإنسان في الجهل المركّب حقّاً، و'المتعمّق'- كما قلنا- يرى أنّ ما يفعله هو الأفضل، فلِمَ التأمّل وإعادة النظر فيه إذن؟


وتحدّث القرآن الكريم عن أمثال هذا النموذج بنحو يدعو إلى الاعتبار والاتّعاظ. قال جلّ من قائل:


'قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا'.


[ الكهف: 103 و 104.]


وحين تُليت هذه الآية الكريمة عند الإمام عليه السلام، قال:


'أهل حَروراء منهم'.


وهكذا يأسر العجب الإنسان في الجهل، والمفتون بهذا الجهل لا يرى نفسه جاهلاً أبداً، ولا ينفكّ من هذا القيد بتاتاً، وكلام الإمام عليه السلام في هذا الشأن معبِّر ناطق بليغ، فقد قال عليه السلام في وصيّته لابنه الحسن عليه السلام:


'إنّ الجاهل مَنْ عدّ نفسه- بما جهل من معرفة العلم- عالماً، وبرأيه مكتفياً؛ فما يزال للعلماء مباعداً، وعليهم زارياً، ولمن خالفه مخطّئاً، ولعالمٍ يعرف من الاُمور مضلِّلاً، فإذا ورد عليه من الاُمور ما لم يعرفه أنكره وكذّب به وقال


بجهالته: ما أعرف هذا، وما أراه كان، وما أظنّ أن يكون، وأنّى كان؟! وذلك لثقته برأيه، وقلّة معرفته بجهالته. فما ينفكّ- بما يرى ممّا يلتبس عليه رأيه ممّا لم يعرف- للجهل مستفيداً، وللحقّ منكراً، وفي الجهالة متحيّراً، وعن طلب العلم مستكبراً'.


[ تحف العقول: 73، بحارالأنوار: 1:203:77 نقلاً عن كتاب الرسائل للكليني.]




التكفير والاتّهام



إنّ إحدى الثمار المرّة المضرّة للتطرّف المنطلق من الجهل، والإفراط الهشّ الخاوي، و'التعمّق' في الدين، وحبّ التمحور المنبثق منه هي اتّهام الآخرين بالخروج من الدين؛ فالسطحيّون المتحجّرون الزاهون بأنفسهم العادّون سلوكهم معياراً للحقّ يحكمون على الآخرين بلا أناةٍ ولا أساس، ويقصمون ظهر كلّ من لا يفكّر تفكيرهم بعصا التكفير. وهكذا كان الخوارج، فهم الذين كانوا قد فرضوا التحكيم على الإمام عليه السلام غير آذِنين لأنفسهم بالتفكير فيه والتأمّل فيما ابتدعوه ولو قليلاً، ثمّ حملوا عصا التكفير وكفّروا الإمام عليه السلام وهو الذي كان كيان الإيمان الماثل، وصورة الحقّ المتجسّد، ومظهر الربّانيّة الرفيعة. والعجب أنّهم قد أفتوا بقتل كلّ من لم يعتقد بعقيدتهم، وأقدموا على ذلك عمليّاً، فقتلوا أشخاصاً في هذا السبيل.


[ من جملتهم عبد اللَّه بن خباب بن الأرت، وقصّته مشهورة.]


وواصلوا نهجهم على هذا المنوال، وشرّعوا التكفير، وقالوا بكفر كلّ من يرتكب الكبيرة. ومن هنا، لمّا سُئل أحد قادتهم؛ وهو قطري بن الفُجاءة، في إحدى المعارك: هل تقاتل أم لا؟ فأجاب بالنفي، ثمّ استدرك فعزم على القتال، قال جنده: كَذَبَ وكَفَرَ. وعرّضوا به قائلين: 'دابّة اللَّه'، فحكم عليهم


بالكفر.


[ راجع الكامل للمبرّد: 1334:3.]




التعصّب واللجاج



اللجاج من وحي الجهل والتعصّب الأعمى إفراز آخر من الإفرازات الخطرة للتطرّف الديني والعُجب المنبثق منه. وهكذا فالشخص المتعمّق مرتهن بحبالة الزيغ والضلال بحيث تتعذّر نجاته. من هذا المنطلق، ولمّا اتّصف به الخوارج، خاطبهم الإمام عليه السلام قائلاً:


'أيّتها العصابة التي أخرجتها عداوة المراء واللجاجة، وصدّها عن الحقّ الهوى، وطمع بها النَّزَق،


[ النَّزَق: خفّة في كلّ أمر وعجلة في جهل وحمق "لسان العرب: 352:10".]


وأصبحت في اللبس والخطب العظيم'.


[ تاريخ الطبري: 84:5.]




وهكذا 'فالمتعمّقون' و 'المتعصّبون' أولو اللجاجة لم ينظروا فيما يعتقدون به قطّ، ولم يحتملوا فيه الخطأ فيرونه بحاجةٍ إلى إعادة نظر وتمحيص. من هنا صمّوا عن سماع توجيهات الإمام عليه السلام الناصحة الشفيقة، ولم يعيدوا النظر في مواقفهم حين حاورهم ابن عبّاس وغيره من رُسُل الإمام عليه السلام حواراً استدلاليّاً واعياً، بل أنّهم قد تصامّوا عن الكلام؛ لئلّا يسمعوهُ فيؤثّر فيهم. قال عبد اللَّه بن وهب، وهو يقاتل:


'ألقوا الرماح، وسلّوا سيوفكم من جفونها؛ فإنّي أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حَروراء!'.


وصرخوا بعد مناظرةٍ للإمام عليه السلام معهم قائلين: 'لا تخاطبوهم ولا تكلّموهم'.


ولمّا سمعوا احتجاج ابن عبّاس الرصين، وقد أغلق عليهم منافذ التذرّع والتشبّث، مستهدياً بالقرآن الكريم، صاحوا:


'لا تجعلوا احتجاج قريش حجّةً عليكم؛ فإنّ هذا من القوم الذين قال اللَّه عزّ وجلّ فيهم: 'بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ '!


[ الزخرف: 58.]




وحين سمعوا أجوبته القويّة في حوار آخر وعَيَوا عن ردّه، رفعوا عقيرتهم بوجهه مخاطبين إيّاه بقولهم:


'أمْسِكْ عنّا غَرْب لسانك يا ابن عبّاس؛ فانّه طلق ذلق غوّاص على موضع الحجّة!'.


وعلى هذا فالخوارج- وبعنوان آخر 'القرّاء'، وأخيراً 'المتعمّقون' في الدين، وفيما نتج عنهم من الإفراط، والتطرّف، والجهل، واللجاجة- قد ظلّوا على كفرهم، وصاروا مصدراً للغيّ والضياع في المجتمع الإسلامي.


دور المتغلغلين



ينبغي في الختام ألّا نغفل عن نقطةٍ في تحليل فتنة الخوارج واستقصاء جذورها، وتتمثّل هذه النقطة في دور المتغلغلين بخاصّة 'القاسطين' في انحراف 'المارقين'، مع تذكيرنا بصعوبة العثور على وثائق تاريخيّة لإثبات هذا الموضوع نتيجةً للسرّيّة الموجودة في هذا المجال بشكل طبيعيّ، بَيْد أنّنا يتسنّى لنا أن نبلغ ما نصبوا إليه إلى حدٍّما عبر قرائن معيّنة، ومن هذه القرائن التي يمكن أن تساعد الباحث في هذا الحقل: دراسة دور الأشعث بن قيس في هذه الفتنة.


[ راجع: القسم السادس عشر:الأشعث بن قيس.]




إنّ التأمّل في النصوص التاريخيّة، لاسيّما فيما ذكره كتاب 'وقعة صفّين' الثمين حول الأشعث وموقفه في ذروة القتال يوم صفّين وما بعده لا يدع مجالاً للشكّ في أنّه لم يرتبط بالإمام عليه السلام ولم يُوالِه قطّ، وأنّه كان عنصراً متغلغلاً عميلاً لمعاوية في جيشه عليه السلام، ويعود ذلك إمّا لإقالته عن ولاية آذربايجان،


[ وقعه صفّين: 21.]


وعزله عن


رئاسة قبيلته،


[ وقعة صفّين: 137 تا 139.]


أو لتقلّباته الاعتقاديّة واضطراب عقائده الدينيّة، ممّا دفع ابن أبي الحديد أن يقول:


'كلّ فسادٍ كان في خلافة عليّ عليه السلام وكلّ اضطراب حدث فأصله الأشعث'.


[ شرح نهج البلاغة: 279:2 وليُتأمّل في تتمّة كلام ابن أبي الحديد.]




وكان الأشعث متّهماً بارتباطه بمعاوية، وهو نفسه كان منتبهاً إلى هذه النقطة، حذِراً منها، وكان يحاول ألّا يعمل ما يفضحه ويكشف للناس حقيقته، وقد راودته فكرة التوجّه إلى معاوية بعد عزله، فمنعه قومه من ذلك.


[ وقعة صفّين: 21.]


وارتباطاته مع معاوية، وحواره مع رُسُله إليه دليل على نفاقه.


[ وقعة صفّين: 408، تاريخ اليعقوبي: 188:2.]




وعندما احتدم القتال، وتضعضع جيش معاوية، ولاحت في الاُفق بشائر آيات النصر لجيش الإمام عليه السلام، خطب الأشعث بقبيلته، وأفزعهم ذاكراً ترمّل النساء ويُتم الأطفال، فبان وهن عجيب في صفوفهم.


[ وقعه صفّين: 481.]


ولمّا رفع أصحاب معاوية المصاحف بمكيدة ابن العاص، خطب الأشعث وأكره الإمام عليه السلام على قبول التحكيم.


[ وقعة صفّين: 482.]


وحينما وافق الإمام على التحكيم، واختار مالك الأشتر أو عبد اللَّه بن عبّاس ممثّلاً عنه، عمل الأشعث بكلّ ماله من قوّة للحيلولة دون ذلك.


[ وقعة صفّين: 499.]


ولمّا كُتِب نصّ التحكيم رفعه أمام الجيش، فصاح بعض الأفراد قائلين: لا حكم إلّا


للَّه.


[ وقعة صفّين: 512.]


و بعد أن انكشفت أسرار المؤامرة قليلاً هبّ أولئك المخدوعون فاتّهموا عليّاً عليه السلام بالإثم، وطلبوا منه أن يتوب. وعندما أراد عليه السلام أن يُخمد نار الفتنة باُسلوب لطيف، ويُعبّئ الناس نحو الشام واصل الأشعث إثارته للفتنة، وحاول أن يُرجع المخدوعين الذين كانوا عازمين على الذهاب مذعنين بالحقّ إلى موضعهم الأوّل، فزاد بذلك إيقاد الفتنة.


[ شرح نهج البلاغة: 280:2.]




وهكذا زرع الأشعث بذرة الفتنة، واتّخذ سبيله مع أشخاص كثيرين، وخرج من جيش الإمام عليه السلام، وقصد الكوفة.


وكان الأشعث ملوّث النفس، سقيم الفكر، ذا موقفٍ معادٍ، واستطاع أن يمارس دوراً خبيثاً مؤثّراً في إثارة الفتنة إبّان حرب النهروان. وكان يتّخذ المواقف من منطلق الأهواء، والميول المادّية، والعصبيّات القَبَليّة متلبّساً برداء المعايير الإلهيّة والإنسانيّة، وحريّ بالذكر أيضاً أنّ الإمام عليه السلام عندما اختار عبد اللَّه بن عبّاس للتحكيم قال الأشعث: لا واللَّه، لا يحكم فيها مُضريّان حتى تقوم الساعة، ولكن اجعله رجلاً من أهل اليمن إذ جعلوا رجلاً من مُضَر، فقال عليّ: إنّي أخاف أن يُخدع يمنيُّكم؛ فإنّ عمراً ليس من اللَّه في شي ء إذا كان له في أمرٍ هوى.


فقال الأشعث: واللَّهِ لأنْ يحكما ببعض ما نكره وأحدُهما من أهل اليمن، أحبُّ إلينا من أن يكون بعض ما نحبّ في حكمهما وهما مُضَريّان.


وهكذا فالعصبيّة القبليّة والعريكة الجاهليّة التي كان عليها الأشعث وعدد من


أصحابه هي التي أوقدت فتنة النهروان بعد تلك الأحداث، ممّا أدّى إلى أن يُقرَن رجل أحمق غير واعٍ كأبي موسى الأشعري اليمني إلى رجل محتال ماكر مثير للفتن كعمرو بن العاص، ويبدّل من بعدها مجرى التاريخ الإسلامي!


نظرة عامّة


اسماء مسعّري الحرب



وصفت النصوص التاريخيّة والحديثية مثيري حرب النهروان بخمس صفات، هي:


المارقون



أوّل من نعتهم بهذا الاسم هو رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وذلك أنّه كان يرى بالبصيرة الإلهيّة بأنّ هذه الفئة بسبب تطرّفها الديني تمرق من الدين بسرعة بحيث لا يبقى عليها أيّ أثر من الآثار الحقيقيّة للدين؛ فقال في هذا المجال: 'يمرقون من الدين


[ يمرقون من الدين...' أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدّونه كما يخرق السهم الشي ء المرميّ به ويخرج منه، ومنه حديث عليّ: 'اُمرت بقتال المارقين' يعني الخوارج "النهاية: 320:4".]


مروق السهم من الرميّة؛ فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى


/ 40